دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
تقرير (الحلقة الثانية) من 24 الى29مايو عن اعتقال وتعذيب ابوذر الامين اعداد زوجته منى بكري
|
وهذه الحلقة الثانية من التقرير يتضمن الفترة من 25 الى 29مايو2010م الذي اعدته الاستاذة منى بكري زوجة المعتقل ابوذر بعد التقرير الاول والذي استوفى الفترة من 19 الى 24مايو2010م : الاولى : http://www.sudaneseonline.com/ar3/publish/article_390.shtml
تقرير عن اعتقال وتعذيب الصحفي أبوذر علي الأمين 25 -29 مايو 2010م
الثلاثاء 25 مايو 2010م، ذهبت في الصباح حوالي الساعة العاشرة صباحاً، لنيابة أمن الدولة، أستأذنت من موظف الاستقبال لمقابلة وكيل النيابة، أشار عليّ بالدخول، ودخلت مكتب وكيل النيابة (خالد) ووجدته مشغولا وخرجت، بعد ذلك دخل عليه محامون عن أبوذر وهم: أبوبكر عبد الرازق، كمال عمر، وبارود صندل، بعد أن خرجوا سألتهم عن الذي حدث، فقال كمال عمر، أنهم رفعوا طلب بشطب البلاغ في مواجهة المتهمين وإسقاط التهم وطالبوا باطلاق سراحهم، وأن وكيل النيابة (خالد) أفادهم بأن جهاز الأمن وجه تهم جديدة للصحفيين لم يبينها لهم، كما تم منعهم من مقابلة أبوذر وبقية الصحفيين بحجة أن النيابة سوف تتحري في التهم الجديدة. كما علمت منه أيضاً أن النيابة رفضت طلب الشطب. أثناء انتظاري بالصالة، استدعاني وكيل النيابة (خالد) لمكتبه وكان موجودا بالمكتب ابوبكر عبد الرازق المحامي. سألته، عن قرار النيابة حول طلب معاينة أبوذر بواسطة طبيب أخصائي، وطلب زبارتي لأبوذر. تحدث وكيل النيابة مطولا حول المهنية في العمل، وعن أنه يعمل حتي ساعة متأخرة ولم يستطيع أن يحضر للمكتب أمس (الاثنين) لأنه عمل حتي الساعة 11 ليلاً، وأضاف: هل في موظف في الدولة بيعمل حتي الساعة 11 ليلا ؟؟. ثم دلف إلي أن هناك تحري سوف يتم مع أبوذر ولذلك لا يستطيع أن يسمح لي بالزيارة. تساءلت متعجبة قائلة لوكيل النيابة: ما العلاقة بين الزيارة لزوجي وتحرياتك كوكيل نيابة مع المتهم، وأضفت أن وكيل النيابة يمكن أن يتحري لعدد من الشهور، فهل معني هذا ألا تكون هنالك زيارة؟؟؟؟؟؟. أضاف وكيل النيابة خالد أنه في حالة التحري مع المتهم لا نسمح بالزيارة. رددت عليه علي العموم أنا قدمت طلبين، طلب للزيارة وطلب بعرض زوجي علي أخصائيين، وأريد القرار فيهم. فتح وكيل النيابة درجه وأخرج ملفاً ووجه حديثه قائلاً: بخصوص الطلب الاول، معاينة أبوذر بواسطة الطبيب الاخصائي، أستطيع أن أقرأ لكم القرار، قرارنا هو الأتي: أن أبوذر تمت معاينته بواسطة طبيب عمومي بمستشفي الشرطة وحالته الصحية لم تستدعي تحويله لاخصائي، بدليل أن الطبيب لم يحوله لاخصائي. (يقصد وكيل النيابة ب(الطبيب)، هو ذات الطبيب الذي شخّص حالة أبوذر بأورنيك (8)). وأضاف قائلا: أما طلب الزيارة فأنا استلمته اليوم فقط. بادرت ردي عليه بكلمة (يا أستاذ) صحة أبوذر معتلة و.......، ولم يمهلني لأنهي حديثي، وصرخ في وجهي قائلاً: ما تقولي لي يا أستاذ، أنا ما أستاذ، أنا هنا وكيل نيابة وبس!!!!. لم أرد عليه وأذكرأنه قال سابقاً أنه متحري فقط وليس وكيل نيابة. وأحترت في نفسي بماذا أناديه وهو ليس بوكيل نيابة كما ذكر. وتساءلت يا ليتني أستطيع أن أعرف في أي المواقف يكون (وكيل نيابة) وفي أخري يكون (متحري)، حيث أنه رفض أن أناديه ب(أستاذ) !!!!!!!!. لم أنبس ببنت شفة أو أرد علي ما ذكره وكيل النيابة خالد، وطلبت منه فقط تسليمي صورة من قراره هذا. أفادني أنه سوف يرسل لطباعة الرد علي الطلب ويسلمه لي. وقفت لأغادر مكتبه وأستاذنتهم في الخروج. تدخل أبوبكر عبدالرازق المحامي قائلاً: دقيقة، يا (مني) أنا الآن، أقنعت وكيل النيابة أن يستدعي أبوذر وتسلمي عليه فقط ويرجع، وذلك نسبة لحالتك النفسية كزوجة قلقة علي زوجها. رددت عليه، إن سمح لي وكيل النيابة اليوم فقط بالزيارة فماذا سيكون غداً؟. وأضفت أنني لا أريد أن يمّن علي أحد بالزيارة، فهذا حقي القانوني وأنتوي ممارسته كاملاً، وأضفت أن وكيل النيابة خالد ذكر بأننا يجب ان نكون مهنيين، لذلك أنا قدمت طلبات وأنتظر قرار النيابة فيها. رد وكيل النيابة (خالد) غاضباً ونهرني بشدة: ما تخليني أطلع من طوري، خلاص أمشي اطلعي برة !!!!. وغادرت مكتبه لانتظر بالاستقبال لحين الانتهاء من طباعة الرد علي الطلب ليسلمه لي. طال انتظاري وفكرت ان أذهب لقضاء بعض الحاجات، ورجعت بعد ساعتين لاستقبال النيابة، وتوجهت لموظف الاستقبال وطلبته أن يبلغ وكيل النيابة خالد بأنني أنتظر قرار منه بالاستقبال. رجع الموظف وقال لي وكيل النيابة قاليك اتفضلي، دخلت مكتبه ووجدت أبوذر بداخل المكتب. جلست ووجهت حديثي لأبوذر: أنا ما زرتك ولا شفتك!! وأضفت، لأني عندي طلب للزيارة لم يبت فيه بعد، (في إشارة تعني أن تواجده بمكتب وكيل النيابة لا يعتبر أو يعد زيارة لي)، ضحك أبوذر من حديثي، فهو لا يعلم أن وكيل النيابة قد طردني من مكتبه قبل وقت قليل. ابتدر وكيل النيابة الحديث مبتسماً، ابتسامة عريضة جداً: وذكر بأنه بعامل أبوذر أحسن معاملة، لدرجة أنه أعطاه مرة مفتاح حمامه الخاص والذي لا يسمح حتي لعساكره باستعماله، وأنه يقّدر أبوذر جداً، ويميزه حتي عن باقي المتهمين، ونسبة لحالته الصحية فهو يتعاطف معه جدا !!!!. اندهشت لهذا التغير الكبير والمثير، فبعد أن طردني من مكتبه، وجدت نفسي فجأة موضع ترحيب!!!