شعر الحداثة والنقد الهدام البورد نموذج.....

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 02:57 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الراحل خالد الحاج الحسن(خالد الحاج&aba)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-06-2004, 06:52 PM

خالد الحاج

تاريخ التسجيل: 12-21-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
شعر الحداثة والنقد الهدام البورد نموذج.....


    إنضمت مؤخرا كوكبة رائعة من الشعراء /ات ل س أون لاين لينضموا لأسماء كبيرة حفرت بصمة واضحة في عالم الشعر ، يحي فضل الله ، فضيلي جماع ، أسامة الخواض ، أبوذر ،تماضر ، عبد الله جعفر ، ود شاموق ،أبكر إسماعيل وقد زينوا المنتدي ببديع الكلم ومموسق الحرف ، تجربة جميلة أضافت جانب رومانسي شاعري وشكلت واحة للهاربين من وعثاء السياسة ، فالتقينا بنجلاء التوم ورقية وراق و لنا مهدي
    وعالية عوض الكريم والمخضرم صديق ضرار، وجورج بنيوتي ، ومحمد سبيل(الشاعر). من جانب أخر شكل النقد جانب سلبي واضح في تكسير مجاديف هذه الأقلام النضرة ومال إلي السفسطة وعدم العلمية والتمسك بنصوص جامدة وقواعيد أكاديمية إتسمت بالخواء لعدم وجود الموهبة والأخيرة لا توجد في قاعات الدرس .وأغرب أنواع النقد ما إتسم بالإستفزاز والتحقير أحيانا ومال إلي الغرض والغرض مرض.
    وكان موضوع الحداثة الشعرية أحد الموضواعات ذات الشد والجذب ومجال للتهكم أحيانا، يقول أديبنا الكبير الطيب صالح في أحد ردوده علي موضوع النقد والنقاد : أن أجمل النقد ما جاء عن حب !!!
    وللمقارنة فقط نورد بعض النماذج لأنواع من النقد في زعمي أنا وهو النقد الإيجابي من مبدعين حملوا لواء التواضع مرادفا للعلم والمحبة بدلا عن الكره.


    رأي أستاذنا ود المكي في شعر الحداثة وفي النقاد :


    سؤال : الحداثة الشعرية هي أحدي المواضيع المثارة بإستمرار علي مستوي الصحافة الثقافية والنقد كذلك كيف تفهم الحداثة ، وإلي أي مدي إستطاعت تجربة جيل الحداثة أن توطد
    أركانها ؟


    ** عندي حساسية من المناقشات التي تبدأ في الغرب حول الأدب الغربي ثم تنتقل عدواها إلينا ..الحداثة الغربية تتعلق بما بعد فولكنر وهمنواي
    ، أما نحن الذين لم نلحق بغبار فولكنر حتي اليوم فما هو مقعدنا في جلسة الحداثة؟هل يمارس مبدعونا الحداثة أم نقادنا هم وحدهم المحيطين بالمفاهيم الحداثية، و ربما كانت الإجابة أن النقاد هم الحداثيون الحقيقيون..ولذلك تتقدم مفاهيم النقد عندنا علي قدرات الإبداع ولسنا وحدنا في ذلك فكلنا في الهم شرق.
    طبعا إذا وضع الناقد بعض المعايير فإن المبدع يحاول التجاوب معها بصورة من الصور وقد يقوده ذلك إلي قدر من الحداثة أو إلي قدر من الإستهبال وأمامك الصحف العربية تجد فيها مصداق ما أقول. وظني أن ذلك ليس شر كله فقد إستطاع البعض أن يرسي أسسا لحداثة عربية ولكن هنالك عدد كبير من المطبلين إنضموا للزفة وجلبوا علي الحداثة إسما رديئا.
    نعود للجد الحداثة(Modernity) ينبغي أن تكون زراعا وتكملة لشئ آخر يفوقها أهمية وهو ما يعرف بالتحديث في علم الإجتماع (Modernization) ومن هنا تأتي أهميتها لعملية التحديث الإجتماعي.


    سؤال : قصيدة النثر أو نثر القصيدة ، هل هي مولود شرعي لتجربة أم رقص بلا ساق ، أم تجاوز للقديم إفضاء إلي شكل جديد في الشعر؟


    ** قصيدة النثر مولود شرعي بنظري ، وقد تأثرت أول أمرها بالترجمات العربية للشعر الأوروبي والكتاب المقدس ولكن بعض من كتابها
    إستطاع أن يحلق. وما ينقصها حقيقة هو نوع من الإيقاع والإيقاعات النثرية في اللغة العربية قليلة فهناك الإيقاع القرآني وإيقاع السجع العربي
    القديم وإيقاع أساليب الإتباع التي نجدها في نثر الجاحظ وأبي حيان . أما الإيقاع القرآني فمحظور إلي حد بعيد والسجع استهلك نفسه في عصور الإنحطاط والإيقاع الرائج هو نفس إيقاع الترجمات العربية للإنجيل وللشعر الأوروبي.
    لا يغرنك حديث الغربيين عن الشعر المرسل فهو ليس في نفس حرية قصيدة النثر العربية وسبب ذلك أن الشعر الغربي ينهض علي عدد المقاطع في الكلمات وميزانه العروضي يقوم علي تقطيع الكلمة إلي أجزائها المنطوقة لا ليحصي عدد من التفاعيل كما هو الحال عندنا وإنما ليحقق بذلك وحدات منطوقة متساوية علي نهج مقرر في أنواع الميترات المتعارفة. وأكثر من ذلك تحقيق التقفية ليس فقط بحروف أواخر الكلمات وإنما أيضا بأوائلها. فإذا قلت فرند أند فو (العدو والصديق) فقد حققت نوعا من النظام الشعري المقبول.وفي أشد أشعارهم تحررا من الأوزان والقوافي يراعي الغربيون نظاما إيقاعيا من نوع ما. وظني أن علي قصيدة النثر أن تبحث في التراث وفي لغة الشعب حتي تظفر بالإيقاع المطلوب. أعطيك مثالآ فطيرا بعض الشئ. أنظر إلي إيقاع ما يعرف بالمولد (اللهم صلي وسلم علي الذات المحمدية واغفر لنا مايكون وقد كان) تجده إيقاعا مميزا وإذا جردته من القوافي يمكنك أن تكتب فيه قصيدة النثر.
    مرة في حديقة الحيوان بالخرطوم (كان ذلك أوائل حكم الإنتفاضة) وجدت حلقة تتحلق حول شاعر شعبي شاب وكان يلقي شعره بوقفات مقصودة قبل إكمال البيت تاركا الجمهور يقترح الفافية وكان بين ما التقطه منه قوله :
    عاشة يا عاشة
    أنا لو بعرف بيتكم بي جاي أو بي جاي
    كان جيت براي
    ما بجيب معاي

    فيصيح جمهوره مكملآ : الكشة.
    وبدا لي ذلك أمرا شديد الروعة لا لأن الشاعر أشرك الجمهور في صنع القصيدة وإنما لسهولة الموسيقي الداخلية للشعر. فالقافية الرئيسية هي حرف الشين ولكن قبل أن يصل الشاعر إليها يتحفنا بمتواليات داخلية متجانسة(بجاي ، براي ، معاي ) شئ كهذا أقترحه علي قصيدة النثر لتنقذ نفسها بإيقاع ما من عدم إنضباط النثر الخالي من كل إيقاع.
    إذن هل يمكن أن تكون قصيدة النثر شكلآ فنيا خاصا ليس ضروريا أن تلامس شغاف الإيقاع وكيف نقيم في هذا المجال إجتهادات أدونيس النثرية والتأسيس النظري لها؟
    ربما كان لأدونيس فضل الريادة ولكن كثيرا من قصيد النثر الذي يصادفني يتفوق علي إنتاجه في ذلك المجال. أقبل قصيدة النثر كشكل مواز للقصيدة العربية القديمة والقصيدة الطليعية وليس كبديل لهما. ينبغي أن تتعايش كل الأشكال الفنية. المتنبي إلي جانب السياب إلي جانب أدونيس..ليس هنالك شكل أفضل ولكن هنالك شاعر أفضل من شاعر.(1)


    نموذج آخر للنقد البناء :
    أستاذنا فضيلي جماع :

    Quote: الشاعرة / لنامهدي

    قرأت وأعدت قراءة قصيدتك أكثر من مرة. لقد انفرد دفتراالشعر السوداني المكتوب بالعربية بصفة خاصة بما انتجته ذاكرة الرجل، مع غياب شبه تام لشعر المرأة..والسبب -في اعتقادي- هو غلبة الثقافة الذكورية أحادية الاتجاه. فالتعبير عن خلجات النفس والكلام في الدين والحياة وكذلك شئون الحكم..كلها خاضعة لتفسير مملكة الرجل. عليه فقد توارى الصوت النسائي الا من فلتات أخذت تخرج على النص! لذا فان احتفاءنا بما تكتبه أخوات لنا هذه الأيام (انت ونجلاء التوم ورقية وراق وأخريات) امر طبيعي ومشروع، اذ من المستحيل أن يسعى مجتمعنا العمر كله على قدم واحدة!!

    أعود الى قصيدتك وأسجل حفاوتي بشيئين 1) حصيلتك اللغوية الجيدة. وأحسب أنني أشرت الى هذا في موضع آخر ذات يوم. فالمفردة التي تستخدمينها تفصح عن خزانة جيدة من الاطلاع (2) استقامة موسيفى القصيدة - الا من خلل عارض (سأعود اليه).

    بدأت القصيدة وانتهت بالتشكي والبوح:

    (( وأنا تقلقلني الدواخل كل حين
    وأناتزلزلني الخوارج
    عن مساحات اليقين
    وأنا أبث
    عبر الحشاشات الحريقة
    كل أشلاء السنين!))

    انتقاؤك للكلمة موفق، ولكنك أكثرت في شكواك من ترداد ضمير المتكلم "أنا"، وهو تكرار أراه غير موفق، ويقلل من نكهة هذا المقطع الجميل.
    آخر القصيدة (في البيتين الأخيرين) وقع شيء من الاضطراب في موسيقى قصيدتك فتداركيه.

    نقطة أخيرة..أكتبي ما ترين وانصرفي لسواه..وحافظي على الخيط الذي يربطك بقديم الشعر وجديده. ننتظر مساهماتك باذن الله.

    فضيلي جماع(2)


    نموذج أخر لنوع من النقد بين أدباء ينقلون المعرفة بلا تعالي :
    المبدع أسامة الخواض :

    Quote: في مداخلة حول قصيدة المبدع يحي فضل الله الأخيرة:
    لا ادري صديقي يحي ماذا اقول؟؟

    سبق ان تحدثنا كثيرا عن العروض عبر الهاتف
    وعبر كلامك مع الشاعر الذي يحبه جيلنا جميعا:
    محمد محيي الدين

    وانت مصر انك لا تعبا بذلك
    واجدني احس "بضرس " من الناحية الموسيقية,حينما اعيد قراءة هذا النص

    وذلك ما ذكرني "بالضرس "الذي احسسته حين قرات مقاطع لسند من البحر القديم اوردتها بيان كامضاء لها:

    فهنالك تفاعيل ناقصة,
    ولعلها كتبتها من الذاكرة

    لكن الحس الموسيقي يطاردك في كل الاحوال,
    اذا ما كانت اذنك تملك ذلك الحس

    فالاصح موسيقيا ان نقول:

    "هم البسوك دثار خز ناعم الاسلاك منغوم الحفيف"

    بدلا عن:

    "هم البسوك دثار خز ناعم منغوم الحفيف , كما اوردته بيان

    ثم قالت بيان بناء على ذاكرتها:

    "ماذا يقولوا الناس"

    والاصح:

    "ماذا يقول الناس",

    اذ ان المسموع لا يكتب الا في التقطيع الموسيقي

    ارجو ان اسمع رايك يا يحيي

    وساكون منشغلا اكاديميا
    لكنني حتما ساعود

    المشاء(3)



    المبدع يحي فضل الله :
    في رده علي أسامة الخواض :


    Quote: صديقي الشاعر الرائي اسامة الخواض
    فعلا ، تناقشنا كثيرا عن العروض الي درجة الهذيان
    و يبدو انك سنضرس كثيرا تجاه نصي الشعري الا اذ تخلصت انا عن انفلاتي عن بحور الخليل او تخلصت انت عن تذوق موسيقي نصي الشعري بمرجعية الخليل بن احمد الفراهيدي ، بالنسبة لي انا ، لا استطيع ان اضبط قصيدتي علي موسيقي البحور و افضل الانفلات منحازا وبتلقائية لموسيقي تأتي بها قصيدتي لانها ـ القصيدة تقصدني ولااقصدها ولم يحدث ابدا ان تحسست موسيقي نصوصي الشعرية بعد كتابتهاعلي تراكيب الخليل بن احمد فهل انا مخطئ لو قلت ان قصيدتي لا تعبأ بالعروض و تفضل مكونات موسيقاها الخاصة بها؟
    اثمن يا اسامة هذا الهم الشعري
    ولك كثيف الود والتقدير والاحترام.

