دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 09:07 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-23-2011, 08:20 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ...

    دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد لمعالجة شاملة(1)...
    أحمد ضحية
    (1) الأزمة الوطنية الشاملة والأزمة في دارفور (راهن الأزمة في دارفور والبعد التاريخي)
    "(... واذا كان لعبارة " ليس مرة أخرى " أى معنى في الشئوون الدولية , فعلى العالم أن يتصرف فورا , لإنقاذ سكان دارفور") هذا ما أستهلت به " مجموعة الأزمات الدولية " تقريرها الموسوم ب"الخرطوم تحفر مقابر مواطنيها في دارفور (1)".
    ومع ذلك إستمرت هذه "اللحظة الأخرى" التي سبقتها "لحظة رواندا", لتمتد سنوات وسنوات , إلى أن فاجأنا تسونامي الثورات العربية . دون أن يتحرك المجتمع الدولي ,لحل مشكلة السكان المدنيين العزل في دارفور , في مأساتهم الوجودية, التي لم تحدث لأي شعب في التاريخ المعاصر.
    ومع ذلك جميعنا نتعاطف الآن مع الشعب الليبي واليمني ,في محنتهما الوجودية الصغيرة مقارنة بمحنة الدارفوريين, كما تعاطفنا ونتعاطف من قبل ومن بعد مع شعوب : تونس و مصر والبحرين , وكل الشعوب السابقة واللاحقة , في سبيل حقوقهم المشروعة ,لأجل إقامة الدولة الديموقراطية الحديثة ,التي يعيش فيها المواطن بكرامة في وطنه,سواء كان راعيا للغنم أو لم يسبق له أن رعى أغنام!..
    السؤال هو بعد كل هذه "التعاطفات الإنسانية" : من يتعاطف مع مواطني دارفور؟ من يتعاطف مع هؤلاء الذين تجاوزت محنتهم الآن, أكثر من تسعة سنوات ؟! ..
    ما حدث في دارفور لهو أسوأ بكثير ملايين المرات ,عن ما يحدث الآن في ليبيا , بحيث لا يمكن وصف حجم مأساة الدارفوريين ,منذ بدأت الأمم المتحدة تهتم بمأساتهم كمأساة تفوق مأساة "مسيحيي رواندا" فمأساتهم لم تبدأ كمأساة عندما أوردت UN Office for coordination humanitarian affairs IRIN News.org , في صدر عددها الصادر 24/6/2004 "ما أوردته عن المآسي الإنسانية في "قولو" و"كلما" وغيرها من القرى والفرقان والمعسكرات,من إستمرار مليشيات الجنجويد و والأجهزة الأمنية والعسكرية للمؤتمر الوطني(أو الجبهة الإسلاموعربية القوموية), في قتل المدنيين وحرق القرى وإغتصاب النساء!.. وعلى مرأى ومسمع من الصرخات المنتهكة, لآبائهم وأخوانهم وأقاربهم!!...
    يبدو أننا في خضم متابعتنا لثورات العالم العربي, نسينا قضايانا المركزية ,كقضية السودان في دارفور ,التي بح صوت منظمة " أطباء بلا حدود " و"أمنستي إنترناشونال" و"منظمة مراقبة حقوق الإنسان", وهي تتحدث عن ممارسات الحكومة الإسلاموية في الخرطوم منذ 2004 ضد الدارفوريين غير العرب ,المهجرين داخليا وخارجيا, في سبيل إستئصالهم, وتواطوء - وإرتكاب -نظام الإنقاذ لجرائم ضد الإنسانية, إقترفتها ميليشياته وأجهزته الأمنية والعسكرية (2)(3) (4) فالمشاهد المأساوية, والبؤس الذي يعيشه اللاجئون والنازحون في دارفور , لهو أكبر في الواقع من كل الكلمات الفادحة .التى حملتها تقارير المنظمات,سواء كانت جزء من مراكز التفكير الغربي أو لم تكن!.
                  

03-23-2011, 08:21 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    وتنطبق على هذا الوضع الكارثي , تلك النكتة, التى إنطلقت على عهد الرئيس نميري : " قيل أن جهاز أمن نميري , ألقى القبض على رجل يوزع منشورات , ليس عليها أى حرف أو كلمة . وحين سألوه , لماذا خلت منشوراته من أى كتابة , قال الرجل : " وهل يحتاج الأمر إلى بيان ؟!" (5) ولقراءة الأزمة المتصاعدة في دارفور , لابد من وضعها في السياق العام ,للأزمة الوطنية الشاملة في السودان .
    يشير عدد من الباحثين , إلى أن السودان , يمثل نموذجا مصغرا من قارة أفريقيا , فقد حظي بموقع وسط , أو متوسط . في أفريقيا ذات العوالم الثقافية المتعددة ( أي أفريقيا / العربية - الأفريقية , أفريقيا /الأفريقية المسلمة - أفريقيا المسيحية - أفريقيا الناطقة بالفرنسية - أفريقيا الناطقة بالإنجليزية, إلخ ... ) وتعكس التغيرات أو التطورات , التي تجري في السودان , ما يحدث في أفريقيا والعالم العربي عموما , أو تأخذ أشباها منها .
    ويعكس السودان أفريقياً متناقضات أفريقيا خصوصا , بشكل ما . لكن السودان يتميز بفرادته , وسط الأقطار الأفريقية , بمعنى أنه عربي وأفريقي في الآن نفسه!.
    وبينما تقدم التركيبة الداخلية, للسكان السودانيين , نموذجا مصغرا لأفريقيا : طبيعيا وثقافيا وإثنيا , فإن فرادته تواجه ذلك , بهامشيته السياسية المتعددة . بوصفه لا عربي ولا أفريقي .ولا مسلم ولا مسيحي ,(فهو كل ذلك )وهذا يضع السودان داخليا في وضع مربك وحرج جدا !.
    إذ ترغب نخبته المسيطرة , التي تنحدر غالبا من الشمال النهري العربي , أن يكون عربيا ومسلما , وترغب نخبته الجنوبية أن يكون أفريقيا, وترغب نخبته الدارفورية في أن تكون علاقته متوازنة, بكل من أفريقيا والعالم العربي. ويرغب مثقفوه الحقيقيون في هذه المتاهة, أن يكون فقط دولة ديموقراطية مدنية حديثة , لديها القدرة على التعامل مع كل هذه المتناقضات, على أساس الديموقراطية والمواطنة ,وفقا لدستور يستمد مبادئه من الروح المدنية,التي ليس لديها هواجس أو ظنون حول الأديان والمذاهب والطوائف, وواقع التعدد والتنوع الثقافي والإثني..
    أن هذه الرغبات المتعارضة , تقف في قلب الصراع السياسي , الذي يكمن في مركز تحلل الدولة السودانية (6) ولقد تطورت الأزمة التاريخية لدارفور في هذا السياق , بتضافر العديد من العوامل الأخرى , التى سنتناولها لاحقا .
    تشير وقائع الوضع الكارثي في دارفور, إلى أن أنماط العنف ,الذي مورس على المدنيين غير مسبوقة. وهو ما أكدته ممارسات الحكومة الإسلاموعربية في السودان , و التي أجبرت السكان الذين ينتمون , إلي قبائل غير عربية , على مغادرة أراضيهم , وإحلال القبائل العربية محلهم . هذا غيض من فيض, يؤكد ما ذهبنا إليه في مقالات سابقة عن : خطورة إستمرار هذا النظام على وحدة وإستقرار السودان.
    فمنذ تقرير " النيران تشتعل في دارفور : الفظائع المرتكبة في غربي السودان " , الذي وصفت فيه منظمة مراقبة حقوق الإنسان , التدمير المنهجي والغارات الوحشية , لمليشيات الجنجويد ,وأجهزة الإنقاذ, ضد قبائل( الفور والمساليت والزغاوة) (7).. منذها والنيران تشتعل في دارفور أكثر فأكثر, دون تعاطف عربي أو إسلامي , على الرغم من أن منظمة مراقبة حقوق الإنسان, أكدت على التقرير المشار إليه, بتقرير آخرمؤلف من 77 صفحة :( دارفور قد دمرت : التطهير العرقي من قبل قوات الحكومة والمليشيات في غربي السودان ) حيث وصفت في هذا التقرير المجازر ,
                  

03-23-2011, 08:22 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    والإعدامات السريعة للمدنيين , وإحراق القرى , والإخلاء بالقوة لقبائل الفور والمساليت والزغاوة من أراضيهم (8) كما عبر صندوق الأمم المتحدة لرعاية الاطفال " اليونسيف" عن قلقه , بشأن وضع آلاف الأطفال المشردين في ذلك الوقت(2004), في إقليم دارفور , الذين يواجهون خطر الأمراض , والإستغلال ونقص الغذاء .
    كل هذا العنف الذي ظل يؤكد للعالم, أن هناك عمليات إبادة جماعية ,وجرائم حرب تجري ضد مدنيين.. فقط لأن قدرهم لم يجعلهم عربا!! .. فقط لأنهم أفارقة.. رغم كونهم مسلمين؟!!.
    لم يفتح الله إذن لا على القرضاوي ولا على هيئة علماء المسلمين المزعومة ,بإصدار أي نوع من الفتاوي ,حيال ما يجري, كما فعل القرضاوي وهيئة علماء المسلمين ,تجاه الثورة المصرية والليبية , رغم أن الثورة الليبية, وهي ثورة مسلحة !لا تختلف كثيرا عن ثورة شرفاء دارفور ,إلى جانب أنها لم تتعدى سوى الشهرحتى الآن؟!.. مقارنة بثورة دارفور المستمرة لسنوات!!
    هذا العنف المريع تم التنبؤ به منذ وقت مبكر , فلقد كان للحرب الأهلية في الجنوب , العديد من التداعيات بالنسبة لكل أقاليم السودان , وأحد أهم النتائج التى ترتبت على ذلك , الإنتشار الواسع النطاق للعنف اللامركزي في الجنوب . وفي الأجزاء الأخرى من القطر . التى تقع خارج النطاق الجغرافي للجنوب؟!! .
    حيث تمثل المليشيات القبلية , التي تدعمها الحكومة ضمنا , أداة من أدوات إنتشار العنف اللامركزي , إذ نظرت الحكومة إلى عناصر هذه المليشيات , على أنهم مقاتلون بالوكالة - نيابة عنها- ومن ثم فإن هذه المليشيات , قد صعدت لاحقا , ومنحت وضعا قانونيا في 1989 , من خلال قانون الدفاع الشعبي . فإنتشار المليشيات القبلية في الحرب الأهلية الحالية , لا يحبط فرص التوصل إلى حل سلمي فحسب , وإنما ينفي دور الحكومة كسلطة وحيدة ,تملك قوة الإكراه. في إدارة الشئوون العامة , إذ تؤدي المليشيات القبلية, إلى إستقطاب المجتمع , بشكل أكثر حدة , وبالتالي فقد تزايدت بشكل بارز , إحتمالات التفكك الوطني (10) وفي إقليم دارفور الذي تراكمت عليه , مظالم التهميش . والإقصاء لعهود بعيدة , يتضافر ما هو تاريخي من عوامل الصراع المسلح , مع ما هو آني , ليخلق وضعا كارثيا ,كالذي نشهده اليوم ! ويقف إزاءه المجتمع الدولي بصورة غير أخلاقية , فقط لأن دارفور غير مسيحية وغير منتجة للنفط كليبيا!!...
    فاذا كان سودان الوسط تاريخيا ,هو الوريث المعنوي لتركة الزبير باشا رحمة (11) فدارفور مثلها مثل مناطق أخرى في الهامش , بمثابة وريث معنوي , لتركة الرق والإسترقاق في السودان , وبنظرة عجلى إلى ما يعنيه ذلك , يشير محمد إبراهيم نقد – وفقا لمنهجه الماركسي الذي غالبا ما يلوي عنق الحقائق - إلى أن الرقيق مملوك لمالك , وممتلكاته الشخصية إن إمتلك أصلا تؤول للمالك (..) والقن حر , ليس مملوكا لمالك , ولا يباع ولا يشترى , له حقه وولايته على ممتلكاته , فالتحول من الرق إلى القنانة , أو تشكل علاقات القنانة , مستقلة عن علاقات الرق (..) وتضافرت عوامل عدة مباشرة وغير مباشرة , أقواها فاعلية نشوء سوق العمل بأجر(سوق عمل في السودان.قوية؟!) , إلى جانب أثر تجنيد الرقيق في الجيش وتسريحه , ومنع تجارة الرق , وتسجيل الأرقاء , وضغط الحملة العالمية المناهضة للرق , والسياسة الرسمية خفيضة الصوت والصدى , لإدارة الحكم الثنائي بشأن تحرير الرقيق (11) .وفي إستنتاجنا الشخصي لتحليل السيد ماركس أو
                  

03-23-2011, 08:23 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    الرفيق نقد , نجد أن دارفور عانت من كل النظامين " الرق والقنانة ", ما شكل مناطق مظلمة في وجدانها الثقافي تجاه هذا النظام تحديدا.
    هذا الإحساس التاريخي المعنوي بالظلم -على الرغم من عدم موضوعيته في الراهن الماثل - إلا أنه يظل عاملا معنويا فعالا, تسترده الذاكرة بين آن وآخر , في أوقات السخط ضد هذا النظام, الذي يمثل مركزية الشمال في أقصى حدود قيمها البدوية المتخلفة.. فيستعيد الوجدان الثقافي ما يستعيده كوقود غير مرئي ,يقف خلف هذه الحرب الضروس, التي عاش الشمال مثلها ,في تجربته مع الجنوب! وهكذا تمتزج جرائم الحاضر بكوارثه , وجرائم الماضي بجرائره , عندما يجابه إنسان المكان .. إنسان الهامش ( موضوع الإسترقاق في الماضي ) , بما يذكره بتلك الحملات التى كان يقوم بها, أسلاف النخب الإسلاموعربية التى تعاقبت على حكم البلاد منذ 1956 ..
    تجدر هنا الإشارة إلى شريف حرير, فقد أشار إلى عامل مادي مهم : كيف أن الصراع المحدود على الموارد الطبيعية , يمكن أن يتطور إلى حرب إقليمية , لها صفة شبه دولية .
    أن إنتشار الحرب الأهلية في بقاع السودان المختلفة , والرعاية الآيديولوجية والمادية , لمليشيات قبلية محددة , من قبل الحكومة , والمصالح التي أظهرتها كل من ليبيا وتشاد – طبعا المقصود هو ليبيا ما قبل ثورة 17 فبراير 2011وتشاد ماقبل 17 فبراير2011- كقوى إقليمية متعارضة , تمثل الأطر التي تتيح هذا التحول , كما يلقي حرير الضوء على الإنقسامات الآيديولوجية والعرقية , بين العرب وغير العرب , والتي كانت عاملا ثانيا , طيلة الصراع السوداني-السوداني ,مثل الصراع بين الفور والعرب في دارفور . مؤكدا أن مأساة جنوب السودان , من الممكن أن تتكرر في دارفور (12) وفي الواقع قد تكررت, بما هو أبشع مما حدث في جنوب السودان نفسه!.
    أيضا.. أن ما أشار إليه حرير يعتبر قراءة تاريخية, فالأحداث أثبتت فيما بعد, أن ما حدث في دارفور, لهو أسوأ بكثير مما حدث في الجنوب, لكن قدر دارفور أنها لا بواكي لها, فهي مسلمة لن يقف معها الغرب المسيحي بالسرعة والفعالية ذاتها, التي يقف بها مع الجنوبيين المسيحيين , كما لن يقف معها العرب ,لأن الدارفوريين الأفارقة ليسوا عربا , فهم مثلهم مثل أكراد سوريا أو أمازيق المغرب العربي,وهو ما أكد عليه عمرو موسى الإسبوع الماضي, في معرض حديثه عن الأزمة الليبية ؟! فقط لكونه مرشح من أزيال النظام السابق , لرئاسة مصر في الفترة المقبلة؟! .. هؤلاء هم العرب, ليصلوا إلى كرسي السلطة , لديهم إستعداد تام , للوصول إليه خلال بحر من دماء المهمشين , الذين لطالما ظلوا يطالبون بحقوقهم الإنسانية المشروعة ,عبر التاريخ الإنساني المعاصر!..
    من الجلي أن الحكومات المتعاقبة لم تسع بصورة جادة , لصلب متناقضات الواقع المأزوم في السودان . ما جعل إعادة تدوير الأزمة السودانية التاريخية , أمرا ميكانيكيا , بين فترة وأخرى . فدولة الوسط (أو المركز)أو ما أسماه حرير بمثلث ( الخرطوم - كوستى - سنار ) , التي تقودها النخبة الإسلاموعربية , أنشأت إستعمارا محليا ,بعد خروج المستعمر الإنجليزي في 1956 . وكانت دولة عمادها مجموعة صغيرة من البشر , إتخذت إستراتيجية سياسية قائمة على العنصرية البنائية , وهي تعني إحتكار الممارسة السياسية , وإبعاد الآخر عنها .
    فقد أعطى الإستعمار لنفسه الحق ,في إلحاق البلد المستعِمر , بتاريخ البلد المستعَمر , أى أن الإستعمار يلغي التاريخ والثقافة الوطنية , ويؤسس الإستلاب الثقافي , وبذلك فان الإستعمار الداخلي
                  

03-23-2011, 08:24 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    لدولة الوسط , والنخبة الإسلاموعربية , عمل على إلحاق الأطراف , ولأن هذه الأطراف تم إلحاقها , فإن تاريخها وثقافتها قد تم إلغائهما , كمجوعات ذات شخصيات ثقافية مكتملة (13), وتأسيسا على ذلك نجد , أن نظام الجبهة الإسلاموية ,عبر عن منتهى أشواقه الإستعمارية , وشهوة الهيمنة المستمدة , من عقلية الغزو والسلب والنهب البدوية , منذ الفترة الإنتقالية ( بعد إنتفاضة مارس /ابريل 1985) , فعناصره في المجلس الإنتقالي العسكري ( ممثلين في كامل المجلس ورئيس الوزراء , وأغلبية وزارية معه , ذهبوا بإتجاه تصعيد الحرب في الجنوب , وكان رئيس الوزراء الجزولي دفع الله , أكبر عائق أمام الإتجاه السلمي! وفي التحليل النهائي كانت تلك هي رؤية الترابي ,لمعالجة مشاكل السودان!..
    الجزولي دفع الله كإبن مطيع للترابي , كما كشفت الأحداث لاحقا .كان بتصلبه ينفذ برنامج الجبهة الإسلاموية القوموية بحذافيره (14) إذ سيطرت عبره , عناصر الجبهة الإسلاموية القوموية , على الترتيبات الإنتقالية , قبولاعن مساندة المطالب الشعبية ,التى دفعت بالجماهير إلى شوارع الخرطوم , والتى نادت بها طوال الإنتفاضة ,التى أسقطت نظام السفاح نميرى , وتتمثل هذه المطالب في (إلغاء قوانين سبتمبر 1983) ومحاكمة عناصر الجبهة الاسلاموية القوموية , المسئولة عن وقوع البلاد في الفوضى , بدلا عن ذلك مضى الفريق سوار الدهب , رئيس المجلس العسكري الإنتقالي , ودكتور الجزولي دفع الله رئيس الوزراء الانتقالي, وعمر عبد العاطي النائب العام , إلى الإتجاه الخاطيء بتصعيد الحرب , وهكذا سيطرت الجبهة الاسلاموية القوموية على الأمور , وجمعت بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية , خلال الفترة الإنتقالية (15)...
    وشهوة القتل والحرب , التى سيطرت على نظام 30 يونيو 1989 الإسلاموي ,والتي دفعت الكثيرين للتنبؤ , بأن السودان يمضى بإتجاه , الصوملة أو اللبننة . ماهي إلا إمتداد لتلك الفترة,التي ساد قبلها منذ عقد أو أكثر من الزمان ,إرهاص قوي أن السودان , مقبل على سيناريو لبناني , ونفذ عمليا بعض القدر من هذا السيناريو . فأوضاع السودان في أكثر من جزء من جنوبه , وأقاليم أخرى ككردفان ودارفور وجنوب النيل الأزرق , إلخ .. هي لبننة محضة . من حيث حلف المظالم , وإنفلات السلاح , وقد ينسب المعتقدون بالسيناريو اللبناني , الجنون الداعي , إلى كلمة سواء , للخروج بالسودان من وهدته (16) ومع ذلك لم تأبه الجبهة الإسلاموية القوموية , لتحذيرات التجزئة والتفتيت , وحتى الآن بعد أن بدأ واضحا أن الجنوب قد إنفصل ,لا تزال لا تأبه بالإنفصالات المقبلة , إذ لا ترضى الإنقاذ الآن حتى بمجرد (حق الحكم الذاتي لجنوب النيل الأزرق), بل تستمر في ممارساتها العدوانية ضد الطالبات والطلاب المتظاهرين ,لإحداث تغيير يلم شعث الوطن – السودان الكبير - ويقيل عثرته, وتمضي أكثر من ذلك بإغتصاب الطالبات , هذا فضلا عن السياسات العدوانية الإستئصالية الأخرى.
    فالجبهة الإسلاموية أخذت تسعى حثيثا , منذ مجيئها إلى السلطة , عبر إنقلاب يونيو 89 , لتطبيق سياسة النخبة الإسلاموعربية , ضد جنوب السودان ودارفور , وجبال النوبة , وجنوب النيل الأزرق .محاولة الإستفادة من أخطاء تجربتها في الجنوب . الذي من جهة يختلف عن الشمال في تركيبه الثقافي والإثني . بينما تشترك دارفور, على سبيل المثال, مع الشمال في الثقافة والعرق إلى حد كبير . ولذلك لم تستطع في البداية إستخدام الآليات ذاتها , التي طالما إستخدمتها ضد الجنوب (أعني التعريب والأسلمة القسريين , الجهاد , إعلان الإقليم دار حرب على طريقة قريش ..) , ومن هنا لجأت إلى لعبة الإستقطاب العرقي (17) للقبائل العربية , إذ أحيت لتعزيز جهودها الحربية في الجنوب , ومناطق التداخل : فكرة المليشيات القبلية , التي شكلت لأول مرة في 1956 , بإسم
                  

03-23-2011, 08:25 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    حراس الوطن . وبدأت الحكومة , مستخدمة النزاعات الدائمة بين المجموعات الرعوية , في تسليح قبائل العرب الرّحل " البدو " , لحماية نفسها ضد هجمات الجيش الشعبي لتحرير السودان - كما زعمت - وقد أدى إستخدام هذه الأسلحة , إلى تأجيج الحروب الإثنية المحلية , وسرقة الماشية , ووصل الأمر إلى مستويات من البشاعة , غير مسبوق في تاريخ الحروب الإثنية التقليدية , ومذبحة ( الضعين 1987) جنوب دارفور , التي سقط فيها ما بين 400-1000 لاجيء من الدينكا , بنيران البقارة العرب , لهي مثال واضح على ذلك .. مثال على السلوكيات السياسية, التي من هذا النوع ,الذي ورثته الجبهة الإسلاموية القوموية, من أرصدتها المتخلفة كالأمة..
    لقد كانت تلك اللحظة هي : مثال لدولة غير كفء , لم تقنع بالقمع المركزي , كوسيلة لبقائها , بل رعت العنف اللامركزي , بتقديم الأسلحة والدعم المعنوي , لمجموعات إثنية مقربة , ضد مجموعات أخرى أقل حظوة .
    تواجه دارفور اليوم إذن, مصيرا مشابها خلال هذه الفترة المظلمة من تاريخ السودان . وعلاوة على ذلك فقد قاد تحلل مؤسسات الدولة , وتآكل آليات السيطرة , ووسائل الضبط القانونية , إلى فقدان النظام وسط قوات الأمن . وحيث أن قانون الأحكام العرفية , قد أعلن طوال هذه الفترة .
    أخذت منذ 87 ترد معلومات عن تجاوزات ضد المدنيين في دارفور . لكن قوات الدولة ترتكب هذه التجاوزات , دون أن تجد عقابا , فقد كانت قضايا المحاكم , تعامل سياسيا . بمعنى ما يطلق عليه توصيف النهب المسلح (18) الأمر الذي تطور بمرور الوقت , إلى مليشيات مسلحة بأجندة مطلبية , في مواجهة الحكومة ومليشياتها العربية .
    وبالنتيجة الوضع الكارثي الذي أشرنا له سابقا في بداية هذا المقال . فيما يشبه سياسة الأرض المحروقة , ما يشعل الخوف في السودان كله , على ضياع الأرض الأبوية , ويجعل التنبؤ بالمستقبل غير ممكن (19) وعلى الرغم من سياسة التعتيم والتشويه للحقائق , من قبل النظام الحاكم , وتزامن ذلك مع الصمت العربي الرسمي والمؤسساتي , إلا أنه , ومنذ تقرير السيد موسيس كابيلا , المنسق المقيم السابق, للأمم المتحدة بالخرطوم , بدأت أبعاد الأزمة الإنسانية في دارفور , تتكشف عن حجمها المروع والفظيع (20) وعلى حد تعبير كونداليزا رايس , مستشارة الأمن القومي الامريكي السابقة " أنها كارثة ", في وصفها للأوضاع المأساوية في دارفور (21) ما يبرز إلى السطح الآن وبصورة ملحة ,حقيقة أن هناك إثنيات تعاني من التهديد المستمر بالإبادة الجماعية في دارفور , ما يطرح ما توصلت إليه كثير من الإتجاهات , في قناعة ضرورة أن ينص الدستور الإنتقالي , والدساتير التالية له , بموجب الإتفاق النهائي للسلام بين الشمال والجنوب , على الحق الدائم , لجميع القوميات الموجودة في السودان , في تقرير المصير , متى أرادت ذلك . بإعتباره حقا أساسيا , وضمانا لحقوق الشعوب المهمشة , فذلك هو السبيل الديموقراطي , لخلق وحدة طوعية , وعادلة في السودان (22).
    نواصل
                  

03-23-2011, 08:26 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    هوامش :
    (1) IRIN News.Org cun office for coordination humanitarian affairs.
    (2) IRIN News .org /report.asp.?report/id=41841&selectregion=east africa.
    (3)elhadaf.net/ new-page-68.htm.
    (4)hrinfo.net/Mena/hrw/pr040402.shtml.
    (5) أنظر: - عبد الله علي ابراهيم. الإرهاق الخلاق . عزة للنشر والتوزيع . 2001 الخرطوم . ص: 39
    (6) دكتور : شريف حرير _ تيرجي تفيدت "محرران " - السودان : النهضة أو الإنهيار . ترجمة: مبارك علي ومجدي النعيم . مركز الدراسات السودانية . ص: 11.
    (7)hrinfo.net/Mena/hrw/pr04042.shtml.
    (8) hrw.org/Arabic press /2004/sedan
    0507.htm. (9)news.bbc.co.uk/middle-east-news/newsid-380200/3802131.stm. (10) دكتور شريف حرير ( سابق) -ص: 7.
    (11)أ. محمد ابراهيم نقد . علاقات الرق في المحتمع السوداني . دار الثقافة الجديدة . القاهرة . الطبعة الاولى 1995. ص : 151. (12) شريف حرير ( السابق) . ص: 8
    (13) ثقافات سودانية . ( كتاب غير دوري ) . المركز السوداني للثقافة والاعلام . العدد الخامس 1999 .ص: 8 .
    (14) عبد الرحمن الأمين . ساعة الصفر ." مذبحة ديموقراطية السودان الثالثة : 85- 1989" . أجندة واشنطن . ص: 37 .
    (15) شريف حرير ( السابق ) . ص : 14.
    (16) دكتور . عبد الله على إبراهيم ( السابق ) . ص: 24.
    (17)رواق عربي. ( كتاب غير دوري ) . مقال أ . احمد ضحية " الصراع المسلح في دارفور " .العدد 31 . شتاء 2003 . مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان . ص: 84.
    (18)شريف حرير ( السابق ) . ص: 16 .
    (19)مقال أ . أحمد ضحية. سواسية ( نشرة دورية ) العدد51-52 .سبتمبر 2003 . مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان . ص: 8 .
    (20)rezgar.com /camplasp?id=18.
    (21)news.bbc.co.uk/hi/arabic/talkng-point/newsid-3805000/3805871.stm.
    (22) سواسية. العدد 55 مارس 2004 مركز القاهرة لحقوق الانسان ص 8 .
    نواصل
                  

03-23-2011, 03:44 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    )*(
                  

03-23-2011, 04:53 PM

BousH
<aBousH
تاريخ التسجيل: 04-19-2002
مجموع المشاركات: 1884

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    إزيك ضحية

    تقرير جميل! ... لكن للاسف لا يقدم ولا يأخر.

    وما حك جلدك مثل ظفرك، ماذا فعلنا لحل مشكلتنا.

    مودتي
                  

03-23-2011, 08:17 PM

محمد ادم الحسن
<aمحمد ادم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-22-2009
مجموع المشاركات: 2177

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: BousH)

    الأستاذ ضحية

    أنا بحييك وهذا واحد من أعمق التقارير لإعادة التفكير حول وضع قضية دارفور من جديد في سياق المشكل السوداني
    وهي بالطبع قضايا يشكل معظمها إنعكاسات لتصرفات متراكمة لأزمة مركزية الحكم والسلطة في السودان.
    بالاضافة إلي حلول التجزئة..الجارية الآن.


    المقال جميل يحتاج لقراءة متأنية ودقيقة.
    ومن ثم لنقاش جاد ليس فقط داخل المنبر ولكن بالضرورة أن تعي نخبنا في الشمال ودارفور أهمية
    التحرك الإيجابي الفعال لتدارك الأوضاع قبل فوات الآوان.



    لك مودتي
                  

03-23-2011, 11:12 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: محمد ادم الحسن)

    Quote: الأستاذ ضحية

    أنا بحييك وهذا واحد من أعمق التقارير لإعادة التفكير حول وضع قضية دارفور من جديد في سياق المشكل السوداني
    وهي بالطبع قضايا يشكل معظمها إنعكاسات لتصرفات متراكمة لأزمة مركزية الحكم والسلطة في السودان.
    بالاضافة إلي حلول التجزئة..الجارية الآن.


    المقال جميل يحتاج لقراءة متأنية ودقيقة.
    ومن ثم لنقاش جاد ليس فقط داخل المنبر ولكن بالضرورة أن تعي نخبنا في الشمال ودارفور أهمية
    التحرك الإيجابي الفعال لتدارك الأوضاع قبل فوات الآوان.




    الأخ المحترم محمد الحسن
    شكرا لك وكتر خيرك كتير , على التقريظ الذي أتمنى أن تستحقه هذه الحلقة الأولى التي هي جزء من حلقات سأوالي نشرها تباعا . مرحبا بأي نقاشات جادة تؤدي إلى تصعيد قضية دارفور إعلاميا أكثر وأكثر في هذا التوقيت بالذات فيما يشبه الضغط للوصول إلى نتائج إيجابية.
    مودتي وإحترامي
                  

03-23-2011, 11:07 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: BousH)

    Quote: إزيك ضحية

    تقرير جميل! ... لكن للاسف لا يقدم ولا يأخر.

    وما حك جلدك مثل ظفرك، ماذا فعلنا لحل مشكلتنا.

    مودتي

    الأخ بوش
    تحية طيبة
    في الواقع هذا ليس تقرير فهو مقال ستتلوه مقالات أخرى عديدة. كجزء من شعور خاص بي حول ضرورة إستغلال واقع الثورات الحالية بتصعيد الإعلام حول قضية دارفور فربما تؤتي مجهودات الجميع إلى نتيجة إيجابية ترفع المعاناة عن كاهل أهل دارفور في وقت إنشغل فيه الجميع بثورات الشعوب الاخرى .. فربما .. ربما أن تؤدي مجهودات الجميع إلى ما يقدم ولا يؤخر .
                  

03-24-2011, 01:28 AM

محى الدين ابكر سليمان
<aمحى الدين ابكر سليمان
تاريخ التسجيل: 02-10-2005
مجموع المشاركات: 2440

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    الاستاذ ضحيه سلام
    لا اريد استباق مخرجات مقالك المتين...
    لكن, ما يؤرق فى أزمة الناس فى دارفور ان المجتمع الدولى تحرك لإبتزاز النظام لاغراض حققها, ولم يشغل اجندته باى حيز يقود لتفكيك نظام بنيت اركانه على التصفية والابعاد المؤسس على العرق والجهة(لا استثناء فى ذلك حتى للمراحيل والجنجويد). عكس ما يحدث فى ليبيا النفط. بالتالى, اى عمل, ايا كان نوعه, لا يهدف للم شمل اهل دارفور انفسهم عسكريا يحتاج لمراجعه. خصوصا ان دارفور وناسها بقو "جلدا بجروهو فى الشوك.".
                  

03-24-2011, 02:14 AM

محى الدين ابكر سليمان
<aمحى الدين ابكر سليمان
تاريخ التسجيل: 02-10-2005
مجموع المشاركات: 2440

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: محى الدين ابكر سليمان)

    فيما يخص "التعاطفات" مع الشعوب المذكورة, فهو امر يقع فى لب المسألة.
    كيف?
    لم "يتعاطف" مع اهل دارفور حتى اهلهم الذين انتحلوا هويات جديده, فى القضارف, كوستى, ابا, القيقر, كريكره, حلال سنجة, بورسودان, وحتى العاهرة الطاهرة الخرطوم, لم نسمع بود فوراويه ولا زغاويه ولا مسلاتيه,"الترتيب ده مريب بالنسبة لى" مرق للربا والتلاف وقال :"لا لغياب الكورن فليكس فى المعسكرات." وهو قاعد ياكل "الحصرم" وفول البرقاوى, وبيخمس فى البرنجى!
    التواطؤ شكلو "كونى".
                  

03-24-2011, 02:32 AM

متوكل بحر
<aمتوكل بحر
تاريخ التسجيل: 10-01-2003
مجموع المشاركات: 1263

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: محى الدين ابكر سليمان)

    العزيز ضحية
    الان عرفنا سبب غيابك فى الفترة الاخيرة , واصل الكتابة نتابع معك

    Quote: السؤال هو بعد كل هذه "التعاطفات الإنسانية" : من يتعاطف مع مواطني دارفور؟ من يتعاطف مع هؤلاء الذين تجاوزت محنتهم الآن, أكثر من تسعة سنوات ؟! ..


    الكل تاجر بقضية دارفور لخدمة اجندته الخاصة
    هل تعلم انه حتى فى الداخل المعارضون يعزفون عن دعم المظاهرات خوفا من تستغل حركات دارفور الانفلات الامنى ؟
                  

03-24-2011, 02:45 AM

محى الدين ابكر سليمان
<aمحى الدين ابكر سليمان
تاريخ التسجيل: 02-10-2005
مجموع المشاركات: 2440

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: متوكل بحر)

    الاخ متوكل
    هل انت "كولا" صديق صديقى العزيز "جكسا" من اولاد الدويم, لو هو, ياريت نتراسل ولو ما هو, تحيه وسلام.
                  

03-24-2011, 02:49 AM

متوكل بحر
<aمتوكل بحر
تاريخ التسجيل: 10-01-2003
مجموع المشاركات: 1263

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: محى الدين ابكر سليمان)

    العزيز محى الدين تحياتى يا راجل
    وكيف عامل مشتاقين والله
    ياهو كولا زاتو ( الجامعة الاهلية - الدويم - جكسا )
    تلفونى 014107138503
    [email protected]
                  

03-26-2011, 09:27 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: متوكل بحر)

    Quote: العزيز محى الدين تحياتى يا راجل
    وكيف عامل مشتاقين والله
    ياهو كولا زاتو ( الجامعة الاهلية - الدويم - جكسا )
    تلفونى 014107138503
    [email protected]
                  

03-25-2011, 04:23 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: محى الدين ابكر سليمان)

    Quote: الاخ متوكل
    هل انت "كولا" صديق صديقى العزيز "جكسا" من اولاد الدويم, لو هو, ياريت نتراسل ولو ما هو, تحيه وسلام.
                  

03-24-2011, 08:52 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: متوكل بحر)

    Quote: العزيز ضحية
    الان عرفنا سبب غيابك فى الفترة الاخيرة , واصل الكتابة نتابع معك


    Quote: السؤال هو بعد كل هذه "التعاطفات الإنسانية" : من يتعاطف مع مواطني دارفور؟ من يتعاطف مع هؤلاء الذين تجاوزت محنتهم الآن, أكثر من تسعة سنوات ؟! ..
    الكل تاجر بقضية دارفور لخدمة اجندته الخاصة
    هل تعلم انه حتى فى الداخل المعارضون يعزفون عن دعم المظاهرات خوفا من تستغل حركات دارفور الانفلات الامنى ؟


    الأخ العزيز كولا
    تحية طيبة
    فعلا كثيرون تاجروا بقضية دارفور . وهذا شيء يحدث في مثل هذه الحالات . لكن مهما كانت قوته لن يغير من كون أن قضية دارفور قضية مركزية من بين آلاف القضايا السودانية , لذلك لن يقدم الإنتهازيون والملتفون ولن يؤخرون شيئا , فالحقيقة ستظل ماثلة فقط لكونها حقيقة.
    أما فيما يخص العزف عن دعم التظاهرات الآن لكونها قد تفضي لإنفلات أمني كما تشيع أحزاب الشيوعي والأمة والإتحادي أولا ثم النظام الإسلاموي ثانيا , فهذا قول مردود , فلطالما هدد علي عبد الله صالح اليمنيين بأن أي تظاهرات قد تفضي إلى حرب أهلية وإنفلات الأمن . وكما تعلم يا صديقي أن الشعب اليمني التسليح جزء من ثقافته ومع ذلك لم تؤدي مظاهرات إسقاط النظام في اليمن إلى إنفلات أمني؟ .. إذن موضوع الإنفلات الأمني فزاعة يستخدمها العقل السياسي المركزي(قوى السودان القديم) ورصيدها(الحركة الإسلاموية خصوصا مع تبني نقد مؤخرا لتطبيق الشريعة في السودان) .. لذلك لا يمكن أن يأخذ الواقع الجديد الماثل الآن في المنطقة والعالم , بمثل هذه المزاعم . ثم أنه ليس هناك إنفلات أمني أكثر مما هو حادث الآن بالفعل؟ هل هناك إنفلات أكثر من إغتصاب الطالبات؟
    مودتي
                  

03-24-2011, 11:25 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: محى الدين ابكر سليمان)

    Quote: فيما يخص "التعاطفات" مع الشعوب المذكورة, فهو امر يقع فى لب المسألة.
    كيف?
    لم "يتعاطف" مع اهل دارفور حتى اهلهم الذين انتحلوا هويات جديده, فى القضارف, كوستى, ابا, القيقر, كريكره, حلال سنجة, بورسودان, وحتى العاهرة الطاهرة الخرطوم, لم نسمع بود فوراويه ولا زغاويه ولا مسلاتيه,"الترتيب ده مريب بالنسبة لى" مرق للربا والتلاف وقال :"لا لغياب الكورن فليكس فى المعسكرات." وهو قاعد ياكل "الحصرم" وفول البرقاوى, وبيخمس فى البرنجى!
    التواطؤ شكلو "كونى".

    الصديق الجميل محي الدين أبكر
    سلامات
    كيفك
    أتفق معك تماما , أن السودانيين(دون تعميم) يعانون مشكلة هوية من جهة ومشكلة تغييب من الجهة الأخرى لذلك لم يتعاطفوا بالقدر الكافي مع قضية دارفور كما كان الحال تماما مع مشكلة الجنوب . فمشكلة الجنوب على سبيل المثال ظل الإعلام السوداني والعربي يتواطأ على فظائعها إلى أن تدخل الإعلام الغربي وكشف المستور؟! هو الحال تماما ما يحدث الآن لدارفور . هذا فيما يخص التغييب , أما فيما يخص "أزمة الهوية" فهذه تحديدا قد قتلت بحثا, ومع ذلك لا يريد السودانيون(أيضا دون تعميم) حتى الآن أن يتواضعوا على أنهم (فقط سودانيون ولا غير), إذ يصر كل من هب ودب بأنه عربي ينتمي حينا إلى العباس وحينا آخر لعقبة إبن نافعأو بني أمية أو أحمد المعقور والقصص البايخة التي وردت في تغريبة بني هلال ومواويلها.
    تخريمة :
    أنا عرفت تحت تحت أنو عقبة إبن نافع جدك. الكلام ده صحي؟
    صدقني مكنة النسب بتاعتك حتكون قوية جدا لو نسبت نفسك لأبولهب. الراجل ده برضو من قريش وعم الرسول كمان, موش غريبة مافي زول بينسب نفسو ليهو؟!
                  