، لم أفهم هذا التغير المفاجئ أو أدرك معانيه!!!!!. لم أعلق علي ما قال وكيل النيابة خالد أي اهتمام واكتفيت بالصمت. أثناء حديث وكيل النيابة، توجهت بنظراتي لأبوذر، وتحسرت علي رؤيته، فوجدته أسوا ما يكون صحة، مقارنة بأخر يوم رأيته. بدأ أبوذر أكثر شحوباً، وحين تحدث قلقت جداً من صوته، فهذه المرة أصبح صوته ضعيفاً جداً وعيونه أكثر اصفراراً. واصل وكيل النيابة قائلاً: أن الصورة التي أُخذت لأبوذر وهو بالنيابة، قد أحدثت له مشكلة وجعلت الناس يعتقدون، إما أنه ينتمي إلي اتجاه أبوذر السياسي (مؤتمر شعبي) أو مرتشي. وقف وكيل النيابة وقال سوف أترك مكتبي لكم لمدة دقيقتين ثم أرجع، وشدد علي أن أخرج من شنطة اليد خاصتي أي كاميرا أو موبايل. قلت له لا أملك كاميرا، ومعي موبايلين، أخرجتهم من الشنطة وأعطيتهم له. وسألته: إذا عايز يفتش الشنطة!!!. قال: لا. أخذ وكيل النيابة الموبايلين وخرج. التفت إليّ أبوذر قائلاً: يا (مني) أمبارح وكيل النيابة شاف الصورة في جريدة أجراس الحرية أمس، ويعتقد أن ذلك قد يهدد مستقبله، لذا أرجوكم أن توقفوا من الهجوم الاعلامي، وكلمي ناس أجراس الحرية، إنهم ما يعيدوا نشر الصورة تاني!!!!. وأضاف أبوذر: كما أرجو أن تبحثي عن أصل الصورة وتجيبيها لتعدميها قدام وكيل النيابة ليرتاح. وأردف أبوذر خالد ده زول كويس، وأنا ما عايز مستقبله يتعرض للخطر، وفتشي عن أصل الصورة وجيبيها!!!!!. رديت عليه: أبوذر خلينا في المهم، وكلمني عن صحتك وما تشعر به الآن؟؟؟؟ رد قائلا: أشعر أن دمي ضعيف، والآم الظهر الكلي ثابتة في محلها، وما زلت أتبول دماً، كما إني خايف أن تكون في مشكلة في الاعصاب، لأني ظهرت لي مشكلة المشي دي من امبارح، والأن أنا ما قادر أمشي كويس. كما ذكر لي أنه طلب أن يتم عرضه علي ثلاث أخصائيين وأكثرهم أهمية الأن أخصائي أعصاب. ذكر لي أبوذر قائلا: المهم يا مني أنا خايف عليك جداً، وناس النيابة ما مرتاحين لطريقة تعاملك معاهم. وأنا ما عايز أن يرتد هذا الأمر عليّ!!!!. وفسر حديثه قائلاً: إذا اتحرمت من شوفتكم فسوف اتأثر جداً، فهذا سلواي الوحيد في الحراسة. عند هذا، دخل وكيل النيابة مكتبه، وأمرني أبوذرأن أغادر بسرعة. أثناء خروجي من مكتب وكيل النيابة مع أبوذر وأنا أهمّ بالخروج، تصادف وجود (أنس) بالخارج وقال لي: أن وكيل النيابة خالد بله، اتصل به تلفونيا ليحضر لمقابلته بخصوص موضوع الصورة!!!. غادرت وتركت أنس في انتظار وكيل النيابة. وأنا في الشارع أخذت أفكر في أحاسيس أبوذر المرهفة، ورعبه من فكرة ايذاءه لاي أحد، عن قصد أو بدون قصد. وفكرت في المسؤولية التي حملني عبئها!!!! فكيف أستطيع أن أوقف الحملات الاعلامية؟؟؟ وكيف لي أن أقنع جريدة أجراس الحرية، لتوقف نشر الصورة، حتي أنني لا أعرف من هم إدارة صحيفة أجراس الحرية؟؟؟ وكيف يستقبلون كلامي هذا، وعلي أي محمل يأخذونه !!!! كذلك غيرهم من جرايد وقنوات فضائية و......و........ خاصة أنني لست اعلامية ولا أعلم حتي كيف تدار وتنظم الحملات الاعلامية ولأي هدف!!!!!!. وكيف توقف الحملات الاعلامية؟؟؟!!!! وكيف يمكن أن يتم سحب صورة من الجرايد والقنوات و......و..... أحسست أن أبوذر حملني مسؤولية كبيرة، اثقلت كاهلي وشلت تفكيري وأصابني إحباط لا حدود له!!!!. ذهبت للمنزل وحضر أنس، قال لي: يا (مني) بمجرد خروجك وأثناء انتظاري لوكيل النيابة خالد، (وتصادف تواجد أبوذر بصالة النيابة)، حضر وكيل أول نيابة أمن الدولة، سامي حسن شريف، وانتهرني قائلاً: انت يا زول ، منو السمح ليك بزيارة أبوذر؟؟؟؟؟؟. قال لي أنس: رددت عليه بهدوء: أنا لم آت لزيارة أبوذر، حضرت بناء علي طلب وكيل النيابة خالد، وتصادف وجود أبوذر هنا. رد وكيل أول النيابة (سامي حسن شريف) قائلاً: ولماذا تجلس بهذا الكرسي بجوار أبوذر، كان يجب أن تجلس بذاك الكرسي (وأشار الي كرسي شاغر يتواجد بنهاية الصالة). رد عليه أنس: يا مولانا أنا لمن حضرت هذا الكرسي كان مشغولاً، ولا يوجد كرسي شاغر إلا هذا ويمكن أن تتأكد من موظفي الاستقبال. قال لي أنس، أن تصرف وكيل أول النيابة أغضبه جدا جداً، وأستاء من سوء المعاملة. وذكر أن أشد ما ألمه، هو أنه زميل لوكيل النيابة في المهنة، لأنه محامي. قال أنس بعد برهة، حضر وكيل النيابة (خالد بلة) وذكر له موضوع الصورة التي التقطت لأبوذر بالنيابة، وأن ذلك حدث أثناء زيارتنا (أنا وأنس) لأبوذر بنيابة أمن الدولة. وأضاف وكيل النيابة لأنس قائلاً: إن (مني) زوجة أبوذر اعترفت وأقرت بأنها ألتقطت الصورة لأبوذر. رد أنس قائلاً: أنا ومني حضرنا يوم الخميس 20 مايو 2010م مساءا لزيارة أبوذر بعد أن أذنت لنا بذلك، وما حدث أنني لم أري (مني) وهي تلتقط أي صورة لأبوذر، وعن نفسي أؤكد لك أنني أيضاً لم ألتقط أي صورة. قال لي أنس: أن وكيل النيابة، أخبره أن هذا الموضوع مسه شخصياً وعرضه لمشاكل كثيرة مما يجعل الناس يعتقدوا علي أنه في نفس الخط السياسي لأبوذر أو هو ……!. قال أنس: ان وكيل النيابة ذكر له أن يحضر غداً (27 مايو 2010)، للتداول والتفاكر حول موضوع الصورة.
