فى تحليل الادء الكلي لاقتصاد الانقاذ و تضامنا مع القطاع الزراعي المنهار

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 04:41 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-27-2011, 06:34 PM

Bakry Eljack
<aBakry Eljack
تاريخ التسجيل: 05-02-2003
مجموع المشاركات: 1040

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فى تحليل الادء الكلي لاقتصاد الانقاذ و تضامنا مع القطاع الزراعي المنهار

    اخوتي الاعضاء و القراء

    هذه سلسلة من خمس مقالات كتبتها فى عام 2008 و نشرت فى صحيفة اجراس الحرية خلال الفترة من مارس الي مايو 2008.
    اعتقد ان كل ما قلت فيها ما زال قائما بل واري ان ما اشرت اليه فى حينها قد وصل الي نهاياته المنطقية،
    سانشرها هنا تباعا لتوسيع دائرة المشاركة و لربما تجد هذه المقالات من يري فيها فائدة من حيث المعلومة او ادوات التحليل.،
    و ايضا للتضامن بشكل مباشر مع ازمة اهلنا فى الجزيرة فى محاولة
    اجهاض مشروعهم بعد ان تم استهدافه لسنوات من قبل الذين علي رؤوسهم الطير ومن والاهم.

    الي المقالات

    (عدل بواسطة Bakry Eljack on 03-27-2011, 08:45 PM)

                  

03-27-2011, 06:39 PM

Bakry Eljack
<aBakry Eljack
تاريخ التسجيل: 05-02-2003
مجموع المشاركات: 1040

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى تحليل الادء الكلي لاقتصاد الانقاذ و تضامنا مع القطاع الزراعي المنهار (Re: Bakry Eljack)

    السودان علي خطي نيجريا اقتصاديا

    1-5 الاقتصاد النيجيري من الكاكو و الفول السوداني الي النفط

    هذه سلسلة من خمس مقالات تتناول بالرصد و التحليل درجة التقارب فى مسيرة التنمية الاقتصادية بين نيجريا و السودان، فالذي يحدث فى السودان الآن هو ما حدث فى نيجريا فى اوائل السبعينات، تحديدا عقب الطفرة التاريخية فى اسعار النفط فى عام 1973.فى حقيقة الأمر أن اوجه التشابه بين نيجريا و السودان كثيرة و متعددة، فالتنوع العرقي و الاثني و الديني من السمات الرئيسة المكونة لنيجريا كما السودان وازمات ما بعد الاستقلال تكاد تكون متطابقة، فعندما خرج المستعمرون البريطانيون الذين هم انفسهم من كان يدير دفة بلادنا خلال ما يربو عن نصف قرن. دخلت نيجريا تجربة الحرب الاهلية فى عامي 68-70 من القرن الماضي اي بعد رحيل المستعمر بثمان أعوام ودخل السودان فى وحل الحروب الاهلية قبل عام من اعلان الاستقلال رسميا. بالرغم من التشابة الكبير فى اختلال العقد الاجتماعي المكون للدولة الوطنية الموروثة عن الاستعمار فى نيجريا و هو ذات السبب الذي مازال يلهب نيران الحروب الاهلية المشتعلة فى بلادنا الا أن هذا لا يعني باي حال مسؤلية المستعمر عن استمرار هذا الخلل و ان كانت سياساات المستعمر قد اسهمت فى تعميق الازمة فخمسون عاما من الاستقلال تبدو أكثر من كافية لاحداث تغيير و تخليق مشروع وطني و التواضع علي عقد اجتماعي يتعامل مع الازمات الموروثة بشيء من العقلانية و الحكمة الغائبتين عن حلبة الصراعات السياسية فى بلادنا. لم تتخلص نيجريا من التوترات الاثنية حتي هذه اللحظة بل أن نظامها السياسي بجله قد بني حول هذا التكوين اما نحن فما زلنا نعاقر خمر تخبطنا السياسي الذي اضحي خاصية اصيلة فى مكون الدولة السودانية المتآكلة. وفي شأن التشابه ايضا فأن نيجريا قد حكمت 30 عاما حكما عسكريا بينما حكم السودان 38 عاما بواسطة انظمة عسكرية حتي الآن و اذا ما قامت الانتخابات المنصوص عليها في اتفاق نيفاشا فى العام القادم يكون نصيبنا 39 عاما من الحكم العسكري بالتمام و الكمال من اصل 52 عاما من عمر الدولة المستقلة. بما أن الحديث فى هذه السلسلة موجه فى الاساس الي السياسات الاقتصادية التي اختطتها الانظمة السياسية المتعاقبة فى نيجريا و الانظمة السياسية المتعاقبة ايضا فى السودان فنحن لسنا فى حوجة الي الخوض فى غمار تفاصيل ماهو سياسي، و ان كنا من المؤمنين أن الاقتصاد لم يفلت من قبضة السياسة ودروبها المعوجة اللهم الا فى النظرة المجردة و فى حالة الطبيعة Sate of Nature كما ورد فى ثروة الامم لآدم سميث. عليه سيظل تحليلنا اقتصاديا فى قراءته النقدية سياسيا فى روحه اذ لابد من التداخل بينهما طالما أن من ينظر للسياسية الاقتصادية بشكل او بآخر هو من يتحرك فى فضاء ما هوسياسي. تبلغ مساحة نيجريا 923,768 كيلومترا مربعا اي ما يقل بقليل عن نصف مساحة السودان، ما يعادل 32% من هذه المساحة هي ارض قابلة للزراعة منها 2,230 كيلومترا مربعا تزرع بواسطة الري المنتظم، و تعتبر نيجريا بلدا زراعيا فى الاساس، انتاج النفط بدأ فى نيجريا فى عام 1958 و فى عام 1960 بعد أن اصبحت نيجريا بلدا مستقلا كان نصيب عائدات النفط 1% من جملة الدخل القومي النيجيري و الي ما قبل عام 1973 كانت الصادرات الزراعية تشكل اكثر من 66% من صادرت البلاد بل كانت الصادرات الزراعية المصدر الاساسي للنقد الاجنبي، من ضمن هذه الصادرات الفول السوداني و الكاكاو االذين شكلا المحصولين النقديين الرئيسين. بدأت كارثة نيجريا مع الارتفاع غير المسبوق فى اسعار النفط فى عام 1973 الذي لم تضاهيه اي زيادات مماثلة الا فى العام الحالي. فارتفاع عائدات النفط نتيجة للازدياد غير المتوقع للاسعار جعل الكثير من السيولة تجري فى ايدي الحكام مما افسدهم الا أن الكارثة الاكبر كانت علي صعيد اداء الاقتصاد الكلي للبلاد ففى عام 1977 بلغ نصيب النفط ما يعادل 27% من جملة الدخل القومي النيجيري و اربعة اخماس الايرادات الحكومية كانت ايضا من عائدات النفط و باالرغم من أن مشاركة قطاع النفط تراجعت الي 20% فى الوقت الراهن الا أن عائدات النفط تشكل 95% من حجم التبادل الخارجي و 65% من ايرادات الميزانية العامة للدولة و هو ما يجعل الاقتصاد النيجيري اقتصادا يعتمد بدرجة كبيرة علي عائدات النفط وهو ما عرف ب Dutch Disease الذي يعرٌف علي انه ازدياد اعتماد اقتصاد اي دولة علي قطاع معين من قطاعاتها الاقتصادية و فى السنوات اللاحقة اصبح يعرف بعقدة النفط Oil Syndrome وعلي الرغم من أن جملة عائدات النفط فى نيجريا قد بلغت 200 بليون دولار ما بين الاعوم 1973 الي العام 1990 فى حين أن جملة مديونية نيجريا الخارجية لم تتجاوز ال 33 بليون دولار اي حوالي 16.5% من عائدات النفط ما بين عامي 1977 الي 1990، الواقع يقول أن حوالي 63% من ال130 مليون نسمة من جملة سكان نيجريا يكسبون حوالي دولارين يوميا و حوالي 50% من عدد السكان يسكبون اقل من دولار يوميا اي ما يعرف بالفقر المضقع. الاسئلة الحائرة كثيرة و علي رأسها ماذا حدث فى نيجريا؟ لمَ لمْ تتحقق التنمية الاقتصادية المنشودة و المبكي عليها؟ فالسياسة الرسمية للدولة كانت تقوم علي ركيزتين اساسيتين هما تراكم راس المالcapital accumulation و بديل الاستيراد import substitution ، فحجم عائدات النفط و جملة الديون الخارجية تقول أن الركيزة الاولي قد تحققت فكون أن جملة الديون الخارجية خلال خمسون عاما لم تتجا وز ال 16.5% من عائدات النفط دليل علي أن ازمة التنمية فى نيجريا لم تكن لغياب رأس المال بل ربما لكثرة توفره اما التركيز علي الصناعات المحلية كبديل للاستيراد فقد مثل الركيزة الثانية ورغم ذلك لم تتطور نيجريا لا صناعيا و لا زراعيا بل أن حاليا جملة واردات نيجريا من المنتوجات الزراعية تبلغ 10 بليون دولار و اصبح استيراد كيلو الطماطم من جنوب ايطاليا اقل تكلفة من انتاج كيلو طماطم فى داخل الاراضي النيجرية الخصبة. واحدة من الاسباب التي ساهمت فى ديمومة حالة انعدام التمنية Sustainable underdevelopment ترجع الي النظريات الكلاسيكية لمفهوم التنمية الاقتصادية و الذي ظل لوقت طويل و الي هذه اللحظة فى كثير من الدوائر المؤثرة فى صناعة السياسات الاقتصادية العالمية يقوم علي فرضيات اساسية مستمدة من تجربة الدول المتقدمة و من المؤسف أنه لا توجد تجارب لدول متقدمة أخري، هذه الفرضيات تتمثل فى تضائل حجم النشاط الزراعي و انتقال المجتمع من مجتمع زراعي ريفي الي مجتمع صناعي مديني، ارتفاع نسبة النمؤ السكاني فى بدايات هذا التحول ثم تراجعها بشكل كبير بمجرد اكتمال التحول. هذه رؤوس وعموميات للفرضيات التي تقوم عليها نظريات التنمية التي اوصلت نيجريا الي هذا الفقر، ففى عام 1960 كان نصيب الفرد من الدخل القومي per capita GDP فى نيجريا اعلي من نصيب الفرد من الدخل القومي فى كل من الصين و الهند فرغم توفر الاموال الا أن نيجريا ظلت تنمو فى الاتجاه المعاكس علي النقيض من الصين و الهند اللتين نجحتا فى انتشال اكثر من 250 مليون فى كل منهما من حالة الفقر فى خلال العقدين الاخرين. اين السودان من هذه الارقام و المقارنات؟ ببساطة نحن الآن لا نستطيع بيع اي من منتوجاتنا الزراعية فى الاسواق العالمية لأن تكلفة انتاجنا تفوق الاسعار فى الاسواق العالمية و افضل مثال علي ذلك ان السودان يقوم باستيراد البيض و زيت الطعام من الشقيقة مصر و لكم فى الكريستال خير نموذج اما اسعار الدقيق فى اسواق السودان فهي اعلي منه فى الاسواق العالمية!!! امر لا اجد تفسير له فى قوانين الاقتصاد و لكن يمكن تفسير ذلك فى الاعيب السياسة" فساد الدولة"اذ أن الدولة دخلت كمحتكر لمصلحة صاحبي سيقا وويتا و ليتها احتكرت ذلك لنفسها. أين اوجه الشبه فى ما آلت اليه نيجريا و ما آلت اليه بلادنا ؟ هذه هي الاسئلة التي سنسعي فى المحاولة علي اجابة بعض منها عسي أن يفتح هذا أشرعة الحوار حول هذه القضايا التي لم تعد ذات سوق حار فى ظل احتدام الصراع السياسي و حالة الاستقطاب العرقي التي تعيشها البلاد. فقبل الدخول فى خلفيات تاريخية و طبيعة السياسات و الخطط الزراعية فى نيجريا و غياب مثيلاتها فى السودان لابد من القول أن جملة خسائر السودان من الصادرات الزراعية منذ منتصف العام السابق تقدر بحوالي 3 بليون دولار و بالرغم من صعوبة تصديق الارقام فى بلادنا لعدم وجود ارضية لصحتها او لقلة الدقة التي اعدت بها الا انها تتسق و منطق الاشياء، لماذا خسرت البلاد بعض صادراتها الزراعية؟ قاعدة ا ب ت ث تنمية اقتصادية، كما جُرٍب فى دول جنوب و شرق اسيا و غيرها و كما تعمل بذك اليابان والصين حتي الآن ضمن حزمة سياسات اقتصادية أخري، تقول انه ليس من مصلحة اي دولة نامية أن تسعي الي تعزيز اسعار عملتها مقابل العملات الاجنبية الصعبة و ذلك ببساطة لا تحتاج الي فلاسفة اقتصاديين يعود الي حقيقة اساسية هي أن ارتفاع قيمة الجنية السوداني فى العام الماضي مقابل الدولار الامريكي و غيره من عملات صعبة جعلت من تكلفة انتاج منتجات السودان الزاعية عالية اذا ما قورنت بالمعروض فى الاسواق العالمية و هو نفس الامر الذي جعل كلفة حصاد ما نزرعه اعلي من سعرما ننتجه فى السوق المحلي دعك من اي مدخلات زراعية اخري وناهيك عن السوق العالمية، و نواصل...

    (عدل بواسطة Bakry Eljack on 03-28-2011, 07:56 AM)

                  

03-27-2011, 06:42 PM

Bakry Eljack
<aBakry Eljack
تاريخ التسجيل: 05-02-2003
مجموع المشاركات: 1040

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى تحليل الادء الكلي لاقتصاد الانقاذ و تضامنا مع القطاع الزراعي المنهار (Re: Bakry Eljack)

    السودان علي خطي نيجريا اقتصاديا
    2-5
    القطاع الزراعي كبش فداء التنمية الاقتصادية المنشودة


