|
|
 ندوة , ثورة الشباب العربى ماهيتها ومعناها , (ملخص + صور) .
|
مركز الخاتم عدلان للإستنارة والتنمية البشرية
ضمن سلسلة ندواته الإستثنائية , اقام المركز أمسية الثلاثاء 29 مارس 2011 , ندوة تحت عنوان :-
ثورة الشباب العربى ماهيتها ومعناها .
تحدث فيها
د. امين مكى مدنى .
أ/ مكي المغربى .
أ/ مها الزين .
أ/ فيصل محمد صالح .
وادارها أ/ محمد ابوجودة .
*
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة , ثورة الشباب العربى ماهيتها ومعناها , (ملخص + صور) . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
د. الباقر العفيف مدير المركز :-
مرحباً بكم
عنوان الندوة هو محاولة للفهم لما يجرى حولنا , وما يجرى حولنا احداث جسيمة , الصحافة الغربية تعاملت مع ما يجرى بجدية شديدة باعتباره تحولات عميقة جداً وانها منحى للنزوع نحو الحرية , وان الراهن اصبح على الشعوب وقد مضى عهد الرهان على الحكومات , ومضى عهد ان يكون وضع الاستقرار هو المعيار الوحيد , وصدرت الابحاث والكتب حول ما يحدث فى هذه المنطقة .
نحن يهمنا هذا الامر بشكل اساسى , حيث نلاحظ ان هناك مفاهيم مختلفة فى الدول العربية حول ما يحدث , البعض يصفه بانه ثورة اسلامية / وهو ما تطرحه قناة الجزيرة على سبيل المثال / , وهناك من يعتقد انها ثورات سوف تقود الى ادخال منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا الى العالم الديمقراطى .
هذه الثورات الان فى مرحلة المخاض والتشكل , ومفتوحة على كل الاحتمالات , ونحن نظمنا هذه الندوة لكى ما نفهم ما يدور , ودعونا شخصيات تمثل آطياف من الافكار والخليفات المختلفة والمتعددة لمناقشة هذه القضية .
نُرحب بكم مجدداً .
*
د. امين مكى مدنى :-
كل هذه الثورات هى ضد انظمة جاءت عن طريق الانقلابات , , وهى انظمة قامت بتهميش القوى الحية فى مجتمعاتها وقامت بتقييد الديمقراطية والحريات العامة .
وهناك مناطق فى العالم العربى تقع تحت قبضة الانظمة العشائرية والقبلية الشمولية , والتى يُتوقع ان تحدث فيها بعض التغيرات مثل قطر والكويت وغيرها , وقد حدث ذلك فى بعضها فعلاً مثل البحرين والسعودية . فهذه الانظمة العربية لو كانت ملكيات او مشيخات , فانها تأخذ الطابع العشائرى المعتمد على القبيلة او العشيرة , واعتقد انها سوف تستمر لفترة والتغيير فيها لن يكون تغيير جراحى كما شهدنا فى الاجزاء الآخرى من المنطقة العربية .
والسؤال الذى يحتاج لان نُشارك كلنا فى الاجابة عليه / لاننى محتار فيه / , وهو لماذا الان ؟ , لماذا فى 10 او 12 دولة عربية يحدث هذا الان فى نفس هذا التوقيت بالذات , دولة بعد آخرى ؟ .
هى مسألة تستحق الدهشة فعلاً , فهناك من يعتقد انها عدوى , وهناك من يقول ويتحدث عن مخطط تم وضعه فى واشنطن وتم التخطيط له بدقة من اجل ان يحدث كذا وكذا .. لكن ما حدث وبهذه الطريقة فانه فوق قدرات اى شخص او مجموعة من الاشخاص للتخطيط له بهذه الصورة
واعتقد ان الامور لم تصل الى نهايتها الحتمية بعد فى المنطقة العربية , وتندهش لما يدور فى الساحة , فبعد الذى حدث فى اليمن وليبيا , فان العجيب هو عن ماذا يُدافع هذا الحاكم او ذاك ؟ , وما الذى يُريد فعله فى مجال الحكم بعد ان تستقر الامور ويعود للسلطة بعد كل هذا القتل والدمار والخراب , وبعد ان وصف شعبه بالجرذان فان القذافى يُريد الاستمرار فى الحكم ! بعد ان قتل وجرح وقام بتهديم بنيات الدولة المادية الاساسية , فكيف يُريد الاستمرار فى الحكم بعد ذلك ؟ .
