فى يوم المرأه العالمى-طالبى بحقك-

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 07:34 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هبة مصطفى(bint_alahfad)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-08-2006, 12:42 PM

bint_alahfad
<abint_alahfad
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 3522

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فى يوم المرأه العالمى-طالبى بحقك-

    طالبى بحقك


    حبيبتي: أقمتِ الدنيا ولم تقعديها تطالبين بحقك مرددةً: أن لك الحق في نصف الدنيا، وإنني لا أعارضك في المطالبة بحقك ، بل إنني أيضاً أطالب لك بحقك ، وأشجعك على نيل حقك لأنك – في نظري - لست نصف الدنيا، بل أنت الدنيا، كل الدنيا، لكن أرجوك أن تعرفي ما هو حقك ، ثم طالبي بحقك ، طالبي بحقك في الحياة، لا بحقك في الهروب من الحياة، طالبي بحقك في الوجود، لا بحقك في الهروب من الوجود، طالبي بحقك في عمل مشرف يليق بقدرك وبأنوثتك وحنان قلبك ورقيك حسك، عمل يفيد بنات جنسك، ويفيد دينك ووطنك، إذا ما نادى نداء الواجب لوطنك، أو اضطرب في الحياة أمرك، وتخلى عنك زوجك، أو مات عنك أبوك، وتخلى أخوك، و جحدك ولدك، طالبي بحقك في أن تعرفي حقك، طالبي بحقك في أن يعود إليك كل حقك، وتعودين أنت إلى وضعك، تتوجين عرش مُلكك في بيتك، مملكتك ومكمن عزك ومجدك، فإنك تستحقين أن تتوجين عرش الدنيا ....يا من أنرت علينا الدنيا ...يا كل الحب .. يا كل العطف ..... يا كل الدنيا.

    حبيبتي : اسمعيني بشغاف قلبك لا بصيوان أذنك ، ولا بتلافيف عقلك، فلقد شوشوا على استقبال عقلك، وعكّروا صفاء ذهنك ،طالبي فعلاً بحقك ولكن في سيطرتك على قلب زوجك، طالبي بحقك في أن تعودي إلى قلب ولدك، فكم كانت أمهاتنا في عقولنا ووجداننا ولكن الآن أين وضعك؟ وما حجمك؟ كنّ يرضعننا حبهن في كل لحظة، ويدفئننا في كل همسة ولمسة وكنا نبادلهن حباً بحب منذ أن كنّا في المهد إلى أن نصل إلى اللحد، وما بعد اللحد، أما أنت الآن فقد اقتطعوا لك من عامهم يوماً حتى لا ينساك ولدك ولا تنزوي بين الأيام، أوتتوهي وسط الزحام، ثم يجدوك بين الركام، عودي يا حبيبتي رغم الظروف فوق الآلام، واشرئبي فوق الزحام، عودي إلى مكانك في أعلى القمة، فوق كل الأمة، وهذا يتحقق بعودتك إلى ملء قلب ووجدان ولدك، وإلى تربعك على عرش قلب زوجك، وعندها ستملكين زمام أمرك، وتملكين كل الدنيا .... يا كل الدنيا.