    مواصلة لما ابتدرناه فى المقال الأول سنركز فى الحلقة الثانية من هذا السلسلة علي ما أصاب الزراعة فى نيجريا جراء التوسع المستمر فى قطاع النفط و الإهمال المباشر والغير مباشر للقطاعات الاخري، و بالأخص القطاع الزراعي. و هو ذات الداء الذي يصيب السودان هذه الأيام مع دهشة النفط و ثقافة الاستهلاك المنهكة و المهلكة. فى المقال السابق وقفنا علي حقيقة فى غاية اللامعقولية فى ظاهرها وهي كيفية تحوّل بلد مثل نيجريا بمساحة 295,605 كيلومتراً مربعاً من الاراضي الخصبة الصالحة للزراعة و التي يستغل منها حوالي 2,230 كيلومتر مربع بواسطة الري المنتظم، من بلد ثلثي صادراتة من المنتوجات الزراعية حتي منتصف سبعينيات القرن الماضي، الي بلد تصل وارداته من المواد الغذائية ما يفوق الـ 10 بليون دولار. ماذا حدث لالاف الكيلومترات من الاراضي الخصبة الممتدة فى الشقيقة نيجيريا؟ هل هكذا ذات صباح جفت ارحام السهول النيجرية المترامية حول دلتا نهر النيجر وغيرها، أم أنها ما زالت خصبة و بتحمل بالحلال و لكنها تفتقر للايادي المشمرة و حبات العرق الطاهرة التي تتلألأ كاللؤلوء علي جبين الزراع حين تنعكس عليها شمس خط الاستواء(؟)، طالما انه لا يمكن ان نوجه اتهام للشعب النيجيري بالكسل (وقد كثر حديث العربان عن كسل الزول السوداني وعدم حبه للعمل) و قلة انتاجه فهم من مدوا يد العون للسودان كايدي عاملة فى اوائل السبعينات وليت بلادنا تكون قبلة لكل البشر ونكون علي استعداد لمراجعة قانون الجنسية السودانية لنقبل و نحترم كل القادمون قديمهم و جديدهم وفقا لعقد اجتماعي نتراضي عليه جميعا يصون كرامة الجميع . اذن ما الذي حل بالاراضي النيجيرية(؟) الاجابة علي هذا السؤال لا يمكن ايجادها فى غياب التخطيط فنيجريا بلد عرف التخطيط الاستراتيجي منذ ان كانت تحت نير الاستعمار الانجليزي ففي عامي 1929 و 1940 ادرجت نيجريا ضمن القرار الاستعماري والذين نصا علي موجهات عامة حول كيفية تحسين اوضاع السكان فى المستعمرات البريطانية و لكن بعد أن نالت نيجريا استقلالها استمرت الحكومات المتعاقبة في حرصها علي وضع خطط تنموية تفصّل المتوقع من قطاع الزراعة فى البلاد. الخطة القومية التنموية الاولي غطت عامي 1962 – 1968 و فيما يختص بالزراعة اشارات الخطة الي انه: " قبول كل الحكومات الاقليمية والحكومة الفيدرالية مبدأ اعطاء الاولوية القصوي للزراعة و ذلك بتدريب الكودار العليا و الوسيطة العاملة فى المجال". عقب الحرب الاهلية التي خاضتها نيجريا تم وضع خطة قومية اخري لتغطي الاعوام 1970- 1974 و كل اهداف الخطة كانت تعبر عن روح ما بعد الحرب فكانت الاهداف تتمثل فى امة موحدة وقوية و تعمتد علي ذاتها، اقتصاد قوي و فاعل و بناء مجتمع تسوده العدالة. والخطة لم تتحدث اطلاقا عن القطاع الزراعي بل لم تحاول الاجابة علي ما الذي اصاب الخطة السابقة و اين ذهبت الاولوية التي اعطيت للزراعة(؟) فى خطة 1975-1980 بدات الدولة النيجيرية تعي حجم الضرر الذي اصاب القطاع الزراعي كنتيجة لارتفاع عائدات النفط فى مطلع السبعينات فبرغم من عمومية اهداف تلكم الخطة الا أن التركيز علي بناء اقتصاد متنوع كانت اهم ما ميز الخطة. ومنذ ذلك التاريخ و الي هذه اللحظة كما فى الخطط القومية لاعوام 1981-1985 و 1988-1992 والي أن تبنت نيجيرا مدخلا جديدا للتنمية الاقتصادية ظلت كل النخب الاقتصادية النيجيرية و حكوماتها المتعاقبة تتحدث و تحلم بانهاء حالة الاعتماد علي قطاع النفط و العمل علي تنويع النشاط الاقتصادي باحياء و تفعيل القطاع الزراعي و كل هذه المجهودات ذهبت ادراج الرياح، اذ ما زالت نيجريا تعاني من الاعتماد الكبير علي النفط فى ايرادات الخزينة العامة وفى ميزان المدفوعات. لماذا لم تفلح نيجيريا فى اسعاف بقية قطاعاتها و تحقيق هدف مثل تنويع النشاط الاقتصادي لاكثر من ثلاثة عقود(؟) بقليل من التركيز يمكن لاي مراقب ان يلاحظ ان الاسباب التي اقعدت بنيجيريا من تحقيق التنمية الاقتصادية هي الاسباب نفسها التي جعلت نيجيريا تفشل فى احداث النقلة و التغيير البنيوي فى اعادة بناء اقتصادها علي اسس تتجاوز" لعنة النفط". فالاسباب التي جعلت السودان يخسر قدر كبير من صادراته الزراعية نتيجة للتفكير الهتافي فى السياسة و الاقتصاد هي ذات الاسباب التي جعلت من نيجيريا اكبر مستورد للمواد الغذائية تاركة سهولها الخصبة تتعشق لمن يتصبب عرقا و يخرج خيرات ما في جوفها. كلما قرأت شيئا عن نيجيريا يترآي السودان بين السطور. فلم تنجح اموال النفط فى بناء قطاع صناعي فى نيجيريا بل ان اولي مشكلات القطاع الصناعي فى نيجيريا هي مشكلة الطاقة التي لا ادري كيف يمكن فهمها فى بلد ينتج ما يفوق المليوني برميل من الذهب الاسود يوميا. السودان اكتشف حديثا احتياطات بترولية تقدر ب 1.6 بليون برميل ( فى عام 2011 تقدر احتياطات النفط ما بين 6 الي 7 بليون برميل) و حوالي ال 85 بليون متر مكعب من الغاز الطبيعي و لكن الشيء الذي يعرفه السودان منذ عشرات السنين ان به اراضي زراعية خصبة تبلغ ال 166,320 كيلومترا مربعا يستغل منها فى محصولات دائمة حوالي 2,230 كيلومتر مربع. السودان يملك 11 مليون نسمة من الموارد البشرية فى سوق العمل يعمل منها 80% فى القطاع الزراعي و 7% فى القطاع الصناعي و 13% فى القطاع التجاري. و رغم كل هذه الخيرات الزراعية و البترولية و رغم تعدد شركات الموبايلات و ارتفاع البنايات و تكاثر غابات الاسمنت و حديث بعض مثقفي القشور عن تنمية تحدث فى السودان الا أن ما يربو عن 40 % من سكان السودان المقدرون بحوالي ال 40 مليون نسمة يعيشون تحت خط الفقر اي يكسبون ما يقل عن دولارين يوميا , ان معدل وفيات الاطفال حديثي الولادة فى السودان يعتبر من اعلي المعدلات دعك عن الالاف التي ما زالت تموت من الملاريا ذاك المرض الذي يكاد أن ينقرض فى ذاكرة البشرية. ارتفاع معدلات الفقر فى بلد غني كنيجيريا لم تكن نتاج المصادفة البحتة بل هي محصلة طبيعية لسوء التخطيط و سوء ادارة الاقتصاد الكلي فانهيار القطاع الزراعي نتيجة للسياسات التنموية التي ركزت علي الحضر ووهم الطفرة الصناعية هما المسؤلان مباشرة عن ازدياد معدلات الفقر، فمن الطبيعي أن يؤدي تدمير قطاع يخدِّم اكثر من 80% من القوي العاملة فى نيجيريا الي ارتفاع معدلات الفقر وسط سكان الريف العاملون فى الاساس فى القطاع الزراعي. اما وهم بديل الاستيراد Import substitution فى ظل اقتصاديات العولمة هو ضرب من ضروب اليوتوبيا اللاتاريخية، كل العالم اليوم يتحدث عن حدود مفتوحة و قوانين صديقة للتبادل التجاري والغاء أو تخيفض التعريفات الجمركية، فكيف يمكن لدولة أن تحمي صناعاتها الاولية Infant industries برفع التعريفة الجمركية علي الورادات المماثلة لما يصنع محليا الامر الذي يتوقع منه ضمان السوق المحلي للصناعات المحلية. لم تفلح الصين و كوريا و سنغابور و غيرها من النمور الاسيوسة فى غزو اسواق العالم المتقدم والمتخلف علي السواء نتيجة لعامل الصدفة، بل بوجود عمالة ماهرة رخيصة و مدخلات انتاج بكلفة اقل، مما مكن منتوجاتها الصناعية أن تنافس من حيث الجودة و الاسعار فى اسواق العالم. كل هذا يجعل الحديث عن حماية الصناعات المحلية برفع التعريفة الجمركية علي الوردات فى ظل انتشار ثقافة الاستهلاك ضربا من الخيال، فمواطني هذه الدول يفضلون شراء المستورد الغالي السعر و لا يابهون الي السياسات القومية التي تسعي الي حماية المنتج المحلي الذي ربما لا يكون مؤهلا للمنافسة حتي محليا ناهيك عن دوليا. يحضرني فى هذا المقام ما قاله الاديب الروسي دوستفيسكي: "أن روسيا لم تكن بحاجة لقتل ستة ملايين نسمة من ابنائها من اجل تحقيق النقلة الصناعية "(!). و ما تبادر الي ذهني الان أن لا نيجيريا و لا السودان كدول كانتا فى حوجة الي تدمير قطاعيهما الزراعيين لتحقيق التنمية الاقتصادية بمفهومها التقليدي. و الامثلة علي ذلك كثيرة فهل تعتبر ايرلندا بلدا صناعي(؟)، اما اذا تسائلنا ما هي التنمية فى الاساس، والتي فى سبيل الوصول اليها يتم ادخال اكثر من نصف سكان نيجيريا و ما يعادل ال 40 من سكان السودان فى دائرة الفقر(؟) .... وللحديث بقية !!!!!!

    (عدل بواسطة Bakry Eljack on 03-28-2011, 08:10 AM)

                  

03-27-2011, 06:45 PM

Bakry Eljack
<aBakry Eljack
تاريخ التسجيل: 05-02-2003
مجموع المشاركات: 1040

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى تحليل الادء الكلي لاقتصاد الانقاذ و تضامنا مع القطاع الزراعي المنهار (Re: Bakry Eljack)

    الســـــــودان علي خطي نيجيريا اقتصاديا
    3-5
    اكذوبة النفرة الزراعية و التنين الصيني و صناعة الفوانيس

    اشتهر المصريون لمئات السنين باشعال الفوانيس سنويا خلال شهر رمضان، و التي كانت ولمئات السنين تصنع بأيدي مصرية، الي أن جاء التنين الآسيوي يوما ما و طرح نفس الفوانيس بتصميم اجمل و بخامات اجود و باسعار اقل عشر مرات من اسعار الفوانيس المصرية. عندها تسائل القوم كيف علم الصينيين بهذه العادة و استفادوا منها تجاريا(؟)، هو ذات السؤال الذي يجعل السودانيين يذهبون عشية العيد لشراء جلابية جاهزة (صينية) بدلا من الوقوف فى صفوف الخياطين و هو نفس ما جعل اجود الثياب السودانية ذات الاسماء الرنانة تصنع فى الصين، اوليس هذا محيرا علما بان الثوب النسائي السوداني لا وجود له فى العالم الا فى شاد موريتانيا و ارتريا و اثيوبيا الي حد ما. المسكوت عنه فى هذه السطور هو كم من العاملين فى مجال صناعة فوانيس رمضان قد وجدوا انفسهم خارج المنافسة بمجرد وصول الفوانيس الصينية الممتازة(؟) البعض يقول انه لابد من حماية المنتج المحلي برفع التعريفة الجمركية علي الوارادت الصينية، و هذا ما تفعله اوروبا الآن فعشرات البواخر المحملة بالمصنوعات الصينية تقف علي بعد كيلومترات من اكبر المواني الاوروربية و تُمنع من الرسو، حتي لا تخرب بيوت بعض العمال فى المصانع الاوروبية. التجارة الحرة امر فيه الكثير من الفوائد للدول القادرة علي الاستفادة من المناخ و من الغاء التعريفات الجمركية، اما نحن اهل النفرة الزراعية الزائفة واخونا الكاشف النيجيري، فربما سنستفيد من العوملة بشكل افضل اذا ما ركزنا علي ما نستطيع أن نجود و ما يحقق لنا افضلية فى السوق العالمي الذي هو حتما ليس النفط وحده و لا الصناعة بشكلها و مفهومها القديم. فكما ظلت نيجيريا تهتف و لكنها لا تعمل لاكثر من ثلاثة عقود من اجل فك عقدة اقتصادها المصاب بداء النفط، بدأت حكومتنا بالهتاف والعويل لانقاذ مسيرة البلاد الاقتصادية من النموء غير المتكافي بين قطاع النفط و بقية القطاعات الاخري. السودان مدين للنفط اقتصاديا بالكثير فعقد الثمانينات قد انقضي، و فى جعبتنا فضائح سياسية و اقتصادية جمة، ففي عام 1980 اضطرت حكومة النميري ومعاونيه للتعاقد مع شركة مراجعة بريطانية Morgan Grenfell لتعمل مع بنك السودان لتحديد ومعرفة ديون السودان الخارجية، فتأمل!!!، تراجع الناتج القومي المحلي GDP فى السودان خلال عقدي السبعينات و الثمانينات بحوالي 15% و النفط الذي بدا تصديره فى عام 1999 لعب دورا كبيرا فى تغيير حالة الركود التي لازمت الاقتصاد خلال عقد الثمانينات فنفس العام شهد فائض فى ميزان المدفوعات لأول مرة منذ النصف الاول من عقد السبعينات. فى العام 2004 استطاع السودان من استقطاب ما يعادل 5 بليون دولار كاستثمارات خارجية مسجلا اعلي معدل فى افريقيا فى ذلك العام(!)، لكن الطامة التي اتت مع هذه الاستثمارات هي أن اكثر من 80% من جملتها ذهبت فى قطاع النفط مؤكدة التركيز علي قطاع النفط دون غيره وبذلك اوائل القرن الحادي و العشرين بالنسبة لاقتصاد السودان تماثل اوائل السبعينات للاقتصاد النيجيري الذي بدأ اعتماده علي النفط فى التزايد مع الطفرة الكبيرة فى اسعار النفط فى ذلك الزمان كما اشرنا الي ذلك سابقا. والغريب أن نفس توقيت بداية اعتماد اقتصاد السودان علي قطاع النفط قد صوحبت بارتفاعات فلكية فى اسعاره، الامر الذي سيجعل كثير من السيولة تجري فى ايدي الحكومة التي لا تملك اي موجهات عملية كلية للنهوض بالاقتصاد القومي. مسيرة الانقاذ حافلة بالهتافات فيما يتعلق بالقطاع الزراعي فغزوات القمح فى مشروع الجزيرة وسيطرة الاجهزة الامنية علي المزارع و الحواشات ايام ما كنا نسمع " من لا يملك قوته لا يملك قراره"، فمثل هذه العقلية من المتوقع أن تهتم بالقطاع الذي يوفر القوت و يحمي الارادة و يأخذ بيد هذا القطاع الي المساهمة فى اقتصاد البلاد هذا اضافة الي انه القطاع الذي يستوعب اكثر من 80% من القوي العاملة فى البلاد. و لكن النتيجة كانت خصخصة و تدمير للمشروعات القائمة و سوء تخطيط و ادارة المشروعات الجديدة فالذي حل بمشروع الجزيرة و بمؤسسة حلفا الزراعية اكبر دليل علي الهتاف بدلأ من العمل الجاد القائم علي خطط منطقية قابلة للتحقق، فكانت النتيجة أن اصبح موظفو هذه المشاريع يقبضون مرتباتهم فى شكل محاصيل واصبحت مشكلة تمويل المؤسم الزراعي من المشاكل المتكررة سنويا مثلها مثل فيضان القاش و كأنما أن حكامنا يستيقظون من نومهم كل يوم بذاكرة جديدة لا تحمل معها ما حدث بالأمس تماما مثلما ظل صانعوا السياسة النيجيريون لثلاثة عقود يتحدثون و يحلمون بكيفية انهاء حالة الاعتماد علي النفط و بكيفية تفعيل القطاعات الاقتصادية الاخري، هكذا نسمع هتافا هنا و نعيق هناك فى شأن الطفرة الزراعية الكبري و التي لا يمكن أن تتحقق بركوب الناس اللواري و بظهور بعض المتنفذين فى الدولة و هم يشمرون عن سواعدهم للعمل فى الحقول بل يمكن أن تتحقق الطفرة بشيء من الحكمة و الصدق و المعرفة فى تصميم سياسات اقتصادية كلية متماسكة و منسجمة مع بعضها البعض و لا يمكن أن تتحقق النفرة الزراعية سواءا كانت صغري أم كبري دون العمل علي خفض كلفة الانتاج والتي لا يمكن أن تتحقق طالما أن الجنيه السوداني تزداد قيمته مقابل العملات الاجنبية، فلا الصين و لا اليابان و كوريا كشعوب باقل عزة و انفة منا حتي لا يفكروا فى تعزيز قيمة عملاتهم المحلية و لكنها لعبة التجارة الخارجية التي تقوم علي حسابات تكلفة الانتاج و الجودة والافضلية فى الاسواق العالمية اكثر مما تقوم علي الخطب الرنانة ذات السجع و الجناس و عائداتها جيوب خاوية و فقر متزايد وسط سكان الارياف العاملون بحرفة الزراعة. و مثلما حل بارياف نيجيريا من فقر و ضنك و ظلت ارضها بورا رغم خصوبتها فأن هذا هو مصير السواد الاعظم من سكان السودان، ومثلما نيجريا تستورد كل موادها الغذائية و منتجاتها الزراعية المحلية ولا تستطيع المنافسة حتي فى اسواقها المحلية فأن سمسم السودان وصمغه و ثروته الحيوانية ربما فى القريب العاجل ستفشل فى المنافسة المحلية فقد بدا بالفعل الفشل فى المنافسة الخارجية، و الذي اذهلني حقا هو أن اللحوم السودانية تباع فى مصر و يصطف الناس للحصول عليها باسعار اقل مما تباع به فى اسواق الخرطوم. فى الوقت الراهن. وكما قلنا أن النفط يمثل 95% من حجم التبادل الخارجي و 65 % من ايرادات الخزينة العامة فى نيجيريا مع العلم أن نيجيريا بدأت انتاجها النفطي فى عام 1958 اما فى السودان فنصيب النفط فى التبادل الخارجي لا يقل عن نيجريا باي حال اما ايرادات النفط للخزينة العامة في العام 2004 شكلت ما يقارب 62% مع الفارق أن تصدير النفط فى السودان لم يكمل عقده الاول بعد، هذا يقودنا الي التنبوء بما هو كارثي اسرع بكثير مما قد نعتقد فحالة الاعتماد و لعنة النفط اصابت نيجريا بعد اكثر من عقدين من بدء تصدير النفط و استفحلت الازمة خلال الاربعة عقود الماضية اما نحن فوصلنا ما يوازي حالة نيجريا فى اقل من عقد من الزمان و يبقي السؤال اين سنكون نحن من نيجريا عندما يكمل تصدير النفط عقده الرابع(؟). تجارب البشرية فى مختلف بقاع الارض و اركان المعمورة تقول انه لا يمكن التحول من اقتصاد زراعي الي اقتصاد صناعي هكذا بقرار و بجرة قلم، فهذه عملية تحتوي ضمن ما تحتوي تحولات اجتماعية و سلوكية بنيوية و تحتاج الي تحولات اجتماعية كبري ترتبط بطبيعة المناهج التعليمية وتخطيط التعليم واولويات البلاد فيما يتعلق بالتعليم، فانهيار النشاط الزراعي يمكن ملاحظة نتائجه بقراءة تاريخ اي اسرة فى معظم انحاء السودان خلال الثلاثة قرون الماضية ففي ذلك الزمان كان من الطبيعي أن تجد كل الاسرة تعمل فى حرفة الزراعة اما الجيل الثاني فقد انقسم ما بين من مضوا فى سلم التعليم و انتقلوا الي وظائف حياتية اخري و ما بين من اغترب و من ذهب الي اقرب المدن للعمل فى مهن هامشية لا تحتاج الي اي قدرات وبعض المهمشون يعملون فى حرفة الزراعة باجور زهيدة و يعود نصيب الاسد للمالك ( اقطاع مصغر) و هكذا تنمو دائرة كبيرة من القطاع الغير رسمي Informal Sector او ما عرف فى بعض كتابات النقاد الاجتماعيين ب دون الطبقة Underclass و هؤلاء هم الباعة المتجولين و منتظري عقود العمل للذهاب الي السعودية للعمل كرعاة. التحول الي مجتمع صناعي و اغفال النشاط الاساسي لاي مجتمع ينتج من بين ما ينتج ظهور القطاع الغير رسمي و الذي ربما يشكل اكثر من 50% من حجم النشاط الاقتصادي و هو نوع من النشاط الذي تتضرر منه الدولة و العاملين فيه علي حد سواء. ..... و لنا عودة