حول الظروف المحيطة بهذه الثورات , فان هناك تلاقح ثقافى , وهناك عمل مشترك , وبحوث وجهود ومنظمات مشتركة , وتنسيق فى كثير من الاحيان وتعاون بين كثير من الدول فى تغيير الانظمة السياسية .
لو تحدثنا عن العدوى وعن امكانية انتقال ما يحدث فى المنطقة الى السودان , فان الدهشة تزداد , حيث ان السودان يقوم بارسال وفود على المستوى الرسمى الى ميدان التحرير لتقديم التهنئة ! , ما الذى يجعلنا نقوم بدفع 5 الف راس من البقر الى مصر ؟ , وما الذى يجعل السودان يقوم بارسال التهنئة والاغاثة الى الشعب الليبى ضد معمر القذافى ؟ , كان من الضرورى ان تفهم الحكومة السودانية ان الشعب الليبى قد ثار ضد النظام لان له مطالب , قام بالثورة على الظلم , وكذلك من اعتصموا فى ميدان التحرير كانت لهم مطالب ضد الظلم والشمولية , ونحن هنا لو قمنا بالاعتصام والثورة ضد الشمولية فكم راس من البقر سوف تقدمه لنا الحكومة السودانية ؟ .
نحن لدينا مشكلة فى موضوع التغيير , فبعد اتفاقية السلام وانسحاب الاخوة الجنوبيين الى الجنوب , سيكون لدينا حكم المؤتمر الوطنى ونعود لوضع 30 يونيو 1989 بكل ادواته بل بادوات قمعية جديدة وافضل فى القمع , فالقوانين الكثيرة التى يتحدث عنها الناس موجودة , مثل قانون امن الدولة والنقابات ومنظمات المجتمع المدنى وامن المجتمع الخ , ومع المحكمة الدستورية الموجودة والفساد الموجود , والقهر والقمع , وسيطرة كاملة على الاقتصاد والموارد وعلى الشرطة وعلى الجيش على طريقة ارتداء الانسان لملابسه وعلى عقلك , كلها ظروف موجودة للثورة .
وللاسف فان المعارضة السودانية معارضة ضعيفة , لكن الحد الادنى لمطالب هذه المعارضة وهو مطلب لا يمكن التراجع عنه , ان الشعب السودانى يُريد التغيير , ويُريد حكومة قومية للقيام بالاعداد لدستور ديمقراطى وإنتخابات نزيهة حتى يتم تقديم حلول للمشاكل فى دارفور وابيى والعلاقات مع الجنوب والوضع الاقتصادى , وغيرها من القضايا .
وهذا يقودنى الى الحديث عن الشباب , فنحن جيل صنعنا ثورتى اكتوبر وابريل , لكن لم نكن نعرف يوم 10 اكتوبر ان هناك ثورة سوف تحدث فى يوم 21 اكتوبر لتطيح بالنظام العسكرى , الامر يحتاج لتعبئة وصبر ونشر للفكر والحوار الجاد حتى ينال الناس حقوقهم الدستورية المشروعة بطريقة سلمية .
*
أ/ مكى المغربى :-
سوف اقوم فى البداية بطرح سؤالين وتقديم الاجابة عليهما .
السؤال الاول , هل هذه موجة حقيقية ؟ , والاجابة نعم هذه موجة حقيقية ومعظم محاولات الافلات منها فشلت , فعندما تحدثت سوريا بان سقوط حسنى مبارك هو سقوط لكامب دايفيد لم تكن تتوقع ان احداث (درعا) سوف تحدث فيها , وسوريا قد اعتقدت ان سقوط الانظمة فى تونس ومصر هو سقوط للانظمة الموالية للغرب وان الانظمة المعادية او المناوئة للغرب لن تنالها موجة التغيير , ولكن نشهد حدوث العكس , هى موجة تغيير حقيقية وهى ليست وليدة اللحظة , هى نتيجة تراكم طويل سبقته موجات احتجاجية ضعيفة , وسبقته حركة انتزاع بعض الحقوق فى ما يتعلق بحريات الصحافة او غيرها من الحقوق , وكل ما يُحاكم به حسنى مبارك وابنه جمال الان سبق ان تمت كتابته فى الصحف المصرية المعارضة .
حسنى مبارك لم يسقط فى 25 يناير , والقذافى لم يسقط فى 17 فبراير , هذا هو الاعلان الرسمى فقط عن السقوط .
والسؤال الثانى , هل سوف تطال هذه الموجة السودان ؟ , والاجابة بنعم , لكن هل سيتم فى السودان الانتزاع بذات الطريقة , او بطريقة اصلاحية ؟ , وهذا سؤال آخر وهذا ما سوف اتحدث عنه .