    (4)

    وأختم بكلمات للأستاذ عزمي بشارة :
    نبحث عن ناقد عملي يشتق الأسئلة من خارج الكتب المترجمة.
    القبول بالحداثة معطي ضروري لا سبيل إلي تجاوز التخلف من دونه، فلا يمكن نقد معرفة إلا بمعرفة متطورة عليها.



    (1)
    مجلة كتابات سودانية العدد 14 سنة 2000 (صفحة67)
    (2)
    http://وأنا التكلم:مثل صمت العاشقين مثل كدح النازحين مث...النازفين فىعهد العبث
    بوست الأستاذة لنا مهدي.
    (3)
    http:// النقيض
    بوست الأستاذ يحي فضل الله.

    (4) المصدر السابق.

    (عدل بواسطة خالد الحاج on 03-06-2004, 08:10 PM)
    (عدل بواسطة خالد الحاج on 03-06-2004, 08:14 PM)
    (عدل بواسطة خالد الحاج on 03-07-2004, 04:10 PM)
    (عدل بواسطة خالد الحاج on 03-07-2004, 04:12 PM)

                  

03-06-2004, 08:27 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر الحداثة والنقد الهدام البورد نموذج..... (Re: خالد الحاج)

    الحب والتجلة أيها الصديق الهميم الحميم


    1- حاولت جاهداً الانتظار حتى يكون أول المداخلين على هذا الحديث العميق والمطلوب غيري وأقدر مني على مجادلته وحواره. انهم قادمون دون شك ولكن لا أقل من أن أرفع لهم هذا بالقليل الذي عندي .
    2- الحديث عن الحداثة وقراءتها ومحاورتها من المتشبثين بما دونها(حتى وان تسموا نقادا وأكاديمين بحق أو ببعضه أو بدونه) كان شيقا منذ رائدها الحداثي القديم أبو تمام وجدليته الخالدة معهم : لم لاتقول ما يفهم ؟/ لم لا تفهم مايقال؟ . ألا قل لي أين أبو تمام الان ؟؟؟ واين الإعرابي ؟؟؟ ثمة مقاييس زمنية وفوق زمنية قاهرة تدعونا للإشفاق على الإعرابي دوماً وللإنحناء للتماميين الذين يعرفون بسيماهم
    في كل زمان ومكان
    3- (إذا وجدت المتعة وجد الشعر) كان هذا حسم أحد التمامين الأوربيين لبعض الإعرابيين الأوربيين الذين ودوا أن يتبع الإبداع عاديتهم وسذاجتهم.
    4- قل معي لهم إذن : لم لا تفهمون- تدركون -تحسون -تمتصون ما يقال ؟؟ ولم لا تستمتعون بمحض المتعة !
    مساكييييييييييييييين!
                  

03-06-2004, 08:45 PM

Muhib
<aMuhib
تاريخ التسجيل: 11-12-2003
مجموع المشاركات: 4084

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر الحداثة والنقد الهدام البورد نموذج..... (Re: فتحي البحيري)

    استاذي خالد ..
    احلي حاجة في هذا البوست ...حكاية ال MLA Citations

    ABOUT THE REST , I HAVE NO CLUE

    ولك التحية اخي ..
                  

03-06-2004, 09:09 PM

خالد الحاج

تاريخ التسجيل: 12-21-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر الحداثة والنقد الهدام البورد نموذج..... (Re: Muhib)

    إزيك يا محب..
    أستشهد هنا يا محب بمن علم وتواضع
    ولست شاعرا ولا ناقد ولا أفهم في الشعر
    إلا ما يكلكل دواخلي وأحس به يطربني
    أما ما خفي عليك ..فلا تستعجل وستري..

    تقديري لك
                  

03-06-2004, 09:00 PM

خالد الحاج

تاريخ التسجيل: 12-21-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر الحداثة والنقد الهدام البورد نموذج..... (Re: فتحي البحيري)

    ليتهم يا فتحي يعلمون
    أن الشعر لغة الحب ويخاطب الشعور قبل أن يكون
    قوانين عروضية..وليتهم يأتونا بنماذج تقول لنا
    إكتبوا هكذا بدلآ من هدم أحلام الأخرين وقبل أحلامهم
    إحاسيسهم.إنه موات الشعور الذي يدفع بأصحابه
    لإستنكار الجمال.
    أعجبتني ملاحظة للمبدع يحي فضل الله إذ أشار
    لإمكانية قراءة قصيدته الأخيرة من أعلي إلي أسفل
    ومن أسفل إلي أعلي.هو الإبداع أن تأتي بما هو جديد
    وجميل يريح النفس وليس ببغائية النص.
                  

03-06-2004, 09:04 PM

yasiko
<ayasiko
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 2906

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر الحداثة والنقد الهدام البورد نموذج..... (Re: خالد الحاج)

    اللييييييييييييييييييلة يا (نصف المثقف)
    البوليس ما يحلك الليلة ، شوف تورا بورا دربها وين ، غايتو يحلك الحل بله ، وايه الدخلك في الأدب والنقد ما تنقص وتقعد بعيد زينا كدي
    غايتو توقيعك دا " جضما معود علي الكفيت " يدل على الصمود
    لك الود

    (عدل بواسطة yasiko on 03-06-2004, 09:06 PM)
    (عدل بواسطة yasiko on 03-06-2004, 09:21 PM)

                  

03-06-2004, 09:16 PM

خالد الحاج

تاريخ التسجيل: 12-21-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر الحداثة والنقد الهدام البورد نموذج..... (Re: yasiko)

    ياسيكو..
    تقول شنو فاضي والفاضي يعمل قاضي
                  

03-06-2004, 11:07 PM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر الحداثة والنقد الهدام البورد نموذج..... (Re: خالد الحاج)

    الأخ خالد
    ارجوا أن يتسع صدرك للنقد كما ترجوا انت من ناقدى شعر الحداثه ..


    سؤال برى براءة بوستيك هذا والمتداخلين بعاليه

    هل حقاً فتح من أجل مناقشه شعر الحداثه والطرق المثلى لنقده أم بدايه لمعركه حامية الوطيس؟؟


    واليك هذه القصيده الحديثه

    يا طياراه الجبكسين
    رشي علينا
    شياً من المبيدات الحشريه
    فقد داهمنا الجراد
    وقرض الحواشه ديه

    ياطياره ياحديثه
    من اي الحديد قد جمعتى
    لانى ارى فيك بأس شديد

    علي الجراد وكل الطفيلات
    رشي بلا رحمه
    الجمكسين المستورد الفتاك

    الاقوي من البف باف
    يا طيارة الجبكسين يا احلي طياره

    صنعت في اليونايتد استيد
    وطليتي في اليونايتد ارب

    لتعملي مع اليونايد نايشين

    يا لحداثه محركك
    ماركه جنرال موتورز
    يعمل بلا كلل
    بنزينه اقتصادي
    يتسرب في الخراطيم علي استيحاء

    وتضخه المضخات صخاً
    حتى ينحرق في هدؤ ودون صخب

    يا للروعه
    وانتى تحلقين فوقنا

    تحلقى يا طياره الجبكسين

    لترشي شيئاً من سمومك علينا وعلي زرعنا
    بحجه قتل الحشرات
    فنموت نحن وتحيا الحشرات

    يا طياره الرحمه

    خففي الجبكسين
    لابنائنا

    ليموتوا علي مهل
    وليس مثلنا علي عجل


    يا طيارة الجبكسين
                  

03-06-2004, 11:23 PM

خالد الحاج

تاريخ التسجيل: 12-21-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر الحداثة والنقد الهدام البورد نموذج..... (Re: HOPEFUL)

    الأخ جمال..
    سلام..
    لم أتصيد المعارك يوما..
    ولكن مرحبا بها إن جائت فلست من من يهربون من معترك
    خاصة إن فرضت علي ألف مرحب..
    أما عن القصيدة فهي تنفع مبيد ذو قوة ثلاثية جيدة للإبادة خاصة وإن كانت الحشرات من النوع اللاصق مثل (القراد ) يأبي فكاكا..
    وإن أردت رأي علمي يعتمد علي العروض والتفعيلة وموسيقي الشعر فأنت أدري مني
    بمن هو (أعلم) (وأكثر تفقها) في كل شيئ بدئا من الشتم وإنتهائا بإبتزال اللغة
    في الطرح..والهمز واللمز فما أنا إلا تلميذ صغير جاهل ونصف مثقف أيها الصديق العادل

    ودمت أيها الشاعر المجيد

    (عدل بواسطة خالد الحاج on 03-07-2004, 12:06 PM)

                  

03-06-2004, 11:37 PM

Outcast
<aOutcast
تاريخ التسجيل: 04-07-2003
مجموع المشاركات: 1029

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر الحداثة والنقد الهدام البورد نموذج..... (Re: خالد الحاج)

    مسحوبة .... وهذا ما أريده أن يبقى

    أنا برضو ما بفهم فى شعر الحداثة ...لكن كلامك معقول جدا....

    (عدل بواسطة Outcast on 03-06-2004, 11:40 PM)
    (عدل بواسطة Outcast on 03-07-2004, 00:18 AM)

                  

03-06-2004, 11:42 PM

Hussein Mallasi
<aHussein Mallasi
تاريخ التسجيل: 09-28-2003
مجموع المشاركات: 26230

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر الحداثة والنقد الهدام البورد نموذج..... (Re: خالد الحاج)

    كيف حالك يا خال
    تحياتي و تقديري
    Quote: خاصة وإن كانت الحشرات من النوع اللاصق مثل (القراد ) يأبي فكاكا..

    تعرف يا خال القراد دا ماركة مسجلة باسمى .....
    دا اخونا مكسب زمان قال:
    Quote: تابع .. يا ملا سي .. تابع .. خيالك أصدق من الحقيقة... صارقيل و جقود و مصران .. لووول .. ألقابكم عجب .. لكن انت كان اسمك التاني شنو يا حسين .. أوعى تزوغ .
    منتظرين الباقي ..
    تحياتي
    -----------------------------------------------------------------------------
    رب أجعل هذا بلدا آمنا .. و ارزق اهله من الثمرات
    و دا ردي عليهو:
    Quote: انا يا مكسب كان اسمي قرادة ... ايه رايك مش اسم مناسب
    ملاسى
    ملاسيات .......
    فعشان كدا يا خال بقترح تخلي لي كل القراد دا و تشوف صارقيل جقود او مصران و ذلك منعا للالتباس ....
                  

03-06-2004, 11:47 PM

خالد الحاج

تاريخ التسجيل: 12-21-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر الحداثة والنقد الهدام البورد نموذج..... (Re: Hussein Mallasi)

    يا حسين ملاسي
    جقود وعجلتو إنت أولي بيهم
    وقالوا الذاد لو ما كفي ناس البيت حرام علي الجيران ..
                  

03-06-2004, 11:59 PM

Hussein Mallasi
<aHussein Mallasi
تاريخ التسجيل: 09-28-2003
مجموع المشاركات: 26230

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر الحداثة والنقد الهدام البورد نموذج..... (Re: خالد الحاج)

    Quote: يا حسين ملاسي
    جقود وعجلتو إنت أولي بيهم
    وقالوا الذاد لو ما كفي ناس البيت حرام علي الجيران ..

    تحياتي يا خال
    بس جقود ما عندو عجلة ....
    على العموم شكرا .... بس الذاد دا انا ما عرفتو ...

    و تقبل عميق تقديري
                  

03-07-2004, 00:09 AM

خالد الحاج

تاريخ التسجيل: 12-21-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر الحداثة والنقد الهدام البورد نموذج..... (Re: Hussein Mallasi)

    تشكر يا ملاسي علي التصحيح الإملائي
    ويا ريت كمان تصحح الأعوج يا زول يا فارس.
    أستغرب جدا يا حسين يا أخوي كونك بقيت تشتغل بالريموت كنترول
    تعرف الشئ المؤسف أن يتناقض القول مع الفعل لكن نسوي شنو
    فقد كنت حتي الأمس خالد بن الناس..ولكنها طبيعة الأشياء
    تتحرك ومن يتجمد يموت.
    مؤسف والله.
                  

03-07-2004, 00:19 AM

Hussein Mallasi
<aHussein Mallasi
تاريخ التسجيل: 09-28-2003
مجموع المشاركات: 26230

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر الحداثة والنقد الهدام البورد نموذج..... (Re: خالد الحاج)

    الخال العزيز خالد

    Quote: فقد كنت حتي الأمس خالد بن الناس..