    (عدل بواسطة Bakry Eljack on 03-28-2011, 08:34 AM)

                  

03-27-2011, 06:47 PM

Bakry Eljack
<aBakry Eljack
تاريخ التسجيل: 05-02-2003
مجموع المشاركات: 1040

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى تحليل الادء الكلي لاقتصاد الانقاذ و تضامنا مع القطاع الزراعي المنهار (Re: Bakry Eljack)

    الســـــودان علي خطي نيجيريا اقتصاديا
    4-5
    أمــــوال البترول و ازدهار الفساد المؤسسي

    عدنا و العود أحمد و قبل أن ندلف الي العلاقة العضوية بين تدفق اموال النفط و الفساد المؤسسي دعونا نبتدر الحديث بالاخطاء التي صاحبت التخطيط التنموي فى نيجيريا والي اي مدي يمكن أن ينطبق ذلك علي السودان (؟) اولي المصاعب التي واجهت التخطيط التنموي فى نيجيريا تمثلت فى القدرات المحدودة لأي منظمة فالحكومة فى نهاية المطاف هي منظمة ضخمة و لكي تتمكن من انجاح اي خطة تنموية لابد لها من حشد الطاقات البشرية و المالية و باستثناء الظروف الحرجة ليس بامكان اي منظمة ان تحشد مجمل طاقاتها فى آن واحد. سبب آخر ذو علاقة بفشل التخطيط التنموي فى نيجيريا نتج من أن معظم الخطط المبكرة فى نيجيريا وحتي بعد استقلالها كانت تخدم اهداف استعمارية اكثر من خدمة أهداف وطنية بل أن مستشاري الحكومات الوطنية بعد الاستقلال كانوا مواطني من نفس القوي المستعمرة هذا لا يعني بالضرورة أن المستشارين الاجانب لا يقدمون نصح ذو فائدة قومية و لكن حدوث ذلك عقب خروج المستعمر يشير الي أن المستعمر خرج نظريا و لكن بقيت جيوبه الفكرية. مشكلة قلة المعلومات و عدم دقتها ايضا لعبت دورا كبيرا فى جعل الخطط التنموية تبني علي خبط عشواء فلا يمكن لخطة أن تنجح بدون صحة و دقة المعلومات التي ستبني عليها و فيما يتعلق بنيجيريا برزت مشكلة المعلومات فى طبيعة الاهداف الخيالية التي وردت فى معظم الخطط التنموية النيجيرية. بالاضافة الي كل ما ذكر هنالك اخفاقات اخري ساهمت فى الوصول الي هذا الفشل ومنها غياب الانضباط التنظيمي فى اجهزة الدولة و غياب المرجعية العامة لهذه الخطط الامر الذي افرز سياسة العرقيات و ضعف الدعم الجماهيري لكل هذه الخطط فى نيجيريا. السودان ايضا نال حظه من التخطيط التنموي ما قبل الاستقلال، فالخطة الاولي كانت لخمسة اعوام 1940-1945 و تم الحاقها خطة ثانية 1951 -1956 و كلا الخطتين افتقرتا الي اهداف مشتركة لتدمج و تكامل بين القطاعات المختلفة، عقب الاستقلال عرف السودان خطط يمكن تسميتها جزافا قومية لتحقيق التنمية فكانت اول خطة لتشمل الاعوام 1960 -1970 و خلال هذه الفترة تعاقبت علي السودان اربع حكومات : حكومة عبود العسكرية و حكومة سر الختم الخليفة الانتقالية ثم حكومة اليافع فى ذلك الزمان الصادق المهدي و ختمها النميري الذي استعان بالخبراء الروس لتصميم خطة مركزية لخمس سنوات ايام أن غشت الودان ريح الاشتراكية و سرعان ما تم تعديل الخطة بعد ان انقلب السحر علي الساحر و كانت يوليو و ذهب الحلم الاشتراكي ادراج الرياح وخلال تلك الفترة كانت البلاد تمشي علي حل شعرها اقتصاديا الي ان صممت خطة قومية اخري لتشمل الاعوام 1977-1983، و عقب ذهاب النميري عملت البلاد بخطة اسعافية تحت اشراف صندوق النقد الدولي الي أن اتت الانقاذ باستراتيجيتها القومية الشاملة 1992-2002. و كما كانت نتيجة تخطيط نيجيريا اقتصادا هزيلا و فقر متنامي و انهيار تام فى القطاع الزراعي و احلام التصنيع التي ذهبت مع الريح بوجود مشكلة الطاقة هكذا كانت نتائج هذه الخطط التنموية فى السودان فمصنع البان بابنوسة ما زال يعشعش فيه البوم و ذاك الذي فى واو لم تدور مكناته منذ أن ركبت الي هذه اللحظة. كانت هنالك اخطاء قاتلة لازمت التخطيط التنموي فى السودان و بشكل كبير لا تخرج عن الذي اقعد بنيجيربا من تحقيق اهدافها فمشكلة المعلومات كانت و لا زالت مشكلة جوهرية فى العالم الثالث ففى السودان هنالك اكثر من 40% من المواليد الجدد لا يتم ادراجهم فى اي سجل مدني و هذا من قبيل المثال لا الحصر هذا بالاضافة الي عدم الاستقرار السياسي الذي جعل كل وزير ياتي بخطته و يترك ما ابتدأه سلفه فى دهاليز واروقة قسم الارشيف بالوزارة و كل من خدم فى مصلحة حكومية سيكون علي علم تام بما نتحدث عنه. فى نهاية المطاف النتيجة كانت أن تبني مصانع بملايين الدولارات لا تعمل اوتتعطل فى وقت وجيز و كانت النتائج أن نفكر فى بناء خزانات اخري قبل أن نكمل التعلية فى الروصيرص التي كان يمكن أن توفر الكثير من الجهد و المال. وما آلت اليه حالة البلاد اقتصاديا ليس افضل باي حال من الذي آلت و تؤل اليه نيجيريا الآن و غدا. حتي العام 2005 كانت هنالك دولتان تتصارعان علي منصب الاول عالميا فى الفساد الادراي و المؤسسي للدولة هما نيجيريا و كينيا. و لكن بحمد رجالات الانقاذ الكرام البررة المأمونين علي خزينة البلاد وارواح العباد منذ العام 2006 اخذ السودان مكانه بين الأمم و طلع البرنجي عالميا فى ملف الفساد. العلاقة بين ازدهار الفساد المؤسسي او تزايد ايرادات النفط ليست صدفة و لا هي بالعلاقة الاعتباطية. فنيجيريا مثلها مثل السودان ورثت جهازا اداريا فاعلا لخدمة اهداف الامبراطورية البريطانية و لكنه ليس فاعلا لخدمة الاهداف الوطنية التي لم تكن اصلا قد تبلورت فى شكل مشروع وطني يعمل لنموء و تطوير البلاد. فعقب انتهاء الحرب الاهلية فى 1970 فى نيجيريا ظهرت رغبة فى التعاون و فى بناء ثقافة قومية نيجيرية توحد اقاليم البلاد حول اهداف قومية مشتركة و لكن ما أن تدفقت اموال النفط عقب ارتفاع اسعار النفط التي تحدثنا عنها سابقا و مع استمرار حالة تآكل و تضعضع اجهزة الدولة و التي لم تجد من يفكر فى اجراء اصلاحات ادارية بنيوية لاعادتها الي الحظيرة الوطنية و انهاء ارتباطها النفسي و التاريخي بالادارة البريطانية، و لكن ما حدث هو أن استغلت النخب السياسية حالة التضضع التي اصابت مؤسسات الدولة و بدلا من العمل علي اسعافها تم ترويضها لتخدم اهدافا سياسية لصالح النخب الحاكمة و من هنا دخلت نيجريا فى عالم لا حدود له من الفساد المؤسسي بل قويت شوكة اجهزة الدولة بهذا الفساد و اصبحت تشكل جماعة ضغط علي كل النخب السياسية التي ترغب فى البقاء فى السلطة. السودان ليس بعيدا عن هذه الصورة الكالحة فبنهاية السبعينات كانت مؤسسات الدولة قد دخلت فيما يعرف بالعجز المؤسسي institutional inertia و هو ما حدث فى نيجيريا قبل ان يتم ترويض هذه المؤسسات لمصلحة الاقلية السياسية الحاكمة. جهاز الخدمة المدنية فى السودان بمنتصف الثمانينات اصبح شبه مشلول و فى حالة استعداد الي أن يُروّض لمصلحة من يستطيع أن يدفع اكثر و بوصول الانقاذ الي السلطة فى 89 تم دق اخر مسمار فى نعش مؤسسات الدولة المتهاكلة باقصاء كل الخصوم السياسيين و غيرهم من غير الموالين، فكانت النتيجة تغيير فى ذهنية مؤسسات الدولة من مؤسسات قامت اصلا لتستجيب الي قضايا المواطن الي عقلية المالك و الآمر و باستمرار الاسلاميين فى ادماج مؤسسات و اجهزة الدولة الرسمية ومؤسسات الحزب اصبح من الصعوبة التمييز بين دور الفرد فى الحزب و دوره فى مؤسسات الدولة فمن الطبيعي أن تجد ديوان الزكاة و ديوان الضرائب يعجان بمن يرتدون الكاكي والذين علي علي رؤوسهم الطير فيصعب حينها التمييز بين الشرطة الشعبية و ديوان الضرائب والحزب الحاكم وهذه الحالة من التماهي هي ما اوصلت ديوان المراجع العام ان يصرح داخل برلمان الانقاذ -الذي ليس باكثر من احدي اجتماعات الحزب الحاكم سوي انه تم عقد الاجتماع فى مبني الجمعية التاسيسية- لاكثر من عامين متتاليين تحدث المراجع العام بأن هنالك مؤسسات حكومية رفضت اخضاع سجلاتها الي المراجعة و أن التي قد خضعت للمراجعة بها تجاوزات وصلت فى احد الاعوام الي اكثر من 400 مليار دينار منها ما يعادل ال 350 مليار دينار اختلاس مباشر من خزينة الدولة و ما تبقي هو سوء ادارة المال العام و هذه يمكن أن يكون فيها قولان. هذا مع العلم أن المراجع العام ليس جهة محايدة باي حال و لكن اذا كان هذا تقرير جهة ممكن أن تكون قد ارغمت علي السكوت علي الكثير من هذه التجاوزات فلنا أن نتخيل ان الفساد اكبر بكثير من الذي اعلن داخل اروقة برلمان الانقاذ، النتيجة كانت لم يسرق احد!!! لم يفتح بلاغ ضد اي موظف و اغلق الملف و كأنما لم يحدث شيئا. فى نيجيريا الآن هنالك ما يعرف بلوردات النفط علي وزن لوردات الحرب و هؤلاء اللوردات يقومون ببيع اكثر من 500 الف برميل يوميا من جملة ما تنتجه نيجيريا لمصالحهم الخاصة جدا و الامر لا يتطلب اكثر من أن يقوم اللورد بدق انبوب اخر ياخذ من الانبوب الرئيسي فى اي مكان وضخ اي كمية الي بواخر خاصة تقوم بتصدير النفط لمصلحته و كل هذا يتم تحت سمع و بصر الدولة وأجهزتها و كل الذي تفعله الدولة هو تكوين هيئة لمحاربة الفساد و اول جهة تحتاج الي تطهيرها من الفساد هي هيئة محاربة الفساد و هكذا اضحي الفساد سمة من سمات الدولة وهو ما يعرف بالفساد المؤسسي institutional corruption الامر بعينه يحدث فى السودان حينما نعلم جميعنا بما يدور فى مؤسسات الدولة بما في ذلك اجهزة الدولة العدلية ( كما يحلو لبعض متنفذي الانقاذ تسميتها) التي لا تحرك ساكنا بل الكثير من الدوائر تشير الي ان الحكومة تبيع من النفط أكثر مما تعلنه للعامة و هذا يمكن أن يكون صحيحا و يمكن أن يكون خطأ و لكن غياب مبدأ المحاسبة و تاريخ الانقاذ الطويل فى استزراع الفساد و جعله جزء اصيل من مؤسسات الدولة يجعل الجو ملائما لتصديق اكثر من ذلك. قولو لي بربكم الا يبدو جليا أننا نمضي علي خطي نيجيرا كوقع الحافر بالحافر؟ و نواصل

    (عدل بواسطة Bakry Eljack on 03-28-2011, 08:52 AM)

                  

03-27-2011, 06:49 PM

Bakry Eljack
<aBakry Eljack
تاريخ التسجيل: 05-02-2003
مجموع المشاركات: 1040

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى تحليل الادء الكلي لاقتصاد الانقاذ و تضامنا مع القطاع الزراعي المنهار (Re: Bakry Eljack)

    الســــــــــــودان علي خطي نيجيريا اقتصاديا
    5-5
    النفط و نمط الاقتصاد الريعي