اليوم الأربعاء 26 مايو 2010م، وصلت إلي نيابة أمن الدولة حوالي الساعة العاشرة صباحاً، علي وعد أن أستلم قرار مكتوب بشأن الرفض لمعاينة الطبيب أو الأطباء الأخصائيين، والذي قرأه علي مسامعي وكيل النيابة، بحضور أبوبكر عبدالرازق المحامي. وأيضاً ليسلمني وكيل النيابة قراراً مكتوباً بشأن الزيارة. أستاذنت موظف الاستقبال بأن يعلم وكيل النيابة خالد، بأنني حضرت وأنتظر تسليمي القرارات المكتوبة. رد علي الموظف، تفضلي، مولانا في انتظارك. دخلت مكتبه ووجدت أبوذر جالساً، حييتهم وجلست. بدأ وكيل النيابة حديثه قائلاً: نحن أولاد ناس ومتدينين وبنصلي وبنخاف الله، وما تقدري تتخيلي نحن كيف بنحترم أبوذر وبنعامله معامله كويسة. وأضاف بخصوص موضوع الطبيب تمت أمس مراجعة ذلك أمس!!!. قلت له لحظة يا مولانا: أمبارح أنت رفضت طلب معاينة الاخصائي، وقرأته علي مسامعي، واليوم قلت أن هنالك مراجعة، لم أفهم، كيف هذا؟؟؟؟؟. واصل حديثه: نحن لا يمكن أن نسمح لأطباء خاصين أو بعيادات خاصة لمعاينة المتهم ولكن ممكن أن نحضر أخصائياً من طرفنا، وعلي العموم نحن بنتعامل مع مستشفي الشرطة وعلي مسئوليتي سوف أحول أبوذر لمستشفي الشرطة لاخصائي كلي ومسالك بولية. رد أبوذر قائلا: يا مولانا أنا فعلا ما شاعر بتحسن في صحتي والاحسن عرضي علي ثلاثة أخصائيين (كلي ومسالك بولية، أعصاب وباطنية). واندهشت لما سمعت!!!، فأنا أعرف أبوذر جداً، لا يمكن أن يقول هذا الكلام، إلا أن يكون قد طفح الكيل!!!. انتابتني الهموم وزادت مخاوفي لدي سماعي ذلك !!!!! رد وكيل النيابة، لكن مستشفي الشرطة لا يوجد بها أخصائي أعصاب!!. قال أبوذر: من أمبارح فقط أنا أشعر بمشكلة حقيقية في المشي، وخايف أن تكون هنالك مشكلة في الأعصاب أثرت علي حركتي في المشي، كما هنالك ألام الظهر التي لا تفارقني!!!. شعرت بحسرة وخيبة أمل كبيرة، بين حاجة زوجي للعلاج العاجل، ورفض النيابة ذلك، فوكيل النيابة علق أمس بالرفض وقرأه لي من الملف، واليوم هنالك رأي مختلف، بمراجعة الطلب لم أفهمه!!، كما انه لم يبين هذه المراجعة. وأسوأ ما في الأمر انني أشعرأن هنالك عدم تفهم لدقة المسألة الصحية لأبوذر ومدي حرجها. ودارت التساؤلات في ذهني: من الذي له الحق ليقرر في صحة أبوذر: أهو الطبيب العمومي، أم أبوذر أم وكيل النيابة؟؟؟. شعرت بمرارة ويأس، من الامر كله، فأنا لم استلم قرارً مكتوباً بالرفض أو عدمه أو حتي بالمراجعة التي ذكرها وكيل النيابة!!!. وحقيقة الأمر أن اليأس بدأ يعرف طريقأ إلي نفسي!!!!، خفت من ألا يتلقي زوجي العلاج الذي يستحقه وخاصة كل يوم بدأت تظهر له مشكلة جديدة. في الأول، بدأت مشاكله بألام الكلي والتبول دماً، واليوم ألام حادة في الظهر وعدم قدرة علي المشي، ومازالت ألام البطن والمشكلة في الاخراج قائمة!!!!!! في هذه اللحظة بالذات علمت حقيقة ما يشعر به أبوذر ويعانية من ألم وعذاب!!!!. ما أن عبرت باب النيابة للشارع حتي ناداني موظف الاستقبال، وقال أن وكيل النيابة يريد رؤيتي، رجعت وقابلت وكيل النيابة خالد، والذي ابتدر حديثه قائلاً: أنا حأودي أبوذر بنفسي للمستشفي لمقابلة أخصائي الكلي، ولكن لا أستطيع أن أسمح لك بالذهاب معنا !!!!!. بعد طول صمت رديت عليه: يا مولانا، إذا سمحت لي، أنا زوجة تريد أن تطمئن علي صحة زوجها، ولابد أن يعرض زوجي علي عدد من الأخصائيين وأكون برفقته، ولابد أن أعرف من هو الطبيب الذي يعالجه؟ وما هي مؤهلاته وخبراته؟ حتي يمكن الوثوق به. ثم بعد ذلك نأتي علي قضية التشخيص والنتائج التي توصل لها؟ هل تقبلناها واقتنعنا بها؟؟، أم في النية عرضها مرة أخري لأخصائي أخر؟؟. وإذا لم أطمئن فمن حقي عرضه علي عدد أخر من الأخصائيين. أضاف أننا يمكن عرضه لعدد من الأخصائيين الحكوميين أيضاً. أضفت: حسب ما أري، أنك حصرت النطاق في مستشفي الشرطة فقط. رد قائلاً: إذا وجد أطباء حكوميين، فلا مانع. قلت له: أتمني أن تعطينا الفرصة لنتفاكر مع المحامين ونقترح لكم قائمة من الأطباء الحكوميين نتداول حولها وتشركونا في هذا الأمر. أستأذنته، وغادرت النيابة.
اليوم الخميس 27 مايو 2010م، حضرت للنيابة لتوصيل ملابس لأبوذر، وكذلك لمتابعة طلباتي المقدمة التي لم أتلق فيها رد، وأستأذنت موظف الاستقبال بالسماح لي بمقابلة وكيل النيابة خالد، أستأذنه فسمح لي. قلت له: اتمني أن تسمح بإيصال هذه الاشياء لأبوذر، وكنت أود أن أسأله عن موضوع صحة أبوذر والأطباء الاخصائيين. ولكني غيرت رأيي وقلت في نفسي، من الأحسن ألا أسأل!!!. واستدرت نحو باب مكتبه مغادرة. ولكن وكيل النيابة بادر قوله لي: أمبارح ودوا أبوذر للطبيب بمستشفي الشرطة وأبوذر قال أنه الحمد لله، خلاص أطمأن علي صحته. قلت له أن حالة أبوذر أيضاً تستدعي معاينته لعدد من الأخصائيين، والآن يحتاج عاجلا لأخصائي أعصاب.وأضفت علي حسب ما ذكره أبوذر أمبارح، انه يعاني من عدم استطاعته المشي، وأريد أن اطمئن علي هذا. رد قائلاً: أن الطبيب الذي عاين أبوذر أمبارح من المفترض أن يحوله لأخصائيين إذا استدعي الأمر وهذا لم يحدث، مما يعني أن حالته الصحية كويسة، وما محتاج!!!!. أحسست أن الدنيا تدور أمامي وأنني سوف أسقط أرضاً!!!!، فأبوذرلم يعرض علي أخصائي كلي ومسالك بولية ولكن تم عرضه علي طبيب عمومي، وحتي هذا الطبيب العمومي لم يستطيع أن يقدر مدي وضعه الصحي ويحوله لأخصائيين!!!!. أستأذنت في الخروج مسرعة حتي لا أسقطمعشياً عليّ، وعلمت أن مصيبتي كبيرة ولم أجد من يواسيني. وصلت الشارع وأنا بحالة مذرية من البؤس، وقفت في أول بقالة قرب النيابة لأستجمع قواي والتقط أنفاسي، حتي أفكر بطريقة صحيحة، لأعرف ماذا تكون الخطوة التالية!!!. انتبهت إلي أن موظف الاستقبال يناديني، مولانا عايزك!!!. رجعت النيابة ودخلت مكتب وكيل النيابة خالد، والذي بدأ قوله: من الطريقة الانتي طلعتي بيها من مكتبي ده، معناها انتي حتمشي تكتبي وتنشري، انتي هسه فهمتي شنو؟؟؟!!!!! قلت له: يا مولانا أنا حأكتب كل يوم، وفهمت أن زوجي تمت معاينته بواسطة طبيب عمومي، قرر أن حالته الصحية كويسة، ولا يحتاج تحويله لأخصائيين!!!!! قال لي: منو القاليك الكلام ده، أنا كلامي ليك أن زوجك قابل أخصائي كلي ومسالك بولية. (ولم أستطع أن افهم كلامه، وتساءلت كيف يقرر أخصائي الكلي، عدم حوجة زوجي لمعاينته لأخصائي في الأعصاب والباطنية؟؟؟