شعر المديح النبوي في الأدب العربي - دكتور جميل حمداوي - المغرب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 09:29 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-24-2011, 07:02 PM

عبدالرحمن الحلاوي
<aعبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
شعر المديح النبوي في الأدب العربي - دكتور جميل حمداوي - المغرب

    مفهوم المديح النبوي:
    المديح النبوي هو ذلك الشعر الذي ينصب على مدح النبي ( صلى الله عليه وسلم) بتعداد صفاته الخلقية والخلقية وإظهار الشوق لرؤيته وزيارة قبره والأماكن المقدسة التي ترتبط بحياة الرسول (صلى الله عليه وسلم) ، مع ذكر معجزاته المادية والمعنوية ونظم سيرته شعرا والإشادة بغزواته وصفاته المثلى والصلاة عليه تقديرا وتعظيما.

    ويظهر الشاعر المادح في هذا النوع من الشعر الديني تقصيره في أداء واجباته الدينية والدنيوية، ويذكر عيوبه وزلاته المشينة وكثرة ذنوبه في الدنيا، مناجيا الله بصدق وخوف مستعطفا إياه طالبا منه التوبة والمغفرة. وينتقل بعد ذلك إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم) طامعا في وساطته وشفاعته يوم القيامة. وغالبا ما يتداخل المديح النبوي مع قصائد التصوف وقصائد المولد النبوي التي تسمى بالمولديات.

    وتعرف المدائح النبوية كما يقول الدكتور زكي مبارك بأنها فن:" من فنون الشعر التي أذاعها التصوف، فهي لون من التعبير عن العواطف الدينية، وباب من الأدب الرفيع؛ لأنها لا تصدر إلا عن قلوب مفعمة بالصدق والإخلاص".

    ومن المعهود أن هذا المدح النبوي الخالص لا يشبه ذلك المدح الذي كان يسمى بالمدح التكسبي أو مدح التملق الموجه إلى السلاطين والأمراء والوزراء، وإنما هذا المدح خاص بأفضل خلق ألا وهو محمد ( صلى الله عليه وسلم) ويتسم بالصدق والمحبة والوفاء والإخلاص والتضحية والانغماس في التجربة العرفانية والعشق الروحاني اللدني.
    ظهــور المديح النبوي:
    ظهر المديح النبوي في المشرق العربي مبكرا مع مولد الرسول (صلى الله عليه وسلم)،وأذيع بعد ذلك مع انطلاق الدعوة الإسلامية وشعر الفتوحات الإسلامية إلى أن ارتبط بالشعر الصوفي مع ابن الفارض والشريف الرضي. ولكن هذا المديح النبوي لم ينتعش ويزدهر ويترك بصماته إلا مع الشعراء المتأخرين وخاصة مع الشاعر البوصيري في القرن السابع الهجري الذي عارضه كثير من الشعراء الذين جايلوه أو جاؤا بعده. ولاننسى في هذا المضمار الشعراء المغاربة والأندلسيين الذين كان لهم باع كبير في المديح النبوي منذ الدولة المرينية.

    وهناك اختلاف بين الباحثين حول نشأة المديح النبوي، فهناك من يقول بأنه إبداع شعري قديم ظهر في المشرق العربي مع الدعوة النبوية والفتوحات الإسلامية مع حسان بن ثابت وكعب بن مالك وكعب بن زهير وعبد الله بن رواحة.

    وهناك من يذهب إلى أن هذا المديح فن مستحدث لم يظهر إلا في القرن السابع الهجري مع البوصيري وابن دقيق العيد.


    3- مرجعيات المديح النبوي:

    قبل التغلغل في أعماق شعر المديح النبوي لابد أن نستقرىء المرجعيات التناصية المباشرة وغير المباشرة التي شكلت رؤية شعراء هذا الفن وخاصة في القديم والحديث، ولا بد من تحديد المتناص أو المصادر الشعرية القديمة والحديثة التي اعتمد عليها الشعراء في نظم قصائدهم النبوية. فتبيان المعرفة الخلفية ضرورية لفهم النص الشعري قصد خلق انسجامه واتساقه، لأنه بمثابة آلية إستراتيجية في تحليل النص الأدبي وتفكيكه.

    ويتضح بعد قراءة قصائد ودواوين المديح النبوي عبر تعاقبه التاريخي والفني أنه كان يستوحي مادته الإبداعية ورؤيته الإسلامية من القرآن الكريم أولا فالسنة النبوية الشريفة ثانيا.

    كما أن هناك مصدرا مهما في نسج قصائد المديح النبوي يتمثل في كتب التفسير التي فصلت حياة الرسول( صلى الله عليه وسلم) تفصيلا كبيرا كما يظهر ذلك جليا في تفسير ابن كثير على سبيل التمثيل، بله عن كتب السيرة التي تتمثل في مجموعة من الوثائق والمصنفات التي كتبت حول سيرة الرسول ( صلى الله عليه وسلم) سواء أكانت قديمة أم حديثة وأذكر على سبيل المثال: "السيرة النبوية" لابن هشام، وسيرة ابن اسحق و"الرحيق المختوم" لصفي الرحمن، و"السيرة النبوية"لأبي الحسن الندوي، و" السيرة النبوية" لابن حبان، و" الوفاء بأحوال المصطفى" لأبي الفرج عبد الرحمن الجوزي، و"الشفا بتعريف حقوق المصطفى" للقاضي عياض، و"فقه السيرة" لسعيد البوطي، و"فقه السيرة"لمحمد الغزالي ، و"السيرة النبوية" لمحمد متولي الشعراوي، و"المنهج الحركي للسيرة النبوية" لمنير محمد الغضبان، و"السيرة النبوية : دروس وعبر" للدكتور مصطفى السباعي، و"نور اليقين" للخضري بك، و" في السيرة النبوية: قراءة لجوانب الحذر والحماية" للدكتور إبراهيم علي محمد أحمد، و" ملخص السيرة النبوية" لمحمد هارون...


