د . ابراهيم الامين .... وازمة القيادة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 01:30 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-04-2011, 09:15 AM

محمد امين مبروك
<aمحمد امين مبروك
تاريخ التسجيل: 12-23-2003
مجموع المشاركات: 1599

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
د . ابراهيم الامين .... وازمة القيادة

    أزمة القيادة في المجتمع الأبوي (6)
    د. ابراهيم الامين
    الدين والدولة:
    خلال مرحلة طويلة من تاريخها لم تعرف البشرية أي تناقض بين السلطة الدينية والسلطة الزمنية.. ففي الحضارات القديمة كان الملك الآلة رمزاً للسلطة المقدسة ومصدراً لشرعيتها وكانت مهمة رجال الدين خدمة الملك أو الحاكم وإضفاء القداسة علي سلطته.. فالملوك هم الذين يغيرون الطقوس التي يشكلون مركزها.. بل الآلهة المعبودة التي يمثلونها.. ومع تزايد التداول ونمو الحضارة أخذ الاعتقاد في المجتمعات الشرقية سياقاً آخر أضفي عليه قدر من الاستقلالية عن إدارة الملك ألآله تجاوز به منطقة ونفوذه حتى أصبحت الدينامية الدينية تفرض علي الملوك أنفسهم تبني بعض النماذج التي تصبح سائدة شعبياً في المنطقة، ولكن هذا التبني لم يغير شيئاً في حقيقة السيطرة المطلقة للملك علي الوظيفة الدينية أو علي توجيه النشاط الديني سواء فيما يتعلق بتعين الكهنة أو بناء المعابد ورعاية الاحتفالات الدينية.. هذه الممارسة ضرورية للسيطرة علي العقيدة والتحكم في وسائل توظيف النشاط الروحي في تحقيق قبول السلطة والحكم وفي توحيد الجماعة وتنمية التضامن بينهم.. ربما لهذا السبب لم تعرف الحضارات القديمة ما هو معروف اليوم بالصراع بين الدين والدولة.. فالدين والدولة في خدمة الملك!!
    جدلية العلاقة بين الدين والدولة بدأ التداول حولها بظهور الأديان السماوية فهي التي أدخلت البشرية في مرحلة جديدة تغير فيها الكثير من المفاهيم التي كانت سائدة في مراحل سابقة وأحدثت تحولا حقيقيا في طبيعة الدين في وظيفته وفي غاياته.. فالدين التوحيدي شكل وعيا جديداً أهم معالمه تحرير فكرة الآلوهية عن الملك أو سلطة الدولة بإرجاع الملك إلي حجمه الطبيعي كبشر.. والارتفاع بصفة الإلوهية إلي مرتبة عليا.. هناك استحالة أن يصل إليها بشر أو يتصف بصفاتها. بهذا الفهم الجديد لطبيعة الدين وللعلاقة المتوازنة التي أحدثها لضبط الصلة بين الفرد والحاكم والفرد وربه أصبح الإنسان كائنا مستقلا قائماً بذاته وقابلا للاتصال بما هو أعلي دون وسيط أو اعتراف بمن يدعي الإلوهية من البشر ومن هنا جاءت فكرة قطيعة الأديان السماوية بالأديان السابقة لها ومع هذا التطور انهارت الإمبراطوريات القديمة وولد الإنسان من جديد كقوة مفكرة وعاقلة وفردية.