    عرفتك أول ما عرفتك أُماً تضمني وقد تركني الناس، لا أنام إلا على صدرك، لا يُسكتني إلا لُقم ثديك، أعطيتني الحياة، وهيأتيني لها .... وأرضعتني إكسيرها، أرضعتني عصارة خيرك وأرضعتني معها خلاصة فكرك وعظيم تجربتك .. علمتنني كيف آخذ حقي وعلمتني متى أُسامح خصمي، وعلمتني كيف أُرضي ربي، وعلمتني كيف أسير على دربي ، علمتني الحب , وعلمتني الصبر , علمتني البسمة , وعلمتني الغضبة , وعلمتني المشية , وعلمتني الوقفة، علمتني متى أُعطي ومتى أمنع , علمتني متى أوافق، وعلمتني متى أعارض ، وهاأنذا بعد أن صلب عودي واشتد ساعدي اعتمدت بعد الله على نفسي، تركتكِ لا جحوداً لعطفك، ولا عدم اعتراف بفضلك، ولكن هذه الحياة تجعل الإنسان يتطلع إلى الأمام، و ان كان مشدوداً إلى الوراء ... ينظر إلى الغد وإن التفت بين الفينة والفينة إلى الأمس، تشرأب أعناقه إلى أعلى، وإن كانت جذوره منجذبة إلى أسفل، يهتم بفروعه وهو لا ينسى أبداً أصوله، فأصولنا منكِ، ودماؤنا منك، ونجاحنا منكِ، يا من بك واجهنا الدنيا، يا كل الحب، وكل الحنان .. يا كل الدنيا.

    وأول ما فتحت عيني، لأنظر لمن حولي غير أمي، رأيتك على حياتي تطلين، ومن خلف أمي تنظرين، وبعيونك الصغيرة ترقبين، ترقبيني وتلاحظيني، تداعبيني وتسامريني، تلاعبيني وتساعديني ،فإذا غلبتكتشجعينني، وإذا غلبتني تواسينني، وكبرنا معاً يا أختي وكنت تكبريني، وإذا أخطأتُ - بلطفٍ – كنت تقومينني وبطيب قلبك تسامحينني وبعطفك وحنانك تغمرينني وإذا قَسَتَ علي أمي تلاطفينني، وإذا عاتَبَتْني تدللينني وإذا قابَلتْني مشكلة في حياتي تعلمينني، وإذا أصابتني مصيبة تصبرينني سِري إليك أحكيه، وعن الجميع كنت أخفيه، حدثتك عما خجلت أن أحدث فيه أمي، فعلمتني ما لم تتطرق إليه أمي، فكنتِ أنتِ كأمي، وفي قلبي مكانتك بعد أمي، فلقد رأيتك أول ما رأيت الدنيا، وعانقتك تشبثاً بالدنيا، وأحببت في عينيك الدنيا، فقد كنت لي كل الماضي وكل الحاضر، وكل الدنيا ، يا حبيبتي، يا أمي الثانية، يا كل الدنيا.

    وفي طريق حياتي المضنية التقيت، بك ثانيةً ، لكنك هذه المرة بسمةً حانيةً، حبيبةً غاليةً، عطوفةً دانيةً، تبادلني حباً بحب، وعطفاً بعطف، وشوقاً بشوق، فتظللينني بحبك، و تطوقينني بخوفك، و تشاركينني برأيك، و تسامحينني بعفوك، إذا أخطأت في حقك، فكنت لي شريكة أحلامي ... وملاذ أفكاري ... وملهمة وجداني، صبرتِ على عيوب أخلاقي وسعدتِ بالمكارم منها، وتجاوزتِ عن شذوذ أفكاري وتبنيت الحكيم منها، عشت الحياة معي حلوها ومرها، حزنها وفرحها، ضيقها وفرجها، واعتصر قلبك، ولكن لم يتفوه لسانك، وأصبحت أماً لأبنائي، تتفانين في إسعادهم وإسعادي، تذوبين تحت أقدامهم وأقدامي، تسهرين لراحتهم وراحتي، ونسيتِ بين أحلامنا أحلامك، وذابت وسط آلامنا آلامك واندثرت بين أحزاننا أحزانك، فكنت أمام أبنائك خير قدوة، وكنت خلفي خير دافع وأقوى قوة،وسرنا في طريق الحياة تلفنا المودة والرحمة، وسعدنا جميعاً بكِ.. فلقد ملأت علينا الدنيا ... يا كل الحب وكل العطف يا كل الدنيا.