    فى هذا المقال الاخير من سلسلة المقالات التي حاولنا فيها القاء الضوء علي الاتجاهات التي لازمت تطور الاقتصاد النيجيري ومقارنة راهن الاقتصاد السوداني بمراحل مختلفة من تلكم الحلقات التي عاشتها و تعيشها نيجيريا. فى هذا المقال الختامي ساحاول الحديث عن الكيفية التي تحول بها الاقتصادي النيجيري فى اقل من ثلاثة عقود الي اقتصاد ريعي و تحول كل الانظمة السياسية فى نيجيريا الي ما عُرف بـ Rent-seeking Regimes. و لنقرب الصورة للقاريء غير المتخصص او الملم بشأن الاقتصاد كعلم حيوي. المعروف أن اي عملية اقتصادية لابد لها أن تقوم من ثلاثة عوامل عرفت بعوامل الانتاج و هي الارض Land و راس المال Capital و الموارد البشرية او العمل Human Resources و لكل واحد من هذه العومل الانتاجية عائد فى اي دورة اقتصادية فالارض عائدها هو ما يعرف بالريع Rent و عائد راس المال هو الربح profit و العمل عائده الاجر wage او المرتب. لسنوات طويلة كان خبراء التنمية الاقتصادية فى حيرة من امرهم حول تصنيف دول الخليج النفطية فقد تم تصنيف العالم الي دول متقدمة و دول نامية و دول فى مرحلة انتقالية والأخيرة تشمل دول المعسكر الاشتراكي السابق و المكسيك. والاربعة عقود الماضية شهدت تحولات كبيرة فى خارطة الدول النامية خصوصا فى جنوب و شرق اسيا بينما ظلت افريقيا جنوب الصحراء و امريكا الاتينية تراوح مكانها في قائمة الدول النامية وما دونها. كان السؤال المحير دوما هل يمكن أن نعتبر دولة مثل قطر او الامارات دولا متقدمة بالمعايير التي وضعت لتصنيف دول متقدمة مثل امريكا و السويد و بلجيكا (؟)، و اذا لم تصنف دول الخليج كدول متقدمة هل يمكن تصنفيها كدول نامية، وهل يمكن مقارنة الاوضاع فى دول الخليج بمثيلاتها فى اقريقيا جنوب الصحراء(؟). بعد فترة ليست بالقصيرة صنفت هذه الدول علي انها دول ذات اقتصاد ريعي بمعني انه لا توجد دورة لعوامل الاقتصاد الثلاثة المذكورة اعلاه و انما يوجد نمط اقتصادي قائم علي الحصول علي ريع الارض ( النفط) و بيعه فى اسواق العالم و من ثم صرف هذه المبالغ علي اسر الامراء و من بعدهم ميزانية الدولة. و بالفعل فقد مضت جل دول الخليج تعيش فى دورة اقتصادية غير مكتملة لعقود من الزمان وهنالك من يعتقد انها ما زالت انظمة ذات اقتصاد ريعي و هنالك من يرون انه حدث تحول كبير فى هذه الدول و ان لم تكن نقلة نوعية الا انها اصبحت تدخل عائدات النفط فى دورات اقتصادية اخري مثل طيران الامارات و شركات الاتصالات و غيرها مما سيمكنها من الخروج من جهنم الاقتصاد الريعي. ولكي نتفادي التبسيط فلابد لنا من القول أن نمط الاقتصاد الريعي ليس فقط عدم تكامل عوامل الانتاج فى دورة اقتصادية كاملة واعتماد النظام الاقتصادي بمجمله علي عائدات النفط، بل هو منظومة سلوك إجتماعي/ثقافي/سياسي و اقتصادي له تاثيراته علي نمط الحياة و كيفية التعاطي مع متغيراتها. و لمقاربة الصورة فاني احيانا اتسائل هل مظاهر البذخ التي نشاهدها فى القنوات الفضائية من سيارات ال Hammer و غيرها هي فى متناول اي مواطن خليجي دون ادني حاجة منه او منها للكد و الاجتهاد؟ اذا اعتقدت أن اجابتك ستكون بنعم اذن انت ازاء فهم بعض المترتبات علي نمط الاقتصاد الريعي. ما علاقة نيجيريا و السودان بكل ما ابتدرناه عن نمط الاقتصاد الريعي؟ ذكرت فى مقال سابق أن عائدات نيجيريا من النفط ما بين الاعوام 1970 و 1990 بلغت 200 بليون دولار فى حين أن جملة ديون نيجيريا الخارجية خلال ما يقل عن الخمسين عاما لم تتجاوز 33 بليون دولار. لماذا تستدين الدول مثل هذه المبالغ اصلا؟ الاجابة بسيطة لاستثمار هذه المبالغ فى مشروعات تنموية منتجة سواءاً بنية تحتية او مصانع، بهذا المنطق اذا استطاعت نيجيريا أن تحصل من النفط ما يضاهي مديونيتها الخارجية باكثر من خمس مرات فاين ذهبت هذه المبالغ؟ و لماذا لم تتم اعادة استثمار هذه المبالغ فى دورة اقتصادية ربحية تنتج فرص عمل و ضرائب و ارباح تتكامل فى مجملها لانتشال نيجيريا من حالة التخلف التي تعيشها الان؟ الاجابة علي مثل هذه الاسئلة يمكن حصرها و تلخيصها فى ركنين اساسيين هما الفساد المؤسسي علي المستوي السياسي و الاداري و تحول نيجيريا الي دولة تعتمد نمط اقتصاد ريعي بجدارة، الي درجة انها لا تتورع من استيراد مواد غذائية بما يفوق الـ 10 بليون دولار سنويا و ارضها ممتدة لا تثمن و لا تغني ساكنيها من جوع!!! فنصيب النفط فى التبادل الخارجي 95% و نصيب عائدات النفط فى تمويل الميزانية العاملة للدولة ما يقارب ال 70%. اما السودان فهو يمضي و بخطي ثابتة نحو نمط الاقتصاد الريعي و ان تعالت الخطب حول النفرة الزراعية التي تحتاج الي خلق مقومات و ليس هتاف سياسي اجوف. اجمالي الدخل القومي السوداني يقارب الـ 90 بليون دولار و جملة مديونية السودان الخارجية حوالي ال 18.5 بليون دولار ( فى عام 2011 التقديرات تقول ان جملة الديون تقارب ال 24 بليون دولار) اما الطامة الكبري أن الديون العامة تبلغ فى مجملها 70% من اجمالي الدخل القومي و هذا ما يجعلنا نقول أن هذه البلاد اتوهطت بحمد الانقاذ فى طريق اقتصاد ريعي معبد، اما الادهي و الامر هو أن جملة مساهمة النفط كانت حوالي 80% من جملة صادرات السودان التي بلغت 6.90 بليون فى العام 2005 و بما ان السودان قد زاد من صادرات النفط و تراجعت الصادرات من القطن و السمسم و الصمغ العربي للاسباب المعروفة، فمن المنطقي أن نتوقع ان النفط الان يشكل ما لايقل عن 95% من جملة صادرات السودان. و نفس هذا النفط يشكل العمود الفقري لايرادات الخزينة العامة والتي ستفقد حصة كبيرة من الايرادات الضريبية كنتيجة طبيعية لتدهور بقية القطاعات الاخري نتيجة لارتفاع تكلفة الانتاج كمحصلة لتعزيز قيمة الجنيه السوداني. اذا كانت نيجيريا التي فقط تشهد توترات اثنية قد خبرت ظاهرة لوردات النفط و انتشار الفساد فى كل اركان الدولة و استمرار نمط الاقتصاد الريعي مع تزايد حدة الفقر فانه من الطبيعي أن نتوقع ظهور من هم اقوي من لوردات النفط وذلك لان السودان بشكل عام يمضي فى اتجاه ضعف و تضائل الحكومة المركزية و التي لا اظن ان بمقدورها حكم السودان اطول مما حكمت فهذا يؤكد أن الطريق ممهدا لنشهد عما قريب ظواهر مثل لوردات النفط، فى حقيقة الامر ان بلادنا ربما تكون قد شهدت الظاهرة و بشكل مؤسسي اذ لا يعلم كائن من كان فى السودان الكميات الحقيقية التي يصدرها السودان من النفط. فلنا أن نفترض أن الفارق بين ما يصدر و ما يعلن فى الميزانية العامة هو نصيب لوردات النفط المتنفذين و الضالعين فى صناعة الكثير من قرارات الدولة. المثير للشفقة هو حتي و ان علمنا او أعلمنا بأن هنالك من يسرق نصف ما يصدره السودان فماذا نحن فاعلون؟ لم تفعل الحكومة شيئا فى محاسبة من اختلس عنوة وبشهادة ديوان المراجع العام فهل لها أن تفعل فى محاسبة من يسرق بعض الالاف من براميل النفط الخام؟ الحكومة الراهنة لا يمكن محاسبتها علي شيء فنحن لا نملك الاليات لفعل ذلك و كل ما لدينا هو ان نرصد و نعري.. و كدليل اضافي الي تحولنا الي اقتصاد ريعي لكم دوننا ظاهرة الشغالة الفلبينية و العمالة البنغالية و ليته كان اقتصادا ريعيا بنسخته السودانية الاصيلة، هنالك الكثير من شعوب الارض التي تبحث عن عمل و العمل فى السودان ربما يكون مجزيا لبعض شعوب الارض دون الفلبينيون و البنغال و لكن كيف لنا فنحن اذ نصنع اقتصاد ريعي لابد لنا من المضي فى درب العربان و لذلك لابد لنا أن نستجلب الشغالة الفلبينية التي كان يمكن أن تكون برازيلية لو أن الامر هو من يعمل و السلام و لكنه سلوك الانظمة ذات الاقتصاد الريعي خصوصا عندما يعاني بعض منها من مركب الدونية المتجذر مثل الكثير من اهلنا فى السودان، اشد ما يخيفني أن اسمع كلمة كفيل فى السودان و كنت قد سمعتها ذات مرة عرضا عندما كنت اتحدث الي صديق من احد دول الجوار عن ان له كفيل سوداني ولا ادري ان كانت العقالات قد دخلت الي اسواق الخرطوم ام لا. و بما أنني ابتدرت هذه السلسلة بالحديث عن التداخل الكبير بين السياسة و الاقتصاد لا ادري ان كان بامكان السودان أن يشهد اصلاحا اقتصاديا دون أن يشهد اصلاحا سياسيا ولكن المؤكد من التجارب البشرية السابقة أن هذان امران يرتبطان ارتباطا وثيقا ببعضها البعض و يؤثران فى بعضهما البعض و ليس من المتوقع أن تنصلح الاحوال الاقتصادية فى البلاد من غير "استعدال" و اصلاح شامل لبنية و هيكل الدولة السودانية المتضائلة وكما قيل لا يصلح العطار ما خربه الدهر، بل لابد من مشروع وطني متكامل يعترف بالاخطاء و مستعد لدفع وتقديم تنازلات كبيرة ذات الافاق الضيقة علي المستوي السياسي، و الثقافي وهذا ليس فقط من اجل تحقيق عدالة اجتماعية و ثقافية و المضي نحو آفاق ارحب للتطور بل هو ضرورة تخدم مصلحة لوردات النفط والزراع الذين هجروا قسرا لان مثل هذا المشروع يتيح فرصة الانتقال الي حالة انتاجية ارحب و مخطيء من ظن أن الاوضاع يمكن أن تبقي علي ماهي عليه امد الدهر.

    (عدل بواسطة Bakry Eljack on 03-28-2011, 09:28 AM)

                  

03-27-2011, 06:52 PM

Bakry Eljack
<aBakry Eljack
تاريخ التسجيل: 05-02-2003
مجموع المشاركات: 1040

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى تحليل الادء الكلي لاقتصاد الانقاذ و تضامنا مع القطاع الزراعي المنهار (Re: Bakry Eljack)

    الآن ومع فقدان الكثير من عائدات النفط يبقي السؤال
    ماذا سيفعل المؤتمر الوطني و قد اجهض القطاع الزراعي من كل قدراته و خلق اجواء ادت الي ارتفاع كلفة الانتاج و لا وجود لعائدات مادية سريعة من سوق مالية و نفط ؟
                  

03-27-2011, 07:06 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10841

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى تحليل الادء الكلي لاقتصاد الانقاذ و تضامنا مع القطاع الزراعي المنهار (Re: Bakry Eljack)

    جهد مقدر وتحليل سليم
    أتمني العودة للمناقشة بعد شويتين كدا
                  

03-27-2011, 07:24 PM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى تحليل الادء الكلي لاقتصاد الانقاذ و تضامنا مع القطاع الزراعي المنهار (Re: Nasr)

    تحايا وأشواق
    جهد مقدر يابكري وهو يضع النظام الحاكم في موضع حرج ، وبالطبع لن يستطيع إيجاد إجابات
    معقولة لهذا السؤال :
    كيف سيدير النظام مفاصل البلد بدون موارد بعد فقدان البترول؟
    كل الحلول التي يلجأ لها من بيع للمؤسسات الوطنية لن تزيده غير
    مزيد من التوريط ...لك التحية

    وحمدله سلامة
                  

03-27-2011, 07:46 PM

قيقراوي
<aقيقراوي
تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 10380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى تحليل الادء الكلي لاقتصاد الانقاذ و تضامنا مع القطاع الزراعي المنهار (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    سلام يا بكري

    مررنا على سبيل التحية حتى اكمال القراية




    كيفك يا مان؟
                  

03-27-2011, 08:16 PM

Bakry Eljack
<aBakry Eljack
تاريخ التسجيل: 05-02-2003
مجموع المشاركات: 1040

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى تحليل الادء الكلي لاقتصاد الانقاذ و تضامنا مع القطاع الزراعي المنهار (Re: قيقراوي)

    Quote: جهد مقدر وتحليل سليم
    أتمني العودة للمناقشة بعد شويتين كدا


    الاخ NSR

    اشكر لك تشجيعك وحسن تقديرك

    فى انتظار عودتك لابتدار النقاش

    بكري
                  

03-27-2011, 08:31 PM

Bakry Eljack
<aBakry Eljack
تاريخ التسجيل: 05-02-2003
مجموع المشاركات: 1040

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى تحليل الادء الكلي لاقتصاد الانقاذ و تضامنا مع القطاع الزراعي المنهار (Re: Bakry Eljack)

    الاخ عبد المنعم ابراهيم الحاج

    Quote: كيف سيدير النظام مفاصل البلد بدون موارد بعد فقدان البترول؟
    كل الحلول التي يلجأ لها من بيع للمؤسسات الوطنية لن تزيده غير
    مزيد من التوريط ...لك التحية


    عساك بخير و الاسرة الكريمة

    اتفق معك فى أن بيع مؤسسات الدولة سوف لن يمكن من تمويل الفاتورة الامنية التي لا حدود لها
    و ليس للنظام من مصادر تمويل لاشباع رغبات النخبة من المنتفعين التي تري فى استمرار النظام خدمة مباشرة لمصالحها
    و لا يوجد مبرر لاي استثمار اجنبي للدخول الي ارض ملغومة و لا بوادر لاستقرار فيها ، فالاستقرار و العمالة الرخيصة و المدربة
    و توفر الخدمات المصرفية و المالية و انخفاض كلفة ادارة الاعمال هي الشروط الاساسية لاغراء اي استثمار خارجي
    عليه و كما هو الحال ستلجأ طغمة المؤتمر الوطني الي كل موارد الثراء العاجل (بيع مؤسسات الدولة) لتمويل هذا السلوك السياسي و الاجتماعي
    الذي خلقه واقع طفرة اقتصادية متوهمة تمثلت فى ارتفاع عائدات النفط نتيجة لارتفاع اسعار النفط فى السنوات الماضية و الآن وقد مضي الجنوب باكثر من نصف عائدات النفط
    المنطق يقول انه سيتم تجويع و قهر و سحل انسان السودان باكثر مما مضي الي ان تفشل الدولة عن تمويل فاتورة الحلول الامنية و هو ما سيسهم فى اكمال حلقات تصدع الدولة المركزية الظالمة
    طبعا يمكن للقوي السياسية الفاعلة(ان وجدت) من توظيف الظرف الراهن لبلورة رؤية و تجييش الناس لاجداث تغييرات جذرية يصبح فيها للناس الحق فى مواجهة مشاكلهم و تطلعاتهم
    وان لم تتقدم قيادة سياسية يصبح من المنطقي ان يبحث الناس عن مخارج فالموت بالرصاص و الموت بالمرض و الفقر و الجوع و الفاقة سيان وربما الموت من اجل هدف افضل من موت محقق بالصمت

    بكري
                  

03-27-2011, 08:37 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى تحليل الادء الكلي لاقتصاد الانقاذ و تضامنا مع القطاع الزراعي المنهار (Re: Bakry Eljack)

    تحياتي يا بكري وأشواقي

    شكرا للمقالات .... حتي تكتمل القراءة ....
                  