    مفهوم السلطة الدينية:
    يدعو الإسلام لتحقيق الغايات والأهداف التي جاءت بها الأديان السابقة له.. اليهودية والمسيحية.. فالإسلام جاء مكملا لا نافياً لها.. بفضل الديانات التوحيدية ورفضها للقهر والعبودية تغير مفهوم الدين من وسيلة لتقييد الناس واستعبادهم إلي مصدر للقيم الأخلاقية والروحية قيم التضامن والتعاضد والتراحم وهي التي حررت الفرد والجماعة من سيطرة فكرة الدولة القهرية المستبدة.. دولة الحكم المطلق والولاء المطلق للحاكم... إلي الإيمان المطلق بوجود قوة وسلطة عليا فوق سلطة الحاكم المستبد.. أعطي هذا التحول للشعوب قوة دفع مكنتهم من رفض ومقاومة الإمبراطوريات التي استعبدت الإنسان في السابق وما زال لها حضور في شكل أنظمة قمعية مستبدة في كثير من دول العالم الإسلامي وفي هذا مخالفة صريحة للدين الخاتم.
    الدولة في ظل الإسلام:
    الدولة بمفهومها المعاصر حديثة نسبيا بالنسبة للمسلمين... فالإسلام لم يتحدث عن نظام بعينة للحكم.. لذلك يجب أن نفرق بين الإسلام.. وتاريخ المسلمين في البداية.. ولدت النبوة عند العرب كحركة ثورية.. كان النبي صلي الله عليه وسلم قائداً روحياً وسياسياً وعسكرياً.. أي أنه يجمع في يده مهام الهداية والرعاية والحرب معاً.. حاملاً للرسالة ومتلقياً للوحي..هذه حالة استثنائية مرهونة بوجود الرسول صلي الله عليه وسلم ووجود الوحي الذي يجعل الجماعة مسيرة مباشرة يوم بيوم وساعة بساعة وقد نادي القرآن المسلمين باسمهم كأمة.. كنتم خير أمة أخرجت للناس.. وعندما توفي الرسول صلي الله عليه وسلم لم تطرح مشكلة السلطة السياسية والزعامة ولكن طرحت مشكلة الخلافة.. في تلك اللحظات الحرجة لم يخطر ببال أحد من الصحابة أن يبني دولة، أو أن يرث سلطاناً.. فالمطلوب هو الاستمرار في النهج المحمدي.
    لا يمكن أن يقال أن في الإسلام سلطة دينية.. لقد أهتم الإسلام ببناء الفرد المسلم والجماعة وأداته..الإرشاد والهداية أكثر من اهتمامه ببناء الدولة، بناء مجتمع صالح يعني.. سلطة ملتزمة بالقيم والمثل التي يعبر عنها هذا المجتمع فالإنسان المسلم المتمسك بإسلامه هو الرقيب علي نفسه (الرقابة الذاتية) خوفاً من الله لا من الدولة أو جهاز الأمن كما هو معمول به في صحف هذا الزمان بمعني أن الغلبة هنا للوازع الداخلي "الإيمان" لا الوازع الخارجي الذي تمثله الدولة.. فالدولة بعد أن تحولت إلي مملكة شكلت نموذجاً لخلافة صورية.. وظفت لخدمة الحاكم ولتبرير قراراته وأن تعارضت مع ما بشر به الدين ومع المصلحة العامة.. بهذا الفهم الدين تابع للدولة وخاضع لإرادتها ولإدارتها في ظل النظام الجديد(الملك) البعيد عن الدين تغيرت الكثير من المفاهيم التي كانت سائدة.. وقامت الدولة علي القوة والقهر ورعاية المصالح الدنيوية.. الدولة الجديدة لم يحدث فيها فصل بين الدين والدولة..الذي حدث هو إخضاع الدين والعقيدة لمنطق السياسة والدولة وتوظيفه لخدمة أجندة سياسية فيها ما يعارض الأسس التي قام عليها الدين، هنا يكمن الفرق بين الخلافة الراشدة حيث كان كل شئ موظف في خدمة العقيدة ونشرها حيث القدوة والورع والتقوى والتضحية والإيثار وبين الملك العضوض والدولة القائمة علي المصالح وعلي استخدام مختلف الوسائل لحمايتها وتنميتها وأن تعارضت مع روح الإسلام..