    ثم منحني الله إياك، لكن هذه المرة أنت من صلبي، قطعة من لحمي، همك هو همي وقبل ما يؤلمك يؤلمني، تنادينني بأحلى نداءٍ إلى قلبي .. أقبلك فتهدأ نفسي وأداعبك فيسعد قلبي ..ملأت علينا الدنيا حباً وبهجة، يا كل الدنيا، تطيرين بجناحيك كالنسمة الرقيقة، فنضمك بعيوننا الحالمة الرفيقة، تودعينني بقبلة عند خروجي، و تستقبلينني بفرحة عند رجوعي، ثم أتابعك بعيون قلبي تكبرين, وعن الطوق تشبين فأفرح بك كما تفرح بك أمك .. ولكننا ما زلنا نحمل همك، أفرح بك وأنت تكبرين ومن نصر إلى نصر تعبرين , و نجاحا بعد نجاح تحققين، أتباهى بك بين الناس وأشير إليك بكل حماس .. هذه ابنتي .. هذه ابنتي .. وأسعد في قرارة نفسي ولا أدري هل سعادتي لأنك قد نجحت في ترقي سلم الحياة , أم أن سعادتي لأنني قد نجحت في إخراجك للحياة .. فلقد خرجت لها ... رصينةً عاقلة متدينةً محصنة .. واعيةً فاهمة .. يُشار إليك بالبنان , ويمدحك كل لسان ... فأفرح .. وتزداد فرحتي .. فقد صنعت ابنتي ...... والآن أراك تشبين عن الطوق وتكبرين، ومن دائرتي تخرجين ومن حوزتي تقفزين، ومن قيودي تتحررين، وأشعر بك منها - برقة- تتخلصين، فأتغاضى وأنا حزين .. اترك لك الحبل على غاربك كي تتقدمي وآمركِ أن تنطلقي , مرسلاً قلبي خلفك كي تأمني ، ليحميكِ من كل خائنٍ لعين، يحميك من الناس أجمعين , ويدفع عنكِ أي ضرٍ حزين ، يرفرف عليك من بعيد حتى لا تري فتتأففي و تضجري , فيظلك وأنت لا تشعرين، ويدعو لك وأنت لا تسمعين .. يعتصر خوفاً عليك وألماً لفراقك، ولكن يناديك أن تتماسكي وللعقبات تقاومي ...فهذه هي الحياة يا بنيتي ...كما بدأنا تعودين...هذه هي الحياة يا حبيبتي تبدئينها طفلة، تملأ علينا الدنيا، ثم فتاة تملأ سمع وبصر الدنيا .. ثم أماً تحمل هم الزوج والولد والنجاح والفشل .. أي تحمل هم الدنيا يا من ملأت علينا الدنيا يا كل الفرحة يا كل الماضي والحاضر يا كل الدنيا.

    فلقد تركتك يا أمي قوياً أريد أن أشق عباب الحياة أمامي ، وبالقلوب لا أبالي ...وارتميت في أحضانك يا زوجتي لنعيش أجمل الأيام وأحلى الليالي، والآن تتركيني يا بنيتي لتمخري من الحياة العباب، ولا تبالي بمن حجبهم عن عيونك التراب، وأنا أشجعك برغم شوقي وعظيم حبي ، ونحيب قلبي، لأن هذه هي الحياة الحالية، وأساندك لأن غير ذلك يعتبر أنانية.. ولكن لا تنسين أنك ابنة الإسلام مهما ملئوا عقلك بالكلام .. فبه تحيين وبنوره تسيرين ، وعلى هديه تخططين، و - كما أمرك - لزوجك تختارين، وبحب له تطيعين، ولحياتك ترسمين، ولأسرتك تديرين، وللإسلام تعملين، فاجعلي همك أن بالله وحده تؤمني ، وعليه وحده تتوكلي، و له سبحانه تعملي ,وبَصْمتك على الحياة تتركي، حتى على الإسلام تموتي , وللمولى بفخرٍ تقابلين، فعن الإسلام وعن ولدك وزوجك ووالديك ستُسألين، وعندها تنالين وننال معك رضا رب العالمين...

    هل علمت الآن يا حبيبتي لماذا، وكيف، أنا معك ولست ضدك؟ هل علمت لماذا أطالبك وأقف معك وأنت تطالبين بحقك؟ لأنني منك وأنت مني، لأنني قطعة من كبدك وأنت من لحمي ودمي، لأنك ماضيّ وحاضري ومستقبلي، لأن حقك هو واجبي، وواجبك من حقي ، لأنني مسئول أمام الله عن حقك وعن واجبي نحوك ، فأنت مني وأنا منك، وأنا سندك وأنت ملهمتي، فمن منّا الأصل ومن منّا الفرع، لا تشغلي بالك ( فالدجاجة من البيضة، والبيضة من الدجاجة) فطالبي بحقك وأنا خلفك، لكن حقك في الحياة، حقك في مكانتك العالية في بيت زوجك، حقك في أن يقبل ولدك – في كل يومٍ – قدمك، حقك في أن يضمك بعيونه زوجك، حقك في أن تتوجي بالحب على عرش بيتك، طالبي بحقك أن يكون لك في الحياة دور يليق بعظمتك وتاريخك ومجدك، طالبي بحقك أن يعود لك ماضي عزك وعفافك وصونك، لا بأن يبتذلوك و يحطوا من قدرك، و يرسموك على السلع ليروجوها بجسدك، و يبرزوا في الإعلانات مفاتن جسدك ، وأن يعينوك في الشركات لحسنك، و يلفظوك عند عوزك ، وفي عالم الأضواء يتلقفون جسدك، ثم في عالم النسيان يلقونك عندما تملأ التجاعيد وجهك ،حبيبتي طالبي بحقك وأنا أشد من أزرك ، طالبي بحقك فلقد أعطاك الإسلام كل حقك، طالبي بحقك في أن يعود الإسلام ليعيد إليك حقك، طالبي بحقك في تطبيق شرع ربك، وعندها سنهديك على طبق من النور حقك، فوالله لو فرشنا لك الأرض بقلوبنا ونظمنا لك عقداً بعيوننا ما وفيناك حقك .. فأنت الأم والحنان والعطاء والحضن الدافئ والقلب النابض... وأنت الأخت والعقل والحنان والمشورة.. وأنت الزوجة والملاذ والحضن والسعادة .. وأنت الابنة والحبيبة الغالية والنسمة الباقية ..فأنت الدنيا .. كل الدنيا .. يا من أنرت علينا الدنيا، وملأت علينا الدنيا ..يا كل الحب .. يا نبض القلب .. يا كل الدنيا .


    موقع طريق الاسلام



    وفى امان الله

    لا اله الا الله
                  

03-08-2006, 01:02 PM

محمد الأمين موسى
<aمحمد الأمين موسى
تاريخ التسجيل: 10-30-2005
مجموع المشاركات: 3470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى يوم المرأه العالمى-طالبى بحقك- (Re: bint_alahfad)

    الفاضلة بنت الأحفاد.. مررت لأهنئك بذكرى الثامن من مارس.. متمنيا لك دوام الصلاح والسعادة.
                  

03-08-2006, 05:23 PM

القلب النابض
<aالقلب النابض
تاريخ التسجيل: 06-22-2002
مجموع المشاركات: 8418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى يوم المرأه العالمى-طالبى بحقك- (Re: محمد الأمين موسى)

    العزيزة بنت الاحفاد

    سلام من الله عليكم

    الصحبيات قدوتنا في ذلك فهن أو من ثبت الحقوق الخاصة بهن في مجتمع جاهلي ذكوري محض ...

    فأتت إحداهن للحبيب صلى الله عليه وسلم تقول له زوجني أبي ممن لا أحب زوجني لرجل ليرفع بع خسيسته, فسألها أن كانت ترد عليه مهرها " حديقته" وأخرى اشتطت وعندما خيرها رسول الله قالت اخترت ما إختار لي أبي ولكنني جئت اليك ليعلم الناس ...