03-27-2011, 08:57 PM

Bakry Eljack
<aBakry Eljack
تاريخ التسجيل: 05-02-2003
مجموع المشاركات: 1040

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى تحليل الادء الكلي لاقتصاد الانقاذ و تضامنا مع القطاع الزراعي المنهار (Re: Gafar Bashir)

    يا قيقا

    تحايا و اشواق مماثلة
    عساك بخير و الاسرة الكريمة

    انا بخير و ما زلت اعافر و احافر عسي و لعل ان نحفر كوة للضوء علي سطح الجدار بعد متنا بالملايين علي سطحه علي قول اخانا منعم عمر عساه بخير اينما كان

    فى انتظار مساهمتك والتي اعتقد اني من واقع مشاهداتي جوما تاتي بسيطة الصياغة عميقة المضامين

    تحاياي
                  

03-27-2011, 09:32 PM

عمر ادريس محمد
<aعمر ادريس محمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2005
مجموع المشاركات: 6787

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى تحليل الادء الكلي لاقتصاد الانقاذ و تضامنا مع القطاع الزراعي المنهار (Re: Bakry Eljack)

    حتى نطبع ونقرء ..شكرا جزيلا يابكرى
    وشكرا لمؤتمر مشروع الجزير بفللى ..
    الخلانا شفناك , وناضمناك.. وسعدنا بلقياك
    تحياتى
                  

03-27-2011, 10:54 PM

Bakry Eljack
<aBakry Eljack
تاريخ التسجيل: 05-02-2003
مجموع المشاركات: 1040

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى تحليل الادء الكلي لاقتصاد الانقاذ و تضامنا مع القطاع الزراعي المنهار (Re: عمر ادريس محمد)

    الصديق جعفر بشير

    كثير الشوق
    ارجو ان تمدني بحسابك علي السكايب يا صديق فقد طال الوقت و قد آن الاوان لسماع تفاصيل اخبارك

    واتمني ان تعود بعد القراءة لفتح نافذة للضوء هنا

    تحاياي

    بكري
                  

03-27-2011, 11:48 PM

ibrahim alnimma
<aibrahim alnimma
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 5197

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى تحليل الادء الكلي لاقتصاد الانقاذ و تضامنا مع القطاع الزراعي المنهار (Re: عمر ادريس محمد)

    الاخ بكري الجاك تحياتي : سعدت جداً بهذه المقالات والمساهمة الواعية والمقدرة لك........... وكم تسآلت في نفسي كيف تستطيع دولة الجباية الاقتصادية ان تستمر هكذا ؟ رغم قلة معرفتي العميقة لعلم الاقتصاد ولكن بصراحة تفكيك وتبسيط العلم جعلته في متناول الاذهان غير الاقتصادية كحالنا.....شكراً لك عميقاً . وكم تمنيت ان تستغل مثل هذه الظروف لتوعية البسطاء بمشروع الجزيرة بمخاطر بيع المحصول كخطوة استباقية حتي تغلق امامها هذا الخيار الفتاك بسكان الجزيرة وشعب السودان علي وجه العموم...... مجدداً اشكرك
                  

03-27-2011, 11:55 PM

Mustafa Muckhtar
<aMustafa Muckhtar
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 547

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى تحليل الادء الكلي لاقتصاد الانقاذ و تضامنا مع القطاع الزراعي المنهار (Re: ibrahim alnimma)

    كم نحن في حاجة لمثل هذه المجهودات القيمة
    أتمني أن يكون لهذا الموضوع حظ كبير من النقاش بقدر أهميته
                  

03-28-2011, 01:56 AM

Bakry Eljack
<aBakry Eljack
تاريخ التسجيل: 05-02-2003
مجموع المشاركات: 1040

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى تحليل الادء الكلي لاقتصاد الانقاذ و تضامنا مع القطاع الزراعي المنهار (Re: Mustafa Muckhtar)

    اخونا عمر ادريس

    انا سعدت كثيرا بلقائك و بقية الشباب الرائع بفيلي و كان يوما منتجا و امسية في غاية الروعة

    فى انتظار عودتك بعد ان تكمل القراءة

    بكري
                  

03-28-2011, 03:21 AM

Bakry Eljack
<aBakry Eljack
تاريخ التسجيل: 05-02-2003
مجموع المشاركات: 1040

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى تحليل الادء الكلي لاقتصاد الانقاذ و تضامنا مع القطاع الزراعي المنهار (Re: Bakry Eljack)

    الاخ ابراهيم

    Quote: اخ بكري الجاك تحياتي : سعدت جداً بهذه المقالات والمساهمة الواعية والمقدرة لك........... وكم تسآلت في نفسي كيف تستطيع دولة الجباية الاقتصادية ان تستمر هكذا ؟ رغم قلة معرفتي العميقة لعلم الاقتصاد ولكن بصراحة تفكيك وتبسيط العلم جعلته في متناول الاذهان غير الاقتصادية كحالنا.....شكراً لك عميقاً . وكم تمنيت ان تستغل مثل هذه الظروف لتوعية البسطاء بمشروع الجزيرة بمخاطر بيع المحصول كخطوة استباقية حتي تغلق امامها هذا الخيار الفتاك بسكان الجزيرة وشعب السودان علي وجه العموم...... مجدداً اشكرك



    تحية علي المرور واتمني ان تكون محاولة تبسيط مفاهيم اقتصادية قد اثمرت وانها لم تخل بمضمون التحليل
    دولة الجباية و الريع لامناص لها من الانهيار حتي و ان لم يناوشها احد فمقومات استمرارها تتلاشي بشكل متسارع
    ولكن تركها تسرح و تمرح فى تدمير ما ورثناه من بنية الاقتصاد الوطني هو ما سيأتي علي كل اهل السودان بالوبال والفقر و الجوع و المرض سواء كانوا يعملون فى
    القطاع الزراعي أو الصناعي فكما تعلم لا توجد صناعة بدون مدخلات زراعية خصوصا لما يعرف بالصناعات الاولية التي
    هي من مقومات اقتصاد الدول النامية، فكما زكرت انه من قبيل العار و الفضائح الجليلة ان تستجلب دولة السودان خبراء لمعاونتها لمعرفة حجم ديونها الخارجية كما حدث فى اواخر عهد
    النميري و من العار الآن ان تستورد دولة مثل السودان الان البيض و الدواجن و الفواكه و زيوت الطعام بل وحتي المياه المعدنية المعلبة فى القوارير البلاستيكية
    والغريبة هنالك من يحدثك بتشدق أن الانقاذ خلقت طفرة اقتصادية فى السودان !!!
    اما أمر مشروع الجزيرة فالحديث فيه يطول و لكن باختصار شديد أن ما تعرض و يتعرض له مشروع الجزيرة هو مخطط مدروس ودقيق بدأ باظهار المشروع علي انه فاشل
    و لايمكن اصلاح حاله و لا يمكن رفع الانتاجية فيه و تم تصدير هذه الافكار للمزارعين انفسهم و من ثم اعداد الارضية للجزء الاخير من الخطة و هي اجهاض المشروع و تصفيته و بيع اراضيه
    وتحويلها لشركات صغيرة مملوكة لافراد (طبعا من رجالات الانقاذ) و ليس من المهم الملايين من الناس الذين تم و سيتم تشريدهم و نفي اسباب وجودهم فى تلك الارض.. الانقاذ الآن تشارف فى اكمال
    آخر حلقات التصفية للمشروع و قد آن الاوان للفعل لا للقراءة و التحليل.

    ودمت
    بكري
                  

03-28-2011, 05:29 AM

doma
<adoma
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 15970

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى تحليل الادء الكلي لاقتصاد الانقاذ و تضامنا مع القطاع الزراعي المنهار (Re: Bakry Eljack)

    شكرا حبيبنا بكري الجاك ومرحب بيك وبعودت الفكر المرتب والكلام المؤسس
                  

03-28-2011, 05:32 AM

مصطفى بابكر حامد

تاريخ التسجيل: 12-21-2003
مجموع المشاركات: 100

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى تحليل الادء الكلي لاقتصاد الانقاذ و تضامنا مع القطاع الزراعي المنهار (Re: Bakry Eljack)

    اخي وصديقي بكر الجاك
    لك التحية وانت تحلل هذه المعضلة التي وقع فيها المؤتمر الوطني وهي تجاهل القطاع الزراعي واختفاء القطن وايقاف مصانع الغزل والنسيج التي ظلت تمد العالم بكثير من المنتجات المعروفة بالجودة وتشريد العمال سواء كانوا في المشاريع الزراعية او المصانع ...
    القطاع الزراعي ظل يتدهور وهرب كثير من ابنائه الى اعمال اخرى .... فهل من مجيب يعيد ترتيب الدولاب من البدايةالى الحصاد
    وزارةالري .. اين وغيرها من السلسة المترتبة على القطاع الزراعي ...
    شكرا اخي على هذا المجهود هل يعيد مشروع الجزيرة خلوده الارض تجدد فمن يجددها ....................
    اخوك ود الجبل (ج.ج)
                  

03-28-2011, 05:41 AM

Bakry Eljack
<aBakry Eljack
تاريخ التسجيل: 05-02-2003
مجموع المشاركات: 1040

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى تحليل الادء الكلي لاقتصاد الانقاذ و تضامنا مع القطاع الزراعي المنهار (Re: مصطفى بابكر حامد)

    الاخ مصطفي مختار

    Quote: كم نحن في حاجة لمثل هذه المجهودات القيمة
    أتمني أن يكون لهذا الموضوع حظ كبير من النقاش بقدر أهميته


    تحاياي علي المرور
    وانا اشاركك التمني بأن يجد هذا الموضوع حظا من النقاش

    دمت

    بكري
                  

03-28-2011, 05:47 AM

Bakry Eljack
<aBakry Eljack
تاريخ التسجيل: 05-02-2003
مجموع المشاركات: 1040

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى تحليل الادء الكلي لاقتصاد الانقاذ و تضامنا مع القطاع الزراعي المنهار (Re: Bakry Eljack)

    الوالدة بت الفحل


    Quote: شكرا حبيبنا بكري الجاك ومرحب بيك وبعودت الفكر المرتب والكلام المؤسس


    اسعدني تواجدك هنا و اثلج صدري تعلقيك الانيق

    ودي و احترامي

    بكري
                  

03-28-2011, 08:53 AM

قيقراوي
<aقيقراوي
تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 10380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى تحليل الادء الكلي لاقتصاد الانقاذ و تضامنا مع القطاع الزراعي المنهار (Re: Bakry Eljack)

    Quote:
    القطاع الغير رسمي Informal Sector او ما عرف فى بعض كتابات النقاد الاجتماعيين بـ [ دون الطبقة Underclass ] و هؤلاء هم الباعة المتجولين و منتظري عقود العمل للذهاب الي السعودية للعمل كرعاة. التحول الي مجتمع صناعي و اغفال النشاط الاساسي لاي مجتمع ينتج من بين ما ينتج ظهور القطاع الغير رسمي و الذي ربما يشكل اكثر من 50% من حجم النشاط الاقتصادي و هو نوع من النشاط الذي تتضرر منه الدولة و العاملين فيه علي حد سواء.

    لووووول راس السوط هبشنا

    Quote: اما اذا تسائلنا ما هي التنمية فى الاساس، والتي فى سبيل الوصول اليها يتم ادخال اكثر من نصف سكان نيجيريا و ما يعادل ال 40 من سكان السودان فى دائرة الفقر(؟) ....


    نرجع لافتتاحية المقتبس الاول

    Quote:
    تجارب البشرية فى مختلف بقاع الارض و اركان المعمورة تقول انه لا يمكن التحول من اقتصاد زراعي الي اقتصاد صناعي هكذا بقرار و بجرة قلم، فهذه عملية تحتوي ضمن ما تحتوي تحولات اجتماعية و سلوكية بنيوية و تحتاج الي تحولات اجتماعية كبري ترتبط بطبيعة المناهج التعليمية تخطيط التعليم واولويات البلاد فيما يتعلق بالتعليم،

    نشافة الراس و القسر التلفيقي الاتعامل بيهو " المشروع الحضاري " - حيث لا مشروع و لا حضارة من اساسو - اترتب في تدمير مجموعة القيم و المفاهيم الاخلاقية للشعب الفضل دا. و ظهرت ممارسات ما اظن مارسهتا شعوب البشرية في تاريخها الاضل و الاشد كفراً ذاتو.
    مشيت المناقل في سفرتي الاخيرة للسودان لزيارة صديقنا " الطيب عبد الله - ابو البنية " .. لسه مخلوع مما سمعتو من ممارسات بعض التجار الجشعين .. اكيد بتكون بتعرف " نظام الشيل " لكن هل سمعت بـ " نظام الوردة "؟
    الربا الواحد داك اكثر رحمة و انسانية و اخلاقية منو

    تنمية ما هدفا الانسان طعما شنو؟
    لما يدمر الانسان .. فايدة تطاول البنايات و الشوارع و الكباري شنو؟
    برضو يكلمونا عن الحضارة و المشروعات؟



    -------

    قلت لي جينا البرنجي عديل 2006 .. برضو انجاز .. شفافية شفافية .. المهم مش دولي!
    عندي بقجة غبينة من رئيس البرلمان - تصدق رئيس البرلمان همسلف - البقول انو سمع ( شمار ساي ) انو اخوان الرئيس غنوا .. و بلزنا - نحن الشعب الوهم ديل - نمش نشتكي! .. و طمنا خالص انو الدنيا بخشها ضوء .. و المحكمة عادلة .. الرغيفة كبيرة و المواصلات فاضية .. سوري الاخيرة دي عادل امام ياخ! يا ريتو فعل كان على الاقل نقول انو فاهم برلمان يعني شنو؟
    ما يا هو يكون ما فاهم وظيفتو - ايو وظيفتو! و المؤقتة كمان - يا كمان يكون قايلنا عندنا قنابير

    Quote:
    بوصول الانقاذ الي السلطة فى 89 تم دق اخر مسمار فى نعش مؤسسات الدولة المتهاكلة باقصاء كل الخصوم السياسيين و غيرهم من غير الموالين، فكانت النتيجة تغيير فى ذهنية مؤسسات الدولة من مؤسسات قامت اصلا لتستجيب الي قضايا المواطن الي عقلية المالك و الآمر و باستمرار الاسلاميين فى ادماج مؤسسات و اجهزة الدولة الرسمية ومؤسسات الحزب اصبح من الصعوبة التمييز بين دور الفرد فى الحزب و دوره فى مؤسسات الدولة فمن الطبيعي أن تجد ديوان الزكاة و الضرائب يعج بمن يرتدون الكاكي وعلي رؤوسهم الطير فيصعب حينها التمييز بين الشرطة الشعبية و ديوان الضرائب و هذه الحالة من التماهي هي ما اوصلت ديوان المراجع العام ان يصرح داخل برلمان الانقاذ الذي ليس باكثر من احدي اجتماعات الحزب فقط تم عقد الاجتماع فى مبني الجمعية التاسيسية، لاكثر من عامين متتاليين تحدث المراجع العام بأن هنالك مؤسسات حكومية رفضت اخضاع سجلاتها الي المراجعة و أن التي قد خضعت للمراجعة بها تجاوزات وصلت فى احد الاعوام الي اكثر من 400 مليار دينار منها ما يعادل ال 350 مليار دينار اختلاس مباشر من خزينة الدولة و ما تبقي هو سوء ادارة المال العام و هذه يمكن أن يكون فيها قولان. المراجع العام ليس جهة محايدة باي حال و لكن اذا كان هذا تقرير جهة ممكن أن تكون قد ارغمت علي السكوت علي الكثير من هذه التجاوزات فلنا أن نتخيل ان الفساد اكبر بكثير من الذي اعلن داخل اروقة برلمان الانقاذ، النتيجة كانت لم يسرق احد! لم يفتح بلاغ ضد اي موظف و اغلق الملف و كانما لم يحدث شيئا.

    المراجع العام - نظرياً - مستقل
    لا اشكك في مهنيته ابداً .. و كتر خيرو ياخ انو تقاريرو مهنية تماماً و افصح فيهو انو في ( 4 ) جهات رفضت فتح دفاترها!!
    لكن هل رئيس البرلمان " مهني " .. هل برلمان بشكلو دا نرجى منو عمار!! .. دا ذاتو ما بطنع في مسألة التمثيل و النظام النيابي في عضمو .. اذا كان نواب الشعب - نظرياً - بقول ليك فلتقم صاحبة الحاجة الى حاجتها .. امشوا اشتكوا انتو المحاكم فاااااتحة 24 ساعة!! .. طيب انتو برلمان على شنو؟ بس تلفهفوا المخصصات ( لاحظ بتكلم بغض النظر عن " ذات الخجة" ). عشان كدا قاعدين نكورك بدور اكبر للجماهير المنتجة في الرقابة على الانتاج - إن وجدَ - و عميقاً في تجذير الديمقراطية نحو محتواها الاجتماعي.