العلاقة بين الدين والدولة والجدل حولها قديم جداً.. فالمسيحية بدأت دين هداية وتبشير وانتهت إلي كنيسة ودولة لكن المعركة حسمت في المسيحية الوسيطة لصالح الكنيسة ضد الدولة قبل أن تتحقق في الحقبة المتأخرة فكرة الفصل والتمييز المطلق بين سلطة الدولة السياسية وسلطة الدين الروحية.. بمعني أن الدولة قد انتصرت علي الكنيسة بعد حرب مدمرة. في الإسلام لا توجد مؤسسة أو سلطة دينية لذلك لم يتم الفصل بل تم إلحاق الدين كليا بالدولة ليصبح أداة في خدمة الدولة وأجندة الطبقة الحاكمة.. ربما لهذا السبب تدخلت الدولة في حياة الناس وأدي هذا إلي حرمانهم من الحقوق الأساسية التي كفلها الإسلام للمسلمين ولغير المسلمين لقد ولدت الدولة في العهد الأموي علي آثار ما أنتجه الدين.. فهي ليست أسلامية بمعني أن بنيتها وأهدافها وطرق ممارستها للحكم لا تتطابق مع ما أفضي به أو أقره الدين للدرجة أن بعض المؤمنين كانوا يرفضون تقديم البيعة للحكام.. وهي عند برهان غليون إسلامية فقط بمعني أنها دولة المسلمين كجماعة سياسية فهي أذن إسلامية من حيث هوية الجماعة والانتماء التاريخي والشارات العامة وليس من حيث المبدأ أو الغاية.. أن جوهر الدين هو الارتفاع بالإنسان فوق المصلحة الذاتية وتكوين أفق مثالي له وضميري يقيه من السقوط في الأنانية والشر. الدولة الإسلامية ليست إسلامية وإنما دولة المسلمين هنا يجب أن ننتبه إلي نقطة مهمة وهي لم يكن هدف الإسلام بناء دولة إمبراطورية فالدولة أي دولة تعبير ظرفي عن مجتمع مدني عن تطوره وتناقضاته وحاجته للضبط والتنظيم. ولا تشتق الدولة من نظرية دينية جاهزة أو مدنية بقدر ما هي نتاج لحركة تاريخية لذلك بلغة اليوم نجد أن من الصعب أن لم يكن من المستحيل أن يكون للآمة الإسلامية لاختلاف مجتمعاتها نمط واحد يطلق عليه الدولة الإسلامية أو الخلافة الإسلامية، لقد عرف الإسلام _ الخلافة_الإمارة والملك والسلطنة.. لذلك يجب عدم الخلط بين الاجتماع المدني والعقيدة الدينية.. دولة المجتمع الإسلامي التاريخي.. معبرة عن مشاكله وأزماته.. أي أنها دولة المسلمين وليس دولة الله بمعني أنها الدولة التي تجسد إرادة الله "الدولة الدينية" دولة المسلمين وغير المسلمين... والمسلم وغير المسلم كائن بشري الخطأ والصواب وارد عنده... وفي أي مجتمع.. إسلامي أو غير إسلامي مصالح متعارضة.. وقد استطاعت البشرية من إيجاد حلول مقبولة لها..عبر سلسلة من النظريات المتعلقة بتطور الحكم ومؤسساته.. إلي أن وصلت إلي صيغة لإدارة الاختلاف سلمياً في ظل نظام ديمقراطي..والإسلام وهو دين العقل ودين الفطرة.. ولم يخلق نظرية في الحكم السياسي المدني ولا في كثير من العلوم مثل الكيمياء والفيزياء لذلك فهو يدعو للاجتهاد.. والتطور ففي مسألة السياسة يقدم الإسلام مبادئ تربوية ملهمة للسلوك البشري.. وترك للناس حرية القرار وفي هذا تفسير لمعني الخلافة وأعمار الأرض.. نقطة هامة يجب الانتباه إليها وهي أن السلطة الدينية لا يمكن أن تتحول إلي سلطة بابوية مستبدة كما حصل للكنيسة في القرون الوسطي..فلا أحد يدعي العصمة، لقد أهتم الإسلام ببناء الجماعة وساعد إلغاء السلطة الدينية المعيقة للتواصل بين الإنسان وربة.. في تطوير قاعدة المساواة بين الجميع ومن هذه المساواة انبثقت قيم الحرية الفردية والمسؤولية الفردية في الأعمال الدينية والدنيوية. العلاقة بين الدين والدولة.. كانت في التاريخ الإسلامي علاقة تعايش لا اندماج، إخضاع الدين للدولة غير مقبول وإخضاع الدولة لسلطة دينية يعني تهميش الدولة وإضعافها والنيل من هيبتها.
