ثوار ليبيا يتقدمون خطوة ويتراجعون خطوتان ... بعد أستغلالهم للضربات الجوية الأطلسية في الأيام الفائتة حيث بلغت بهم الجرأة الوصول الي تخوم سرت ..حاضرة القذاذفة والعاصمة السياسية لجماهيرية القذافي الشعبية .( فقد عملت لمدة عامين في مدراسها وأعرفها حارة حارة )عادوا مرة أخري من حيث أتوا ... والمؤمن لايلدغ من جحر مرتين ...فقد ساروا علي نفس الدرب قبيل ثلاثة أسابيع عندما دخلوا مدينة بني جواد ثم تربصت بهم كتائب القذافي وأعادتهم من حيث أتوا حيث دكوا بعد ذلك تخوم بنغازي (عاصمة الثوار ) يقول المحللون العسكريون بأن الثوار لايملكون أي خبرة عسكرية بما في ذلك الانضباط العسكري المهم في أي عمليات ... هذا مايبدو للمشاهد العادي من طريقة تحركهم فالاسلحة التي يملكونها هي في الأصل غنائم مما تركته قوات القذافي في المدن الشرقية وخاصة في البيضاء ودرنة وبنغازي بطبيعة الحال فهي أسلحة خفيفة لاتستطيع ا لصمود أمام آلة القذافي العسكرية البرية القاتلة من راجمات صواريخ ودبابات ومدافع بعيدة المدي ..يقول مراسل أي بي سي الامريكية بأن الثوار يدخلون البلدة ويحتلونها بعد أن يبلعوا الطعم الذي تلقي بهم قوات القذافي لهم ومع أنطلاقة أول قاذفة من قاذفات القذافي يتركون المدينة كلها ثم يفرون فهم لاينصاعون لقائد ولايمتثلون لامر ولايملكون أسلحة تضاهي مالدي قوات القذافي ثم أنهم لايجيدون حتي أستخدام مابحوزتهم من اسلحة خفيفة ..فالاتصالات بينهم تتم في غالبيتها بمجرد (تلفونات محمولة ) ثم أنهم وبحماسة غير ناضجة يتهورون في التقدم دون أستبيان للكمائن التي تقوم بها قوات القذافي ...أبتعادهم دون تخطيط عكسري ملموس يبعدهم من مركز الامداد الخاص بهم ..قوات القذافي في أضعف حالاتها فهي لن تستطيع أن تواصل الامدادت اللوجستية لوقت أطول ومراكز الاتصالات العسكرية قد دمرت كليا أو جزئيا ولكنها تجد أمامها مجموعة من الانتحاريين وتظهر وكأنها قوية بما يكفي ... فالارض الليبية علي الأقل في الجزء الشرقي منها لاتصلح لحرب العصابات الطويلة فهي صحراية مسطحة والبحر خلفهم حيث أستطاعت قوات القذافي أن تدير جزء من الألة البحرية وتقصفهم بها قصفا ...قوات الثوار بحوجة ماسة لصبر طويل في هذه الحرب فالمجتمع الدولي برمته يقف معهم علي الأقل في هذه المرحلة جوا أما العمليات البرية فهي تحتاج الي نفس طويل فامريكا التي أعلنت جهارا نهارا بأنها لن تضع قوات برية لها في الصحراء الليبية أرسلت قبل بضعة أسابيع نفر من كشافة السي اي أيه ليحللوا علي الطبيعة من هم هؤلاء الثوار ؟هل هم فعلا من فلول القاعدة؟ كما يقول القذافي من يحركهم؟ وكيف يتحركون؟ وماهي أهدافهم البعيدة المدي, مسائل مثل هذه في الاضابير الامريكية تاخذ زمنا طويلا لأنهم هم الاخرون (لايريدون اللدغ مرتان من ذات الجحر ) فقد دربوا وسلحوا وحفزوا المجاهديين في أفغانستان نكاية بالاتحاد السوفيتي السابق وأذا بهم بعد مرور عقدين الزمان يحاربون من دربوهم ) ولكن يبدو بأن التقارير الاولية وصلت الي الادارة الامريكية وصاروا شبه متقنيين بأنهم ثوار يقاتلون من أجل تخليص ليبيا من وهم كبير أسمه القذافي ولهذا تري ضجيج أمكانية تلسيح الثوار فالتسريبات تخرج رويدا رويدا لتجهيز الراي العام العالمي بالطبع بالتضامن مع فرنسا وجعجعة أعتراضية بلا طحين من روسيا ...القذافي أنتهي أنتهي كما يقول أحدهم في الجزيرة ...وقوات القذافي نفسها ليست بتلك القوة وخاصة بعد أجبار قوات التحالف قوتها الجوية بالركون في مرابضها وعندما واجهت قوات القذافي تلك جيشا مدربا ومنظما كجيش حسين حبري في أواخر ثمانيات القرن المنصرم لاذوا فرارا وعندما تيقن القذافي من هزيمة قواته أنكر حتي وجود أي قوة له في تشاد وماكان من لواء كامل التمرد عليه والأعلان للعالم كله بأن القذافي يكذب وأنهم هنا يحاربون لتطبيق أوهامه وصارت بعد ذلك شغلا دوليا شاغلا حيث آوتهم أمريكا بعد ذلك ومن غريب المصادفات باني قابلت أحد الجنود أؤلئك في نهاية التسعينات في واشنطن وحكي لي قصتهم تلك ومن المعروف بأن العقيد حفتر كان يقود تلك القوة ويبدو بأنه عاد الآن منضويا تحت لواء الثوار ولكن مرة أخري يبدو بأن الخبرات العسكرية والرتب الكبيرة التي أعلنت أنضمامها للثورة في بيانات تلفزيونية متكررة أثروا الأبتعاد من القذافي وليس الأنضمام للثوار لأن مايحدث لهم أي للثوار ينم عن سذاجة عسكرية ومغامرات يقوم بها شباب متحمس للظفر دون أي خبرة عسكرية ..