، وما علاقة أخصائي الكلي بتخصصات أخري هو لايفهمها؟؟؟؟؟). أضفت قائلة: أنا لازم أستوثق من ذلك، ولذلك أريد أن تعطيني صورة من تشخيص الطبيب لحالة أبوذر وثانياً: أن تعطيني اسم الطبيب الذي عاين زوجي، لأذهب وأقابله حتي أطمئن. رد عليّ: أن تقرير التشخيص وكل أوراق الطبيب هي للنيابة وليس لأحد الحق في الاطلاع عليها أو أخذ صورة منها، وأضاف قائلاً: بعدين، ابوذر ده ماطفل عشان انتي تتصرفي بالطريقة دي!!!!!. رديت عليه: طبعاً ما طفل، لكن معتقل تم تعذيبه ومريض جدا، وكزوجة دوري أن أطمئن علي زوجي. قال لي حتي أبوذر لم يطالب بأن تتم معاينته بواسطة أخصائي أعصاب والطبيب الذي عاينه لم يقرر ذلك وأنه هو أيضاً (وكيل النيابة) يري: إذا كان هنالك مرض بالكلي فسوف يؤثر تلقائياً علي حركة المشي، وأنه من قبل تعرض لمشكلة في الكلي أثرت علي رجليه وحركته في المشي. رديت عليه: علي حسب كلامك يا مولانا، إذا كان أبوذر يملك الحق في القرار بمطالبة أخصائي أعصاب، فهو قد طالب بذلك ثلاثة مرات، وذكرها أمامك أمس وبحضوري. ثارت ثائرته وقال مهاجماً: أن أبوذر لم يطالب بذلك أبداً، وانتي قلتي ثلاثة مرات، وعشان تتأكدي، رغم أن أبوذر الأن يتحري معه وممنوع الزيارة، ولكنني سوف أناديه وأساله، عشان ما تقولي معلومات ما صحيحة!!!. وفعلاً، نادي وكيل النيابة أبوذر وحضر. دخل أبوذر علينا، ولاحظت أنه كطفل يتعلم المشي حديثاً، وكان يحمل رجليه من علي الأرض حملا. جلس أبوذر، وقال له وكيل النيابة: أبوذر اتكلم مع (مني) حول ذهابك للطبيب. قال أبوذر، نعم ودوني لطبيب، وقال الطبيب أن هنالك مشكلة بالكلي نتيجة للضرب الذي تعرضت له، أعطاني علاج كما أخذ عينة من البول. وأضاف وكيل النيابة: وان نتائج الفحوصات بتأخد ثلاثة يوم وبعد تطلع حنرجعه تاني للدكتور. سأل وكيل النيابة أبوذر: هل حصل أن طالبت بمعاينة أخصائي أعصاب؟؟؟. رد أبوذر: حصل أمبارح هنا معاك!!!، وقبل يومين ذكرت ذلك أيضاً لأحد الضباط بالنيابة (لا اعرف اسمه) وقلت له: اني ما قادر أمشي عشان كده عايز أقابل أخصائي أعصاب. وجه وكيل النيابة حديثه لي: عشان تعرفي يا (مني) أنك قلتي أبوذر طالب بذلك ثلاث مرات، وهذا لم يحدث!!. سألت أبوذر: هل ما زلت تتبول دماً، أجاب نعم. وحاول تطميني قائلاً: علي العموم الطبيب طمأني، فقد كنت أخشي أن كليتي قد تلفت تماماً، ولكن الطبيب قال أنني أعاني من التهاب في الكلي. ذهب أبوذر مغادراً. استبقاني وكيل النيابة قليلا، ونادي بارود صندل المحامي (الذي تصادف وجوده بالنيابة) ووجه حديثه له قائلاً: يا أستاذ بارود أنا عايزك بخصوص المقالة الذي نشرتها (مني) بالانترنت.وأضاف: أن هذه القضية قيد التحري ولا يجوز فيها النشر، لأن هذا يضر بالتحري، وقد يعرضه شخصيا لتحقيق ومساءلة، وإن حدث هذا فهو سوف يقدم استقالته. كما قال: أنني فيما نشرته، ذكرت اسمه بالكامل (خالد بلة) وكان يكفيني أن أشير الي وكيل النيابة فقط دون ذكر الاسم، وأنني في ثلاث مواضع من المقالة ذكرت أحداث لها صلة بموضوع التحري، مثل أنني ذكرت التهم التي وجهت لأبوذر. كما أنني ذكرت أشياء غير حقيقية. قلت له: يا مولانا، أنا لم أنشر محاضر التحري خاصتك، ولم أنشر أي كلام ينسب لأبوذر قاله في التحري ولم أسأله أبداً عن ذلك، بل أنني سردت وقائع وأحداث تعرضت لها كزوجة، تتابع صحة زوجها المعتقل المريض، وبعض من معلومات أستقيها من محامين زوجي، في سبيل متابعة قضيته. وسألته: يا مولانا هل حصل رأيتني بنيابتكم هنا، قبل أن يحتجز أبوذر بحراستكم، وحتي أنني لم أسمع بنيابة أمن الدولة من قبل. سألني بارود صندل المحامي، هل يا (مني)، رافقتي أبوذر حين ذهب للطبيب. رديت عليه: مولانا لم يسمح لي بذلك. ورد وكيل النيابة: نعم، لا يسمح لها بمرافقته للطبيب، هذا ممنوع. قال بارود صندل، في هذه الحالة فسوف أنصح أبوذر بأن يتمسك بحقه ويمتنع عن زيارة الطبيب، إلا أن يسمح لزوجته بمرافقته. تطرق وكيل النيابة لقضية زيارتي لأبوذر، وقال لبارود صندل بخصوص زيارتها لأبوذر، فهي قاعدة تشوفه!!! رديت عليه: كيف ذلك؟. قال أمبارح: انتي ما قعدتي معاه هنا معاه في مكتبي لمدة دقيقتين. قلت نعم، ولكني أريد زيارة مقننة، ولا مانع لي في أن التزم بضوابط الزيارة، كل ما أطلبه هو متي ستكون الزيارة؟ ولكم من الوقت؟. وجه وكيل النيابة الحديث مرة ثانية لموضوع نشري مقال بالانترنت، وقال لي: أسمعي يا (مني) أنا بقوليك قدام بارود المحامي ده، عفي الله عما سلف، وعن الكلام الفات الكتبتي، ولكن إذا كتبتي تاني فسوف تكون هناك مساءلة قانونية ولن أتواني عن اتخاذ إجراءات قانونية ضدك !!!!!!. انتهي من كلامه، وأستأذنت بالانصراف، خرجت مع بارود صندل المحامي، وسألته عن البلاغ الجديد والتهم الجدديدة في مواجهة أبوذر. ذكر بارود أن البلاغ تم فتحه من جهاز الأمن ضد أبوذر، والتهم التي وجهت هي: - من القانون الجنائي: المادة (21)، الاشتراك تنفيذاً لاتفاق جنائي، المادة (24): الأمر بارتكاب جريمة والاكراه عليها، المادة (26): المعاونة، المادة (64) إثارة الكراهية ضد الطوائف أو بينها، المادة (66) نشر الأخبار الكاذبة، والمواد (24) و (26) من قانون الصحافة والمطبوعات.
شعرت من جسامة التهم الموجهة لأبوذر في الثلاثة بلاغات المفتوحة ضده، أن أبوذر ارتكب من الجرائم والفظائع ما يفوق حد الوصف والخيال. وقلت في نفسي، حسبي الله ونعم الوكيل!!!!!.