    طالبن بيوم لهن في دروس روسول الله صلى الله عليه وسلم ودرسه أعظم من أي جامعة اليوم.

    طالبن بأن يجاهدن فلم يمنعهن رسول الله .

    طالبن بان يعملن فلم يمنعهن رسول الله, حتى أن إحداهن كانت في عدتها ولها تخل تريد أن تجده فانتهرها أحد الرجال , فاشتكته لرسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال لها جدي نخلك فلعلك تفعلين معروفاً أو تتصدقين.

    كان يخفف من صلاته لأجلهن ورحمة بهن عندما يكُّنَّ معه في صلاة الجماعة.

    هو الحبيب وهن القدوة

    فلننهل من سيرتهن ما يجدد لنا طعم الحياة ويمنحنا الأمل وكثير من الحب.

    ودمت عزيزتي بنت الأحفاد.

    فلنجعل هذا البوست لدراسة سيرتهن.
                  

03-08-2006, 09:35 PM

خضر الطيب
<aخضر الطيب
تاريخ التسجيل: 06-24-2004
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى يوم المرأه العالمى-طالبى بحقك- (Re: bint_alahfad)

    الاخت بنت الاحفاد


    لك التحية والتقدير


    اعجبني مقال للكاتب والمؤرخ السوري معتز الخطيب بموقع اسلام اون لاين رأيت ان انقله هنا




    في اليوم العالمي للمرأة

    يوم المرأة "العالمية".. أم "الغربية"؟


    2003/03/09


    معتز الخطيب **


    تحرير المرأة بمفهوم غربي

    "يوم المرأة العالمي" الذي يراه كثيرون في العالم مناسبة للحديث عن "تحرير المرأة" ونضالها، نراه نحن مناسبة للكلام على مفهوم "التحيز" للنموذج الحضاري الغربي الحديث، من خلال استعراض تاريخ بدء الاحتفال وإلقاء الضوء على بعض تداعياته.

    تعود جذور ما سمي بـ"يوم المرأة العالمي" إلى القرن الـ19، على خلفية "التصنيع السريع" الذي شهدته أمريكا وأوروبا؛ حيث نمت حركات عمالية ونقابية جماهيرية ردًّا على تعميق استغلال العمال. ولم يكن هدف هذه الحركات تحسين ظروف العمل فحسب، بل تحويل العمال والعاملات إلى قوة سياسية؛ لذلك كان التركيز في نضالاتها على "حق الاقتراع للطبقة العاملة". وكون الأغلبية الساحقة من العاملين في فرع النسيج (في أمريكا) من النساء جعل لهن دورًا مهمًا في تحديد ساعات العمل. وكان هذا المطلب الرئيسي الذي تصدّر شعارات الأول من أيار –مايو (عيد العمال الذي يوصف بـ"العالمي") الذي احتُفل به لأول مرة في الولايات المتحدة عام 1886.

    وكان للمظاهرات دور مهم في طرح "مشكلة المرأة العاملة" على جدول الأعمال اليومية؛ فالمظاهرة الأولى للعاملات كانت في 1857 بنيويورك؛ حيث خرجت عاملات النسيج احتجاجًا على ظروف عملهن. وبعد 50 عامًا من المظاهرات خرج في 8 آذار/مارس 1908 ما يقارب 15 ألف عاملة بمسيرة في نيويورك، تطالب بخفض ساعات العمل ورفع المعاش، ووقف تشغيل الأطفال، وحق الاقتراع. وكان شعار المظاهرات "خبز وورود".