    4- تطور المديح النبوي في الشعر العربي القديم:

    أول ما ظهر من شعر المديح النبوي ما قاله عبد المطلب إبان ولادة محمد صلى الله عليه وسلم، إذ شبه ولادته بالنور والإشراق الوهاج الذي أنار الكون سعادة وحبورا، يقول عبد المطلب:
    وأنت لما ولدت أشرقت
    الأرض وضاءت بنورك الأفق
    فنحن في ذلك الضياء وفـــي
    النور وسبل الرشاد نختــرق

    وتعود أشعار المديح النبوي إلى بداية الدعوة الإسلامية مع قصيدة" طلع البدر علينا"، وقصائد شعراء الرسول ( صلعم) كحسان بن ثابت وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة وكعب بن زهير صاحب اللامية المشهورة:
    بانت سعاد فقلبي اليوم متبـــول
    متيم إثرها لم يفـــد مكبـــول

    وقد استحقت هذه القصيدة المدحية المباركة أن تسمى بالبردة النبوية؛ لأن الرسول( صلى الله عليه وسلم) كسا صاحبها ببردة مطهرة تكريما لكعب بن زهير وتشجيعا للشعر الإسلامي الملتزم الذي ينافح عن الحق وينصر الإسلام وينشر الدين الرباني.

    ونستحضر قصائد شعرية أخرى في هذا الباب كقصيدة الدالية للأعشى التي مطلعها:
    ألم تغتمض عيناك ليلـــة أرمدا
    وعاداك ماعاد السليم المسهدا

    ومن أهم قصائد حسان بن ثابت في مدح النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) عينيته المشهورة في الرد على خطيب قريش عطارد بن حاجب:
    إن الذوائب من فهر وإخوتهم
    قد بينوا سنة للنـــاس تـــــتبع

    ولا ننسى همزيته المشهورة في تصوير بسالة المسلمين ومدح الرسول (صلى الله عليه وسلم) والإشادة بالمهاجرين والأنصار والتي مطلعها:
    عفت ذات الأصابــــع فالجــواء
    إلى عذراء منـــزلها خــــلاء

    وقد ارتبط مدح النبي (صلى الله عليه وسلم) بمدح أهل البيت وتعداد مناقب بني هاشم وأبناء فاطمة كما وجدنا ذلك عند الفرزدق والشاعر الشيعي الكميت الذي قال في بائيته:
    طربت وما شوقا إلى البيض أطرب
    ولا لعبا مني وذو الشوق يلعب

    ويندرج ضمن هذا النوع من المدح تائية الشاعر الشيعي دعبل التي مدح فيها أهل البيت قائلا في مطلعها:
    مدارس آيات خلـــت من تلاوة
    ومنزل حي مقفـــــــر العرصات

    ويذهب الشريف الرضي مذهب التصوف في مدح الرسول ( صلى الله عليه وسلم) وذكر مناقب أهل البيت وخاصة أبناء فاطمة الذين رفعهم الشاعر إلى مرتبة كبيرة من التقوى والمجد والسؤدد كما في داليته:
    شغل الدموع عن الديار بكاؤنا
    لبكاء فاطمــة على أولادها

    ويقول أيضا في لاميته الزهدية المشهورة التي مطلعها:
    راجل أنـــــــت والليالي نزول
    ومضر بك البقــاء الطويـــل

    وللشاعر العباسي مهيار الديلمي عشرات من القصائد الشعرية في مدح أهل البيت والإشادة بخلال الرسول ( صلى الله عليه وسلم) وصفاته الحميدة التي لاتضاهى ولاتحاكى.

    ولكن يبقى البوصيري الذي عاش في القرن السابع الهجري من أهم شعراء المديح النبوي ومن المؤسسين الفعليين للقصيدة المدحية النبوية والقصيدة المولدية كما في قصيدته الميمية الرائعة التي مطلعها:
    أمن تذكر جيــــــران بذي سلم
    مزجت دمعا جرى من مقلــــة بـــدم
    أم هبت الريح من تلقاء كاظمة
    وأومض البرق في الظلماء من إضم

    وقد عورضت هذه القصيدة من قبل الكثير من الشعراء القدامى والمحدثين والمعاصرين، ومن أهم هؤلاء الشعراء ابن جابر الأندلس في ميميته البديعية التي استعمل فيها المحسنات البديعية بكثرة في معارضته الشعرية التي مطلعها:
    بطيبة انزل ويمم سيـــد الأمم
    وانشر له المدح وانثر أطيب الكلــــم

    ومن شعراء المديح النبوي المتأخرين الذين عارضوا ميمية البوصيري عبد الله الحموي الذي عاش في القرن التاسع وكان مشهورا بميميته:
    شدت بكم العشاق لما ترنموا
    فغنوا وقد طاب المقام وزمزم

    ومن الشعراء الذين طرقوا غرض المديح النبوي الشاعر ابن نباتة المصري، فقد ترك لنا خمس قصائد في المديح النبوي كهمزيته التي مطلعها:
    شجون نحوها العشاق فاءوا
    وصب مالـــــه في الصبر راء

    ورائيته التي مطلعها:
    صحا القلب لولا نسمة تتخطر
    ولمعة برق بالغــــــضا تتسعر

    وعينيته التي مطلعها:
    يادار جيرتنا بسفح الأجــــرع
    ذكرتك أفواه الغيوث الهــــمع

    ولاميته التي مطلعها:
    ما الطرف بعدكم بالنوم مكحول
    هذا وكم بيننا من ربعكم ميــل

    والميمية التي مطلعها:
    أوجز مديحك فالمقـــــام عظيم
    من دونـــه المنثور والمنظوم


    5- شعر المديح النبوي في الأدب المغربي والأندلسي:

    إذا انتقلنا إلى الأدب المغربي لرصد ظاهرة المديح النبوي، فقد كان الشعراء المغاربة سباقين إلى الاحتفال بمولد النبي ( صلى الله عليه وسلم) ونظم الكثير من القصائد في مدح الرسول ( صلى الله عليه وسلم) وتعداد مناقبه الفاضلة وذكر صفاته الحميدة وذكر سيرته النبوية الشريفة وذكر الأمكنة المقدسة التي وطئها نبينا المحبوب. و كان الشعراء يستفتحون القصيدة النبوية بمقدمة غزلية صوفية يتشوقون فيها إلى رؤية الشفيع وزيارة الأمكنة المقدسة ومزارات الحرم النبوي الشريف، وبعد ذلك يصف الشعراء المطية ورحال المواكب الذاهبة لزيارة مقام النبي الزكي، وينتقل الشعراء بعد ذلك إلى وصف الأماكن المقدسة ومدح النبي ( صلى الله عليه وسلم) مع عرضهم لذنوبهم الكثيرة وسيئاتهم العديدة طالبين من الحبيب الكريم الشفاعة يوم القيامة لتنتهي القصيدة النبوية بالدعاء والتصلية.