هذه الثورات ترتكز على 7 أسباب , كل دولة قد تنال 3 او 4 او 5 اسباب منها , حيث ان مطلب جعل النظام السياسى نظاماً ديمقراطياً ليس هو السبب الوحيد رغم انه السبب الجوهرى , حيث ان كل مواطن موجود الان مقتنع انه من الافضل الحياة فى ظل نظام ديمقراطى , والتعبير عن الرغبة لهذا المطلب تختلف من دولة لدولة , فهناك تعبير سلمى وهناك تعبير عنيف , وانا اتوقع ان هناك صور آخرى سوف تظهر ولن تكون هى النموذج المصرى او التونسى او اليمنى او الليبى , ستكون هناك نماذج قد يكون فيها بعض الارهاب والعمليات المنظمة , كل دولة ونسيجها الخاص , وكل دولة وظروفها , وقد تنقلب بعض الانظمة على نفسها وتنشق , وما يحدث فى اليمن هو انشقاق مكتوم فى صفوف الحزب الحاكم وليس فقط ثورة شعبية , قبيلة الرئيس اليمنى قامت بالتبراء منه وهو الان عاصى للقبيلة ولشيخها .
اريد الان ان اقوم بذكر الاسباب الـ 7 , والتى لو وجدنا بعضها فى دولة قامت الثورة , وفى كل سبب سوف اقوم بشرح وضع السودان فيه .
السبب الاول التطلعات المشروعة والاشواق الثورية .. فى النظام المصرى لم يحدث ان قام الشعب بخلع رئيسه , ولا حتى فى تونس , لقد حدث طموح شعبى فى اننى كشعب استطيع ان اخلع قمة الهرم السياسى من قمة طغيانه الى الهاوية , هذا الحافز غير موجود فى السودان , لاننا مارسنه من قبل ومُتشبعين منه , فى مستوى الجيل الذى خرج واسقط حكم مايو العسكرى فى ابريل , وهذا البُعد غير موجود الا فى الجيل الجديد .
السبب الثانى , التوجهات الاستقلالية والاسلامية والعروبية .. فهناك شعوب مكبوتة تشاهد القضايا الرئيسية وهى تُسرق امامها , ويتم اذلال الكرامة العربية والاسلامية كما كان يحدث فى مصر , هذا البعد غير موجود فى السودان حيث ان النظام مُتعاطف مع القضايا المصيرية العربية والاسلامية , وكل ما يحدث من شائعات حول تسليم بعض الاشخاص من الجماعات الاسلامية من مصريين وليبيين وغيرهم هو كلام غير صحيح بالرغم من اتفاقية التعاون على مكافحة الارهاب بين جهاز الامن السودانى والسى اى ايه , و ربما تكون قد حدثت بعض الصفقات لاشخاص قراروا ترك العمل الجهادى والعودة الى اوطانهم .
السبب الثالث , دمقرطة العمل السياسى .. وهذا البُعد متوفر جداً فى السودان , حيث ان النظام الموجود الان نظام غير ديمقراطى , والعملية الإنتخابية الاخيرة فيها تشوهات كثيرة جداً .
السبب الرابع , مكافحة الفساد .. وهذا البُعد متوفر فى السودان .
السبب الخامس , المظالم الجهوية والعرقية , وهو ايضاً بُعد متوفر فى السودان , وهو موجود فى الحالة اليمنية , حيث ان هناك مظالم جهوية فى اليمن الجنوبى , وهناك مظالم جهوية فى الشرق والغرب فى السودان وهناك تركيز للسلطة فى الشريط النيلى , وعندما يكون هناك تركيز للسلطة مع وجود نظام مشوه , فان المظالم تكون واضحة , ولو حدثت ديمقراطية فى السودان فاننى لا استبعد مواصلة تركيز السلطة فى الشريط النيلى , لكن هذا الشريط عندما يمارس السلطة احتكاراً فى ظل نظام سياسى مشوه فلن يكون هناك مُبرر لتبرئة ساحته .
السبب السادس , المظالم الطائفية والمذهبية .. وهى غير موجودة فى السودان , هى موجودة فى البحرين يشتكى منها الشيعة , فى السعودية هناك مظالم مذهبية , لكن فى السودان هذا البُعد غير متوفر .