اليوم الجمعة 28 مايو 2010م، استيقظت من الصباح ولا أعلم، كيف أبدأ يومي!!!، وظللت أفكر: هل أذهب لنيابة أمن الدولة؟ وإذا ذهبت فلن يسمح لي بالدخول؟ ومن ناحية ثانية، إذا لم يوجد وكيل نيابة، قد أتسبب بالحرج، للموظفين الموجودين هناك!!!! لم أعلم ماذا أفعل؟؟ وهداني تفكيري إلي أن أبوذر قد يقلق إذا لم أذهب، وربما يعتقد أن مكروه ألم بنا!!!!. انتابتني الظنون ودفعني قلقي للتفكير في أن يكون أبوذر قد تم نقله لمكان أخر!!!، أوساءت حالته الصحية كثيراً، أو.....أو........ ولأقطع هذه الأفكار، قررت أن أذهب. وصلت نيابة أمن الدولة، وقطعت علي نفسي وعداً، ألا أدخل المكتب، واكتفيت بالانتظار في الشارع أمام النيابة، لحين حضور أحد الموظفين. انتظرت لحظات، أخذت أفكر فيها: رغم أنه لا يسمح لي بالزيارة ولكني أريد أن أطمئن علي أبوذر وأن أوصل له رسالة، ليعلم أننا بخير، وخوفي ألا يصيبه القلق علينا أو تظن به الظنون!!!. وعلمت أن هذا هو الأمل والطريق الوحيد للتواصل مع أبوذر أن يعلم أنني حضرت، رغم علمه منعي من الزيارة!!!!. وقدّرت أنه في حالته هذه، سلواه الوحيدة هوعلمه بأننا نتواصل معه حتي وإن لم نره أو نقابله. في هذه اللحظة ظهر أحد الموظفين ووقف أمام باب النيابة، أستأذنته أن يوصل ملابس وقروش لأبوذر ويحضر لي ملابس أبوذر المتسخة. وافق علي ذلك وحملهما ودخل. وحمدت الله كثيراً، أن الموظف لم يرفض أخذ الملابس، لأن هذا هو الطريق الوحيد لنعلم أن أبوذر بخير ويعلم هو أننا بخير!!!! تجاوب الموظف معي وحمل الملابس والقروش وبعد لحظات خرج حاملاً ملابس أبوذر المتسخة. وقال لي: أبوذر الليلة حالته أحسن!!!! فرحت جداً وشكرته لحسن اهتمامه ومعاملته. وحمدت الله كثيراً، علي هذا التواصل. واستدرت عائدة للمنزل.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: تقرير (الحلقة الثانية) من 24 الى29مايو عن اعتقال وتعذيب ابوذر الامين اعداد زوجته منى بكري (Re: عوض بابكر)
|
المجد والصمود للاخ ابوذر والتحية لزوجته الصامدة الشجاعة التي ترسم لوجة عن صمود الانسان السوداني في وجه هذا الطاغوت الانقاذي وعسعسه اللئيم..!! ووكيل النيابة الامنجي ال######## ده هو وقت بخاف من الاعلام والنشر لييييييه بشارك في اذلال وتعذيب الانسان السوداني...!! وتبا لكل الايادي المرتجفة التي شاركت وظلت تشارك في قمع وتدجين الانسان السوداني..
وتحية عالية للصامدة مني وغدا باذن الله سيخرج ابوذر مرفوع الجبين وسيذهب هو لا الاوباش الي مزبلة التاريخ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تقرير (الحلقة الثانية) من 24 الى29مايو عن اعتقال وتعذيب ابوذر الامين اعداد زوجته منى بكري (Re: مجدى محمد مصطفى)
|
وكيل النيابة أصبح جزء من فريق التعذيب بمحاولاته اسكات صوت الاخت الكريمة منى، فهو يريد التغطية على أعمال التعذيب التي يمارسها الامن ولا يهمه صحة الصحفي ابوذر هذا بالضبط ما حدث مع الدكتور علي فضل تنكر له وكلاء النيابة الذين خانوا عهد مهنتهم والأطباء الذين خانوا قسم ابي قراط . اذا كان وكيل الميابة لا يفعل خطأ فلماذا يخاف من الاعلام ، كان المفترض ان يكون احرص الناس على انهاء هذه المأساة لا أن يساهم فيها، ولكنه فعلا ينبغي أن يخجل فهويوجه لصحفي لا يملك سوى قلمه تهما بتقويض النظام الدستوري واثارة الكراهية ضد الدولة، وكل هذه الاتهامات الترهات
التحية للأخ ابي ذر وهو يجبر جلاديه على الاختباء خلف قضبان نيابة امن الدولة ، والتحية للأخت الصامدة منى وهي تواجه هذه الظروف بكل هذا الثبات والصمود وباذن الله سينجلي هذا كله قريبا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تقرير (الحلقة الثانية) من 24 الى29مايو عن اعتقال وتعذيب ابوذر الامين اعداد زوجته منى بكري (Re: صديق محمد عثمان)
|
السلطات السودانية تحظر سفر ابنة المهدي وناشطين آخرين.. واعتقال صحافي خامس
حفل «العشاء الأخير» لوزراء الحكومة اليوم.. والحركة تطالب بوزارة الطاقة وتتنازل عن «الخارجية» الاحـد 16 جمـادى الثانى 1431 هـ 30 مايو 2010 العدد 11506 جريدة الشرق الاوسط الصفحة: أخبــــــار الخرطوم: فايز الشيخ منعت السلطات السودانية 5 ناشطين وسياسيين من السفر يوم أمس والمشاركة في مؤتمر لمحكمة الجنايات الدولية ينطلق في العاصمة الأوغندية كمبالا غدا الاثنين، بينما وصفت الخرطوم تحركات «الجنايات الدولية» بأنها «محاولة ساذجة ومفضوحة للتشويش علي التطورات التاريخية في البلاد التي تمثلت في قيام الانتخابات وتنصيب الرئيس البشير»، في وقت بررت فيه واشنطن مشاركتها في تنصيب البشير باعتبارها راعية لاتفاق السلام الشامل. واعتقلت السلطات صحافيا خامسا من صحيفة «رأي الشعب» التابعة لـ«المؤتمر الشعبي» الذي يتزعمه حسن الترابي، منذ يومين.
وتنظم محكمة الجنايات الدولية مؤتمرا في العاصمة الأوغندية كمبالا في الفترة من 31 مايو (أيار) الحالي، وحتى 11 يونيو (حزيران) المقبل، ويركز المؤتمر على ميثاق روما للمحكمة الجنائية بمشاركة رئيس المحكمة ونوابه وناشطين وسياسيين من كل العالم، لكن الخرطوم اعتبرت تحركات المحكمة محاولة ساذجة ومفضوحة للتشويش على التطورات التاريخية في البلاد التي تمثلت في قيام الانتخابات وتنصيب الرئيس البشير بعد انتخابه. وقال مندوب السودان لدى الأمم المتحدة السفير عبد المحمود عبد الحليم إن «ما صدر عن ما يسمى المحكمة الجنائية متزامنا مع أداء البشير للقسم لم يكن مصادفة، بل إنه جاء بمكر سيئ بقصد التشويش على ذلك الحدث التاريخي، مما يؤكد أن المحكمة تحركها اعتبارات وأجندة سياسية وأنها أبعد ما تكون عن عدالة مزعومة»، وأضاف أن «السودان لا ينتظر أن تأتيه شهادات حسن السير والسلوك من خارج الحدود».
في غضون ذلك، قالت القيادية في حزب الأمة مريم الصادق المهدي لـ«الشرق الأوسط»، إن السلطات الأمنية منعتها من السفر إلى كمبالا مع ناشطين آخرين وأرجعتهم من مطار الخرطوم، وأشارت إلى أنها كانت برفقة الناشط وعضو البرلمان السابق صالح محمود المحامي، ومرشح الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) لولاية نهر النيل بخاري الجعلي، وروت أن أفرادا من جهاز الأمن الوطني والمخابرات أوقفوهم بعد أن أكملوا إجراءات الشحن، وتوجهوا إلى ضابط الجوازات لكي يكملوا الإجراءات لكن الأفراد أخذوا جوازات السفر وأمروهم بمغادرة المطار. وقالت: «لم يعتقلونا لكنهم أخذوا جوازات السفر وطلبوا منا مقابلة الأمن السياسي بعد أسبوع» من يوم أمس. واعتبرت الأمر خطيرا وخرقا واضحا للدستور السوداني، الذي يتيح حرية التحرك والتنقل داخل وخارج البلاد. وقالت: «هذا انتهاك لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية»، ووصفت ما تعرضوا له بأنه «تأكيد من الحكومة على أنها بعد أن زورت الانتخابات ستفعل كل شيء ضد القانون والدستور».