    كنت و ما زلت و ستظل ....
    اما الريموت و التجمد و الموت و الفروسية و تناقض القول مع الفعل ... فلا تعليق

    و تقبل تقديري
                  

03-06-2004, 11:27 PM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر الحداثة والنقد الهدام البورد نموذج..... (Re: HOPEFUL)

    كتب ودالمكي

    Quote:
    ** عندي حساسية من المناقشات التي تبدأ في الغرب حول الأدب الغربي ثم تنتقل عدواها إلينا ..الحداثة الغربية تتعلق بما بعد فولكنر وهمنواي
    ، أما نحن الذين لم نلحق بغبار فولكنر حتي اليوم فما هو مقعدنا في جلسة الحداثة؟هل يمارس مبدعونا الحداثة أم نقادنا هم وحدهم المحيطين بالمفاهيم الحداثية، و ربما كانت الإجابة أن النقاد هم الحداثيون الحقيقيون..ولذلك تتقدم مفاهيم النقد عندنا علي قدرات الإبداع ولسنا وحدنا في ذلك فكلنا في الهم شرق.
    طبعا إذا وضع الناقد بعض المعايير فإن المبدع يحاول التجاوب معها بصورة من الصور وقد يقوده ذلك إلي قدر من الحداثة أو إلي قدر من الإستهبال وأمامك الصحف العربية تجد فيها مصداق ما أقول. وظني أن ذلك ليس شر كله فقد إستطاع البعض أن يرسي أسسا لحداثة عربية ولكن هنالك عدد كبير من المطبلين إنضموا للزفة وجلبوا علي الحداثة إسما رديئا.نعود للجد الحداثة(Modernity) ينبغي أن تكون زراعا وتكملة لشئ آخر يفوقها أهمية وهو ما يعرف بالتحديث في علم الإجتماع (Modernization) ومن هنا تأتي أهميتها لعملية التحديث الإجتماعي.



                  

03-06-2004, 11:35 PM

خالد الحاج

تاريخ التسجيل: 12-21-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر الحداثة والنقد الهدام البورد نموذج..... (Re: HOPEFUL)

    Quote: مرة في حديقة الحيوان بالخرطوم (كان ذلك أوائل حكم الإنتفاضة) وجدت حلقة تتحلق حول شاعر شعبي شاب وكان يلقي شعره بوقفات مقصودة قبل إكمال البيت تاركا الجمهور يقترح الفافية وكان بين ما التقطه منه قوله :
    عاشة يا عاشة
    أنا لو بعرف بيتكم بي جاي أو بي جاي
    كان جيت براي
    ما بجيب معاي
    فيصيح جمهوره مكملآ : الكشة.
    وبدا لي ذلك أمرا شديد الروعة لا لأن الشاعر أشرك الجمهور في صنع القصيدة وإنما لسهولة الموسيقي الداخلية للشعر


    يا لتواضع العلماء..
    أين هذا من علماء يلقحون الكلام
    ويتصيدون الناس..
    كيف يكون إسهام حملة الشهادات العلمية
    عبارة عن (شات) ونطالب بالتغيير..
    يا سبحان الله؟؟؟؟
                  

03-06-2004, 11:47 PM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر الحداثة والنقد الهدام البورد نموذج..... (Re: خالد الحاج)

    يعني أفهم من كدا يا حسين
    كل ما اكون داير انشف ريقك اجيك ناطي
    بالقصيده المبيد دي ولا شنو؟
                  

03-07-2004, 00:05 AM

Hussein Mallasi
<aHussein Mallasi
تاريخ التسجيل: 09-28-2003
مجموع المشاركات: 26230

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر الحداثة والنقد الهدام البورد نموذج..... (Re: HOPEFUL)

    تنشفو اكتر من كدا يا جمال ....
                  

03-07-2004, 00:34 AM

mustafa mudathir
<amustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر الحداثة والنقد الهدام البورد نموذج..... (Re: خالد الحاج)

    دا رصد جميل جدا لنشاط النقاد و نوع من التوثيق الرشيق
    و الباعث على التأمل يعني بوست نموذجي أشكرك عليه
    دحين ما لاقاك شي عن القصة القصيرة؟
    مصطفى مدثر
                  

03-07-2004, 00:44 AM

خالد الحاج

تاريخ التسجيل: 12-21-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر الحداثة والنقد الهدام البورد نموذج..... (Re: mustafa mudathir)

    الأخ مصطفي مدثر..
    تحياتي..
    أبدا والله ما لاقاني..لكن ممكن نفتش ليك
    وطلباتك أوامر ومنها كمان نتثقف شوية.
                  

03-07-2004, 11:00 AM

Hussein Mallasi
<aHussein Mallasi
تاريخ التسجيل: 09-28-2003
مجموع المشاركات: 26230

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر الحداثة والنقد الهدام البورد نموذج..... (Re: خالد الحاج)

    لكن الطير مضى عنى لم يفهم ما كنت أغنى
    ____________
    صلاح احمد ابراهيم
                  

03-07-2004, 11:08 AM

خالد الحاج

تاريخ التسجيل: 12-21-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر الحداثة والنقد الهدام البورد نموذج..... (Re: Hussein Mallasi)

    ملاسي يا أخوي إنتهي زمن الفهم فهذا موسم التحاريق
    والطيور بتهاجر أوكارها في المواسم..
    ولما الزول تبقي شغلته تلقيح الكلام أخير الخلا
    وأهلنا قالوا الخلا ولا الرفيق الفسل.
                  

03-07-2004, 11:23 AM

smart_ana2001
<asmart_ana2001
تاريخ التسجيل: 04-17-2002
مجموع المشاركات: 5695

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر الحداثة والنقد الهدام البورد نموذج..... (Re: خالد الحاج)

    اخى خالد الحاج
    ما تزعل يا اخى
    انا ح اكتب ليك قصيده هنا ,ممكن ؟؟؟؟
    قبل ما اكتب القصيده , اول حاجه ما انا الى كتبت القصيده , و ما عارفه الكتبها منو !!!!
    بس ايام الجامعه كان عندى اصحاب جبهة ديمقراطية , و كانوا طوال اليوم بيسمعوا فى القصيده لحدى ما حفظتها , و الان و بعامل السن ,نسيت نصها , بس ح اكتب ليك النص التانى

    كونك تحب البنية.... جريمه
    كونك تغازل عيونه.. جريمه
    كونك تمارس الجريمة ...غنيمة
    صحينا الصباح ...لقينا المطبه
    حصان السوارى .. حكومه الطوراى
    تحرس الصوانى... وتسد الكبارى
    اجيك فى الصباح .. تعال فى العشية
    اجيك لماتعرف... حمامة ....بندقية
    بس
    يا جماعة لو فى زول فيكم عارف الباقى ينزلوا لينا
    و تانى , ما تزعل
                  

03-07-2004, 11:26 AM

ملكة سبأ
<aملكة سبأ
تاريخ التسجيل: 06-18-2003
مجموع المشاركات: 3855

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر الحداثة والنقد الهدام البورد نموذج..... (Re: خالد الحاج)


    على قولة اساسي

    على حالتي
    كنت وستظل خالد ودالناس ياخال
    ولا شنو ؟؟
    عموما ماماشين بعيد بنجيك فى الفزعة على قول ياسيكو
                  

03-07-2004, 11:39 AM

خالد الحاج

تاريخ التسجيل: 12-21-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر الحداثة والنقد الهدام البورد نموذج..... (Re: ملكة سبأ)

    smart_ana2001
    أزعل يا أختي العزيزة ولكن في الحق..
    أزعل لكن بي أدب وما أحوجنا له..
    أزعل لو كان الزعل بجيب فايدة
    (من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام)

    ودمتي

    الملكي..
    إزيك يا زولة يا رائعة
    وتشكري لتذكيري بأني إبن ناس
    فقد والله نسيت الكلام الطيب من كترة السموم
    حتي أني بدأت أقتنع بجهلي (وقام علي حق أهلك الشايقية)
    وكان لي ياسيكو يعلم الله من ديك وعييك بي وشيهو
    أظنو مشا يجيب الإنتربول.
                  

03-07-2004, 11:15 AM

Alia awadelkareem

تاريخ التسجيل: 01-25-2004
مجموع المشاركات: 2099

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر الحداثة والنقد الهدام البورد نموذج..... (Re: خالد الحاج)

    العزيز خالد
    شكرا علي ايرادي ضمن هؤلاى الشاهقين وموضوع هذا البوست شدني الية رغما عني وذكرني بحوار لي مع الجميل طيفور هو
    Quote: ايها الطيف الشفيف
    شكرا علي كل هذا الشسوع الذي فيك وفرحي لهذاالانسجام جدا يحفزني
    علي الاندياح بطريقة ما ....وعموما انا افتقد مناخ صحي للتداول حول التجارب الادبية التي نقوم بها هذا اذا صحت كلمة تجارب طبعا
    اولا تري انة غريبا جدا ان لايكون لنا فضاء مع من سبقونا في هذا المجال للنقاش هذا/ اعني انعدام المناخ الدافي الذي تولد برحمة التجارب الحديثة العهد كسودانيين / قرأت سير ذاتية لكثير من الادباء الكبار واجد دائما ان هناك من اخذ بايدهم في مرحلة حرجة وقادهم الي النوراي نضوج التجربة / اي ان الادباءوالشعراء بين ظهرانينا لايمارسون هذا الدور الا اذا كانت التجربة مكتملة الملامح او في حالات الموهبةالتي لا يشق لها غبار متناسين انهنالك تجارب لايكتمل نضوجها الابعد حين وعلي نار هادئة ولكنها حين تخرج تكون اضافة حقيقية اي ان هذا الجدب الادبي في بلدي بالرغم من وجود المواهب الشابة التي لاتحصي ولا تعد ما سببة بالضبط وهل لنا ان نثرثر قليلا حول دور الادباء
    الكبارفي ذلك؟


    --------------------------------------------------------------------------------

    واضيف ان ادباؤنا ونقادنا علي قلتهم لايابهون كثيرا للتجارب الوليدة
    وتجدني اتحسر عندما انظر للمناخ الادبي المصري الذين يحتفون ويكرمون مواهبهم ويرعونها منذ المدارس مهما علا او قل شان التجربة ..../ويحضرني ايضاتجربة دكتور حيدر في المغرب العربي ورعايتة للمواهب الشابة من السودانيين والذين ابصم بالعشرة انهم لمغيري وجة الخريطة المعهود للكتابة السودانية علي الاطلاق اذا ما توفرت لهم ولنا فرصة وطن.
                  

03-07-2004, 11:52 AM

خالد الحاج

تاريخ التسجيل: 12-21-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر الحداثة والنقد الهدام البورد نموذج..... (Re: Alia awadelkareem)

    العزيزة عالية..
    أعتقد جازما بأن هنالك إشراقات جميلة بحق
    ورغم إننا نتعامل هنا بالإحساس فنحن متلقيين
    نطرب للموسيقي في الشعر ويأسرنا الكلام المموسق
    وظني أن الشعر يكتب لمثل هذه الشرائح من البشر (العوام)
    إن جازت التسمية وعلينا من هنا الإشادة بالجميل وأن نأخذ
    بيد تلك البراعم حتي يكتمل إزهارها..
    ويبقي دور المبدعين الكبار في التوجيه وإنارة الطريق
    والحمد لله فيهم من يقوم بذلك بلا من ولا كلل وهذا ديدن العارفيين
    و(أقدلي) يا إبنة العم لي قدام تعجبني تجربتك وأري فيها شمس سيكتمل شروقها
    ذات يوم ليس ببعيد.
                  

03-07-2004, 02:54 PM

mohamed elshiekh
<amohamed elshiekh
تاريخ التسجيل: 05-12-2003
مجموع المشاركات: 1276

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر الحداثة والنقد الهدام البورد نموذج..... (Re: خالد الحاج)

    الاخ الغالى خالد
    لك التحيه والاحترام
    لا اود ان اتعمق كثيرا بين سطورك
    ولكنى اعتقد ان هناك امر ما اتفقك معك فيه دفعك
    لانزال هذا البوست.
    فقط اريد ان اعلن تضامنى معك .
    حارب الجهل والظلام واجعل من حرفك المضئ
    دوما سلاحا فتاكا لمحاربة الظلاميين.




    ولك الموده
                  

03-07-2004, 04:03 PM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر الحداثة والنقد الهدام البورد نموذج..... (Re: خالد الحاج)

    الاخ خالد الحاج
    تحياتي
    موضوع جميل جدا ....ولي بعض الملاحظات علي موضوع
    النقد بصورة عامة ـ أي ما يرد في الاصدارات المتخصصة
    والدوريات وخلافه...
    أولا ـ ألاحظ أحيانا أن بعض النقاد يسقط خلافاته
    الشخصية مع صاحب النص علي النص ذاته ويكيل الهجوم
    السخرية والتحقير للنص بحيث لايري فيه شئيا جميلا
    أما أذا رضي الناقد علي الاديب فهنا يتحول نصه
    الي تحفة أدبية رائعة تكاملت فيها كل مقومات الابهار
    ولا غرو فيها من أنتاج الشاعر المتفرد الذي يشكل
    نقلة نوعية بل وقفزة في عالم الشعر والادب ...
    ولاأدري لماذا لايفصل الناقد بين أنفعالته الشخصية
    وعلاقته بالشاعر ـ حباأو كراهية أستلطافا أو بغضا
    يفصل ذلك عن تقويمه ونقده لاعمال الشاعر
    ,,,
    النقطة الثانية هي أستفسار للمختصيين هل يمكن
    لشخص ما ناظم للشعر أو ناقد أن يكتسب الشاعرية
    أو النقد بالدراسة والاطلاع ومعرفة مدارس الشعر
    والادب و النقد والقوالب النقدية دون الموهبة
    والذائقة الادبية
    ؟؟ هل يمكن لشخص عاطل الموهبة
    ضعيف القدرات الادبية أن يكتسب بالاطلاع والدراسة
    ما يؤهله لأن يكون أديبا أو ناقدا ؟؟
    أفهم تماما أهمية الدراسة بالنسبة للناقد الادبي
    ولكن هل تكفي علي أهميتها لصناعة ناقد ؟؟؟ وأفهم أيضا أهمية الدراسة المتخصصة أو علي الاقل
    الاطلاع بالنسبة للشاعر لصقل الموهبة ...ولكني
    لا أعتقد أنها تصنع من شخص ضعيف الموهبة شاعرا
    فالشعر ليس هو رص للكلامات علي قوالب العروض
    أ و التفعيلة ...شعر هذه صفته يعتبر جسد بلا
    روح ... ونعود للناقد.. ونقول أن الدراسة
    والاطلاع يمكن أن تنقله من مرحلة النقد العفوي والتلقائي
    أو النقد علي السليقة الي النقدالقائم علي الاسس
    المعروفة.... \ ولكن الدراسة الاكادمية ليست\
    أكثر من مرشد
    للولوج الي عوالم النص الجيد
    وأستبطانه وأستكشاف أغواره ... فالنص الجيد
    كائن حيوي ينبض بالابداع والخصوصية والتفرد
    لا يمكن لشخص فاقد للذوق والحساسية الادبية أن يتناوله
    بوضعه علي قوالب وأسس جامدة وأنماط جافة لايمكن
    تحيط بحيويته وتكشف مكنون أسراره
    ... اذا في رأي
    أن الاسس النقدية تفيدا جدا كونها مرشدا وتضر
    أيماضرر أذا حولناها لقوالب أو أذا أستخدمها
    عاطل القدرات الذاتية فاقد للزائقة ...000 ففي
    هذه الاحوال سيسود النقد الادبي النمطي العقيم
    والانطباعية والشخصنة والتلاسن والضجيج والصخب
    لتغطية العجز الذاتي
    لأن الطبل الاجوف دائما ما يصدرا صوتا وضجيجا أعلي....

    وأخيرا نتمني أن تختفي ظواهر أغتيال المواهب والمبدعين
    وتصفية الحسابات الشخصية والسخرية وأبتزال النقد
    والشعر.. وأن تختفي أيضا ظواهر التطبيل للشاعر
    أو الاديب وتضخيمه ورفعه فوق مصاف النقدوالتقويم ..
    ؟؟
    ولكم الشكر
    كمال

    (عدل بواسطة kamalabas on 03-07-2004, 08:03 PM)

                  

03-07-2004, 04:50 PM

خالد الحاج

تاريخ التسجيل: 12-21-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر الحداثة والنقد الهدام البورد نموذج..... (Re: kamalabas)

    العزيز محمد الشيخ
    أشكر لك حسن ظنك..

    كمال عباس..
    تعرف يا كمال..هنالك أشياء
    لا تقبل القسمة والطرح والضرب
    والشعر منها..هو الإحساس بالكلمات
    هو الطرب الداخلي لمقطع لكلمة رشيقة
    ويبقي المتلقي هنا هو الحكم وهو المؤشر الحقيقي لجمال القصيدة
    كم سخر الناس من شعر يعتبر من عيون الشعر العربي
    قفا نبكي من ذكري حبيب ومنزل...
    فقالوا ما ضر لو كان جالس..

    الله يا خلاسية
    يا حانة مفروشة بالرمل
    يا مجدولة من شعر أغنية
    يا مملوئة الساقين أطفال خلاسيين
    يا بعض زنجية وبعض عربية
    وبعض أقوالي أمام الله
    من إشتراكي إشتري للجرح غمدا وللأحزان مرثية
    من إشتراكي إشتراني يا خلاسية
    فهل أنا بائع نفسي وأقوالي أمام الله
    (من الذاكرة)
    هذا نموذج لشعر لا يتبع الوزن المتعارف عليه
    ولا يلتزم القافية التقليدية حسب أوزان الخليل بصورتها التقليدية
    ولكن بربك كم فيه من موسيقي وجمال يدخل إليك دون عناء يخاطب الروح منك
    ويبقي في الذاكرة..
                  

03-07-2004, 04:59 PM

Osman Hamad
<aOsman Hamad
تاريخ التسجيل: 11-19-2003
مجموع المشاركات: 476

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر الحداثة والنقد الهدام البورد نموذج..... (Re: خالد الحاج)

    ياكافى البلاء انا وسجيمان اخوى(الكاشف اخوى) دا مافى زول قال لينا سمحين وللا كعبين
                  

03-07-2004, 05:22 PM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر الحداثة والنقد الهدام البورد نموذج..... (Re: خالد الحاج)

    بارك الله فيك يا خالد ...نعم الشعر هو الشعر
    سواء أن جاء علي حسب الموازين والقوالب التقليدية
    أو جاء متحررا من قيود الاوزان والقوافي
    فالموسيقي والجرس الداخلي ...وما يلامس أحساس وذوق
    المتلقي ... نجدها في مثل النمو ذج الذي تفضلت بعرضه
    000 نحتاج للشعر والنص الجيد بغض النظر عن مدرسة
    قائله 000 فالشعر لايعرف الجمود وأنما يتأثر بالتغيرات
    الاجتماعية والثقافية والفكرية وتسارع أيقاع الحياة
    وعملية التأثير والتأثر بين أبداعات وفنون شتي
    الامم والشعوب 000
    لذا نري أختلاف شعر عرب الاندلس
    عن شعر الجزيرة العربية قبل أو حتي بعد الاسلام
    يأتي الاختلاف في مضمون وشكل القصيدة ..
    000 المطلوب في نظري الانتحنط ونتجمد في نمط بعينه
    والا ننظر بعين الريبة والرفض لكل ما هو جديد

    و في نفس الوقت الا نسخر من تراثنا الشعري السابق
    ونبخسه 000
    كمال
                  

03-08-2004, 00:48 AM

lana mahdi
<alana mahdi
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 16049

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر الحداثة والنقد الهدام البورد نموذج..... (Re: خالد الحاج)

    اخى الحبيب خالد اولا لك شكرى الجزيل على وضع اسمى بين من اعتبرهم هامات شعرية و هذا كثير على فما انا الا محاولة فى بداية طريقى ،،
    كما تعرف اخى ان اختلاف المشارب و الاذواق بين مؤيد و معارض لشعر الحداثة و شعر القوالب الكلاسيكية-ان جاز لى التعبير- هو ما اوجد المدارس النقدية و جعل للنقد الادبى مكانته الحالية
    على المستوى الشخصى احيانا لا استسيغ بعض قصائد الحداثة التى تذكرنى بالمنولوج او الديالوج حسب النسق الذى يختاره الشاعر لها والتى احس ان كاتبها خرج عن كل القواعد لا للتحديث انما من باب انعدام ما يعطى اما لقلة الموهبة او لتقليد الشعراء المجيدين فى الشعر الحداثى و هنا نجد ان ما يقوم به يعطى بالظبط النتيجة العكسية للمرام حيث يجد القارىء نفسه امام طلاسم و مفردات لا تنبى الا باكثر الاشياء بعدا عن الشعر
    من جانب آخر ايضا لا استسيغ بعض قصائد الشعر الكلاسيكى تلك التى تحس انها ترتدى بدلة اسموكنج و قميصا ذا ياقة" منشية"من فرط الرسمية و الجمود غير المستحب
    تلك اذواق و النقاد اتجاه مع على و آخر مع معاوية شعريا و لكن تبقى الضوابط العلمية للنقد الادبى و التى تخرجه عن كونه انطباعات وامزجة شخصية الى ان يصبح احد ادوات تطوير الادب العربى بحق
    ولك المحبة و اهديك و الاحباب القراء فصلا من دراسة تصب فى نفس السياق الموجود هنا

    وشكرا
    لنا
    **************************************
    وعـــي الحــداثــة( دراسات جمالية في الحداثة الشعرية ) - د. ســعد الـدين كـليب

    دراسة - من منشورات اتحاد الكتاب العرب - 1997



    Updated: Saturday, September 20, 2003 01:20 AM

    فهرس الكتاب أدب الطفل الدراسات القصة الشعر المسرح الرواية


    الفصل الأول

    تمهيد:‏

    على الرغم من أن الموضوع في الرواية العربية قد احتل مكانة خاصة، في النقد الأدبي العربي المعاصر ؛ غير أنه يمكن التوكيد أن موضوع الحداثة الشعرية هو الموضوع الأكثر إشكالية وحرارة ، في ذلك النقد. ولعل هذا ينهض من أهمية الشعر التاريخية ، في الذوق الجمالي العربي ، كما ينهض من أن الحداثة نفسها ، قد طرحت عدة إشكاليات فنية وجمالية ، بالنسبة إلى الذوق السائد ، من جهة ، وبالنسبة إلى مفهوم الشعرية POETICS من جهة أخرى . وقد لانبالغ إذا ماذهبنا إلى أن ما صاحب هذه الحداثة من مقاربات نقدية ، ومن خلاف بين مؤيد ومعارض ، كان له الأثر الكبير، في تطور النقد المعاصر ، وبلورة الكثير من مفاهيمه النقدية . ولكن ، في المقابل، لم يكن لهذه الحداثة أن تتعمق وتتبلور ، لولا ذلك النقد الذي كانت قضية التحديث الشعري إحدى قضاياه الأساسية . ونودُّ أن نسجل في هذا المجال، أن قضية التحديث الشعري قد شغلت النقد الأدبي الحديث ، منذ أوائل هذا القرن . أي منذ أن ظهرت مدرسة الديوان التي كانت لها المبادرة الأولى ، في الهجوم على كل ما هو تقليدي، في الشعر العربي . وإذا ماوضعنا في الاعتبار أن الأطروحات النقدية، لهذه المدرسة، أكثر أهمية من نتاجها الشعري ، ولاسيما في بداياتها الأولى ؛ فإن ذلك يعني أن قضية التحديث الشعري قد ظهرت بوصفها قضية نقدية ، أولاً . وقد يبدو من الطريف أن نشير إلى أن النقد الحديث ـ والمعاصر طبعاًـ بعكس النقد العربي القديم ، على هذا المستوى . فبينما كان هذا النقد مدافعاً عن عمود الشعر ، والأصول الجمالية المتوارثة ، وحذراً من أي تجديد ، يمكن أن يأتي به شاعر ، حتى فيما يخص الصورة الفنية والمعاني الشعرية ؛ فإن النقد العربي الحديث راح يضيق ذرعاً بما هو تقليدي ونمطي، في الشعر، مثلما راح يدعو إلى ضرورة التفرد والتميز، لاعلى صعيد موقع التحديث من التراث الشعري فحسب. بل على صعيد الشعراء المعاصرين فيما بينهم أيضاً. ولعل تقويم هذا النص أو ذاك بالتقليدية والنمطية يكون من أكثر التقويمات التي يستخدمها النقد الحديث والمعاصر سلبية.‏

    إن قضية التحديث، إذاً، هي قضية النقد، بقدر ماهي قضية الشعر الحداثي. ولهذا لاغرابة في أن يتأثر كل منهما بالآخر، من حيث التعمق والبلورة؛ ولاغرابة أيضاً في أن تتعدد المقاربات النقدية حول الحداثة ومسوغاتها وأسباب نشوئها ومستوياتها وتياراتها. بحيث إن التعرض لكل ذلك يقتضي بحثاً مطولاً قائماً بذاته. وهو مالايستطيع هذا المبحث أن يقوم به، بشكل مسهب. ولهذا، لم يكن بدُّ من الإيجاز الذي لايخلّ بموضوعه.‏

    النقد ونشأة الحداثة:‏

    لقد ذهب النقد المعاصر، في تفسيره لنشأة الحداثة الشعرية، عدة مذاهب مختلفة فيما بينها. وهي التفسير التأثري التثاقفي، والتفسير الاجتماعي، والتفسير النفسي ـ الذوقي. وإن يكن التفسيران الأولان هما الأكثر شيوعاً، في هذا النقد.‏

    أما من حيث التفسير التأثري التثاقفي. فقد تم النظر إلى المثاقفةacculturation مع الغرب الأوربي هي الأساس في نشأة الحداثة. وهي مثاقفة من طرف واحد. ولهذا فإن مستوى التأثر أوضح من مستوى التفاعل أو التبادل الثقافي، في هذه المثاقفة. وغالباً مايكون إليوت هو محور هذا التفسير. بمعنى أن لإليوت من التأثير في نشأة الحداثة، ما يمكن أن يصل إلى درجة الدافع الجوهري. يقول أسعد رزوق في ذلك" إن المثال الإليوتي كان منهجاً احتذى حذوه الكثيرون من شعرائنا وتأثروا به وساروا في خطواته"(1). وثمة من يذهب إلى " ان كل مذهب سياسي وفلسفي وأدبي يظهر في أوربا ينعكس بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على الواقع (المقصود: الواقع العربي المعاصر). حتى نرى تأثيره في الكتابة شعراً ونثراً، وفي طرق التفكير والسلوك"" (2). ومن ذلك فقد نشطت الدراسات النقدية التي تربط بين الحداثة العربية وأسسها الأدبية الغربية. وتستجلي مظاهر التأثر، ونقاط الاتفاق والاختلاف، وما إلى ذلك. مما يتعلق بمقولة المثاقفة بوصفها أساس الحداثة.‏

    والحقيقة أن الناظر، في مثل هذه الدراسات، يكاد يخرج بأن مشروعية الحداثة لاتتأتى من بنية المجتمع العربي المعاصر، بقدر ماتتأتى من التأثر الثقافي النخبوي بالغرب الأوربي. سواء أكان ذلك، على صعيد التجديد الإيقاعي، أم التصوير الفني، أم التعامل الأسطوري، أم الموضوعات الشعرية. وقد يبدو من المفيد أن نشير إلى أن الدكتور عز الدين إسماعيل الذي يحترز من الأخذ بهذا التفسير، يجد نفسه مدفوعاً إلى ربط ظاهرة المدينة ، وظاهرة الحزن، في الشعر العربي المعاصر، بإليوت وقصيدته " الأرض اليباب". وذلك على الرغم من توكيده أن الواقع العربي هو الذي أفرز هاتين الظاهرتين(3).‏

    ويذهب التفسير الاجتماعي إلى ربط ظاهرة الحداثة الشعرية بالأطروحات الإيديولوجية لطبقة البرجوازية العربية الصغيرة. بحيث تبدو الحداثة انعكاساًreflection لمجمل التغيرات الاقتصادية التي أصابت بنية المجتمع العربي المعاصر، مع بروز تلك الطبقة. فلا يمكن فهم الحداثة بحسب ذلك ، من دون فهم تلك التغيرات، ومن دون فهم الطبيعة الطبقية أيديولوجياً ونفسياً، للبرجوازية الصغيرة عامة، والعربية منها خاصة. وعلى الرغم من أن هذا التفسير يؤكد أن الصراع الاجتماعي" في التحليل الأخير لايكفي وحده لتفسير الفن، إلا أن هذا الصراع لايمكن إلا أن يتجلى في الفن، وبواسطته . بل إنه في بعض المراحل يغدو جوهرياً وحاسماً"(4).‏

    نقول: على الرغم من ذلك، فإن هذا التفسير قد تعامل مع الحداثة على أنها إحدى الأطروحات الأيديولوجية للبرجوازية العربية الصغيرة. وبما أنها كذلك ، فإنها تتصف بما تتصف به هذه البرجوازية من ترجّح أيديولوجي ونفسي، ومن ثورية أو عدمية، وذلك بحسب موقعها من المشهد الاجتماعي. أي بما أن هذه البرجوازية ليست متبلورة أيديولوجياً، بشكل نهائي أو شبه نهائي، فإن اشتمال الحداثة على ماهو ثوري وعدمي، يغدو أمراً بديهياً. وبذلك فقد أعيدت مظاهر الحزن والقلق والضياع والعدمية والاغتراب والثورية والتوتر الانفعالي التي نواجهها في شعر الحداثة، إلى طبيعة الشاعر الحداثي، من حيث هو برجوازي صغير. يقول وفيق خنسة في شعراء الحداثة " إنهم يتمحورون حول مشجب البرجوازية الصغيرة، ثم يتوزعون على درجاتها ومستوياتها وألوانها، كما توزعوا عملياً على أحزابها وفئاتها وتنظيماتها" (5). ويقول، خنسة في محمد الماغوط، بعد أن تناول شعره بالنقد"هذا هو كشاعر، فمع من نصنفه؟ بمعنى هل ندرسه كشاعر؟ أعتقد أن ذلك ليس مهماً تماماً، ولكن الأكيد أنه ليس واقعياً اشتراكياً، ولارمانتيكياولابوهيمياً، ولارجعياً. إنه حصيلة هذه كلها. إنه نموذج صادق وصريح لمثقفي الريف الفقراء الذين هبطوا إلى المدينة، ولم يثروا، كما أنهم لم ينضموا إلى صف الثورة التي تمثلهم"(6). أي أن الماغوط برجوازي صغير، بكل مايعنيه المصطلح.‏

    وعلى الرغم من أن جمال باروت يحترز من الربط الميكانيكي بين الشعر وأيديولوجية البرجوازية الصغيرة، إلا أنه يذهب، في حديثه عن شخصية الملعون، في شعر أنسي الحاج، إلا أنه "المثال الجمالي النموذجي للبرجوازي الصغير، الآبق، المارق، الذي لايحسّ المجتمع إلاخنقاً لفرديته، ومحقاً ولعناًله، في حين يرى مروقه ثورته الوحيدة"(7).‏

    ولكن ماتجب الإشارة إليه. في هذا المجال، هو أن ثمة عدة مستويات من التفسير الاجتماعي، لنشأة الحداثة الشعرية. وتترجّح هذه المستويات بين جعل الحداثة انعكاساً مباشراً لأديولوجية البرجوازية الصغيرة، وبين النظر إلى الحداثة على أنها نتاج اجتماعي ـ أيديولوجي، من دون اعتبارها انعكاساً سلبياً لتلك البرجوازية. أي من دون ربطها المباشر بما هو اقتصادي، في الواقع العربي. وقد يبدو أن هذا التفسير، بتركيزه على ماهو اقتصادي وأيديولوجي، ينفي عملية المثاقفة مع الغرب الأوربي، غير أن الأمر ليس كذلك. إذ إنه يؤكد هذا المثاقفة، ولكن من خلال الضرورات الاجتماعية العربية. يقول الدكتور فؤاد المرعي في ذلك: إن "التأثر بالغرب لم يكن سبباً في التغيرات التي طرأت على أدبنا الحديث، بقدر ماكان نتيجة لتلك التطورات الاجتماعية"(. فلا يمكن، وهذه الحال، أن تكون ثمة مثاقفة مع الخارج، من دون أن تكون مفروضة من الضرورات الاجتماعية الداخلية ذات الطبيعة الأيديولوجية(9).‏

    أما بالنسبة للتفسير النفسي ـ الذوقي، فإنه يربط بين الحداثة الشعرية والتغيرات التي أصابت كلاً من الطبيعة النفسية والذوقية العربية، تحت تأثير المستجدات التي جاء بها القرن العشرون. ولعل الدكتور محمد النويهي من أهم القائلين بهذا التفسير. حيث يرى أن التناظر أو السيمتريةSYMMETRY التي يتصف بها الشعر العربي التقليدي، لم تعد تتلائم والطبيعة النفسية والذوقية المعاصرة. إن "نوع الإيقاع الذي تعرفه القصيدة العربية التقليدية لم يعد صالحاً لحاجاتنا الفنية والنفسية والذوقية... وإن درجة الانتظام التي يتطلبها شكل القصيدة التقليدية زائدة الإسراف في السيمترية والرتوب"(10). ومن ذلك، فإن النويهي يذهب إلى أن " البحر العربي المأثور ذو موسيقى حادة بارزة، شديدةالجهر، عنيفة الوقع على طبلة الأذن، عظيمة الدرجة من التكرار والرتوب. وهذه طبيعة ينفر منها ذوقنا الحديث ولم تعد آذاننا تحتملها، وأصبحنا نراها شيئاً بدائياً لايعجب به إلا ذوو الأذواق الفجة التي لم تنضج"(11). ولكي يؤكد مايذهب إليه، فإنه يقارن بين الإنسان البدائي والطفل ، من جهة، وبين الإنسان المتحضر و الناضج، من جهة أخرى ،فيرى أن الإنسان البدائي والطفل لايعجبهما سوى الحاد والفاقع والعنيف من الروائح والألوان والأنغام ؛ على حين أنه كلما " نضج الإنسان وارتقت ثقافته ونما ذوقه وتهذّب حسه، صار أميل إلى الألوان الخافتة والروائح الخفيفة التي لاتشمّ إلاهوناً، والأنغام الدقيقة المختفية التي تحتاج إلى ذكاء وإرهاف سمع حتى تُلتقط وتتابع"(11)‏

    وبشكل عام، فإن ثمة تغيراً ماقد طرأ على الطبيعة النفسية والذوقية العربية. وهو ماجعلها تنفر من كل مايتنافى معها، على صعيد الشكل الشعري الموروث، وعلى أصعدة أخرى مختلفة أيضاً. ومن ذلك، فإن الميل إلى انجاز التحديث الشعري هو، في أساسه، تعبير عن الاختلاف في تلك الطبيعة . أي أن شعر الحداثة هو الشعر الأوحد الذي يمثل النفسية والذوق المعاصرين، في حين أن الشكل القديم لم يعد" يصلح للنهوض بحاجاتنا الشعرية المعاصرة"(12).‏

    تلك هي أهم التفسيرات التي اقترحها النقد الأدبي المعاصر، لنشأة الحداثة الشعرية. ولكن ماينبغي قوله ، هنا، هو أن ذلك الاختلاف في التفسيرات لايؤدي إلى نوع من القطيعة فيما بينها. إذ إن النقد المعاصر عامة يرى أن ثمة ضرورة حقيقية لوجود الحداثة الشعرية ، في المجتمع العربي. فسواء كانت المثاقفة هي الأساس أم كانت البنية الاجتماعية الاقتصادية، أم الطبيعة النفسية والذوقية؛ فإن ضرورة الحداثة تبقى هي المنطلق ، لتلك التفسيرات . وعلى الرغم من أن القول بالمثاقفة يربط الحداثة بماهو خارجي، فإنه يرى المثاقفة مع الغرب الأوربي هي ضرورة ثقافية وحضارية، للخروج من شرنقة الركود والجمود التي انحصرت فيها الثقافة العربية طويلاً. بمعنى أن ثمة حاجة في الثقافة العربية إلى الدخول في مثاقفة مع الغرب الأوربي.‏

    الأنساق النقدية:‏

    وإذا كان النقد المعاصر قد اشتمل على عدة تفسيرات مختلفة، لنشأة الحداثة؛ فإنه قد اشتمل أيضاً على عدة مقاربات نقدية، لما هو جوهري فيها . أي أن نقاد الحداثة يختلفون فيما بينهم حول المستوى الجوهري أو الأكثر أهمية ، في الحداثة الشعرية، والذي جعل منها نمطاً من الإبداع الشعري، مختلفاً عن الشعر الكلاسيكي. ويمكن أن نحصر هذه المقاربات بعدة أنساق. وهي: النسق الموسيقي، والنسق الأسطوري، والنسق الصوري، والنسق الرؤيوي . وهي، كما نلحظ، تكاد تشمل معظم الجوانب، في الحداثة الشعرية . وإذا كانت هذه المقاربة النقدية أو تلك ترى أن الجوهري أو الأهم في الحداثة ، يكمن في أحد هذه الأنساق، فإن ذلك لايعني عدم الأخذ بغيره. بل يعني أن غيره أقل أهمية منه في تحديد ماهو جوهري في الحداثة، مع الإشارة إلى أن بعض النقاد يميلون إلى الأخذ بعدة أنساق معاً، معتبرين إياها محددات أساسية للحداثة. وسوف نتوقف، بشكل موجز ، عند كل واحد من تلك الأنساق.‏

    أما النسق الموسيقي، فيؤكد القائلون بجوهريته أن أهمية الحداثة الشعرية تكمن في خروجها على نظام البيت الشعري الكلاسيكي القائم على تفعيلات محددة سلفاً. هذا البيت الذي يشكل أساس القصيدة العربية موسيقياً، والذي يحيل على نمطية عروضية، لم تعد تتلاءم والذوق المعاصر من جهة، ولم تعد تتلاءم وطبيعة الانفعال الشعري من جهة ثانية. بحيث يصح التوكيد، بحسب هذا النسق، أن الخروج على ذلك النظام هو في ذاته دخول في الحرية التي تميز التجربة الشعرية، ومن دونه لن يتمكن الشاعر العربي من التعبير عن تجربته بالشكل الأمثل. ومن ذلك، فقد تمّ النظر إلى محاولات الرمانتيكية العربية، في تجاوز النمطية، من خلال بعض التنويعات والتلوينات الموسيقية، على أنها نوع من تجميل القيد. يقول النويهي في ذلك:"ومن العبث أن نظن أن إلغاء القافية والروي أو تنويعهما في القصيدة الواحدة مع الاحتفاظ بهذا الشكل الهندسي السيمتري الشديد الانتظام والرتوب يكفي لتخفيف حدة الجرس أو ضيق القيود الشكلية. وهذا شبيه بمايفعله المحكوم عليه بالإعدام شنقاً حين يطلب إلى "عشماوي" أن يوسع حول عنقه قليلاً حتى لايؤلمه"(13).وبهذا المعنى، فإن بقاء نظام البيت هو السائد لايؤدي إلا إلى بقاء القيد على رقاب الشعراء، ولن تنفع كل المحاولات الموسيقية الجزئية، لتجاوز النمطية، في وصول الشاعر إلى التعبير عن تجربته، بشكل حر وأصيل. إذ إن المشكلة الجوهرية تكمن أولاً في سميترية ذلك النظام. هذه السيمترية التي لم تعد تتلاءم، كما لاحظنا سابقاً، والطبيعة النفسية والذوقية المعاصرة.‏

    إن مايذهب إليه النويهي، كانت نازك الملائكة قد ذهبت إليه من قبل، حين رأت أن ثمة أسباباً خمسة أوجبت وجود الشعر الحر، بحسب مصطلحها. وهي النزوع إلى الواقع، والحنين إلى الاستقلال، والنفور من النموذج، والهرب من التناظر، وإيثار المضمون(14). وقد يبدو أن بعض هذه الأسباب لاعلاقة له بالنسق الموسيقي، من مثل السببين الأول والأخير. غير أن كل هذه الأسباب تحيل، في نهاية المطاف، إلى ذلك النسق. إذ إن لها جميعاً منطلقاً واحداً وهو الإحساس بضيق نظام البيت الشعري. فالنزوع إلى الواقع لن يتيسر للشاعر، في إطار هذا النظام. تقول، تحت هذا السبب "أما القيود التي تضيّق آفاق الأوزان القديمة، فهي تلوح للفرد المعاصر ترفاً وتبديداً للطاقة الفكرية في شكليات لانفع لها، في وقت ينزع فيه هذا الفرد إلى البناء والإنشاء وإلى إعمال الذهن في موضوعات العصر"(15). وترى نازك الملائكة، تحت السبب نفسه، أن الشعر الحر يصلح للتعبير عن الحياة الواقعية، لأنه "يخلو من رصانة الأوزان القديمة"(16). وترى، تحت السبب الأخير"إيثار المضمون"، أن الشكل التقليدي يتحكم بالمضمون الشعري، لما فيه من دقة وتنظيم وتناظر، وهو مايجعل الشاعر يضحي بمعانيه من أجل الحفاظ على ذلك الشكل. أما الشعر الحر، فهو "في جوهره، ثورة على تحكيم الشكل في الشعر"(17)، في محاولة لجعل المضمون، لاالشكل، هو الأساس.‏

    وبشكل عام ، فإن الميزة الجوهرية لشعر الحداثة تكمن، بحسب هذا النسق، في المستوى الموسيقي من النص الشعري. فالتحديث الموسيقي قد أتاح للشاعر أن يتخلّص من القيود التي تمنعه من التعبير عن تجربته الشعرية، وعن واقعه المعاصر تعبيراً حياً، ينبض بالحرية والجمال الفني.‏

    وبما أن النسق الموسيقي هوالجوهري، في الحداثة، فلاغرابة في أن تتوالى الدراسات التي تتناول هذا النسق بالبحث والمعالجة، وأن تختلف فيما بينها حول الشكل النهائي الذي يمكن أن يأخذه شعر الحداثة، على الصعيد الموسيقي، ولن نتعرض، هنا، إلى الحديث عن ذلك ، إلا أنه لابأس من الإشارة إلى أن نازك الملائكة كانت من أكثر المتحمسين إلى "قنونة" هذا الشكل. وهو مايتنافى أساساً والمنطق الذي انطلقت منه في اعتبار الحرية شرطاً من شروط الشعر الجديد؛ وهو الذي جعلها تستخدم مصطلح "الشعر الحر" في وصف هذا النمط الشعري الجديد.‏

    وإذا كانت الملائكة قد رأت أن التفعيلة هي الأساس الموسيقي، في هذا الشعر، فإن النويهي يرى أن التفعيلة هي المرحلة الأولى، من مراحل التجديد الموسيقي. إذ ينبغي على هذا الشعر أن يستكمل تجديده بالخروج من النظام الكمي إلى النظام النبري. أي بالخروج من نظام التفعيلة إلى نظام النبر(1. ولهذا لاينبغي أن نرى في " وحدة التفعيلة العروضية إلا كمرحلة انتقال ، كقنطرة يعبر عليها شعرنا إلى ميادين أعظم اتساعاً، وتطوير أبعد مدى وأعمق جذرية"(19). وعلى الرغم من إقرار النويهي بأن ثمة اختلافاً في القراءات على صعيد قواعد إيقاع النبر، وأن ثمة نوعاً من التطور فيها(20)، غير أنه لايرى حرجاً من توكيد الإمكانية في إنتاج الموسيقا الشعرية العربية، من خلال نظام النبر.‏

    والحق أن ماافترضه النويهي قد وجد صدى كبيراً عند الكثير من النقاد، ممن يتبنون المنهج البنيوي، فراحوا ينظّرون لإمكانية إنشاء موسيقا شعرية خالية من التفعيلة، وقائمة على نظام النبر. وفاتهم في ذلك اختلاف مواقع النبر، بين اللهجات المحلية العربية(21). وغني عن البيان أن البنيويين العرب قد أعطوا النسق الموسيقي، من شعر الحداثة، أهمية خاصة تكاد تفوق أي نسق آخر. وذلك لطبيعة البنيوية التي تهتم بما هو لغوي وصوتي، في المقام الأول. ومن المعلوم أن البنيوية قد تابعت الشكلانيين الروس في معاملتهم للشعر "على أنه استخدام أدبي جوهري للغة: فهو كلام منظم في بنيته الصوتية الكلية. والإيقاعRHYTHM هو عامله الأساسي الأكثر أهمية"(22). أي أن البنيوية العربية قد تعاملت مع هذا النسق، بشكل نقدي ممنهج، يفترض أن الإيقاع أو الموسيقى مسألة جوهرية في الشعر. وبما أن معظم البنيويين العرب قد تحمسوا لنظام النبر، فلم يكن بدٌّ من أن يفترضوا أن الموسيقا الشعرية يمكن أن تكون داخلية لاخارجية، ومعنوية لاحسية. وهو ماجعل من مصطلح الموسيقا الداخلية يبدو وكأنه بدهي، في الدراسات النقدية المعاصرة.‏

    ونرى أن هذا المصطلح من أشدّ المصطلحات التباساً وغموضاً في الوقت نفسه. إذ إن الموسيقا الشعرية لايمكنها إلا أن تكون حسية. ولأنها حسية، فهي خارجية بالضرورة. وذلك بصرف النظر عما إذا كانت حسية الموسيقا الشعرية سمعية أو بصرية أو كليهما معاً. أما السبب في هذا، فينهض من أن كل ما في الفن عامة، هو حسي بالضرورة. وحتى ماهو معنوي لايمكن إلا أن يتبدّى فنياً بشكل حسي. ولهذا فمن الطريف أن يذهب مروان فارس إلى أن "الإيقاع لايمكن أن يكون إلا داخلياً لأن علاقته بالصور والأفكار علاقة سببية لايمكن عزلها"(23). ولاندري ماالذي يجعل من الإيقاع داخلياً، إذا كانت له علاقة سببية بكل من الصور والأفكار؟. وهل الصور الفنية هي معنوية أو حسية، ثم هل تأتي الأفكار في شعر الحداثة إلا مصورة، بشكل حسي؟.‏

    إن مالايمكن تظهيره حسياً، في الفن، لايمكن أن يكون مادة له. ولاغرابة في أن يضطر الشعر الصوفي، في تمثيله لما هو روحاني، إلى الإتكاء على الرموز ذات الطبيعة الحسية، من مثل المرأة والخمرة والكأس..إذ إن الشعر، والفن عامة. إما أن يكون حسياً، أو لايكون. ولاشك في أن ثمة فرقاً بين التمثيل الحسي، في الفن، وبين الوعي الحسي الذي هو مرحلة من مراحل الوعي البشري.‏

    ويذهب النسق الأسطوري إلى " أن الشعر المعاصر قد تأسس منذ أن ولجت الأسطورة كبعد بنيوي شعوري إلى جسد القصيدة، أي منذ ظهور"أنشودة المطر" للسياب ، في أوساط الخمسينات، وليس مع كسر العمود الشعري التقليدي، أو الخليلي، في أواخر الأربعينات، وإن كان هذا الكسر هو الشرط القبلي الضروري لاتخاذ الأسطورة نهجاً شبه صوفي للرؤيا الشعرية"(24). وبهذا المعنى، فإن النسق الموسيقي ليس له تلك الأهمية التي مرت بنا سابقاً. بل الأهمية الكبرى يتصف بها التعامل الشعري الحداثي مع الواقع ، من منظور الأسطورة.‏

    ويرى يوسف اليوسف أن الأسطورة لم تدخل إلى الشعر، لكي تكون "بمثابة عتلة رافعة للقصيدة. وإنما جاءت بوصفها الرؤيا الشعرية نفسها، وبوصفها جوهر التركيب البنيوي للقصيدة عينها"(25). ولكي يؤكد ذلك ، فإنه يذهب إلى تعداد المنافع الفنية التي قدمتها الأسطورة إلى الشعر، فيرى أنها خمسة. وهي: تعميق الكيف الدرامي للقصيدة، وإعطاء المفاهيم والتصورات بعداً شخصياً، وإعطاء المضمون بعداً كونياً، والتخلص من الزمن أو تعطيله، والتعبير عن رغبة الشاعر في التطهر والتجدد.(26).‏

    أي أن الأسطورة لم تدخل في بنية النص الحداثي فحسب. بل دخلت أيضاً في بنية الوعي الشعري الحداثي. وبهذا، لم يعد بالإمكان عزل النص عن الأسطورة، أو عزل ذلك الوعي عن الوعي الأسطوري. وهذا مايقول به الدكتور اسماعيل، حين يؤكد أن الطريقة الأسطورية، أو مانسميه المنهج الأسطوري، هي التي تجعل للشعر طابعاً مميزاً في باب المعارف الإنسانية، يميزه عن الفلسفة وعن العلوم التجريبية ، ويجعله شعراً"(27).ومن ذلك، فإن اتباع" هذا المنهج في العصر الحاضر ليس مجرد طريقة لحل موقف إنساني، وإنما هو كذلك أسلوب شعري وفني من الطراز الأول"(2. ولهذا لاغرابة في أن يتم النظر إلى الصورة الفنية، في الشعر، على أنها من آثار الوعي الأسطوري القديم أو بقاياه. وهذا، كما هو معلوم، من أطروحات النقد الأسطوري myth criticism الذي كان نورثروب فراي من أهم ممثليه.‏

    وعلى الرغم من أن إسماعيل لايميل عادة إلى الأخذ بنسق واحد. بل يأخذ بعدة أنساق معاً. غير أنه في تناوله لهذا النسق أو ذاك، غالباً ماينساق وراء التعميم الذي يؤدي إلى إعطاء ماهو جزئي أو جانبي بعداً عاماً أو جوهرياً لايحتمله، بحيث يبدو أن إسماعيل لايقول إلا بهذا النسق. غير أن الأمر ليس على هذا النحو، وإنما هي الحماسة لما هو مدروس وحسب. وقد ظهر ذلك، في مجمل فصول كتابه"الشعر العربي المعاصر".‏

    وعلى أية حال، فإن القول بجوهرية الأسطورة، في شعر الحداثة، غالباً ماينهض من اعتبارها شكلاً من أشكال الوعي، وشكلاً من أشكال التصوير الفني. وإذا ماوضعنا في الاعتبار أن ثمة نوعاً من التوحيد بين الوعي الشعري الحداثي والوعي الأسطوري، وبين الصورة الفنية والأسطورة ، فإن ذلك يعني أن شعر الحداثة لايمكن عزله عن الأسطورة، حتى في تناوله للواقع. إذ إن الواقع ينبغي، بحسب ذلك، أن يبدو مؤسطراً في الشعر. والحقيقة أن شعر الحداثة كثيراً مارأى في الأسطورة حاملاً موضوعياً لتجاربه وتصوراته الشعرية، غير أن القول بذلك شيء، والقول بجوهرية الأسطورة شيء آخر تماماً.‏