03-24-2011, 08:09 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: محى الدين ابكر سليمان)

    Quote: الاستاذ ضحيه سلام
    لا اريد استباق مخرجات مقالك المتين...
    لكن, ما يؤرق فى أزمة الناس فى دارفور ان المجتمع الدولى تحرك لإبتزاز النظام لاغراض حققها, ولم يشغل اجندته باى حيز يقود لتفكيك نظام بنيت اركانه على التصفية والابعاد المؤسس على العرق والجهة(لا استثناء فى ذلك حتى للمراحيل والجنجويد). عكس ما يحدث فى ليبيا النفط. بالتالى, اى عمل, ايا كان نوعه, لا يهدف للم شمل اهل دارفور انفسهم عسكريا يحتاج لمراجعه. خصوصا ان دارفور وناسها بقو "جلدا بجروهو فى الشوك.".


    الصديق الجميل و"النديم" محي الدين أبكر
    تحياتي .. كيفك يا راجل .. وعودا حميدا إلى فضاءت سودانيز ..
    أتفق معك فيما ذهبت إليه أن المجتمع الدولي حقق أغراضه , فيما يخص إبتزاز النظام . لكن ثق تماما أن واقع الثورات الحالي , يفرض واقعا جديدا على النظام وعلى المجتمع الدولي , لذلك من الضروري إستغلال هذا الواقع (الراهن) لتصعيد قضية دارفور على كل المستويات(عسكريا,إعلاميا,إلخ..).. بهذا المعنى التصعيد في دارفور إلى جانب التصعيد في أقاليم السودان المختلفة وثورات شباب التغيير , كل ذلك سيعجل بسقوط النظام , بالتالي فرض واقع جديد , يفتح الباب للجنوب , ومناطق الهامش , ويعالج مشكلة دارفور ضمن عائلة السودان الكبير ..
                  

03-25-2011, 00:28 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد لمعالجة شاملة (2)...
    أحمد ضحية
    ولإلقاء المزيد من الضوء على جذور الأزمة في دارفور , لابد من التعرض . للأزمة الوطنية الشاملة , في السودان . منذ الإستقلال وحتى الآن . فآباء الاستقلال ( المزعوم) بحكم تكوينهم الطائفي ,فشلوا في مواجهة الكثير من الأمور , التى ستظل تحفر عميقا , إلى ما بعد الإستقلال بعقود طويلة , ففي قضية مثل محاربة الرق , كان موقفهم مخزيا , على الرغم من أنها قضية , وقف العالم كله ضدها . بينما حينها رفع السادة : علي الميرغني , الشريف الهندي وعبد الرحمن المهدي - ولو كان نقد موجودا كزعيم تاريخي وقتها لحذا حذوهم - المهم هؤلاء وأولئك رفعوا مذكرة في 6 مارس 1925 , إلى مدير المخابرات , حول موقفهم من تحرير العبيد , قائلين : الرق في السودان , لا يمت بصلة إلى ما هو متعارف عليه , فالأرقاء شركاء لملاك الأرض , لهم إمتيازات وحقوق , تجعلهم طبقة قائمة بذاتها , وأهل السودان يعاملونهم , كما لو كانوا من أفراد العائلة , بسبب إحتياجاتهم المتعاظمة لهم .
    والأرقاء الذين أعتقوا , لا يصلحون لأى عمل , ويعتبرون ورقة الحرية ,جوازا للتحلل من أى مسئولية. – كما أنهم - خلدوا للخمول والخمر والدعارة (1) و هنا في العصر الحالي, يعلق الأستاذ محمد إبراهيم نقد : ما هي هوية الأرقاء إذن ؟ هل هم شركاء للملاك , ولهم إمتيازات وحقوق ؟!..لكن سوء المعاملة بين الشركاء ,لا يستدعي إصدار ورقة الحرية , بل تعديل الشراكة, أو فضها !وإذا كانت مصلحة الحكومة والشركات والأفراد , تقتضي أن يبقى الرقيق للعمل في الزراعة , فذات المصلحة تستلزم تعديل أو تصفية علاقات الرق , وتحويلها إلى قنانة أو عمل بأجر . وبأى منطق ووفق أي معيار , تقر المذكرة ملكية الملاك على الأرض , وتتغاضى عن أن للرقيق ملاكا ؟!..
    هذا الموقف المتواطىء للقوى الطائفية , ضد قيم المواطنة وحقوق الانسان , يتكرر كثيرا في العهود المتعاقبة , بأشكال وصور مختلفة ( مثل التجربة شبه الإقطاعية للمراغنة. أو لآل المهدي في الجزيرة أبا , التى لم يعرف سكانها الخدمات الأساسية ,أو الملكية لمنازلهم التى توارثوها (للمفارقة إلا في عهد نظام الجبهة الاسلاموية) في إطار محاولاتها لتصفية نفوذ حزب الأمة في النيل الأبيض ) . ولذلك جاء بروتكول ميشاكوس (20 يوليو 2002) بمواصفات خاصة , كإطار لمعالجة الأزمة السودانية , التى هي الأطول من نوعها .
    يتميز السودان – بالطبع قبل إنفصال الجنوب - بموقع جغرافي فريد ( بين خطي طول 37-14 شرقا , وخطي عرض 22- 4 شمال خط الإستواء ) , مجاورا لتسع دول , هي : ( مصر , ليبيا , تشاد , الكنغو , أفريقيا الوسطى , أوغندا , كينيا , أثيوبيا وأريتريا) هذا الموقع ( وفقا لكتابات علي مزروعي عن السودان ) يمثل هامشا أفريقيا , وهو ما أكد عليه ( حلمي شعراوي ) في أحد مقالاته بالأهرام , باعتباره للسودان دولة من دول الأطراف(أو الهوامش) العربية!. وهكذا فالسودان طرفي بالنسبة لافريقيا , وطرفي بالنسبة للعرب . أى دولة غير محورية (2) على المستوى الثقافي والإجتماعي والسياسي الأفريقي والعربي.
    ويشير ( عبد الملك عودة ) في إحدي دراساته عن السودان , أن الترابي يحاول أن يبني , نموزجا لدولة الأطراف الإسلاموية , بمعنى دولة المرابطين بالمغرب , بمعنى بناء الإسلام في الأطراف
                  

03-25-2011, 00:33 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    بالقوة , وفقا لشرح إبن خلدون , ومع ذلك , إجتهدت النخبة الإسلامو عربية في السودان , في بناء أسطورة نقائها السلالي العربي , ما أنعكس على سياساتها تجاه مواطنيها , إذ تغاضت عن الأسئلة التي يطرحها الواقع الفعلي للسودان , ما آل به إلى الأزمة الوطنية الشاملة , بكل ملحقاتها , وما ترتب عليها من تمزقات . خاصة على مستوى الجنوب و دارفور الآن .
    بلغت هذه الأزمة ذروة تعقيداتها , بمجىء الإنقاذ في 89 , إذ بدأ واضحا بمجيء الحركة الإسلاموية للحكم , أن الحرب في الجنوب ستستمر , وبدرجة كبيرة من أحادية الذهن والحماسة الدينية , المدفوعة بأشواق وبشريات الترابي!, وأن مسالة الشريعة ستظل مطروحة , وكخطوة نحو هذا الإتجاه , قرر الجنرال عمر البشير وطغمته , تقنين وضع المليشيات القبلية , إلى وضع وطني شرعي , عبر حلف ما سمى بقوات ( الدفاع الشعبي ) , تحت قيادة ضباط الجيش المحترفين , والمتشبعين بالمباديء الحزبية , والموثوق فيهم . وقد ثبت النظام قوانين الشريعة ( والتي هى محل صراع حتى الآن ) في قوانين البلاد , منذ 1991. كما يزايد النظام الآن بتطبيق الشريعة ,لتخويف القوى الجديدة,يعينه في ذلك تبني الحزب الشيوعي لها,على لسان زعيمه نقد.
    إذن تم تطهير الجيش وكل مؤسسات الدولة , ممن لا يؤمنون بمباديء الجبهة الاسلاموية القوموية , أو من غير أعضاء " الجبهة " , كما أصبحوا يعرفون ببساطة . ولإرضاء العالم أصدر البشير , عفوا شمل الحركة الشعبية , لكنه أكد على حملته الدينية , وقد عبر دكتور ( منصور خالد ) عن عبثية هذا الوضع , على النحو التالي : " أن المفارقة , ليست في حقيقة أن متمردا , يعطي نفسه الحق , في مسامحة متمرد آخر .وإنما أيضا في أن المتمرد الصغير (البشير) يسامح نظيره الأكبر (قرنق) , لكن المتمرد الصغير من الناحية الأخرى , من الشمال , والإفتراض واضح !..
    فالحكام الشماليون , أيا تكن طبيعة واصل شرعيتهم , لهم الحق في إملاء مصير كل الأمة . وتحدد الجملة الأخيرة بدقة , حول أى قضية يدور الصراع في السودان (3) .. خاصة أن السودان كدولة , لم يتوفر له الإندماج السياسي , إلا في فترة الحكم التركي . وحتى هذا الإندماج نفسه , عبارة عن خليط من خصائص الوجود الإتحادي , في ظل السلطنتين: ( الفونج والفور ) , حيث تعاونت نخب دينية وقبلية - حتى لو كان بدون رغبتها أحيانا - مع الملوك الذين كانت شرعيتهم , ليست أمرا إشكاليا بالنسبة لهم , بدون شجرة النسب والدين! . أى القرب والقرابة لرسول الإسلام .
    وفرض الحكم الإستعماري ( التركي - المصري ) وحدة الأقاليم الواقعة تحت سيطرته السياسية , بالغزو . وحافظ عليها بجيش دائم . لقد تمت المحافظة إذن على وحدة أقاليم المجتمع السوداني . بوسائل السيطرة الاستعمارية , وعومل أى تمرد بقسوة وحسم . وجمعت الضرائب بلا رحمة . وفي الواقع يمكن تلخيص دوافع التوسع الاستعماري , للسيطرة المصرية جنوبا , في مطلبين رئيسيين : الرجال لجيش العبيد(الجهادية السود) , والثروات لخزائن الوالي التركي المصري (محمد علي باشا ) .
    كانت إحدى النتائج السياسية للحكم التركي - المصري , هو وضع السودان , بما في ذلك الأجزاء الجنوبية من البلاد , تحت سيطرة مركزية واحدة , وكانت قصبتها مدينة الخرطوم النهرية . وكان لنقل مركز السلطة , إلى الخرطوم , من دارفور وسنار , في الأطراف . نتائج كبيرة على التنمية السياسية في السودان . حيث كان ذلك يعني تقوية موقع السودان النهري الأوسط , على حساب الأطراف (4)
                  

03-25-2011, 00:34 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    ولعل أهمية الفترة المهدية ( 85 - 1898) , لمراحل تشكيل الدولة السودانية , لا تكمن في دعوة المهدي لتأسيس دولة إسلاموية . وإنما في قدرته كقائد كاريزمي , على إستغلال ظروف السخط , الذي رسبه الحكم التركي - المصري . وتوحيد السودانيين الهامشيين , لدحر مركز السلطة السياسية في الخرطوم .
    ومما له دلالاته هنا , هو حقيقة أن جمهورية السودان (قبل إنفصال الجنوب) , بأميالها المليون .هي من خلق الإستعمار . وأن الوحدة والدمج , الذي إستمر طوال الفترة الإستعمارية ( 1898-1956) , كانت بالفرض والإملاءات , حيث سار التحرك العسكري , لقمع نزاعات التمرد يدا بيد , مع الإتفاقيات الدولية , مع القوى الإستعمارية الأخرى , لضمان إستبعاد أو ضم مجموعات سكانية , في المنطقة المسماة قانونا بالسودان , وحتى داخل هذه المناطق المحددة , أخضع بعضها لقانون المناطق المقفولة لسنة 1922 لمنع التفاعل الحر بين المناطق السكانية , مثل الجنوب وجبال النوبة وبعض مناطق جنوب دارفور .
    وكان لمثل هذه القوانين نتائج كبيرة الضرر , على تطور إتجاهات الإنتماء للوطن , على أساس شامل , لا تمييزي . وكانت هذه القوانين المقيدة , بالطبع جزء من إستراتيجية " فرق تسد " (5) ..
    يشتمل السودان على عدة أقاليم مناخية تتدرج من الصحراوي , إلى الإستوائي . إلى جانب حزام السافنا المتدرجة من الفقيرة إلى الغنية . ووفقا للاحصاء السكاني الأخير يبلغ عدد سكان السودان حوالي40 مليون نسمة تقريبا, يمثل إقليم كردفان ودارفور وحدهما أكثر من 12 مليون نسمة, بمعنى ثلاثة أضعاف الشعب الليبي . وقد قسم السودان وفقا للمرسوم الدستوري الثاني عشر لسنة 1994 الى 26 ولاية ( دارفور وحدها ثلاثة ولايات ) , لكل ولاية حكومتها ومجلسها التشريعي , وجاء هذا التقسيم , متوافقا مع تراث التخبط الموروث! .
    إذ أنه من الملاحظ أن روح إتفاقية أديس أبابا 1972, والتي تم تقويضها تدريجيا وبشكل منتظم , الى أن تم نسفها بالفعل(وهو ما حدث لاحقا لإتفاق مناوي مع السلطة) مع أن أديس أبابا تعهدت بأن يشكل الجنوب, من المديريات الجنوبية الثلاث , إقليما واحدا. محكوما ذاتيا . عاصمته جوبا .
    إلا أن نميري رئيس السودان وقتها, ولأسباب نفعية تقف من وراءها الجبهة الإسلاموية , أصدر قرارا , في أول يونيو 1983, أعلن فيه عن قوانين الشريعة سيئة السمعة (قوانين سبتمبر) , بواسطة مرسوم رئاسي , مما عزز من الإختلافات بين الشمال والجنوب , وهكذا إنفجرت مرة أخرى الحرب الأهلية . ومنذ ذلك الوقت أصبح نسف التفاؤل , وتعزيز العدوان , والإحتمالات البارزة للتفكك الوطني في السودان . أكثر وضوحا من أي وقت مضى (6)
    وفي حالة دارفور , يلاحظ بدء أن السمة الغالبة , لهذا التقسيم , هي التفاوت الشديد , في حظوظ التنمية , بين هذه الولايات الثلاثة , وبقية ولايات السودان . إذ أن دارفور بأكملها ليس بها مشروع تنموي واحد, يمكن النظر إليه بعين الإعتبار ! على الرغم من كونها , غنية بطبيعتها السياحية , وتنوعها المحصولي والحيواني والمعدني : البترول واليورانيوم , والعناصر النادرة الأخرى).
    لقد إستطاع هذا الإقليم , الذي تقطنه العشرات من القبائل العربية , وغير العربية , أن يتعايش سلميا . طوال القرون الماضية , ولكن منذ مطلع السبعينيات , تهدده حالة من عدم الإستقرار , المقترنة بإنتهاكات جسيمة , لحقوق الإنسان ( الحرب في بحر الغزال المجاورة لدارفور )
                  

03-25-2011, 00:34 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    والصراعات المسلحة في البلدان المجاورة : ( تشاد , ليبيا , افريقيا الوسطى ) والتوظيف الآيديولوجي للدين . من قبل النظام الإسلاموي , الحاكم في الخرطوم .
    إذ وظف النظام الإسلاموعربي الحاكم في الخرطوم, كل تناقضات الإقليم , مستغلا للخلافات الطبيعية , الناتجة عن التعدد الثقافي , والتباين الإثني . إلى جانب التراكم التاريخي , لأخطاء الدولة السودانية منذ 1956 , وكل ذلك أدى إلى ما نشهده الآن من دمار كامل للإنسان , والجغرافيا . وكما يقول دكتور عبد الله على ابراهيم : أردنا أم لم نرد , فقد ورط الحكم الحالي في السودان "الجلابة " , بان جعلهم يقفون على منتهى فكرتهم وهويتهم . وإدعاء البعض أنهم الفرقة الناجية , من هذه الورطة . هذا أسهل الطرق للفرار , من تبعية أن نرى أنفسنا , في مرآة محنتنا الوجودية , التراثية في السودان (7) .وفيما قال الدكتور ( عبد الله علي ابراهيم ) , إشارة للآلام المعنوية , الناتجة عن تاريخ " الجلابة " في السودان ( منذ أطلق عليهم هذا الإسم لجلبهم الرقيق على عهد الأتراك والإنجليز , إلى عهد صفوتهم الحاكمة , التى ظلت على تعاقبها منذ 1956 تجلب الخراب والدمار للسودان ) .
    فمنذ عهد الأتراك , مرورا بمذكرة زعماء الطائفية المتواطئة مع الرق والإسترقاق , في العهد الإستعماري. بات واضحا أن مسألة إرسال الرقيق. قد صارت كالمسابقة بين حكمداريي السودان , والتي إشترك فيها الزبير باشا في بحر الغزال , وإسماعيل أيوب في دارفور , وغردون في المديرية الاستوائية ( 8 ) ..
    ومع ذلك نجد أن الحكومات المتعاقبة , منذ 1956 , لم تفعل شيئا سوى تكريس سلطة الجلابة العصريين !.. اذ جعلت من الحكم , أداة لتكريس سلطة الإقليم الشمالي , أو الصفوة العروبية الإسلاموية (9) على حساب الأقاليم الأخرى , خاصة دارفور التى شاركت الشمال في بسط نفوذه على الأقاليم الأخرى . مما أنتج إختلالا في توزيع السلطة والثروة . فقد ظلت نسبة التمثيل , لأبناء دارفور , في الوزارة الإتحادية ثابتة . رغم التحولات , التى طرأت على الساحة الفكرية , وإتساع المعرفة . لأبناء الإقليم . فقد ظل التمثيل جهويا , في توزيع المناصب الدستورية , في كل الحكومات , فبينما يتمتع الاقليم الشمالي بثمانية وخمسين منصبا ( 79,5% ) نجد أن دارفور لم تحصل على شىء , في عهد النخبة الإسلاموعربية الحاكمة منذ 1989 (وهنا نستثنى الترميز التضليلي الذي يجي بأمثال كبر), وهذا يعطي فكرة واضحة , عن نصيب دارفور من المناصب الدستورية في الحكومات المتعاقبة (10) ومنذ مجىء حكم الجبهة الإسلاموية في 30 يونيو 1989 , والذي كان متوقعا قبل مذكرة الجيش ( 11 ) في 20 فبراير 1989 , والتي أعلنت عن خطل سياسات الحكومة , وحددت مهددات الأمن القومي في : (1) التدهور الإقتصادي (2) الفساد والرشوة والمحسوبية (3) المليشيات الحزبية (خاصة المليشيات الطائفية لحزب الامة الطائفي ) (4) إفرازات الحرب الأهلية في الجنوب (5) الإختلال الأمني في دارفور (12)
    هذا الوضع مهد لإنقلاب الجبهة بمشروعها الإسلاموي , الآيديولوجي الفاسد , ببلوغ الأزمة ذروتها, وتمظهرها في عدد من الحركات المسلحة , المطلبية . التي تمخض صراعها مع نظام الجبهة , عن آلاف القتلى واللاجئين والجرحى والمعاقين . بينما تتدهور الأوضاع في دارفور بشكل مستمر ,إثر إصرارالحكومة على ممارسة كافة أشكال الجرائم ضد الإنسانية .
                  

03-25-2011, 00:35 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    تمخض بروتكول ميشاكوس بعد مراوحاته العديدة , بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان , والوسطاء في نيفاشا , عن قرب موعد الإتفاق النهائي للسلام مع جنوب السودان . الذي تم الإعلان عنه في نيروبي من قبل . وليس خافيا أن الوضع في السودان , معقد وشائك . ومحفوف بالمخاطر والمآلات التي تنذر , بتكون مزيد من المليشيات المسلحة ( التململ في شرق وشمال السودان النوبي ) , وبأجندة مطلبية وخدمية , تستبطن بعدا إثنيا , بالتالي إنفصالات محتملة عن الجغرافيا السودانية المعروفة .
    إذ ببروز متغيرات جديدة نتيجة تنامي الوعي الشعبي , كتطور حتمي لتفاعل القمع المركزى مع العنف اللامركزي , خلال ما يزيد عن عقدين من الزمان, تبرزمتغيرات في رفع سقف المطالب , خصوصا مع الفشل المستمر للحكومة الراهنة (13) في خلق بنية عقلية مؤيدة لآيديولوجيتها في كامل إقليم دارفور , الأمر الذي جعل الحكومة تستشعر أن الخطر القادم , يأتي من القبائل غير العربية في دارفور , ومن هنا كان تركيزها على إستقطاب القبائل العربية في دارفور , لمجابهة هذا الخطر الذي بدأت تستشعره منذ 1989 .. إذ كان شهر مايو 89 شهر الإنفراط الأمني , في أطراف السودان النائية , وبالذات في الإقليم الغربي ( دارفور).
    وقد تضافرت بضعة عوامل لتكريس الإنفراط الأمني في دارفور وكردفان . في قلب هذه العوامل كانت الصدامات القبلية المسلحة , وحركة المليشيات المسلحة , التي نشطت عبر الحدود السودانية / التشادية , إثر الإنقلاب الدموي , على حسين هبري 1/4/1989 . إذ تناهت أنباء هذه الصدامات للخرطوم . ساعة وقوعها . إلا أن الخرطوم كانت مشغولة بقرنق .مما جعل الإهتمام بهذه الصدامات , يبدو كسولا متراخيا . قبل أن يستفحل وينتشر .
    وتلكأت الحكومة في إحتواء الموقف , فقد إنتظرت لغاية 20/5/1989 , عند عقد مجلس الدفاع الوطني , جلسة . لبحث الصراع الدموي في دارفور . وبعد عودة الوفد الذي تم إرساله , إلى هناك. ذكر بيان الأمانة العامة , لمجلس الوزراء , أن ضحايا الإشتباكات بلغوا 453 قتيلا و123 جريحا, وبلغت خسائر قوات الأمن 11 جريحا , من رجال الشرطة , وأتهم البيان الحكومة التشادية .
    وفي برقية إخبارية بثتها وكالة الأنباء الفرنسية من الخرطوم ," قام رئيس الوزراء الصادق المهدي, في جلسة مجلس الوزراء , التي إنعقدت اليوم الأحد 22/5/1989 , بسحب بند من أجندة الإجتماع , تعلقت ببرنامج لدمج مليشيات السودان جميعها في قوة عسكرية موحدة , وكان السيد الصادق المهدي , قد وافق في مارس الماضي , على هذا البند . وتم الإتفاق مع الفعاليات السياسية , آنذاك , على ضرورة تنفيذ هذه المسألة , في إطار حكومة الوحدة الوطنية الجديدة .
    تجدر هنا الإشارة إلى أن السيد الصادق المهدي , ساند وجود هذه المليشيات , ويقول أنها توفر للقبائل حماية نفسها . ولذلك فإنه إستمر على سياسة تسليحها . وكانت مذكرة الجيش , قد طالبت بحل هذه المليشيات القبلية , وقالت أنها تشكل خطرا على البلاد .
    وفي خطاب إذاعه راديو إنجمينا , قال الرئيس التشادي , أن السودان وليبيا يتآمران عليه . وعلى نظامه . ويعملان على تقويضه . وأعلنت الخرطوم في بيان , أن بيان حسين هبري , بمثابة إعلان حرب . وفي 11/6/1989 تقاسمت الإهتمام بأخبار هذه الجبهة العسكرية , ثلاثة وسائط إعلامية.. حيث أشارت صحيفة الأيام إلى فرق إستطلاع تشادية في دارفور.أما صحيفة الميدان الناطقة بإسم الحزب الشيوعي الإسلاموي السوداني, فقد نقلت عن شهود عيان. أن قوات حسين جاموس تتجمع
                  

03-25-2011, 00:36 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    في شمال دارفور . وأن قوات غير معروفة , شوهدت في المنطقة . وأوردت وكالة الأنباء الفرنسية , أن تشاد بدأت فعلا في حشد قواتها , على الحدود السودانية (14) ..
    وتعكس هذه الوقائع ما بلغته الأوضاع في تلك الفترة , ومدى إستهانة الخرطوم بأرواح الناس , وتعكس أيضا مدى التقاطعات الأمنية بين السودان والجوار , على خلفية التعدد الإثنى والقبائل المشتركة .
    ومع ذلك لقد أختزل التعدد الإثني السوداني , من منظور الثقافة الإسلاموعربية السائدة , التى أمسكت بالسلطة السياسية والإقتصادية في البلاد , ثقافة المثلث المتطور , الذي إفترض تمثيل ما هو "سوداني " إلى مجموعات " هوية " رئيسية , مثل المجموعة المهيمنة , تحت عنوان أولاد البلد , وأولاد العرب , والسودانيون الشماليون عموما .
    وهذا بالطبع تبسيط فظيع , إن لم يكن إهانة. لكنه أيضا يخدم أغراض العقل الإسلامو عربي المركزي الحاكم في السودان,تاريخيا. لأن هذا الإختزال يقابله إختزال آخر للمجموعات المهمشة,فهو يقوم على إبطال نقيضه (المهمشين),لذلك خدم أغراض التراتب , بمعنى الجدارة النسبية , لمثل هذه الهويات الثنائية.
    وغني عن القول أن فئة أولاد البلد , تأتي في قمة مثل هذا التراتب . وتأتي فئة الجنوبيين والدارفوريين في القاع , والفئات المتبقية , أى " الهدندوة " والنوبة " , هي فئات وسطى تدفع أحيانا بإتجاه الشرائح الدنيا من التراتب الإثني . بإستخدام معيار العروبة , وأحيانا أخرى تجاه الشرائح الدنيا, بإستخدام معيار الإسلام .
    وتختزل هذه الهويات مرة أخرى , إلى هويتين رئيسيتين من ناحية القيمة , هما : العرب " مجسدة في أولاد البلد " , وهوية غير العرب , التي تدفع أحيانا , إلى حدها الأقصى " الزرق " : السود/العبيد.. ولهذه التحيزات نتائج سياسية وإقتصادية كبيرة , إذ تقنعتها نخبة السلطة أيضا . ذلك أنها تحدد في العديد من الحالات , ما الجيد للمرء وما يفترض أن يجيده , وهكذا فهي تعكس بمعنى ما , النصيب الذي تناله هذه الهويات المنقسمة , من ناحية النفوذ والرفاه الإقتصادي , وقولنا هذا يفسر التطورات التاريخية , التي حققت الموقع المسيطر , الذي يتمتع به مثلث الوسط المتطور .
    ومع ذلك على المرء من الناحية المعاصرة , ألا يغفل الدور الذي لعبته , هذه التحيزات . في ترسيخ وتعزيز هذا الموقع المسيطر , وللتهميش المستمر للأطراف. أيضا علاقته بهذا الأمر , وقد إنعكس كل ذلك في تنمية ما بعد الإستعمار . (15) ..
    وإذا كانت تجليات الوضع على مستوى الجنوب , قد أفرزت حربا أهلية هي الأطول من نوعها , فإن الوضع في دارفور يكشف الآن ,عن وضع مماثل !. حيث تعيش دارفور كارثة إنسانية مستمرة. ولأن التسوية السياسية ,التي قرر بموجبها الجنوب مصيره, لم تشمل دارفور . فإن وضعها الآن أكثر كارثية من ذي قبل. بل هي الآن في وضع مماثل للجنوب قبل ميشاكوس ونيفاشا. خاصة أن دارفور كمشكلة , هي الأكثر تعقيدا , وتشعبا من بين كل مشكلات أطراف السودان! .
    والمراقب للتصريحات الرسمية للحكومة السودانية , بشأن الوضع الإنساني في دارفور , يكاد يجزم أنها مثل ( آل بوربون ) لم تنس شيئا ولم تتعلم شيئا !! وهو الحال الذي عليه نخبة الشمال تاريخيا , بحيث ينطبق على كل حكوماته المتعاقبة وصف " نهاية السياسة " . وهي حالة نشأت من ضمور ساحة الممارسة السياسية , وتدهورها إلى وضع شبيه بعراك العقارب , التى أغلقت عليها زجاجة , وصراع هذه الحشرة الملغومة بالسم, قريب من وصف هنتنجتون , لنهاية السياسة في العالم الثالث , حيث تجب في هذا الوضع القوى الإجتماعية , إحداها الأخرى .كما ولدتها أمهاتها : عارية من تهذيب الأبنية السياسية , التى قال عنها غرامشي بأنها تهذيب الأطماع . ففي وصف هنتنجتون أن هذه القوى عارية . عابرة . بلا قادة ممن عركتهم السياسة , وأنعقدت لهم شرعية التوسط , لتلطيف النزاعات. ونزاع نهاية السياسة يكاد لا ينتهي , لأنه ليس بين القوى المتصارعة , إتفاقات ومواثيق تهدي سبل الشرعية والسلطانية لفض النزاع ..
    نواصل
                  

03-25-2011, 00:37 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    هوامش:
    (1) محمد ابراهيم نقد علاقات الرق في المجتمع السوداني . دار الثقافة الجديدة . القاهرة . الطبعة الأولى 1995. ص: 156.
    (2)ثقافات سودانية . ( كتاب غير دوري ) . المركز السوداني للثقافة والاعلام . العدد الخامس 1999 .ص: 32 .
    (3) دكتور : شريف حرير _ تيرجي تفيدت "محرران " - السودان : النهضة أو الإنهيار . ترجمة: مبارك علي ومجدي النعيم . مركز الدراسات السودانية ( السابق ) ص: 18 .
    (4) السابق . ص : 31 .
    (5)نفسه . ص : 33 .
    (6) نفسه . ص : 5 .
    (7) عبد الله علي ابراهيم . الإرهاق الخلاق . عزة للنشر والتوزيع . 2001 الخرطوم . ص : 51.
    (8) سيد فليفل . القوى الخارجية والإتجاهات الإقليمية في السودان . مركز الحضارة العربية . الطبعة الأولى .يناير 1990 . ص : 14 .
    (9) يستخدم الشمال هنا . لا كرقعة جغرافية , إذ يتعدى الإستخدام إلى رمز معنوى . قصد به "المركز" . ويتعدى هذا المركز , مركز السلطة ( مثلث الوسط ) إلى بعد معنوي يشمل كل المجتمعات العربية في السودان , بإعتبار أن الثقافة الإسلامو عربية هي السائدة ( الثقافة المركزية) ,ولذلك ظلت الحكومات السودانية المتعاقبة, تتشكل من النخبة في هذه الثقافة ..
    المفارقة هنا أن الإستخدام يأتي في سياق أن المجموعات الطرفية ( "الهامش " بمعنى المجموعات غير العربية . وعت ل " ذاتها " الآن , ما يجعلها ترفض الوضعية التي أريدت لها من قبل الثقافة
                  

03-25-2011, 00:38 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    السائدة بإعتبارها " موضوعا " لمشاريع " المركز " . فهي تصارع الآن في سبيل أن تكون أسوة بالمركز .. لا للهيمنة عليه بل لتساهم معه في صياغة المعني الإجتماعي العام للسودان . الموحد . بدلا عن إنفراده المستمر بهذه العملية . وفقا لشروط ثقافته وما يرتبط بها من قيم, تمثل بالضرورة مصالح أفراد وجماعات بعينها . فمجموعات الهامش ترفض أن تكون مجرد " موضوع " لمشاريع " المركز " بهذا المعنى .
    (10) جاء في الكتاب الأسود(الجزء الأول) : أن دارفور لم يتم تمثيلها في المناصب الدستورية على عهد الحكومة الأولى ( بعد الإستقلال ) بينما حصل الجنوب على 16,4% والشمال على 79,5% . كما يلاحظ أن نسبة 5,4% من جملة السكان في ذلك الوقت, يمثلون في السلطة التنفيذية بنسبة 79,5%طيلة خمسة حكومات متعاقبة ؟؟؟!!.. الحكومات هي : حكومة الأزهري 1954 - الأزهري 1955 - الأزهري 1956 - حكومة عبدالله خليل 1958 - اإراهيم عبود 58 - 1964 وحكومة سر الختم الخليفة , والتي لم تمثل دارفور أيضا ( نسبة 0%) . كذلك الحكومة المايوية لم تحصل دارفور منها سوى على 4 مناصب(على غرار الترميز التضليلي بمعنى مريس ومتيس, لا يحل ولا يربط!) وحتى هذا نفسه بالإشتراك مع إقليم كردفان . بنسبة 3,5% مقارنة بالشمال الذي حصل على 79%بنسبة 68,7% وهكذا المجلس العسكري الإنتقالي , كان نصيب دارفور فيه بالإشتراك مع كردفان منصبا واحدا فقط . بنسبة 3.3% بينما نصيب الشمال 21 منصبا بنسبة 70% وفي عهد الإنقاذ حصلت دارفور على 20% (3مناصب ) , وفقا للتوازنات . ولكن كالعادة المتبعة عند تعيين الجنوبيين ( ترميز تضليلي ) ..
    - كذلك لم تتجاوز أى ولاية في ميزانية التنمية سقف 36% كصرف فعلي من المجاز أو المصدق به . مما يجعلها على الدوام في موقف المؤهل لإستقطاب الدعم الجديد . أو تحويل الدعومات الساقطة عن باقي الولايات , والتي عجزت عن إستغلالها ؟ !.. وربما مثل هذا الوضع هو ما حفز شركة إسلاربوية مثل " شريان الشمال" على شراء جزء من آليات طريق الإنقاذ الغربي , لإكمال طريق شريان الشمال ؟!..
    كما نلاحظ أنه تمت تصفية مشروع حزام السافنا , ومشروع جبل مرة للتنمية الريفية , ومشروع غرب السافنا , على الرغم من أن هذه المشاريع ,تلعب دورا هاما في إنتاج المحاصيل الغذائية , التي يحتاجها إقليم عرضة للزحف الصحراوي والجفاف مثل دارفور . كما أنه على الرغم من أن غابات جبل مرة وحشائش السافنا الغنية بحاجة للدعم القومي , إلا أنه تم الوقوف بوجه كل مساعي الدعم من قبل الصفوة الشمالية الحاكمة . الخ .... لمزيد من المعلومات راجع : sudanjem.com /Arabic/books-black-book-firstmnoqadim.htm.
    (11) عبد الرحمن الأمين . ساعة الصفر ." مذبحة ديموقراطية السودان الثالثة : 85- 1989" . أجندة واشنطن السابق . ص : 134 .
    (12) شريف حرير . السابق . ص: 37 .
    (13) عبد الرحمن الأمين . السابق . ص : 90 .
    (14) شريف حرير . السابق . ص : 38 .
    (15) عبد الله علي ابراهيم . السابق ص : 42 .
                  