وأوضحت أنها تلقت رسالة أول من أمس عبر قيادات من المعارضة ذكروا فيها أن السلطات الأمنية أخطرتهم باعتزامها اعتقال كل من يود السفر إلى كمبالا، وقالت: «لم نكترث للأمر وتوجهنا إلى المطار ولسنا في خوف من الاعتقال». وتعتبر الحكومة السودانية تحالف جوبا بالتعاون مع محكمة الجنايات الدولية هو تحالف «لتدمير السودان». وكان «المركز السوداني للخدمات الصحافية» المقرب من الحكومة قد نقل على لسان أمين المنظمات في المؤتمر الوطني قطبي المهدي أن «أحزاب المعارضة السودانية فقدت شرعيتها السياسية ووجودها الجماهيري فهرعت مرة أخرى لتستقوي بأعداء السودان ومن يقف خلفهم من صهاينة واستعماريين». وقال إن «هذا السلوك ليس بالجديد على تحالف جوبا والقوى المعارضة، فهذا هو دأبها وقد عملت مع كل المخابرات الأجنبية والإقليمية من قبل»، مشيرا إلى أن «هذا التحالف قد رهن نفسه لأبواق الدعاية الاستعمارية وتعاون معها أمنيا عسكريا لتدمير السودان».
وفي سياق ذي صلة، دافعت الولايات المتحدة عن مشاركتها في حفل تنصيب الرئيس البشير لدورة رئاسية جديدة، وقال فيليب كراولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية لهيئة الإذاعة البريطانية إن حفل التنصيب الذي جرى الخميس الماضي لم يكن للبشير فحسب، بل ولنائب الرئيس ورئيس جنوب السودان سلفا كير. وأضاف كراولي أن بلاده أرسلت موظفا صغيرا لحضور الاحتفال بما يعكس مستوى علاقاتها مع السودان، وأضاف المتحدث أنه لا يمكن لأي احتفال أن يغير حقيقة أن على الرئيس البشير التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية وأنه لا بد من أن يخضع للمساءلة.
إلى ذلك، قال محامون من «المؤتمر الشعبي» إن السلطات الأمنية ألقت القبض على سكرتير تحرير صحيفة «رأي الشعب» الناطقة باسم الحزب، وأشاروا إلى أن السلطات اعتقلت الصحافي رمضان محجوب منذ ليلة الخميس، من دون أن توضح أسباب الاعتقال. ويعد محجوب الصحافي الرابع الذي يتم اعتقاله خلال أسبوعين، ويتزامن الاعتقال مع إغلاق الصحيفة واعتقال الأمين العام للحزب حسن الترابي.
من جهة ثانية، يتجه حزب المؤتمر الوطني الحاكم إلى حل الحكومة اليوم وعقد آخر اجتماع للوزراء أطلق عليه «العشاء الأخير» في وقت طالبت فيه الحركة الشعبية بوزارة الطاقة والتعدين مقابل تنازلها عن وزارة الخارجية لـ«المؤتمر الوطني».
وبدأت لجنة مشتركة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لبحث المحاصصة في الحكومة الجديدة، وقال نائب الأمين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان إن «الحركة أبدت رغبة في التنازل لـ(المؤتمر الوطني) عن وزارة الخارجية مقابل توليها منصب وزارة الطاقة والتعدين». وتعد الوزارة من الوزارات المهمة التي أثارت جدلا عند تشكيل أول حكومة بين الشريكين عام 2005، وذلك لارتباطها بالنفط وعائداته، وأشار عرمان إلى أن الحوار بين الشريكين تركز على المبادئ العامة التي يجب أن تقوم عليها الحكومة الجديدة، وأساسها السلام الشامل وحل قضية دارفور والتحول الديمقراطي.
ويتوقع أن يعلن اليوم حل الحكومة القديمة في اجتماع أطلق عليه نائب رئيس «المؤتمر الوطني» إبراهيم أحمد عمر «العشاء الأخير» للوزراء القدامى، وإعفاؤهم من مناصبهم، وسيقوم البشير بعد ذلك باختيار الوزراء الجدد بعد مشاورات مع بعض القوى السياسية، ويصر الحزب الحاكم على تشكيل حكومة برنامج وليس حكومة محاصصة، أو تحالفات بعد أن أحرز نسبة الـ70% في الانتخابات العامة، ويتوقع أن تخصص للجنوب نسبة 30% من الحكومة الاتحادية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تقرير (الحلقة الثانية) من 24 الى29مايو عن اعتقال وتعذيب ابوذر الامين اعداد زوجته منى بكري (Re: صديق محمد عثمان)
|
Quote: خالد بله ده لمن خايف يجيبو اسمو في الاعلام والانترنت ما يخلي الشغل الكعب والعسعسة الموجهة من اجل تعذيب واذلال ابناء السودان ده ويشوف ليهو شغلة بت ناس ودي اسامي يجب فضحها وارسال اضواء كثيفة تعكس دورها في اذلال وتعذيب ابناء السودان |
المشكلة يا عبد الكريم خالد ده مش خايف من إشانة سمعته ككوز ولكن خايف على غضب مرؤوسيه وأنهم سيتهمونه بأنه من سمح بتهريب هذه الصورة ويتهمونه أيضا بأنه ينتمي للمؤتمر الشعبي ... !!!!