السبب السابع , الازمات الاقتصادية من جوع , فقر وبطالة وغلاء .. وهى موجودة فى السودان نجد انه تتوفر بعض الاسباب عندنا هنا ومنها السبب الجوهرى , لكن اقول ان التغيير لن يكون بنفس الطريقة التى تحدث الان حيث ان كل دولة لديها فنون فى احداث , وما سيحدث فى السودان لن يكون ثورة او اسقاط النظام , واراهن ان قدر السودان سيكون اصلاح او وفاق وطنى , حيث ان الحزب الحاكم قد مارس الحياة السياسية كمعارض وكنقابى ومُتظاهر , حزب لم يأتى من نظام شمولى مُباشر , فهناك الان وزراء كانوا متظاهرين فى الشوارع وكانوا فى السجون .
ثم ان طبيعة النسيج السودانى , وطبيعة الشخصية السودانية تختلف , فهى قابلة للحوار ومعظمهم الوصول اليهم سهل وليس صعب , و(البشير) ليس (حسنى مبارك) ولا (بن على) هو يختلف عنهم وليس هو (على عبدالله صالح) .
النقطة الاخيرة انه لا توجد حماسة / بالرغم من رفع سقف المطالبات للنشطين / اذا كان استئصال النظام سوف تترتب عليه خسائر كبيرة وعدم استقرار , وهنا يجب التفرقة بين العنف اللفظى لاحزاب المعارضة فى الندوات , وبين ما يقولونه فى منابر آخرى .
*
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة , ثورة الشباب العربى ماهيتها ومعناها , (ملخص + صور) . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
أ/ مها الزين :-
سعيدة بوجودى مع هذه الكوكبة من المتحدثين , وسعيدة بوجود فيصل محمد صالح , فقد تزاملنا فى ارض الكنانة فى فترة الدراسة الجامعية , وفعلاً مصر هى ام الدنيا .
اذا الشعب يوماً اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر , هذه التحية هى كلمات ابوالقاسم الشابى والتى اصبحت خالدة , فهناك ثورات احدثت تغيير حقيقى فى المنطقة العربية , وحراك شعبى فى عدد آخر من دول المنطقة .
باختلاف الاوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية فى كل دولة عربية , هناك جمهوريات وهناك ملكيات , والملاحظ هو اختلاف الشرعية , فنجد فى الملكيات الاستناد على العشائرية والعائلية .
اى حراك طائفى او مذهبى فى المنطقة , يقابله حراك مضاد من فئات فى الشعب ترى ان هذا الحراك هو ضد مصالحها المذهبية والطائفية المختلفة , وهناك مثال البحرين التى تحركت قوات درع الخليج الاقليمية لقمع الاحتجاجات فيها .. لابد فى هذه الحالة من وجود بديل ديمقراطى يتم الاتفاق عليه من الجميع .
لا بديل عن الحرية لكل الشعوب , هذه هى الخلاصة لما يحدث فى المنطقة , الحرية هى المطلب مهما تعددت اشكال القمع والتضليل باسم الاشتراكية او باسم القومية العربية او الدين او باسم التنمية والديمقراطية او اى اسماء آخرى , هذا طريق مسدود .
هيمنة فئة قليلة على الحكم / والسودان واحد من هذه التجارب / تتحول تلقائياً الى حاكم وبطانة حوله , وتتفكك قواعد الحزب الذى استلم السلطة بانقلاب ويتراجع خطه السياسى ومثال لذلك سوريا والاردن ومصر وتونس , حيث لا وجود لحزب حقيقى له خط سياسى واضح , وهذه الحالة تخلق الفساد الذى يقوم بالتالى بالقمع وخنق الحريات لتأمين مصالحه , ويحدث الزواج بين السلطة والثروة , لذلك نسمع عن ارقام مذهلة لثروات (حسنى مبارك) و (بن على) و (القذافى) .
مع مطالب الحقوق المدنية والسياسية , فان تدنى الوضع الاقتصادى خلق حالة حادة من الاحتقان السياسى فى هذه الدول , ونحن لدينا هذه الحالة , بل ان اتفاقية السلام الشامل لم تُحدث تغيير حقيقى فى العلاقات الاقتصادية الاجتماعية على نسيج المجتمع , واحدثت هذه الاتفاقية تسوية انتهت لصالح النخبة الحاكمة .
نجد ملمح عدم استقلالية الاجهزة الحكومية متوفر فى كل الدول التى تشهد الثورات والحراك الشعبى , وحدث تدخل بين الحزب الحاكم والمؤسسات الحاكمة حيث اصبحت ملك شخصى للحزب يُديرها كما يشاء وهى حالة كانت موجودة فى مصر وتونس , وموجودة الان فى السودان , هذا بالاضافة للفقر وتدنى الاوضاع المعيشية , وتهميش الاجيال الشابة بالبطالة وابعادها عن اتخاذ القرار .
كل الاجيال فى السودان الان لديها اشواق للتغيير , صحيح حدثت عندنا تجارب ثورية بالاطاحة بانظمة عسكرية , لكن هذه الثورات لم تحقق اهدافها وتمت سرقتها .
اعتقد ان انتشار العدوى الثورية فى المنطقة لعبت فيها اجهزة الاعلام والاتصالات الحدثية ادوار هامة , حيث تم كسر حاجز الزمان والمكان , وتم خلق حركات على مستوى العالم تُطالب بالحقوق , ساهمت هذه الاجهزة فى خلق حالة من الوعى والهام الشباب .
ما حدث فى المنطقة هو حراك شبابى , وهذه الحراك شمل كل الوان الطيف السياسى , واعتقد ان السودان سيتم فيه حراك ضد كل الاشكال المحنطة المعروفة لاحداث التغيير , وهناك ارهاصات بذلك .
واحدة من مشاكل السودان هى المشكلة الجهوية التى لم نجدها فى مصر وتونس , ومما يلفت النظر فى التجربة المصرية هو هذا الحراك المستمر لمتابعة انجاز اهداف الثورة , وان الشباب استطاع هزيمة كل الافكار المتخلفة التى اكتسبها عبر المؤسسات التعليمية والاعلامية الرسمية المتخلفة .
*
أ/ فيصل محمد صالح :-
هناك مظاهر مشتركة بين كل هذه الثورات , وهناك اتفاق ان كل هذه الانظمة قد اصابتها الشيخوخة سياسياً وجسدياً , ومعظم افراد هذه الشعوب هم من الشباب , كل دولة لها خصوصية خاصة بها , لكن حكمة الله ان كل الحكام يتشابهون .
ما حدث فى مصر , نجد ان السبب الرئيسى للثورة لم يكن الوضع الاقتصادى , صحيح كان هذا السبب كامن وسط الاسباب الآخرى لكنه لم يكن الاساسى , والدليل ان الشريحة التى قامت بقيادة الثورة هم من الشريحة المتوسطة والعليا .
هذه الانظمة قامت بخلق ما يُعرف باسم حكم العائلة ووراثة الابناء للحكم , هذه الحالة وجدناها فى مصر وتونس وليبيا , واليمن التى قام فيها الرئيس بتقليص الحكم من القبيلة الى العشيرة ثم الى حكم الاسرة .
كنا نتحدث حول ان ارادة الشعوب لا تقهر , وكان هذا الكلام كلام انشاء , لكننا شاهدنا هذا الامر يتحقق على ارض الواقع , فمن كان يصدق ان سلطة الامن المركزى المصرى هذا الجهاز الشرس والرهيب سوف تنهار فقط فى 4 أيام ؟ , وهو ما سوف يحدث فى اليمن وفى سوريا وفى دول آخرى .
هذه الثورات هى ثورات مدنية الطابع , حتى فى البلاد التى قالوا عنها انه ليس هناك مجتمع مدنى حقيقى فيها مثل اليمن التى تتميز بالطابع القبلى العشائرى , واذكر هنا ملاحظة (عزمى بشارة) الذكية التى قال فيها ان المجتمع المدنى لم يصنع الثورة فى اليمن بل هو يتكون داخل رحم الثورة نفسها .
هناك حديث يدور حول ان المحرك الاساسى لهذه الثورات هو التيار الاسلام السياسى , لنأخذ مصر كمثال , حركة الاخوان المسلمين فى مصر هى جزء من الحركات الموجودة فى الشارع وربما هى الاكثر تنظيماً قبل الثورة , حيث ان الثورة صنعت تاريخ جديد , وعندما بدات الثورة لم تشارك فيها حركة الاخوان المسلمين وهناك بيان مكتوب من الجماعة يتحدث عن عدم مشاركتها , وقامت بالمشاركة الخجولة فى يوم جمعة الغضب التى خرج فيها الملايين , هناك قوى آخرى مُغيبة فى مصر , وبعد 25 يناير لا يستطيع احد ان يدعى انها ما زالت اكبر قوى سياسية موجودة على الساحة , والاصوات الغائبة بدات فى الظهور , والكلام انهم هم من صنعوا الثروة هو كلام غير صحيح , وهناك ايضاً حراك داخل حركة الاخوان المسلمين بعد الثورة , ومن الممكن جداً ان تنخرط قطاعات منها فى المشروع المدنى , وهذا سيكون مكسب كبير , وليبيا مثل اليمن , هى مجتمع عشائرى والمجتمع المدنى يتخلق داخل الثورة .