    ومن أهم الشعراء المغاربة الذين اشتهروا بالمديح النبوي نستحضر مالك بن المرحل كما في ميميته المشهورة التي يعارض فيها قصيدة البوصيري الميمية
    شوق كما رفعت نار على علم
    تشب بين فروع الضال والسلـــم

    ويقول في قصيدته الهمزية مادحا النبي ( صلى الله عليه وسلم)
    إلى المصطفى أهديت غر ثنائي
    فيا طيب إهدائي وحسن هدائي
    أزاهير روض تجتنى لعطـــارة
    وأسلاك در تصـــــطفى لصفاء

    ونذكر إلى جانب عبد المالك بن المرحل الشاعر السعدي عبد العزيز الفشتالي الذي يقول في إحدى قصائده الشعرية
    محمد خير العالميــن بأســرها
    وسيد أهل الأرض م الإنس والجان

    أما القاضي عياض فقد خلف مؤلفات عديدة وقصائد أغلبها في مدح الرسول( صلى الله عليه وسلم) والتشوق إلى الديار المقدسة كما في قصيدته الرائية :
    قف بالركاب فهذا الربع والدار
    لاحـــت علينــــــا من الأحباب أنوار

    ومن شعراء الأندلس الذين اهتموا بالمديح النبوي وذكر الأماكن المقدسة لسان الدين بن الخطيب الذي يقول في قصيدته الدالية :
    تألق " نجديا" فاذكرني " نجدا"
    وهاج لي الشوق المبرح والوجدا
    وميض رأى برد الغمامة مغفلا
    فمد يدا بالتبــــــــر أعلمت البردا
                  

03-24-2011, 07:02 PM

عبدالرحمن الحلاوي
<aعبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر المديح النبوي في الأدب العربي - دكتور جميل حمداوي - المغرب (Re: عبدالرحمن الحلاوي)

    - المديح النبوي في العصر الحديث:

    من يتأمل دواوين شعراء خطاب البعث والإحياء أو ما يسمى بشعراء التيار الكلاسيكي أو الاتجاه التراثي فإنه سيلفي مجموعة من القصائد في مدح الرسول( صلى الله عليه وسلم) تستند إلى المعارضة تارة أو إلى الإبداع والتجديد تارة أخرى. ومن الشعراء الذين برعوا في المديح النبوي نذكر: محمود سامي البارودي وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم ومحمد الحلوي وآخرين كثيرين...

    فمن قصائد محمود سامي البارودي قصيدته الجيمية التي يقول فيها:
    يا صارم اللحظ من أغراك بالمهج
    حتى فتكت بها ظلما بلا حـرج
    مازال يخدع نفسي وهي لاهية
    حتى أصاب سواد القلب بالدعج
    طرف لو أن الظبا كانت كلحظته
    يوم الكريهة ما أبقت على الودج

    وهذه القصيدة هي في الحقيقة معارضة لقصيدة الشاعر العباسي الصوفي ابن الفارض التي مطلعها:
    ما بين معترك الأحداق والمهـــج
    أنا القتيل بلا إثم ولا حــــــــرج

    ومن قصائد محمود سامي البارودي في المديح النبوي قصيدته" كشف الغمة في مدح سيد الأمة" وعدد أبيات هذه القصيدة 447 ، ومطلع القصيدة هو:
    يا رائد البرق يمم دارة العلــــــم
    واحد الغمام على حي بذي سلم

    ومن الشعراء الآخرين الذين نظموا على منوال البردة الشيخ أحمد الحملاوي في قصيدته التي سماها كذلك بـــ" منهاج البردة" ومطلعها:
    يا غافر الذنب من جود ومن كرم
    وقابل التوب من جان ومجترم

    ويحذو أحمد شوقي حذو البارودي في معارضة الشعراء القدامى في إبداع القصائد المدحية التي تتعلق بذكر مناقب النبي وتعداد معجزاته وصفاته المثلى كما في همزيته الرائعة التي مطلعها:
    ولد الهدى فالكائنات ضيــــــاء
    وفي فم الزمــان تبسم وثناء

    ويقول في مولديته البائية:
    سلوا قلبي غداة سلا وتـــــابا
    لعل على الجبــــال له عتابـــا

    ومن أحسن قصائد أحمد شوقي في مدح الرسول( صلى الله عليه وسلم) قصيدته الميمية التي عارض فيها قصيدة البردة للبوصيري ومطلع قصيدة شوقي هو:
    ريم على القاع بين البان والعلـــم
    أحل سفك دمي في الأشهر الحرم

    ومن الشعراء المغاربة المعاصرين الذين مدحوا النبي (صلى الله عليه وسلم) نذكر الشاعر المراكشي إسماعيل زويريق الذي خصص كتابين لسيرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) تحت عنوان: " على النهج" يعارض فيهما شعراء المديح النبوي . ومن القصائد التي نظمها في المدح نذكر القصائد التالية:
    قصيدة " بانت سعاد" التي يعارض فيها قصيدة كعب بن زهير:
    بانت سعاد فما للحزن تمهيــــــــــــل الدمع منسجل والجسم مهزول
    قصيدة" البردة يا شاكي البان" يعارض فيها قصيدة البوصيري:
    ياشاكي البان كم في البين من سقم؟ شكواك تنساب لحنا دافــق الألم
    قصيدة"المرتجية" كما في مطلع قصيدته الجيمية التي يعارض فيها القصيدة "المنفرجة" لابن النحوي:
    إن ضـــاق الأمـــــر فلا تهج فغدا قد يأتــي بالفـــــــرج
    قصيدة " في رحاب المدينة" التي عارض فيها قصيدة الهمزية للبوصيري :
    هاتها، ما للنفس عنها غناء جابني الشوق حين عز الدواء
    قصيدة " السينية في مدح خير البرية"، التي عارض فيها الشاعر سينية البحتري، ومطلع القصيدة هو:
    يجهر البين ما تخفى بنفسي فسقاني كأس الشجا بعد كأس
    قصيدة" كل مديح فيه مختصر" وهي رائية الروي ومطلعها:
    رأيت كل مديح فيه مختصرا فما تعد سجاياه وتختصر
    قصيدة"الدالية في الرد على من أساء إلى الرسول برسوماته الكاريكاتورية" عارض فيها دالية أبي العلاء المعري ومطلعها:
    أما أعنى الذي رسموا الفؤادا فما للصمت يلزمني الحيادا.