    لقد شاع هذا النسق شيوعاً كبيراً، في النقد المعاصر، منذ أن أطلق جبرا إبراهيم جبرا مصطلح"الشعراء التموزيين" سنة1958.وكان يقصد به أدونيس والسياب والخال وحاوي، بالإضافة إليه(29). وقد تابعه أسعد رزوق. في دراسة هؤلاء الشعراء الخمسة، من منظور الأسطورة التموزية التي تقوم أساسا على الانبعاث من الموت والجدب واليباب(30). وواقع الحال أن مجمل المقاربات النقدية لهذا النسق، تنهض أساساً من أسطورة الموت والإنبعاث التي بدت وكأنها المحور الذي يتمحور حوله شعر الحداثة، في علاقته بالواقع الاجتماعي والحضاري العربي المعاصر. بمعنى آخر: إن الحديث عن جوهرية الأسطورة ليس في حقيقته سوى حديث عن جوهرية أسطورة الموت والانبعاث أو الأسطورة التموزية حصراً. وهو ما خصصت له ريتا عوض كتاباً مستقلاً(31)، يدرس تجليات هذه الأسطورة، في شعر الحداثة.‏

    وبشكل عام، يمكن التوكيد أن القائلين بهذا النسق، يذهبون إلى أن مأثرة الحداثة تكمن في تناولها الأسطوري للواقع، بحيث استطاعت أن ترتقي به إلى مستوى الأسطورة. وهي بذلك تكون قد تخلصت من النثرية والتقريرية اللتين تنشآن من التناول الواقعي المباشر. وتكون أيضاً قد ارتقت إلى الكلية من خلال الجزئية، أو كما يقول اليوسف" برهنت الأسطورة على أنها تشابك المتباينات واندماجها في وحدة عضوية.... وبذلك استطاع الشاعر المعاصر أن يعانق الكلية والجزئية، وأن ينجو من المباشرة في التعبير، أن ينجو من النثرية"(32).‏

    أما النسق الصوري، فيرى أن دراسة الصورة الفنية، في شعر الحداثة، يمكنها أن تبين مدى الاختلاف بينه وبين الشعر العربي الكلاسيكي والتقليدي المعاصر. وذلك من منظور أن الصورة الفنية جوهرية في الشعر عامة. فيما أن الصورة، على هذا النحو من الأهمية، فإن تبيانها وتبيان علائقها، عبر المدارس الشعرية، يؤدي بالضرورة إلى تبيان الاختلاف الجوهري بين هذه المدارس ، مع الإشارة إلى أن الصورة لاتعني ماهو جزئي وحسب . بل تعني ماهو كلي أيضاً. بمعنى أن ثمة صوراً جزئية، كما أن ثمة صوراً كلية.‏

    وبما أن الدكتور نعيم اليافي من أهم الدارسين لهذا النسق، فإن الوقوف عند أطروحاته أو بعضها، حول الصورة الحديثة، هو وقوف عند هذا النسق، بشكل أو بآخر.‏

    ينطلق الدكتور اليافي من أن الأشكال البلاغية القديمة إنما هي "أبنية مهدمة استنفدت طاقاتها، وخلقت جدتها، وطال عليها الزمن"(33). وهي، لذلك، لم تعد ملائمة لهذا العصر بخلفيته الثقافية، مما يقتضي تعاملاً صورياً جديداً. وهو ماأنجزه الشعر الحديث.‏

    أما الصفات التي تتصف بها الصورة الحداثية،أو المعاصرة، بحسب تعبير اليافي، فيمكن إجمالها بالأمور التالية:‏

    آـ تعد الصورة الفنية أحد مكونين اثنين، في القصيدة المعاصرة، وقد عبرت عن تجارب الشعراء رؤية وبناء، أما المكون الثاني فهو الإيقاع.‏

    ب ـ إن أساس الصورة الفنية يكمن في الخلق، لافي المحاكاة، كما كان سائداً في الشعر العربي، ومن ذلك ، فقد تخلت الصورة المعاصرة عن وظائف الصورة التقليدية في الشرح والتزيين.‏

    ج ـ أضحت الصورة، في الشعر المعاصر، وسيلة الخلق والكشف والرؤيا وأداة التعبير الوحيدة عن العلاقة المتشابكة المعقدة مابين الأنا ـ الآخر، الداخل ـ الخارج.‏

    د ـ تلاحمت الصورة بشكل أوضح وأقوى مع أنساقها الخارجية والداخلية.‏

    هـ ـ من الصعوبة الحديث عن بنية عامة ثابتة للصورة، في القصيدة المعاصرة(34).‏

    وذلك بالإضافة إلى أن هذه الصورة قد "ألغت ثنائية التعبير المعروفة فكرة+ صورة، وجعلت التعبير عن الفكرة يتم من خلال الصورة أو بالصورة"(35).‏

    وإذا ماقابلنا هذه الصفات بصفات الصوررة التقليدية، فإن التطور في الصورة المعاصرة يغدو أكثر وضوحاً. أما هذه الصفات فهي : التعارض بين الفكرة والصورة، والتزينية، وطغيان الصور المفردةجاهزة ومكررة وثابتة، والتفكيك والتراكم والتناقض(36). وذلك علاوة على الثنائية التي تقوم عليها الصورة التقليدية التي هي محاكاة أولاً. وبهذا المعنى، فإن القفزة النوعية التي قام بها الشعر المعاصر، تجد صداها الأساسي، في الصورة الفنية، ولاغرابة في ذلك، إذ إن الصورة في الشعر هي "أداته الرئيسة في الخلق والتصوير"(37).‏

    غير أن ماتنبغي الإشارة إليه، في هذا المجال، هو أن اليافي لايرى في الصورة وفي تطويرها مسألة فنية فحسب. بل إنه يرى فيهما أيضاً إحالة على الإطار المعرفي للعصر. أو كما يقول "يعد الإطار المعرفي الفلسفي والثقافي والاجتماعي والفني المهاد التي تأسست عليها تقنيات القصيدة عامة وتقنيات الصورة خاصة"(37). فتطور الصورة إذاً، لاينهض مما هو فني وحسب. بل ينهض أيضاً من كل ما ينطوي عليه العصر الحديث وبذلك، فإن الصورة الفنية تمثل المبدع ، بقدر ماتمثل عصره، على كل الأصعدة. ولاشك في أن هذه النظرة تتسم بالحيوية والجدلية. وذلك من خلال ربطها بالصورة الفنية بمجمل العلائق الداخلية والخارجية، وعدم النظر إلى الصورة على أنها ذات مستوى فني وحسب، ولكن اهتمامها الشديد بالصورة، يجعل منها ذات بعد جزئي، على الرغم من محاولة هذه النظرة توسيع مفهوم الصورة، ليشمل النص الشعري الحداثي عامة، في أحد مستوياته.‏

    وهكذا نلحظ أن النسق الصوري يرى أن تطور القصيدة المعاصرة ينهض أساساً من تطور تقنيات الصورة الفنية. ولايمكن لأي تجديد، مهما يكن مستواه ، إلا أن ينعكس في الصورة، أو الأصح: لايمكن إلا أن يطال الصورة أولاً، وما ذلك إلا لأن الصورة هي الأداة الرئيسية أو الجوهرية في الشعر.‏

    ويذهب النسق الرؤيوي أخيراً، إلى أن ماهو جوهري، في شعر الحداثة، يكمن أولاً في الرؤيا. فالرؤيا الحداثية هي التي تسوغ وجود الحداثة، وليس المستويات الفنية أو الشكلية. ويتم التوكيد في هذا النسق، أن الشعر العربي الكلاسيكي هو، في المقام الأول، شعر رؤية؛ على حين أن شعر الحداثة هو شعر رؤيا، ويؤكد الدكتور غالي شكري "أن كلمة الرؤيا ـ إذا شئنا الدقة في التعبير والتأريخ ـ لاتنطبق أبعادها إلا على هذا الشعر الحديث"(3. ويربط شكري بين الرؤيا المأساوية القاتمة وبين الغموض الذي يتسم به هذا الشعر، مؤكداً أن "ليس التلاعب بالأوزان أو اللغة أو الصور هو السر الكامن وراء هذا الغموض، وإنما هي الرؤيا المأساوية القاتمة في جوهرها العميق"(39). ومن ذلك فإن أهمية هذا الشعر وتميزه يقومان أولاً على تحوله من الرؤية إلى الرؤيا. ولعل هذا مادفع أدونيس إلى تعريف الشعر الحداثي بقوله:"إنه رؤيا. والرؤيا بطبيعتها قفزة خارج المفهومات السائدة. هي، إذن، تغيير في نظام الأشياء وفي نظام النظر إليها"(40). وبما أن الأمر على هذا النحو، فلاينبغي "أن نبحث في القصيدة الجديدة عن الصورة أو الفكرة بحد ذاتها. بل عن الكون الشعري فيها وعن صلتها بالإنسان ووضعه"(41).‏

    ويختلف القائلون بهذا النسق حول طبيعة الرؤيا، في الحداثة الشعرية، وهل هي رؤيا مأساوية، أو ثورية، أو ميتافيزيقية. ومن دون أن ندخل في تفصيلات هذه الرؤى، يمكن القول إن شعراء مجلة "شعر" ونقادها يميلون إلى اعتبار أن الميتافيزيقا هي الأساس الأول في كل شعر عظيم(42). وغالباً ماتتم المزاوجة بين الرؤيا الميتافيزيقية والرؤيا المأساوية؛ على حين أن نقاد الواقعية كانوا يميلون إلى الرؤيا الثورية. مع الإشارة إلى أن هؤلاء يفضلون استخدام مصطلح "المضمون" على استخدام مصطلح "الرؤيا". ويؤكدون، في الوقت نفسه، أن الفن العظيم لايمكن إلا أن يكون ذا مضمون عظيم. وفي كلتا الحالتين، فإن هذا النسق يبحث عن الجوهري في شعر الحداثة، خارج المستويات الفنية، وإن يكن هذا الجوهري لايمكن إلا أن يظهر من خلال هذه المستويات بمعنى أن الحداثة هي موقف رؤيوي أولاً. ومن دون هذا الموقف تغدو الحداثة مجرد نقلة شكلية لاطائل منها.‏

    ونودّ أن نتوقف، في هذا المجال، عند تحديد أدونيس لشعر الحداثة. إذ إنه يمثل وجهة النظر الرؤيوية، بشكل عام.‏

    يرى أدونيس أن هذا الشعر يتخلى عن عدة أمور، تمنعه من أن يكون حداثياً. وهي:‏

    آ ـ التخلي عن الحادثة، لأن ثمة تنافراً بين الحادثة والشعر.‏

    ب ـ التخلي عن الواقعية التي تحيل على التعامل النثري العادي، واستخدام الكلمات وفقاً لدلالاتها المألوفة.‏

    ج ـ التخلي عن الجزئية والميل إلى التعبير عن كلية التجربة الإنسانية.‏

    د ـ التخلي عن الرؤية الأفقية، والميل إلى الغوص فيما وراء الظواهر والأشياء.‏

    هـ ـ التخلي عن التفكك البنائي(43).‏

    إن التخلي عن كل ذلك يعني الانطلاق من الرؤيا. مثلما يعني الدخول في عالم الشعر الحقيقي والخالد الذي هو كشف وارتياد للمجاهيل، أو كما يقول أدونيس " إن تحديد شعر جديد خاص بنا نحن، في هذا العصر، لايُبحث عنه، جوهرياً، في فوضى الشكل ولافي التخلي المتزايد عن شروط البيت، بل في وظيفة الممارسة الشعرية التي هي طاقة ارتياد وكشف"(44).‏

    وقد يبدو أن تركيز أدونيس، ومن ورائه النسق الرؤيوي ، على الرؤيا بوصفها جوهرية، قد أدى إلى إهمال الشكل الفني لشعر الحداثة. غير أن واقع الحال عكس ذلك تماماً.‏