اعتقد ان على كثير من المدارس السياسية والفكرية ان تقوم باعادة قراءة النظريات القديمة التى تتحدث عن الثورة على ضوء ما يحدث فى المنطقة , واعتقد ان ما حدث كان نتيجة للثورة العلمية فى اجهزة الاتصالات الحديثة التى خلقت ادوات ووسائل جديدة .
واحدة من النقاط الاساسية فى هذه الثورات هو هزيمة المشروع الامريكى فى المنطقة , مشروع الشرق الاوسط الجديد وبالذات فى مصر وتونس , فى ليبيا الوضع مختلف وامريكا تحاول ان تلحق بركب التغيير , لكن فى مصر وتونس هزمت امريكا ودول الغرب تماماً حيث كانت هذه الانظمة انظمة مُحببة للغرب لانها علمانية وتقوم بحماية مصالح الغرب .
دول الخليج التقليدية ليست فى امان من التغيير , البحرين اصلاً اكثر انفتاحاً وتطوراً , لكن حتى الدول التقليدية مثل السعودية والامارات وقطر , والتى يبدو ان ظروفها مختلفة فعلاً , وبعض انظمتها قد يستطيع ان يلحق بعملية التغيير وهذا قد يمنحه عمر اطول , لكن لو وقفت ضد التغيير فسوف يحدث الحراك الشعبى من داخل رحم المجتمع .
النقطة الاخيرة عن علاقة الاعلام بهذه الثورة والحديث عن الفيس بوك , لو كان الفهم ان هذه الاجهزة هى التى تخلق الثورة فهذا كلام غير صحيح , حيث ان الحراك فى مصر لم يكن كله فى الفيس بوك , كان هناك حراك ميدانى له عدة سنوات فى حركة كفاية وغيرها من الحركات , وكانت هناك احتجاجات واعتصامات , تراكم قاد للثورة فى 25 يناير , واعتقد ان اول من هدم نظام (حسنى مبارك) كانت الصحافة المصرية التى عملت طوال 10 سنين فى هدم هيبة (حسنى مبارك) وفتح ملفات الفساد وهذه مسألة فى غاية الاهمية .
من وجهة نظرى ان المقاومة السلمية هى الابقى والاقوى لانها تقوم بتجريد النظام من مشروعية لاستخدام العنف ضد المتظاهرين , وهى مقاومة تقوم بفضح النظام .
كل الظروف للثورة موجودة عندنا , لكن كما قال الكثيرين , لحظة الشعب لا يعرفها احد .
*
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة , ثورة الشباب العربى ماهيتها ومعناها , (ملخص + صور) . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
نماذج لبعض المداخلات
د. محمد عوض كبلو :-
هل قدمت هذه الندوة اجابة عن سؤال ماهى المشكلة التى قامت الثورات من اجل حلها ؟
ادورد سعيد فى نقده لبعض كتابات العرب والمستشرقين يتحدث عن اهمية الحديث عن الانقلابات العسكرية والاستبداد الشرقى , ونجد ان هذه المنطقة منذ القرن التاسع عشر قد حكمتها اما انظمة استبدادية شرقية وقامت ثورات ضدها , واما انظمة استعمارية متسلطة , ثم بعد نيل الاستقلال تسللت الانقلابات العسكرية الى سدة الحكم .
تحليل هذه الثورات , اهم ما فيها غير عنصر الشباب هو الطابع الفكرى والتنظيمى المدنى , ولديها رغبة معالجة قضايا الاستعمار الجديد .
*
أ/ بكرى محمد :-
المعسكر الشرقى احتاج لـ 10 سنوات من اجل التحرر من الاشتراكية , بدات فى بولندا 1981 حتى وصلت الى الاتحاد السوفيتى فى 1992 , ويجب علينا عدم الاستعجال فى السودان لان هذه الثورات سوف تأخذ مدى زمنى طويل ونفس طويل , وكل دولة عربية سوف تحدث فيها ثورة .
اختلف مع حديث استاذة مها الزين حول ان الثورة فى السودان سوف يقودها الشباب , حيث ان نسبة مشاركة الطلاب فى إنتخابات الجامعات هى نسبة متدنية , والشباب السودانى ليس لديه اهتمام بالسياسة والعمل , قد يكونوا واحد من عناصر الثورة , لكن لن يكونوا هم العنصر الرئيس .
*
أ/ الطيب حسن :-
هناك نقطة تحدث عنها استاذ مكى المغربى يراهن فيها على التحول السلمى والاصلاح الداخلى باعتبار ان الاخوة فى الحركة الاسلامية لديهم تجربة عريضة فى المعارضة والاتحادات الطلابية وممارسة الإنتخابات , هذا الكلام صحيح من ناحية الخبرة الجماهيرية , لكن هؤلاء فى الاساس تربيتهم غير ديمقراطية ولعل استاذنا امين مكى يذكر اننا فى المدرسة الاهلية كنا نقوم بالتوقيع على ميثاق الدفاع الديمقراطية وقد رفضت الحركة الاسلامية التوقيع عليه .