03-25-2011, 03:51 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)
                  

03-26-2011, 01:32 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد لمعالجة شاملة (3)...
    أحمد ضحية
    نشير هنا مرة أخرى إلى ما توصل إليه دكتور عبد الله علي إبراهيم, حول المشهد السياسي السوداني ,وتوصيفه للممارسة السياسية فيه "بنهاية السياسة" (1) وكما نرى أن الحالة السودانية , بتعقيدات السياسي فيها وتداخلاته ,وتشابكاته مع الإجتماعى . والإقتصادي والثقافي , يجعل دراسة ظاهرة الصراع في السودان , مفتوحة على كل المستويات , ما يطرح ضرورة توافر شروط داخلية , في البيئة السياسية ,تحث على السلام والوفاء بالوعود والتخلي عن لغة الإستعلاء والعنتريات. ومع ذلك بلوغ السلام هو أسهل من الحفاظ عليه , في ظل هذه التشابكات والتعقيدات ,التي تضرب بجذورها, في تاريخ تكون الدولة السودانية .
    فالضغط وحده لن يحقق السلام , رغم أنه قد يدفع الأطراف المتحاربة , إلى مائدة الإجتماع , فالمجتمع الدولي له دور حيوي ومركزي , يلعبه في الحفاظ على السلام عندما يتحقق . ذلك أن قضية السلام برمتها ,لا يمكن فصلها عن واقع التحلل . وضرورة إعادة البناء الكامل لكل البلاد , إقتصاديا و إجتماعيا و سياسيا . وسيكون الأساس الإ قتصادي القادر على توصيل السلع العامة , مساندا وحاثا على وجود بيئة من الإستقرار الإجتماعي والسياسي , وعلى العكس مهما يكن نبل المثاليات , التي تخلق خلال عملية السلام , فإن الإقتصاد الضعيف سيقوضها .
    ومما تقدم يتضح مثالان للمسئولية الدولية : إعادة البناء والتنمية , وقبل كل ذلك معالجة الأوضاع الإنسانية (2) وبالرغم من وجهة النظر المتشائمة , التي يعبر عنها الكثيرون , ويهاجمها القليلون , وبغض النظر عن الواقع الماثل , للوضع الراهن ( اى التعصب الديني والاثني المثير للشقاق , والحرب المتفاقمة وإنهيار القانون والنظام , وإفلاس الدولة إقتصاديا , والإضطراب الإجتماعي , وتحلل مؤسسات الدولة وبنيتها التحتية ...) وبالرغم من كل ذلك ,أن الإجماع العام حول وحدة بقاء دارفور موحدة مع شمال السودان , ربما يتفكك, وبصورة درامية متسارعة, كما أوضح إستفتاء الجنوب مؤخرا.
    ومع ذلك, لتستمر دارفور موحدة مع الشمال ,لن تتحقق "هذه الرغبة" في اللغة, والشعارات والوعود, التي رأينا كيف أعادت مناوي مرة أخرى,إلى جبهات القتال كما أعادت الجنوب من قبل مرارا وتكرارا ,وأنتهت به إلى تبني خيار الإنفصال, بل أن ما تبقى من السودان بأكمله – بعد أن إنفصل الجنوب – إذا إستمرت العقلية التي ظلت تحكم السودان ,منذ 1956 تفكر بذات الطريقة,فلابد أنها ستؤدي إلى كوارث جديدة غير متوقعة حتى! لذلك لابد من أفق جديد ولغة جديدة وعقلية جديدة ليبقى ما تبقى من السودان بلدا موحدا , ولو في شكل فيدرالي أو كونفدرالي .
    فكل النزاعات التي جرت وتجري الآن في السودان,هي تعبير عن رفض المهمشين للهيمنة بواسطة نخب الوسط (3) وما لم تغير نخبة الوسط, الطريقة التي ظلت تفكر بها تجاه أطراف البلاد ,والتي تميل غالبا للحلول العسكرية والأمنية في مواجهة أزماتها المزمنة.. مالم تتغير هذه الطريقة في التفكير ,وتتغير معها لغة التخاطب الإستعلائية ضد المعارضين والمتظاهرين والثوار, سيكون مصير دارفور مشابه لمصير الجنوب وإن طال الزمن!.
    على الرغم من الحالة التراجيدية التي تميز المشهد السوداني , في العقود الأخيرة , وحالة التحلل المتقدمة , التي تغلغلت في كل مناحي الحياة - الإجتماعية والسياسية والإقتصادية – ومع ذلك واقع الثورات التي تعتري الشعوب الآن , وتدفع بالشارع السوداني للإحتقان أكثر فأكثر , تعطي لمحة من الأمل يمكن تمييزها :كبذرة المانجو . تنبت في تحللها . وهي تشير بوضوح إلى إنهاء التحلل الراهن.. ومثل هذا التفكك , سيقود في النهاية , إلى عمل سريع . ربما يحدث دمارا الى ما هو أبعد من المليون ميل مربع . خصوصا في ربيع التحرر العربي الراهن, الذي تفجرت فيه كل إنكسارات وهزائم وغبائن التاريخ العربي بصورة غير مسبوقة, ما دفع بليبيا للخروج من كهفها السحري!
    وقد تقدم المقاربة التي تؤسس نفسها في " بلد واحد " لكل ولايات عديدة , التي تقودها ممارسة ديموقراطية, قادرة على إستيعاب الواقع المتعدد للمجتمع السوداني , البديل الوحيد المجدي لحالة التحلل الراهنة , والحماية ضد إحتمال عدم الإستقرار المدمر مستقبلا (4) ..
    والنقطة المهمة التي نطرحها , هي أنه لو كان للسودان أن يقسم , فليس ثمة ضمانات , ألا ينتهي هذا إلى لا شيء - حسب رهانات المناورات, الخيالية وغير الواقعية لنظام الجنرال البشير- فقد تخيب هذه الرهانات "العسكرية والأمنية" بأن يتحول السودان إلى العديد من أشباه الدول !!.. بحيث يتخطى الأمر حدود إنفصال الجنوب أو دارفور, أو الحكم الذاتي لجنوب النيل الأزرق.
    علاقة المركز بالأطراف :
    أجد أنه من المناسب هنا إلقاء الضؤ على علاقة ( المركز ) بإقليم (دارفور ) , بالإشارة إلى وصف السيد بونا ملوال , الزعيم الجنوبي المعارض , الجبهة الاسلاموية ,بأنها قد حملت الأجندة الإسلاموية والعروبوية والجلابية ( المجربة الفاشلة ) للحكم , إلى نهايتها الدموية .
    والتدخل الأميركي والأوروبي الآن , في أزمة دارفور ( بعد صمت طويل ) ,قد يوحي بأن نبوءة بونا ملوال , ممكنة التحقق , في ظروف التدويل الراهنة لا لقضية دارفور فحسب , بل لكل قضايا الهامش في السودان ,كمعادل موضوعي لثورات المهمشين في المنطقة(ليبيا,اليمن,سوريا,إلخ) ,و رغم أن التدخل الأميركي الأوروبي في دارفور,أستطاع النظام في الفترات السابقة محاصرته ,بالرضوخ للإبتزاز الغربي , يخص أجندة إنفصال الجنوب "المنتج للنفط" من جهة ,وتعاون الخرطوم مع أجهزة الإستخبارات العالمية في ملف الإرهاب , إلا أن الغليان الراهن في المنطقة, من المؤكد ستتبلور نتيجة له سياسة غربية جديدة تجاه المنطقة بأكملها, خصوصا الأجزاء المتفجرة كدارفور.
    لذلك ربما أن مجريات الصراع في دارفور , ستأخذ منحى جديدا ,خصوصا إذا أخذنا بعين الإعتبار تبدلات الموقف الفرنسي والأمريكي, تجاه حالة الغليان في المنطقة ,من التحفظ إلى دعم ثورات الشعوب. وخصوصا أن أميركا وفرنسا ,تعرفان منذ وقت مبكر حقيقة أوضاع دارفور (التطهير العرقي ,الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية) , الأمر الذي غالبا ما يعجل بمعالجة الأوضاع , في حالة تصعيد الحركات المسلحة في دارفور لعملياتها ,ضد الأجهزة الأمنية والعسكرية للنظام , إلى جانب التصعيد الإعلامي من قبل الدارفوريين , مرة أخرى لمشكلة السودان في دارفور.
    على الرغم من أن أميركا وقفت تتفرج بصمت لوقت طويل,بسبب إنشغالها بملف جنوب السودان وحرصها على إنفصال مرن. تخوفا من تأثيرات الصراع في دارفور , على مجريات خطتها للسلام
                  

03-26-2011, 01:33 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    على الرغم من الحالة التراجيدية التي تميز المشهد السوداني , في العقود الأخيرة , وحالة التحلل المتقدمة , التي تغلغلت في كل مناحي الحياة - الإجتماعية والسياسية والإقتصادية – ومع ذلك واقع الثورات التي تعتري الشعوب الآن , وتدفع بالشارع السوداني للإحتقان أكثر فأكثر , تعطي لمحة من الأمل يمكن تمييزها :كبذرة المانجو . تنبت في تحللها . وهي تشير بوضوح إلى إنهاء التحلل الراهن.. ومثل هذا التفكك , سيقود في النهاية , إلى عمل سريع . ربما يحدث دمارا الى ما هو أبعد من المليون ميل مربع . خصوصا في ربيع التحرر العربي الراهن, الذي تفجرت فيه كل إنكسارات وهزائم وغبائن التاريخ العربي بصورة غير مسبوقة, ما دفع بليبيا للخروج من كهفها السحري!
    وقد تقدم المقاربة التي تؤسس نفسها في " بلد واحد " لكل ولايات عديدة , التي تقودها ممارسة ديموقراطية, قادرة على إستيعاب الواقع المتعدد للمجتمع السوداني , البديل الوحيد المجدي لحالة التحلل الراهنة , والحماية ضد إحتمال عدم الإستقرار المدمر مستقبلا (4) ..
    والنقطة المهمة التي نطرحها , هي أنه لو كان للسودان أن يقسم , فليس ثمة ضمانات , ألا ينتهي هذا إلى لا شيء - حسب رهانات المناورات, الخيالية وغير الواقعية لنظام الجنرال البشير- فقد تخيب هذه الرهانات "العسكرية والأمنية" بأن يتحول السودان إلى العديد من أشباه الدول !!.. بحيث يتخطى الأمر حدود إنفصال الجنوب أو دارفور, أو الحكم الذاتي لجنوب النيل الأزرق.
    علاقة المركز بالأطراف :
    أجد أنه من المناسب هنا إلقاء الضؤ على علاقة ( المركز ) بإقليم (دارفور ) , بالإشارة إلى وصف السيد بونا ملوال , الزعيم الجنوبي المعارض , الجبهة الاسلاموية ,بأنها قد حملت الأجندة الإسلاموية والعروبوية والجلابية ( المجربة الفاشلة ) للحكم , إلى نهايتها الدموية .
    والتدخل الأميركي والأوروبي الآن , في أزمة دارفور ( بعد صمت طويل ) ,قد يوحي بأن نبوءة بونا ملوال , ممكنة التحقق , في ظروف التدويل الراهنة لا لقضية دارفور فحسب , بل لكل قضايا الهامش في السودان ,كمعادل موضوعي لثورات المهمشين في المنطقة(ليبيا,اليمن,سوريا,إلخ) ,و رغم أن التدخل الأميركي الأوروبي في دارفور,أستطاع النظام في الفترات السابقة محاصرته ,بالرضوخ للإبتزاز الغربي , يخص أجندة إنفصال الجنوب "المنتج للنفط" من جهة ,وتعاون الخرطوم مع أجهزة الإستخبارات العالمية في ملف الإرهاب , إلا أن الغليان الراهن في المنطقة, من المؤكد ستتبلور نتيجة له سياسة غربية جديدة تجاه المنطقة بأكملها, خصوصا الأجزاء المتفجرة كدارفور.
    لذلك ربما أن مجريات الصراع في دارفور , ستأخذ منحى جديدا ,خصوصا إذا أخذنا بعين الإعتبار تبدلات الموقف الفرنسي والأمريكي, تجاه حالة الغليان في المنطقة ,من التحفظ إلى دعم ثورات الشعوب. وخصوصا أن أميركا وفرنسا ,تعرفان منذ وقت مبكر حقيقة أوضاع دارفور (التطهير العرقي ,الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية) , الأمر الذي غالبا ما يعجل بمعالجة الأوضاع , في حالة تصعيد الحركات المسلحة في دارفور لعملياتها ,ضد الأجهزة الأمنية والعسكرية للنظام , إلى جانب التصعيد الإعلامي من قبل الدارفوريين , مرة أخرى لمشكلة السودان في دارفور.
    على الرغم من أن أميركا وقفت تتفرج بصمت لوقت طويل,بسبب إنشغالها بملف جنوب السودان وحرصها على إنفصال مرن. تخوفا من تأثيرات الصراع في دارفور , على مجريات خطتها للسلام
                  

03-26-2011, 01:34 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    في جنوب السودان . والتي كانت قد إستهلتها ببروتكول ميشاكوس 2002 (5)الذي ترتب عليه بعد التوقيع على إتفاق الترتيبات الأمنية , نقل الحكومة عمليات أجهزتها العسكرية والأمنية, من جنوب السودان إلى دارفور !! وبتحالف مع مليشيات الجنجويد العروبوية , إشتعل الحريق. ففر أكثر من مليوني مواطن , في الصحراء السودانية , أو عبر الحدود إلى تشاد المجاورة (6) مما أكد وقتها مدى إصرار الجبهة الإسلاموية العروبوية القوموية ( المؤتمر الوطني الحاكم ) إعادة إنتاج تجربة الصفوة الإسلاموية العروبوية , مع جنوب السودان . وتطبيقها على دارفور ...
    أن حكم البشير يتيح ل " الجلابة " أكثر من غيرهم, أن يروا أنفسهم في المرايا المشروخة ذاتها . يظن بعض الجلابة,أمثال الطيب مصطفى ونافع, أنهم يستطيعون فرض إرادتهم على الحركة السياسية, وعلى كامل شعب السودان -ناقص جنوبه- ويحاولون تخويف كل معارضيهم الديموقراطيون بتطبيق الشريعة الإسلاموية.. بينما يظن جلابة آخرون بصدق مع الذات غير منكور : أنهم براء من حكم البشير , ولكن هذا الحكم في نهاية المطاف, في كلمة مقتبسة (بتصرف) من إدوارد سعيد ,هو أكفأ الأجهزة الجلابية , في تعبئة المشاعر الدينية والعرقية بين الجلابة , فالحكم مصنوع ,من قماشة الوعي الجمعي الجلابي , الذي يشتهي, تحويل هامشيته في الثغر بين العالم العربي وأفريقيا إلى مركز ذي صلف وغرور (7) كما ظلت خطابات الطيب مصطفى ونافع بل والبشير نفسه تؤكد على مدى كل السنوات الماضية!.
    وبما أن علاقة المركز بالأطراف , هي علاقة تنهض في الإستغلال التاريخي والمادي , إلى جانب عملية الإسترقاق القومي , وإهدار المواطنة والبناء القهري , والبنية القمعية للدولة , وعملية التهميش الإجتماعي والسياسي والإقتصادي , وإحتكار السلطة , والهيمنة الثقافية . كل ذلك فقط في سبيل (تحويل هامشيته الإسلاموعروبوية, الى مركز إسلامي عربي مزعوم, ذي صلف وغرور!!).. بتعبير دكتور عبد الله على ابراهيم وتصرفنا في هذا التعبير..
    فعلاقته بدارفور في هذا السياق,لم تكن أحسن حالا من علاقته بالأطراف الأخرى , إذ تم إستغلال دارفور, لإنجاز مشاريعه لا فيها وحدها فحسب , بل وبمساعدة منها لإنجاز هذه المشاريع, على الأطراف الأخرى! .
    آمنت نخبة السلطة الإسلاموعربية , بنموذج " بوتقة " للإندماج الوطني " في طور التكوين " في السنوات عقب الإستقلال , وأعتقدت هذه النخبة , منطلقة من إحصاءات تزعم أن 70% من سكان البلاد مسلمين و39%منهم عرب , بل وتمنت أن تدخل الأقليات في النهاية , رغم حجمها الكبير نسبيا " بوتقة " العروبوية والإسلام , لتذوب في صورة نخبة الوسط. وقد أفترض أن الأحزاب التقليدية ,ستكون روافع هذا التحول السياسي .. لكن وكما رأينا فقد أقصت الأسس الاسلاموية والجهوية الضيقة للأحزاب , مشاركة العناصر غير المسلمة من الجنوب وجبال النوبة , وتبدد وهم المجتمعات ( الإثنية - الإقليمية )حتى في الشمال ,الذي أفترض اأنه مسلم , وفقا للوعي الطائفي الضيق لهذه الأحزاب, وبدأوا يطورون تشكيلاتهم الخاصة بهم , وقد تكونت عقب إيعاز من مؤتمر البجا ( الذي كونه البجا - وهم في الغالب من أتباع الطائفة الختمية ) في 12 أكتوبر 1958 , جبهة نهضة دارفور , وإتحاد عام جبال النوبة عقب أكتوبر 1964 ,في مناطق غرب السودان ( دارفور- كردفان ) التي كان أتباعها في غالبيتهم , من أتباع الأنصار المهدويين .
                  

03-26-2011, 01:35 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    أن نهوض (الجهوية - الإثنية ) في الشرق والغرب وقبلها في الجنوب , هو إشارة كافية لقراءة ما يمكن أن تؤول إليه الأمور . لو كانت هناك إدارة سياسية كفؤة وسط (النخبة الإسلامو عربية ) المسيطرة , لوعت بحقيقة أن هذا التنوع السوداني ,يحمل أكثر من مجرد العروبة والإسلام (8) لكن ما حدث عمليا من قبل الإدارة الإسلاموية العروبوية الفاشلة, لمواكبة هذه التطورات أنها عمدت مباشرة ,إلى أثننة السياسة في السودان.
    ومن خلال ملاحظات عامة , يمكننا التأشير على ثلاث علاقات أساسية , حكمت علاقة المركز بالأطراف , العلاقة الأولى : تتعلق بالقيم والمعاني , وهو ما يمكن تسميته بالثقافة الإسلاموعربية , وهو ما يحيلنا إليه مفهوم " البوتقة", الذي أورده دكتور شريف حرير , والتي تفترض الوجود المسبق , لقيمة معيارية يجب أن تتحرك تجاهها كل الثقافات الأخرى . ونموذج " البوتقة " لا يستبعد ظهور ثقافة سودانية , واحدة من هذا التفاعل , لكن نموذج الثقافة الإسلاموعربية , يفترض الإستيعاب في ثقافة إسلامية مؤلفة بعناية , والتي هي القيمة المطلقة والثقافة الصحيحة , التي يجب إذا كان ذلك ضروريا , حمايتها . ودفعها بتعبئة جموع المؤمنين للجهاد! .
    ويبدو أن هذا هو ما حدث , عندما تمت تعبئة القوات النظامية , وقوات الدفاع الشعبي , بإستخدام الرمزية الإسلامية , لخوض الحرب في الجنوب . فما كانت تدافع عنه هذه القوات , ليس هو السودان , أو كيان سياسي ذا سيادة , وإنما العقيدة الإسلامية . كما ترى الجبهة الإسلاموية القوموية من منظورها البائس. وهذا أحرج الجبهة الإسلاموية , في تعاملها التعبوي ضد الحركات الدارفورية المسلحة, وجعلها مرتبكة حتى الآن تراوح مكانها. فالدارفوريين لسوء حظها مسلمين فعلا وليسو إسلامويين!.مشكلة الجبهة الإسلامية إذن – وهي لكل ذي بصيرة ليست مشكلة - أن المواطنة لا تتطابق مع الحدود السياسية , وإنما مع الحدود الثقافية , فالوطن – في منظورها- مفهوم معنوي فضفاض , بمعنى دار الإسلام!..
    إذن لا جدال أن فكرة الثقافة / النواة وقريبتها الإجتماعية : الإثنية / النواة , قد إحتلت مواقع مركزية , في الجسم النظري , لنظرية بناء الأمة , أو التضامن القائم على الإثنية , كمكون ضروري لبناء الدولة القومية .. لكن وجود نواة / إثنية جعل على عهد الجبهة الإسلاموية العروبوية القوموية , إنعكاسا للتجارب الأوروبية في بناء الأمة , شرطا لإدراك بناء الأمة . وكانت النتيجة إنفصال الجنوب , وربما لاحقا دارفور.
    كل ذلك قام على إفتراض أن الدول القومية , تعكس الإمتداد بين الإقليم الجغرافي والجماعة الإثنية المنسجمة , وبالتالي حدث التمييز بين صنع الدولة , والذي يعول علي تحويل الإقليم إلى دولة , وبين بناء الأمة , الذي قد يدل على المفهوم الغربي, لخلق المجتمع القومي المشارك .
    وبالطبع تستطيع أمم قليلة جدا في عالم اليوم , بما في ذلك أمم الغرب أن تتطابق مع معيار الإقليم والجماعة الإثنية المنسجمة , وهنا تتكشف إحدى نقاط الضعف الأساسية , في نظرية بناء الأمة , ويبدو أن مقاربة الثقافة / النواة , لا تفلت نفسها بهذه الجوانب , فهي تمضي إلى خطوة أبعد , وتفرض " تاريخا مشتركا " , منتقى ..ومن صنعها . على الجماعات التي تكون الدولة , وتبدأ بناء الأمة على صورتها , ولا يزعجها الواقع على الأرض , وتفلت نوعا من حقيقة أن عددا من الثقافات, موجودا في نفس الإقليم الجغرافي .وليس من بينها واحدة أقل مشروعية من الأخرى . وهذا هو بالضبط الحال في السودان اليوم , ولهذا السبب بالذات يتم اللجؤ الى القمع المركزي, على
                  

03-26-2011, 01:36 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    طريقة البشيرو الطيب مصطفى وقوش ونافع, لإخماد تعدد الثقافات , وتعدد المجموعات الإثنية لدرجة إستيراد قبائل عربية من مالي وغيرها وإحلالها بديلا عن الفور والمساليت والزغاوة.إلخ ..لمصلحة ثقافات مشتركة , خلقت بإصطناع وإنتقائية! . وإستجابة المجموعات الإثنية المقموعة , هي العنف اللا مركزي . ضد بعضها البعض . وضد الدولة , والحروب الإثنية بين الفور والعرب , ليست سوى انعكاسات لعملية العنف اللامركزي هذه...
    لقد آن الآوان للتفاهم مع حقائق التنوع والتعدد الإثني السوداني , خاصة وأن الدلائل تكشف إنبعاثا قومويا للسياسات الإثنية , ورغم حقيقة أن الهجرة الريفية , الحضرية (والهجرة الريفية - الريفية . وتوسع البنية التحتية للتعليم (الفاشل), والنزوح الجماعي للسكان , الناتج عن الجفاف والحروب) .. قد خلقت هذه الهجرات الفرص للتفاعلات الواسعة , عبر الحدود الثقافية ,و الإثنية .ولكن التمايزات الثقافية , بارزة الهوية الإثنية أو القبلية , كأساس للتحركات السياسية المشتركة . ظلت قوية . وتعارض الإنكار المستمر , من النخبة لفعالية هذه الهويات , رغم بروزها أيضا , مع تلاعب النخبة بنفس الهويات لمصلحتها,كما درج حزب الأمة في دارفور! وكذلك الجبهة الإسلاموية القوموية! ..
    إن الخطوة الأولى نحو التوصل إلى تصالح مع حقائق التنوع السوداني- بالنسبة للنخبة -هو الإعتراف بأنه : على الرغم من أي دلالات "إزدرائية" قد تكون إكتسبتها الهوية القبلية والإثنية. فهي تشكل قاعدة للفعل السياسي .. لذلك لا يجب إقصاؤها بقسوة . ويجب إحترام تعبيرها في الحياة السياسية . وهذا يعني أيضا عدم تجريم الهوية الإثنية قانونا , طالما كانت تسعى وراء أهداف سياسية سلمية .
    كما أن المقاربات الإحصائية للمجموعات ,الإثنية والثقافية بلغة الأقليات , والأكثريات . غير صالحة ,ليس من زاوية تصور ما هي الهوية الإثنية فحسب , وإنما تفتح أيضا إحتمال هيمنة مجموعات إثنية متفوقة عدديا , على المجموعات الأدنى عددا , وهذا يقود إلى إستعمار داخلي , كما تراه المحموعات المهيمن عليها , وبالتالي إلى نزاعات مسلحة أو عدم إستقرار . ولو تساوت هويات المجموعات ,من ناحية صلاحية كل واحدة منها كهوية لمجموعة معينة , فإنه يمكن السعي لتعاون حاملي هذه الهويات المختلفة , "لمصلحة المجتمع المشترك" .
    وهذا سيتضمن بعض الترتيبات الإتحادية , حيث سيصبح التعاون السياسي , بين الأقسام الإجتماعية والثقافية للحكم , هو المعيار لإفتراض الصراع بينها , الذي يسم المقاربات الراهنة , ويجب التعامل مع الإنقسامات الأخرى في المجتمع , مثل الدين بنفس الطريقة . ذلك أنه يجب ألا يكون للأعداد النسبية لأتباع مختلف الأديان , أى دلالات سياسية من ناحية الوصول , إلى هياكل النفوذ السياسي في الدولة . وهذا سيتيح الفرصة لتطور أنواع أخرى من مجموعات المصالح , التي يعبر تكوينها عن هذه الإنقسامات الإنشقاقية الأساسية, لظهور تجمعات سياسية تقوم على قضايا وطنية أوسع.
    ولسؤ الحظ فقد صاحبت الإنقسامات الإنشقاقية مثل : الدين والإقليم والعرق , والهوية الإثنية , في التجربة السودانية , تكوين الأحزاب السياسية , وقد عززت هذه المصاحبة , ورسخت المصالح الطائفية , التي قادت إلى إخضاع المصالح الوطنية, للمصالح الفئوية منذ الإستقلال . حتى الآن . بدلا عن أن يقود إلى تطوير سياسة حزبية , ذات قاعدة وطنية (9).
    والعلاقة الثانية : التي نريد الإشارة إليها تتعلق بالدولة / السلطة , ممثلة في نخبة الوسط , وسيطرة المجموعات النيلية ( الثقافة السائدة = المركز ) وهنا لابد من التعرض للمليشيات القبلية , التي بدأت تبرز منذ إندلاع الحرب الأهلية الثانية في 1983 , والتي أدت إلى إنقسام الرأي العام , بين مؤيد للحركة الشعبية لتحرير السودان والجيش الشعبى . ومؤيد لحكومة السودان .
    فالبعد الحقيقي لهذه المليشيات غير معروف , ولكن من المعلوم للعامة , أن هناك مليشيات نشطت وسط القبائل ( البقارة , المسيرية والرزيقات ) في جنوب دارفور , والفور أيضا في جنوب دارفور. يضاف إليهم لاحقا المليشيات التي تعبر عن تحالف القبائل العربية " الجنجويد" ..
    تعود المصادقة الحقيقية من قبل الحكومة , على بعض المليشيات إلى مذبحة القردود في عام 1985, وذلك عندما هاجمت مجموعة من الدينكا المسلحين قرى البقارة , في جنوب كردفان . لسرقتهم أبقار الدينكا . وتغاضت حينها الحكومة عن الحملات الإنتقامية , التي قام بها البقارة . والحدث الثاني الذي له أهمية وطنية كبيرة إذ يلقي بظلاله الآن على مشكلة أبيي,و هو : مذبحة الضعين في 1987 , التي وصفها بلدو وعشاري في مؤلفيهما ( مذبحة الضعين والرق في السودان) (10) كالآتي : لقد نفذت مذبحة الضعين المليشيات المسلحة , لقبيلة البقارة " الرزيقات " , التي قتلت وأحرقت حتى الموت , المئات من أفراد قبيلة الدينكا , وأخذت البعض الآخر أسرى! ..
    كما وقع حدث مماثل من القتل الجماعي في عام 1989 , عندما قتلت مليشيات قبيلة رفاعة 214 شخصا من الشلك , وتسببت في نزوح أكثر من ألفي شخص , في مدينة الجبلين على النيل الابيض. وعلى نمط مذبحتى القردود والضعين التى قتل فيها 90 من الشلك الهاربين . وعندما واجهت القوات المسلحة رئيس الوزراء السيد الصادق المهدي , بوجود مليشيات قبلية , إكتفى عظمته بزعمه: أنه أخبر القوات المسلحة أن هذه القوات شبه عسكرية , وموجودة للدفاع عن الديموقراطية فحسب؟! السؤال هنا : هل يتم الدفاع عن الديموقراطية بمليشيات حزب الأمة؟!أو الجبهة الإسلاموية؟! .
    وبمجيء الإنقاذ تم تقنين وجود هذه المليشيات , بواسطة قانون الدفاع الشعبي , ولتوضيح علاقة هذه المليشيات بالدولة / السلطة السودانية , سيتم بحث ثلاث أفكار متداخلة : أولا : المفاهيم التنافسية للحرب الحالية , ومدلولاتها السياسية , على الأصعدة المحلية والوطنية . وثانيا : صعود المليشيات القبلية(الجنجويد والدفاع الشعبي والأجهزة الامنية الخاصة) بإعتبارها , إمتداد لزراع الدولة القمعي , وبالتالي إضعاف إحتكار الدولة لإستخدام العنف والقهر . وثالثا : أثر كل ذلك على عملية الإندماج الوطني في السودان .
    وقد بين النقاش أن المليشيات القبلية, تنفي صفتين رئيسيتين للدولة , الأولى هي : أن هذه المليشيات تجعل من أى فكرة عن كون الدولة , من عوامل التكامل في ظل المصالح الإثنية , المختلفة والمتصارعة , غير ذي جدوى , لأنها بولائها لإثنية ما ,تدرك أمنها السياسي والمادي , بشكل مستقل عن الدولة . و الثانية هي : أن لجؤ المدنيين إلى العنف , لحماية حياتهم وممتلكاتهم , يكشف عن إنعدام الثقة في مؤسسات الدولة (11)..
    لذا أن إشتراك الصفوة السياسية السودانية عبر الدولة , في التطهير العرقي الذي جرى في دارفور مثير للإشمئزاز . بكل المقاييس فقد تم تحوير الأهداف السياسية للدولة , وتمت تقوية المصالح الإثنية , من أجل المحافظة على قيادة في السلطة, فشلت في كفالة المكاسب السياسية ,من خلال المؤسسات الحديثة. والعلاقة الثالثة التي تجدر الإشارة إليها , تتعلق بالجانب الإجتماعي , بمعنى العلاقات (علاقات الصراع ) بين المركز والهامش (12) ..
                  

03-26-2011, 01:38 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    وهنا يلاحظ أنه بتركيز الأنظمة المتعاقبة في السودان , على إحتكارها للسلطة والثروة , وعدم إعتبارها لحقوق المواطنة المتعلقة بواجبات الدولة تجاه مواطنيها , قادت البلاد إلى هاوية صراع إثني أسفر عن وجهه, بإعلان الدولة للجهاد ضد الجنوب منذ 1989 , الأمر الذي تطور في تحالف الدولة مع القبائل العربية " مليشيات الجنجويد " في دارفور , لإزاحة السكان الأصليين عن أراضيهم . تحيى بذلك ما أندثر من حكايات النهب والسلب وذكريات الغزو والتشريد الجاهلية الأليمة , والمرتبطة بالرق والإسترقاق . بعد أن عوفي جسد المجتمعات السودانية , من علاقات مؤسسة الرق والإسترقاق , في شكله الإجتماعي والإقتصادي , وهكذا تعزز مخلفاتها النفسية والثقافية والسلوكية , التي تثقل كاهله , ولا عزاء في أنها من مخلفات الماضي .فمخلفات الماضي أشد وطأة من العرقية في ضغوط الحاضر (13) ..
    لم تستطع الصفوة السياسية في السودان , إذن إدارة الأزمات الممتدة, للتعددية الدينية والعرقية ,واللغوية والثقافية المعقدة . حيث أستطاعت الأبنية الطائفية والعرقية والدينية التقليدية والأسلاموية السياسية, أن تفرض موازين قوتها ورؤاها وسياساتها على الهياكل السياسية (14) إلى جانب أن السودان, خضع إلى نمط من الثنائية في الحكم , بين مدني وعسكري . ما عبر عن سمات بنائية للسياسة السودانية .
    أن وضع حقائق الإنقسامات السودانية , الفئوية في الذهن ,يحمل ضمنا نقاشا دستوريا مختلفا جذريا , سيعيد بالتالي صيغة مختلفة للدولة , مكان الشكل الموحد , الذي بشكل ما سيطرت فيه وجهة النظر الإسلامو عربية, على السياسة السودانية . وسيتطور النقاش الدستوري في الإتجاه الذي حاول ,ووردت الإشارة إليه .
    لعل ضعف كل أشكال الحكم , سيعزز حتى الآن, تقدير ضرورة البحث عن إجماع على هيكل دستوري أكثر فعالية من الآن , في بلد واحد أو إثنين ( هذا بمراعاة القصور في اتفاق نيفاشا بالطبع) , وسيحول السعي إلى الإجماع كمنهج سياسي , للتوصل إلى دستور فعال في واقع التعدد السوداني , من كونه إستحقاقا , وكما يفترض الآن(بدلا عن المزايدة بتطبيق الشريعة الإسلاموية), ما يستدعى بالضرورة إصلاح النظام السياسي , بالسيطرة والقوة التي قد تقدم إسهاما كبيرا في خلق ديموقراطية مستقرة , وسيكون لهذا أيضا نتائجه , على الصيغة التي تأخذ بها الدولة .
    وحيث أن معظم الإنقسامات الفلقية في السودان, تتوافق مع الإنقسامات الإقليمية , فقد يتم إستخدام الصيغة الفيدرالية , لكن الفدرالية كمجرد إسم لن توفر علاجا , كما كشف الشكل الراهن من الفدرالية, التي تطبقها الجبهة الاسلاموية القوموية العروبوية , إذ يجب أن تحد دستوريا , وتستخدم كجزء من مقاربة إتحادية , فالإسلام كما قدمته الجبهة الإسلاموية في السودان , هو قوة تقسيمية كبيرة . ليس لأنه يدعي موقفا مهيمنا , لا يسمح للعقائد الدينية الأخرى: مثل المسيحية بلوغه فحسب , بل لأنه أّستخدم ليعزز القومية السودانية الشمالية , كما لاحظ الأفندي :أن تحديد السوداني كشمالي , قد إرتبط بقوة بالعروبة بالمعنى العنصري, وغني عن البيان أن الإسلام قد أستخدم , لتعزيز التحيزات العنصرية . التي أضمرها السودانيون الشماليون عميقا ,فيما يتعلق بإفتراضات تفوق العرب.وما فعلته الجبهة الإسلاموية بنجاح :هو بلورة الهوية الشمالية العروبوية الإسلاموية , مقابل المحيط غير المسلم(الهامش) .
                  

03-26-2011, 01:39 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    وإذا كان للبلاد أن تظل موحدة(أو في الحقيقة ما تبقى منها بعد أن إنفصل الجنوب), عليها تصفية وضع التعصب الديني والعنصري , الماثل . وإقامة توازن بين أقصى عروبة الشماليين , وأقصى أفريقية الجنوب , وضع المنزلة بين المنزلتين فيما يخص دارفور!وإلا فالإحتمالات أكثر قتامة مما يأمل معظمنا , ليس فقط للسودان بل لكل الإقليم (15) الذي يغلي بالثورات الشبابية الآن. ويجب أن لا ننسى التوتر الذي ظلت تعيشه تشاد ,فهو عادة بمثابة الإشارة الواضحة لمدى تأثرها بما يجري في دارفور(وليس ليبيا فحسب!) , وإمكانية إنتقاله إليها؟! .
    إلى جانب كل ما أشرنا إليه , نجد أن إضطراب الحياة الحزبية , وضعف القوى السياسية(خصوصا الأمة والإتحادي بإعتبارهما : حزبين غير مبدئيين على الإطلاق!) , أسهما بشكل أو بآخر , في تفاقم مشكلة الأطراف إزاء المركز . الشاهد على هذا - والشواهد كثيرة- سياسات الإستبعاد والإقصاء والتهميش , لقوى إجتماعية ودينية ومذهبية عديدة , الأمر الذي صعد من الأزمة في دارفور, بطريقة أو أخرى! . فالثقافة السياسية السودانية, القائمة على الإستعلاء العرقي والديني والطائفي(والتي خير تعبير عنها في الوقت الحاضر:البشير نفسه ونافع والطيب مصطفى) , شكلت عائقا قيميا , وإدراكيا على نحو شبه جماعي , من الفئات الإجتماعية والعرقية والدينية الشمالية , على تبايناتها , والتي مارست بدورها إنقسامية , يعاد إنتاجها من مرحلة لأخرى , دونما مراجعات نقدية لهذه الظاهرة .
    ترتب على ذلك تخبطات في الممارسة السياسية , وعلى سبيل المثال بعد سقوط نظام تمبل باى القمعي في إنجمينا , في منتصف السبعينيات . شهدت تشاد تبدلات سياسية على غاية الأهمية , فقد تعمق الصراع كثيرا , بعد تداخل عوامل خارجية , وأخرى داخلية قادت في مجملها إلى تصعيد الإحتراب على السلطة , ما بين أجنحة جبهة التحرير " فرولينات " , ثم انتهج هذا الصراع خطا قبليا حادا ما بين " القرعان " المسلمين في الشمال , والمسيحيين التشاديين في الجنوب .مثل الفئة الأولى , الرئيس السابق حسين هبري , أما جوكوني عويدي فقد مثل الطرف الآخر . وأختار نميري والقذافي , أن يجعلا من تشاد وصراع السلطة فيها , معتركا لخلافاتهما وأطماع القوى الدولية التي مثلاها . نقطة الخوف الرئيسية بين ليبيا وتشاد , وهي إقليم أوزو الغني باليورانيوم .
    ماذا فعل السودان وقتها ؟ راوح بين دور الوسيط , والشريك في الصراع(كما سمح الآن لقوات التحالف الدولي بإستخدام مجاله الجوي لنصرة الثورة الليبية في الوقت الذي يقمع فيه ثوار الخرطوم ومدني وفداسي وغيرها من المدن؟!) .إذن يتصف نمط الصراعات الأفريقية , بذات الخصائص التي تنتظم معظم منظومة بلدان العالم الثالث . فالحدود السياسية موروثة عن عهود الإستعمار الأوروبي , الذي رسمها ورحل .
    وهي بهذه الصفة السياسية المحضة , لا علاقة لها بالواقع الإجتماعي والإثني , حيث تهيمن الأسرة الممتدة , على الكيانات الإجتماعية , فتنداح الشعوب . والقبائل بين الحدود , تمارس أنشطتها دون إكتراث , لضوابط الدولة الحديثة (16) وهذا يفسر القلق التشادي , من إنتقال الصراع في دارفور أو ليبيا إلى داخل تشاد , بحكم القبائل المشتركة . ويبدو من الواضح مدى التعقيد الحدودي وإمكانية عبور الصراع داخل حدود دارفور أو ليبيا, إلى خارجها بإتجاه تشاد والعكس .
    وكما أن " الجلابي " النخبة الإسلامو عربية" , متورط في عروبته وإمتيازاتها التاريخية والسياسية في السودان , فالجلابي متورط أيضا لأنه لا يملك فكاكا من عرقه وإمتيازاته, فحتى تلك الفئة من
                  

03-26-2011, 01:40 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    الجلابة , التي حسبت أنها هاجرت جسدا وفكرا إلى الضفة الجنوبية " مثلا " أو لنقل أنها هاجرت إلى القوى الجديدة الديموقراطية عموما,في الصراع السوداني, لتمهر بدمها وصوتها, شهادتها عن ميلاد " جلابي " آخر , تتعثر وتفشل في غسل بقع إمتيازاتها الثقافية وإستعلائها وإرتهانها المقيت لماضي أسلافها (17) أن ظواهر الإستعلاء في ظل تركيبة المجتمع في السودان , هي جزء من الجماعات المتخيلة - إذا شئنا إستعارة أندرسون - والمفاهيم والمذهبيات المنتمية لأساطير سياسية , ترتكز على المتخيلات العرقية والدينية والمذهبية والقومية , الخ ..
    أن هذا النمط من المفاهيم والمذاهب والأساطير ,قد يرتكز على بعض الجذور التاريخية , أو في الواقع الموضوعي للسودان .. لكن تأسيس بعض الجماعات المتخيلة هويات وأبنية للقوة , هو جزء من تحديد لمجموعات من المصالح والرموز , ومن ثم تسعى صفوات إلى إنتاج القوة داخل التكوينات البشرية , العرقية أو القومية أو اللغوية أو الدينية أو المذهبية السائدة ,داخل هذه الجماعة أو تلك .
    أحد أخطر نتائج الثقافة السياسية السائدة في شمال السودان , أنها ساهمت في إنتاج وتوسيع الفجوات الثقافية والإدراكية , بين اقاليم السودان المختلفة , وجغرافية التنوع والتعددية بين الجماعات التكوينية للسودان (18). وفي حوار لرئيس المجلس الانتقالي , نشر بجريدة السياسة الكويتية 4/7/1985 سئل الرجل عن الأسباب التي وقفت خلف , عدم إلغاء مجلسه لقوانين سبتمبر 1983 سيئة السمعة , التي إستند عليها نظام مايو في إنتهاكاته ضد حقوق الإنسان , وجرائمه ضد الإنسانية. فبماذا أجاب؟.أجاب رئيس المجلس الانتقالي سوار الدهب : في الواقع أن تشريعات سبتمبر 83, ضمت عددا من التشريعات , من بينها قانون الشريعة الإسلامية(الإسلاموية) , وبطبيعة الحال فان قوانين الشريعة الإسلامية(الإسلاموية) تهم كثيرا من المواطنين . ومن الحكمة أن يكون أى تصرف , بشان الشريعة الإسلامية(الإسلاموية) وقوانينها , كإعادة النظر فيها أو تعديلها من إختصاص الجمعية التاسيسية , أما بقية القوانين الأخرى , فأنها تخضع لإعادة النظر فيها - يبدو أن هناك مطلبا من كثيرون, في الأحزاب والهيئات , بإستمرار تشريعات الشريعة الإسلامية(الإسلاموية) , كما أن هناك بعض الملاحظات الأخرى من بعض الجهات . (19) وهكذا نلاحظ الذرائعية والتبرير وقصر النظر , الذي لازم الحكومات السودانية المتعاقبة , في تعاملها مع الشأن الوطني , بمختلف مستويات خطورته , دون حس بالمسئولية الوطنية , التى تعترف بواقع التعدد والتنوع الثقافي والاثني في السودان .
    وقد حدث هذا برغم التراث الغني, الذي حدد بدقة هذا التنوع مؤخرا . وقد إستبعدت الحكومات دائما , الإنتماءات القبلية والإثنية , بإعتبارها لا تتماشى وآيديولوجيات بناء الأمة السائدة , التي تعود إلى الستينيات . فجعلت من العروبة والإسلام , القوة الآيديولوجية المركزية , المشكلة لعملية بناء الأمة . بسبب التطورات التاريخية الخاصة , التي وضعت النخبة الإسلاموعربية على قمة السلطة السياسية المركزية , وبسبب الإتجاهات التجانسية للظاهرة , لكن الخادعة . للعروبة والإسلام, فيما سمى بالجزء الشمالي من البلاد . وقد أبعدت الإنقسامات الإنشقاقية الأساسية , التي جعلت المجتمعات السودانية متباينة . تظهر المجموعات الإثنية الكبيرة في غرب السودان ,مثل الفور والمساليت والزغاوة والميدوب والتنجور , إختلافات ثقافية حقيقية ,لا يمكن تجاهل عما يفترض أنها تمثله " الثقافات الشمالية والنهرية الوسطي".
    نواصل...
                  

03-26-2011, 01:41 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    هوامش:
    (1) دكتور : شريف حرير - تيرجي تفيدت "محرران " - السودان : النهضة أو الإنهيار . ترجمة: مبارك علي ومجدي النعيم . مركز الدراسات السودانية. ص : 59 .
    (2 ) السابق . ص : 63.
    (3) نفسه . ص :66.
    (4) alkhaleej.co.ae/articlest/show-article.cfm?val=87304 (5)islamtoday.net/articles/show-articles-content.cfm?catid=76&arid=3753.
    (6) عبد الله علي ابراهيم الإرهاق الخلاق . عزة للنشر والتوزيع . 2001 الخرطوم . ص : 48 .
    (7) شريف حرير . السابق . ص: 50
    (8) السابق . ص : 50 .
    (9) يلاحظ أن عددا من الرموز المنسوبين - سواء أولئك الذين يزعمون أنهم أكاديميون , أو يتوهمون أنهم مفكرون سياسيون سواء: للعمل المدني و " القوى الحديثة " في الخرطوم ومعظمهم إعلاميون مؤثرون , فشلوا في إحداث قطيعة مع الرواسب السالبة في الثقافة السائدة . إنعكس ذلك على كتاباتهم في الصحف ومشاركاتهم في الندوات , والتي كان لها تأثير سيء – أغلب الأحيان - في تشكيل إتجاهات الرأى العام , إذ أسبغوا بطريق غير مباشر: مشروعية على السلوك الهمجي القمعي للدولة الإسلاموية في السودان تجاه مواطنيها - أو الذين يفترض أنهم مواطنون سودانيون - أعني سلوك الدولة في حصارها لسوق ليبيا ,بأم درمان وإعتقالها - تحت بطش السلاح للتجار الزغاوة وابناء الغرب بصورة عامة- وترحيل عدد كبير من مواطني دارفور إلى أماكن غير معلومة , وكل ذلك ليس إلا إتجاها لتدعيم الخط - الرامي لتفريغ الخرطوم من الحزام الاسود, الذي قيل أنه يحاصر الخرطوم – وهو الإتجاه الذي قاده حسن مكي , "بالتأصيل "النظري له , ليصبح سياسة رسمية! ..
    يعنون بالحزام الأسود أبناء غرب السودان والجنوبيون والنوبة؟! . كأنهم ليسوا بمواطنين لهم حقوق المواطنة, والتنقل في انحاء البلاد مثلهم مثل الشماليين تماما, فبين ليلة وضحاها أصبح هؤلاء العبيد الغرابة حزاما اسود ,يحيط بخصر الخرطوم الجميلة! , فتئن تحت وطأته وتعلن تخوفاتها ,عبر السلوك الهمجي القمعي لآلية الجيش والأجهزة الأمنية !.. المهم هنا , أن إسباغ "المثقف" أو " الحداثوي " أو " المديني " المزعوم مشروعية على السلوك القمعي للدولة تجاه مواطنيها غير العرب , يؤكد في السودان تلاشي الدور التنويري , وسقوط الشعار الهادي الذي أطلقه المثقف سارتر : " المثقف هو الضمير الشقى لأمته " , وبالتالي إستمرار السلوك الإنتهازي, وفقا لمقاربات الشراكات الذكية . فالمثقف في الخرطوم بفعل الآليات التي تعلمها من الثقافة السائدة ( وهي آليات غير صالحة لمقاربة الحياة ) التي عجزت عن تجاوز ما يطرحه الواقع من معضلات , فضلا عن الإجابة على الأسئلة التى يطرحها الواقع . إرتكن - أى المثقف - إلى التواطؤ مع الواقع
                  

03-26-2011, 01:42 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    , والتقنين للعنف الذي تمارسه الدولة ,من موقعها " المثالي " ك " ذات متعالية " على التأثيرات الثقافية والإجتماعية , وخصوصا التأثيرات التي تلقيى بوطأتها الآن من الغقليم على السودان – أعني واقع ثورات المنطقة بدء بتونس وليس إنتهاء بسوريا- هذا الموقع الذي يستمد قوته من مصدر أساسي هو الثقافة الإسلاموعربية " فهي ثقافة تنظر إلى نفسها كذات متعالية " وهي ذات نظرة المثقف الخرطومي- أو المتخرطم - المأزوم " غالبا " إلى نفسه ..
    إنعكس ذلك على تعاطي هذا المثقف ( الحداثوي - المدينى - المنسوب للقوى الحديثة ومؤسسات المجتمع المدني المزعومة ) مع الواقع الفعلي للتباين والتعدد الإثني والثقافي , فتمظهر عجزه هنا في إنتاج المسوغات, التي تعطي المشروعية لسلوك الحكومة تجاه الأطراف - عززت الثنائيات مثل أولاد البلد مقابل الجنوبي أو الغرباوي وأولاد البلد مقابل العبد أو النوباوي " كمصطلح سوداني" أصبح يشكل معادلا للشمالي, أو كما يقول شريف حرير " النهري" .وقد شاعت مثل هذه التعابير الإزدرائية,والمحملة بالقيمة في الثقافة السياسية الشعبية , وقد عملت على تعزيز قيمة بعض المجموعات, وإنكار القيمة الإنسانية لمجموعات أخرى .
    وبينما أنتهى الإسترقاق كممارسة ,منذ وقت طويل بإلغائه . فإنه ما يزال موجودا في أذهان الناس , وما يزال يستخدم لتحقير بعض المجموعات , على أساس المنحدر الإثني أو الإقليمي . أو الجغرافي. لذلك ليست رمية طائشة عندما يكتب دكتور / منصور خالد " هناك سلسلة من الشتائم غير صالحة للنشر في الدوائر المغلقة في شمال السودان . توجه للسودانيين من غير ذوى الأصل العربي , تعكس كلها تحاملا شبه خفي " والدوائر التي يشير إليها خالد هنا , ليست سوى دوائر النخب الشمالية الحاكمة , التي كان خالد عضوا فيها ذات يوم! .
    لقد أختزل التعدد الإثني في السودان, من منظور الثقافة الشمالية السائدة , التي أمسكت بالسلطة السياسية والإقتصادية في البلاد , ثقافة المثلث المتطور , الذي إفترض تمثيل كل ماهو " سوداني " وفقا لتقسيمات وقياسات تخصه وحده .
    (10) شريف حرير السابق . ص : 235.
    (11) ثقافات سودانية . ( كتاب غير دوري ) . المركز السوداني للثقافة والإعلام . القاهرة. العدد الخامس 1999. ص : 10.
    (12) محمد إبراهيم نقد علاقات الرق في المجتمع السوداني . دار الثقافة الجديدة . القاهرة . الطبعة الأولى 1995. السابق . ص : 16.
    (13) راجع الكتاب الأسود فيما يتعلق بتوزيع المناصب .
    (14) شريف حرير . السابق . ص : 55 .
    (15) عبد الرحمن الأمين .ساعة الصفر ." مذبحة ديموقراطية السودان الثالثة : 85- 1989" . أجندة واشنطن. السابق . ص : 24 .
    (16) شريف حرير . السابق . ص : ص45.
                  

03-26-2011, 01:44 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    (17) مجلة السياسة الدولية . العدد 150. اكتوبر 2002 .القاهرة. الأهرام . ص: 216.
    (18) عبد الرحمن الأمين . السابق . ص: 24 .
    (19) شريف حرير . السابق . ص : 45.
                  

03-26-2011, 02:20 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    نواصل
                  

03-28-2011, 06:52 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    (*)
                  

03-29-2011, 05:00 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد لمعالجة شاملة (4)...
    أحمد ضحية
    ومع ذلك فكل هذه المجموعات السودانية أو “السودانوية” يجب أن توفر القاسم المشترك , لبناء الأمة . لا كون المرء مسلما أو أفريقيا أو عربيا . وعندما بدأت التجمعات القبلية وسط البجا والنوبة وأهل دارفور , تظهر بسبب عدم كفاية الأحزاب الطائفية السائدة , وصنفت معظم هذه التجمعات بأنها عنصرية , ومع ذلك أن النخبة في المركز قد أجبرت في النهاية, على القبول بها كحركات سياسية .إلا أنها ما تزال تنظر بالشك إلى قادة هذه الحركات .
    وعلاوة على ذلك تصنف أى حركة سياسية ,جاءت من الأطراف, بإستقلال عن المركز , وبغض النظر عن أهدافها السياسية النبيلة المعلنة . ويتم بسرعة وصفها بأنها حركة "قبلية" أو "عنصرية" وينظر إليها بريبة شديدة! .
    لقد أصبحت الوطنية عمليا الرؤى , التى تحملها النخب الإسلاموعربية , وتوضح الطريقة السلبية ,التى نظر بها إلى " فيليب غبوش " وحركته ذات القاعدة النوباوية .و" أحمد إبراهيم دريج " وحركته الدالرفورية هذه النقطة ( 1) توضح هذه الطريقة القاصرة , التي ترى بها نخب المركز الأمور وتوضح لماذا تصاعدت الأزمة في دارفور , ووصلت الى هذا المستوى الكارثي .
    فإلى جانب قصر نظر المركز , ساهم التهميش التنموي - حيث تتركز مشاريع التنمية في مثلث الوسط - في تفجير الأزمة . إلى جانب أن عمليات تمثيل الصفوة السياسية الدارفورية , في المؤسسات التمثيلية والتنفيذية لم تتعد الشكل : ( أو الترميز التضليلي = مريس ومتيس, أو كما علق عبد الرحمن فرح"تمومة عدد أو تمومة جرتق*" في معرض تفسيره لوضع إبراهيم نايل إيدام داخل حزب الأمة) أيا كانت المسميات والتوصيفات السياسية والدستورية , للمواقع التي شغلها السياسيون الدارفوريون , في الهيكل السياسي للبلاد.ما خلق عوامل وإختلالات بنائية عديدة (2) أدت إلى تعثر عمليات بناء الدولة/الأمة.وبالنتيجة أزمات عدم التكامل والإندماج القومي , كسمة بنائية للنظام والمجتمع في السودان . ترتب على هذا الوضع, الإنفجار في كل الأطراف بوجه المركز .
    والأزمة الراهنة في دارفور . التي منذ إندلاع النزاع المسلح فيها , إثر إستيلاء حركة تحرير السودان على " قولو - الفاشر - مليط وكتم" ,وما تلى ذلك من معارك عسكرية . أدخلت دارفور في مرحلة جديدة ,من تاريخ علاقتها الحاسمة بالمركز . (3) والملاحظ أن حركة التحرير , بعد أن أعلنت ميلادها , إندلعت معارك ضارية ,بين مجموعات متصارعة في دارفور , ولم تكن تهدف لحرب الحكومة.
    وقد كان سخط هذه المجموعات ,ضد الحكومة.هو لتقاعسها المشين في حماية المواطنين المدنيين , ووضع حد لإحترابهم . ورغم أن العديد من الفرص , أتيحت للحكومة للأخذ بالخيار التفاوضي, مع حركة التحرير . إلا أنها آثرت خلاف ذلك , وبدى ذلك واضحا في حشدها العسكري ,في الفاشر قبيل تدمير طائراتها الجاثمة على أرض المطار (4) وتداعت الأوضاع وصولا إلى كل ما تعرض له المواطنين ,من أنواع الإنتهاكات ,من قبل الأجهزة العسكرية والأمنية للمؤتمر الوطني,بالإضافة إلى مليشيات الجنجويد العروبوية , إبتداء بإنتزاع حق الحياة , ومرورا بتدمير البيئة وتمزيق أرض
                  

03-29-2011, 05:01 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    آبائهم , كسكان أصليين في دارفور ( أهل الدار ) .. وهكذا لن يكون غريبا ,لو خامرنا شعور بأننا نقرأ في قصة الهنود الحمر وليس الفور أو الدارفوريين غير العرب!..
    (3) دارفور : الجغرافيا والتاريخ والنسيج الاجتماعي ..
    قامت سلطنة الفور الإسلامية, في حوالي منتصف القرن السابع عشر الميلادي , في الأطراف الشرقية من السودان الأوسط - المقصود هنا السودان الجغرافي , بين البحر الأحمر والمحيط الأطلسي - وأستمرت حتى 1874 , وهي من آخر حلقات ممالك العصور الوسطى الإسلامية في أفريقيا , مثل ممالك: غانا - كانم - البرنو ووداي , ومثلها في ذلك مثل سلطنة الفونج, فهي تمثل في الأساس مجموعة لغوية فضفاضة, لها ثلاثة فروع كبرى هي : التيمركا - الكنجارة - الكراكيت, وفرع الكيرا المالك في دارفور , ينتمي إلى الكنجارة, وثمة إختلاف على أصل الفور .
    بعض الدارسين يعتقد أنهم من الفرتيت , ويعتقد آخرون أنهم من جبال النوبة , الخ .. أما الأسرة الحاكمة "الكيرا" ,فقد تكونت كما تشير الروايات الشفاهية , نتاج مصاهرات بين عناصر مهاجرة من تونس . مع الأسرة الحاكمة المحلية , في منطقة جبل مرة. في وقت غير معروف .
    وفي القرن السابع الميلادي , ضعفت دولة التنجور التي جاءت بعد دولة الداجو , وإزداد التناحر في الإقليم ,بين القبائل المستعربة الوافدة مثل: بني هلبة والمحاميد والزيادية , الخ .. وبين قبائل دارفور غير العربية مثل :الفور والزغاوزة والمساليت , الخ .. وظهر ما يشبه الفراغ السياسي في الإقليم . وفي هذه الظروف ظهرت أسرة الكيرا , كقوة جديدة تمثل دارفور .وتمكنت من توحيد الإقليم وتأسيس سلطنة قوية .
    وربما عاد هذا النجاح, إلى تلاقي تقاليد الفلاحين الفور, ونزعتهم نحو الطاعة والإنضباط , بمهارة وطموح المهاجرين من الشمال . الذين ساهموا في تشكيل سلالة جديدة , من العائلة المالكة القديمة , وأدخلوا مفاهيم ونظم التوسع الإمبراطوري (5)
    يحد دارفور شمالا ليبيا ,وغربا تشاد, ومن الناحية الجنوبية الغربية أفريقيا الوسطى , الى جانب حدودها المشتركة ,مع إقليم بحر الغزال جنوبا ,وإقليم كردفان شرقا, والإقليم الشمالي من الناحية الشمالية الشرقية . .
    في مثل هذه الجغرافيا , وبمثل هذا التاريخ عميق الجذور . لابد من ملاحظة الإرتباط والتداخل ,بين ثلاثة من الظواهر المختلفة وهي :
    أولا : إنتشار الإسلام كدين فيما يعرف بالقطر السوداني .
    ثانيا : إنتشار العناصر العربية السلالية والثقافية , ويشمل ذلك إنتشار اللغة العربية ,وتعريب القيم والعادات , الخ ..في هذا الاقليم .
    ثالثا : ظهور وإنتشار المؤسسات السياسية والإجتماعية , وهذه الظواهر مع إرتباطها واضحة التميز والإختلاف , ولا يصح الخلط بينها . كما أن الظهور والإنتشار في الحالات الثلاثة , قد تم في إطار الإستمرار التاريخي لبعض ما هو سابق لمرحلة العروبة والإسلام .
                  

03-29-2011, 05:02 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    إن بروز الظواهر المذكورة ,ونحوها. وتطورها في المناطق المركزية من السودان , حدث في إطار مناخ سياسي , كان أهم سماته :الصراع العسكري والسياسي, بين الدول الاسلامية , التى قامت في مصر . وبين الدول المسيحية النوبية, التي كانت تحكم السودان الشمالي . بين مناطق السدود في أعالي النيل والحدود المصرية - السودانية في الشمال . وأن ما حدث من تحول عميق في تركيب الثقافة , والمجتمع السوداني وتحولهما إلى الإسلام والإستعراب الجزئي , خلال الفترة المعنية , يمثل أبعادا متعددة ومتشابكة, تتمثل في صراع وتفاعل وتعايش أديان مختلفة , وثقافات مختلفة .
    كذلك مجموعات عرقية متنوعة ,وذلك في إطارإقليمي لم تتبلور فيه , بصورة كاملة الكيانات الوطنية الحالية . بمفهومها المعاصر, القائم على أفكار الوطنية السودانية . ومن المهم هنا أن نلاحظ , ظاهرة الذاتية ,التي كانت تواجه بها الثقافات والمجتمعات السودانية المؤثرات, الوافدة من الخارج. فتستوعبها وفقا لشخصيتها الخاصة, وكذلك ما ذكر من ظاهرة الإستمرار التاريخي والثقافي للمجتمعات السودانية , بالرغم من مرونتها ,وتطورها تحت تأثير المستجدات المختلفة ,بذاتية وإستقلال (..) خلال الحقب التاريخية المختلفة (6) .
    وتكشف الآثار على أحجار جبال الإقليم , ما خلفته ممالك دارفور العريقة ,من رموز تدلل على خصوصية وذاتية ,ثقافة المجموعات التي سكنته (مدن : أوزي , عين فرح , الفاشر , إلخ ..) فالإقليم, وقبل إنضمامه إلى السودان, ظلت الثقافة الإسلامية فيه, في تفاعل مستمر , مع الثقافات المحلية , وبالفعل فقد إمتزجت بالإسلام, كعقيدة وثقافة ونظام إجتماعي ,إلى جانب أن الكثير من الرواسب الثقافية , ذات الأصول الفرعونية والمسيحية والأفريقية المحلية , والتي تمثلها الإسلام, أصبحت جزء لا يتجزأ من الإسلام الشعبي , حتى اليوم . إذ تم الإحتفاظ باللغات المحلية , وطرق الحياة الخاصة عند الفور , وبعض قبائل غرب السودان . لكن وجود عادات غير إسلامية , مرتبطة بدورة الحياة . أى الطقوس من الميلاد , وحتى الوفاة , ظاهرة لا تخلو منها أى مجموعة مسلمة سودانية ( 7) فالإسلام بدخوله دارفور لم يتمكن من إلغاء , القوانين التي تتحكم في البنية الإجتماعية : العادات , التقاليد والأعراف , الخ .. فتعايش الدين الوافد مع هذه الثقافة , التي وطنته داخلها , وتعاطت بإنحياز إلى ما تحكم به ثقافتها وموروثاتها , متى تعارضت مع تعاليم هذا الدين.
    ولكن الإسلام الطائفي و السياسي , الذي توظفه الصفوة الإسلاموعربية ,التي تعاقبت على حكم السودان . (والتي ظلت على الدوام , ترفض الإعتراف بهذا الواقع الخاص , وكثيرا ما صادمته) إتخذ عدم الإعتراف أشكالا مختلفة , كالإهمال والتهميش , ما أنتج تخلفا حادا وعمق النزاعات والحروب الأهلية . الأمر الذي أقعد الإقليم عن التنمية والتطور . ومع ذلك يظل إقليم دارفور من أقاليم السودان القليلة , التي ظلت تمد المركز, بالمال والرجال في العهود المختلفة المتعاقبة .
    ومملكة الفور (1650 - 1916 ) تشترك مع الممالك السودانية الأخرى , كالفونج التي برزت في ( 1504 ) , كأول مملكة إسلامية شبه مركزية , تشترك معها من خلال محاولات الإنتماء إلى العروبة .إذ بحثت مملكة الفور وسلطنة الفونج, اللتان يعزى إليهما بناء السودان الحديث, في العملية الثقافية المزدوجة : الإسلام / العروبة , عن فرص فرض آيديولوجيا للعظمة , خلافا للعديد من التقاليد الإسلامية الأفريقية . مثل تقاليد غرب أفريقيا , حيث توطن الإسلام ؟!.
                  

03-29-2011, 05:03 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    وقد عرف سليمان مؤسس سلطنة الكيرا ب" سليمان العربي " ( صولونج ) , وهكذا أصبحت العروبة بهذا المعنى , هي الفيصل, فيما هو جيد نوعيا, والتجسيد لما تم السعي له لاحقا .كقيمة مطلقة عززها الاسلام , كمبدأ للشريعة , وفي نفس السياق , العروبة تتضمن الإسلام والإسلام يتضمن العروبة .وهذا يفسر: لماذا كان الأغراب العقلاء , الذين أسسوا الممالك والعشائر عربا . ولتعزيز هذا التصور , صاغت معظم المجموعات القبلية ,فيما يعرف بشمال السودان , (ودارفور كذلك) شجرات نسب تربطهم بالمنحدر العربي , أما مباشرة من خلال القرابة , أو بشكل غير مباشر: من خلال الزواج والقرابة بفضل قابلية نظام القرابة الأبوي matrilineal descent system عند العرب للتحول (8) لقد كان ضم دارفور في 1916 من قبل المستعمر الإنجليزي , إلى جسم الدولة الحديثة, المرتكزة على النيل في السودان, تطورا هاما توج التوجهات , التي كان قد بدأها السلطان تيراب نحو الشرق , وساهم في خلق الكيان السياسي الإداري الموحد ,للسودان الحالي . وذلك لا ينفي المشترك الثقافي ,الذي يجمع بين دارفور ووسط وشمال السودان . قبل مجيء الأتراك والإنجليز .بقرون كثيرة .
    تميز نظام الفور السياسي /الإداري , بالمركزية .التي جعلت من السلطان ,محورا للسيادة الرمزية والعقلية , وكان حول السلطان حاشية مرتبة .. منظمة , يحتل فيها العبيد والمقاتلون والخصيان , الأدوار السياسية, إبتداء من زمن السلطان تيراب . وظهر ذلك الوضع كبديل لهيمنة أسرة الكيرا ,وتحالفاتها القبلية في منطقة جبل مرة . منذ بداية تأسيس السلطنة في عهد أحمد المعقور (المقصود هنا المرحلة الاسلامية من تأسيس السلطنة ) , وما حدث من إدخال للمصطفين في نظام السلطنة , الذي لم يكن يعني إلغاء النظم القديمة , بصورة مطلقة. وإنما تعديله لضمان الولاء للسلطان.
    وإستمر قادة المجموعات القبلية, في النواحي المحيطة بجبل مرة , في أداء مهام تقليدية , في مناطقهم ,وفي البلاط السلطاني المركزي (9) . قبل المرحلة الإسلامية , لم يحفظ لنا التاريخ سوى إسم السلطان دالي والد السلطان كوري , الذي هو والد السلطان سليمان صولونج ( 1445- 1476) وآخر سلاطين الفور هو علي دينار (1898 - 1916 ), ومنذ صولونج وحتى دينار , حرص سلاطين الفور ,على أن يكون غالبية وزرائهم ,من العناصر غير الفوراوية .
    وبمجيء الدولة المهدية (1885 - 1898 ) ,كانت أسس الميول المركزية , التي كرسها الأتراك , في أجزاء السودان الأخرى , قد تأكدت . إذ تحالف المهدي برؤاه الدينية , مع مجموعات غرب السودان القبلية , وبينما حدث أول إحتكاك للمهدي مع النظام التركي - المصري , في الجزيرة أبا على النيل الابيض في 1880 , كان عليه أن يهاجر غربا, إلى قلب مواطن الجماعات السياسية, ذات القاعدة القبلية , والحصول على التأييد لقضيته ,التي لم تكن سوى تحرير السودان , وإستعادة العدالة بتنقية الدين الإسلامي . وقد وجد تاييدا كاسحا , لكن ليس بسبب دعوته الدينية فقط , بل بسبب التطلع للخلاص من الحكم التركي - المصري البشع , ومظالمه وقهره في جباية الضرائب . وهكذا وفر الإسلام عبر تعدد المجموعات الإثنية ,آيديولوجيا الثورة .
    وبما أن الخليفة عبد الله التعايشي "ودتورشين", من غرب السودان (دارفور) , فقد بدأت المجموعات الإسلامو عربية , التي ينتمي إليها المهدي ,رغم صعوده بإتباعه .
                  

03-29-2011, 05:04 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    الإسلام كآيديولوجيا شاملة , أكثر من آيديولوجيا القرابة المسيطرة(الأشراف). تتامر ضد الخليفة , إذ لم يكن في هذا السياق ينتمي بالقرابة إليهم . وقد إستقر الخليفة ,على سياسة المواجهة , حيث طلب من المجموعات الإثنية الغربية , أن تنتقل بالجملة إلى عاصمة المهدية "أم درمان" .
    لم تكن الدولة السودانية في هذه المرحلة ,شد يدة المركزية فحسب ,من ناحية آيديولوجيا الدولة . بل وأبدت ميولا واضحة ,لخلق مركز إثني كأ داة لتشكيل الدولة , نظرا إلى أن الهجرة كانت واسعة ,للمجموعات الإثنية من أطراف البلاد ,بسبب التعبئة السياسية ,من قبل مركز الدولة المهدية (10) ما خلق إختلالاتا كبيرة .
    وإذا ألقينا نظرة على طبيعة النظام ,الذي كانت تسير عليه مملكة دارفور , نجد أنه لتسهيل إدارة المملكة , تم تقسيمها إلى حواكير: ( ولايات ). على رأس كل ولاية مقدوم نافذ الحكم ,في كل القضايا , يعاونه عدد من الشراتي , والدمالج والحواكير هي ( أبادمنقا :جنوب غرب جبل مرة - تكناوي " شمالا حتى منطقة الميدوب " دالنقا " غربا حتى كبكابية " - أدمونقا " جنوب شرق جبل مرة " - دارفيا " شمال كبكابية " . وحديثا في عهد السلطان علي دينار , تم التقسيم من حواكير إلى دور : دار زغاوة - دار مساليت - دار الرزيقات .
    وكانت المملكة تحكم بقانون دالي , ويعني بلغة الفور : اللسان . أى لسان السلطان وأوامره .(11) وقد قام النظام السياسي, في ظل سلاطين الفور الأوائل , على أربعة أعمدة : 1
    أولا : كسلطة مركزية ممثلة في الملك والأسرة المالكة لكل السلطنة .
    ثانيا : مجموعات قبلية وإثنية بقيت مستقلة عن بعضها البعض , لكن في شكل إتحاد .
    ثالثا : روابط وأخويات دينية (أسسها رجال الدين المهاجرون) . ظلت مستقلة عن السلطة الزمنية المركزية , لكن معتمدة عليها في تخصيص الحقوق الحصرية في موارد الأرض .
    رابعا : القيم الثقافية التقليدية , لهذه المجموعات الثلاثة , والتي ظلت رغم التفاعل , مستقلة إحداها عن الأخرى . (12)
    ليس هناك إحصاء دقيق لقبائل دارفور , ولكنهم لا يقلون عن 36 قبيلة , وذلك أن بعض القبائل في الأصل , فروع لقبائل كبيرة . ومع ذلك تذكر أحيانا , على أنها قبيلة قائمة بذاتها . وأحيانا أخرى تذكر القبيلة الأم ,دون ذكر الفروع , كما في قبيلة الزغاوة التى لها 9 فروع . والفور الذين هم 20 فرع . على ذلك نجد أن قبائل دارفور غير العربية (إضافة إلى الفور والزغاوة ) هي : المساليت - التنجور - الداجو - الميدوب - البرتي - السمبات - القمر - البرقو - البرنو - التاما - الفلاتا - الجبل - الكنين .
    والقبائل العربية هي : الرزيقات - المسيرية - الهبانية - بنو هلبا - التعايشة - بنو جرار - الزيادية - العطيفات - الحمر - خزام - خوابير - دار حامد - هوارة - الكروبات - البديرية - المجانين - المعاليا - بنو عمران - العريقات - المحاميد - بنو حسين - سلامات - بنو فضل - الهلالية .
    تتداخل هذه القبائل على إمتداد الإقليم , وقد إنصهرت بعض القبائل مع أخرى , بالتزاوج . لكن لم
                  

03-29-2011, 05:05 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    يؤد ذلك إلى إندماج كامل , فكل قبيلة أحتفظت بثقافتها ولغتها .
    وتعتبر الزراعة والرعي هما المهنتان الأساسيتان لأهل دارفور ( الفلاحين = قبائل غير عربية= أفريقية) و(الرعاة = قبائل عربية) , ونظرا لهذا التباين في الأنشطة الإقتصادية ,أصبحت هناك مصالح متبادلة ومتكاملة , ومع ذلك تنشأ المشاكل المحدودة بين " الرعاة - العرب " و" المزارعين - غير العرب " , بدخول حيوانات الرعاة, إلى مزارع المزارعين . أن مجتمع دارفور يعتبر مجتمعا قبليا مركبا ومعقدا . فالقبيلة هي الدعامة الأساسية ,التي يقوم عليها المجتمع في كل شئونه .
    إرتبطت قبائل دارفور بالأرض , والدار القبلية منذ تواجدها الأول في دارفور . ولقد تعرضت هذه الديار , إلى هزات وتغييرات , نتيجة الحروب والنزوح الذي يحدث .ففي عام 1916 بدخول الإنجليز دارفور , حاولوا وضع خرائط تفصيلية لديار الفور .(13) وفي عام 1922 رسموا خريطة تفصيلية متكاملة , ثبتت فيها حدود الديار القبلية , وعلى ضؤ هذه الخريطة تم تقيسيم دارفور إداريا إلى 6 مراكز . قسم كل مركز إلى وحدات إدارية أصغر (إدارات أهلية) ,تقوم على الحدود المتعارف عليها .
    وإذا كانت المؤسسة الصوفية , والذهنية النفسية الإجتماعية , تمثل المعطيات التي قدمتها فترة السلطنات في الواقع الثقافي . فذاك هو نفسه الواقع ,الذي قام بتحجيم وتكييف المهدية . وعوامل التفرنج والتغريب التي تلت في الفترة الإستعمارية , لتلائم خصائص تكوينية عميقة الجذور .
    إن التكوينات الثقافية القاعدية هنا, لم تكن في أى وقت ثوابت جامدة , وإنما كانت دائما مؤسسات مرنة ديناميكية , ذات حيوية وفاعلية كبيرة (14) وإذا كان الظلم الذي لحق بجبال النوبة وجنوب السودان بشعا , فما حدث لدارفور لا يقل بشاعة بكل المقاييس . فمن الناحية التاريخية , كان لموقف دارفور المناهض للإستعمار التركي - المصري , سببا في أن يكون آخر الأقاليم ,التي يتم إحتلالها من قبل الأتراك , وبالتالي إهمالها من حيث الخدمات ( التعليم مثلا )..
    كذلك كان إقليم دارفور , آخر إقليم يستعمره الإنجليز , أى بعد أكثر من 16 عاما من إستعمار أجزاء السودان الأخرى , والتي إستفادت خلال هذه الفترة من التنوير والتثوير, الذي قام به الإنجليز.
    كما أن بعد دارفور الجغرافي عن المركز ,أسهم أيضا في إعاقة تطورها , خاصة أن مركز السلطة في السودان, منذ الفترة المهدية, تم نقله من سنار و دارفور إلى أم درمان , إلى جانب النزاعات والإحتراب , الذي ينشأ بين حين وآخر .
    ونجد أن أبناء دارفور في الفترة المهدية , قدموا تضحيات كبيرة ,في سبيل تحرير البلاد من المستعمر التركي - المصري , ومع ذلك تم تمييزهم سلبا, إزاء " أولاد البحر " (الأشراف = أولاد البلد ) = الشماليين . كذلك نجد أن الحكم الذاتي , الذي طبق على السودان, بثنائية مدهشة , خلق أزمة يمكن أن نطلق عليها , أزمة الثنائية . وإلى حد كبير أسهمت هذه الأزمة , هي الأخرى في موضعة دارفور كهامش للمركز " الوسط " .
                  

03-29-2011, 05:06 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    والثنائية إفراز لطبيعة السلطة الإستعمارية في السودان ( أنصار - ختمية ) , ( أمة - اتحاديين ) , (شيوعي – جبهة إسلامية)(إسلام - مسيحية ) , ( عرب - أفارقة ) .. ( مناطق مقفولة - مناطق مفتوحة ) , إلى آخره من ثنائيات, أنتجتها طبيعة التنازع بين الإنجليز والمصريين .
    وقد عززت هذه الثنائيات مصطلح " سوداني " ,الذي كان بشكل ما , معادلا للشمالي . وقد شاعت مثل هذه التعابير الإزدرائية , والمحملة بالقيمة في الثقافة الشعبية السياسية (15) إلى جانب هذا السبب المعنوي , هناك أسباب أخرى مثل الزحف الصحراوي , والذي أصاب الإقليم ,في فترات مختلفة منذ السبعينيات حتي الآن 2011في هذه اللحظة, التي نعيد فيها كتابة ما ظللنا نكتب عن دارفور منذ العام 2002 والصراع في بدايته!
    وأحدث ذلك بالطبع خللا في التركيبة الجغرافية ,ونمط الحياة المعيشية , وربما إستشعر إنسان دارفور , منذ وقت مبكر ضرورة المبادرة بالنهوض بإقليمه , فطرح منذ الستينيات في القرن الماضي , حركات سياسية مثل " سوني " , اللهيب الأحمر " , ولكن لردود فعل المركز الحادة , تجاه هذه الحركات . إختفت هذه الحركات تدريجيا . ولكن بقيت الأفكار ,التيعبرت عنها حتى اليوم. فالواقع أن التفاوتات الإقليمية في التنمية . والفرص اللا متكافئة, في الحصول على سلطة الدولة , (..)وسواء أكانت محاولات هذه الحركات , هي التعبير عن ذلك, بلغة الجلابة صحيحا أم لا , فالنتيجة هي عدم الثقة المتبادلة .
    تم تعزيز ذلك خلال عملية التفاعل الطويلة , بين سكان أطراف السودان , وبين الجلابة (السودانيين الشماليين ) حيث شعر الطرف الأول , أنه بلا نفوذ كلية, للتأثير على الدولة لمصلحته , وهكذا بينما كانت ردود الأفعال جزء طبيعيا ,من عملية فقدان النفوذ هذه , فقد إستدعوا أيضا ردود أفعال, من جانب المجموعات المسيطرة , التي كانت تخشى أن تفقد مواقعها المسيطر عليها , فإستخدم السودانيون الشماليون ,الإسلام كآيديولوجيا ناجعة تم تجريبها (16) عند تكون أسرة الكيرا الحاكمة , وفي إنجاح الثورة المهدية , فأثبتت فعاليتها .
    وهكذا أستخدم الإسلام " الآيديولوجيا " لتعزيز موقعهم المسيطر , طامحين ليس في تكتيل جمهورهم الخاص من السودان الشمالي المعرب , بل وأيضا السودانيين المسلمين , غير العرب في دارفور . ويلاحظ أنه في فترة النظام المايوي , وبعد مطالبات عديدة , إستطاع أبناء دارفور ,الحصول على حقهم في الحكم الإقليمي , أسوة بالأقاليم الأخرى , بعد إضطرابات واسعة . ولم يرض ذلك النظام المايوي , فقام الإتحاد الإشتراكي ,بإفراغ الحكم الإقليمي من محتواه النبيل, تماما كما فعلت الجبهة الإسلامية لاحقا بالحكم الفيدرالي! . حتي صار هذا الشعار العزيز على أبناء دارفور " الحكم الاقليمي " منبوذا , ولا يلبي سقف تطلعاتهم الان! .
    وخلال ذلك برزت صراعات حادة بين أبناء الإقليم , إضافة إلى ذلك: النزاع القبلي التاريخي بين الرعاة والمزارعين . ولكن ما صعد الأوضاع , وغير , أو أسهم في تغيير طبيعة الصراع ,في دارفور , عوامل أخرى تنضاف إلى ذلك , مثل: النزاع الليبي / التشادي , والذي كان صراعا بعيد المدى , تمت إدارته مركزيا لإعتبارات تتعلق بحكومتي نميري والصادق المهدي , في إطار إستمراريتهما كحكام , وبالتالي إستمرارية المركز , بمواصفاته التي بحثناها فيما تقدم , ودفعت دارفور ثمن ذلك غاليا , وليس خافيا أن الإقليم ,لم يستفد من الحكومة الإستعمارية , إلا قليلا فيما يتعلق بالتنمية .
                  

03-29-2011, 05:08 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    ولكن الأمن في ذلك الوقت, كان أفضل حالا من الأمن, في العهود المتعاقبة بعد الإستقلال. لفعالية الإدارة الأهلية من جهة,ومن جهة أخرى للتواجد المستمر للسلطة الاستعمارية الإنجليزية , وحضورها الدائم . فمنذ الإستقلال, وأيلولة السلطة للحكومات الوطنية (الصفوة الإسلامو عربية) , لم تتعد نظرتها إلى ذلك الجزء من السودان, حدود أنه مصدر للأيدي العاملة الرخيصة , والجنود المحاربين . الشىء الذي لا يتطلب معه تقديم أى خدمات . فترك الإقليم غارقا في مستنقع التخلف , بلا تعليم أو صحة أو طرق وكباري , إلخ من أساسيات للحياة , ورويدا رويدا تلاشى الدور الإيجابي للدولة . فسادت الفوضى وشعر المواطن بالهلع والخوف . وعاد إلى أحضان القبلية خاصة بعد أن قام جعفر نميري, بحل الإدارة الأهلية بقرار جمهوري في 1971 , وحاول جاهدا ملء الفراغ الذي خلقه , بقانون الحكم الشعبي المحلي لسنة 1971 .
    وقد تمتع الزعماء والقادة السابقون, طوال هذه السنين بسلطة أمر واقع , رغم حرمانهم الشرعية بقرار رئاسي . لكن التحلل في هذا المجال ,كان إنعكاسا للتحلل الإجتماعي العام , الذي أصبح ظاهرا جدا ,خلال الجزء الأخير من الثمانينيات , عندما بعثت الإدارة الأهلية مرة أخرى. وهاجمت العصابات المسلحة بالكلاشنكوفات.وقامت بتصفية زعيمين أهليين .على الأقل - الأمر الذي ما كان ليخطر على بال في السبعينيات .
    كانت مؤسسة الإدارة الأهلية ليست عاجزة فحسب عن السيطرة على نفسها , بل كانت فوق هذا, في خوف دائم من الهجوم عليها ,وتصفيتها من قبل شباب القبيلة الطامعين (17) كذلك نجد أن إشتداد الحرب التشادية / التشادية ,كان عاملا مؤثرا , حيث أصبح الإقليم, مرتعا لجيوش أجنبية , أدخلت معها السلاح بمختلف أنواعه , ما زاد من الصراعات القبلية, التي لم يخلو منها الإقليم ,في الماضي .
    ومع بدايات الحكم الإقليمي ,الذي أشرنا إليه , ظهرت مسميات مثل : " العرب " مقابل " الزرقة " حتى أن كتاب رأي كبار(لاحقا وبعد سنوات طويلة) مثل الحاج وراق, سلموا بهذه المسميات في أعمدتهم(مسارب الضي- 2003 -2007).كان إطلاق مثل هذه المسميات الإزدرائية"الزرقة" ,بمثابة صب الزيت في النار , لما تحمل من محتوى دلالي تمييزي. ولم يحرك كل ذلك ساكنا . لأن السياسة العامة للدولة ,لم يكن ذلك شاغلها . وفي أسوأ صورة لإنتهاك حقوق الإنسان في دارفور , أن يعيش الإنسان غريبا في وطنه , فأبناء دارفور ,الذين هاجروا إلى أقاليم الوسط ( المركز ) لسبب أو لآخر , وجدوا التمييز في كافة مناحي الحياة . لا سيما في الخدمة العسكرية والمدنية , ناهيك عن "الكشات" التي كانت تقوم بها الدولة , لإعادتهم إلى أقاليمهم (18) كما حدث في عهد النميرى . وكذلك مجازر يوليو 1976 التي إستهدفتهم بصورة خاصة , وتركيز عال . إذ قتل فيها عدد كبير من أبناء دارفور(وإذا تحدث أحد أبناء الإقليم عن هذه الممارسات ,يتهمه صغار الجلابة وكبارهم ,وأشباه مثقفيهم وسياسييهم بالعنصرية!!) .
    علاوة على كل ذلك أن بعض الأحزاب كالأمة , جعلت من الإقليم مركز ثقل , تصل عبره إلى كراسي الحكم ,دون أن تقابل ذلك بأى نوع من الخدمات أو العرفان بالجميل!. بل عملت هذه الأحزاب كالأمة والجبهة الإسلامية , على إشعال نيران الفتنة في الإقليم , بخلقها للمليشيات العربية وتسليحها , بينما تركت القبائل غير العربية عزلاء على قارعة الحياة ,ونهبا للقتل أو تواجه قدر الإغتصاب والحرق والنهب والتشريد في أى لحظة . بما يشبه عملية الإزاحة للقبائل غير العربية , لإحلال القبائل العربية محلها !
                  

03-29-2011, 05:09 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    فأصبحت بذلك تلك الصراعات المسماة قبلية , مسيسة وذات أهداف إحتلالية إستيطانية واضحة . وبمقاومة غير العرب لهذا الإتجاه , تطور الأمر إلى حرب هي الأسوأ من نوعها , بعد مذابح رواندا, وفقا لتوصيف السيد كابيلا منسق حقوق الانسان بالامم المتحدة , المقيم السابق بالخرطوم .
    هوامش :
    (1) يورد دكتور شريف حرير ص:59 من السودان النهضة أو الإنهيار أنه في مذبحة الضعين , قامت مجموعة من قبائل البقارة الرزيقات المسلمين, بالهجوم على رجال الدينكا . غير المسلمين , وذبحهم (في الحقيقة إحراقهم داخل القطار , وذبح من بقي حيا ولم يلتهمه الحريق)في مدينة الضعين جنوب دارفور . وحيث أن الضعين هي مركز نظارة الرزيقات , فإن لهذا الحادث دلالة خاصة ليس فقط بسبب ذلك . وإنما بسبب حقيقة أن الحدث تم في ظل حماية نشطة من قبل القوات الحكومية , أى من قبل البوليس والأمن , ولم تتخذ حكومة الصادق المهدي (التي هي في الواقع متواطئة)أية خطوات تجاه الملاحقة الجنائية لمرتكبي الحادث .
    أن لذلك دلالة خاصة في ضوء حقيقة أن الرزيقات , يشكلون إحدى أقوى الدوائر الإنتخابية لحزب الأمة , وهو الحزب الذي يترأسه ويمثل قائده الروحي رئيس الوزراء نفسه(أي السيد والإمام الصادق المهدي) . أن النمط المميز في مثل هذه الحوادث : أن رجال القبائل غير المسلمين , يتخذون من نقاط الشرطة ملاذا لهم بعد نجاتهم من هجوم أولي عليهم من قبل رجال قبائل البقارة المسلحين . وحالما تصل المليشيا المطاردة لهم . والتي تفوقهم في التسليح وتحمل بنادق هجومية غير مرخصة .يبدأون في ذبح هؤلاء اللاجئين وللسخرية من المفترض أن تحميهم قداسة القانون ( لاحظ نمط الجرائم المرتكبة في الحرب الراهنة في دارفور ) .
    (2) darfurinfo.org/kabsh.html.
    (3) أنظر السابق .
    (4) دكتور قيصر موسى الزين . فترة إنتشار الإسلام والسلطنات في أفريقيا (641- 1821) مركز محمد عمر بشير للدراسات السودانية . الخرطوم . طبعة أولى . مايو 1988 . ص : 85.
    (5) السابق . ص : 27 .
    (6) دكتور حيدر إبراهيم علي . أزمة الإسلام السياسي ( الجبهة الإسلامية القومية في السودان - نموذجا ) مركز الدراسات السودانية . الطبعة الأولى القاهرة 1991 ص: 37 .
    (7) شريف حرير - تيرجي تفيدت "محرران " - السودان : النهضة أو الإنهيار . ترجمة: مبارك علي ومجدي النعيم . مركز الدراسات السودانية .. السابق . ص : 24.
    (8) قيصر موسى الزين . سابق . ص: 91.
    (9) شريف حرير . سابق . ص : 25.
                  

03-29-2011, 05:10 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    10) حقوق الإنسان السوداني ( كتاب غير دوري ) المنظمة السودانية لحقوق الإنسان . القاهرة . العدد الثامن . يوليو 1999. ص : 10 .
    (11) شريف حرير . سابق . ص: 30 .
    (12) حقوق الإنسان السوداني . سابق . ص : 10
    (13) قيصر موسى الزين . سابق . ص: 100 .
    (14) شريف حرير . سابق . ص: 36.
    (15) السابق . ص : 57.
    (16) نفسه . ص : 77.
    (17) منذ مستهل العقد الأخير من القرن الماضي , بدأت تظهر تيارات عنصرية ,داخل الجبهة الإسلاموية القوموية . بصورة سافرة . " منحازة للعنصر العربي " . عبرت عن نفسها في كتابات حسن مكي و آخرين غيره ,فيما أطلق عليه الحزام الاسود الذي أشرنا إليه سابقا . وتم قرع الناقوس بما يشبه التعبئة التى حدثت في عهد نميري , بترحيل النازحين من الأطراف إلى أقاليمهم ,تحت شعار الإستفادة منهم في مناطق الإنتاج . المفارقة أن مثقف مثل دكتور عبد الله علي ابراهيم صاحب التاريخ الماركسي الأممي العتيق, والأستاذ السابق بإحدى الجامعات الأميريكية .مضى في هذا الإتجاه, وكتب على صفحات الصحافي الدولي في العام 2002 مقالاتا عبرفيها عن إستياءه من هذا " الحزام الأسود " ب " عقائده المشبوهة " على حد تعبيره!! . ما يشير إلى أن مسألة طرد "غير العرب" من العاصمة التي يفترض أنها " قومية " وترحيلهم إلى أقاليمهم خيار إستراتيجي وأساسي للعرب الشماليين . وما كتب على صفحات " الحرية " حول البرجوازية الإثنية "/ عمود سكناب .إنما هو لقياس ردود الافعال , وتحديد إمكانية القيام بترحيل هذا الحزام إلى الأقاليم التي جاء منها أم لا ؟ ..
    وهنا تجدر الإشارة إلى ضرورة مراجعة ورقة دكتور الباقر عفيف : متاهة قوم سود في ثقافة بيضاء ".. لإغناء التفكير حول إنفصام الشماليون تجاه هويتهم .
    18 السابق.
    (*)في حوار مؤخرا أجري لصحيفة السوداني , ونشر على صفحات سودانايل: http://www.sudaneseonline.com/index.php?option=com_content&vi...0-16-11-36&Itemid=67
    سأل الصحافيان اللذان أجريا الحوار ,رجل الأمن البارز في حزب الأمة, ووزير أمن الديموقراطية الثالثة "المتآمر الكبير- كما يحب أن يصف نفسه-"العميد(م) عبد الرحمن فرح .
    (الصحافي) : هل كان إبراهيم نايل غواصة للإسلاميين في حزب الأمة؟
    المتآمر الكبير عبد الرحمن فرح :- كان "تمامة عدد" حتى يعمل توازنات جهوية فقط؟!.
    نواصل
                  

03-29-2011, 12:30 PM

مدثر صديق
<aمدثر صديق
تاريخ التسجيل: 04-30-2010
مجموع المشاركات: 3896

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    الاستاذ احمد ضحية
    احب ان اناقشك في بعض ما اشرت اليه هنا
    Quote: بدلا عن ذلك مضى الفريق سوار الدهب , رئيس المجلس العسكري الإنتقالي , ودكتور الجزولي دفع الله رئيس الوزراء الانتقالي, وعمر عبد العاطي النائب العام , إلى الإتجاه الخاطيء بتصعيد الحرب , وهكذا سيطرت الجبهة الاسلاموية القوموية على الأمور , وجمعت بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية , خلال الفترة الإنتقالية (15)...

    اعتقد و جميع من عايش الفترة الانتقالية ان جون قرنق هو من بادر الى تسمية الفترة الانتقالية بمايو تو و هو من رفض الجلوس معها على طاولة المفوضات .....
                  

03-30-2011, 01:20 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: مدثر صديق)

    Quote: الاستاذ احمد ضحية
    احب ان اناقشك في بعض ما اشرت اليه هنا

    Quote: بدلا عن ذلك مضى الفريق سوار الدهب , رئيس المجلس العسكري الإنتقالي , ودكتور الجزولي دفع الله رئيس الوزراء الانتقالي, وعمر عبد العاطي النائب العام , إلى الإتجاه الخاطيء بتصعيد الحرب , وهكذا سيطرت الجبهة الاسلاموية القوموية على الأمور , وجمعت بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية , خلال الفترة الإنتقالية (15)...



    اعتقد و جميع من عايش الفترة الانتقالية ان جون قرنق هو من بادر الى تسمية الفترة الانتقالية بمايو تو و هو من رفض الجلوس معها على طاولة المفوضات .....


    الأستاذ مدثر صديق
    تحية طيبة
    مرحبا بك وبأي مناقشات .
    الوقائع التي ذكرتها وردت في العديد من المصادر - إحدها كتاب عبد الرحمن الأمين,مذبحة ديموقراطية السودان الثالثة-والذي إعتمد حصريا على الصحافة السودانية (مقالات الكتاب السودانيون بمختلف توجهاتهم , وتصريحات المسئولين الإنتقاليين في الصحافة السودانية والعربية , وهي مصادر يقيني أنها متوفرة في دار الوثائق السودانية - هذا من جهة .. من جهة أخرى الفترة الإنتقالية سواء قال قرنق ذلك أو لم يقل (هي بالفعل مايو تو - او هي الخط السياسي للجبهة فيما يسبق الإنتخابات" وإلا لماذ فشلت قوى اليسار في تصفية آثار مايو إبان الفترة الإنتقالية؟ولا تحدثني عن قوى اليسار لأن رأيي فيها أسوأ من رأي مالك في الخمر ..

    لكن - مع ذلك - هذا ليس بيت القصيد , بيت القصيد في الوطن الواحد الموحد لا يكمن فيمن بادر بالإتهام .. بيت القصيد يكمن في التحلي بروح المسئولية تجاه بلد مساحتها مليون ميل مربع, ولديها تسعة دول جوار , إلى(يعني من الممكن أن تتحول في أي لحظة لقمة سائغة لأي من هذه الدول التسعة)إلى جانب تباين في الاعراق وإختلاف في الثقافات ,إلخ .. , وعدد سكانها يفوق الأربعين مليون - لأنني وبصراحة أشكك في إحصاءات الجبهة الإسلامية- أخي مدثر .. المجلس الإنتقالي ورطنا لأنه كان المدخل للجبهة الإسلامية في فترة الديموقراطية, لأن شخصيات كسوار الذهب وعبد العاطي والجزولي ببساطة نفذوا مسرحية إنقاذ الجبهة الإسلامية من ممارساتهم - غير الأخلاقية - (قوانين سبتمبر 83 )لفتح الطريق لهم , لحياة أخرى في العهد الديموقراطي , فلولا المجلس الإنتقالي لما كانت الجبهة الإسلامية هي القوة الثالثة في فترة الديموقراطية .
    تخريمة :
    ما هي المناصب الرسمية التي تقلدها سوار الدهب,عمر عبد العاطي,الجزولي دفع الله .. منذ الفترة الإنتقالية حتى الآن سواء داخل أو خارج السودان؟

    تقبل تحياتي وإحترامي
                  

03-30-2011, 07:55 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)
                  

03-30-2011, 10:50 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد لمعالجة شاملة (5)
    أحمد ضحية
    تراكم المشكلات وإنفجار الأزمة ..
    منهجيا يجد الباحث في مشكلات دارفور , أنها أشبه بالتراجيديات الكلاسيكية, فيما يخص زمنها التعاقبي ,الذي يمكننا خلاله فرز تعقيداته ,وتقسيمه كمسار زمني , وفقا لفترات محددة, هذه الطريقة بالإمكان أن تفضي- في التحليل النهائي- للإمساك بعوامل تفاعلاتها , وإمتلاك قوانين تطورها.كأزمة مستمرة في الإقليم.
    فمشكلات دارفور بعد 30 يونيو 1989 ترتبط جذريا بمشكلاتها , على عهد الحكومة الديموقراطية الثالثة . ومشكلاتها في تلك الفترة ,ترتبط كذلك بمشكلاتها في العهد المايوي ,وهكذا.. كل حلقة من مشكلات دارفور, تفضي لحلقة أخرى في الحقبة التى تليها. ومن هنا كل المشكلات, التي عانت منها دارفور قديما , تنهض في تشكيل حاضرها الكارثي.
    شهدت دارفور حقبة من الإزدهار في حواضرها , كتب عنها الرحالة ,وأرخوا لها في إنبهار..إلا أن هذا الإنبهار , تخللته فترات خراب , نتيجة الصراع بين السلطة الحاكمة , والخارجين عليها , وبسبب القبائل المتناحرة .كما أن خرابها دائما ,كان تاليا لهزيمة السلطة الحاكمة, من قبل قوى خارجية (هزيمة الإدارة الأهلية من قبل المركز- مثلا) ,وأول خراب معروف لدارفور ,كان في 1874 , إثر هزيمة السلطان إبراهيم قرض , على يد الزبير باشا. تلى ذلك سلب ونهب للديار , وتهجير قسري إلى مصر.
    وقد سارت على هذا المنوال ,كل الإدارات التركية المتعاقبة , على حكم دارفور.وما تبع ذلك من ضنك في سبيل القضاء , على ثورات متتالية . من المنادين بالسلطة , من أبناء دارفور . وخربت دارفور ثانية إبان الحكم المهدوي , فرغم أنها ناصرت الثورة المهدية منذ إندلاعها ,إلا أنها ذاقت الأمرين ,بسبب سياسة الخليفة للتهجير القسري ,ما أدى إلى إخلاء المنطقة سكانيا (وهو ما يفسر وجود الملايين من أبناء دارفور في الوسط).
    وقد تجسدت نقمة دارفور ضد المهدية ,في ثورة أبو جميزة سبتمبر 1888 حتى فبراير 1889. التى إلتف حولها الآلاف . وبعد القضاء على ثورة علي دينار في 1916 نهضت في 1921 ثورة الفكي عبد الله السحيني ,التي أرهقت الإنجليز.ومن ثم عدد من الثورات , والحركات السياسية التي نهضت على إستحياء, وصولا إلى حركة داؤود بولاد في 1991 ,والتي أثارت رعب الجبهة الإسلاموية (1) .
    إذن تاريخيا , إنطوت دارفور على روح الثورة والتمرد ,وأسهم في تغذية هذه الروح , بُعد الإقليم , ووقوعه في ظل السلطة المركزية,ما أسهم سلبا .إذ أدى إلى أن تظل دارفور حبيسة إنغلاقها ,على الفقر والجهل والمرض , إلى جانب وقوعها في تخوم الزحف الصحراوي , وتعرضها للجفاف في فترات مختلفة , ما ترك آثارا عميقة .إذ إنحسرت المساحات الشاسعة, من الأرض الصالحة للزراعة , وأعترت التركيبة السكانية تغييرات (خاصة أن دارفور ظلت طوال تاريخها ,تستقبل هجرات من غرب أفريقيا وغيرها) بسبب النزوح بسبب الحرب أو الجفاف من تشاد وغرب أفريقيا
                  

03-30-2011, 10:57 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    وشمال دارفور وغربها(والتمركز خصوصا في منطقة وادي صالح, والجنوب) ,أي الجنوب والجنوب الغربي من دارفور..
    وهكذا شكل الضغط السكاني على إقليم منهار تنمويا , عاملا مهما في إنفجار الأزمة (صراع الموارد) فالموارد رغم محدوديتها , تزاحم عليها عدد كبير من مختلف البقاع ,التي تعتبر دارفور عمقا إستراتيجيا لها,والعكس...
    إذا أضفنا إلى ذلك سمات المجتمعات التقليدية (المجتمعات القبلية), كمجتمعات قابلة للإحتراب , لأي سبب من الأسباب : (مثل المشكلات التي تنشأ بين الرعاة والمزارعين), نجد أن مجتمعات دارفور , لم تهدأ حالة الصراع القبلي فيها , إلا لتنفجر مرة أخرى .. وهنا ينبغى أن نتوقف قليلا عند بعض المفاهيم المنهجية , حول المجتمعات القبلية أو الإثنيات ..
    الجماعات السلالية الثقافية :
    من المصطلحات التي تسللت إلى الفكر السياسي .من القاموس الإجتماعي , "مصطلح الإثنية" , أو "الجماعات السلالية", والذي يعني : جماعة ذات تقاليد ثقافية مشتركة . تتيح لها شخصية متميزة , كجماعة فرعية في المجتمع الأكبر , لهذا يختلف أعضائها من حيث خصائصهم الثقافية عن الآخرين , في جماعات أخرى . أو في المجتمع . وقديكون لهم فضلا عن ذلك, لغة خاصة أو دين خاص , وأعراف مميزة . وربما يكون الشعور بالتوحيد ك " جماعة متمايزة من الناحية التقليدية " ,أهم ما يميز هذه الجماعة بوجه عام (2) وعلى خلفية ما تقدم في الحلقات الأولى من هذه السلسلة من المقالات , نجد أن الأقليات العرقية أو الدينية أو الثقافية , يمكن أن تصاب بخوف ظاهر, ذلك أن المجموعة العرقية الكبيرة , التي يمكن أن تدعي أن الدولة ملك لها (أوهي دولتها- كما تعتقد الآن عصابة الجبهة الإسلاموية, وكذلك ظل حزب الأمة والإتحاديون يعتقدون ) - أو تابعة لها - بمعنى ذراعها القوي ), وبالتالي فإن الأقليات يمكن نعتها , في هذه الحالة بالطابور الخامس,والعملاء والخوارج والجهويين , إلخ ..كما ظل الجلابة تاريخيا ينعتون المهمشين ,و كما حدث ويحدث مع أهالي دارفور غير العرب. اليوم وللمرة الثانية . إذ أن نميرى قد نعتهم من قبل, بالعنصريين والمرتزقة في 1976(3) .
    من المفيد هنا أن نشير إلى أن الدولة في السودان , تعتبر كل المجموعات غير العربية " أقليات" - وأتحفظ هنا على هذا المفهوم. , إذ أعتقد أن هناك مجموعات بمثابة القوميات , وفقا للمفهوم الأوروبي التقليدي للقومية . والمجموعات العربية تساكن هذه " الأقليات " - والذين هم لطالما سعت الحكومة المركزية, أن تجعل منهم وكلاء لها! "- الصفوة الإسلاموعربية - في الجغرافيا التي يقطنونها مع هذه الأقليات "المجموعات غير العربية " ,لكن هذه الفرضية في المحك العملي , ظلت تتعثر ,ولم تتحقق نسبيا إلا على عهد الجبهة الاسلاموية القوموية , إذ أنها ترتبك " تاريخيا- كفرضية " بفعل بعض الوقائع , ففي فترة المهدية ,وعندما جعل المهدي , الخليفة عبد الله التعايشي في المرتبة الأولى (وغني عن القول أن الخليفة من عرب دارفور) أثار ذلك حفيظة المجموعات العربية الشمالية = أولاد البحر " أوالأشراف" =عرب الدرجة الأولى,وفقا للتراتبيات التي صاغتها الصفوة الإسلاموعربية , فعبر عن هذا الغبن شاعرهم الحردلو :
    ناسا قباح من الغرب يوم جونا
                  

03-30-2011, 10:58 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    جابوا التصفية ومن البيوت مرقونا .
    أولاد ناسا عزاز متل الكلاب سوونا
    يا يابا النقس يا الإنجليز ألفونا .(4).
    وهي كلمات شبيهة بما عبر عنه البروفيسور الراحل عبد الله الطيب,من نزوع عنصري ضد الجنوبيين ,بعد أحداث توريت في 1955.إذ إستدعى البروف الراحل ,روح جده الزبير باشا رحمة ,للتنكيل بهؤلاء العبيد الأنجاس المناكيد ,الذين يجب أن تسلط العصي على ظهورهم دائما وأبدا.
    ومن هذه الكلمات, التي ينضح منها الإستعلاء والصلف والغرور, الذي لا تدانيه سوى محمولات "الطيب مصطفى - الإنتباهة",يتضح مدى العنجهية القبلية, التى وصلت بالحردلو وعشيرته من الأشراف, إلى درجة الإستنجاد بالإنجليز ,للخلاص من بني جلدتهم ,أمثال الخليفة التعايشى ,الذي هو حسب التراتبية عربي درجة تانية!.
    ويمكنك عزيزي القاريء, التوقف طويلا عند عبارة مثل ( أولاد ناسا عزاز ), لإستكناه فحوى المحتوى المعرفي والدلالي لها ,(5) في الواقع القبلي الإستعلائي للعرقيات السودانية الشمالية , ونظرتها للآخر غير الشمالي , فهو ليس من سلالة حسب ونسب ( ليس عزيزا ) مثلهم ..كذلك يمكنك تأمل: "ناسا قباح" وفقا لما يذهب بك خيالك ,في حدود التأويل المعقول!..
    إذن عاشت مجتمعات دارفور ,عبر تاريخها حالة من الصراعات , التي تتجدد بين فترة وأخرى (6) ولكن بإستمرار كانت تعالج , ضمن تقاليد وأعراف المؤسسة القبلية التقليدية , لهذه المجتمعات ."الإدارة الأهلية " , وهي أعراف وقوانين مستمدة في أغلبها من "كتاب دالي" الذي أشرنا إليه فيما سبق . ولم تتطور مشكلات دارفور , لدرجة حرب طاحنة بين معسكرين (العرب ضد غير العرب) , إلا إبان ديموقراطية الصادق المهدي (86-1989) والفترة التي تلت ذلك , أى عهد الحكومة الإسلاموية الراهنة . ففي كلتا الفترتين وقفت الحكومة مع القبائل العربية ضد غير العرب, ولذلك لدى فرزنا لمشكلات دارفور , يمكننا الإشارة إلى أن المرحلة الحالية ,هي أسوأ مراحل الخراب في دارفور , بسبب السياسات الهوجاء لحكومة رعناء تجعل من أمثال قوش ونافع وغيرهم قادة أجهزة خطيرة منذ 1989 من جهة . وبسبب تواطؤها السافر ,لإحلال مجموعات عربية جديدة ,مستوردة من غرب أفريقيا ,لتغيير التركيبة السكانية نهائيا وبصورة حاسمة؟! من جهة أخرى ..
    المشروع الإسلاموي للإنقاذ :
    منذ إستقر أمر السودان للإنقاذ ( الجبهة الاسلاموية القوموية ) ,وهي لا تشذ عن سابقاتها من الأنظمة العسكرية والطائفية, بإعتبارها لدارفور مركز معارضة محتملة . لذلك توجهت نحو دارفور "كملف أمني عاجل" . فكانت أولى مهامها ,ضرب البنية التحتية للمجتمع الدارفوري . حتى يسهل تفكيكه وإعادة تشكيله من جديد . من خلال سياستي الإستقطاب والتصفية . ومن هنا جاء تفكيكها للإدارة الأهلية . وأثننتها للسياسة , بمجهوداتها المختلفة التى رمت إلى تكريس الإثنية , وواصلت الجبهة الإسلاموية, مشروعها التدميري في دارفور ,خصوصا بعد الإعلان عن حركة وجيش تحرير السودان(عبد الواحد نور) ,وهكذا بالتعاون مع مجموعات الجنجويد والمليشيات
                  

03-30-2011, 10:59 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    العربية المتحالفة معها, كانت المواجهات التي نرى آثارها التدميرية, ماثلة حتى الآن, في المشهد الدارفوري.
    أستطاعت حكومة الخرطوم الإسلاموية إذن, أن تضم إلى صفوفها ( مليشيات الجنجويد ) وترفدهم كذلك بمحاربين "مرتزقة" إسلامويين, إستجلبتهم من الدول المجاورة ( تشاد - موريتانيا – بنين,إلخ...) , لإعانتها على حملة السلاح من أبناء دارفور.
    وهكذا تغيرت طبيعة الصراع في دارفور , من صراع محلي عادة , إلى صراع يستهدف إبادة غير العرب . بل فقدت كلمة جنجويد ضمن هذا السياق, معناها القديم : فهي كلمة قديمة الإستعمال في دارفور , وتعني :"الشباب المنفلت من قبيلته" . والذي لا يتورع عن إرتكاب الجرائم , من نهب وإعتداء على الغير.تجاوزت مفردة جنجويد هذا المعنى, لتصبح معادلا موضوعيا مباشرا, لا للشباب المنفلت فحسب, ولكن كمعسكر للعرب ضد غير العرب؟!
    وعلى الرغم من المطالب الأوروبية , والأمم المتحدة, بوقف هذا النشاط ضد المدنيين , والسيطرة على المتمردين . إلا أن الحكومة الإسلاموية الحاكمة في الخرطوم, وجنجويدها ومليشياتها العربية لم تأبه لذلك , مستقوية بدعم مصر و دول الإقليم العربي,الذين يكاد يجن جنونهم الآن, ضد الفظائع التي يلاقيها أشقائهم في ليبيا ,من قبل إبن جلدتهم القذافي! ,فقد أعرب الأشقاء عن موقفهم المتواطيء ضد الدارفوريين بوضوح لا لبس فيه , في المؤسسات الإقليمية والدولية.وهو موقف لا يختلف عن مواقفهم التاريخية, ضد مشكلة السودان في الجنوب,إتساقا مع "أنصر أخاك ظالما ومظلوما" ,بمعنى معاكس تماما للمعنى المراد,إذ إستحال المعنى المراد عند العرب إلى "أنا وإبن عمي المستعرب"لكنه يعتقد أنه عربي" على غير العرب".
    ويلاحظ أن نشاط هذه المليشيات , قد إمتد إلى داخل تشاد , ما جعل الرئيس التشادي " إدريس ديبي" , في مرحلة سابقة ,من مراحل الصراع ,يطالب الحكومة السودانية ,بوقف الهجمات التي يشنها حلفاؤها الجنجويد ,إنطلاقا من حدودها ,للتخريب في تشاد (7) .
    وهكذا إستطاعت الجبهة الإسلاموية , تفجير كل الأزمات المختزنة ,في البنى الإجتماعية, بوتائر متسارعة , وذلك لطبيعتها الآيديولوجية الإسلاموعربية . في جغرافيا تعج بالتنوع والتعدد والتباين . ولأن مفهوم الدين الاسلامي في السودان ,أرادت له الصفوة أن يولد متطابقا مع مفهوم "الهوية / العروبة " حمل خطاب الإنقاذ هذا الملمح المأساوي, للثقافة الإسلاموعربية في السودان . فالدين العربي / الإسلام .والعرقية/ العروبة بمعنى سيطرة النخبة الإسلاموعربية . وسما تجربة الإنقاذ منذ إستيلائها على السلطة . وكان ذلك أحد عوامل إنقسامها ,في المفاصلة الشهيرة =أولاد الغرب ضد أولاد البحر,التي تمخضت عن حركة خليل إبراهيم والمؤتمر الشعبي .
    وجدت الحركة الإسلامية في السودان في 1989 , أن السودان على مشارف التفكك , وبدلا عن محاولة التعامل, بروح المسئولية تجاه الوطن الواحد .والجدية لمعالجة هذا الوضع المأزوم , مضت لتصعيد الحرب في الجنوب, وتصعيد القلق والتوتر في دارفور , ومحاولة سحق جبال النوبة. بل وأكثر من ذلك, أعلنت الحرب ضد جنوب النيل الأزرق.
    هكذا عمدت الجبهة الاسلاموية, لإعتماد الخيار العسكري, لحسم المشكلات الحقيقية والفعلية التنموية في الهامش,غير آبهة للمطالب المشروعة . وهنا ينبغي علينا إبتداء, إدراك طبيعة الحركة
                  

03-30-2011, 11:00 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    الإسلاموية في السودان .. والتي دفعتها لاحقا, للتعامل مع دارفور بهذا الشكل . وعلى النحو الذي نشهده الآن ..
    فاقم السلوك السياسي للجبهة الإسلاموية الأزمة في دارفور, فقد عمد الإسلامويون ,إلى إعادة تقسيم الإدارات الأهلية, بغرض الكسب السياسي وإضعاف الخصوم " حزب الأمة " , ما أدي إلى تنامي العصبية , فقد حلت الهوية العرقية - في التقسيم الجديد - محل الهوية الإقليمية , التي كانت سائدة في الماضي , والتي كانت تستوعب الهويات الإثنية على تعددها (8) .وقد جرى هذا التقسيم في المناطق الهامشية عموما.دون الإعتبار إلى أن هذا المليون ميل مربع (مساحة السودان الشمالي والجنوبي معا) به حوالي 570 قبيلة تستخدم 595 لغة محلية . وقد أعاد الباحثون تصنيف هذه القبائل في 56 أو 57 فئة إثنية , على أساس الخصائص اللغوية والثقافية والإثنوغرافية الأخرى . وقد قلص تعداد 1955 هذا التنوع ,بإعادة تجميع المجموعات الإثنية ,إلى ثمانية مجموعات رئيسية تمثلت في: العرب 39% - النوبا 5% - النوبيون 5% - الجنوبيون الشرقيون 5% - والأجانب 7% إلخ ..ومعايير تقليص هذا التنوع بالتصنيف وإعادة التصنيف, ليست واضحة دائما وإعتباطية غالبا . لكن ماهو كاف وله صلة , هو حقيقة أن هذا التنوع اللغوي, موجود داخل دولة واحدة , تطمح مثل غيرها لأن تكون دولة قومية .
    معظم هذه المجموعات القبلية, لها مناطق محددة تقليديا وتحمل إسمهم: دار زغاوة : إنتماء للزغاوة – دار مساليت : إنتماء للمساليت و ( دارفور - إنتماء للفور ) ,إلخ ..وهي رغم التفاعل المتصل مع المجموعات الأخرى - تعيد إنتاج نفسها إجتماعيا في إستقلال عنها . ولذلك هناك تغيرات يحفزها التفاعل مع مجموعات أخرى, ضمن الأطر الإقليمية والقومية , وتلك التي تحدث بسبب الحراك السكاني , بالهجرة إلى أجزاء أخرى في القطر , وهناك ما يحدث نتيجة ,تأثير مؤسسات وسياسات الدولة, وينتج عنه درجة كبيرة من الإستمرارية الثقافية ,والمرونة الإجتماعية - الثقافية,والتي هي موجودة داخل كل مجموعة على حدة , فقد تختفي بعض اللغات, مثلما حدث للبرتي والبرقيد في دارفور .
    لكن التقاليد الثقافية تبدي ثباتا كبيرا عبر الزمن . وقد حلت اللغة العربية محل اللغات الأصلية للمجموعتين أعلاه . لكن التقاليد الثقافية , وأشكال التنظيم الإجتماعي , التي هي من فرادة البرتي والبرقيد , تميز هاتين المجموعتين عن جيرانهما , مثل عرب الزيادية الأبالة . أو المسيرية أو مربيي الماشية شبه المستقرين .
    وبينما تتشارك هذه المجموعات في الأرض,فهي تعيد إنتاج ثقافتها ولغتها, بمعزل عن الأخرى.حتى اللغة العربية ليست شيئا متجانسا , فهي تبدى تباينات كبيرة في اللهجات مثل : عربي الفور - وعربي جوبا . والعربية السودانية- الفصحي - والعربية الكلاسيكية . إلخ .. بل هناك تباينات كبيرة في اللهجات , حتى في إقليم مثل دارفور (9) .
    لم تعتني الجبهة الإسلاموية بالحقائق, التى يطرحها هذا الواقع المتنوع .ثقافيا والمتباين حضاريا , فقدمت نموذجها ( المشروع الحضاري) وفقا لإلتباس : تطابق ( الهوية / الدين ) متغاضية عن كون الدين , لا يمكن أن يحل محل الهوية , بحكم طبيعة كل منهما . فالدين نص , والنص تأويل ( معنى) , تأويل مولد للدلالة , ينصب فيه الإنسان ذاته مصدرا للمعرفة (10) .
                  

03-30-2011, 11:01 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    وتاريخ الحركة الإسلاموية, تميز بأحداث وفترات معينة , شكلت مراحل الصعود ,والهبوط والنمو والركود , وقد حدد الترابي ما أسماه ( معالم سيرة الحركة الاسلامية الحديثة في السودان ) ,بحسب عهود ومراحل : " عهد التكوين " ( 49 - 1955 ) في الأوساط الطلابية , بالإضافة إلى رافد شعبي محدود , متأثر بحركة الأخوان المسلمين المصرية .
    تأسس أول مؤتمر عام للأخوان في عام 1954 . وتم إختيار إسم الأخوان المسلمين. ثم كان عصر الظهور الأول :(56 - 1959 ) حيث توصلت الحركة ,إلى أهم أسباب إنتشارها مستقبلا , وهي:التنظيم الجبهوي أو التحالفات الواسعة , على أساس برنامج عام . لذلك كان قيام " الجبهة الإسلامية للدستور " في ديسمبر 1955.
    تلى ذلك ما أسماه " عهد الكمون الأول " ( 59 - 1964 ) ,وحتى فترة الحكم العسكري الأول , ثم عهد الخروج العام: ( 1964- 1969 ) أى فترة الديموقراطية الثانية . وتأسست خلال هذه الفترة جبهة الميثاق الإسلامى . في ديسمبر 1964. حيث تم إختيار حسن الترابي , أمينا عاما لها .
    بعد ذلك يبدأ ما يسميه عهد المجاهدة والنمو: ( 69 - 1977 ) أى من إنقلاب نميري حتى المصالحة معه . وآخيرا عهد " النفح " الذي يمتد حتى إنقلاب يونيو 1989 (11) وهو إمتداد لعهد التمكين (إبتداء من الإستيلاء على السلطة في 1989 ) .
    نواصل
    هوامش :
    www.darfurinfo.orgLalidinar.htm (1)
    (2) التعدد الإثني والديموقراطية في السودان . ( أوراق مختارة من ندوة التعدد الإثني والديموقراطية في السودان / الخرطوم 18-19/مايو 2002-قاعة الشارقة )تحرير: دكتور حيدر إبراهيم علي . الطبعة الأولى القاهرة 2003. ورقة أ. أحمد ضحية :( تحديات الديموقراطية والتعدد الإثني ) . ص : 101.
    (3) السابق . ص : 19 .
    (4)أ - قد تكون أول حالة تمييز "بارزة" معروفة في التاريخ الإسلامي والعربي , هي حالة الخليفة عثمان بن عفان (رض) ,عندما كان ثمة إعتراضات من الصحابة عليه . قولهم :" ليحملن إبن أبي معيط بني أمية على رقاب الناس " وواضح من هذا الإحتجاج , قصدهم أنه سيولي بني أمية المناصب السياسية أو الخدمية المدنية , في ذلك الوقت . وبغض النظر عن كفاءتهم .
    - ب / يبدو أن السودان يمثل حالة كلاسيكية للمجتمع التعددي المنقسم , بما أسماه هاي أيكشتاين : الإنقسامات الإنشقاقية . وقد تكون هذه الإنقسامات : دينية , لغوية , آيديولوجية , إقليمية , ثقافية , عنصرية وإثنية " قبلية "..
                  

03-30-2011, 11:02 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    ولا تصبح كل هذه الانقسامات بارزة ,في كل سياقات وأوضاع الوجود السياسي السوداني .وكثيرا ما يخضع بروزها أيضا, إلى مقتضيات مكانية وزمانية ومعينة . وعلى سبيل المثال قد لا تصبح اللغة العربية , كلغة تخاطب مشتركة , مشكلة في الحياة اليومية الإجتماعية . لكنها تصبح إنقساما بارزا ,في سياقات نظم التعليم الوطنية الرسمية . أو في الأوضاع ,التي يهدف إلى فرضها على القوميات أو الإثنيات الأخرى . بميل نحو التفوق العنصري , والإخضاع الناتج عن الربط بين اللغة وحاملها العرقي , أى الهوية العربية .
    أن عربي جوبا , يستخدم يوميا , ويستخدم شباب الجنوب النازحين - فيما مضى - إلى مدن الشمال, بسبب الحرب . اللغة العربية بينهم . وكذلك غير العرب في دارفور . لكن هذا الإنقسام اللغوي يصبح إشكاليا ,من الناحية السياسية والإجتماعية ,عندما تفرض الدولة اللغة العربية .
    ج- ينقسم المستعربين(العرب) السودانيين ,إلى العديد من المجموعات الإثنية , مع وجود تمايزات ثقافية وتنوعات واضحة في اللهجات , وما هو عربي في السودان متباين جدا . فقد يجد العربي من سكان المنطقة الشمالية ,معاناة في التواصل مع العربي البقاري من غرب السودان . بالمثل قد ينظر هذا العربي بإزدراء إلى السوداني العربي البقاري " الدارفوري", وفي الواقع فقد تضمن الإنقسام التاريخي, الذي قاد إلى المواجهة المباشرة ,بين الخليفة عبد الله التعايشى والأشراف , إنكارا من الأشراف لجدارة الخليفة المنتمي للتعايشة " عرب دارفور " . وبعيدا عن العروبة كسمة عنصر , وليس إكتسابا ثقافيا , لم تظهر آراء تختصر تعدد المجموعات العربية في السودان, إلى قاسم مشترك يسمى عربا , لأن العروبة كمكتسب ثقافي , تتقاسمه العديد من المجتمعات العربية في السودان . والتي ليست هي عربية من ناحية العنصر . ولكن عندما تكتل نخب الدولة ,مختلف المجموعات العربية , رغم تباينها ثقافيا في مجموعة واحدة , بحيث تنتحل هذه الفئة دور الأغلبية التي تحدد هوية سودانية جديرة بأن تفرض على الآخرين . كطريقة أكثر مشروعية للحياة ,هنا ترى المجموعات غير العربية, عنصرية ضمنية في هذا الموقف , وتواجهها بمختلف الوسائل . إن إنكار قيمة الآخرين أو نعتهم "بالعبيد" أو "الزرقة", في إقليم جميع سكانه "زرق" هو : سيطرة ضمنية.
    د - هذا التشاحن من الأشراف ضد الخليفة ,هو ما دفع الخليفة في مكان آخر ,في أحد المجالس عندما بدأ الاشراف بالفخر بأنسابهم , أن يمسك الربابة , وينشد :
    نحن الغرابة , شرابين المريسة
    عيال البحر نضمهم ساكت
    نحن جدنا النبي عيسى ...
    (5) السابق . ص : 131.
    (6) راجع : علاقات الأرض . لمحمد إبراهيم نقد . ص : 19 - 22 : حيث يشير الأستاذ نقد ,إلى أن الإتساع الجغرافي والتعدد العرقي , وجد إستجابة عند سليمان صولونج , كرجل دولة مؤسس , فقام بتقسيم السلطنة (على النحو الذي أشرنا إليه سابقا) كما صاغ إبنه السلطان موسى , سياسة عامة حول ملكية الأرض فى السلطنة . فجرد شيوخ العشائر والقبائل من سلطاتهم, وقاعدة إستقلالهم
                  

03-30-2011, 11:04 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    الإقتصادي, وركز السلطة الإقتصادية والسياسية المطلقة في يده . وهكذا تطور أداء دور الدولة المركزية في دارفور .
    - راجع : فترة إنتشار الإسلام والسلطنات (1641 - 1821) لدكتور قيصر موسى الزين . ص : 92:حيث يقول : ساد نظام شبه إقطاعي علاقات الإنتاج الزراعية في السلطنة , وكان أكثر إحكاما ومركزية من نظام سنار , وكانت كل الأرض من الناحية القانونية ملكا للسلطان , وتخضع لإشراف إداري هرمي .على رأسه السلطان .
    - راجع : علاقات الرق في المجتمع السوداني . لمحمد ابراهيم نقد . ص: 204 : يشير نقد هنا إلى أن المساليت مارسوا الإسترقاق عنوة بالحرب أو الغزوات على الفرتيت - ومارسوه عرفا على بعض قبائل الفور , التى نزحت نحو ديارهم , هربا من جيش الزبير باشا في 1874. ومرة أخرى عندما سيطر الأنصار على دارفور .
    عندما قرر سلطان المساليت أن يتخلص من حامية الأنصار في أراضيه 1888 . إستبق الخيل والسلاح والجهادية السود , وأعطي أولاد العرب أحذية وقرب ماء , وطلب منهم الإبتعاد عن داره. كذلك مارس المساليت السبي المتبادل بين القبائل المتحاربة , فكثيرا ما سبى المساليت زوجات وبنات سلطان وأعيان الداجو . وبادلهم الداجو المعاملة بالمثل , وقد تستعيد القبيلة السبايا بالفدية, وهذا يعطي فكرة عن رواسب الصراعات القبلية في دارفور تاريخيا , خاصة الفترة السابقة لضمها ,بواسطة الانجليز 1916 إلى السودان .
    (7) www.islam today .netLarticlesLshow_articles_content.cfm?catid=76&arid=3753. (8) (8)التعدد الإثني والديموقراطية في السودان. مرجع سابق . ص : 42.
    (9) د/ شريف حرير - تيرجي تفيدت . السودان النهضة أو الإنهيار . ترجمة . مبارك علي . مجدي النعيم . مركز الدراسات السودانية . القاهرة . ص : 20 .
    (10) علي حرب . النص والحقيقة . ( نقد الحقيقة ) . طبعة ثانية القاهرة 1995 المركز العربي الثقافي . ص : 20 - 26 .
    (11) دكتور . حيدر إبراهيم علي . التيارات الإسلامية وقضية الديموقراطية . طبعة أولى 1996. مركز دراسات الوحدة العربية . ص : 283 .
    نواصل
                  

04-01-2011, 04:52 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد لمعالجة شاملة (6)
    أحمد ضحية
    الأزمة في دارفور ومشروع الجبهة الإسلاموية
    نواصل هنا في نقد دكتور حيدر إبراهيم لأفكار الترابي ,في كتابه "التيارات الإسلامية وقضية الديموقراطية" حيث يواصل نقده قائلا: تكمن إشكالية أفكار الترابي , في تحقيق هذا التوازن الدقيق بين الوحي والنص من جهة , والتاريخ والواقع من جهة أخرى . ويستنجد(الترابي) بقاموس من مفاهيم ,يستعملها دون تعريفها أو تحديدها إصطلاحيا . فهو يكتب عن تجديد الدين أو الفقه أو الفكر الديني , وتتداخل كلمات " تدين " , " فقه " , " فكر " و" دين " . وتستخدم في سياقات مختلفة , فهو يجد حرجا أحيانا, في الحديث عن تجدد الدين , ما يعني ضمنيا التقليل من ثباته وتعاليه . ولذلك يفضل مفهوم الفكر الإسلامي (1). ويستعجل الترابي قيام حكم إسلامي , وهنا يعني الحدود الشرعية فقط . فهو يقول بأن نحكم بالإسلام , ثم نفكر في تطوير السياسة الدينية وتجديدها , أى كأنه بالتجريب والخطأ , مما لا يصح في المجتمعات الإنسانية , وقد يصح في المعامل والمختبرات. وعلى كائنات أخرى .
    فهو يرى أن الحيل الشائعة, لتعويق إقامة النظام الإسلامي , الإعتراف بضرورة التمهيد له , بإجراء دراسة عميقة , حتى نتبين مقتضى الدين , فنطبقه حكيما غير معيب , مراعاة لخطر الدين ووقاره , وعدم إقحامه بعفوية ,وحذرا من تشويه الإسلام والتنفير عنه (2)
    يرى الترابي أن أولويات السياسة للتيار الإسلامي , أن يجاهد لتغيير النظم اللادينية . الظالمة . وهو يتبسط في أطوار الجهاد والأساليب المتخذة, في معارضته النظم القائمة . ونجد أن الحركة الإسلامية السودانية , منذ نشأتها وحتى وصولها إلى السلطة . جربت ممارسات كثيرة في العمل السياسي , قربتها من هدفها , أى الوصول إلى السلطة , ولم تكن الوسائل ذات أهمية كبيرة , من ناحية إتساقها مع الغاية , لأن الغاية السامية المتمثلة في إحياء الدين وتطبيق حكم الله , كانت تبرر الوسيلة (3) وعلى الرغم من أن الحركة الإسلامية لم تعلن , خلال الستينيات موقفا معاديا من الديموقراطية , بصورة مباشرة . إلا أن حقيقة إستراتيجية الحركة , تقوم على تحويل السودان إلى دولة إسلاموية , تحكم بقوانين الشريعة الإسلاموية , فقد قادت الحركة منذ نشأتها, معركة من أجل الدستور الإسلامي منذ 1955 (4) ورأت الحركة الاسلاموية ,في إعلان نميري القوانين الإسلاموية سبتمبر 1983 , نجاحا لإستراتيجيتها .
    وينتقد الصادق المهدي هذه القوانين : " جاءت مخالفة لكل أقوال الدعاة الإسلاميين وآرائهم . بدأت بتطبيق الحدود, ولم تسبق ذلك أية إجراءات وقائية , كما تخلت عن وسائل الإثبات الشرعية المتشددة , لذلك أكثرت من إقامة الحدود . فقد قطعت أيدي أكثر من مائة شخص . في ظرف عام واحد - جاءت مهدرة لكل الضمانات ضد العثرات والتشوهات , فلم تستند إلى الإجتهاد والشورى وتأمين الحقوق لغير المسلمين - أنها لدى الفحص الدقيق, تمثل تلاعبا خطرا بالإسلام , في كل المجالات : تصورا وتقنينا وممارسة .(5) .
    ومن مفارقات السياسة في السودان , عودة الترابي على الرغم من كل ذلك إلى الساحة السياسية . تحت إسم جديد " الجبهة الإسلامية القومية " التى دخل بها إنتخابات 1986 , محرزا بها لواحد

    (عدل بواسطة احمد ضحية on 04-01-2011, 08:24 PM)

                  

03-31-2011, 09:33 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    وخمسين مقعدا في البرلمان . ما أهلها لأن تكون القوة الثالثة , بعد الأمة والإتحادي . ومن ثم إستيلائه بهذه الجبهة على السلطة في 1989 .ويعيد التاريخ نفسه مرة أخرى بعد المفاصلة,لينتقي الترابي مرة أخرى إسما جديدا(المؤتمر الشعبي) , للحفاظ على مستقبل حزبه ,عند سقوط المؤتمر الوطني؟!
    يظل الإسلامويون مهمومون بقضية إثبات تمايزهم عن الآيديولوجيات الأخرى , لذلك يأخذون أشكالا معينة , ويحاولون إعطاءها محتوى أصيلا , أى إسلاميا ( عروبة وإسلامية دارفور - مثلا) فعلى الرغم من الإنتخابات في السودان , طالب قادة الجبهة بضرورة البيعة للرئيس المنتخب؟! . كما بايع الإسلامويون الرئيس السابق جعفر نميري , وكما بايعوا الجنرال البشير لاحقا , فور إنتخابات المؤتمر الوطني , وهو التنظيم السياسي الوحيد (6) . بطبيعتها الزئبقية هذه , نستطيع أن نفهم: لماذا فعلت الجبهة الإسلاموية ما فعلت بالسودان , ودارفور على وجه الخصوص .
    فبالنتيجة ما فعلته في دارفور , وجه آخر لذات العملة التى تداولتها في جنوب السودان . فبهذه الطبيعة الزئبقية ,كثفت الجبهة الإسلاموية من التجنيد والإستقطاب لأبناء إقليم دارفور . مستغلة في ذلك متناقضات البنى الاجتماعية , كبنى " تصوغ" وتتحكم في مجتمعات دارفور,على أساس القبلية التقليدية , التى إرتبط وجدانها الثقافي بالميثولوجيا والماورائيات , بحيث تحكم وجودها المادي الأنطولوجي,إلى حد كبير . وبتمكنها من الإستقطاب الكثيف , في أوساط المتعلمين ورموز العشائر ,إخترقت هذه المجتمعات بمشروعها ( الحضاري المزعوم ) ..
    لقد كان العربي " الأصلي " " المهاجر " الذي يبشر بالإسلام في سلطنتي الفور والفونج , رجلا من العامة , مهنته الأساسية التجارة . وما كان يبشر به لم يكن نظرية معقدة , أو فلسفة إسلامية تشريعية عالية . بل بالأحرى ضربا فلكلوريا من الإسلام ,يمكننا ملاحظته بوضوح في طبقات ود ضيف الله. و تكيف هذا الإسلام ,مع التقاليد الإجتماعية الثقافية, التي كانت قائمة .
    يلاحظ أن النمط المبكر للإسلام في السودان , الذي قدمته تلك السلطات , تميز بسمة تغييرية محدودة , وعلى العكس أثرت فيه الظروف التى إحتك بها , ونجد الدليل على ذلك في حقيقة أن ملوك الفور, قد إستوعبوا ممارسات, أحسن ما تعرف به هو أنها غير إسلامية . وعلاوة على ذلك ,تحمل حقيقة أن المجموعات الإثنية والقبلية, تحمل داخل حدود هاتين السلطنتين المبكرتين . قد كانت ضمنا مستقلة داخليا في شئونها السياسية , حتى الشريعة الإسلامية ,التي مورست في بلاطي الفونج والفور, لم تكن تتطابق والحدود السياسية لهاتين السلطنتين المبكرتين , بمعنى توفير إطار قانوني تفويضي موحد (7) .
    وبينما تمكنت الجبهة الإسلاموية ,من إحداث إختراق كبير في دارفور , على حساب القوى التقليدية الطائفية (خاصة الأمة) , مضت لإنجاز سيطرتها ,التي بدأتها منذ 1985. بسيطرة عناصرها الريعية وشبه الريعية , التي نفذت بتجربة المشاركة في إدارة جهاز الدولة ,وخبرت إمكاناته الهائلة ,ودخلت في شراكات ذكية مع رأس المال الإقليمي ( العربي- الإسلامي – ولاحقا السوداني) . أستطاعت هذه العناصر ,التي إستفادت من ضعف الحكومة البرلمانية (85 - 1989 ) ,في قطع الطريق أمام أى محاولة , لتنظيم مؤتمر دستوري , لحل أزمة البلاد , وأستولت على السلطة - بعد ذلك –

    (عدل بواسطة احمد ضحية on 04-01-2011, 08:26 PM)

                  

04-01-2011, 08:28 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    إستثمرت النخبة الإسلاموية الصاعدة للحكم , فشل الأحزاب التقليدية ,في إدارة دفة الحكم بكفاءة ومسئولية وحسم , كما قامت بتحييد وتوظيف, لا مبالاة قواعد الأحزاب تجاه قياداتها , فطرحت نفسها في صورة شعبوية , تطهيرية . كمدافعة عن هوية الوطن المهددة , وتوجهت بخطابها الشعبوي للمركز والهامش في آن (8) بصورة خاصة لحشد التأييد , وبناء قاعدة النظام الإسلاموي (9) فقد كان أعضاء الجبهة الإسلاموية يرون , جوهر الدعوة وقضية الإسلام , أكبر من الوسائط التنظيمية ووراء دائرتها , بل أولى من الهيئة الكلية لجماعتهم , ولأن الحياة لا تنفذ صور إبتلاءاتها وظروفها , يقول الترابي : " فإذا إنطبقت الجماعة في نظامها مطلقا , أوشكت أن تجمد, وتقعد به عن الإستجابة لمقتضيات الظروف المتجددة , ومن ثم لابد من قدر من المرونة والحرية , وتوازن االنظام . تتيح هامشا من المبادرات والطلاقة , لتتبلور مقترحات جديدة , في شكل التنظيم "(10)
    كانت نتيجة المرونة , التوجه نحو التوسع والتمكن من إختراق دارفور , إعتمادا على مرونة (إنتهازية ) تنظيم الحركة الاسلاموية , والإستعداد الفطري لأبناء الإقليم , على خلفية مسعى هذا التنظيم , لتحويل نفسه لتنظيم" واسع مستوعب ومتطور " . وهكذا إستخدمت الحركة الإسلاموية , خطابها الإسلاموي في الإستقطاب والتعبئة .
    هذا الحديث عن الخطاب الإسلاموي , لا يتطابق مع النص القرآني - على خلفية المرونة - أو "الإسلام " الدين في أصوله المتفق عليها . بل هو قراءة /تأويل للنص القرآني أو الدين الإسلامي , تحكمه الظروف التاريخية وتحينه . وهذا يعني أنه يقيم صلة ما بالنص القرآني , والسنة مرجعية في الإقناع . ولكن الخطاب الإسلاموي في السودان , المعاصر . محكوم بدلالات هذه التسمية . فهو إسلاموي وليس إسلاميا . بمعنى أنه قراءة لجماعة سياسية ,تسمي نفسها الجبهة الإسلامية (11) أو الحركة الإسلامية أو المؤتمر سواء كان وطنيا أو شعبيا, إلى آخره من مسميات تطلقها على نفسها بين وقت وآخر. إذ تستولى الآيديولوجيا على الدين , لدى الإسلامويين . وتوظفه كاملا وجيدا , كما تريد. وبآليات متعددة , تسخر لغته ومفاهيمه وأفكاره .
    وهنا نقف لنفرق بين الحركة الفكرية والحركة الآيديولوجية , فالأولى تنتج الأفكار , من خلال جهد المفكرين " أما الآيديولوجيا " فعلى العكس من ذلك ,تحاول تثبيت أفكارها , لتعبئة الجماهير بفاعلية. صفوة القول أن الحركة الإسلاموية في السودان , نجحت في كل ما خططت له , خاصة وراثة مواقع القوى الطائفية - نسبيا , وتمكنت من تعبئة الجماهير .
    ففي 19/ 4/ 1989 , أرادت الجبهة الإسلاموية , أن تصعد مواجهاتها مع الحكومة الديموقراطية , الثالثة , فيما يتعلق بالحسم العسكري لمشكلة الجنوب , فأستحدثت سابقة خطيرة , حبست الأنفاس هلعا وتحسبا وإستنكارا , فقد قام مؤيدوها, من كوادرها المنظمة .بتسيير مظاهرة في مدينة الثورة بأم درمان , إتجهت فورا إلى كنيسة للمسيحيين , وأضرموا النيران في داخلها وأنحائها وأحرقوها .. وفي رد فعل سريع وغاضب , تجمع المسيحيون ,وأتجهوا إلى أحد المساجد الذي إبتنته وأدارته منظمة الدعوة الإسلامية .. وأحرقوه (12) وعندما سألت صحيفة " الشرق الأوسط " في وقت لاحق (9/5/1989) علي عثمان محمد طه , عن إتهام السودانيين للجبهة , بإشعالها لحرب دينية , قال تلميذ الشيخ , أن الجبهة دعت لتلك المظاهرات , إلا أن مظاهراتها كانت منضبطة . وما علمنا إلا يومها أن الكنائس وبيوت العبادة المسيحية , تنفجر وتحترق تلقائيا , كطلمبات البنزين أو مستودعات الغاز الطبيعي , جراء تفاعلات الضغط والحرارة . هكذا بلا فاعل من بني البشر؟! (13) .
                  

04-01-2011, 08:30 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    تحاول الجبهة الإسلاموية القوموية, كتعبير صارخ وعنيف عن الإسلام السياسي المعاصر , أن تكتب أو تصوغ آيديولوجيا للإسلام في السودان . ولكن تدعي أنها تعيد صياغة تاريخ الإسلام في السودان , والفرق كبير بين الآيديولوجيا والتاريخ , فهي "أي الجبهة " تقوم بعملية حذف وتحوير , وإعاد ة تأويل لكثير من الحقائق التاريخية , كي تصل إلى أغراضها , فهي تكتب التاريخ حسب رؤية مسبقة تؤمن بها , وتتمنى أن يكون بديلا عن الواقع , فهي تدعي أن ممارستها السياسية, منذ 1989 هي تطبيق للإسلام وشرع الله , ونهج الرسول وأصحابه , وفي نفس الوقت ,ترى أن هذا الوضع الذي يتسم بضيق الأفق, هو إمتداد لتاريخ الدولة الإسلامية السودانية ( مثل الفور - الفونج أو المهدية) (14) ومن هنا جاء مشروعها الحضاري مفتقرا للعقلانية , ومعبرا عن واقع افتراضي لا وجود له ,إلا في ذهن الترابي شخصيا وتلامذته (15)
    ولذلك إصطدم هذا المشروع, الذي يعج بالمتناقضات , بالواقع العملى . وعبر سقوطه لدي تطبيقاته العملية , عن حالة كارثية لكل السودان,وفصل للجنوب عن الشمال . ووضع مأساوى في دارفور بصفة خاصة , فقد هيأت الأخطاء المتراكمة , للنظم المتعاقبة , تجاه دارفور . لهذا الوضع الكارثي , الذي يتهدد الإنسان ويمزق أرضه وعرضه.
    وما تحمله الشبكة الدولية للمعلومات. من وقائع موثقة عن دارفور-خصوصا موقع آيرين – الأمم المتحدة- , إثر زيارات ميدانية , للمنظمات الدولية لهو مخيف جدا !. ففي 18/6/2004, وبعد أن بلغ التطهير العرقي , الذي تمارسه مليشيات الحكومة, وقواتها جنبا إلى جنب, مع الجنجويد .هددت دولة تشاد بالتخلي عن لعب دور الوسيط , بين الحكومة السودانية و " العصابات المسلحة " , كما أفادت آيرين-موقع الأمم المتحدة".إذ أن هذا الصراع تخطى الحدود السودانية , وأخذ يلقي بظلاله على الجوار - خاصة الحدود الشرقية لتشاد - وأكد احمد علامي , مستشار الرئيس إدريس ديبي الشخصي , بعد لعبه دور الوسيط في المشكل السوداني , قائلا :أن الجنجويد يقاتلون جنبا إلى جنب مع القوات الحكومية السودانية . وقد حاولا تجنيد القبائل التشادية العربية في قواتهم . مما ستسفر عنه حرب إثنية بين المجموعات غير العربية, والمجموعات العربية الإقليمية الأخرى , وإذا لم يتم حسم الجنجويد , فإن نشاطهم ,سيكون بمثابة إحياء لحركة مشابهة في تشاد, توقفت عن محاربة الحكومة التشادية , فهذه الحركة تشابه الجنجويد وتشترك معها في الفوضى .
    وأكد علامي أن السياسات , التي أنتهجتها حكومة السودان , تسببت في هذا الوضع .. وقال الدبلوماسيون أن إستمرار الصراع على المدى الطويل . سيسفر عن كارثة لا يمكن لتشاد أن تنفصل عنها , سيما وأن التركيبة الإثنية , في دارفور هي نفسها, في المناطق الحدودية التشادية , وقدرت الوكالة الدولية للاجئين وقتها أن 200,000 لاجيء من دارفور عبروا الحدود نحو تشاد , بعد أن قامت القوات الحكومية بمساعدة الجنجويد, بمهاجمة قراهم وتدميرها , كما قدرت أن أكثر من مليون شخص, قد أجبروا على النزوح عن ديارهم ,خلال 16 شهرا من الصراع المسلح .
    وحسب "آيرين" أن كثيرا من التشاديين العرب المناوئين , والمعارضين للحكومة التشادية ,على إتصال بالجنجويد , وقد سافروا إلى السودان ,بشكل متكرر , وأن أحد قادتهم ,يعمل قائدا لإحدى فرق الجنجويد . كما أن – من الجانب الآخر- عدد من المناوئين الزغاوة , من بينهم أسرة ديبي نفسه ,يشعرون أن تشاد يجب أن تفعل شيئا , لدعم أنسبائهم في الطرف الآخر من الحدود السودانية , والذين يحملون السلاح ضد الحكومة السودانية (16)
                  

04-01-2011, 08:31 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    كشفت – حينها - هذه المعلومات, عن خطورة الوضع الإنساني في دارفور ,على الجانب الآخر من حدود السودان مع تشاد , كما أشر إلى إندلاع وشيك لحرب إقليمية ,تضاعف من حجم المأساة الإنسانية في هذا الجزء من العالم . وبينما يحدث كل ذلك ظلت حكومة الجلابة في الخرطوم, تساهم في المزيد من الكوارث الإنسانية, دون أن يطرف لها جفن! , من بشاعة هذا الصرا ع الدموي؟!! , الذي تخوضه صفا إلى صف الجنجويد . كما أنها وقفت تتفرج ,على قرى المساليت والفور وهي تتعرض للحرق , ويتعرض سكانها إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية, بل وخطر الإبادة الجماعية منذ 1995,التهمة التي سيلاحق بها أوكامبو البشير لاحقا.
    لقد مثل حل الإدارة الأهلية في دارفور على عهد نميري (1971) علامة فارقة في تاريخ إستقرار دارفور, منذ ضمها الإنجليز, إلى جغرافيا السودان , فقد ترتب علي هذا القرار العشوائي , للسيد نميري , وضع الأساس ,لتمزيق المجتمع والأرض . لعدم كفاءة الضباط الإداريين , ولكونهم غرباء عن هذا المجتمع . بعيدين عن روحه . ما راكم المشكلات والأزمات , وجعل القضايا المصيرية , في مثل هذه المجتمعات المشحونة بالتوتر معلقة . لتصبح الجرائم مختلفة ,عما أعتادت عليه هذه المجتمعات ( نقلة نوعية مكررة في الجريمة) تضيق بها أضابير المحاكم , من تراكمها وتعقيداتها , إلى أن تفجر الوضع تماما , بتراكم مزيد من الأخطاء , بما يشبه التلاعب بحياة الناس . والإستهانة بكرامتهم الإنسانية وثقافتهم وأرضهم . وهو سلوك جلابي مزمن , لا يزال البشير يعبر عنه حتى في لقاء الدوحة الآخير بالجالية السودانية, إذ قال سيادته بكل صلف وغرور:" أن الإستراتيجية في دارفور, تستند على القضاء على فلول الحركات المسلحة أولا, ثم جمع السلاح (...) وجمع السلاح العامل الفيصل لخلق الإستقرار في دارفور.وقال في شأن المفاوضات الجارية في الدوحة بين حركات دارفور المسلحة ووفد الحكومة السودانية :" هدف المفاوضات الوصول لوثيقة معترف بها دوليا (...) ولتعتمد كوثيقة نهائية نافذة لن يكون بعدها تفاوض".
    وقال البشير :أن ليبيا مخزن سلاح كبير ,بها أكثر من أسلحة الإتحاد السوفيتي سابقا , مجددا قوله أن الجماعات المسلحة في دارفور تشارك بالقتال ,الى جنب كتائب القذافي في حربها ضد المتمردين في ليبيا. وقال :"إخواننا الموجودون في ليبيا من حركات دارفور كلهم سلحوهم وصاروا معهم وبعض منهم أسر وعملوا مشكلة للسودانيين"(*) ..
    أقل ما يمكن أن توصف به مثل هذه التصريحات أنها ليست فقط لا تحترم عقول الناس , بل أنها أيضا لا تليق برئيس يهدد شعبه بتطبيق الشريعة الإسلامية كأنهم ليسوا مسلمين؟ , ويجعل من الدين كرت ضغط وورقة مناورة ضد الأحزاب السياسية؟!
    لماذ تتفاوض مع مجموعات أنت أساسا – إستراتيجيا- تريد القضاء على ما تسميه فلولها؟ ولماذا لم تبذل أي مجهود لجمع سلاح القبائل العربية التي لديها تاريخ طويل منذ 1987 في حرق القرى والفرقان وإشاعة الفوضى؟كما أنك لن تتمكن من التوصل مع هذه الحركات, إلى إتفاق نهائي مالم تعتمد الحلول السياسية, وليست الأمنية والعسكرية بالقضاء عليها, كما أنك لو كنت جادا للوصول لإتفاقات من هذا النوع ,لن تستبق المفاوضات بإصدار مرسوم حول الوضع الإداري للإقليم(فهذا يعني ببساطة نسف المفاوضات قبل أن تبدأ) ,وتسافر بعد إصدار مثل هذا المرسوم متخفيا بطائرة قطرية(أرسلت لك خصيصا ,بعد أن تم أخذ ضمانات من المجتمع الدولي بعدم قرصنتها,لأن أي طائرة سودانية ستتم قرصنتها) إلى الدوحة, خوفا من القرصنة الدولية والمثول بين يدي أوكامبو؟ ما هذا العبث؟!
                  

04-01-2011, 08:33 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    في الواقع البشير يؤكد للمجتمع الدولي بمثل هذه التصريحات, التي أعتاد عليها الجميع ,أنه غير جاد في التفاوض لحل مشكلة السكان المدنيين في دارفور,فهي تصريحات لا تقل خطورة عن تصريحات القذافي الذي جعل من ليبيا "جمرة تحترق"؟وصحيح أن ليبيا مخزن سلاح كبير من الممكن أن يتسرب إلى حركات دارفور ,وهذا أدعى لضبط التصريحات , فلا بديل للحلول السياسية وإن طال زمن الحرب .. لكن من أين جاء البشير بكل هذا الصلف والغرور؟.. من المشروع الحضاري للترابي نفسه, لقد تشكل نظام تفكيره بأفكار أستاذه الذي تمرد عليه,وأصبح "كالحوار الذي غلب شيخه",الفرق بينه وبين شيخه فرق لغة وتعبير وليس إختلاف في نظام التفكير!..
    فالسياسات المنظمة للجبهة الإسلاموية . التي تمظهرت في المشروع الحضاري ,سيء السمعة . تعارضت تماما مع المبدأ العام . الذي على سبيل مجموعة من الخيارات , متاحة للتعاطي مع الواقعة الأساسية للتعددية . مثل أنواع مختلفة من الفدرالية , أو الحكومات التي تحمي الأقليات , وقد ينتقي نظام دستوري معين , أيا من الخيارات ,التي تعتبر الأفضل لطبيعة وظروف التعددية, للبلد المعني . وسوف يكون هذا شرعيا ومتمشيا مع الدستورية , كمعيار للديموقراطية ,للدرجة التي يصبح فيها الخيار المنتقى ,مواتيا لتحقيق الوظيفة السياسية للدستور .
    ومن الضروري هنا أن تتاح فرص متساوية لكافة المواطنين , الذين يرغبون في نقض أو تغيير أي جانب من نظرية ممارسة الخيارالمنتقى (17) تناقضت الجبهة الاسلاموية ,إذن مع هذا المبدأ العام لعدم شرعيتها .كمجموعة سياسية " جاءت بإنقلاب عسكري ,على نظام ديموقراطي منتخب, أيا كانت عيوبه أو رأينا فيه " . كما أنها , تتناقض في منطلقاتها كتنظيم , مع مفهوم الحزب السياسي,إذ " قامت على أساس ديني - لاحقا تحولت إلي العرقي أيضا " . في واقع متعدد ومتباين مثل السودان .
    ولذلك كان من الطبيعي جدا , أن تؤول الأمور في السودان ودارفور بصفة خاصة , إلى ما آلت إليه . خاصة أن دارفور مهيأة لهذا الوضع الكارثي , الذي نشهده الآن , منذ أن عرف أبنائها الهجرة إلى ليبيا , وتمكنوا من شراء السلاح الآلي , من مدخرات إغترابهم ,حتى أصبحوا حركات مسلحة ضمن التوازنات العامة, في المشهد السياسي لسودان المليشيات والحركات, هذا فضلا عن الصراعات المسلحة المستمرة, بين القبائل ,التي لا تهدأ إلا لتنطلق مرة أخرى . مضافا إليها الجريمة , التي ترتكب بواسطة السلاح . والبعد الخارجي في الصراع " ليبيا - تشاد " . وكذلك دور السودان في الصراعات المتعلقة بالجوار , في فترات مختلفة . " تشاد - ليبيا - أفريقيا الوسطى " . فإنتشار السلاح في الإقليم, زاد من الشحن والتوتر, بين المجموعات المختلفة , ما أسهم في تغيير طبيعة الصراع لاحقا .فتحولت الصراعات من نهب مسلح " كما كانت الحكومة تطلق عليه " إلى صراع قبلي ,أشعلت نيرانه وأذكته الحكومة ذاتها ,قبل المفاصلة وبعدها.
    هكذا وجدت الجبهة الإسلاموية المسرح معدا . لتلعب دورها فيه . ففي أبريل 1989م وفيما كانت الحكومة مشغوله بسقوط "الجكو"(18) والمعارك مع الحركة الشعبيه, التي إنتقل مسرحها إلي جنوب كردفان ,عند منطقة "أم سرديف" التي تبعد 110 كيلومترات من كادوقلي, كانت تشاد تلتهب إلتهاب ليبيا الآن!,ففي 1989/1/4م أحبطت حكومة حسين حبري إنقلابا عسكريا,عبر الإنقلابيون الحدود إلي السودان, فأرسلت الحكومة الشرعية ,وفدا إلي الخرطوم ,لمقابلة رئيس الوزراء الصادق المهدي,بغرض تسليمه رسالة خطية من الرئيس حسين حبري. وصل الوفد التشادي إلي الخرطوم,
                  

04-01-2011, 08:34 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    وظل نزيلا بالفندق الذي حل به ,دون أن يتمكن من مقابلة السيد الصادق المهدي؟! ومن إنجمينا كانت خطوط الهاتف مشغولة ,تطالب الوفد ببذل مزيد من الجهد, لإتمام تلك المقابله!..
    كانت تشاد تريد من السودان أن يسلمها قادة الإنقلاب لهذا السبب. فضلا عن الضغوطات الليبية الشديدة, والتي بلغت حد لي الزراع ,وفقا لنظرية "زنقة زنقة" ولذلك قررت الحكومة السودانية تجاهل الوفد الزائر(19)كما أشارت.- UN IRIN ويكشف هذا, مقروءا مع ما أوردته آيرين مدي تعقيد العلاقات السودانية/التشاديه...
    فالبلدان ظلا غير مستقران يعانيان من الحروبات الداخلية,والصراعات المسلحة, والإنقلابات العسكرية,إذا أضفنا إلى ذلك وجود قبائل مشتركة, هي طرف في الصراع الذي يدور اليوم في دارفور.
    إذن يمكننا إستقراء,أن الوضع في دارفور ,ما لم يتم تداركه ,فهو ليس مقبلا علي كارثة إنسانية جديدة , تتخطي حدود دارفور إلى داخل تشاد فحسب ,بل وربما في عصر الثورات الراهنة ,تشمل أفريقيا الوسطي ,مثلما أطاحت بنظام قذافي في ليبيا.وليس هذا فحسب, بل قد تفضي إلى إنفصال دارفور مستقبلا, خصوصا بعد أن تأكد إنفصال الجنوب.
    وعلي الرغم من المعرفة التامة, لكل الحكومات السودانية,وإدراكها لتعقيدات العلاقة مع تشاد,المتاخمه لإقليم دارفور المأزوم,بدلا من أن تععمل علي إستقرار الأمن ,فعلت العكس,فالمعارضة الشمالية في عهد نميري,سربت السلاح إلى دارفور(سلاح ليبي), وتحركت بجزء منه لإسقاط نظام نميري في الخرطوم ,وأبقت الجزء الآخر منه في دارفور(20) ليستخدم لاحقا في الصراع المسلح ,في هذا الإقليم المنهك تنمويا..
    تضافر هذه العوامل العديدة ,وتراكمها عبر فترات مختلفه ,أسهم في إرتكاب مزيد من الأخطاء,ومراكمتها لتصبح اللغة المتداولة, في الصراعات المحلية بدارفور, هي لغة السلاح, وتصبح دارفور بذلك مهيأة لأي حرب كبري طاحنة ,سواء كان بينها وبين قبائلها, أو بينها وبين المركز(21) في حالة تمكن الحركات المسلحة من توحيد كافة المجموعات الإثنية(العرب وغير العرب , بإعتبارهم كتلة تاريخية واحدة, وفقا لقانون المساكنة والمصالح المشتركة وتعبئتهم ضد المركز,ففي الواقع مصالحهم وعلاقات الدم ليست بينهم وبين المركز , بل هي بينهم وبين أهلهم الدارفوريين سواء كانوا عربا أم أفارقة), في هذه الحالة ستتحول مثل تصريحات البشير مؤخرا في الدوحة ,إلى فلكلور سياسي جلابي عتيق!..
    خصوصا وأن الجبهة الاسلاموية ظلت تلعب على وتر القبائل العربية ,وتحشيدها ضد غير العرب ,صارفة إنتباههم عن حقيقة وضعهم ووجودهم الإجتماعي في هذا الجزء من العالم المسمى دارفور,بما ظل (يصب الزيت في النار) خصوصا ,بتأسيسها في جهاز الأمن العام ,لما يسمي بقسم (أمن القبائل) ,الذي عمل علي تفتيت القبائل غير العربية,كما فعل الصادق المهدي من قبل, ومنحها أراضي القبائل غير العربية, وفقا لما أشارت به الدراسات الخاصة بقسم أمن القبائل.
    ويبدو أن الإسلامويون كانوا يخططون ,منذ وقت مبكر. لكي يكون السودان حقلا لتجاربهم السياسية ,ذات المسوح الديني. يقول الترابي:- من حسن حظنا في السودان, أننا في بلد ضعيف التأريخ ,ضعيف الثقافة الإسلامية الموروثة, وقد تبدو تلك لأول وهلة نغمة ,ولعلها نعمة. إذ لا تقوم
                  

04-01-2011, 08:34 PM

متوكل بحر
<aمتوكل بحر
تاريخ التسجيل: 10-01-2003
مجموع المشاركات: 1263

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    نتابع معك واصل
                  

04-01-2011, 08:36 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: متوكل بحر)

    مقاومة شرسة لتقدم الإسلام المتجدد,ذلك في مرحلة الإنتقال(22) ويبدو أن مرحلة الإنتقال التي يقول بها الترابي , هي مرحلة " أزمة النظام الإجتماعي ", التي قال بها الراديكاليون الماركسيون من قبل , في طبعة مختلفة,فالنقائض يبرر وجود أحدها الآخر!.
    نواصل
    (1) دكتور حيدر إبراهيم علي . أزمة الإسلام السياسي . (الجبهة الإسلامية نموذجا). ص : 289 .
    (2) السابق . ص : 299 .
    (3)نفسه . ص : 301 .
    ( 4) نفسه . ص : 202 .
    ( 5) نفسه . ص : 203.
    - بالإضافة إلى عبد الله علي إبراهيم .في الإرهاق الخلاق . ص : 34 . إذ يقول : " تحتاج الجبهة الإسلامية القومية بدورها أن تعترف للآخرين , بعد أن إعترفت لنفسها في مواقع مختلفة , أن قوانين سبتمبر 1983 هي مجرد إقتراح قوانين مستمدة من الشريعة الإسلامية , وليست الكلمة النهائية , لما يمكن أن تكون عليه صورة الشريعة الإسلامية في الدولة السودانية . ولذا صح إعتبار معارضي تلك القوانين من بين المسلمين وغير المسلمين في السودان , أناسا ذوي آراء مختلفة , ليست بالضرورة ضالة أو ملحدة .
    (6) السابق . ص : 301 .
    (7) د/ شريف حرير - تيرجي تفيدت . السودان النهضة أو الإنهيار . ترجمة . مبارك علي . مجدي النعيم . مركز الدراسات السودانية . القاهرة. مرجع سابق . ص : 29 - 19 .
    - التعد الإثني والديموقراطية في السودان . مرجع سابق ص : 25 : يصنف دكتور عطا البطحاني , المجموعات العرقية في السودان بتقسيمها إلى ثلاثة مجموعات إثنية مجموعة:
    8) السابق : تمثل جماعات الوسط النيلي . الممتدة من الجزيرة حتى الشمالية . والممثل التقليدي للثقافة العربيةالإسلامية المهيمنة على باقي المجموعات الإثنية . والمحتكرة لرموز وفعاليات كتلة القوى المسيطرة منذ الاستقلال .
    (9) تمثل الجماعات الإثنية من غرب وشرق السودان .
    (10) فتمثل الجماعات الإثنية في الجنوب .. نلاحظ أن الحدود الفاصلة بين هذه المجموعات , هي حدود غير واضحة , وأن هناك تداخلا واضحا بين هذه المجموعات: مثلا تشترك (أ) و(ب) في عاملي اللغة والدين وتلتقي المجموعة (ب) مع المجموعة (ج) في التهميش السياسي والتخلف الإقتصادي . كما تعاني المجموعتان من هيمنة المركز في (أ) .
    (11) دكتور حيدر ابراهيم علي . أزمة الإسلام السياسي " الجبهة الإسلامية القومية - نموزجا. الطبعة الأولى .القاهرة.1991ص: 27 .
    (12) السابق. ص : 134 .
    (13) نفسه . ص : 144 .
    (14) عبد الرحمن الأمين . ساعة الصفر " مذبحة ديموقراطية السودان الثالثة " . أجندة واشنطن . ص : 187 .
    (15) السابق . ص : 88 .
    (16) حيدر ابراهيم علي . السابق . ص : 38 .
    (17) راجع : نشرة مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان " سواسية " العدد (53- 54) حول تجديد الخطاب الديني . ديسمبر 2003.
    (18) irinnews.orgLreport.asp?report id=41756&select region =west_ africa.)
    -الديموقراطية في السودان :البعد التاريخي والوضع الراهن وافاق المستقبل . " أبحاث ندوة تقييم التجارب الديموقراطية في السودان " القاهرة 6 - 4 يوليو 1993 . تحرير حيدر ابراهيم علي . مركز الدراسات السودانية . القاهرة 1993 ص : 238 .
    (19) عبد الرحمن الأمين . مرجع سابق . ص : 85 .
    (20) الديموقراطية وحقوق الإنسان في السودان . إلتزامات القوى السياسية والنقابية والعسكرية السودانية . تحرير : دكتور محجوب التيجاني . القاهرة 1997 . المنظمة السودانية لحقوق الإنسان . ص : 135 .
    (21) السابق . ص : 57 .
    (22) دكتور حيدر إبراهيم علي . أزمة الإسلام السياسي . مرجع سابق . ص : 192.
    (*)المصدر : لقاء البشير في الدوحة بأعضاء الجالية السودانية والذي نشرته سودانيل على هذا الرابطhttp://www.sudaneseonline.com/index.php?option=com_content&vi...9-17-16-29&Itemid=60

    نواصل
                  

04-02-2011, 00:05 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: متوكل بحر)

    Quote: نتابع معك واصل

    شكرا جميلا ولقدام
    لسه الحلقات كثيرة
    لحدي هسه ما وصلنا أبوجا أو لقاء الدوحة
                  

04-02-2011, 03:51 AM

متوكل بحر
<aمتوكل بحر
تاريخ التسجيل: 10-01-2003
مجموع المشاركات: 1263

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    ننتظر حتى تكتمل كل الدراسة للتعليق
                  

04-05-2011, 05:34 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: متوكل بحر)

    Quote: الصديق متوكل تحية طيبة
    شغلتني(كهامل) ظروف صعبة ومعقدة عن الإستمرار في الكتابة .. لكنني سأبدأ بعد أن إنقشع ما أزعجني , فيما تبقى من حلقات .. شكرا جميلا لك
                  

04-05-2011, 09:09 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    (*)
                  

04-06-2011, 04:24 AM

متوكل بحر
<aمتوكل بحر
تاريخ التسجيل: 10-01-2003
مجموع المشاركات: 1263

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    اوع افتر قلمك

    نحن نشهد ميلاد دراسة متميزه

    لك الود
                  

04-08-2011, 11:33 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: متوكل بحر)

    Quote: اوع افتر قلمك

    نحن نشهد ميلاد دراسة متميزه

    لك الود

    تحياتي كولا
    وشكرا ليك كتير. والله تعبت منها. لكن قربت ما فضل فيها كتير غير تحليل الوثائق المتعلقة بكل المفاوضات التي جرت مرورا بأبوجاوصولا لمفاوضات الدوحة الأخيرة, ودي فعلا محتاجة لصبر ,ومقويات.
    مودتي
                  

04-08-2011, 11:34 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد لمعالجة شاملة (7)
    أحمد ضحية
    الصراع المسلح والوضع الإنساني في دارفور...
    توصل دكتور حيدر إبراهيم في سياق إحالاتنا إليه في المقال السابق ,إلى فكرة مهمة تسود الجبهة الإسلاموية وهي فكرة إستراتيجية , مضادة للديموقراطية . فمن خصائص المجتمعات الشمولية , وبالذات النظرية النازية في ألمانيا .والفاشية في إيطاليا , والستالينية في الإتحاد السوفياتي إبان مجده , رسوخ فكرة المجتمع / الأمة .
    وفي السودان نجد هذه الفكرة في تصور الجبهة الإسلاموية , لنفسها بأنها تمثل الجماعة الأمة أو المجتمع الأمة (1) قد غزّت الفكرة الإستراتيجية للجبهة الإسلامية " كونها مضادة للديموقراطية " , السلوك السياسي لها ,خلال تجربتها طيلة السنوات الماضية . ويبدو ذلك واضحا ,في محاولتها إلغاء الإثنيات السودانية قسرا . " جبال النوبة - المجموعات غير العربية في دارفور - الجنوب وجنوب النيل الأزرق- وشرق السودان " . بواسطة آليات العنف والقوة القاهرة . ما جعل الأمور تؤول إلى ما آلت اليه!.
    وهنا ينبغي لنا أن نتوقف قليلا عند مصطلح "الإثنية" ,حسب عبد العزيز الصاوي في "حوارات الهوية والأزمة الوطنية",أو كما أشرنا إليه فيما تقدم من فصول . فعلى الرغم من شيوعه , فيما طرح من كتابات سودانية . إلا أننا نجد أنه قد أهمل تعريفه , أو بدى تعريفه غامضا , ما بين العرق والثقافة / الدين . ولكن الثابت أنه ليس له مقابل عربي , في حدود علمنا . وقد ترجم في إستثناء نادر تماما إلى(كلمة قوم ) ,لأن هناك إجماعا على صعوبة تعريفه . حتى في المصادر العلمية الأجنبية , التي صاغته أصلا . فما قاله عالم الإجتماع والسياسة الإيطالي المعروف باريتو (1848 - 1903 ) من أن المصطلح " إثني " واحد من أكثر المصطلحات غموضا في علم الإجتماع .
    ومع ذلك , نحيل هنا بشكل أساسي , لما ورد في الموسوعة البريطانية , حول كلمة مجموعة إثنية ethnic group وهي جماعة أو مجموعة من السكان , تتميز عن المجتمع الأكبر , وتربط بينها وبين أفرادها, روابط مشتركة من العرق واللغة القومية / الوطنية nationality. أو الثقافة . ونلاحظ أن مثل هذا التعريف للجماعة الإثنية , لا ينطبق تماما حتى على مستوى الشمال في السودان .كوحدة إجتماعية واحدة .فوحدة الأصل العائلي مفتقدة هنا . إلى جانب أن لبعض المجموعات لغة أخرى غير العربية ,ربما يتحدثون العربية إلى جانبها ,أو ليس لديهم معرفة كافية بالعربية.لذلك لا يتحدثون سوى لغتهم ,والتي هي اللغة التي تميزهم كإثنيات .
    وهكذا لايمثل ما درجنا على تسميته ب:"الشمال مجموعة إثنية واحدة - عرب" , وإن أسهم الدين الإسلامي فى تقليل الفروق الثقافية في الشمال - أعني هنا الشمال المعنوي" المركز " - وينطبق ذات الوضع على بقية أجزاء السودان (2) وربما - فضلا عن طبيعة الإسلام - ذلك هو ما دفع الجبهة الإسلاموية , أن تكون هي المجتمع أو الأمة .
    ولإصطدام مشروع الجبهة الإسلاموية ,بخصوصية وذاتية الإثنيات , قررت سحق هذه الإثنيات وإبادتها عرقيا,بعد أن فشلت في تعريب بعضها,وأسلمة بعضها الآخر,فهي لا ترضى إلا بالتعريب
                  

04-08-2011, 11:36 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    والأسلمة معا ,بسبب إلتباس الهوية/الدين ,الذي تحدثنا عنه فيما سبق من مقالات,وذلك للتخلص نهائيا من متناقضات مشروعها بهذا الخصوص .
    لذلك لم يكن غريبا إبتدارها لحروب إبادة في : الجنوب,جبال النوبة,جنوب النيل الأزرق ودارفور , كما أنها إستهلت مشاريع إبادتها للإثنيات , بداية بأثننة السياسة نفسها, بمعنى تكريس الإثنية , حتى تلعب هذه الإثنية دورها الإقصائي والتدميري تجاه الآخر, الذي لا ينتمي لذات هذه الإثنية . فانشأت الجبهة الإسلاموية, في سبيل إنجاز هذا المشروع قسما أمنيا ( أمن القبائل ) مهمته الأساسية تتمثل في التلاعب بمتناقضات الإثنيات , لتكون الحصيلة في النتيجة النهائية: سحق العنصر غير العربي, في السودان ,خصوصا بعد أن تأكد لها ,فشل مشروعها للأسلمة والتعريب القسريين.
    كذلك أنتجت محاولات الجبهة الإسلاموية , لإستيعاب الإثنيات المختلفة , ردود فعل حادة ضد هذا الإتجاه الإستيعابي, الذي يعمل على تذويب الفوارق - يلاحظ أن الجبهة قالت بذلك , على المستوى النظري , فهي عمليا تبنت إتجاه الدمج والإستيعاب القسريين, أو الإبادة على نحو ما ذكرنا, بتكريس الإثنية وأثننة السياسة . على خلفية التوجه العنصري التعريبي الإسلاموي ,الذي ينطوى عليه المشروع الحضاري,والذي طال حتى : تغيير أسماء الشوارع والشركات ,والمدارس ,إلى أسماء عربية إسلامية,بل طال كل مظاهر الحياة العامة, حتى محلات المرطبات, بل وتغيير الأسماء غير العربية لأعضاءها من غير العرب,هذا المشروع التلفيقي هو نفسه ,كان من أبرز عوامل إنقسام تنظيم الجبهة الإسلاموية .
    وهذا لا يعني أن هذه المجموعات الإثنية ( خاصة في دارفور ) أفاقت للمرة الأولي بعد 1989 , على حقيقة ما تستبطنه لها قوى المركز, التي تعبر من خلال الجبهة الإسلاموية ,عن أقصى حدود توجهاتها المستبطنة وغير المعلنة, وأشواقها وتطلعاتها في التعريب والأسلمة لكامل تنوع السودان ,إنطلاقا من فكرة البوتقة وإعادة الإنتاج للناس والتاريخ والهوية وكل شيء! بمعنى شيء أشبه ب"فرن سنار"! (3).
    إذن عبرت الجبهة الإسلاموية القوموية ,عن منتهي فكرتها في الوطن والمجتمع الأمة,وهي الفكرة ذاتها التي تنطوي عليها الطائفية وقوى الإسلام السياسي الأخرى, لكنها ظلت حبيسة هذه القوى إلى أن أفرجت عنها الجبهة الإسلامية بفجاجة. ففي واقع الأمر تمثل الجبهة الإسلاموية أقصى وعي هذه القوى "بذاتها" في السودان .
    لعشرات السنين ظلت فكرة الخلاف السلالي " القبلي" والإثني , هي الفكرة السائدة في معظم , محاولات تفسير إندلاع النزاعات الدموية في العالم . ومن خلال ربط التنوع العشائري , والثقافي الكبير , في السودان بثقافة المنافسة, التي فرضتها البيئة القاسية , وضيق الفرص المتاحة للإستفادة من الثروات الطبيعية والثقافية , أعتبرت النزاعات الإثنية موضوعا مسلما به .حسب وجهة النظر الأولى هذه , فإن النزاع الإثني هو جزء لا يتجزأ, من الإرث التاريخي, الذي حملته الدولة الحديثة معها , كتأريخ ومؤشر لإتجاهات المحافظة الثقافية والنظرة التقليدية , التي يفترض سيادتها في المجتمعات العشائرية (4) .
    من سمات الإثنية الشعور بالإنتماء المشترك , الذي يتمثل عادة في التاريخ المشترك ,لأعضاء المجموعة - التفرد الثقافي الذي يتمثل في اللغة والدين , الخ .. كذلك الجانب العرقي , أى الإنتماء لأصول عرقية مشتركة إلى جانب الإقليم أو الجهة , حيث تتركز المجموعة الإثنية المعنية داخل
                  

04-08-2011, 11:37 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    وحدة سياسية أكبر (5) ولعدم تفهم الجبهة الإسلاموية لهذه الحقائق , للتعامل معها بموضوعية.مارست نزوعا عنصريا داخل تنظيمها ,ترتبت عليه حركة داؤود بولاد في 1991 , خاصة أن تسليح "سوار الدهب للقبائل العربية " قوات المراحيل ", وتكوين الجبهة الإسلاموية لقوات الدفاع الشعبي "أسندت ذلك لسوار الدهب أيضا ", أسهم كل ذلك إلى جانب ما أشرنا إليه ,في أن تمضي الأمور يوما بعد يوم, إلى تدهور مريع:حيث تم إحراق مئات القرى , وقتل آلاف المواطنين . وتوقعت الأمم المتحدة وقتها(2003), أن يموت مليون مواطن خلال العام 2004, إذا لم يتم تدارك الأوضاع المأساوية في دارفور ..
    هذه السياسات المدمرة كانت قد إستوت منذ 1983 , لتكشف بسفور عن فداحتها في 1987 في مذبحة الضعين . والمذابح التي تمت في إقليم وادي صالح غرب دارفور ,"من قبل القبائل العربية ضد الفور" , ما حفز المجموعات غير العربية للدفاع عن نفسها , فأنتظم الفور في قراهم وكونوا "شباب الفزع " , بعد ذلك حدثت عدة معارك بين الفور والعرب , راح ضحيتها الكثيرون . هذا في الوقت الذي كان فيه للحزب الحاكم 34 نائبا من دارفور , من العرب وغير العرب(على غرار الترميز التضليلي- تمومة جرتق) . حيث كانوا أكثر من نصف نواب حزب الأمة في البرلمان , إذ لم يكن لهؤلاء النواب, الذين جيء بهم إلى البرلمان كتمومة عدد,أي صوت إزاء ما يحدث لأهلهم وإقليمهم . كما أن حزب الأمة, أطلق يد القوات الليبية في دارفور, لمطاردة القوات التشادية , والضغط على الحكومة التشادية لتغييرها من دارفور .
    وحيال ذلك سير أبناء دارفور ضد الوجود الأجنبي الليبي – التشادي, وضد ممارسات حزب الأمة , مسيرة إحتجاجية بالعاصمة القومية . وبذل حزب الأمة مجهودا جبارا, لإجهاض هذه المسيرة السلمية . على الجانب الآخر شجعت هذه الممارسات القبائل العربية ,للإعلان عن "تنظيم التجمع العربي" بأهدافه الإحتلالية الإستيطانية . التي أسفرت عن وجهها بعد ذلك بوضوح .. إذ طمح تجمع القبائل العربية ,لإزالة القبائل غير العربية وإحلال القبائل العربية محلها . يتجلى هذا الآن, وبعد كل هذه السنوات بوضوح في : الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري في دارفور,للقبائل غير العربية . .
    وهنا تجدر الإشارة إلى أن تنظيم تجمع القبائل العربية ,كان قد أوفد بعض قياداته إلى الخرطوم ,حيث التقوا بالسيد الصادق المهدي رئيس الوزراء حينها ,كما إلتقوا برؤساء التنظيمات الأخرى.وبهذا وضع الأساس لتتبلور تنظيمات عربية عنصرية مثل ( قريش -1) و ( قريش - 2 ) ,إلخ ..على عهد الإنقاذ . وهذان التنظيمان يعتبران تنظيمان غامضان , أعلنا عن نفسيهما في منتصف تسعينيات القرن الماضي , عبر بيانات وصلت إلى الجامعات السودانية , بالتزامن مع الحديث المتنامي عن " دولة البقارة الكبري " و " دولة الزغاوة الكبرى " . اللتان تعكسان مدى أطماع العرب والتشاديين في دارفور .
    لقد تميز المجتمع السياسي في دارفور, بالإنقسامات الإنشقاقية, بسبب الإختلافات القبلية واللغوية والثقافية والإقتصادية والإقليمية . ومع ذلك فقد وفر المجتمع المشترك , الذي أتاحته وحدة الدين والسلطة الدنيوية , ممثلة في الأسرة المالكة " الكيرا " التي إدعت القربى من الرسول (ص) بسبب المنحدر العربي , والنسب مع المجموعات المحلية , المستقلة من خلال إستقطاب الزوجات للأسر الحاكمة , كأمهات لملوك المستقبل , مجتمعا مشتركا , كان الحفاظ عليه واجبا مقدسا .تمليه القرابة وقبولا بإرادة الله !(6) .
                  

04-08-2011, 11:38 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    بزوال السلطنة ووقوع دارفور , في "ظل" السلطة الشمالية, بعد ذلك إبتداء من 1956 , أخذ ثمة فراغ عريض, يسهم بشكل أو آخر في تهديد الأمن والتعايش السلمي . ومنذ الحرب بين بني هلبا والرزيقات في 1979, بات واضحا أن هذه الحرب ,مقدمة لحروب دموية , سيشهدها الإقليم على مستويات مختلفة , وبالفعل خاض التعايشة حربا ضروسا ضد السلامات في 1980 , وأندلعت حروب وصراعات بني هلبا والرزيقات في 1982 . والقمر والفلاتا في 1987 . وقبيلة الشرتاي أحمداي والبديات في 1989 . والفور والعرب في 1989 والزغاوة والقمر في 1990 والزغاوة والمعاليا في 1991 والزغاوة والمراريت في 1991 والزغاوة وبني حسين 1991 والزغاوة والبرقو في 1991 , والفور والترجم في 1991(7).والعديد من الحروبات العربية – العربية (و) العربية-غير العربية(و) غير العربية – غير العربية!.إلى أن توحدت إرادة العرب في حلف قابله على الجانب الآخر حلف غير عربي! ومثل هذا نقلة جديدة لطبيعة الصراعات في هذا الإقليم المعزول .
    ولأن نظام الإنقاذ جاء فاقدا للأهلية والشرعية, وعاجزا عن إيجاد الإجابات الصحيحة ,للأسئلة التي يطرحها الواقع , عمق هذا من الأزمة في دارفور. فدخلت الأزمة في أسوأ مراحلها , بمحاولة النظام منذ يومه الأول, إحداث إختراق بين المجموعات القبلية . فالجبهة الإسلاموية كتنظيم إسلاموي يتسم بضيق الأفق بسبب طبيعة مشروعه الإسلاموي ,يختلف قليلا عما أعتادت عليه هذه المجتمعات, في التنظيمات الطائفية , التي لا تخلو من طابع صوفي,يربك تصنيفها ضمن (حركات الإسلام السياسي ) (8) .. فكان مدخلها الأساسي -أي الجبهة الإسلاموية – يتمثل في , إعادة إنتاج تجربة نميري , بتفكيك الإدارة الأهلية , وبنائها على نمط جديد يدين لها بالولاء , فقامت بتجزئة إدارات القبائل , إلى وحدات إدارية أصغر . كما أنشات داخل هذه الوحدات , وحدات إدارية جديدة لقبائل كانت في السابق , تتبع لتلك القبائل .
    ثم عمدت إلى تعيين رجالات الإدارة الأهلية القدماء , أو تعيين أشخاص جدد في أحيان كثيرة . لامؤهلات أو كفاءة لهم , كما أنهم لا علاقة لهم بأهل المنطقة , فنظام الإدارة الأهلية الجديد , الذي أدخلته الجبهة الإسلاموية , هو نظام " الإمارة – في محاولة لتعريب وأسلمة نظام الإدارة المحلي الذي أرسى دعائمه الفور ,مأخوذا في مسمياته من لغتهم ,التي يعتبرها العرب رطانة! " (من الضروري هنا التركيز على المحتوى الدلالي وفقا للنظام الدلالي العربي , في كلمة : إمارة لفهم ما تقدم) , والذي غيرت إليه الإنقاذ مسميات رجال الإدارة القديمة . مثل : الدمنقاي . الناظر . الشرتاي , الخ .. هذا النظام بمسمياته الجديدة , يعارض كليا النظام الأهلي الموروث , الذي ألفته مجتمعات دارفور, لأكثر من ثلاثة قرون , فأصبح جزء من وجدان الناس , وتراثا مرتبطا بالسلطة والسلوك والفكر (9) فرجل الإدارة الأهلية رمز وزعيم , وليس مجرد موظف حكومي .
    وعلى سبيل المثال نجد أن دار مساليت , التي ظلت وحدة إدارية متماسكة ,منذ إنضمامها إلى السودان , بإتفاقية الحدود بين بريطانيا وفرنسا في 1919 , هذه الوحدة الإدارية, قسمت إلى ثلاثة عشرة إمارة , على رأس كل إمارة أمير , ومنها خمس إمارات للقبائل العربية , وذلك بقرار من والي ولاية غرب دارفور في 1995 . هذا التنظيم الرامي إلى تفتيت الأرض , أربك المجتمع بأسره وزرع الشكوك والمخاوف , ومزق النسيج الإجتماعي القديم . وأظهر للمساليت أصحاب الدارالأصليين . أن الأمر كله ,متعلق بتفتيت ديارهم , إلى وحدات إدارية عديدة, وإعطائها للقبائل العربية, التي وفدت إلى ديارهم حديثا .وبهذا الشعور المليء بالخوف على التراث والأرض (10) إنفجر الصراع بين العرب والمساليت .
                  

04-08-2011, 11:39 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    وهو من الصراعات الدموية العنيفة, التى لا يماثلها أو يفوقها ,إلا الصراع بين العرب والفور في وادي صالح في 1989 والصراع الراهن . منذها وهذه الصورة تتكرر إلى الآن, في كل مناطق دارفور .
    ويتضح من إستراتيجية العمل الإسلاموي , التى أعلنتها الجبهة الإسلاموية , مدى الإهتمام "الزائف" للجبهة الاسلاموية , بتبني قضايا مطلبية عادلة, من خلال "حركات التوالي" التي أنشأتها في الإقليم ,على غرار قميص عثمان , أو قولة الحق التي أريد بها باطل,ردا على حركات مطلبية مثل تحرير السودان والعدل والمساواة, وفقا لمنهجية"أحزاب التوالي" الشهيرة ) .
    فكما إجتهد الترابي لخلق تنظيمات موالية له, ردا على العمل المعارض لأحزاب التجمع,عمدت الإنقاذ إلى خلق حركات موالية أو تيارات موالية في الجماعات الضاغطة (11) .
    إذن عبرت الحركة الإسلاموية بوضوح , عن تفرد الخط الداعي , للوصول إلى السلطة . سواء عن طريق التحالف أو الإئتلاف , أو النصح أو الإستشارة أو الإستفراد أو الهيمنة الكلية (12) . وقد تحقق لها ذلك كليا , بإستيلائها على السلطة في 1989 , مما مكنها من " نهب غير مقدس " وهائل لمقدرات البلاد (13) وتمزيقها إلى أشلاء , خلال تواطؤ السلطات الإقليمية و المركزية مع المليشيات العربية "الجنجويد" , التي قام النظام بتدريبها (معسكرات تدريب شباب القبائل منذ 1991) , والذين تم تمليكهم وتمليك القبائل العربية (الأهالي ) السلاح الذي رخص لهم حمله, بقرار صادر من سلطات الفاشر في 1993 .
    ليختبروا بعد ذلك مهاراتهم الحربية, التى تعلموها في المعسكرات في: حربهم ضد الزغاوة في 1994 والبرتي في 1995 وضد الزغاوة في 1997 ومرة أخرى ضد الزغاوة في ذات العام 1997 . وصولا إلى الحرب الشاملة التي إبتدرها ,عبد الواحد ومن ثم مناوي فخليل إبراهيم .
    إذن كانت تلك الحروب الصغيرة ,هي إختبار وتمهيد للحرب الضارية المستمرة حتى الآن . (بقيادة جيش تحرير السودان وحركة العدالة والمساواة ) , ضد مليشيات الحكومة وأجهزتها الأمنية والعسكرية.
    إذن المشهد الراهن . نتيجة طبيعية , لما وجدته الجبهة الإسلاموية في يدها من سلطة دينية , مدججة بقوانين قمعية جائرة (14) وجيش مسلح بالعدة والعتاد الحربي المتطور , ضد المدنيين العزل والأبرياء , ما أحال الإقليم إلى كتلة من النيران الملتهبة,لا تجري في وديانه سوى الدماء ..
    حركة داؤود بولاد 1991 :
    لفهم أفضل للحركات المسلحة الراهنة ,لابد من الإشارة هنا, إلى حركة داؤود يحى بولاد ,الذي كتب عنه شريف حرير شهادة مؤثرة, فبولاد الذي ولد عام 1952 . ودرس القراءن في أسرة تنتمي إلى قبيلة الفور , في جنوب دارفور . بالقرب من مدينة نيالا . ومثل الكثير من السودانيين, شهادة ميلاده بتارخ تقديري 1/1/1952, وهي لابد قد قدرت بواسطة طبيب بعد سنوات من ميلاده. وقد بدأ بولاد مسيرته التعليمية عام 1959. تربى بولاد في أسرة أنصارية يمثلها حزب الأمة سياسيا ..
                  

04-08-2011, 11:41 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    إذن هوية بولاد تمت صياغتها ,خلال سنوات حياته مع أسرته . في دارفور حيث تعلم لغة الفور . ونشأ في طائفة دينية سياسية , وتعلم اللغة العربية كلغة ثانية له . خلال دراسة القراءن عن طريق الحفظ , ونظام التعليم القومي , بعد أربع سنوات من التعليم الإبتدائي ,نافس بولاد لدخول المرحلة المتوسطة في 1963. حيث درس فيها اللغة العربية والتربية الإسلامية ,والحساب وتاريخ السودان الحديث وتاريخ أوروبا أيضا !..
    لقد خلق كل ذلك صراعا لا يمكن تفاديه , بين الأفكار والآراء المحلية ,في الثقافة الفوراوية الأم والتراث القبلي . والآفاق الجديدة , التى فتحت في المرحلة المتوسطة . يمكن وصف الإطار العام , الذي كان يعمل فيه بولاد , حتى لحظة وقوعه في قبضة زميله, الحزبي السابق الطيب سيخة حاكم دارفور في أواخر العام 1991 . بأنه إطار معقد :
    أولا :هويته كشخص من قبيلة الفور , ثانيا : النظام التعليمي الموصل إلى هويته القومية ..
    أحبط بولاد مثل أغلب المتعلمين في دارفور بالطائفية . لذلك بدأ يبحث عن بديل آخر في الساحة السياسية , وبحكم أصله من الفور , إختار بديلا يلبي قناعاته الدينية , وأعتقد أن الأخوان المسلمين هم هذا البديل . وقد تمت عملية ضم بولاد وعدد كبير من أبناء جيله , إلى عضوية الأخوان المسلمين , بواسطة أساتذتهم في المتوسطة .
    وأثناء فترة حكم نميري مابين 69 - 1985 أصبح بولاد من أبرز قيادات الإسلام السياسي , وصار رئيسا لإتحاد طلاب جامعة الخرطوم , وهو طالب بكلية الهندسة . وتدرج بولاد إلى أعلا المراتب بحكم المعايير التنظيمية الداخلية . وفي عام 1978 . عندما تم توقيع إتفاقية المصالحة الوطنية , عمل بولاد مباشرة مع الترابي وعلي عثمان محمد طه .
    تخرج بولاد من الجامعة عام 1978 , متأخرا عامين بسبب نشاطه في التنظيم , بعد تخرجه إختار العودة إلى بلدته نيالا في جنوب دارفور . وأقام ورشة نجارة بمساعدة من بنك فيصل الإسلامي . وظل بولاد نشطا في الحركة الإسلاموية .
    وفي الفترة من87 - 1989 خرج بولاد من عزلته البديعة , وكان عليه خوض حرب بقاء قبيلته على قيد الحياة, عندما تحالفت 27 قبيلة عربية ضد الفور , وشنت حرب إبادة وتطهيرعرقي ضدهم. وذلك بتخطيط من حكومة المركز , التي ضمت حزبه وقتها وتحالف الأمة والإتحادي .
    في 1989 قام زملاؤه بتدبير إنقلاب 30 يونيو 1989 . وفور سيطرتهم على السلطة , غادر بولاد السودان ليعود إليه ( في خور قمبيل ) في أواخر 1991 , كقائد لإحدى قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان . لمحاربة زميله السابق , حاكم دارفور " الطيب سيخة" , الذي قام بجمع قوات الجيش والأعداء المحليين للفور ( الذين يعرفون بالعرب الفرسان ).
    بعدها ظهر بولاد في شريط فيديو ,عرض في التلفزيون السوداني , وهو في حالة من التعب والإرهاق , بسبب التعذيب .. وقد وعدوا بمحاكمته بتهمة الخيانة . لكن فعل رفاقه الآيديولوجيين العكس . إذ فضلوا القضاء على هذه الظاهرة المحرجة لهم, قبل إتاحة الفرصة له للعيش , والدفاع عن نفسه ,حتى لو كان ذلك أمام محاكم (الكونقرو) التابعة للإسلامويين السودانيين , في الخرطوم اليوم .
                  

04-08-2011, 11:42 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    لقد وضع بولاد وجيله , الذي حاول تنفيذ مشروع المركز للوحدة الوطنية ,عن طريق الإسلام السياسي , في إمتحان صعب . لقد كانوا ينتظرون الحكومة ,أن تقوم بدور لمنع تدفق السلاح الليبي , ووضع حد لأعمال المعارضة التشادية, وحلفائها من القبائل الرعوية المحلية . لكن بدلا من التعامل مع هذه المشاكل , عملت الحكومة على تكوين المليشيات القبلية ,من القبائل العربية الرعوية , ومدتهم بالسلاح . الذي أستخدم ضد الفور . وقد تطورت هذه المليشيات ,فيما بعد إلى قوات "الدفاع الشعبي " , وبدأوا في إحتلال قرى دارفور وتسميتها "مناطق محررة " .
    لقد تمت هذه المؤامرة الكبرى بواسطة العرب . ضد المواطنين الأصليين غير العرب في دارفور . عن طريق حدود دولية, ومساعدة عسكرية من قوة إقليمية , لها قوة إقتصادية كبيرة . ونزعة قومية عربية. والحكومة السودانية ,التي تسيطر عليها صفوة الوسط , لم تفعل شيئا إزاء ذلك .
    وبإقامة العرب لتنظيم يضم 27 قبيلة عربية, وتحديدهم لأهدافهم المتمثلة في محاربة المجموعات غير العربية " الزرقة " , لحماية مصالحهم وسياساتهم, التي تهدف لنشر الثقافة العربية"كما يتصورونها".
    إتضح لبولاد بجلاء مدى التفرقة بين أبناء البلد الواحد- إذ أنه لوحدث ذلك في أي بقعة من الشمال لما مر مرور الكرام- , كانت تفرقة مروعة ككل التفرقات, التي ظل يعانيها النوبة والجنوبيين,إلخ. في هذا المناخ المعين , إكتشف بولاد وجيله , أن الأشكال المتعددة للإسلام السياسي , قد أستغلت لتمكين القومية الشمالية , التي تعبر عن الوسط . .
    أول مؤشر لبداية البحث عن الذات , عند جيل بولاد . حدث عام 1988 عندما إنتقل إثنان من أبناء دارفور من الجبهة الإسلاموية القوموية, إلى الإتحادي الديموقراطي . وقد كان بولاد صامتا حتى جاءت الجبهة الإسلاموية بإنقلاب عسكري في 1989 . فغادر بولاد السودان عبر مطار الخرطوم , لكي يعود بعد عام إلى جبل مرة , قلب إقليم دارفور . كقائد لإحدى فصائل الجيش الشعبي لتحرير السودان . وهكذا على حطام " العنصرية المدعية " , ماتت النزعة القومية العريضة لبولاد , وترك في مكانها أساس الإنتماء الوطني لهويته الأصلية " الفور" (15) ...
    حركة تحرير السودان :
    شهدت الفترة التي تلت مقتل بولاد ,الكثير من حوادث الإحتراب القبلي , في أرجاء عديدة من دارفور . وقد آلت إلى تشكيل نهائي في الحرب الحالية , الدائرة منذ 1989 .حيث تصاعدت أعمال حرق القرى , وقتل المواطنين , وبروز إتهامات للحكومة بضلوعها في هذه الأحداث : ( جبل مرة / الفور )- الجنينة / المساليت ) . وتأجيجها للصراع بموالاتها لأطراف ضد أخرى .وحينما بلغ الإنفراط الأمني أشده , تم عقد مؤتمر صلح في الفاشر , وأثناؤه تم إحتلال قولو في جبل مرة من قبل " نهضة دارفور " , التي رفعت علمها إيذانا ببدء الكفاح المسلح ..
    شكل مؤتمر الصلح لجنة لمقابلة المظالم . ومع سير هذه المفاوضات, قامت الحكومة بمهاجمة قولو , مما أدى لتعنت محاربيها ورفضهم الحوار . كانت تلك محاولة مضمونة النتائج , من جانب الحكومة لإجبار المحاربين, بالمضي قدما في حربهم . وهذا أيضا تاريخ لمرحلة جديدة , للمواجهة العسكرية بين الحكومة وحاملي السلاح , في جبل مرة . وقد سارعت الحكومة في البداية, للبحث عن مسوغات لهذه الحرب.بأن المحامي / عبد الواحد محمد نور , من أبناء زالنجي " شيوعي". مما
                  

04-08-2011, 11:43 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    يعني ضمنيا مشروعية مجاهدته ومحاربته . ورغم دعاوى الحكومة بوصم المحاربين ضدها ب "الفيلق الشيوعي " بادر الدكتور خليل إبراهيم " زعيم حزب العدالة والمساواة " من مقره بألمانيا , معلنا أن حركته وراء هذه الأحداث . . ومضى في التعريف بحركته . بمسعاها في إنهاء "الإستعمار المحلي " , وبأنها حركة قومية ,تسعى لخير كل السودان . . كما نسب الحزب الفيدرالي السوداني(دريج) , هذه الحركة أيضا إليه . في بيان تلاه الدكتور شريف حرير , نائب رئيس الحزب.
    أصدر محاربو جبل مرة في مارس 2003 بيانا ممهورا بإسم سكرتيرهم يوسف أركوي مناوي , الذي أعلن تغيير إسم حركتهم إلى حركة تحرير السودان . ورغم سيادة الجو التفاوضي في مؤتمر الفاشر لحل الأزمة , إلا أن الحكومة بادرت بضرب معاقل الحركة .وقد ردت هي بإحتلال الطينة , مما دفع علي عثمان محمد طه , للتصريح بإستخدام السلاح دون غيره لحسم المعركة .
    وفي 25/4/2003 قامت الحركة بشن هجومها ,على أهداف عسكرية في الفاشر , وتلى ذلك هجوم لاحق على مليط .. إذن أرخت هذه الفترة إلى نقل الصراع ,إلى مناطق آمنة نسبيا , وبعيدة عن مواقع الصراع القبلي التقليدي .
    وفي يوليو 2003 قامت قوات الحركة ,بضرب أهداف عسكرية في كتم , وعلى إثر ذلك تحركت قوات الحكومة بعدتها وعتادها . كما سلحت المليشيات العربية , وأطلقت لها العنان بالعيث فسادا في المدينة ,ونهبها وقتل وترويع الآمنين من أهلها الأبرياء , الذين دفعت بهم للسير آلافا ,إلى الفاشر طلبا للحماية .
    تمثل أحداث كتم مرحلة جديدة للصراع الدائر في دارفور , بلجؤ الحكومة لسياسة هي أدرى بها , بتسليح القبائل " المليشيات " ودفعها للحرب نيابة عنها . وهو أمر ليس بجديد عليها . على الرغم من إدراكها لتداعيات مثل هذه السياسات , على البنيات الإجتماعية والمعيشية, والعلائق بين أبناء الإقليم . الواحد . مستقبلا (16) ففي تاريخ السودان القديم والحديث ,هناك الكثير من حالات الجنجويد , إستخدمتهم السلطات الحاكمة في جيوشها النظامية , وكقوات صديقة . للحرب عنها بالوكالة(الجنوب نموذجا) , مجندة إياهم من شتى بقاع السودان . فالجنجويد نجدهم في جيش إسماعيل باشا الغازي للسودان عام 1821 , وفي صفوف الجيش الانجليزي المصري في حربه ضد القوات المهدوية , وليس أدل على ذلك ,من صور مقتل الخليفة عبد الله التعايشي في أم دبيكرات , وهي مصحوبة بصور لجنود سودانيين " سود البشرة " .
    ونجد الجنجويد أيضا ضمن القوات الانجليزية الغازية لدارفور عام 1916 وفي صور مقتل سلطانها بعد عام . وذات القوات كانت يوم مقتل السحيني عام 1921 وحديثا نجد الجنجويد ضمن القوات العربية , التي جندتها حكومات سودانية متعاقبة , للحرب عنها في جنوب السودان . كما نجد الجنجويد في أفراد من القبائل الجنوبية الأصل, جندتهم الحكومة لمحاربة الحركة الشعبية . وجنجويد دارفور اليوم , هم إمتداد لذلك الإرث غير الناصع , حينما تلجأ الدولة في لحظات ضعفها لخلق كيانات موازية , لجيشها النظامي . للحرب عنها بالوكالة . إن التجمع العربي بإستخدامه للجنجويد في " حربه غير المقدسة " ضد القبائل غير العربية , بمعاونة الحكومة وتسببه في هذه الكارثة الإنسانية , التي تعانيها دارفور , يعبر عن قصر نظر المجموعات العربية في دارفور . والحكومة المركزية معا !...
    نواصل
                  

04-08-2011, 11:45 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    هوامش :
    (1) د / حيدر ابراهيم . أزمة الإسلام السياسي " الجبهة الاسلامية القومية - نموذجا " . مركز الدراسات السودانية . الطبعة الأولى 1991. القاهرة . ص : 192.
    (2) التعدد الإثني والديموقراطية في السودان " أوراق مختارة من ندوة : التعدد الإثني والديموقراطية في السودان 18 - 19 مايو 2002" الطبعة الاولى . القاهرة 2003 . تحرير د / حيدر ابراهيم . ص : 123 .
    (3) السابق. ص :123
    (4) نفسه. ص : 124 .
    (5) نفسه . ص : 57 .
    (6) د / شريف حرير - تيرجي تفيدت (محرران ) . السودان : النهضة أو الإنهيار . ترجمة مبارك علي - مجدي النعيم . مركز الدراسات السودانية . القاهرة . ص : 128 .
    (7) مجلة حقوق الانسان السوداني . المنظمة السودانية لحقوق الإنسان . القاهرة . العدد الثامن . يوليو 1999 . ص : 20 .
    (8) حيدر إبراهيم . مرجع سابق . ص : 45 .
    (9) رواق عربي (كتاب غير دوري ) . مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان . العدد 31 شتاء 2003 . ص : 86 .
    (10) مجلة حقوق الإنسان السوداني . مرجع سابق . ص : 29
    (11) د / حيدر إبراهيم . مرجع سابق . ص : 68 .
    (12) السابق . ص : 75.
    (13) نفسه . ص : 78 .
    (14) نفسه . ص : 88 .
    (15) الديموقراطية في السودان : " البعد التاريخي والوضع الراهن وآفاق المستقبل " ( أبحاث ندوة : تقييم التجارب الديموقراطية . القاهرة 4 - 6 يوليو 1993 ) تحرير : حيدر ابراهيم . مركز الدراسات السودانية . القاهرة 1993 . ص : 342 .
    (16) darfurinfo.orgLalidinar.htm.

    نواصل
                  

04-12-2011, 09:46 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد لمعالجة شاملة (8)
    أحمد ضحية
    (1) في سيرة الإنتهاكات والتهميش والمظالم.. والموقف العربي...
    خلال إحياء الأمم المتحدة , ذكرى مرور عشر سنوات(2004) على عملية التطهير العرقي في رواندا , أشار كوفي أنان الأمين العام للأمم المتحدة ,السابق .إلى الموقف في السودان وقتها (1). وطالب بتحسين الإتصال, بمن يحتاجون الحماية والمساعدة . وقال أنه إذا لم يسمح للعاملين في مجال الإغاثة, وخبراء حقوق الإنسان بدخول دارفور . فأنه يتوجب على المجتمع الدولي, أن يكون مستعدا لإتخاذ الإجراءات المناسبة . التى ربما تشمل عمليات عسكرية .
    ومنذ ذلك الوقت حتى الآن ,لم يتحسن أي شيء- على الرغم من وجود قوات لحفظ السلام, فشلت حتى في الحفاظ على سلامها ؟!- فغارات الأجهزة الأمنية والعسكرية للنظام, ومليشياته. لا تزال مستمرة . وعادة يزيد الأمر سؤا في موسم الأمطار ,إذ يحرم سكان المنطقة تماما من الغذاء,إذ يقطع الطريق أمام المساعدات الإنسانية للنازحين داخل السودان من كل عام ,فللخريف والشتاء كذلك ,سطوتهما التي تضاعف معاناة وبؤس النازحين ,والمهجرين داخليا وخارجيا.الذين يعانون الأمرين في المعسكرات,وبالنتيجة حياة مئات الآلاف من الأشخاص في تهديد مستمر,سواء بسبب الغارات أو تعاقب فصول الطبيعة وعواملها.ما يكسب قضية تفعيل دور القوات الدولية (قوات حفظ السلام – اليوناميد)أهمية متزايدة,خصوصا أن أزمة السودان في دارفور, تعدت حدودها المحلية لتصبح أزمة إقليمية ,وبالذات في ظروف الغليان الليبي الحالية,والوضع التشادي الهش!..
    إن المسئولية الأولية في حماية شعب دولة ما , تقع على عاتق الدولة , إلا أنه عندما تقع خسائر كبيرة في حياة الناس, بسبب تصرفات متعمدة من قبل الدولة . أو تقع عمليات تطهير عرقي واسعة النطاق , تطبق ليس فقط عن طريق القتل , ولكن عن طريق الطرد الإجباري,بل وملاحقة حتى الدارفوريين العاملين بليبيا,وإتهامهم بالقتال جنبا إلى جنب القذافي,ضد الثوار,وإرسال كتائب أمنية لتصفيتهم داخل الأراضي الليبية, على أساس أنهم يتبعون للحركات المسلح ,بل وتمييزهم عن (السودانيين) بتسميتهم(دارفوريين) وفقا لخطاب البشير الأخير في الدوحة,ووصفهم بأنهم تسببوا في مشكلة ل(السودانيين الآخرين في ليبيا- فالسودانيين بمختلف قبائلهم خارج بلادهم هم فقط سودانيين ولاغير) هو إمعان في ممارسة التمييز ضد الدارفوريين, ليس فقط في إقليم دارفور أو داخل السودان, بل ملاحقتهم بالتمييز حتى في دول إغترابهم,وهو سلوك معيب لدولة إرهابية مغتصبة إعتادت عدم إحترام شعبها.
    لذلك نجد أن مبدأ عدم التدخل العسكري الفعلي يتلاشى , أمام المسئولية الدولية للحماية . لقد تخلى النظام الإسلاموي في السودان عن مسئولياته , وهو في الواقع متواطيء تماما, مع الفظائع التي تحدث للدارفوريين داخل السودان وفي ليبيا وتشاد . ولذلك يجب على العالم أن يتصرف ,تصرفا شجاعا, بعد أن ثبت بالتجربة أن القوات الدولية الموجودة في دارفور, عمليا وجودها غير فاعل لحماية المدنيين.وخصوصا بعد أن تكررت إنتهاكات النظام للإتفاقات المتعلقة ,بشأن نشر قوات حفظ السلام ,فوفقا لتقرير صادر عن الأمين العام بان كي مون(2009) أن " السودان يقوم بمضايقة أفراد يوناميد وتقييد حركتهم في خرق لإتفاق مع الخرطوم بخصوص نشرهم.(...)كذلك "الوقائع
                  

04-12-2011, 09:49 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    المتكررة لقيام مسئولي الحكومة, بمنع الوصول الى دوريات يوناميد, هي إنتهاك مباشر لإتفاق وضع القوات الموقع مع حكومة السودان, وإعاقة خطيرة لقدرة البعثة ,على تنفيذ تفويضها,(بالتالي)إستمرار المذابح في دارفور بات على نطاق واسع "(2) *.
    وكان حسام بهجت مدير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية , في صحيفة الحياة اللندنية 25/4/ 2004. قد ذكر في وقت سابق: أنه بين الخامس والسابع من مارس 2004 قام رجال الإستخبارات العسكرية السودانية , بصحبة أعضاء من مليشيا الجنجويد الحكومية , بإعتقال مائة وثمانية وستين رجلا, من قبائل الفور الأفريقية المسلمة في دارفور . بغرب السودان . وبعد تعذيبهم قاموا بقتلهم جميعا رميا بالرصاص .
    قبل ذلك ببضعة أيام قامت نفس المليشيا, بإحراق ثلاثين قرية في منطقة الطويلة , شمالي دارفور . وقتل حوالي مائتي شخص , وإغتصاب أكثر من مائتي فتاة وإمرأة , بعضهن أغتصبن على يد قرابة أربعة عشر رجلا , وعلى مرأى من آبائهن, الذين قتلوا فيما بعد . إضافة إلى إختطاف مائة وخمسين إمراة , ومائتي طفل من نفس المنطقة في 27فبراير 2004..
    هذه بعض الروايات التي خرجت إلى العلن في 2004, وحتى الآن(2011) ليس ثمة تغيير واضح في الوضع الإنساني في الإقليم؟ فالوضع لم يختلف كثيرا (*),على مدى السنوات المنصرمة ,وفقا لتقارير الأمم المتحدة , ومنظمة العفو الدولية , ومنظمة مراقبة حقوق الإنسان , وأطباء بلا حدود وغيرها؟! ..
    بقية الصورة : قيام القوات الحكومية ,على مدى السنوات الماضية, بتهجير ما يقرب من مليوني سوداني, من قراهم في دارفور , غربي السودان , منهم مئات الآلاف, عبروا الحدود إلى تشاد . إضافة إلى قصف قرى دارفور بالطائرات الحربية . في الوقت ذاته كان ما يقرب من عشرين ألفا من رجال المليشيا العربية " الجنجويد " , التي قام النظام الإسلاموي العروبوي, بتجنيدها وتسليحها. يقومون بعمليات قتل جماعي , وإحراق لقرى بكاملها , ليصل عددها إلى ثلاثمائة قرية , حيث بلغ تعداد القتلى حينها(2004) ما يزيد عن ثلاثين ألفا, في أكثر التقديرات تحفظا . ووفقا للأمم المتحدة تعرضت كل فتاة وإمراة , ليس لها أطفال . في بعض القرى لعمليات إغتصاب جماعي في معسكرات الجنجويد . وذكرت منظمة العفو الدولية , أن حوالي ستة عشرة إمراة في غرب دارفور, كن يتعرضن للإغتصاب كل يوم , في طريقهن لجلب الماء من الوادي . وكان على هؤلاء النسوة, العودة في اليوم التالي إلى نفس المصير , بسبب حاجة قراهن للماء , وعلمهن أن رجالهن سيقتلون, لو ذهبوا بدلا عنهن لجلب الماء.. إغتصابهن الجماعي المتكرر كان أهون شأنا , من ترملهن وتيتم أطفالهن.
    أما قصص خطف الأطفال وصل الى درجة مروعة , من اللاإنسانية وإنعدام الضمير . لقد إستغل النظام الإسلاموي انشغال المجتمع الدولي, بالتوصل إلى إتفاق سلام مع الحركة الشعبية ( جنوب السودان ) , ليقوم بنقل قطعه الحربية , إلى غرب البلاد وإنتهاج نفس سياسة الأرض المحروقة , التي إتبعها من قبل للتخلص من جماعات إثنية وثقافية مزعجة (الجنوبيين) ثم جاء وقف إطلاق النار , الذي يجدد كل خمسة وأربعين يوما , ليضمن حرمان أكثر من مليون من المهاجرين ,من العودة إلى منازلهم وأراضيهم ,التي لم تعد توجد أصلا , وبينما يتفاوض النظام مع المتمردين في
                  

04-12-2011, 09:52 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    أنحاء المعمورة المختلفة , تستمر قواته ومليشياته في مهاجمة المدنيين , في الإقليم المنكوب , وخرق الإتفاق الذي خلا من أية آلية للمراقبة أو إشارة لحقوق الإنسان! ..
    كانت خطيئة هؤلاء الضحايا الوحيدة ,هي إنتمائهم إلى نفس الأصل العرقي ,لقادة ومقاتلي حركتي تحرير السودان والعدل والمساواة . وحتى بعد توقيع إتفاق وقف إطلاق النار في 8 أبريل 2004 بين الحكومة والمتمردين, ظل متوقعا أن يلقى ما يقرب من مائة الف شخص آخرين مصرعهم . بعد أن قامت مليشيا النظام الإسلاموي بتدمير المحاصيل, وتلويث منابع المياه وسرقة وقتل الماشية, وإحراق الأراضي الزراعية , وتهجير سكانها إلى العراء . بما يهدد المنطقة الفقيرة أصلا , والمعتمدة بالكامل على الزراعة, بمجاعة وصفها مسئول كبير في الأمم المتحدة في ذلك الحين بأنها:أسوأ كارثة إنسانية راهنة على الإطلاق! ..
    ويبدو الآن وبعد كل هذه السنوات, أن ماجرى ويجري تحت سمع وبصر العالم حتى الآن ,ما هو إلا عملية منظمة للقضاء على قبائل الفور والزغاوة والمساليت ,مع سبق الإصرار والترصد !..
    إذن ظل الحديث داخل أروقة الأمم المتحدة وقتها,يدور حول إرتكاب النظام لحملات تطهير عرقي , ضد مسلمي دارفور الأفارقة (من قبل نظام الترابي الإسلاموي ,الذي يعتقد أنه نظام عربي إسلامي؟! )- وجرائم ضد الإنسانية بشكل منهجي . كما عرفتها إتفاقية المحكمة الجنائية الدولية . غير أنه ليس من الصعب إدراك أن المجتمع الدولي , ظل يتفادى لوقت طويل, تسمية ما يحدث بإسمه الحقيقي الواضح :أن ما حدث ويحدث هو جريمة إبادة جماعية بالمعنى القانوني الكامل . فاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية, والمعاقبة عليها الصادرة عن الأمم المتحدة 1948 . تنص دون لبس ,على أن الإبادة الجماعية تشمل قتل أعضاء من الجماعة , أو إخضاعها عمدا لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي جزئيا أو كليا , أو إلحاق أذى جسدي , بأعضاء من الجماعة , أو نقل أطفال منها عنوة إلى جماعة أخرى . حين ترتكب هذه الأفعال بقصد التدمير الكلي , أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية بصفتها هذه . تعتبر إبادة جماعية(*) . ومع ذلك ظل المجتمع الدولي يراوح مكانه , بسبب ترتيبات السلام في الجنوب, إلى أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية ,أمر قبض ضد رأس النظام الإسلاموي في مارس 2009 بتهم إرتكاب جرائم حرب في دارفور,كخطوة تمهيدية للكثير من الإجراءات, التي ستتكشف بعد أن يعلن الجنوب عن دولته المستقلة في يوليو القادم.
    وجاء توقيت تصاعد حملة الإبادة هذه , والإنتباه المتأخر للمجتمع الدولي إليها . في غاية الدلالة على حالة الإنسانية عموما . والوضع العربي خصوصا . ففي الوقت الذي ترتكب فيه هذه الفظائع , كان العالم ينكس رأسه خزيا , في الذكرى العاشرة لمذابح رواندا . وصحف العالم تسترجع الدروس المستخلصة ,من خذلان المجتمع الدولي, لضحايا الهوتو والتوتسي المعتدلين , وتناقش ما يجب فعله لمنع هذه الكارثة من التكرار..
    وفي وقت سابق(الذكرى العاشرة لمذبحة رواندا – 2004) , كانت الدورة السنوية للجنة حقوق الإنسان , بالأمم المتحدة منعقدة في جنيف , حيث إجتهدت الدول العربية , في حشد الأصوات , لمنع صدور إدانة لإنتهاكات حقوق الإنسان في السودان . ووقف الجهود من أجل تعيين مقرر خاص لمراقبة الأوضاع هناك . وبينما أصرت الكتلة العربية , على عقد جلسة خاصة لمناقشة إغتيال الشيخ أحمد يس أحد زعماء حماس , فان دولة عربية واحدة لم تتحدث عن مذابح دارفور .
                  

04-12-2011, 09:56 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    وتصادف أن تشهد المنطقة في ذلك الوقت, تسارع الجهود المحمومة لعقد القمة العربية . ودون أن يستغرب أحد خلو جدول أعمالها ,من أية إشارة إلى حقيقة أن نظاما عربيا (أو يتوهم اويعتقد أنه عربي) ,يعمل بجد على إفناء بعض أقلياته . في الوقت نفسه . وكالعادة في مثل هذه الأوضاع يكتفي القادة العرب بشأن السودان , بأمر واحد فقط : جهود جمع الأموال , لصالح صندوق إعمار الجنوب (وبالطبع ستدخل جل هذه الأموال في جيوب قادة النظام الإسلاموي أسوة بأموال البترول), لتضمن بعض الدول العربية القلقة(على رأسها مصر) , قدرة النظام الإسلاموي ,على تقديم الرشاوى الكافية ,لمنع سكان الجنوب من تحبيذ خيار الإنفصال, ومع ذلك مضى الجنوب بإتجاه الإنفصال ,بعد أن أصبحت الوحدة خيارا طاردا,خصوصا بعد حملة التعبئة الإسلامو عربية التي ظلت صحيفة الإنتباهة تشنها , وفشل الحكومة في الوفاء بإلتزاماتها تجاه إستحقاقات السلام..
    ولا تختلف الصورة كثيرا على صعيد المجتمع المدني العربي . فقد توالت بيانات المنظمات والإتحادات وقتها , تدين وتستنكر بأشد الألفاظ إغتيال الشيخ يسين , ثم أحداث الفلوجة , وبعدها خطة بوش بشأن فلسطين . ثم إغتيال عبد العزيز الرنتيسي . ولم تبدر أي اشارة لما يحيق بمئات الآلاف من السودانيين . بل سارع بعض هذه المنظمات للتطوع بتسمية أحداث الفلوجة : " جرائم إبادة جماعية " . واغتيال الشيخ يس : " جريمة ضد الإنسانية " . وهؤلاء أنفسهم هم من عبروا علنا,عن إنزعاجهم في 2003 عندما أسفرت التحقيقات ,عن كون أحداث مخيم جنين جرائم حرب فقط , وأصروا على أنها مذبحة . حتى أن بعض الكتاب العرب سارع , إلى إدانة تهديد كوفي عنان, بتدخل المجتمع الدولي , لضمان وصول المساعدات الإنسانية لنازحي دارفور(*) . هم الذين كانوا قد رحبوا , بالتدخل الإنساني لحلف الناتو , دون تفويض من الأمم المتحدة , لنجدة ألبان كوسوفو , الذين قدر عدد ضحاياهم بعشرة آلاف قتيل . وهم أنفسهم الذين قدموا كل دعم ممكن وغير ممكن, للمجتمع الدولي في سبيل التدخل العسكري في ليبيا لحماية المدنيين(مع أن الناتو رغم تدخله لم يحمهم ولا يحزنون وفقا للترتيبات الغربية الخاصةبأوضاع المنطقة في الفترة المقبلة!), كما قدموا دعمهم من قبل للحملة الأطلسية على العراق؟!.
    قد لا تكون أحداث دارفور في نفس الجاذبية الإعلانية , لتطورات القضايا المركزية بالنسبة إلى العرب , كفلسطين . والعراق وليبيا مؤخرا ,وربما اليمن وسوريا وغيرها من البلدان العربية لاحقا. غير أن من الواجب تكرار هذه الحقيقة : هناك لا يزال حتى الآن:نظام " إسلاموي عروبوي " يبيد أقلياته في دارفور, وعلى الجامعة العربية أن تتخذ موقفا بشأن ذلك,مثلما فعلت بخصوص ليبيا , بدلا عن الجعجعة الفارغة لعمرو موسى بالتقليل من شأن مشكل دارفور, فذلك وحده الذي سيحدد مدى إنسانية العرب, وأنهم قد تخلصوا فعلا من ثقافة وأد البنات والسلب والنهب والغزو والجواري والغلمان,الجاهلية! .فالجميع مسئول عن وضع دارفور من المحيط إلى الخليج (3) ..
    وللأسف ليس ثمة ما يدعو للتفاؤل, بأن تعبر الجامعة العربية عن موقف إيجابي, سوى المزيد من التواطؤ ضد السكان الأصليين " الأفارقة " في دارفور فهم لا يختلفون كثيرا عن أكراد سوريا وبدون الكويت وأمازيق شمال أفريقيا,إلخ.. من مهمشي البلدان العربية!.
    منذ الإستقلال ظل إقليم دارفور , مصدرا للأيدي العاملة الرخيصة , حيث كان يأتي قطار خاص لإستقطاب العمال بطرق مخادعة , والذين كانوا سرعان ما يكتشفون هذا الخداع , عندما يصلون المشاريع الزراعية , حيث يعملون تحت ظروف سيئة وبإجور(ووضعية لا تختلف عن القنانة في شيء)زهيدة للغاية . ومثالا لذلك : مات الكثيرون , نتيجة لمرض البلهارسيا في الإقليم الأوسط
                  

04-12-2011, 09:58 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    (الجزيرة) . وأجبر الكثيرون على البقاء دون القدرة على تحسين أوضاعهم . فهم بذلك أصبحوا الأرقاء الجدد (4) والجيش الذي ظل كمؤسسة مماليك حربية , يتوارث فيها الأبناء عن الآباء مهنة الحرب (5) على علاته حرم الدارفوريين , من دخول كليته , كما حرموا من دخول كلية الشرطة , وتم إستغلالهم أسوأ إستغلال,فالدخول للمؤسسة العسكرية ,محكوم بنسب مئوية محددة,حسب العرق؟!
    وحدث أن أعتقلت مجموعة من الضباط في الجنوب ,من قبل جنود في الرتب الدنيا من دارفور . إثر تعذيب أحد الضباط لزميل لهم , لأنه لظروف مرضية رفض الخروج إلى الغابة , وعندما وجدوه مربوطا تحت المطر , بعد تعذيبه , أُستفزوا . وإثر ذلك جاء رئيس الوزراء آنذاك محمد أحمد المحجوب من الخرطوم . وعندما لم يتوصل معهم لحل للمشكلة , أرسل إليهم نواب دارفور بالبرلمان . كذلك حرص المركز , على ألا يحكم دارفور أحدا من أبنائها . فظل يفرض عليها حكاما من خارج الإقليم , ونوابا من خارج الإقليم . وبهذا الخصوص يقول الأستاذ محمد إبراهيم نقد :"في دارفور القبائل العربية أو غير العربية ,مرتبطة بشكل أو بآخر بحزب الأمة وطائفة الأنصار .وكان مركز حزب الأمة يحدد , مرشحي الدوائر البرلمانية في ذلك الإقليم . لكن أهل الإقليم أخذوا يرفضون الترشيح ,الذي يقوم به المركز العام لحزب الأمة . وبدأوا يقولون يجب أن نختار مرشحينا(6)
    أيضا تعرض الدارفوريون لمعاملة قاسية حتى الموت, من قبل نظام مايو عقب أحداث 2 يوليو 1976 , حيث دفن البعض أحياء ,وتم القبض على البعض بصورة إعتباطية ,دون أن يشتركوا في ما سمي بالغزو الليبي , وعقب ذلك اصبحوا مستهدفين ب " كشات " الحكومة لهم وترحيلهم من العاصمة القومية , كأنهم ليسوا بسودانيين . وأيضا نجد أن حكومة الصادق المهدي , حاولت منعهم من التظاهر إزاء ممارسات حزب الأمة في دارفور . وأجتهد حزب الأمة في إستغلال القضاء لإحباط ذلك لكنه فشل .
    ونجد أن ما مورس في دارفور من إنتهاكات لا يعد ولا يحصى . إبتداء من الإنتهاكات المعنوية بتوصيف أبناءها ب " الجهويين - العنصريين - الزرقة " إلخ .. من مفردات يراد بها التقليل من شأنهم وحط قدرهم, أو إنتهاكات مادية مثل الحرمان من التنقل داخل الوطن . كما في عهد السفاح نميري . إلى جانب حالة الطواريء المستمرة في الإقليم ,وما يتبعها من إنتهاكات لحقوق الإنسان .. وقد إرتكب نظام الجبهة الإسلاموية في الخرطوم ,العديد من الإنتهاكات والجرائم ضد الإنسانية في دارفور . ما عرف منها قليل جدا مقارنة بما تم فعلا (7) أبرزها في العقد قبل الماضي (مذبحة الضعين) الوثيقة الدامغة لبؤس السياسة في السودان .والتي كتب عنها الدكتور سليمان بلدو والدكتور عشاري أحمد محمود صيف 1987 .
    ولم يستغرق إبطال مفعول ما كتب عن هذه المأساة الإنسانية , أكثر من بيان أصدره السفير ميرغني سليمان , وكيل وزارة الخارجية في 2/9/1987 . قال فيه :"أن إسترقاق الدينكا كما أورد المؤلفان "أمر يحظره الدستور , والنظام الديموقراطي القائم في البلاد " (8) هذا كل ما في الأمر !!...
    أحداث ودعة 91 - 1992 :
    بدأت مجزرة منطقة "ودعة" عندما أرسلت الحكومة جيشها, بحجة تفريق القبائل وفض الإشتباك , والقضاء على عصابات النهب المسلح - كما زعمت الحكومة - حيث أرسلت عدة كتائب , من اللواء
                  

04-12-2011, 10:01 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    السابع مشاة الفاشر ونيالا , وعدة ألوية من قوات الدفاع الشعبي . وقامت هذه القوات بحرق وتدمير 18 قرية . بمنطقة " أسبا ندوها " وتم إحراق إمراة مع مولودها , الذي لم يبلغ خمسة أيام بعد ونهب مبلغ 300,000 جنيه من زوجها ,الذي يدعى إبراهيم أبوجيب , الذي أصيب بإختلال عقلي!. وقامت قوات أخرى بقيادة الملازم أول "صدام" , في ضواحي منطقة "ودعة" . وأثناء صلاة الظهر , بإغلاق أبواب مسجد المنطقة , وإطلاق النار من كل الإتجاهات على المصلين ,في مشهد لهو أسوأ من المجزرة التي أحدثها "الخُليفي", فقتل 24 شخصا في الحال . وذلك تحت مظلة "الخطة الأمنية لودعة " . تحت قيادة اللواء السابع مشاة / المنطقة الغربية .
    ومن بين القرى التي تم حرقها وتدميرها وتهجير أهلها " ثلاث قرى بمنطقة أسباندوها - قرية جريوة - قرية زغاوة لموا - أربع قرى بمنطقة خزان جديد - ثلاث قرى بمنطقة ودعة - قرية كرو حلة آدم - قرية تيلقو " ..
    إغتيال داؤود يحى بولاد 1991 :
    بعد الأحداث المشهورة في دارفور , خاصة "بوادي صالح" وعد الغنم والمناطق المجاورة لها . تم القبض على أعضاء حركة بولاد . كما تم إعتقاله هو الآخر , والتحقيق معه بمدينة نيالا , وتصفيته سريعا دون محاكمة , تحت إشراف والي دارفور(الطيب سيخة) . وبعدها تم قتل مجموعة من قواته. وقتل البعض الآخر في الطريق , بين نيالا والفاشر . بالتحديد في وادي دوماية . وقتل جميع الأسرى أثناء إعتقالهم . في سجن شالا بالفاشر . تحت إشراف الوالي الذي حاول إرغام البعض على دخول الإسلام . مقابل تقديم الماء والغذاء والعلاج , ورفض ذلك عدد منهم حوالي 24 أسيرا.على رأسهم الملازم بورينو من قبيلة الدينكا . والذين أسلموا دبرت سلطات الوالي إغتيالهم سرا . إذ أرسلت ليلا أفراد من جهاز الأمن العام , والإستخبارات التابعة للواء السابع , التي كان يرأسها العقيد ركن/عثمان محمد صالح . والرائد أمن / جودة وأفراد من الإستخبارات هم : - آدم تموا - أبو آمنة - عباس مصطفى عباس - ود حامد أحمداي - وآخرون ...
    حيث أخرجوا هؤلاء الأسرى من سجن شالا , وكان ذلك بحضور ملازم سجون / محمد شرارة . والرقيب سجون / إبراهيم أبو الكل . وبعض من أفراد قوات السجون . وبعدها تم إقتيادهم وعلى رأسهم الملازم بورينو والملازم عبدالرحمن " من قبيلة الفور " , وهو معاق إثر إصابته بشظية طلق ناري .. قادوهم إلى مقر الإستخبارات باللواء السابع ,وزج بهم في مستودع " كونتينر " لمدة أربعة أيام . توفي منهم 6 بسبب الحر . والجوع والعطش . وتم عقد إجتماع برئاسة عقيد ركن / جوهام , مدير مكتب الوالي . وعقيد/ عثمان محمد صالح , مدير شعبة الإستخبارات العسكرية . ورائد أمن / جودة , مدير أمن محافظة الفاشر بالإنابة . ويعقوب آدم حسين , أمين أمانة المؤتمر الوطني - التنظيم السياسي الحاكم - وشخصيات أخرى . وكان الغرض من الإجتماع , هو البحث في كيفية تصفية الأسرى .
    أما الستة الذين ماتوا داخل المستودع, فقد تم تسليمهم لشخص يدعى عبد النور لدفنهم , وهو ملاحظ صحة ببلدية الفاشر , أما العشرون الذين تمت تصفيتهم في الطريق المؤدي إلى نيالا , تم دفنهم في مقابر جماعية , بالقرب من "قوز أبو زريق" (9) وذلك حسب إفادات شهود عيان .
    مجزرة شرق منواشي 1992:
                  

04-12-2011, 10:06 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    قام المقدم كمال محجوب الرشيد ,وملازم أول سراج الدين بإرتكاب مجزرة بشعة بشرق منواشي . راح ضحيتها إثني عشرة شخصا , من أبناء قبيلة الزغاوة والفور . حيث قاموا بإطلاق النار على هؤلاء الأبرياء دون هوادة . وقتلهم جميعا . وبعد إرتكاب هذه المجزرة بيومين . علم ذووهم بالأمر, وتم إبلاغ السلطات - كالعادة - ثم نقلوهم إلى المستشفى في الفاشر. وتجمع المواطنون - ما لا يقل عن عشرة آلاف مواطن - للتظاهر ضد هذه الجريمة البشعة . إلا أن السلطات قامت بمحاصرتهم بكل أنواع السلاح , وأمرت أسر الضحايا بإستلام الجثث . وإلا ستكون العواقب وخيمة! . وتضامن مواطني الفاشر مع أسر الضحايا , وطالبوا بمعرفة الأسباب ومحاكمة المجرمين . منفذي هذه المجزرة . ولكنها - السلطات - رفضت ذلك وأعلنت تهديداتها , عبر مكبرات الصوت . وأمهلت المواطنين ربع ساعة فقط لمغادرة المكان . وإلا سوف تطلق عليهم النار من الأرض . ومن الجو بواسطة إحدى مروحياتها , التي كانت تحلق وقتها فوق رؤوس الناس . وعندما إنقضت المهلة , وتحركت المروحية تجاه المواطنين , إضطروا للهرب خوفا من الهلاك ..
    أحداث شمال مليط 1993 :
    قام المقدم / كمال محجوب الرشيد , ومجموعته بالقبض على ثمانية مواطنين بشمال مليط . حيث قاموا بتوثيقهم بالحبال , ثم تم جرهم بواسطة عربات لاند روفر , إلى أن تنصلت أطرافهم . وتوفي إثنان منهم في الحال . أما البقية فقد وضعوا على رؤوسهم إطارات سيارات ,بعد سكب مواد حارقة عليها . وأشعلوا فيها النار , حتى ماتوا جميعا متأثرين بتلك النيران . وعندما علم ذووهم بالأمر , قاموا بفتح بلاغ , ولكن السلطات قالت بأنهم من عصابات النهب المسلح . وأنهم قاوموا رجال الجيش (10) ..
    مجازر 1995 :
    في عام 1995 أشعل والي ولاية غرب دارفور , محمد أحمد الفضل , نيران الحرب بين المساليت والعرب . بقراره الشهير , بمنح أرض المساليت للعرب . " أم جلول ". فبدأت أعمال العنف والعداء , وكان رد الحكومة هو عزل الوالي , وتعيين اللواء حسن حمدين . ما جعل المنطقة عمليا تحت الحكم العسكري . وأستهل الحاكم الجديد حكمه, بحملة إعتقالات واسعة , وسجن وتعذيب أبناء المساليت . خاصة المتعلمين منهم . والعمد والشيوخ وأعضاء مجلس الولاية .
    وبدأت المليشيات العربية عملياتها ,بمهاجمة قرى المساليت في أغسطس 1995 . وفي بداية الهجمات , هوجمت قرى " مجماري " شرق الجنينة , وتم في هذه المجزرة تدمير كل القرى , وحرقها وقتل 75 مواطنا . على نحو بشع . وجرح 170 آخرون , وتمت سرقة 650 رأس من الماشية . وفي مجزرة مماثلة هاجمت المليشيات العربية , قرية شوشتا جنوب غرب الجنينة مساء 5 يوليو 1995 . حيث قتلت على الأقل 45 مواطنا - معظمهم نساء وأطفال - وتم نفس الشىء في قري : قدير - كاسي - بارونا - ميرياميتا - كادمولي . وقرى : جبال بيرتابيت . ومعظم الهجمات كانت تتم ليلا . فعند وصولهم للقرية(القوات الحكومية والمليشيات العربية) يبدأ المهاجمون , في إشعال النيران في كل القرية . والمواطنون الذين يهربون , تحصدهم البنادق العربية . وتتوافق الهجمات مع مواسم الحصاد . وبهذا عرضت القوات الحكومية و المليشيات العربية , المساليت لخطر المجاعة . وأجبرتهم على هجر أرض أجدادهم .
                  

04-12-2011, 10:10 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    وفي واحدة من أسوأ الهجمات , في قرى "جبل جنون" , قتل عدد من أفراد المليشيات بواسطة المساليت , ووجدت وثائق بحوزة القتلى .تثبت أنهم ينتمون للجبهة الإسلاموية . وتثبت الوثائق تورط الجبهة الاسلاموية في هذه المجازر .
    ومن بين القتلى وجد مواطنا سوريا يدعى محمود محمد شقار . وآخر ليبي إسمه فتحي عبد السلام . وآخر جزائري يدعى بلومي حماد . وعدد من المواطنين التشاديين . ويثبت كل ذلك , أن الجبهة الإسلاموية السودانية, تنفذ الهجمات بالتعاون مع تنظيمات الحركات الإسلاموية الأجنبية .
    مجازر 1997 :
    وفي 16 مارس 1997 , تصاعد العنف, حينما هاجمت المليشيات العربية , منطقة "بايدا" في الجنوب الغربي من دار مساليت . وإستخدمت المليشيات اللاندكروزرات , والخيول . حيث أطلقت المدافع .. وفي اليوم التالي كانت قرى : ع########ي - أندريقا - ميرمتاه - تيمبيلي - حرازة - أم خرابة - بيوت تلاتة - عشابة - صابيرنه - كاسي - شوش تاه - كال كوتي - كاسيا . قد تم تدميرها تماما . وقتل أكثر من 440 مواطنا . بينهم 150 إمراة و50 طفل . وتم تشريد أعداد هائلة . إلى أماكن غير معلومة . وهنالك شبهة أن يكون قد تم إسترقاقهم . بواسطة المليشيات العربية . وفي يوم 4 أبريل 1997 قتل قائد المليشيات الذي إتضح أنه شمالي " عقيد في الجيش السوداني " . وفي أواخر أبريل 1997 أستخدم ذات الأسلوب في مهاجمة منطقة : "أسبرينا" , شرق الجنينة . وفي غضون خمسة أيام تم تدمير وحرق حوالي 150 قرية , من قرى المساليت . وقتل أكثر من 500 مواطن . وتم تشريد حوالي 3 آلاف مواطن ونهب 400 رأس من الماشية .(*)
    مجازر 1998 :
    وفي العام 1998 . نفذت المليشيات العربية 4 هجمات على مناطق : قدير - هشابة - جبل لي بيري . وقتل في هذه الهجمات حوالي 430 من أبناء المساليت . كما تم حرق حوالي 120 قرية . وتم نهب 390 رأسا من الماشية . وخلال كل هذه الفترة , كانت الحكومة تقوم بمد المليشيات العربية بالسلاح . والمعدات والعربات , وتعدهم عسكريا . وفي المقابل تقوم بنزع السلاح من المساليت . وتفرض عليهم قانون الطوارىء . الذي يقيد حقهم في الدفاع عن أنفسهم وحريتهم في الحركة . ويعرضهم للإعتقالات الجماعية , والقتل خارج نطاق القضاء . ويتم تجنيد شباب المساليت قسرا . وإرسالهم إلى الجنوب ليشاركوا في الجهاد ضد الجنوبيين . بينما يترك شباب العرب لشن الهجمات على المساليت كبار السن الباقين مع النساء والأطفال .
    مجازر 1999 :
    وبتصاعد الهجمات بات جليا ,أن الجبهة الإسلاموية تهدف إلى "التطهير العرقي الشامل" لقبائل المساليت . ففي يوم 17-2-1999 أول أيام عيد الفطر المبارك . شنت الجبهة الإسلاموية هجوما شاملا على دار مساليت . بعد أن أعلن وزير الداخلية عبد الرحيم محمد حسين . في بيانه للإذاعة . أن المساليت قاموا بقتل زعماء العرب . وهم خارجون عن القانون ومناهضون للحكومة , ويشكلون طابورا خامسا . وبتحرك من النافذين في الجبهة الاسلاموية بدارفور . تم فتح الباب على مصراعيه , للمليشيات العربية , لشن هجمات كاسحة وواسعة على المساليت . وتم عقد إجتماعات شاركت
                  

04-12-2011, 10:13 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    فيها قبائل عربية من دارفور, ومناطق أخرى داخل السودان وخارجه . وأعلنت الحرب على المساليت . وقدمت السلطات المزيد من المعدات, والسلاح والعربات والمال . إلخ ...
    وتم إغلاق المنطقة . وحظر على أى مواطن مغادرتها . وفي الهجوم الكاسح ,الذي تم الإعداد له . والذي بدا في يناير 1999 . إستخدمت طائرات الهليكوبتر, لمساندة المليشيات العربية . وقتل في هذه الهجمات أكثر من 2000 مواطن وجرح الآلاف , وأضطر عشرات الآلاف للهرب إلى تشاد . حيث قدر عدد هؤلاء وقتها بأكثر من 100,000 لاجيء من أبناء المساليت . وقتل في مارس 1999 أكثر من 100 مواطن من أبناء المساليت, بواسطة المليشيات العربية .
    تعيد المجازر التي أرتكبت بحق المساليت , من قبل الحكومة ومليشياتها العربية , إلى الأذهان المجازر التي أرتكبت ضد الفور في 87 - 1989 من قبل الحكومة ومليشياتها العربية . ويبدو أن الصفوة الإسلاموعربية الحاكمة في الخرطوم . على تعاقب نظمها تصر على إعادة انتاج تجربة الإبادة الجماعية في دارفور, بين كل فترة وأخرى . إلى أن يتم إحلال كامل للقبائل العربية المجلوبة من الجوار الأفريقي ,بدلا عن غير العرب في دارفور!.
    خسر الفور في حرب العرب ضدهم في 1987 ألفين وخمسمائة من رجال القبيلة . وأصبح المئات معاقين . كذلك فقد الفور 40 ألف رأس من الماشية . وأحرقت لهم 400 قرية . يعيش بها عشرة ألف نسمة . وبلغ عدد النازحين منهم , الذين أصبحوا لاجئين في المناطق الحضرية في الإقليم , عشرات الألاف . وشهد قطاع البستنة الصغير - لكن القوِّي والحديث - في إقتصاد الفور نكسة خطيرة . إذ أقتلعت أشجار الفاكهة , أو أحرقت على يد المجموعات العربية . وفقدت إستثمارات كبيرة من السيارات وطلمبات المياه والمحاريث والمطاحن , أو ما يمكن أن نسميه : القطاع الحديث الصغير النامي من إقتصاد الفور .
    شهادات حية :
    بمجيء حكومة الانقاذ في 1989. تم التكريس لحالة الطواريء . وأطلقت الدولة يدها في دخول الأماكن العامة والخاصة . والتفتيش دون إذن أو أوامر . وتحديد إقامة وحركة المواطنين . والإستيلاء على الممتلكات الخاصة , بحجة إستخدامها في ملاحقة الجناة . من عصابات النهب المسلح . كما تم التشهير بالمواطنين بإسم الإسلام , في قضايا أخلاقية - بإسم المحافظة على شئوون العقيدة الإسلامية - وإيقاف حركة المواطنين بالسيارات (عرف بصمت الحركة) . في كل أسبوع . إبتداء من ليلة الأحد وحتى صبيحة الثلاثاء . فتعطلت مصالح الناس. وكان ذلك بحجة توفير الوقود, إستعدادا لتحمل المشاق ومحاربة أميركا !!..
    ثم أصبح السماح للمواطنين بالحركة في يوم الصمت (الإثنين) من كل أسبوع ,عن طريق تصديق برسم مالي . كما تمت إزالة منازل بعض المواطنين , لأغراض بيع الأرض في خطط إستثمارية دون سابق إنذار . وعندما أوقفت المحكمة المختصة تلك الإجراءات . لم تعترف سلطة الطواريء بأمر المحكمة . وتدخل أصحاب النفوس المريضة, بإسم الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , في أخص خصوصيات المواطنين . وكادت أن تحدث فتنة دينية . عندما لاحق هؤلاء مواطنا من جنوب دارفور إسمه يوسف . من أُم عربية مسلمة و أب مسيحي قبطي . وحكموا عليه بالجلد لعلاقته بفتاة مسلمة , أفضت للزواج .
                  

04-12-2011, 10:16 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    وهكذا خلال أقل من سنة في العام 2003 - 2004 خلقت سياسات الجبهة الإسلاموية في دارفور, صراعا طاحنا ,خلف عشرات الآلاف من القتلى(إعترف رأس النظام لاحقا بعشرة ألف فقط) , ومئات الآلاف من اللاجئين في تشاد . وآلاف النازحين داخل السودان . وحرق آلاف القرى , وإغتصاب غير محدود العدد للنساء, إلى جانب نهب الممتلكات . ومنع وصول الإغاثة إلى المتضررين (11) . ما دفع المتحدثة بإسم الأمم المتحدة , "ماري أوكابي" وقتها . للقول أن الموقف الإنساني في دارفور: " لا يزال مثيرا للقلق " . على حد تعبيرها ..
    وتؤكد منظمات عديدة أن آلاف الأشخاص, يفتقرون إلى المواد الغذائية (12) الأساسية . وهو ما يعرض حياتهم إلى الخطر. مع عدم قدرة عمال الإغاثة ,على الوصول إلى العديد من المدنيين , البالغ عددهم أكثر من مليون نسمة , والذين تضرروا من النزاع . ومع إشتداد الصراع يوم بعد آخر. تخلق موجات جديدة من اللاجئين والنازحين بإستمرار وضعا كارثيا. ففي إحصاء المفوضية العليا لشئون اللاجئين بالأمم المتحدة(2004) أن 18,000 لاجيء آخرين عبروا الحدود إلى تشاد في 23 يناير 2004 (28) وتؤكد منظمة أطباء بلا حدود . أن المساعدات الإنسانية والغذائية , المقدمة للاجئين في دارفور , لا تكفي بتاتا لمنع وقوع مجاعة بين أكثر من 80 ألف لاجيء في مدينة مورناي لوحدها ..
    وأكدت متحدثة بإسم المنظمة حينها أن حوالي 200 ألف لاجيء يموتون شهريا , مشيرة إلى أن اللاجئين لا يزالون يتعرضون إلى إعتداءات , من جانب مليشيات الحكومة السودانية. التي تسيطر على المنطقة المحيطة بمخيم اللاجئين . وأضافت المتحدثة (وقتها)أنه تم بين سبتمبر 2003 وفبراير 2004 . تدمير 111 قرية بالكامل , وقتل آلاف الأشخاص , إستنادا إلى دراسة وضعتها المنظمة ومعهد بحوث الأوبئة (13) وأتهمت منظمة مراقبة حقوق الإنسان , الحكومة السودانية بالتواطؤ في جرائم ضد الإنسانية . حيث قامت في إطار حملة حرق وتدمير المزارع والأراضي , بقتل آلاف المدنيين من أبناء جماعات الفور والزغاوة والمساليت . وإغتصاب النساء والفتيات ,وإختطاف الأطفال , ونهب عشرات الآلاف من رؤوس الماشية , وغيرها من الممتلكات , في العديد من أنحاء دارفور . إلى جانب تدمير موارد المياه بصورة متعمدة.(14)
    وقال موظفو إغاثة , أن آلافا من اللاجئين في دارفور , يواجهون خطر أن تتقطع بهم السبل على الحدود مع تشاد . ومعرضون لهجمات العصابات ما لم ينقلوا . إلى مخيمات قبل بدء موسم الامطار (15)
    لقد قضت منظمة مراقبة حقوق الإنسان , في بداية خروج أسرارهذا الصراع الطاحن إلى العلن مدة 25 يوما في غربي دارفور , والمنطقة المجاورة . قامت خلالها بتوثيق إنتهاكات حقوق الإنسان, في المناطق الريفية المأهولة سابقا. سنتناولها لاحقا.
    نواصل
    هوامش :
    (1) صحيفة الشرق الأوسط . عدد 27/5/2004.( راجع موقع الصحيفة على الانترنيت )
                  

04-12-2011, 10:19 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور و تسونامي سقوط الأنظمة الإستبدادية: أفق جديد ... (Re: احمد ضحية)

    (2) صحيفة الحياة اللندنية . عدد 27/5/2004. (راجع الموقع على الانترنت).
    (3) مجلة حقوق الإنسان السوداني . (كتاب غير دوري) المنظمة السودانية لحقوق الإنسان . القاهرة . العدد الثامن . يوليو 1999. ص : 16 .
    (4) دكتور عبد الله علي إبراهيم . الإرهاق الخلاق . دار عزة للنشر والتوزيع . الخرطوم . 2001. ص : 38 .
    (5) مجلة حقوق الانسان السوداني . مرجع سابق .ص: 16 .
    (6) السابق . ص : 38 .
    (7) عبد الرحمن الأمين . ساعة الصفر . مذبحة ديموقراطية السودان الثالثة . أجندة واشنطن . ص : 210 .
    (8) مجلة حقوق الإنسان السوداني . مرجع سابق . ص : 37 .
    (9) السابق . ص : 38 .
    (10 ) البنك العربي للمعلومات . إنترنيت . 27/6/2004.
    (11) alqanat.comLnewsLshownews.asp?id=40435
    (12) amnesty-arabic.orgLtextLreportsLafrLsudLsudan-sum-afr-54-008-2004.ht
    (13)hrinto-netLmenaLhrwLpr040402.shtm
    (14) السابق .
    (15)arabic.cnn.comL2004Lmiddle-eastL4L12Lsudan.darfur.
    (*)http://ara.reuters.com/article/topNews/idARACAE52316J20090304
    (*)http://arabic.irinnews.org/ReportArabic.aspx?SID=2528
    (*)http://www.cihrs.org/Arabic/

    نواصل
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de