    ياخ خليك من البرلمان و الكلام الكبار كبار - و الشاهد اقباس اعلاه - هو ذاتو هل في مؤسسة واحدة ما طالها [ الفساد المؤسسي institutional corruption ]!!؟

    تحياتي يا عزيز
                  

03-28-2011, 09:38 AM

Bakry Eljack
<aBakry Eljack
تاريخ التسجيل: 05-02-2003
مجموع المشاركات: 1040

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى تحليل الادء الكلي لاقتصاد الانقاذ و تضامنا مع القطاع الزراعي المنهار (Re: قيقراوي)

    الصديق ود الجبل

    Quote: اخي وصديقي بكر الجاك
    لك التحية وانت تحلل هذه المعضلة التي وقع فيها المؤتمر الوطني وهي تجاهل القطاع الزراعي واختفاء القطن وايقاف مصانع الغزل والنسيج التي ظلت تمد العالم بكثير من المنتجات المعروفة بالجودة وتشريد العمال سواء كانوا في المشاريع الزراعية او المصانع ...
    القطاع الزراعي ظل يتدهور وهرب كثير من ابنائه الى اعمال اخرى .... فهل من مجيب يعيد ترتيب الدولاب من البدايةالى الحصاد
    وزارةالري .. اين وغيرها من السلسة المترتبة على القطاع الزراعي ...
    شكرا اخي على هذا المجهود هل يعيد مشروع الجزيرة خلوده الارض تجدد فمن يجددها ....................
    اخوك ود الجبل (ج.ج)


    كيف حالك يا صديقي
    سرعان ما لمحت اسمك ظللت امني نفسي ان يكون هذا ود الجبل وكم سعدت ان اجد توقيعك ادناه و بالفعل خطرت بذهني رغبة الي فتة فول فى النشيشيبة
    عساك بخير يا صديق
    اتمني أن نتواصل عبر الايميل و الاسكايب
    و اشكرك علي مرورك من هنا و اسهامك فى اثراء الحوار

    بكري
                  

03-28-2011, 03:26 PM

مصطفى بابكر حامد

تاريخ التسجيل: 12-21-2003
مجموع المشاركات: 100

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى تحليل الادء الكلي لاقتصاد الانقاذ و تضامنا مع القطاع الزراعي المنهار (Re: Bakry Eljack)

    صديقي اشتقنا الى الفتة والى كل ما كان جميل في الزمن الجميل
    وانا اراجع ماكتبته من خلال قراءة لانني اعمل بحث او محاولة كتابة عن ما آلا اليه حال السودان الان فرأيت تعليقك الجميل الذي اعادنا الى سنين خلت وايام مرات ايام ابو الحسن وعمو وابكر وفؤاد والصادق وحمزة وليد وغيرهم من السلسلة التي تعيد لنا امجادوذكريات خالدة وتظل باذن الله خالدة وراسخة وانشاء الله تسجل وتوثق ... بس دايرة قعدة فتة بوش مع رز في النش
    شكرا ود الجبل

    (عدل بواسطة مصطفى بابكر حامد on 03-28-2011, 03:27 PM)

                  

03-28-2011, 03:48 PM

nada ali
<anada ali
تاريخ التسجيل: 10-01-2003
مجموع المشاركات: 5258

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى تحليل الادء الكلي لاقتصاد الانقاذ و تضامنا مع القطاع الزراعي المنهار (Re: مصطفى بابكر حامد)

    العزيز بكرى الجاك
    كل الشكر لهذه المقالات، و اتطلع لقراءتها ثم العودة للنقاش.

    ندى
                  

03-28-2011, 06:31 PM

Bakry Eljack
<aBakry Eljack
تاريخ التسجيل: 05-02-2003
مجموع المشاركات: 1040

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى تحليل الادء الكلي لاقتصاد الانقاذ و تضامنا مع القطاع الزراعي المنهار (Re: nada ali)

    Quote: لووووول راس السوط هبشنا


    يا قيقا رأس الصوت بس بل ان صوت الجلاد قد سحل ظهورنا بلا فرز فى كل اصقاع السودان


    Quote: مشيت المناقل في سفرتي الاخيرة للسودان لزيارة صديقنا " الطيب عبد الله - ابو البنية " .. لسه مخلوع مما سمعتو من ممارسات بعض التجار الجشعين .. اكيد بتكون بتعرف " نظام الشيل " لكن هل سمعت بـ " نظام الوردة "؟


    يا قيقا عسي أن يكون صديقنا الطيب عبد الله بخير لكن اصدقك القول سمعت بنظام الشيل و السلم اما نظام الوردة فهذا لا علم لي به، طبعا عرف المصريين قدرتهم الفائقة من خلق نكتة من اي شيء اما الشيء الذي يتمتع به السودانيين فهو قدرتهم علي السخرية من اي شيء فمسمي وردة يحمل فى طياته كوميديا سوداء تعبر عن الحال، ارجو شرح هذه الوردة

    Quote: تنمية ما هدفا الانسان طعما شنو؟
    لما يدمر الانسان .. فايدة تطاول البنايات و الشوارع و الكباري شنو؟
    برضو يكلمونا عن الحضارة و المشروعات؟



    ومعك نقول أن تنمية لا تخدم الانسان و ترتقي بحياته و تطلعاته و احلامه هي ليست بتنمية


    Quote:
    مراجع العام - نظرياً - مستقل
    لا اشكك في مهنيته ابداً .. و كتر خيرو ياخ انو تقاريرو مهنية تماماً و افصح فيهو انو في ( 4 ) جهات رفضت فتح دفاترها!!
    لكن هل رئيس البرلمان " مهني " .. هل برلمان بشكلو دا نرجى منو عمار!! .. دا ذاتو ما بطنع في مسألة التمثيل و النظام النيابي في عضمو .. اذا كان نواب الشعب - نظرياً - بقول ليك فلتقم صاحبة الحاجة الى حاجتها .. امشوا اشتكوا انتو المحاكم فاااااتحة 24 ساعة!! .. طيب انتو برلمان على شنو؟ بس تلفهفوا المخصصات ( لاحظ بتكلم بغض النظر عن " ذات الخجة" ). عشان كدا قاعدين نكورك بدور اكبر للجماهير المنتجة في الرقابة على الانتاج - إن وجدَ - و عميقاً في تجذير الديمقراطية نحو محتواها الاجتماعي.



    اتفق معك انه لولا هذه المهنية لما سمعنا باي من قصص الفساد التي لاحد لها و ان كنت تعلم أن ما لم تتم مراجعته هي المؤسسات ذات المزانيات المفتوحة و هي سرقة علنية فى وضح النهار، اما برلمان احمد ابراهيم الطاهر هو غير معني بمحاسبة الجهاز التنفيذي و مراقبة ادائه و كما قال رئيسه من قبل أن الرقيب هو الله و أن الرقابة الربانية افضل وسيلة و بهذا المنطق علينا أن نجعلهم يسرقون علي أمل ان يحاسبهم ربهم فى آخرتهم وفى هذه الاثناء نقتتل و نشرد و نجوع و نسحل، فتأمل !!! مستوي من الجهل و الكسل الذهني و الاستهبال السياسي والاستبداد يفوق التصور بل والضحك علي الله و كأنه اله عجوة عمر بن الخطاب الذي حمله فى جيبه و يأكله حين يجوع..

    تحاياي يا صديق

    بكري
                  

03-29-2011, 04:15 AM

Bakry Eljack
<aBakry Eljack
تاريخ التسجيل: 05-02-2003
مجموع المشاركات: 1040

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى تحليل الادء الكلي لاقتصاد الانقاذ و تضامنا مع القطاع الزراعي المنهار (Re: Bakry Eljack)

    Quote: كل الشكر لهذه المقالات، و اتطلع لقراءتها ثم العودة للنقاش.

    ندى



    العزيزة ندي

    يسعدني مرورك و اتشوق الي اثراء الحوار

    ودي و احترامي

    بكري
                  

03-29-2011, 10:50 AM

قيقراوي
<aقيقراوي
تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 10380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى تحليل الادء الكلي لاقتصاد الانقاذ و تضامنا مع القطاع الزراعي المنهار (Re: Bakry Eljack)

    الجميل بكري

    Quote:
    يا قيقا عسي أن يكون صديقنا الطيب عبد الله بخير لكن اصدقك القول سمعت بنظام الشيل و السلم اما نظام الوردة فهذا لا علم لي به، طبعا عرف المصريين قدرتهم الفائقة من خلق نكتة من اي شيء اما الشيء الذي يتمتع به السودانيين فهو قدرتهم علي السخرية من اي شيء فمسمي وردة يحمل فى طياته كوميديا سوداء تعبر عن الحال، ارجو شرح هذه الوردة


    لوووول نظام الوردة دا - حيث لا " ورد " هناك - المقصود مش الزهرة .. شذى زهر و لا زهرو ..
    ما في اي شذى و لا زهر من الاساس ..

    المقصود - و الله ثم الشواطين الابتدعوهو اعلم - هي الوردة بتاعة الصامولة عند الميكانيكيين و نجاري المسلح و الزنك .. و الغرض منها - في الاستخدام الاصلي - هو احكام قضبة الصامولة على المسمار المبروم في الاولى، و في حالة النجارين سد اي فرقة في الزنك تساعد في زوغان المسمار لما دونه.
    اها النظام دا " حرابة " عديل .. حاوي الراسمال مازال جرابنه مليان بحيلة و الف حيلة على الربا يا صديقي.
    و العهدة على محدثيي : هو نظام تمويل ربوي فايت الربا بهناك .. اظلم من الشيل في ارتفاع الـ ( ريت ) الجنوني رسمياً و شعبياً.. متجاوز المنطق و العقل و الاخلاق و الدين و العرف .. و اي حاجة تمت للانسانية بصلة. قد يصل معدل الفائدة لـ 5000% .. يعني تكون مزنوق ليك في تمويل بـ 7 مليون؟ توقع على كمبيالات بـ 300 مليون!! و دي حصلت.
    و يحكى انو - الالعن - انها وصلت لمرحلة - مش تمويل تجارة / صناعة - لدرجة من الانحطــاط لما دون الانسانية و هبشت قفة الخدار الواحدة ديك .. 20 الف بـ 100 الف مع الراتب .. تتضاعف في أي تأخير!!
    صدقت الرواية او كذبت، في نظري الكارثة في المعالجة - بغض النظر عن حجمها، الاكيد انها موجودة و ح اجيب ليك الشاهد ضمن الفقرة دي - المعالجة برضو ما ( اقتصادية ) و لا علمية من الاساس! .. الشاهد انو انشئت " محكمة الثراء الحرام " .. هيي! لكن دي ما حل كلو كلو!!!؟ .. عمرها التشريعات ما كان حل لمعضلات اقتصادية جسيمة.
    ليه الحل ما يخاطب جذور المشكلة؟ .. ليه ما يكون بريفنتف .. و قديمن قيل " الوقاية خيرون من العلاج "!
    مش احسن كان تتوفر حلول تمويل صغير؟ و ما شاء الله المنطقة منطقة انتاج ( زراعي / حيواني) و فيها صناعات خفيفة ( بسكويت/ صابون .. اللخ اللخ ).
    مش كان لخير البلد كوللللها تتوجه عايدات النفط لدعم الانتاج و تنويعه في بلد كان يوصف بأنه " سلة غذاء العالم " .. ليه الاجراءات الاخيرة التمت مع مصر الثورة في مجالات الزراعة .. المافي شنو عندنا!؟. انا مش ضد الخطوة .. لكن مش بقولوا الاقربين اولى بالمعروف؟ .. و الزاد غن ما كفى ناس البيت حِرِم على الجيران!
    لمتين الناس تكون متمركزة في الحلول القشرية الفوقية دي!؟ .. لمتين الكسل الذهني و فساد الذمم والضمائر دا!

    زي ما غنت الجميلة رشا شيخ الدين " معليش يا سودان" ... معليش شديد و الله
                  

03-29-2011, 07:26 PM

Bakry Eljack
<aBakry Eljack
تاريخ التسجيل: 05-02-2003
مجموع المشاركات: 1040

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى تحليل الادء الكلي لاقتصاد الانقاذ و تضامنا مع القطاع الزراعي المنهار (Re: قيقراوي)

    فتحي

    احييك علي تنويري بنظام الورطة اي الوردة و اتفق معك ان الحلول القانونية الفوقية التي لا تلامس جذور المشكلة عادة لا تجدي
    و لكني دعني اقول معك لا اظن أن الانقاذ و رجالاتها ارادوا خيرا بالبلاد و لكن لم تسعفهم الحظوط بالوصول الي الخطة اللازمة
    بل اوقن جازما انهم غير معنيين ما يحدث للانسان و للتراب طالما هم منتفعين و مسيطرين علي السلطة و المال

    تحياي يا قيقا

    بكري
                  

04-04-2011, 06:08 AM

Bakry Eljack
<aBakry Eljack
تاريخ التسجيل: 05-02-2003
مجموع المشاركات: 1040

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى تحليل الادء الكلي لاقتصاد الانقاذ و تضامنا مع القطاع الزراعي المنهار (Re: Bakry Eljack)

    تحاياي
    د. ندي علي و قيقا علي المساهمة

    سأعود الي المواصلة فى هذا الخيط فى اقرب فرصة ممكنة


    بكري
                  

04-06-2011, 01:01 PM

قيقراوي
<aقيقراوي
تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 10380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى تحليل الادء الكلي لاقتصاد الانقاذ و تضامنا مع القطاع الزراعي المنهار (Re: Bakry Eljack)

    فوق لمزيد من الاطلاع





    تحياتي يا بكري
    الى حين ميسرة
                  

05-29-2011, 08:59 PM

Bakry Eljack
<aBakry Eljack
تاريخ التسجيل: 05-02-2003
مجموع المشاركات: 1040

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى تحليل الادء الكلي لاقتصاد الانقاذ و تضامنا مع القطاع الزراعي المنهار (Re: قيقراوي)

    صديقي قيقاتحاياي علي الصبر الذي فعلا قد بل الابري

    الان وقد انتهت الزنقة( هذه ليست بزنقة القذافي) الي حين
    اتمني ان اواصل فى تحديث بعض الارقامو الاحصاءآت منذ العام 2008 و لنري حجم الدمار الذي طال
    الاقتصاد من جراء اللاتخطيط وو اللارؤية والفوضي

    ساواصل

    بكري
                  

05-29-2011, 09:41 PM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 25803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى تحليل الادء الكلي لاقتصاد الانقاذ و تضامنا مع القطاع الزراعي المنهار (Re: Bakry Eljack)

    سلام يا بكري،

    شايفك بقيت زول باردة ساااااكت زي منظراتية، مثقفاتية الجلابة، ضارب الضرا!

    وين صوت ام جقرة، والقربين، صواقعا كارة، هولة زمان؟

    خلاص يعني الدولة اتحررت او بقينا بس علي وضع برنامج اقتصادي او كده؟
                  

05-29-2011, 10:36 PM

Bakry Eljack
<aBakry Eljack
تاريخ التسجيل: 05-02-2003
مجموع المشاركات: 1040

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى تحليل الادء الكلي لاقتصاد الانقاذ و تضامنا مع القطاع الزراعي المنهار (Re: Bashasha)

    اخي بشاشا
    بعد أن قمت بعرض بعض الحقائق و مقدماتها النظرية فى عرف الانقاذ واسندتها بمحاولة لتحليل مقوماتها من منظور اقتصاديات التنمية
    كنت قد خلصت فى خاتمة هذه السلسلة بقولي هذا


    Quote: و بما أنني ابتدرت هذه السلسلة بالحديث عن التداخل الكبير بين السياسة و الاقتصاد لا ادري ان كان بامكان السودان أن يشهد اصلاحا اقتصاديا دون أن يشهد اصلاحا سياسيا ولكن المؤكد من التجارب البشرية السابقة أن هذان امران يرتبطان ارتباطا وثيقا ببعضها البعض و يؤثران فى بعضهما البعض و ليس من المتوقع أن تنصلح الاحوال الاقتصادية فى البلاد من غير "استعدال" و اصلاح شامل لبنية و هيكل الدولة السودانية المتضائلة وكما قيل لا يصلح العطار ما خربه الدهر، بل لابد من مشروع وطني متكامل يعترف بالاخطاء و مستعد لدفع وتقديم تنازلات كبيرة ذات الافاق الضيقة علي المستوي السياسي، و الثقافي وهذا ليس فقط من اجل تحقيق عدالة اجتماعية و ثقافية و المضي نحو آفاق ارحب للتطور بل هو ضرورة تخدم مصلحة لوردات النفط والزراع الذين هجروا قسرا لان مثل هذا المشروع يتيح فرصة الانتقال الي حالة انتاجية ارحب و مخطيء من ظن أن الاوضاع يمكن أن تبقي علي ماهي عليه امد الدهر


    و انت كتبت

    Quote: خلاص يعني الدولة اتحررت او بقينا بس علي وضع برنامج اقتصادي او كده؟




    انظر الي ما تحته خط فى صلب اقتباسي اعلاه من خاتمة المقال رقم خمسة اذا لم يسعفك الوقت بلاضطلاع علي كل المقالات.

    لا أري تعارضا بين الحوار و المثابرة علي تحرير الدولة (ان وجدت اصلا) و بين محاولة فهم ما قادت اليه سياسات التخبط الاقتصادي
    التي اتبعتها الجبهة الاسلامية اولا والمؤتمر الوطني لاحقا. فرغم الجروح والمحارق و التطهير الا أنه فى نهاية المطاف اذا انتفت مقومات
    الحياة للانسان كانسان ناهيك عن لونه و عرقه و دينه و ما حاق به من ظلم و قتل و تشريد فما جدوي الدولة حتي وان تحررت وهل يمكن أن تتحرر هذه الدولة اصلا دون أن تتوفر مقومات التنمية البشرية التي اصل اهتمامها الانسان.
    دعنا نواصل فى عدة مجالات و فى كل النواحي و لنعمل لتكامل هذه المجهودات فى تخليق مشروع بديل علنا ننجح فى رسم معالم للخروج

    لك تحياي و اتمني ان تكون بخير

    بكري

    (عدل بواسطة Bakry Eljack on 05-30-2011, 01:11 AM)

                  

05-30-2011, 11:39 AM

الصادق الزين
<aالصادق الزين
تاريخ التسجيل: 09-18-2009
مجموع المشاركات: 2690

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى تحليل الادء الكلي لاقتصاد الانقاذ و تضامنا مع القطاع الزراعي المنهار (Re: Bakry Eljack)

    الاخ بكرى الجاك ,

    تشكر على المقالات الدسمة التى تناولت بالمقارنة الاحوال الاقتصادية المترنحة فى دولتى نيجيريا و السودان الافريقيتين , ولعل اللافت الى النظر فى هذه المقالات هو استخدام المصطلح الاقتصادى فى اسلوب بسيط و سلس يسهل للقارئ فهمه و سبر اغواره ولعمرى هذا اسلوب يكشف عن مدى تعمق صاحبه وتمكنه من المادة موضوع النقاش فلك التحية . سنحاول تتبع اثر ما ذهبت اليه فى تحليلك عن الاداء الاقتصادى لحكومة الانقاذ لنتلمس من زاوية اخرى مكامن الاخفاق و الخلل الذى اوقعت الانقاذ نفسها فيه بقصد او دونه.

    لقد نجح الكاتب فى رسم صورة تحليلية حقيقية للواقع الاقتصادى السياسى فى بلدنا و فى هذا الشان يجدر بنا المقام ان نشير الى ان الاقتصاد و السياسة هما وجهان لعملة واحدة لا يمكن الفصل بينهم و قد نشا فى دراسة الاقتصاد ما يسمى بالاقتصاد السياسى او الاقتصاد و العلوم السياسية و هى دراسة تمزج ما بين علم الاقتصاد و علم السياسه و توظف ادواتيهما لتوضح مدى الارتباط و التاثر بينهما . عندما تسلمت الانقاذ الحكم عمدت فى بادئ امرها الى تبنى نظام الاقتصاد المغلق( كلوسد اكونمى) وهو نظام يمنع التداول التجارى الخارجى (الواردات الخارجية) و يوظف العوامل الاقتصادية داخليا و يعتمد على و جود ثلاثة قطاعات فقط فنجدها قد تبنت شعارات "ناكل مما ننزرع و نلبس مما نصنع" وهى شعارات ادت الى العزلة الاقتصادية لنظام الانقاذ فى تلك الفترة عما يجرى من انفتاح بين الاقتصاديات العالمية بفضل وجود ظاهرة العولمة و تقليص الحواجز الجمركية, هذه السياسة لم تسبقها دراسة كافية كعادة الانقاذيين فقاموا فى عام 1992 باستبدال مساحات القطن فى مشروع الجزيرة بزراعة القمح الشيئ نعم قد حققوا انتاجا و فيرا فى القمح لكن كان ذلك على حساب القطن السلعة النقدية الاولى فى السودان والتى يعتمد عليها فى الحصول على النقد الاجنبى لشراء المدخلات الانتاجية و الانسب كان ينبقى ان تتبع الانقاذ سياسة تنوع الانتاج تفاديا للاوضاع الغير متوقعة سواءا كانت داخلية او خارجية و ايضا من المشاكل التى لم تنتبه اليها الانقاذ وهى عدم وجود بنية تحتية كافية لاستيعاب المنتوج الوافر من القمح مثل صوامع التخزين او تعبيد الطرق و توفير الناقلات الى موانئ التصدير يعنى المسالة كما اشار بكرى تمت فى غياب التخطيط السليم! يضاف الى تلك العوامل عدم حسابها لاثر العوامل الخارجية للاقتصاد و هو تنافس الدول الاخرى المنتجة للقمح فى السوق العالمية فادت ذلك الى ما يسمى (بالبتلنيك) فى الاقتصاد فاضطرت الانقاذ الى حرق المحصول عندما فشلت فى التصدير و التخزين حتى يتثنى لها الاستعداد الى الموسم القادم ففقدت بذلك رؤوس اموال ضخمة صرفت صرفا عشوائيا فقلت السيولة من النقد الاجنبى لغياب سلعة الصادر الاساسية على نحو ما ذكرنا سابقا وزاد الطلب عليها مما ادى الى المزيد من تدهور قيمة الجنيه السودانى الذى قاد الى التضخم فدخلت البلاد فى ازمة اقتصادية. انعكس ذلك سلبا على مجمل الاوضاع الاقتصادية فى البلاد و ادت الى الكارثة. لجات الانقاذ كمحاولة منها لتدارك الموقف الى تبنى نظريات الاقتصاد الكلاسيكية و هى النظرية التى تفترض ان التوازن الاقتصادى يتم عند نقطة التوظيف او التشغيل الكاملة مع افتراض و جود او توفر السوق التنافسية الكاملة(توازن العرض و الطلب) فى غياب تدخل الدولة وهى اساس النظام الراسمالى الاقتصادى و لكن لا يخفى على احد عيوب هذه النظرية التى اثبتت ضعفها بعد حدوث ما عرف فى ادبيات الافتصاد بالكساد العظيم الذى كان فى1929 و لذلك ظهرت الى الوجود نظريات حديثة نادت بتدخل الدولة لاحداث التوازن المطلوب فى السوق لان قوى السوق و حدها لا تحدث التوازن و كما اشار بكرى و نسبة لظهور النمط الاحتكارى الشائه ادى اختلال ميكانيزم السوق لان المحتكر هو الذى يحدد كمية الانتاج و يحدد سعره فلابد من تدخل الدولة باستخدام االسياسات المالية او النقدية لاعادة توازن السوق . فبعد ازمة 1992 قامت الدولة بتبنى سياسة الخصخصة وهى سياسة بيع مؤسسات القطاع العام الى الافراد او الى المؤسسات بمعنى ايلولة ملكية مؤسسات اقتصادية ضخمة كانت تمتلكها الدولة الى القطاع الخاص هذه العملية ايضا تمت بطريقة عشوائية و غير مدروسة الهدف من ورائها ليس كما ادعى النظام وهو تفعيل هذه المؤسسات و زيادة طاقاتها الانتاجية و انما الهدف هو تمليك هذه المؤسسات الى افراد ومنتسبى الجبهة الاسلامية انذاك , تمشيا مع شعارات التمكين و اكبر مثال لذلك بيع المؤسسة العامة للاتصالات وقيام سوداتل فى محلها كان سعر البيع 5,000,000 مليون جنية فقط (تخيل) رغم اعتراض الوزير المختص انذاك ونرى الان بعد عشرين سنة قد بانت سوءاتهم فبداو يتشاجرون عبر الصحف و يلقيان اللوم على بعضهما البعض عندما قاموا ببيع اسهم هذه المؤسسة فى شركة الهاتف السيار (موبيتل) وهى شركة ايضا انسلخت من ظهر شركة سوداتل(شركة الاتصالات السودانية سابقا) وتمتلك سوداتل 16% من اسهمها تم بيع موبيتل الى الشركة الكويتية للاتصالات( زين) والان يزرفون الدموع فى ضياع الدجاجة التى كانت تبيض ذهبا بعد ذهاب كل البيض الذهبى الى المالك الاجنبى!! و فشلوا فى خلق مؤسسة موازية تعيد اليهم السيطرة على سوق الاتصالات رغم سوء النية طبعا هم باعو موبيتل و بداو فى تاسيس شركة سودانى و التى بشهادتهم تستخدم تقنيات اقل جودة بكثير من التقنيات التى كانت تستخدمها موبيتل فخسرت التنافس!! هذه اشياء تبين عقم التفكير الاقتصادى لدى نظام الانقاذ و النية المبيتة فى تحويل مؤسسات الدولة الاقتصادية الى مؤسسات الحزب , ورغم ان النظرية الاقتصادية الحديثة و رائدها (كينز) قد نادت بتدخل الدولة لحماية الطبقات الضعيفة و دعم او( سبسيدايز) بعض القطاعات كالتعليم و الصحة التى لا يستطيع المواطن البسيط من الحصول عليهما فى حالة تركهما لمؤسسات القطاع الخاص , لكن لم تهتم الدولة بذلك و نفذت ما كانت تنوى اليه . ادت عملية الخصخصة الى ظهور طبقة طفيلية متحكمة كما اشار بكرى احتكرت اليها الدولة السوق بمحاربة الراسماليين القدامى عن طريق زيادة الضرائب ومنع التراخيص بالاضافة الى زيادة التعريفة الجمريكية فى و جه الواردات مما افقر هذه الطبقة الاقتصادية القديمة التى كانت تتحكم فى السوق و افسح فى المقابل الطريق الى ظهور الطبقة الجديدة التى ووجدت الطريق امامها معبدا , فاذا حوربت الطبقة الاولى عن طريق الضرائب و الجمارك و منوعات التراخيص , استفادت الاخيرة من حماية الدولة لها بالاعفاءات الضريبية و منحها امتيازات اعفاءات الصادر و الوارد ودا بيفسر ظهور غابات الاسمنت الاشار اليهم بكرى! فبدل ان تذهب هذه الاموال الى دعم مشاريع البنية التحتية من طرق و كبارى و خدمات كهرباء التى يحتاج اليها اى اقتصاد نامى , ذهبت الى جيوب هؤلاء!! لجات الدولة الى الاستثمار فى مجال الطاقة (البترول) و اظن بكرى قدم تفصيل ممتاز لما احدثه البترول من اثر على و اقعنا الاقتصادى .

    (عدل بواسطة الصادق الزين on 05-30-2011, 08:17 PM)

                  

05-30-2011, 09:49 PM

الصادق الزين
<aالصادق الزين
تاريخ التسجيل: 09-18-2009
مجموع المشاركات: 2690

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى تحليل الادء الكلي لاقتصاد الانقاذ و تضامنا مع القطاع الزراعي ال (Re: الصادق الزين)

    Quote: اشتهر المصريون لمئات السنين باشعال الفوانيس سنويا خلال شهر رمضان، و التي كانت ولمئات السنين تصنع بأيدي مصرية، الي أن جاء التنين الآسيوي يوما ما و طرح نفس الفوانيس بتصميم اجمل و بخامات اجود و باسعار اقل عشر مرات من اسعار الفوانيس المصرية. عندها تسائل القوم كيف علم الصينيين بهذه العادة و استفادوا منها تجاريا(؟)، هو ذات السؤال الذي يجعل السودانيين يذهبون عشية العيد لشراء جلابية جاهزة (صينية) بدلا من الوقوف فى صفوف الخياطين و هو نفس ما جعل اجود الثياب السودانية ذات الاسماء الرنانة تصنع فى الصين، اوليس هذا محيرا علما بان الثوب النسائي السوداني لا وجود له فى العالم الا فى شاد موريتانيا و ارتريا و اثيوبيا الي حد ما. المسكوت عنه فى هذه السطور هو كم من العاملين فى مجال صناعة فوانيس رمضان قد وجدوا انفسهم خارج المنافسة بمجرد وصول الفوانيس الصينية الممتازة(؟) البعض يقول انه لابد من حماية المنتج المحلي برفع التعريفة الجمركية علي الوارادت الصينية، و هذا ما تفعله اوروبا الآن فعشرات البواخر المحملة بالمصنوعات الصينية تقف علي بعد كيلومترات من اكبر المواني الاوروربية و تُمنع من الرسو، حتي لا تخرب بيوت بعض العمال فى المصانع الاوروبية


    هى العولمة يا بكرى لها جوانب حميدة و اخرى خبيثة!! دول متخلفة مثل السودان او تلك التى هى فى طريقها الى النمو لا تستطيع الصمود امام غزوات المنتجات العالمية ذات الجودة العالية و الاسعار الرخيصة!! فى خضم اسواق مفتوحة من الوريد الى الوريد , فلابد هنا من اتباع سياسات جمركية للحد من دخول هذه السلع الى بلادنا ان اردنا ان نشجع منتجاتنا المحلية و تقويتها , التعريفة الجمركية هنا تجعل من سعر السلعة الغازية فى سوقنا المحلى غالية مقارنة مع ما ينتج بالداخل , اذا استطعنا ان ندعم المنتج نفسه بتسهيل عمليات الانتاج! لكن المشكل قد تنشا كنتيجة لتفضيلات المستهلك (الجودة) هذه قد لا تؤثر لان الذين يرغبون الجودة فى اسواقنا اعدادهم ليست بذات الكثرة مقارنة بالغالبية التى يهمها الحصول على السلعة و لا تهتم الى نواحى الجودة!! هى مشكلة العولمة كما اسلفت.
                  

05-30-2011, 11:03 PM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 25803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى تحليل الادء الكلي لاقتصاد الانقاذ و تضامنا مع القطاع الزراعي ال (Re: الصادق الزين)

    Quote: انظر الي ما تحته خط فى صلب اقتباسي اعلاه من خاتمة المقال رقم خمسة اذا لم يسعفك الوقت بلاضطلاع علي كل المقالات


    سلام يابكري،

    شوف حال موقفك تبدل كيف!

    بقيت يابكري فجاة شايل الفانوس او تفتش للذي "تحته خط، رقم 5 او صلب المقال" فتيش في ظلمة حالكة!

    يوم من الايام نفس العايزني افتش ليهو بالمنقاش ده، وافلو فل القمل، كان يوم من الايام محور وجودك زاتو، لمن تركت اهلك او شلت السلاح او مرقتها في ارتريا، مشروع شهادة، شايل كفنك او حايم!

    شفتا الفرق يا بكري مابين الاتنين؟

    اليوم هناك اكثر من 120,000 من سكان ابيي مشردين من او جديد!

    لاكثر من نصف قرن عاشو كده، او حتي في الخرطوم مشردين، عاشو في مدن الصفيح، الخيش والكرتون!

    لي روحي عشت شئ قريب من هذه الحياة في حاج يوسف، جيراني ادم او كباشي او نواي، فعندي فكرة ولو موجزة عن البتكلم عنو.

    اذن يابكري زي اهتماماتك الاخيرة دي بعيدة كل البعد عن اهتماماتك البعرفا في السابق، داخل او خارج هذا الفضاء، فما تعرف، ماذا دهاك!

    علي العموم واصل، قشة ما تعتر ليك، والخوة النصيحة!

    شلوم!
                  

05-31-2011, 07:21 PM

Bakry Eljack
<aBakry Eljack
تاريخ التسجيل: 05-02-2003
مجموع المشاركات: 1040

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى تحليل الادء الكلي لاقتصاد الانقاذ و تضامنا مع القطاع الزراعي ال (Re: Bashasha)

    الاخ الصادق الزين



    Quote: ورغم ان النظرية الاقتصادية الحديثة و رائدها (كينز) قد نادت بتدخل الدولة لحماية الطبقات الضعيفة و دعم او( سبسيدايز) بعض القطاعات كالتعليم و الصحة التى لا يستطيع المواطن البسيط من الحصول عليهما فى حالة تركهما لمؤسسات القطاع الخاص , لكن لم تهتم الدولة بذلك و نفذت ما كانت تنوى اليه . ادت عملية الخصخصة الى ظهور طبقة طفيلية متحكمة كما اشار بكرى احتكرت اليها الدولة السوق بمحاربة الراسماليين القدامى عن طريق زيادة الضرائب ومنع التراخيص بالاضافة الى زيادة التعريفة الجمريكية فى و جه الواردات مما افقر هذه الطبقة الاقتصادية القديمة التى كانت تتحكم فى السوق و افسح فى المقابل الطريق الى ظهور الطبقة الجديدة التى ووجدت الطريق امامها معبدا , فاذا حوربت الطبقة الاولى عن طريق الضرائب و الجمارك و منوعات التراخيص , استفادت الاخيرة من حماية الدولة لها بالاعفاءات الضريبية و منحها امتيازات اعفاءات الصادر و الوارد ودا بيفسر ظهور غابات الاسمنت الاشار اليهم بكرى


    شكرا علي المضي قدما بهذا التحليل و رفده بحثيثيات جديدة. و مصداقا لحديثك و اشارتك النبيهة للاقتصادي الفذ كينز ا الذي انقذ الراسمالية في النصف الاول من القرن العشرين و هاهي نفس افكاره توظف الي الخروج من الازمة المالية و الاقتصادية التي ما زالت تصيب الاقتصاد العالمي و الاقتصادات المحلية منذ العام 2008. اكبر مشكلة تعرف يا ود الزين هي اننا نفترض ان الانقاذ تفكر بشكل rational و نبذل الجهد فى محاولة فهم ما تفعله و هذا هو الصواب الا أن قناعتي ان الانقاذ لا تخطط و لا تفكر بل هنالك جملة من المتنفذين يقررون وفق مصالحهم الشخصية الخاصة و هم غير معنيين بما قد ينتج عن عبثهم. علي كل حال دعنا نحاول القراءة فى دفاتر العبث الانقاذي المنظم



    بكري
                  

05-31-2011, 08:03 PM

Bakry Eljack
<aBakry Eljack
تاريخ التسجيل: 05-02-2003
مجموع المشاركات: 1040

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى تحليل الادء الكلي لاقتصاد الانقاذ و تضامنا مع القطاع الزراعي ال (Re: Bakry Eljack)

    Quote: هى العولمة يا بكرى لها جوانب حميدة و اخرى خبيثة!! دول متخلفة مثل السودان او تلك التى هى فى طريقها الى النمو لا تستطيع الصمود امام غزوات المنتجات العالمية ذات الجودة العالية و الاسعار الرخيصة!! فى خضم اسواق مفتوحة من الوريد الى الوريد , فلابد هنا من اتباع سياسات جمركية للحد من دخول هذه السلع الى بلادنا ان اردنا ان نشجع منتجاتنا المحلية و تقويتها , التعريفة الجمركية هنا تجعل من سعر السلعة الغازية فى سوقنا المحلى غالية مقارنة مع ما ينتج بالداخل , اذا استطعنا ان ندعم المنتج نفسه بتسهيل عمليات الانتاج! لكن المشكل قد تنشا كنتيجة لتفضيلات المستهلك (الجودة) هذه قد لا تؤثر لان الذين يرغبون الجودة فى اسواقنا اعدادهم ليست بذات الكثرة مقارنة بالغالبية التى يهمها الحصول على السلعة و لا تهتم الى نواحى الجودة!! هى مشكلة العولمة كما اسلفت.


    الاخ الصادق الزين

    العولمة اضرت ببعض الدول الغنية مثلما اضرت بالدول الفقيرة فبلد مثل امريكا تهاجر رؤؤس امواله الي حيث العمالة الرخيصة والماهرة تاركة جيوش من العطالة ومن الطبيعي ان تسمع خطاب فى امريكا عن هجرة راس المال و بشكل نقدي جدا و اثر ذلك علي الاقتصاد الامريكي و نفس الامريكا هذي تدعم صادراتها الزراعية مثلما تفعل فرنسا ، اتفق معك فى ان الاقتصاد المفتوح و التجارة الحرة لا مكان فيها الا الي العمالة الامهر و الارخص و الاسواق الكبري و لكن الدول المحترمة تخطط لتحديات اقتصاد العولمة بشكل متكامل فتجويد التعليم و ربطه بال international standards اصبحت من البديهيات وتطوير توليفة من السياسات النقدية و المالية مرفقة بالاصلاح السياسي و الادراي لتوفير الثقة و تكلفة اقامة الاعمال the cost of dong business كلها عوامل تشجع علي جلب الاستثمارات الخارجية مما يؤدي الي توفير فرص عمل و من ثم عائدات ضرائب للدولة و ارتفاع مستوي المعيشة و هذه اشياء يتم الرسم لها بشكل دقيق و بشكل طويل المدي. الانقاذ لا تدري بانها تعوس (من عواسة) وتدير الدولة بكافة مؤسساتها بعقلية رزق اليوم باليوم و لا توجد ذاكرة مؤسسية و لا روابط بين قرار البارحة و اليوم و الغد.
    كل ا نصبو اليه ان يسهم هذا الحوار فى تخليق رؤي لبديل اقتصادي اذا انصلح حال السياسة يوما ما بدلا من الانتظار ومن ثم الاستمرار فى سياسة التخبط و العشواء


    تحاياي علي المثابرة و الحوار عله يستمر

    بكري
                  

05-31-2011, 08:06 PM

Bakry Eljack
<aBakry Eljack
تاريخ التسجيل: 05-02-2003
مجموع المشاركات: 1040

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى تحليل الادء الكلي لاقتصاد الانقاذ و تضامنا مع القطاع الزراعي ال (Re: Bakry Eljack)

    بشاشا
    شلوم

    جاييك صادي و النصيحة مقبولة

    بكري
                  

06-01-2011, 03:03 AM

الصادق الزين
<aالصادق الزين
تاريخ التسجيل: 09-18-2009
مجموع المشاركات: 2690

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى تحليل الادء الكلي لاقتصاد الانقاذ و تضامنا مع القطاع الزراعي ال (Re: Bakry Eljack)

    Quote: شكرا علي المضي قدما بهذا التحليل و رفده بحثيثيات جديدة. و مصداقا لحديثك و اشارتك النبيهة للاقتصادي الفذ كينز ا الذي انقذ الراسمالية في النصف الاول من القرن العشرين و هاهي نفس افكاره توظف الي الخروج من الازمة المالية و الاقتصادية التي ما زالت تصيب الاقتصاد العالمي و الاقتصادات المحلية منذ العام 2008. اكبر مشكلة تعرف يا ود الزين هي اننا نفترض ان الانقاذ تفكر بشكل rational و نبذل الجهد فى محاولة فهم ما تفعله و هذا هو الصواب الا أن قناعتي ان الانقاذ لا تخطط و لا تفكر بل هنالك جملة من المتنفذين يقررون وفق مصالحهم الشخصية الخاصة و هم غير معنيين بما قد ينتج عن عبثهم. علي كل حال دعنا نحاول القراءة فى دفاتر العبث الانقاذي المنظم


    شكرا مجددا بكرى على تفضلك بالرد. اذا كان ادم اسميث هو اب علم الاقتصاد فان جون كينز هو الاب الاخر للنظرية الاقتصادية الحديثة (The General Theory of Employment, Money and Interest) كما اشرت سابقا ان رواد النظرية الاقتصادية الكلاسيكية ممن تاثروا بادم اسميث افترضوا ان الاقتصاد يصل الى نقطة التشقيل الكاملة عن طريق ميكانزم العرض و الطلب , لكن المسالة دى ما منعت من حدوث الكساد العظيم فى 1929 و لذلك جاء كينز الانجليزى و قال ان الاقتصاد ممكن يصل نقطة التوظيف الكاملة من غير توازن العرض و الطلب! وهو يقصد زيادة الانفاق الحكومى الذى يشجع على خلق الطلب على السلع. صحيح حاليا اوباما يستخدم نفس الحزم(Obama Stimulas) لعلاج الازمة الاقتصادية الحالية عن طريق الانفاق الحكومى و زيادة الضرائب على اصحاب الدخول العالية (الشركات) و الغرض من الكلام دا هو خلق فرص للتوظيف لتخفيف حالة البطالة الزائدة و بدورها تؤدى الى خلق طلب على المنتجات فتتحرك الدورة الاقتصادية. طبعا الجمهوريون يعترضون على هذه الوصفة وينادون بتخفيض الضرائب! طبعا من ناحية نظرية صحيح تخفيض الضرائب يؤدى الى تشجيع الطلب مع زيادة الانفاق الحكومى و عادة تستخدم هذه السياسة كسياسة مالية بغرض توسيع الانتاج و تسمى سياسة توسعية بس المشكلة الجمهوريين يسعون الى تخفيض الضرائب و لا يوافقون على زيادة الانفاق الحكومى و دا عندهم له منطق اخر ممكن نتكلم عنه لاحقا.
    يا بكرى الانقاذ لا يهمها معالجة ازمتها الاقتصادية على النحو الذى يفعل اهلنا الامريكان لان معالجة الازمة يعنى محاربة الفساد و اختفاء الطبقة الطفيلية و نحن مشكلتنا ان اقتصادنا متحكمة فيه الطبقة الطفيلية دى ذاتها!! اذن ما الحل؟؟
                  

06-01-2011, 03:28 AM

الصادق الزين
<aالصادق الزين
تاريخ التسجيل: 09-18-2009
مجموع المشاركات: 2690

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى تحليل الادء الكلي لاقتصاد الانقاذ و تضامنا مع القطاع الزراعي ال (Re: الصادق الزين)

    Quote: الاخ الصادق الزين

    العولمة اضرت ببعض الدول الغنية مثلما اضرت بالدول الفقيرة فبلد مثل امريكا تهاجر رؤؤس امواله الي حيث العمالة الرخيصة والماهرة تاركة جيوش من العطالة ومن الطبيعي ان تسمع خطاب فى امريكا عن هجرة راس المال و بشكل نقدي جدا و اثر ذلك علي الاقتصاد الامريكي و نفس الامريكا هذي تدعم صادراتها الزراعية مثلما تفعل فرنسا ، اتفق معك فى ان الاقتصاد المفتوح و التجارة الحرة لا مكان فيها الا الي العمالة الامهر و الارخص و الاسواق الكبري و لكن الدول المحترمة تخطط لتحديات اقتصاد العولمة بشكل متكامل فتجويد التعليم و ربطه بال international standards اصبحت من البديهيات وتطوير توليفة من السياسات النقدية و المالية مرفقة بالاصلاح السياسي و الادراي لتوفير الثقة و تكلفة اقامة الاعمال the cost of dong business كلها عوامل تشجع علي جلب الاستثمارات الخارجية مما يؤدي الي توفير فرص عمل و من ثم عائدات ضرائب للدولة و ارتفاع مستوي المعيشة و هذه اشياء يتم الرسم لها بشكل دقيق و بشكل طويل المدي. الانقاذ لا تدري بانها تعوس (من عواسة) وتدير الدولة بكافة مؤسساتها بعقلية رزق اليوم باليوم و لا توجد ذاكرة مؤسسية و لا روابط بين قرار البارحة و اليوم و الغد. كل ا نصبو اليه ان يسهم هذا الحوار فى تخليق رؤي لبديل اقتصادي اذا انصلح حال السياسة يوما ما بدلا من الانتظار ومن ثم الاستمرار فى سياسة التخبط و العشواء



    لا فض فوك بكرى, بس اثار العولمة السالبة على الدول الفقيرة و النامية اكبر , لانها لسه فى المراحل الاولية للنمو الاقتصادى و تحتاج الى دعم حتى تستطيع الوقوف على ارجلها قبل دخول السوق العالمية! لان السوق العالمية مليئة بالجيد ذات الاسعار المناسبة!! نحن دولة فقيرة و نريد لصناعتنا و انتاجنا ان ينمو اذا جارينا العولمة سنتحول الى سوق استهلاكى كبير فتزداد جيوش العطالة ويقل الانتاج , معظم الدول النامية حاولت الدخول فى انشاء اسواق اقليمية كمحاولة للوقوف امام غزوات العولمة لكن وجود بعض المشاكل الاقتصادية كانعدام البنية التحتية وسوء المواصلات اضعفت من فاعلية الاسواق الاقليمية!! لابد من تطبيق سياسة التعريفة الجمركية وانت تعلم قوانيين (الجات) بشان التجارة الخارجية و التعريفة الجمركية , المستقبل جد مظلم وكمان الانقاذ!! ما بينته بالخط الاحمر هو غياب التخطيط و المتابعة (Feed back) عند الانقاذيين. تسلم يا بكرى على حسن و تماسك التحليل.
                  

06-01-2011, 08:12 PM

Bakry Eljack
<aBakry Eljack
تاريخ التسجيل: 05-02-2003
مجموع المشاركات: 1040

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى تحليل الادء الكلي لاقتصاد الانقاذ و تضامنا مع القطاع الزراعي ال (Re: الصادق الزين)

    Quote: سلام يابكري،
    شوف حال موقفك تبدل كيف!
    بقيت يابكري فجاة شايل الفانوس او تفتش للذي "تحته خط، رقم 5 او صلب المقال" فتيش في ظلمة حالكة!
    يوم من الايام نفس العايزني افتش ليهو بالمنقاش ده، وافلو فل القمل، كان يوم من الايام محور وجودك زاتو، لمن تركت اهلك او شلت السلاح او مرقتها في ارتريا، مشروع شهادة، شايل كفنك او حايم!
    شفتا الفرق يا بكري مابين الاتنين؟


    الاخ بشاشا خلصت الي نتيجة مفادها "شوف موفقك تبدل كيف" لا اراك قد قدمت اي سند من مضمون كلامي ما يبرر توصلك الي هذه النتيجة فموقفي يا صديقي له اكثر ن منفذ و اكثر من آلية فارجو أن لا تجنح للاحكام التقريرية المتعجلة و تذكر انه ليس هنالك من يكسب فى هذه المساحة فكلنا قد خسرنا الوطن و ارواح الملايين فيه، كلنا قد فشلنا فى صنع التغيير المنشود حتي الان، هذا لتذكيرك انه ليس ثمة منتصر خارج الانتصارات الذاتية الدائرة هنا فى وطن من لا وطن له و موقفي يا بشاشا كان و مازال واضحا فى شأن التهميش الاقتصادي و الثقافي و السياسي وفي اسس تخليق الحلول. فارجو ان تتذكر ان ما يبدو انه يحتاج الي "فل قمل" فى نظرك هو واضح فى نظر الاخرين و اجراس الحرية التي نشرت هذه المقالات ليست الانتباهة فارجو الانتباه يا صديقي.

    قلت

    Quote:
    اليوم هناك اكثر من 120,000 من سكان ابيي مشردين من او جديد!

    لاكثر من نصف قرن عاشو كده، او حتي في الخرطوم مشردين، عاشو في مدن الصفيح، الخيش والكرتون!

    لي روحي عشت شئ قريب من هذه الحياة في حاج يوسف، جيراني ادم او كباشي او نواي، فعندي فكرة ولو موجزة عن البتكلم عنو.




    يا بشاشا انا ليس بالشخص الذي يُوصٌف (بضم الياء و فتح الصاد) له التهميش و القهر و العنصرية، فآيات الاقصاء و انجيل الاستعلاء يُتلي امامي منذ ان تفتحت عينياي علي الحياة فاذا كان لديك بعض من حسن الظن بقدرتي علي الفهم و القراءة و المتابعة فلك أن تتذكر انني اعي و اتابع ما يدور فى ابيي بكثير من التفصيل ، و لا ادري كيف وظفت ما يحدث فى ابيي لاقامة حجة علي أن مواقفي تبدلت و الذي لم اسميه اتهام لقناعتي بحسن ظنك وهكذا اعتقد. موضوع ابيي موضوع معقد وشائك يا بشاشا، فى ظاهره هو امتداد لازمة الدولة الوطنية الفاشلة و لسياسات التهميش المنظم و لكن هنالك ما هو سياسي و ايدولوجي وهو الفضاء الذي يتحرك فيه الفاعلين فى هذا الامر و لكن اذا كان لي أن أذكرك فان الموت سيستمر فى ابيي تحديدا وفى مناطق أخري، المحزن يا صديقي يا بشاشا ان ملوك البوربون فى دويلة الشمال السياسي لم يتعلموا شيئا و لم ينسوا شيئا و لست من المعولين علي أن يصحو لهم ضمير و لكن ما يحزن و يبكي ان قوي البديل التي تتحدث عنها هي بعيدة عن الفهم و التعاطي الايجابي (الذي سيحد من عدد الضحايا) فى ابيي التي ما هي الا كشميراو زالامباسا جديدة و سيطول امد الصراع .
    لك الشكر علي التفضل بابداء النصح و التداخل و اتمني ان اكون قد ابنت

    بكري الجاك

    (عدل بواسطة Bakry Eljack on 06-01-2011, 09:18 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de