الديمقراطية ليست واحدة من ادبيات الحركة الاسلامية .
*
أ/ اسماء محمود :-
تقيمى لثورات الشباب بالنسبة لنا انها اشبه بثورة اكتوبر , واعتقد انهم قد وصلوا لنفس القناعة التى وصلنا لها فى ثورة اكتوبر وثورة ابريل , وهى قناعات الرغبة فى الديمقراطية واسترداد الحريات وايقاف التدهور الاقتصادى , كل هذه الثورات قامت بنوع العاطفة دون ان تكون هناك معرفةواضحة بالبديل , وفى كل الثورات التى تمت ليس هناك بديل جاهز وسوف يتعرضون لنفس ما تعرضنا له , وهناك ملاحظة حول التصويت على تعديل بعض مواد الدستور التى تمت فى مصر حيث ان اهم مادة فيه لم يشملها التعديل وهى المادة التى تقول ان المصدر الاساسى للدستور او واحد من مصادره هى الشريعة الاسلامية , وان اتخوف من حدوث انتكاسة فى مصر وتونس , فى قضايا حقوق الاقباط والمرأة .
نحن نحتاج فى السودان للتغيير , لكن يجب ان يكون هناك بديل مقبول , ويجب ان يكون لدينا ميثاق واضح .
*
د. يوسف الكودة :-
الاخ فيصل حاول ان يطمئن الناس بعدم الخوف من فزاعة الاخوان المسلمين او الاسلام , وكذلك كلام مدير المركز من ان بعض الفضائيات اظهرت ان الاخوان المسلمين هم من كانوا وراء الثورة فى مصر وتونس .
كان هناك مشهد رائع عندما تم نقل صلاة الجمعة من ميدان التحرير , وكانت قناة الجزيرة تقوم بنقل صلاة الصبح من نفس الميدان , هذا منظر رائع وجيد مع انى ضد ان يتم سرقة الثورة لا من الاخوان المسلمين ولا من اى جهة آخرى .
وانا لست من الاخوان المسلمين , لكن اعتقد ان اى مشاريع سياسية ضد ما هو موجود داخل دواخل الناس هى مشاريع فاشلة , والدليل اننا سمعنا هذه الكلام من الخاتم عدلان والحاج وراق وغيرهم , والاسلام ليس حكراً على احد بالتأكيد .
وانا رئيس حزب اقول ان الشعوب قد تجاوزت الاحزاب , وهناك دولة مثل ليبيا ليس فيها احزاب معارضة لكن رغم ذلك حدثت فيها ثورة .
اعتقد اننا يجب ان نضغط على الحكومة لاحداث التغيير , وانا سمعت كلام كثير من قادة سياسين حول انتشار الاسلحة مع وجود حركات التمرد فان اى احداث غير محسوبة من الممكن ان تقود الى كارثة .
لا تسمعوا كلام بعض علماء المسلمين عندما يقولوا ان الخروج على الحكام لا يجوز , انا اقول ان الخروج على الحكام يجوز اذا كان من وراء هذا الخروج مصلحة , لكن بنفس القاعدة اذا تبين لنا كعقلاء اننا اذا خرجنا ستحدث فوضى وانقسام , فاننا فى هذه يجب علينا ان نجلس مع بعضنا البعض لنقرر هل نخرج للشارع , ام هل نقوم بالضغط على الحكومة لاحداث التغيير والاصلاح .
*
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة , ثورة الشباب العربى ماهيتها ومعناها , (ملخص + صور) . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
أ/ فيصل محمد صالح :-
صحيح ان الغرب ليس كتلة واحدة , فيه حكومات ومؤسسات مجتمع مدنى , لكن الادارة الامريكية فى خطها الرسمى كانت تدعم هذه الانظمة الشمولية مثل نظام (حسنى مبارك) و (بن على) , وكانت تعتقد ان هذه الانظمة هى التى تقوم بخدمة مصالحها ويجب ان تبقى , وكانت تطالبها باصلاح جزئى عندما تشعر ان الشعوب ثائرة عليها , اوباما لم يتحدث عن الثورة المصرية الملهمة الا بعد سقوط نظام , لكن اثناء الثورة كانت وزيرة الخارجية تقول ان النظام المصرى قوى وهو يحتاج فقط لبعض الاصلاحات , فى ليبيا الوضع مختلف فهو نظام لا صليح له فى كل العالم ومن يقبله , يقبله على مضض لذلك هناك اجماع على اسقاطه الان .