    النزاعات التي عرفها التاريخ السياسي في بلاد المسلمين حول السلطة.. سبيلها المباشر غياب الشورى والتكلس والجمود والوحدانية التي كانت سائدة في ممارسة الحكم..التسلط والاستبداد ورفض تداول المسؤولية فتح الأبواب أمام القهر واللجوء إلي العنف للوصول إلي السلطة أو الحفاظ عليها..دون أي اعتبار لمصالح الناس أو مدي تطابق ما يقال بما هو مطبق علي أرض الواقع.
    لقد ترك موضوع تداول السلطة لتقدير الحاكم ومن هنا جاءت فكرة التوريث التي تعاني منها المجتمعات الإسلامية إلي اليوم..للدرجة التي أنتقل فيها التوريث المتعارف عليه من البلاد التي يحكمها ملك أو أمير إلي أنظمة حديثة..(جمهورية) هذه ظاهرة عربية جديدة ومستهجنة..وهي من إبداعات العرب والمسلمين.. وهكذا يبدو تاريخ السياسة الإسلامية في الوعي العربي في حالة تقهقر مستمر من نموذج ثورة العدل الإلهي المجسدة بالنبوة إلي نموذج الملك والاستبداد والقهر.
    استقلال الدين.. وقوة الإيمان الضامنة لهذا الاستقلال كانا المقوم الوحيد لفضاء السياسية الإسلامية ومع نضوب نبع الإيمان والتضحية لم يبق في الميدان إلا الدولة والاختلاف علي طبيعتها وشرعيتها أدي إلي ظهور تيار التشدد والتطرف (الإسلام السياسي) لقد أهتم الإسلام بالإنسان وبالعلاقة المباشرة بين الإنسان وربه.. وكان شعار العلماء في الحقبة الأولي..أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر، تغير مفهوم العلاقة واستقرت الأحوال علي مبدأ الاشعرية التي تطبع التاريخ الإسلامي به فيما بعد والخوف من الفتنة وهو الذي دفع الكثير من العلماء إلي تحريم الخروج علي السلطان.
    التأكيد علي انعدام العصمة أي افتراض الخطأ في المعرفة البشرية وفي التفسير.. احتكار السلطة والمعرفة في الغرب المسيحي هي التي مهدت للعلمانية والي نفي العصمة عند البشر وتأكيد مكانة العقل.. والعقلانية كقيمة إيجابية يمكن الاعتماد عليها.. هذا ما جاء به الإسلام فالإسلام جاء لتحرير العقل البشري.. والاعتراف بالتعددية المذهبية داخل الدين الواحد (الانقسام السياسي) يجب ألا يمس وحدة العقيدة.. فالسياسة في حالة تبدل مستمر بعكس الدين الذي يعني الثبات.
    في أوربا المسيحية حدث فيها انتقال من دولة دينية إلي دولة علمانية أي من وعي قومي مستند ألي الولاء لعقيدة مقدسة واحدة.. إلي ولاء قومي وضعي مبني علي تنازلات متبادلة سياسية..وقائم علي استبعاد أي مرجعية عقائدية في ممارسة السلطة عند الانتماء السياسي.




    ----------------------------------------
    نقلا عن صحيفة الجريدة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de