دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: تلاجة وزير المالية !! بقلم اشراقة النور (Re: النصرى أمين)
|
قال محدثي -الذي أثق في حديثه- إنه صلى الجمعة في أحد مساجد الخرطوم في حي وسطي، وكانت الخطبة تتحدث عن الحمد ومعانيه وفوائده، إلى هنا الخطبة طبيعية ، إلى ان بدأ الإمام يذكر الامثال والتي يقول إنها من واقعنا المعيش «يا اخوانا ، انحنا ما بنحمد ربنا ونشكروا كلو كلو ، اليوم كلو نتذمر ، ونشكي ، عليكم الله كلو واحد يرجع بيتهم هسي ويفتح تلاجتو ، يلقى فيها البيض، واللبن واللحم ، والموز والتفاح ، والدجاج !!! المافي شنو؟عليكم الله دي مش نعمة وما حاسين بيها «.!! وما درى الإمام ان هناك من المواطنين ومن هم على مرمى حجر منه وعلى تخوم العاصمة - ولن نتحدث عن الأصقاع- لم يسمعوا بإختراع اسمه «ثلاجة «، ناهيك عن إمتلائها بتلك «الأطايب»، ويا لبؤس إمام مسلمين يرى أحوال الناس جميعا من خلال أحوال ثلاجته. ذكرتني قصة هذا الإمام الأنطوانيتي»نسبة إلى ماري أنطوانيت الملكة الفرنسية التي اقترحت على شعبها اكل الكعك عندما شكوا الجوع وانعدام الرغيف» بوزير ماليتنا الحالي علي محمود ، الذي افتتح علينا جلوسه على كرسي الوزارة بمزحة شهيرة، وهي دعوة الناس إلى العودة إلى اكل الكسرة ، وما فطن إلى أن أيام الكسرة هي «العهد الماسي «بالنسبة للشعب السوداني، الذي أصبح «وأمسى» اغلبيته يعيش على حافة الجوع، لعدم قدرته على شراء «قوت يومه «ذات الكسرة التي يعتبرها الوزير «تقشفاً» وبات من المستحيل على كثير من الناس توفير تكلفة «ملوة الذرة» لصنعها إلا بمجموع دخل «كتيبة عاملة» من أفراد أسرة واحدة، وأظن ان تصريح الوزير حينها قد قتلته الصحافة نقداً وذماً. ولكن ما لفت انتباهي في الحوار الذي أجرته مؤخرا معه جريدة «السوداني وحاصرته باسئلة من عمق الجرح ، هو «براءة» هذا الرجل القادم من «كوكب آخر» وهو يتحدث عن نسبة الفقر في السودان ، واطمئنانه على الوضع الاقتصادي على الرغم من فجوة القمح المتوقعة بنسبة «84%»، وفقدان «36%» من موارد النفط بعد الانفصال. لم المح في حديث الوزير «المطمئن» لـ«السوداني» أية نظرة واقعية لأحوال الناس ومعاناتهم الإقتصادية ، ولم يذكر أية خطة لمعالجة التضخم الذي أقرّ به، ولا أية استراتيجية لتخفيض منصرفات القطاع السيادي ، بل «بشرنا»بأن هناك مسؤولين قاموا بزيادة مخصصاتهم الشخصية وتعديلها بنسبة «40%»!!. «ومن المثير للإهتمام كذلك «عدم قلق «من الوزير من إحصائيات الفساد والإعتداء على المال العام، قائلا ًبأنها «تقارير تاريخية «يعنى من عهد أمنحتب الأول «بل يبررها بزيادتها طرديا مع زيادة موارد الدولة «، وحسب حديثه، كلما زادت أموال الدولة ،كلما كثر نهبها من قبل القائمين على أمرها ، يعني «كرامة توت لى رقبة توت» كما يقول المثل عند أهل أمي المحس. اما عند سؤاله عن طرق محاسبة هؤلاء المعتدين على المال العام «فقد قال ان هناك معالجات إدارية تتم داخل المؤسسات لمثل هذه التجاوزات ، وعلينا كشعب «عائد إلى اكل الكسرة» أن لا نحلم البتة بوقوف أي مسؤول فاسد أمام منصة القضاء ،إلا إذا «ضبح روح شخخخ وعديييل كدة». من المثير للاستغراب كذلك في لقاء الوزير انه لف ودار حول عقد المليار «بتاع مدير سوق الأوراق المالية «، بطريقة باردة ، لا تشبه أبدا انفعاله وفقدانه لأعصابه وهو يرى هذا العقد لأول مرة بين أيدي الصحافة ، وسامح الله زميلنا الصحفي ابو القاسم ، الذي «اخرج» الوزير عن طوره ليدخله موسوعة «غينيس «كأول وزير مالية في الكون يقوم بحبس صحفي .!! كثيرة هي عجائب الحوار مع وزير ماليتنا الموقر ، ولكن أكثر عجيبة على الإطلاق هي انه «يسمع «أخبار الغلاء وحكاياته من «زوجاته «واتمنى من أعماق قلبي أن لا يفتح الوزير «ثلاجته» قبل إصدار أي تحذيرات للشعب السوداني، فأعظم ما نخشاه هو أن يطلق علينا دعوة تقشفية من «وحي « هذه الثلاجة بالعودة الى عهد «الباسطة والكنافة» وهذا يقود بسهولة الى فناء آخر للطبقة الوسطى «الفانية أصلا» بالضغط و السكري بسبب تصريحاته «العظيمة».
| |
|
|
|
|
|
|
|