صحيح ربما يكون داخل النظام السودانى من لديه فكر اصلاحى , لكن المشكلة هى ان هذا الاصلاح خاضع لحكم الشعب , والشعب هو الذى يقرر هل هذه الاصلاحات كافية ام لا .
*
أ/ مها الزين :-
مها الزين
يجب علينا ان لا نكون حساسين فى قضية قراءة تجارب الشعوب , هناك تجارب فى المنطقة العربية حدث فيها تفرد وقدمت نماذج جديدة للنضال .
الشموليات فى المنطقة العربية اثبتت انها هشة , وهذا مُلاحظ فى انزواء الامن المصرى والاعتماد على البلطجية فى المرحلة الاخيرة .
عن البديل , نحن نبحث عن نظام مدنى يعتمد على الدولة المدنية , والبديل سوف يقوم بفرض نفسه وقيادته عندما يأتى الوقت المناسب لذلك .
*
د. امين مكى مدنى :-
مدير الشرطة فى السودان يتحدى الجميع ويقول ان الشرطة جاهزة لكل من يخرج ليتظاهر فى الشارع , وتخيل ان مدير الشرطة هو المسؤول عن امن المواطن ! , وكذلك نجد اللغة الخشنة من شخصيات الحزب الحاكم حول لحس الكوع وان زعماء المعارضة سجمانين وغير ذلك من الاقوال , السؤال ورغم الحوار بين النظام وحزب سياسى معارض , هل الوضع الحالى باشكاله وقوانينه وممارسته ينبغى ان يزول ؟ , نعم , وهذا هو المطلب , وفى اعتقادى ان الحديث عن لجنة حوار هو كلام للتمويه فقط لا غير , لان النقطة الجوهرية هل افراد النظام على استعداد للمحاسبة حول الجرائم التى ارتكبت خلال الفترة الماضية ام لا ؟ , لا يمكن ان تجلس مع نظام لحل ازمات هو السبب فيها , وشعارات الحكومة ذات القاعدة العريضة والقاعدة الضيقة هى شعارات لا معنى لها , اما الانفراج السياسى واستقرار القوانين واستقلال القضاء واقرار حقوق الانسان وحل مشكلة دارفور لتكون قاعدة الاجندة المتفق عليها والا فاليحدث ما يحدث .
*
أ/ مكى المغربى :-
حديث ان الحركة الاسلامية لا تؤمن بالديمقراطية , هو حديث صحيح , لا يوجد اسلاميين يؤمنون بالديمقراطية كعقيدة اطلاقاً , وانا لا اؤمن بالديمقراطية كعقيدة ابداً , عندى ايمان بها كآلية للحكم السياسى , لكن حدثيى هو ان هؤلاء الناس قد جربوا العمل الجماهيرى السياسى ويعرفون أثاره , وهم لذلك يختلفون عن (حسنى) و (بن على) لانهما لم يتعاملا مع الجماهير من قبل , اقصد قبل وصولهم للسلطة .
الشباب عنصر مؤثر , وهناك من مات فى الجنوب من الطلاب صغار السن وهم قادمين من دول الخليج وليس لديهم مشاكل مادية / طلاب الشهادة عربية / لكن كان لديهم الايمان الكافى بالذهاب الى هناك , وكذلك هناك من مات برصاص فى التظاهرات ضد الحكومة , لذلك فان الحديث حول ان الشباب السودانى صغير السن وليس لديه اهتمام بالعمل العام هو حديث غير صحيح .
عندى اصرار ان الشعب السودانى قد تشبع بالثورات , وانه قد جربها من قبل , واعتقد ان (عمر البشير) لديه شعبية , وهى شعبية لا علاقة لها بالحزب , لكن لها علاقة بطبيعة السودانيين وقبولهم للشخص او رفضهم له , وهم احرار فى ذلك فهم يقبلون (البشير) ويرفضون (الترابى) رغم ان الاخير مفكر .
انا اتوقع انفراج سياسى , واتوقع نجاح سياسات التيار الاصلاحى فى الحزب الحاكم , واتوقع الوصول الى وفاق سياسى وسيكون هو المخرج للسودان , لكنى لا اعتقد بوجود سيناريو للتغيير عبر الشارع , ربما تكون هذه التوقعات غير صحيحة , لكن هى على كل حال رؤية شخصية .
*
انتهى تلخيص الندوة
| |
|
|
|
|
|
|
| |
مركز الخاتم عدلان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست