|
تزوير الانتخابات وبيوت الأشباح ؟؟
|
كان الطلاب حيارى لا يملكون دليلا على التزوير سوى البطاقات الناقصة في مركز الآداب .. وقد كان مثلهم حائرا وهو الذي عاد للدراسة بالجامعة بعد انقطاع عنها دام سبعة اعوام .. اقترب منه صاحبه الطالب بكلية الآداب والذي كان مثله عضوا في الحركة الاسلامية اقترب منه واخبره ان احد اعضاء الاتجاه الاسلامي بالجامعة حدثه ان هنالك تزويرا حقيقيا قد تم .. وتم الاعداد له بعملية صيانة كانت في دار اتحاد الطلاب وقد حددت الغرفة التي ستوضع فيها صناديق الاقتراع وقد وضع فاصل من الخشب بين غرفتين وكانت الخطة بوضع الصناديق في الغرفة ووضع الشمع على الابواب والشبابيك ، وتنبه ممثلو التنظيمات السياسية لوجود الفاصل الخشبي الذي يفصل بين الغرفتين ووضع الشمع على بابه .. ولكن هنالك فتحة ما موضوعة على الفاصل .. كانت تلك هي خطة التزوير .. وقد صدرت التعليمات لعضوية الاتجاه الاسلامي ان يقوموا بالتصويت في اليوم التالي وهو اليوم الذي لم تحدث عملية التصويت في صناديقه. ومن تلك الليلة الاولى كانت مجموعة من الغرف الاخرى ومعها صناديق مشابهة وبها نفس اعداد التصويت التي كانت تصل اليهم عن طريق ضباط المراكز وهم من الاساتذة المنظمين في الاتجاه الاسلامي وعند منتصف الليل جاءت مجموعة من الإسلاميين في شكل مظاهرة هدفها شغل الطلاب الذين يحرسون الغرفة من الخارج ودخول المجموعة المكلفة بالتزوير تحت غطاء تلك المظاهرة الآتية من الخارج .. وهكذا قامت المجموعة المكلفة عبر تلك الفتحة السرية في الفاصل الخشبي بسحب صناديق الاقتراع الحقيقية واستبدالها باخرى مزورة وكان الخطأ الوحيد الذي وقع هو ان ضابط مركز الآداب كان قد اعطاهم معلومة بأن عدد البطاقات ثلاثمائة والحقيقة انها 412 وهذا مما ادى الى كشف عملية التزوير من غيرمعرفة بالكيفية التي حدثت بها. بعد حصولي على تلك المعلومات اتجهت الى مسجد الجامعة حيث كان ما تزال تربطني بطلاب الاتجاه الاسلامي علاقة وقد سألتهم عن هذا الذي حدث فأجابوني بأن هنالك فتوى بجوازه قد صدرت اليهم فيها ان الرسول صلى الله عليه وسلم حينما اتاه نعيم بن مسعود عند محاصرة بني قريظة واعلن للرسول صلى الله عليه وسلم اسلامه امره الرسول ألا يعلن اسلامه وقال له خذل لنا القوم ... فقلت لهم اولئك كانوا اليهود فهل تكفرون المجتمع .. وكنت قبل يوم قد تحدثت عقب صلاة المغرب في مسجد الجامعة ودعوت اعضاء الاتجاه الاسلامي الى عدم اتخاذ مواقف حادة في مواجهة خصمهم الرئيسي وهم الطلاب المحايدون والذين خرجوا اصلا من عباءة الاتجاه الاسلامي وليست لهم مواقف عدوانية ضد الاتجاه الاسلامي وكان مسؤول الجامعات في التنظيم في ذلك الوقت هو أزهري التجاني الذي قابلني وعقب على حديثي وابدى عدم موافقته على حديثي واخبرني ان الترابي من موقعه في المؤتمر الشعبي العربي يراقب المواقف ... وكان الترابي دائما شديد الاهتمام بنتيجة انتخابات اتحاد طلاب الجامعة ويكون متوترا جدا قبلها. هذا جزء من مقالة كتبها في صحيفة الايام في يوم 12 نوفمبر عام 2000م عمار محمد آدم يروي فيها وقائعَ حدثت له وأحداثاً عاصرها وشغلت الناس كثيرا ومقالة عمار أسماها تزوير الانتخابات وبيوت الأشباح. أردت ان انقل الجزء الخاص بانتخابات اتحاد طلاب جامعة الخرطوم واترك مهمة التأمل والتحليل وربط الأحداث وفهم اهل الاسلام السياسي للانتخابات للقراء وهم يسمعون أطناناً من الحديث عن الانتخابات القادمة والتحول الديمقراطي. هذا مع تحياتي وشكري http://www.alsahafa.sd/Raay_view.aspx?id=39087
|
|
|
|
|
|