دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
|
أيها الإخوة الكرام أحباب رسول الله صلي الله عليه وسلم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الواحد القهار ، العزيز الغفار ، مكور الليل على النهار ، تذكرة لأولى القلوب والأبصار ، وتبصرة لذوي الألباب والأعتبار ، الذي أيقظ من خلقه من اصطفاه فزهدهم في هذه الدار ، وشغلهم بمراقبته وإدامة الأفكار ، وملازمة الأتعاظ والادكار ، ووفقهم للدأب في طاعته ، والتأهب لدار القرار ، والحذر مما يسخطه ويوجب دار البوار ، والمحافظة على ذلك مع تغاير الأحوال والأطوار . أحمده أبلغ حمدٍ وأزكاه ، وأشمله وأنماه . وأشهد أن لا إله إلا الله البر الكريم ، الرؤوف الرحيم ، وأشهد أن محمدأً عبده ورسوله ، وحبيبه وخليله ، الهادي إلى صراط مستقيم ، والداعي إلى دين قويم . صلوات الله وسلامه عليه ، وعلى سائر النبيين ، وآل كل ، وسائر الصالحين . قال الله تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ، مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ) (الذاريات : 56 ، 57 ) وهذا تصريح بأنهم خلقوا للعبادة ، فحق عليهم الاعتناء بما خلقوا له ، والإعراض عن حظوظ الدنيا بالزهادة ، فأنها دار نفاد لا محل إخلاد ، ومركب عبور لا منزل حبور ، ومشرع انفصام لا موطن دوام ، فلهذا كان الأيقاظ من أهلها هم العباد ، وأعقل الناس فيها هم الزُهاد ، قال الله تعالى (إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (يونس : 24 ) فدخل علينا شهر كريم شهر التوبة والغفران شهر باب الريان (للصائمين فقط) فحق على المُكلف أن يذهب بنفسه مذهب الأخيار فاسلكوا مسالك خير البشر وتأدبوا بأدبه صلوات الله وسلامه عليه . فاغتنموا هذا الشهر الكريم بالصيام والقيام ، لتهذيب الأخلاق ، وطهارة القلوب وعلاجها ، وصيانة الجوارح . اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا , واجعلنا من عتقاء هذا الشهر المبارك . وحسبي الله ونعم الوكيل ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم .
|
|
|
|
|
|
|
|
|