قوات القذافي التي تصطاد شباب منهك أو ساذج في ساحات المعركة غير المتكافئة ينهزم سياسيا وينسدل المقربون منه الواحد تلو الأخر فبعد الانشقاق الكبير الذي قاده صديقه المقرب ورفيق دربه وصباه عبد الرحمن شلقم مندوبه الدائم في الأمم المتحدة ووزير خارجيته السابق وصديقه الصدوق كان الدور قد جاء علي أفراد عائلته عندما أنسلخ منه أبن عمه أحمد قذاف الدم رجل الاستخبارات والمساومات ثم هدأت عملية الانشقاقات رويدا الي أن خرج موسي كوسا أحد أقوي رجالات القذافي ثم هروبه الي تونس وأنتهاؤه في لندن فالرجل أقوي فرد في الاستخبارات اللليبية حيث ظل يعمل مديرا للأستخبارات الخارجية للنظام ..فالاستخبارات الخارجية بالنسبة لنظام كالقذافي يعني كيفية تدمير الخصوم كافراد أو حتي كدول فالرجل ضالع بل يعتبر المخطط الرئيس لعملية بان أمريكا التي أسقطت بمقتضاها طائرة البان امريكان فوق قرية لوكربي الاستكتلدية فوق قرية لوكربي والتي قضت علي حياة مايربو علي المائيتن وخمسون راكبا امريكيا وبعد مرور عقد من الزمان كان هو وبمساعدة سيف الاسلام القذافي من دفع كفارة مقتلهم بمبلغ تجاوز البلونيين ونصف البليون دولار أمريكي حيث تم منح عائلات الضحايا مبلغ في حدود العشرة مليون دولار حتي سمي الرجل (بسفير الموت ) فالرجل مطلوب للعدالة الدولية ضمن القائمة الصادرة من الأمم المتحدة ولكنه ربما بخبرته الأستخباراتية أراد أن يكشف الأسرار الخاصة بأل القذافي علي أمل تخفيف العقوبات عليه فاللرجل علاقات أستخباراتيه متعددة مع الأجهزة الاوربية الأخري ولعلهم هم من أقنعوه بضرورة الأنسلاخ بنظرية المعلومات في مقابل التخفيف ..ولكن يبدو بأن بريطانيا التي حرضته تحاول أبتزازه لأنه صار رهينة ..غير أن أغرب تصريح جاء من الناطق الرسمي بأسم الحكومة الليبية موسي أبراهيم عندما قال بأن الرجل في اجازة مرضية توجه علي أثرها إلي تونس واستطرد قائلا بأن الاتصالات قطعت معه من وقتها رغم أنه يدرك أدراكا تاما بأنه هرب ولاذ بلندن ...وفي تحليل أخر لنبا هروب كوسا يقول بأن الرجل والذي كان قد أعلن وقفا لأطلاق النار غداة أتخاذ مجلس الامن الدولي قراره بفرض حظر الطيران واتخاذ كافة التدابير التي تكفل سلامة المواطنيين العزل تقول تلك التقارير بأن الرجل ربما يكون قد همش لأن المسألة صارت في عرف القذافي بعد ذلك ملاذا قبليا وعائليا فالرجل ليس من قبيلة القذاذفة ...ومن ناحية أخري نقلت جريدة القارديان بأن هناك مبعوث سري وصل الي العاصمة البريطانية لندن للتفاوض من أجل تنحي القذافي واضافت الصحيفة بأن تنحي الرجل لن يعفيه من المسأءلة الدولية بالجرائم التي أرتبكها ضد شعبه ...ويبدو بأن الرجل يثق في العدالة الدولية التي ربما تلقي به في السجن حيا بديلا للمرطمة التي يمكن أن تحدث له أن أستلم الثوار لزمام الأمور في بلده ....فالانتصارات المرحلية التي تحققه قواته لن تدوم لأن الخطوة القادمة للتحالف الدولي هي محاولة تسليح الثوار وتدريبهم وربما قيادة عملياتهم العسكرية بصورة أكثر أحترافية وخاصة بأن هنالك ثمة طائرات خاصة ستدخل الي ميدان المعركة ومهمتها هي التخصص في ضرب قوات القذافي باسلحة خاصة وتضيف بعض التقارير بأن عدم أستخدام الطائرات لوقف زحف قوات القذافي في اليومين السابقين علي الجبهة الشرقية يعزي الي بعض العوامل الطبعية حيث هبت رياح رملية صحرواية حجبت الرؤية ثم أن معظم قوات القذافي تتحرك الأن في سيارات مدنية الشئ الذي يمكن أن ينجم عن ذلك ضحايا مدنيين عزل ....مرة أخري نكرر تلك المقولة (القذافي أنتهي أنتهي )
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
شعبان شريف
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست