|
Re: واعتزلنا محمد محمد خير (من وحي ما كتبه محمد عبدالحميد) (Re: ريهان الريح الشاذلي)
|
من وحي المقال
Quote: ويقول في منتصف العمود بصورة حاسمة معلناً موقفاً جديداً (( ولابد للقارئ أن يلم بحقيقة جديدة هي إنني الآن لست في مخيم ( المعارضة ) وهذه الحقيقة ليست عربون هذا المنصب ، فالمعارضة ليست بنية ايدولوجية ، ولا هي مبدأً ثابتاً ، أنها موقف والمواقف قابلة للتغيير )) . |
وكان قول محمد عبدالحميد Quote: يجدر في المقام الأول التأكيد على أن المعارضة ليست موقف نفسي ، كما أنها بالفعل ليست (بنية ايدولوجية ) غير أنها في المقابل موقف مبدئي مستمد من بنية ايدولوجية ما . والفرق واضح بينهما ، فالايدولوجية هي مجموعة أفكار A Set Of Ideas تضع صاحبها في الموقف المحدد ان كان داخل السلطة أو خارجها وعليه يتم تصنيف الفرقاء بين اليسار والوسط واليمين ، فالمعارضة عادة تبنى على موقف ايدولوجي لا نزوع نفسي ، وهي كذلك لازمة من لوازم الاجتماع البشري . لم يشهد التاريخ أن شخصاً ما انعقد له أمر جماعة دون أن يكون له معارضين ، إن كانوا من ملته أو من خارجها . بل يمكن الزعم بأنها جزء مكمل لظاهرة ممارسة السلطة نفسها في الأوضاع الديمقراطية Check & Balanceباعتبار أن المعارضة حق لمن هم خارج السلطة . أما في السلطات القهرية التي تقوم على مبدأ احتكار العنف وأدواته ، فان المعارضة تأخذ طابعاً يتناسب ودرجة العنف والقهر واللذان تمارسهما السلطة القاهرة ، تبدأ بالرفض وتنتهي إلى كافة أشكال المقاومة ، كما أنها والحال هكذا ليست خيانة أو تآمر كما يصورها الديكتاتوريون ، وإنما هي موقف أخلاقي يمليه ضمير الفرد من السلطة الحاكمة تقويماً ، مقاومة أو رفضاً ، وهي في حالتها هذه ليست عملاً جامداً يرتهن لمجرد المعارضة من اجل المعارضة ، وإنما من اجل خلق رأياً عاماً ينبني على التنوير بمآلات السلطة ، لذلك وعلى المستوى النظري فأن المعارضة لابد أن تكون على قدر قوة السلطة التي تعارضها ، وهذا شأن إبداعي متروك لمدى فعالية المعارضين في استحداث اقنية وآليات لتفعيل معارضتهم ، لا الاحتباس والتخندق وراء عوامل نفسية كما هو شأن المعارضة السودانية "الرسمية" . |
| |
|
|
|
|