    رافق ذلك نمو حركات نسائية (في الولايات المتحدة) من الطبقات الوسطى طالبت بحق المرأة في المشاركة بالحياة السياسية، وأولها حق الاقتراع. وكان اسم هذه الحركات "سوفراجيستس" (souffragists)، وتعود جذورها للنضال ضد العبودية، ومن أجل انتزاع حق الأمريكيين الأفارقة بالمساواة. وحين منعت النساء اللواتي شاركن في هذه الحركات من الخطاب من أجل "حقوق السود"؛ لكونهن نساء.. قمن بتشكيل حركة نسائية للمطالبة بـ"حقوق المرأة" أيضًا.

    غير أن فكرة "الاحتفال" ربما تحسب لائتلاف المنظمات النسائية الذي قرر عام 1908 الاحتفال بيوم المرأة في يوم الأحد الأخير من شهر شباط/فبراير، وكان أول يوم (وطني) للمرأة تم الاحتفال به في 23-2-1909.

    لم تكن أوروبا بعيدة عن هذه التغييرات؛ ففي 1910 سافر وفد نسائي أمريكي للمؤتمر الثاني للنساء الديمقراطيات الاشتراكيات في كوبنهاجن (الدانمارك)؛ حيث اقترح تكريس يوم المرأة العالمي، وكان الجو مهيأ لإعلان "يوم المرأة العالمي" بعد نجاح يوم المرأة في الولايات المتحدة. لكن الاحتفال بيوم المرأة العالمي في 8 آذار تم في 1913، وبقي هذا التاريخ رمزًا لـ"نضال المرأة" بحسب المتبنين لهذا اليوم.

    وكانت كلارا تسيتكين (رئيسة تحرير مجلة العاملات "مساواة" منذ عام 1892 التابعة للحزب الاشتراكي الديمقراطي) قالت: "إن هذا اليوم يجب أن يكون له مضمون أممي"، وكان المؤتمر النسائي الاشتراكي في ألمانيا عام 1906 قد وجه نداء للنساء الاشتراكيات في كل أنحاء العالم للاحتفال بـ"يوم المرأة العالمي" كل عام.

    تحيُّز للنموذج الغربي المادي

    بهذه الإطلالة التاريخية المكثفة نفهم السياق الاجتماعي والتاريخي لولادة هذا اليوم، ونفهم أيضًا لماذا يسمى أحيانًا بـ"يوم المرأة العاملة العالمي"، وقضية "عمل المرأة" تختزن كل تحولات الخارطة الاجتماعية الغربية التي استتبعت كل قضايا وحقوق المرأة السياسية وغيرها لتصل إلى "حق ملك الجسد وحرية التصرف فيه" التي نادت بها مؤتمرات الأمم المتحدة. ويعكس هذا الحق الأخير -بعمق- رؤيةَ النموذج الغربي المادي لمفهومي "حقوق" و"حرية" المرأة بما يخرج عن كل المسلّمات الدينية (الإسلامية والمسيحية واليهودية على السواء) ، ويتحدى معتقد الجماهير التي تنادي بحقوقها وحرياتها!!

    ويمكن لنا قراءة التحيز للنموذج الغربي المادي من زاوية "عمل المرأة" الذي يتلخص في أن "العمل" هو ذلك الذي تقوم به المرأة خارج بيتها، وتتقاضى عليه مقابلاً ماديًّا، وبهذا تعود لدائرة "الإنتاج الاجتماعي" -كما عبرت إحدى الاشتراكيات- وهي تعني "الإنتاج الاقتصادي"؛ فهذه الرؤية تعتبر أن الإنسان الذي يستحق الاحترام هو ذلك الاقتصادي الذي ينتج ويستهلك؛ بمعنى أنه جزء من عالم السوق/المصنع. أما رقعة الحياة الخاصة فيتحرك فيها الإنسان، ويقوم بنشاطات إنسانية كثيرة (أبرزها: التربية والرعاية) لكن هذه ليس لها مقابل مادي، ومن ثم فهي لا تدخل في دائرة "الإنتاج الاجتماعي/الاقتصادي"!

