|
في رحلة العودة إلى الجذور .. مالك عقار حاكماً على إقليم " الوازا " بطريقته ..!
|
الدمازين : أحمد فضل كل شيء هنا كما هو .. الإسلاميون بهتافات الحرب " في سبيل الله قمنا نبتغي رفع اللواء ، ما لدنيا قد عملنا نحن للدين فداء ، فليعد للدين مجده أو ترق كل الدماء " ، وأيضا هتافات الحركة الشعبية " لا كوز بعد اليوم .." splam " حكومة قوية " ، كل هذا التناقض كان على منبر واحد ، في المنصة التي نصبت بإستاد الدمازين أمس الأول حيث كان استقبال والي النيل الأزرق الجديد مالك عقار إير، وربما كان كل هذا التناقض مبررا لجهة ان المنطقة تعد من مناطق التماس ـ في كل شئ حتى الأفكار ـ التي ما زالت تعشعش فيها روح الحرب وتعاني من الاستقطاب الحاد ..!؟ وامتلأت نفوس مؤيدي الحركة الشعبية بأحاسيس الانتصار، كما امتلأ إستاد الدمازين بهم وبأجواء الفرح التي تسيدتها موسيقى " الوازا " الشعبية التي اشتهرت بها قبائل الأنقسنا الإفريقية الملامح ، وهي تستقبل أحد ابرز قيادات الحركة المؤثرة ، واليا على النيل الأزرق خلفا لعبدالرحمن أبو مدين من المؤتمر الوطني ، وذلك بعد ان ترك وزارة الاستثمار ليعود الى الجذور حيث الأهل والعشيرة . وربما كان عزف سلاح الموسيقى لمارش " في حماك ربنا " لتحية الوالي الجديد ، مجرد مصادفة ، مثلما عمد منسوبو الحركة على تسمية منصب عقار بـ " بالحاكم " بدلا من " والي " التي يصر عليها اهل المؤتمر الوطني وتسمية الولاية بالاقليم .. انها حرب المصطلحات ..! ويحدو أهالي النيل الأزرق أمل كبير في ان يتمكن عقار من رفع الغبن الذي قالوا انهم ظلوا يعانونه ، وتقول مريم احدى أهالي بلدة " باو " : " بعد دا خلاص يا دوب حنشوفو التنمية " ، فيما يذكر الخير نور الله من مواطني الدمازين ان عقار سيكون مهموما بتحسين اوضاع الولاية لأنه خرج من وسط المعاناة والتهميش الذي ظل يعانيه الناس في هذه الأنحاء . ويتحدث الناس هناك باٍعجاب وزهو عن ارجاع مالك عقار مبلغ 50 مليون جنيه الى خزانة الولاية كان قد تم تصديقها لمقابلة منصرفات الاستقبال ، حيث رفض الخطوة متكفلا بسداد مصروفات الاستقبال ، ويرجون ان لا تكون الخطوة مجرد حماسة ، وان يكون ذلك دأبه دائما في التصرف في المال العام ، كما ان تعهده بشن حرب شعواء على الفساد والمفسدين ، بث كثيرا من الاطمئنان في نفوس المواطنين . ويقرعقار بأنه كان يتطلع الى مثل هذا اليوم قائلا " كنا نتمنى مثل هذا اليوم عندما كنا نعمل سويا انا والكوماندور مجاك في قيادة الفرقة الخامسة للجيش الشعبي بالنيل الازرق " ، ليتابع " لكننا لم نصله على ظهر دبابة .." ، بيد انه في ذات الوقت يلجأ الى حالة دفاعية وهو ينفي انه جاء لكسب سياسي لأنه ترك الوزارة الاتحادية وجاء واليا . وعمد الرجل في فاتحة استلام مهامه الى الإدلاء بخطاب يعد فوق العادة لإبتعاده عن حديث المنابر الحماسي ، فحيا أولا ناظر قبائل الفونج المك يوسف المك عدلان قبل ان يطلب من الجماهير الاستماع جيدا لحديث لن يتكرر، قال انه يمثل ملامح برنامج ادارة الولاية الجديد ، ليبدأ بتثبيت مبدأ علماني بحت يريده منهجا في في ولايته ، عبر عنه بالكلمات التالية : " انا لم آتيكم من دير رهبان يحمل اسفار عيسى لعازر ، ولا من زاوية شيخ لأعظكم .. هذه شعائر بينكم وربكم " ويضيف " انا جئت كتنفيذي لادير امور دنياكم " ، ويؤكد انه بالقانون جاء للنيل الازرق بكل ما يحمل من دين ولون ، مشيرا الى ان مهمته في تقديم الخدمات والتنمية ستكون فوق القبيلة والانتماء السياسي .واتسم حديث عقار الذي لا تكاد تلمس أية تعابير على وجهه ، بالوضوح والصراحة عندما شرع في تبيان رؤاه في اجهزة الامن والشرطة والقوات المسلحة في حضور قيادات هذه الاجهزة التي جلست على مقصورة الاستاد ، بشكل لم يخشَ معه الحرج ، على الأقل من الشريك الاكبر المؤتمر الوطني ، فالحديث عن مؤسسة مثل قوات الدفاع الشعبي لا يخلو من الحساسية ، حيث طلب عقار من القوات المسلحة ضم مليشيا الدفاع الشعبي الى ثكناتها " وانشاء الله تعطوه دبابات مش كلاشنكوف " ، حتى لا تكون عرضة لحملة نزع السلاح التي تستهدف وقف الانفلاتات الأمنية ، ويقطع انه سيقوم بتلك الحملة خارج اطار القوات المسلحة والجيش الشعبي ، حتى لو ادى ذلك الى محاربة حاملي الاسلحة ، كما ناشد رئاسة الجمهورية للقيام بدورها في تخفيف الحشود العسكرية بالولاية التي تنذر بالخطر وذلك بالتقيد باتفاقية السلام التي تحدد اعداد القوات بـ 6 آلاف عسكري من الطرفين بالتساوي .
|
|
|
|
|
|