لا لتعذيب أي إنسان لا لمحاولة تكميم الأفواه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تقرير (الحلقة الثانية) من 24 الى29مايو عن اعتقال وتعذيب ابوذر الامين اعداد زوجته منى بكري (Re: صديق محمد عثمان)
|
التحية للصحفي ابوذر علي الأمين ياسين عل وقفته الباسلة أمام سلطة التزوير وجرائم الحرب
التضامن الكامل مع زوجته الباسلة وأسرته المروعة واطفاله الصغار
نشر صور تعذيب أبوذر ومقالات زوجته أرعب جلاديه وأخافهم فهم كلاب لا حياة لهم إلا في جنح الظلام
وكيل النيابة(خالد بله) قال نحنا ناس بنصلي وبنخاف الله، يازول إنتا بتخاف من نشر التقارير والصور على الملأ ومن كتابة اسمك بالكامل الله دهـ خلي بعيد
-------
بقية الصحفيين لا أحد يزورهم ولا يوثق لتعذيبهم، تضامنا الكامل معهم
مرتضى جعفر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تقرير (الحلقة الثانية) من 24 الى29مايو عن اعتقال وتعذيب ابوذر الامين اعداد زوجته منى بكري (Re: Murtada Gafar)
|
Quote: ولكني أريد أن أطمئن علي أبوذر وأن أوصل له رسالة، ليعلم أننا بخير، وخوفي ألا يصيبه القلق علينا أو تظن به الظنون!!!. وعلمت أن هذا هو الأمل والطريق الوحيد للتواصل مع أبوذر أن يعلم أنني حضرت، رغم علمه منعي من الزيارة!!!!. وقدّرت أنه في حالته هذه، سلواه الوحيدة هوعلمه بأننا نتواصل معه حتي وإن لم نره أو نقابله. في هذه اللحظة ظهر أحد الموظفين ووقف أمام باب النيابة، أستأذنته أن يوصل ملابس وقروش لأبوذر ويحضر لي ملابس أبوذر المتسخة. وافق علي ذلك وحملهما ودخل. وحمدت الله كثيراً، أن الموظف لم يرفض أخذ الملابس، لأن هذا هو الطريق الوحيد لنعلم أن أبوذر بخير ويعلم هو أننا بخير!!!! تجاوب الموظف معي وحمل الملابس والقروش وبعد لحظات خرج حاملاً ملابس أبوذر المتسخة. وقال لي: أبوذر الليلة حالته أحسن!!!! فرحت جداً وشكرته لحسن اهتمامه ومعاملته. وحمدت الله كثيراً، علي هذا التواصل. واستدرت عائدة للمنزل. |
منتهى الظلم والاستبداد .. كامل التضامن مع الصحفي أبو ذر .. وكان الله في عون زوجته الصابرة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تقرير (الحلقة الثانية) من 24 الى29مايو عن اعتقال وتعذيب ابوذر الامين اعداد زوجته منى بكري (Re: مصعب عوض الكريم علي)
|
خواطر الأزمة السياسية السودانية
21 أكتوبر...الثورة والانتفاضة كآليات للتغيير (1) أبوذر على الأمين يسن فبراير 2009 تقلبت النظم السياسية منذ الاستقلال لتتقاسم الدورات (عداً) ثلاث ديمقراطيات، وثلاث نظم عسكرية. أما من حيث الزمن كان عمر الديمقراطيات أقل بما لا يقارن بالمدي الزمني الذي حكمت فيه النظم العسكرية، فعلى مدي 52 عاماً كان نصيب النظم العسكرية قرابة ال 41 عاماً مقابل 11 عاماً للديمقراطيات الثلاث. وكانت أدوات التغيير هي ثورة شعبية تأتي بالديمقراطية التي تفرخ انقلاباً، دائماً بدفع أو دعم من أحدي الاحزاب السياسية ذاتها. لكن النظم السياسية الديمقراطية والعسكرية المتعاقبة كانت ذات طابع عالى التمركز، تبرز فيه مطالب الاطراف بقوة بدفع من ممثليها الحزبيين الذين انتخبتهم ابان حكم الديمقراطيات الثلاث، لكن ذات المطالب غالباً ما يتم قمعها بالقوة والحروب بدفع من الطباع العسكري للانظمة الثلاث الاخرى. ومنذ الاستقلال كان الجنوب هو الجهة الوحيدة التي عبرت عن مطالبها بالقوة المسلحة منذ البداية، لتكون واحدة من أهم دوافع وعوامل التغيير المتغلب (ديمقراطية، ثورة شعبية، انقلاب)، لكن الان المشهد السياسي يبدو عليه اختلافاً كبيراً كون الاحتجاج المسلح أصبح السمة الاساسية لكل مطالب أطراف السودان، وكلها تخوض الصراع المسلح ضد مركز لايرضى بغير المركزية القاضبة. وكانت السمة المائزة للثورات الانتفاضات أنها تحدث بالمركز (الخرطوم) لكن مع نهاية الديمقراطية الثالثة التي لم تقدم شئ يذكر لتلبية مطالب الاطراف بل لم تعبأ كثيراً لها وانشغلت بالصراعات على كراسي الحكم التقطت الاطراف الدرس أن التغيير لن تفيد فيه الاحزاب ولن تلتفت له وبذلك مثلت نهاية المطاف لأي رجاء للتعاطي مع مطالب الاطراف. بالمقابل واجهت الانظمة العسكرية مطالب الاطراف بالقمع والقوة واطلاق الحروب الداخلية دافعة كل الاطراف لنهاية النهايات أن مطالبهم لن تجد طريقها للإستجابة إلا بأخذها بالقوة ذاتها التي يوظفها المركز ضدهم في حالة الانظمة العسكرية، أو تكون محل اهمال وعدم اهتمام الانظمة الديمقراطية. وأمام تجارب الحكم منذ الاستقلال وحتى يومنا هذا يثور السؤال هل ستكون الثورات والانتفاضات الشعبية التي تحدث بالخرطوم آلية لتغيير النظام؟، أم أن هناك مستجدات حولت مصدر ومكان الثورات بعيداً عن الخرطوم بل وغيرت آليتها من الاحتجاج الشعبي والتظاهر إلى النشاط العسكري المباشر؟. بعيد انتقال التجمع الوطني للخارج من فرط التضييق الانقاذي عليه، طرح التجمع الوطني (الانتفاضة المحمية بالسلاح)، وكان ذلك بعد فشل التجمع في بناء قوة مسلحة ذات فاعلية وأثر. ولكن الانتفاضة المحمية بالسلاح لم تتبلور كفكرة صالحة للتسويق الجماهيري ولو على نطاق الخرطوم قاعدة الثورات الشعبية التاريخية، ويبدو أن الانتفاضة المسلحة فشلت لأنها لم تتبنى مطالب أو تحمل هموم أهل الاطراف، بل كان كل دفعها يقوم على إزاحة الحكومة ذات البعد الاسلامي، وكان التجمع الوطني على يقيين أن أقوى دوافع اسقاط النظام هو التشهير باسلاميته فقط لاغير. لكن مجريات الاحداث أثبتت أن الطابع الاسلامي للنظام لم ولن يتحول إلى عامل اسقاطه، بل في الوقت الذي كان التجمع الوطني يروج للإنتفاضة المسلحة التي ستزيح تجار الدين، كان الدين أقوى أدوات التعبئة والقبول الجماهيري قبل أن يتحول إلى ايدولوجيا لحراسة الانقاذ للدرجة التي كل من يخالف الانقاذ ولو في (جباية فرضتها محلية ما) يوصف ويتنعت بأنه شيوعي أو عميل، ثم تتطورت هذه النعوت لتصف كل من يخالف الانقاذ بأنه بلا وطنية حتى فقدت هذه النعوت قيمتها وأصبحت لا تعني شيئاً ولا تثير أحداً. ولم يستفد التجمع الوطني من تحالفه مع الحركة الشعبية القوة الوحيدة التي كانت تحمل السلاح في وجه المركز والتي ظلت تحمله منذ العهد المايوي العسكري ومروراً بعهد الديمقراطية الثالثة، واستمرت تحمله أغلب سنوات حكم الانقاذ. لكن ذلك لم يكن هماً يستحق الوقف والدراسة، بل كان كل هدف التجمع هو تقوية كيانه بالحركة الشعبية والجيش الشعبي وبذلك يضمن القبول والدعم الدولي بكل أبعاده وأشكاله. لكن اخفاق التجمع وفشل الانتفاضة المسلحة كان سببها الاساسي عدم تطوير التجمع لخطاب وبرامج تحشد خلفه أهل الاطراف الذين ترسخت عندهم أن المركز لن يهتم بهم أياً كان حاكماً بالخرطوم