    وضمن هذه الرؤية يمكن فهم إلحاح البعض على تفسير العلاقة بين الزوجين تفسيرًا اقتصاديًّا تكون فيه تبعية الزوجة للزوج اقتصاديًّا سببًا في خضوعها له وانصياعها لأوامره، ومن ثم تم اعتبار "تحرر المرأة الاقتصادي" المدخل الأساس لحريتها ونيل حقوقها. بل إن "جلال أمين" اتخذ من التفسير الاقتصادي مفتاحًا لقراءة التحولات التي طرأت على المرأة المصرية حتى في تفسير تغيرات الحالة العاطفية بين الزوجين أيضًا (كما يراها هو كاقتصادي)!

    إن فكرة "عالمية" حقوق المرأة التي تستدعيها عالمية يوم المرأة، وفق الأجندة المطروحة للأمم المتحدة، تتصل بهذا التحيز، في محاولة لفرض النموذج الغربي المادي (تم إحصاء 40 فقرة تخالف الأديان في مؤتمر السكان والتنمية) من خلال مؤتمرات الأمم المتحدة، وتسخير سلطتها لإعطاء الشرعية للنموذج قانونيًا وسياسيًّا من خلال اتفاقيات تتعهد الدول الأعضاء بالإذعان لها، وتنفيذها عبر لجان ومؤسسات تراقب عملية التنفيذ.

    ولعل أبرز تلك المؤتمرات والاتفاقيات: اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (1979)، والمؤتمر الدولي للسكان والتنمية (1994)، ومؤتمر بكين (1994)، والتي ركزت على قضايا مركزية في النموذج الغربي، هي: الحرية الجنسية، والإجهاض، ومصطلح الجندر، وحقوق المرأة كفرد وليست كعضو في الأسرة، والمساواة/ المماثلة التامة بين الذكر والأنثى، وإلغاء مفهوم "تمايز" الأدوار، وازدراء "الأمومة"، واعتبار العمل المنزلي "بطالة"؛ لأنه دون مقابل مادي...

    هذه المفاهيم كلها تركز على مفهوم "الفردية" (المرأة ككيان منفصل عن الأسرة والزوج) الحداثي لتلك المرأة التي تضحي بكل شيء مقابل ممارسة حريتها المطلقة وتأكيد وجودها، ولو كانت التضحية على حساب العائلة والأولاد؛ فالمرأة الإيطالية -مثلاً- بدأت "العزوف عن كثرة الإنجاب أو عن الإنجاب كلية أو حتى الزواج، وتطالب بتحول العلاقة بينها وبين الرجل إلى مفهوم المتعة التي يجب أن تتساوى فرصة الرجل والمرأة في الحصول عليها، وبالتالي تفضيل الوظيفة البيولوجية على الوظيفة الاجتماعية" (الحياة 25-5-2002).

    العالمية والخصوصية

    لكن إذا كنا نعتبر أن "يوم المرأة العالمي" من التحيزات الكثيرة للنموذج الغربي المادي الحديث.. فهل يعني هذا أننا كمسلمين بريئون من تهمة "التحيز"؟ لا ولكن هل يعني هذا شرعية أن تتقوقع كل حضارة داخل نفسها لتشكل بِنية مُصْمَتة بذاتها؟ هذا لا يصح تاريخيا؛ فكل حضارة كانت تتفاعل مع الأخرى، وهذا التفاعل من طبيعته أن يشتمل على تأثر وتأثير (أخذ وعطاء)، كما أن التقوقع لا يتفق مع "عالمية" رسالة الإسلام {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}. وبهذا فنحن لا ندعو إلى خصوصية "صلبة" ترفض الآخر وكل ما يتعلق به كلية بحجة أنه "غير إسلامي" لتصبح "الخصوصية" ذريعة للانعزالية والانكفاء على الذات؛ فتساوي بهذا ذريعة "العالمية" التي تعني في بعض التطبيقات "الارتماء" في أحضان الآخر من دون وعي.