    7- خصائص المديح النبوي مضمونا:

    من أهم مميزات المديح النبوي أنه شعر ديني ينطلق من رؤية إسلامية، ويهدف إلى تغيير العالم المعاش وتجاوز الوعي السائد نحو وعي ممكن يقوم على المرجعية السلفية بالمفهوم الإيجابي. كما أن هذا الشعر تطبعه الروحانية الصوفية من خلال التركيز على الحقيقة المحمدية التي تتجلى في السيادة والأفضلية والنورانية. ويعني هذا أن المديح النبوي يشيد بالرسول ( صلى الله عليه وسلم) باعتباره سيد الكون والمخلوقات، وأنه أفضل البشر خلقة وخلقا، وهو كذلك كائن نوراني في عصمته ودماثة أخلاقه. لذلك يستحق الممدوح كل تعظيم وتشريف، وهو أحق بالتمثل واحتذاء منهجه في الحياة، كما أن عشق الرسول(صلى الله عليه وسلم) في القصيدة النبوية يتخذ أبعادا روحانية وجدانية وصوفية.

    ويلاحظ على الغزل الموجود في كثير من القصائد النبوية أو المولدية أنه غزل يتجاوز النطاق الحسي الملموس إلى ماهو مجازي وإيحائي. أي ينتقل هذا الغزل من النطاق البشري إلى نطاق الحضرة الربانية.

    ويسافر شعر المديح النبوي في ركاب الدعوة المحمدية وشعر الفتوحات الإسلامية ليعانق التيارات السياسية والحزبية فيتأثر بالتشيع تارة والتصوف تارة أخرى. ولن يجد هذا الشعر استقراره إلا مع شعراء القرن التاسع الهجري مع البوصيري وابن دقيق العيد. بيد أن شعر المديح النبوي سيرتبط في المغرب بعيد المولد النبوي وشعر الملحون والطرب الأندلسي ليصبح في العصر الحديث شعرا مقترنا بالمعارضة في غالب الأحيان.

    وعلى أي حال، يتميز المديح النبوي بصدق المشاعر ونبل الأحاسيس ورقة الوجدان وحب الرسول( صلى الله عليه وسلم) طمعا في شفاعته ووساطته يوم الحساب. وما حب الرسول في القصيدة المدحية إلا مسلك للتعبير عن حب الأماكن المقدسة والشوق العارم إلى زيارة قبر الرسول (صلى الله عليه وسلم) والوقوف على جبل عرفات والانتشاء بكل الأفضية التي زارها الحبيب أثناء مواسم العمرة والحج.
    خصائص المديح النبوي شكلا:
    تستند أغلب قصائد المديح النبوي إلى القصيدة العمودية القائمة على نظام الشطرين ووحدة الروي والقافية واعتماد التصريع والتقفية في المطلع الأول من القصيدة.

    وتتسم القصائد النبوية والمولدية الحديثة ذات النمط الكلاسيكي أو التراثي بتعدد الأغراض والمواضيع على غرار الشعر العربي القديم، والسبب في هذا التعدد هو معارضة القصائد الأصلية كقصائد البوصيري وقصائد ابن الفارض وقصيدة كعب بن زهير وغيرها. وهذه المعارضة تدفع الشاعر إلى انتهاج نفس البناء والسير على نفس الإيقاع والروي والقافية واستخدام نفس الألفاظ والأغراض الشعرية. ومن ثم، فالقصيدة النبوية تتكون على مستوى البناء من المقدمة الغزلية ووصف المطية ومدح الرسول( صلى الله عليه وسلم) والتصلية والدعاء والاستغفار والتوبة. وهذا ما أفقد المديح النبوي الوحدة الموضوعية والعضوية على الرغم من وجود الاتساق اللغوي على مستوى السطح الظاهري والانسجام على مستوى العمق الدلالي.

    وفيما يخص الإيقاع الخارجي، تعتمد قصائد المديح النبوي على البحور الطويلة الجادة التي تتناسب مع الأغراض الجليلة الهامة كالمديح النبوي والتصوف الروحاني والتشيع لآل البيت، لذلك يستعمل شعراء المديح النبوي البحر الطويل والبحر البسيط والبحر الكامل والبحر الوافر والبحر الخفيف. وبعد البحر البسيط من أهم البحور المفضلة لدى شعراء المديح النبوي ولدى شعراء المعارضة. ومن المعلوم أن البردة التي نظمها الشاعر البوصيري كانت على البحر البسيط، لذلك أصبحت هذه القصيدة نموذجا يقتدى به في الشعر العربي الحديث من قبل شعراء المديح النبوي موضوعا وإيقاعا وصياغة.

    ومن أهم القوافي التي استعملت كثيرا في الشعر النبوي الميم والسين واللام والتاء والهمزة والجيم. وهي قوافي صالحة وطيعة لرصد التجربة الشعرية المولدية أو النبوية أو الصوفية الروحانية ماعدا قافية الجيم التي تثير جرسا خشنا ونشازا شاعريا.

    وعلى مستوى الإيقاع الداخلي، فشاعر المديح النبوي يستعمل بكثرة ظاهرة التصريع والتوازي الصوتي والتكرار الإيقاعي والجمع بين الأصوات المهموسة والأصوات المجهورة. وينسجم هذا الإيقاع الشعري بكامله مع الجو الموسيقي والنفسي والدلالي للقصائد المدحية.

    وتمتح اللغة الشعرية ألفاظها المعجمية في قصيدة المديح النبوي من حقل الدين وحقل الذات وحقل العاطفة وحقل الطبيعة وحقل المكان وحقل التصوف. كما يمتاز المعجم الشعري بالجزالة وفخامة الكلمات وقوة السبك ورصانة الصياغة وهيمنة المعجم التراثي و غلبة الألفاظ الغريبة غير المألوفة. لذلك يغلب الجانب التراثي والبيان السلفي على هذا الشعر الديني كتابة وتعبيرا وصياغة.

    ويستخدم هذا الشاعر المادح لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) الجمل الفعلية الدالة على التوتر والحركية والجمل الاسمية الدالة على الإثبات والتأكيد، ونجد كذلك المزاوجة بين الأساليب الخبرية والإنشائية قصد خلق الوظيفة الشعرية بمكوناتها الإيحائية والمجازية. وغالبا ما يستوجب مكون السيرة وسرد المعجزات الأسلوب الخبري، بينما يفترض تدخل الذات وإظهار المشاعر والانطباعات الانتقال من أسلوب إنشائي إلى آخر حسب السياقات المقصدية والوظيفية.

    ويشغل شعر المديح النبوي الصور الشعرية الحسية القائمة على المشابهة من خلال استخدام التشبيه والاستعارة، والاستعانة بالصورة المجاورة عبر المزج بين المجاز المرسل والكناية الإحالية في التصوير والبيان. ويمكن أن تتخذ الصور البلاغية ذات النطاق الحسي طابعا رمزيا خاصة في المقاطع الصوفية العرفانية. ويتراوح البديع في المديح النبوي بين العفوية المطبوعة والتصنع الزخرفي في القصائد المدحية البديعية التي نظمت في العصور المتأخرة كما عند ابن جابر الأندلسي في ميميته البديعية.

    وينتقل الشاعر تداوليا في قصائده المدحية من ضمير المتكلم الدال على انفعالية الذات والانسياق وراء المناجاة الربانية والاستعطاف الذاتي إلى ضمير المخاطب أو الغياب للتركيز على الممدوح وصفا وإشادة وتعظيما.


    خاتمــــة:
    ويتضح لنا - مما سبق ذكره - أن شعر المديح النبوي شعر صادق بعيد عن التزلف والتكسب، يجمع بين الدلالة الحرفية الحسية والدلالة الصوفية الروحانية. كما يندرج هذا الشعر ضمن الرؤية الدينية الإسلامية، ويمتح لغته وبيانه وإيقاعه وصوره وأساليبه من التراث الشعري القديم. مما أسقط هذا الشعر في كثير من الأحيان في التكرار والابتذال والاجترار بسبب المعارضة والتأثر بالشعر القديم صياغة ودلالة ومقصدية.

    وعلى الرغم من ذلك، فقد استطاع بعض الشعراء أن يتفوقوا في شعر المديح النبوي كمحمود سامي البارودي وأحمد شوقي و الشاعر المغربي إسماعيل زويريق في مجموعته الشعرية الطويلة المتسلسلة" على النهج...".

    وعليه، فالمديح النبوي شعر ديني يركز على سيرة النبي ( صلى الله عليه وسلم) وفضائله النيرة، وقد رافق هذا الشعر مولده وهجرته ودعوته ، كما واكب فتوحاته وحب آل البيت فانصهر في شعر التصوف ليصبح فنا مستقلا مع البوصيري وابن دقيق العيد. وفي العصر الحديث، ارتبط هذا الشعر بالمناسبات الدينية وعيد المولد النبوي، وفي نفس الوقت خضع لمنطق المعارضة المباشرة وغير المباشرة.


    د. جميل حمداوي - المغرب
                  

03-24-2011, 07:04 PM

عبدالرحمن الحلاوي
<aعبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر المديح النبوي في الأدب العربي - دكتور جميل حمداوي - المغرب (Re: عبدالرحمن الحلاوي)

                  

03-24-2011, 07:05 PM

عبدالرحمن الحلاوي
<aعبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر المديح النبوي في الأدب العربي - دكتور جميل حمداوي - المغرب (Re: عبدالرحمن الحلاوي)

                  

03-24-2011, 07:06 PM

عبدالرحمن الحلاوي
<aعبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر المديح النبوي في الأدب العربي - دكتور جميل حمداوي - المغرب (Re: عبدالرحمن الحلاوي)

                  

03-25-2011, 08:36 AM

ود الخليفه
<aود الخليفه
تاريخ التسجيل: 07-21-2002
مجموع المشاركات: 3178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر المديح النبوي في الأدب العربي - دكتور جميل حمداوي - المغرب (Re: عبدالرحمن الحلاوي)

    الاخ الحلاوي

    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

    وصلي الله على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم

    (عدل بواسطة ود الخليفه on 03-27-2011, 04:51 PM)

                  

03-25-2011, 09:11 PM

عبدالرحمن الحلاوي
<aعبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر المديح النبوي في الأدب العربي - دكتور جميل حمداوي - المغرب (Re: ود الخليفه)

    ود الخليفة وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    هذا البوست لكسر روتين البورد الذي يدور في حلقات لم تفرخ حتى الان شيئا فأردنا التفيوء في دوحة المديح
                  

03-26-2011, 06:30 PM

عبدالرحمن الحلاوي
<aعبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر المديح النبوي في الأدب العربي - دكتور جميل حمداوي - المغرب (Re: عبدالرحمن الحلاوي)

                  

03-27-2011, 10:57 AM

عبدالرحمن الحلاوي
<aعبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر المديح النبوي في الأدب العربي - دكتور جميل حمداوي - المغرب (Re: عبدالرحمن الحلاوي)

    نفوس لدى النهرين من أرض كربلا * معــــرسهــــم فيهــــا بشــــط فـــرات
    مـدارس آيــــات خــــلت مــــن تلاوة * ومنــــزل وحــــي مقــــفــر العرصات
    لآل رســــول الله بالخـــيف من منى * وبالركــــن والتعــــريف والجــــمرات
    ديــــار عــــلي والحــــسين وجــعفر * وحــــمزة والسجــــاد ذي الثــــفـــنات
    ديــــار عــــفاهــــا كـــل جون مبادر * ولم تعــــف للأيــــام والــــســنــــوات
    قــــفا نســــأل الدار التي خف أهلها * متى عهـــدها بالصوم والصلوات ؟ !
    وأين الأولى شطت بهم غربة النوى * أفــــانين فــــي الآفــاق مفترقات ؟ !
    أهــل ميراث النبي إذا اعتزوا * وهــــم خــــير قــــادات وخـــير حماة
    ومــــا النــــاس إلا حـــــاسد ومكذب * ومضطغــــن ذو إحــــنة وتـــــــــرات
    إذا ذكــــروا قتــــلى بــــبدر وخيــــبر * ويــــوم حنــــيــــن أسبـــلوا العبرات
    قبــــور بكــــوفان وأخــــرى بطـــيبة * وأخــــرى بفــــخ نالــــها صــــلواتي
    وقبــــر ببغــــداد لنــــفس زكــــيـــــة * تضمــــنها الــــرحمن فــــي الغرفات
    المصــــمات الـتي لست بالغا * مبالغهــــا منــــي بكــــنه صفـــــــات
    إلــــى الحــــشر حتى يبعث الله قائما * يــــفرج مــــنها الهــــم والكـــــربات
    نفوس لدى النهرين من أرض كربلا * معــــرسهــــم فيــــهــــا بشــط فرات
    تقــسمهم ريــب الزمان كما تـــرى * لهــــم عــــقرة مغـشية الحجرات
    ســـوى أن منهم بالمدينة عـــصبة * مــــدى الدهر أضناه من الأزمات
    قليلــــة زوار ســوى بعـــض زور * مــــن الضبع والعقبان والرخمات
    كل حــــين نومة بمضاجـــع * لهم فـــي نواحي الأرض مختلفات
    وقــــد كان منهم بالحجاز وأهلهـــا * مغــــاوير يخـتارون في السروات
    تنكــــب لأواء السنـــين جوارهـــم * فــــلا تصطــــليهم جمرة الجمرات
    إذا وردوا خــــيلا تشـــمس بالقـــنا * مساعــــر جمر الموت والغمرات
    وإن فخــــروا يـــوما أتوا بمحمـــد * وجــــبريل والفرقان ذي السورات
    مــــلامك في أهــــل النــبي فإنهـــم * أحــــباي مــــا عاشوا وأهل ثقاتي
    تخــــيرتهم رشــــدا لامـري فإنهـــم * عــــلى كــــل حــال خيرة الخيرات
    فيا رب زدني من يقيني بصيـــرة * وزد حبــــهم يــــا رب في حسناتي
    بنــــفسي أنتــــم من كهول وفتـــية * لفــــك عــــناة أو لحــــمل ديـــــات
    أحـب قصي الرحم من أجل حـــبكم * وأهجــــر فيــــكم أســــرتي وبناتي
    وأكتــــم حبــــكم مخــــافة كـــاشح * عــــتيــــد لأهـــل الحق غير موات
    لقــــد حفــت الأيام حولي بشرهـــا * وإنــــي لأرجـــــو الأمن بعد وفاتي
    ألــــم تــــــر إني مذ ثلاثين حجـــة * أروح وأغــــدو دائم الحـــسرات؟!
    أرى فيـــئهم في غيرهم متقسمـــا * وأيــــديهم مــــن فيــــئهم صـفرات
    فـــآل رسول الله نحف جسومهـــم * وآل زيــــاد حفــــل القــصرات
    (1) بنـــات زياد في القصور مصونـــة * وآل رســــول الله فــــي الفــــلوات
    إذا وتـروا مدوا إلى أهل وترهـــم * أكــــفا مــــن الأوتــــار منقــبضات
    فلولا الذي أرجوه في اليوم أو غد * لقطــــع قــــلبي إثـــرهم حـسراتي
    خــــروج إمــــام لا محـــالة خارج * يقــــوم عــــلى اسم الله والبركات
    يميــــز فــــينا كــــل حـــــق وباطل * ويجـــــزي على النعماء والنقمات
    سأقـصر نفسي جاهدا عن جدالهم * كــــفاني مــــا ألــــقى من العبرات
    فيـا نفس طيبي ثم يا نفس أبشري * فغــــير بعــــيد كــــل مــــا هــو آت
    فــإن قرب الرحمن من تلك مدتي * وأخــــر مــــن عمري لطول حياتي
    شفــــيت ولـــم أترك لنفسي رزية * ورويــــت منهــــم منــصلي وقناتي
    أحـاول نقل الشمس من مستقرها * وأســــمع أحـــــجارا من الصلدات
    فمــــن عــــارف لـم ينتفع ومعاند * يمــــيل مــــع الأهــواء والشبهات
    قصــــاراي منهم أن أموت بغصة * تــــردد بــــين الصــــدر واللهـوات
    كأنــــك بالأضلاع قـد ضاق رحبها * لمــــا ضمنــــت مـن شدة الزفرات


    هذه القصيدة للشاعر دعبل الخزاعي :
    دعبل الخزاعي
    148 - 246 هـ / 765 - 860 م
    دعبل بن علي بن رزين الخزاعي، أبو علي.
    شاعر هجّاء، أصله من الكوفة، أقام ببغداد.
    في شعره جودة، كان صديق البحتري وصنّف كتاباً في طبقات الشعراء.
    قال ابن خلّكان: كان بذيء اللسان مولعاً بالهجو والحط من أقدار الناس هجا الخلفاء، الرشيد والمأمون والمعتصم والواثق ومن دونهم.
    وطال عمره فكان يقول: لي خمسون سنة أحمل خشبتي على كتفي أدور على من يصلبني عليها فما أجد من يفعل ذلك
    وكان طويلاً ضخماً أطروشاً. توفي ببلدة تدعي الطيب بين واسط وخوزستان، وجمع بعض الأدباء ما تبقى من شعره في ديوان.
    وفي تاريخ بغداد أن اسمه عبد الرحمن وإنما لقبته دايته لدعابة كانت فيه فأرادت ذعبلا فقلبت الذال دالاً.

    (عدل بواسطة عبدالرحمن الحلاوي on 03-27-2011, 11:00 AM)

                  

03-27-2011, 11:04 AM

عبدالرحمن الحلاوي
<aعبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر المديح النبوي في الأدب العربي - دكتور جميل حمداوي - المغرب (Re: عبدالرحمن الحلاوي)

    بـانَتْ سُـعادُ فَـقَلْبي اليَوْمَ مَتْبولُ * مُـتَـيَّمٌ إثْـرَها لـم يُـفَدْ مَـكْبولُ
    وَمَـا سُـعَادُ غَـداةَ البَيْن إِذْ رَحَلوا * إِلاّ أَغَـنُّ غضيضُ الطَّرْفِ مَكْحُولُ
    هَـيْـفاءُ مُـقْبِلَةً عَـجْزاءُ مُـدْبِرَةً * لا يُـشْتَكى قِـصَرٌ مِـنها ولا طُولُ
    تَجْلُو عَوارِضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابْتَسَمَتْ * كـأنَّـهُ مُـنْـهَلٌ بـالرَّاحِ مَـعْلُولُ
    شُـجَّتْ بِـذي شَـبَمٍ مِنْ ماءِ مَعْنِيةٍ * صـافٍ بأَبْطَحَ أضْحَى وهْومَشْمولُ
    تَـنْفِي الـرِّياحُ القَذَى عَنْهُ وأفْرَطُهُ * مِـنْ صَـوْبِ سـارِيَةٍ بِيضٌ يَعالِيلُ
    أكْـرِمْ بِـها خُـلَّةً لـوْ أنَّهاصَدَقَتْ * مَـوْعودَها أَو ْلَوَ أَنَِّ النُّصْحَ مَقْبولُ
    لـكِنَّها خُـلَّةٌ قَـدْ سِـيطَ مِنْ دَمِها * فَـجْـعٌ ووَلَـعٌ وإِخْـلافٌ وتَـبْديلُ
    فـما تَـدومُ عَـلَى حـالٍ تكونُ بِها * كَـما تَـلَوَّنُ فـي أثْـوابِها الـغُولُ
    ولا تَـمَسَّكُ بـالعَهْدِ الـذي زَعَمْتْ * إلاَّ كَـما يُـمْسِكُ الـماءَ الـغَرابِيلُ
    فـلا يَـغُرَّنْكَ مـا مَنَّتْ وما وَعَدَتْ * إنَّ الأمـانِـيَّ والأحْـلامَ تَـضْليلُ
    كـانَتْ مَـواعيدُ عُـرْقوبٍ لَها مَثَلا * ومــا مَـواعِـيدُها إلاَّ الأبـاطيلُ
    أرْجـو وآمُـلُ أنْ تَـدْنو مَـوَدَّتُها * ومـا إِخـالُ لَـدَيْنا مِـنْكِ تَـنْويلُ
    أمْـسَتْ سُـعادُ بِـأرْضٍ لايُـبَلِّغُها * إلاَّ الـعِتاقُ الـنَّجيباتُ الـمَراسِيلُ
    ولَـــنْ يُـبَـلِّغَها إلاّغُـذافِـرَةٌ * لـها عَـلَى الأيْـنِ إرْقـالٌ وتَبْغيلُ
    مِـنْ كُلِّ نَضَّاخَةِ الذِّفْرَى إذا عَرِقَتْ * عُـرْضَتُها طـامِسُ الأعْلامِ مَجْهولُ
    تَـرْمِي الـغُيوبَ بِعَيْنَيْ مُفْرَدٍ لَهِقٍ * إذا تَـوَقَّـدَتِ الـحَـزَّازُ والـمِيلُ
    ضَـخْـمٌ مُـقَـلَّدُها فَـعْم مُـقَيَّدُها * فـي خَلْقِها عَنْ بَناتِ الفَحْلِ تَفْضيلُ
    غَـلْـباءُ وَجْـناءُ عَـلْكوم مُـذَكَّرْةٌ * فــي دَفْـها سَـعَةٌ قُـدَّامَها مِـيلُ
    وجِـلْـدُها مِـنْ أُطـومٍ لا يُـؤَيِّسُهُ * طَـلْحٌ بـضاحِيَةِ الـمَتْنَيْنِ مَهْزولُ
    حَـرْفٌ أخـوها أبـوها مِن مُهَجَّنَةٍ * وعَـمُّـها خـالُها قَـوْداءُ شْـمِليلُ
    يَـمْشي الـقُرادُ عَـليْها ثُـمَّ يُزْلِقُهُ * مِـنْـها لِـبانٌ وأقْـرابٌ زَهـالِيلُ
    عَـيْرانَةٌ قُذِفَتْ بالنَّحْضِ عَنْ عُرُضٍ * مِـرْفَقُها عَـنْ بَـناتِ الزُّورِ مَفْتولُ
    كـأنَّـما فـاتَ عَـيْنَيْهاومَـذْبَحَها * مِـنْ خَـطْمِها ومِن الَّلحْيَيْنِ بِرْطيلُ
    تَـمُرُّ مِـثْلَ عَسيبِ النَّخْلِ ذا خُصَلٍ * فـي غـارِزٍ لَـمْ تُـخَوِّنْهُ الأحاليلُ
    قَـنْواءُ فـي حَـرَّتَيْها لِـلْبَصيرِ بِها ++++* عَـتَقٌ مُـبينٌ وفـي الخَدَّيْنِ تَسْهيلُ
    تُـخْدِي عَـلَى يَـسَراتٍ وهي لاحِقَةٌ ++++* ذَوابِــلٌ مَـسُّهُنَّ الأرضَ تَـحْليلُ
    سُمْرُ العَجاياتِ يَتْرُكْنَ الحَصَى زِيماً ++++* لـم يَـقِهِنَّ رُؤوسَ الأُكْـمِ تَـنْعيلُ
    كــأنَّ أَوْبَ ذِراعَـيْها إذا عَـرِقَتْ ++++* وقــد تَـلَـفَّعَ بـالكورِ الـعَساقيلُ
    يَـوْماً يَـظَلُّ به الحِرْباءُ مُصْطَخِداً ++++* كـأنَّ ضـاحِيَهُ بـالشَّمْسِ مَـمْلولُ