    فقد تم إيلاء الشكل أهمية خاصة، في هذا النسق، أو الأصح أن نقول إنه قد تم النظر إلى الشكل والرؤيا بوصفها مضموناً على أنهما يشكلان وحدة لاانفصام فيها. يقول أدونيس، في ذلك "فالشكل والمضمون وحدة في كل أثر شعري حقيقي. وهي وحدة انصهار أصيل. ويأتي ضعف القصيدة من التفسخات والتشققات التي تُستَشف في هذه الوحدة"(45). فأهمية الرؤيا لاتلغي أهمية الشكل، وإنما تكمن المسألة في المنطلق الأول. أي هل الحداثة موقف أولاً، أو أنها شكل أولاً. ولقد أجاب هذا النسق عن ذلك، بأن الموقف أو الرؤيا هي الأساس الجوهري في الحداثة. وبما أنه كذلك، فلايمكن إلا أن يفرض شكله الخاص به. ومن المعلوم أن التجريبية الشكلانية هي أساس نتاج شعراء الرؤيا. وقد يبدو من الطريف، هنا، أن من يذهب إلى أن الرؤيا هي الجوهري في الحداثة، يقع في الاهتمام بما هو شكلاني؛ إلا أن الطرافة تتلاشى ، حين نؤكد أن قيام الرؤيا مما هو حدسي ميتافيزيقي غرائبي، بالنسبة إلى أولئك الشعراء، يتكامل والبحث عن أشكال غرائبية.‏

    ونرى لزاماً علينا أن نشير إلى أنه إذا كان أدونيس ـ وشعراء الرؤيا أيضاً ـ قد ذهب إلى ضرورة أن تكون الرؤيا، بوصفها مضموناً، حدسية وميتافيزيقية، فإن الكثيرين من النقاد والشعراء ـ ولاسيما القائلين بالواقعية ـ قد رفضوا هذا الطرح لمفهوم الرؤيا، معتبرين أن الرؤيا الاجتماعية الثورية التي تتناغم وحركة الواقع هي الرؤيا الحقيقية التي على شعر الحداثة أن يصدر منها، وأن يعمقها في الواقع والنص معاً. يقول أحمد يوسف داود، في معرض رده على أدونيس "فالإبداع لايكون بالرؤيا/الإلهام/حسّ النبوّة وإنما بالرؤية/المعرفة. وهكذا لاتنفصل اللغة عن أصولها إلا بمقدار أنفصال الممكن عن الراهن"(46). أو بمعنى آخر: ليس ثمة رؤيا يمكن أن تنفصل عن الرؤية. ولهذا فدعوى التجاوز والتخطي التي يدعيها شعراء الرؤيا ليست في حقيقتها، سوى مقولة وهمية، لاأساس لها من الصحة.‏

    تلك هي الأنساق التي سادت النقد المعاصر، في مقاربته لما هو جوهري في الحداثة الشعرية. حيث اهتم كل نسق بأحد جوانب الحداثة، وجعل منه جوهرياً، بالنسبة إلى الجوانب الأخرى.‏

    وإذا ما كنا قد أوجزنا القول في هذه الأنساق، فإننا قد حاولنا أن نعطي، قدر الإمكان، صورة كلية عامة عنها. ونرجو أن نكون قد استطعنا ذلك. ويبقى السؤال ماالإشكالية التي تعانيها هذه الأنساق منفردة ومجتمعة؟.‏

    إن أولى تبديات هذه الإشكالية تكمن في النظرة الجزئية إلى الحداثة، حيث يتم التركيز على جانب واحد، في أغلب الأحيان، ويتم النظر إليه على أنه الجوهري، وأن ماسواه ثانوي. وكأن الحداثة ليست كلاً موحداً، يصعب تجزيئه، أو توزيعه على وحدات مستقلة. ولاشك في أن ثمة جوهرياً وثانوياً في كل ظاهرة فنية أو ثقافية أو اجتماعية. ولكن أن نجعل من الجزئي كلياً، ومن الخاص عاماً، ومن الثانوي جوهرياً، فإن في ذلك مغالطة، لن تؤدي إلاَّ إلى التوهم. ولقد بدا ذلك واضحاً في النسق الموسيقي والنسق الأسطوري. حيث ذهب الأول إلى جعل الإيقاع الذي هو جزئي، في الصدارة من الكلية. وذهب الثاني إلى جعل الثانوي المرحلي جوهرياً استراتيجياً، من خلال النظر إلى الأسطورة على أنها أهم مكونات الحداثة. وقد أثبتت الحداثة، فيما بعد السبعينات من هذا القرن، عكس ذلك. حيث تخلت عن الأسطورة، وبقيت هي، من دون أن تتأثر بنيتها الجمالية.‏

    وتتبدى تلك الإشكالية أيضاً في اضمحلال المعالجة الجمالية لظاهرة الحداثة. فعلى الرغم من توكيد تلك الأنساق أن الشعر شكل جمالي، إلا أن مجريات التناول النقدي تثبت أن ماهو جمالي أقل حضوراً مما هو فني أو رؤيوي. والحق أن النسق الصوري هو الأقرب إلى المعالجة الجمالية. وذلك من خلال ربطه تقنيات الصورة الفنية بالأطر النظرية والاجتماعية العامة؛ ومن خلال فهمه لتلك التقنيات على أنها أسلوب في وعي العالم. غير أن اهتمامه الأكبر بالصورة الفنية قد فوّت عليه فرصة النظر إلى ظاهرة الحداثة من عدة جوانب هامة أخرى. لعل أهمها جانب الوعي الجمالي الحداثي، وطبيعته المختلفة عن الوعي الجمالي التقليدي أو الكلاسيكي.‏

    وعلى الرغم من أن المنطلق الذي انطلق منه النسق الرؤيوي كان بالإمكان أن يتعمق باتجاه المعالجة الجمالية، غير أن توهان هذا النسق فيما هو حدسي وغرائبي وميتافيزيقي، قد جعل منه قاصراً عن وعي الحداثة. نقول ذلك، ونحن نعي جيداً أن جملة "التخليات" التي اقتراحها أدونيس، لايمكن صرف النظرعنها، أو عن بعضها، في فهم الحداثة الشعرية.‏

    وتظهر تلك الإشكالية، من جهة ثالثة، في أنها غالباً ماتقطع الصلة بين الحداثة وماسبقها من محاولات تجديدية، في الشعر العربي الرومانتيكي. بحيث تبدو الحداثة نقلة نوعية لاتراكم كمياً لها، في حين أن الشعر الرومانتيكي كان له الفضل الأول أو المبادرة الأولى، في تجديد الشعر العربي الحديث، منذ أوائل القرن العشرين. ولم يظهر ذلك، على مستوى الموسيقا الشعرية فحسب. بل ظهر أيضاً على مستويات عدة مختلفة. حتى إن التعامل مع الأسطورة يعود إلى هذا الشعر. وقد يكون من المشروع، في هذا المجال، أن نتساءل: لماذا يتم التوكيد دائماً أن الحداثة قد أفادت من إليوت، على صعيد التعامل الأسطوري، ولاتبدر حتى إشارة إلى الرومانتيكية العربية في ذلك، على الرغم من أن الحداثة قد خرجت جمالياً وتاريخياً من معطف الرومانتيكية العربية. لاشك في أن ثمة تجاوزاً كبيراً في الحداثة لأطروحات الرومانتيكية؛ غير أن ذلك لايلغي أهميتها في المبادرة إلى التحديث.‏

    لقد أغفلت معظم تلك الأنساق، في محاولتها بلورة الحداثة، أن تشير إلى أهمية ماقامت به الرومانتيكية، وهو ماأوحى بأن ثمة قطيعة حقيقية وشاملة، قامت بها الحداثة مع كل ماهو ناجز شعرياً، على الصعيد العربي. وذلك في الوقت الذي لم تكن فيه الحداثة إلا نقلة نوعية لتراكم كمي، امتد إلى خمسين سنة من قبل، حين راحت الرومانتيكية تطرح وعياً جمالياً جديداً مختلفاً، بقدر ما، عن الوعي السائد.‏

    ويبقى أن نؤكد أن النقد المعاصر بأنساقه المختلفة قد أنتج معرفة نقدية بالحداثة الشعرية، لايمكن التقليل من أهميتها بحال من الأحوال، كما لايمكن تجاوزها في أي مقاربة نقدية ممكنة. فعلى الرغم من أن ثمة إشكاليات في فهم هذا النقد للحداثة، إلا أن ذلك لايؤدي إلى القول إن هذا النقد قاصر عن وعي ظاهرة الحداثة الشعرية، أو أنه لم يستطع الكشف عما هو إيجابي أو سلبي فيها.‏

    الهوامش :‏

    1ـ رزوق، أسعد: الأسطورة في الشعر المعاصر. منشورات مجلة الآفاق، بيروت، 1959.ص:107.‏

    2ـ جيدة، د.عبد الحميد: الاتجاهات الجديدة في الشعر العربي المعاصر. مؤسسة نوفل، بيروت، 1980.ص: 112‏

    3ـ إسماعيل، عز الدين: الشعر العربي المعاصر. دار العودة، بيروت، ط:1، 1981. راجع الفصلين الأول والثاني من الباب الثالث.‏

    4ـ الشريف، جلال فاروق: الشعر العربي الحديث ـ الأصول الطبقية والتاريخية. اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 1976. ص:5ـ6‏

    5ـ خنسة، وفيق: دراسات في الشعر العربي السوري. ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 1981.ص:15.‏

    6ـ نفسه، ص:79.‏

    7ـ باروت، محمد جمال: الحداثة الأولى. اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، الشارقة، ط:1، 1991.ص: 92.‏

    8ـ المرعي، د.فؤاد: المؤثرات الأجنبية في حركة الحداثة الشعرية. مجلة الموقف الأدبي ـ عدد: 193/194. دمشق، 1987.ص:53.‏

    9ـ لابأس من الإشارة إلى أننا كنا قد أخذنا بهذا التفسير، في أطروحتنا للدكتوراه "القيم الجمالية في الشعر العربي الحديث" عام1989.‏

    10ـ النويهي، د. محمد: قضية الشعر الجديد. دار الفكر، ط:2، 1971.ص:98.‏

    11ـ نفسه، ص:94.‏

    12ـ نفسه، ص: 98.‏

    13ـ نفسه، ص:95.‏

    14ـ الملائكة، نازك: قضايا الشعر المعاصر. دار العلم للملايين، بيروت، ط:5، ص:56ـ65‏

    15ـ نفسه، ص: 56.‏

    16ـ نفسه،ص:57.‏

    17ـ نفسه، ص:63.‏

    18ـ النويهي، المرجع السابق، ص:231ـ248.‏

    19ـ نفسه، ص: 231.‏

    20ـ نفسه، ص:239‏

    21ـ راجع: المعداوي، أحمد: البنية الإيقاعية الجديدة للشعر العربي. مجلة "الوحدة". العدد: 82/83. الرباط، 1991. حيث يعرض الدارس لتلك المحاولات مبيناً مافيها من قصور أو مغالطة.‏

    22 -‏

    SELDEN, RAMAN, AREADERS GUIDE TO CONTEMPORARY LITERARY THEORY. LONDON: 1988.P.9.‏

    23ـ المعداوي: المرجع السابق. ص:57.‏

    24ـ اليوسف، يوسف سامي: الشعر العربي المعاصر. اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 1980. ص:44.‏

    25ـ نفسه، ص:42‏

    26ـ نفسه ،ر1 :ص : 42ـ43.‏

    27ـ إسماعيل: المرجع السابق، ص: 225.‏

    28ـ نفسه، ص: 231.‏

    29ـ جبرا، جبرا إبراهيم: المفازة والبئر والله. مجلة "شعر". العدد: 7/8. صيف1958. ص:57.‏

    30ـ رزوق: المرجع السابق. حيث يدرس أولئك الشعراء من هذا المنظور.‏

    31ـ وهو: أسطورة الموت والانبعاث في الشعر العربي الحديث. المؤسسة العربية، بيروت، 1978.‏

    32ـ اليوسف: المرجع السابق، ص: 43ـ44.‏

    33ـ اليافي، د.نعيم: مقدمة لدراسة الصورة الفنية. وزارة الثقافة، دمشق، 1982. ص: 8‏

    34ـ اليافي، د.نعيم: الصورة في القصيدة العربية المعاصرة. مجلة "الموقف الأدبي"، العدد: 255/256. دمشق، 1992. ص:46.‏

    35ـ نفسه، ص:26.‏

    36ـ اليافي، د.نعيم: تطور الصورة الفنية في الشعر العربي الحديث. اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 1983.ص: 364.‏

    37ـ اليافي: الصورة في القصيدة العربية المعاصرة. ص:46.‏

    38ـ شكري، د. غالي: شعرنا الحديث إلى أين؟. دار الآفاق الجديدة، بيروت، ط:2، 1978. ص: 13.‏

    39ـ نفسه، ص: 12.‏

    40ـ أدونيس: زمن الشعر. دار العودة، بيروت ، ط:3، 1983. ص:9.‏

    41ـ نفسه، ص:12.‏

    42ـ باروت: المرجع السابق، ر1: ص:45ـ52.‏

    43ـ أدونيس: المرجع السابق، ص:10ـ 13.‏

    44ـ نفسه، ص:14.‏

    45ـ نفسه، ص:15.‏

    46ـ داود، أحمد يوسف : لغة الشعر. وزارة الثقافة، دمشق، 1980.ص: 254.‏


                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de