أو معارضاً لها، ضمن حكم ديمقراطي أو عسكري!؟. فإنصرف لتطوير وسائل وأساليب أخرى. طرحت بعد ذلك فكرة أخرى تدعو (للعصيان المدني) كأداة للتغيير، وهي فكرة لم تبتعد كثيراً عن الانتفاضة والثورة الشعبية، ذلك أن كل الثورات السابقة كان عمادها وجوهر قوتها ودفعها العصيان المدني. لكن أهل الانقاذ فطنوا لذلك منذ البداية، فعملت الانقاذ على تفكيك قوى المجتمع المدني بمثل ما علمت على اضعاف القوى السياسية، لكن ما فعلته الانقاذ بقوى المجتمع المدني والنقابات وغيرها كان حاسماً في اضعافها وانهاء أي دور لها، بل تطرفت الانقاذ في ذلك للدرجة التي اضرت بها هي نفسها، فأصبحت بلا معينات أو مفاتيح للتأثير ولو ضمن السياسيات التي تخدم الانقاذ نفسها، والآن للإنقاذ آداة واحدة مترهلة وبلا ملامح هي (المؤتمر الوطني) الذي ليس هو بحزب ولا بتحالف أو إلتلاف، بل كيان هلامي مهمش، عاصٍ على المراقبة والتوظيف، له بوابة لايمكن ضبطها فيدخله الناس أفوجاً لأسباب كثيرة، ويخرجون منه لأسباب كثيرة، وإن كان الخروج (غير معلن) بعكس الدخول الذي تقام له الافراح والحملات الاعلامية. وسبب فشل (العصيان المدني) هو ذات فشل الانتفاضة المحمية بالسلاح!؟، كونه مرتبط بالمركز (الخرطوم) ولايحمل هموم ومشكلات أهل الهامش، ولا يعبر عنهم بأي وجه أو درجة. جاءت محاولات تطوير تجرتبيتي الانتفاضة المسلحة والعصيان المدني خجولة كثيفة الغموض واتخذت عنوان (الجهاد المدني) وهي الفكرة التي اطلقها الامام الصادق المهدي، لكنها لم تجد رواجاً حتى بين القوى السياسية الاخرى التي تشاطر حزب الامة القومي الاهداف والمقاصد. وظل الجهاد المدني بلا رصيد جماهيرى فاعل، بل ظل صوت حزبي محصور حتى ضمن اطار حزب الامة في شخص الامام الصادق المهدي، للدرجة التي لم يكن للجهاد المدني ذات الحضور والانتشار الاعلامي الذي حظيت به الانتفاضة المسلحة والعصيان المدني. وجاءت خطوة الحركة الشعبية بالتفاوض مع الحكومة والتوقيع (الثنائي) مع المؤتمر الوطني لتنهي ربيع التجمع وقوى المعارضة، دافعة بكل مبادرات التغيير إلى خلف اللاشعور وخارج حيز النسيان. لتجد قوى التجمع ذاتها أنها بلا جامع يربط بينها ويدفع بإتجاه التغيير، بل أضحت كل الاحزاب والقوى السياسية تبحث عن سبل الاتصال والتواصل مع الانقاذ وإن كان ذلك خصماً عليها وبلا مكاسب. لكنها وخلال كل تجربة المعارضة الزمنية والعملية لم تقف لتراجع وتعد وتستعد للخروج عن عقلية المركز الخرطوم ومركزية الحكم والحكومة. وللحق كان ذلك هو الامتحان وهو عصب الفشل ومناط الضعف والتلاشي الذي اصاب كل القوى السياسية التاريخية وغيرها. وما تزال القوى السياسية في أغلبها غير متحمسة تجاه الاطراف، بل الواقع السياسي اليوم يوضح مدى بعد تلك الاحزاب عن العاطي الفعال مع اطروحات الاطراف والتفاعل معها!!؟، بل هو وللحق يعكس مدى الربكة التي احدثتها الحركة الشعبية والجيش الشعبي بالدخول في اتفاق مع الحكومة والمؤتمر الوطني. وكيف ارتبكت معادلات التغيير (المركزي) الذي انعكس في رفض تلك القوى السياسية للطابع الثنائي للحل الذي خرجت به نيفاشا، والذي ظل هو دافع ووقود الكثير من القوى السياسية للتعاطي مع الانقاذ سراً وجهراً دون أن يكون لذلك قيمة ذات أثر في الدفع بإتجاه التغيير أياً كان. بل ظلت الانقاذ هي الانقاذ وزادت مركزة وقويت قبضتها للدرجة التي تأثر بها حتى الشريك وبات يصارع لأجل الوفاء بالاتفاق الذي وقعه مع الانقاذ ذاتها. لكن نزعة الانقاذ المركزية هي التي فيما يبدو تحرك الكثير من القوى السياسية خاصة التقليدية منها للتراضي والتوافق مع الانقاذ!؟، ذلك أن إتجاهات التغيير التي افرزتها سياسات المؤتمر الوطني القاضبة من جهة، ونموذج وتجربة الحركة الشبعية وما كسبته من جهة أخرى رفع شارات الخوف ضمن القوى السياسية التقليدية إلى اقصاه، وأشعرها بأنها تفقد القواعد التي كانت تدعمها وتجعل منها القوى الرئيسية في أي برلمان ديمقراطي تتلاشى ولا سبيل لكسبها بل لاقيمة لسكبها اذا كان ذلك يعني نهاية المركزية وتلاشئ الخرطوم كمركز قابض وحيد. صحيح أن ذلك تتم تغذيته بإيدولجيا عرب وزنوج أو زرقة، واسلام ومسيحية، لكن الحقيقة هي حتماً غير ذلك، وكل الخوف أنما هو ناتج عن ما أفرزته التغييرات التي طرأت على أهل الاطراف ودفعت به أطلاعهم وتصديهم لأمرهم بأنفسهم بلا عون من قوى سياسية بل عبر كيانات جديدة في كل شئ من الاسماء وحتى شكل ومنهج المطالبة بالحقوق. إتنهي مسير رجاء التغيير واسقاط الانقاذ إلى اطلاق (الانتفاضة الانتخابية)، وهي أيضاً فكرة أطلقها زعيم حزب الامة القومي الامام الصادق المهدي، لكنها لم تجد قبولاً يذكر للدرجة التي دفعت بمطلقها للدخول في (تراضي وطني) مع الحكومة والمؤتمر الوطني مما كان له أقوى الاثر في إعلان موتها ونهايتها. ذلك أن حزب الامة كان يقود المعارضة في أحدث تشكل جديد لها، ولكنه فجأ تخلى عن كل ذلك بلا مبررات مقنعة أو دوافع حقيقية سوى الخوف من الانتفاضة الانتخابية ذاتها!!؟. ذلك أن التطورات التي حدثت ستدفع بحزب الامة لقبول كل ما يرفضه ويعارض به اتفاقية السلام الشامل مع الحركة الشعبية، ولو كسب أغلبية مقاعد البرلمانات جميعاً. لذلك فالأفضل بالنسبة لحزب الامة هو التوافق مع (المركزين) على استمرار المركزية التي يتقاسم فيها أهل المركز مركزيتهم، ويرضوا الاطراف أو يواصلوا قمعها وتهميشها. لكن معادلة التغيير اتخذت اتجاهات جديدة، وأصبح لها نموذج عالي الفاعلية مضمون النتائج، بلا حوجة للقوى السياسية الحزبية التقليدية والحديثة وما بينهما. هكذا أصبحت نيفاشا نموذج ملهم لكل الأطراف، لا يتأثر بالمركز ولا القوى المرتبطة به، له أدوات وطرح غير قابل للإخضاع مهما كانت قوة المركز وجبروته. بل عكس التوجهات وأجبر المركز للتعاطي مع الاطراف ووفقاً لشروطها، وما عاد المركز ولن يعود كما كان. بل أصبحت المركزية صريحة كانت أو مستترة بذات جاذبية أو فاعلية ليتم الرهان عليها. وعليه لم تعد الثورات تنظلق شرارتها في الخرطوم، وينتهي عنفونها بتغيير النظام بالخرطوم، بل من الاطراف وليس بالانتفاضة ولا العصيان المدني، بل بالتمرد الذي يوظف كل شئ بلا حدود أو سقوف طالما ظل المركز مستعصي على قبول المطالب كما طرحها أهلها بكل طرف. لم تعد هناك دوافع أو جدوى للثورات الشعبية والتظاهرات التي تطلقها الخرطوم لتغيير النظام، ليس لإنها في ظل الانقاذ أصبحت مستحلية أو صعبة، بل لإنها وإن قامت ونجحت لن تغيير الاطراف أو تستجيب لمطالبهم، فلا أحد يريد ثورة شعبية أو أنتفاضة خرطومية، فقط السبيل الان هو التمرد على المركز حتى الخضوع الكامل لمطالب الاطراف. ============
| |
|
|
|
|
|
|
|