    نحن لا نرفض منطق "العالمية" كليةً إذن، ولا ننكر أن هناك مشتركًا إنسانيًّا على مستوى القيم والتصورات يشترك فيه الجميع بوصف كل واحد منهم "إنسانًا"، وإنما تأتي خصوصيتنا من مرجعية "الوحي" التي تضبط القيم والتصورات. ولذلك نشكك في مشروعية القول بعالمية "النموذج الغربي" للمرأة الذي يخرج على ثوابت دينية باتت معروفة، ونرفض جعل تاريخها هو تاريخ العالم، كما نرفض القول: إن مطالب المرأة الغربية هي نفسها مطالب كل امرأة في العالم.

    إن تجاهلنا لمشاكل المرأة وغيابها أو تغييبها (بفعل عادات وتقاليد واجتهادات فقهية غير واعية) يجعل من الأولويات صناعة النموذج الإسلامي للمرأة، وإنتاج خطاب نسوي يمكن أن نحاور به الآخر
                  

03-09-2006, 01:07 AM

قرشـــو
<aقرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى يوم المرأه العالمى-طالبى بحقك- (Re: bint_alahfad)


    بنيتى بنت الاحفاد

    دوما أسأل الله ان يكملك بعقلك وان يحفظك عارفة حدودك وحدود دينك الحنيف ولا غرو فهو الدين الذى انتقل بالبنت من وهدة الوأد الى الحماية وحسن التربية وهو الدين الذى ذكر الرجل والمرأة سوية فى العبادات والتكاليف مراعيا الخصوصية للمرأة وهو الدين الذى كانت اخر وصايا رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم فى حجة الوداع التوصية على المرأة وقولته الشهيرة " ما اكرمهن الا كريم وما اهانهن الا لئيم" ولتكن الدعوة فى هذه المناسبة أن نعود لتعاليم ديننا الحنيف ويقينى ان كل ما امرىء يخاف الله لن يقصر بحق المرأة ولن يهضمها حقها لأن الله أمره بذلك وقال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم "الجنة تحت أقدام الأمهات" ترى ماذا هنالك أفضل من هذا القول ؟؟؟؟

    لك ولبنيتى القلب النابض كل الاعزاز وكل الحب ....

                  

03-09-2006, 07:46 PM

القلب النابض
<aالقلب النابض
تاريخ التسجيل: 06-22-2002
مجموع المشاركات: 8418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى يوم المرأه العالمى-طالبى بحقك- (Re: قرشـــو)

    جزاك الله خيراً الأخ قرشو

    والأخ خضر

    لكما الود والإحترام

    Quote: نحن لا نرفض منطق "العالمية" كليةً إذن، ولا ننكر أن هناك مشتركًا إنسانيًّا على مستوى القيم والتصورات يشترك فيه الجميع بوصف كل واحد منهم "إنسانًا"، وإنما تأتي خصوصيتنا من مرجعية "الوحي" التي تضبط القيم والتصورات. ولذلك نشكك في مشروعية القول بعالمية "النموذج الغربي" للمرأة الذي يخرج على ثوابت دينية باتت معروفة، ونرفض جعل تاريخها هو تاريخ العالم، كما نرفض القول: إن مطالب المرأة الغربية هي نفسها مطالب كل امرأة في العالم.


    أتفق تماماً مع هذا القول ...

    وجزاكم الله خيراً
                  

03-10-2006, 02:20 AM

فيصل محمد خليل
<aفيصل محمد خليل
تاريخ التسجيل: 12-15-2005
مجموع المشاركات: 26041

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى يوم المرأه العالمى-طالبى بحقك- (Re: القلب النابض)

    الاخت بنت الاحفاد

    سلام

    مررت لاهنئكي بيوم المراة

    معزرة للتاخير

    فيصل محمد خليل
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de