    وقـالَ لِـلْقوْمِ حـادِيهِمْ وقدْ جَعَلَتْ ++++* وُرْقَ الجَنادِبِ يَرْكُضْنَ الحَصَى قِيلُوا
    شَـدَّ الـنَّهارِ ذِراعـا عَيْطَلٍ نَصِفٍ ++++* قـامَـتْ فَـجاوَبَها نُـكْدٌ مَـثاكِيلُ
    نَـوَّاحَةٌ رِخْـوَةُ الـضَّبْعَيْنِ لَيْسَ لَها++++* لَـمَّا نَـعَى بِـكْرَها النَّاعونَ مَعْقولُ
    تَـفْرِي الُّـلبانَ بِـكَفَّيْها ومَـدْرَعُها ++++* مُـشَـقَّقٌ عَـنْ تَـراقيها رَعـابيلُ
    تَـسْعَى الـوُشاةُ جَـنابَيْها وقَـوْلُهُمُ ++++* إنَّـك يـا ابْـنَ أبـي سُلْمَى لَمَقْتولُ
    وقــالَ كُـلُّ خَـليلٍ كُـنْتُ آمُـلُهُ ++++* لا أُلْـهِيَنَّكَ إنِّـي عَـنْكَ مَـشْغولُ
    فَـقُـلْتُ خَـلُّوا سَـبيلِي لاَ أبـالَكُمُ ++++* فَـكُلُّ مـا قَـدَّرَ الـرَّحْمنُ مَفْعولُ
    كُـلُّ ابْـنِ أُنْثَى وإنْ طالَتْ سَلامَتُهُ ++++* يَـوْماً عـلى آلَـةٍ حَـدْباءَ مَحْمولُ
    أُنْـبِـئْتُ أنَّ رَسُـولَ اللهِ أَوْعَـدَني* ++++ والـعَفْوُ عَـنْدَ رَسُـولِ اللهِ مَأْمُولُ
    وقَـدْ أَتَـيْتُ رَسُـولَ اللهِ مُـعْتَذِراً ++++* والـعُذْرُ عِـنْدَ رَسُـولِ اللهِ مَقْبولُ
    مَـهْلاً هَـداكَ الـذي أَعْطاكَ نافِلَةَ ++++* الْـقُرْآنِ فـيها مَـواعيظٌ وتَـفُصيلُ
    لا تَـأْخُذَنِّي بِـأَقْوالِ الـوُشاة ولَـمْ ++++* أُذْنِـبْ وقَـدْ كَـثُرَتْ فِـيَّ الأقاويلُ
    لَـقَدْ أقْـومُ مَـقاماً لـو يَـقومُ بِـه ++++* أرَى وأَسْـمَعُ مـا لـم يَسْمَعِ الفيلُ
    لَـظَلَّ يِـرْعُدُ إلاَّ أنْ يـكونَ لَهُ مِنَ ++++* الَّـرسُـولِ بِــإِذْنِ اللهِ تَـنْـويلُ
    حَـتَّى وَضَـعْتُ يَـميني لا أُنازِعُهُ ++++* فـي كَـفِّ ذِي نَـغَماتٍ قِيلُهُ القِيلُ
    لَــذاكَ أَهْـيَبُ عِـنْدي إذْ أُكَـلِّمُهُ ++++* وقـيـلَ إنَّـكَ مَـنْسوبٌ ومَـسْئُولُ
    مِـنْ خـادِرٍ مِنْ لُيوثِ الأُسْدِ مَسْكَنُهُ ++++* مِـنْ بَـطْنِ عَـثَّرَ غِيلٌ دونَهُ غيلُ
    يَـغْدو فَـيُلْحِمُ ضِـرْغامَيْنِ عَيْشُهُما ++++* لَـحْمٌ مَـنَ الـقَوْمِ مَـعْفورٌ خَراديلُ
    إِذا يُـسـاوِرُ قِـرْناً لا يَـحِلُّ لَـهُ ++++* أنْ يَـتْرُكَ الـقِرْنَ إلاَّ وهَوَمَغْلُولُ
    مِـنْهُ تَـظَلُّ سَـباعُ الـجَوِّضامِزَةً ++++* ولا تَـمَـشَّى بَـوادِيـهِ الأراجِـيلُ
    ولا يَــزالُ بِـواديـهِ أخُـو ثِـقَةٍ ++++* مُـطَرَّحَ الـبَزِّ والـدَّرْسانِ مَأْكولُ
    إنَّ الـرَّسُولَ لَـسَيْفٌ يُـسْتَضاءُ بِهِ ++++* مُـهَنَّدٌ مِـنْ سُـيوفِ اللهِ مَـسْلُولُ
    فـي فِـتْيَةٍ مِـنْ قُـريْشٍ قالَ قائِلُهُمْ ++++* بِـبَطْنِ مَـكَّةَ لَـمَّا أسْـلَمُوا زُولُوا
    زالُـوا فـمَا زالَ أَنْكاسٌ ولا كُشُفٌ ++++* عِـنْـدَ الِّـلقاءِ ولا مِـيلٌ مَـعازيلُ
    شُــمُّ الـعَرانِينِ أبْـطالٌ لُـبوسُهُمْ ++++* مِـنْ نَـسْجِ دَاوُدَ في الهَيْجَا سَرابيلُ
    بِـيضٌ سَـوَابِغُ قـد شُكَّتْ لَهَا حَلَقٌ ++++* كـأنَّـها حَـلَقُ الـقَفْعاءِ مَـجْدولُ
    يَمْشونَ مَشْيَ الجِمالِ الزُّهْرِ يَعْصِمُهُمْ ++++* ضَـرْبٌ إذا عَـرَّدَ الـسُّودُ التَّنابِيلُ
    لا يَـفْـرَحونَ إذا نَـالتْ رِمـاحُهُمُ ++++* قَـوْماً ولَـيْسوا مَـجازِيعاً إذا نِيلُوا
    لا يَـقَعُ الـطَّعْنُ إلاَّ فـي نُحورِهِمُ * ومـا لَهُمْ عَنْ حِياضِ الموتِ تَهْليلُ

    نبذة عن الشاعر :

    كَعبِ بنِ زُهَير
    ? - 26 هـ / ? - 646 م
    كعب بن زهير بن أبي سلمى، المزني، أبو المضرَّب.
    شاعر عالي الطبقة، من أهل نجد، كان ممن اشتهر في الجاهلية.
    ولما ظهر الإسلام هجا النبي صلى الله عليه وسلم، وأقام يشبب بنساء المسلمين، فأهدر النبي صلى الله عليه وسلم، دمه فجاءه كعب مستأمناً وقد أسلم وأنشده لاميته المشهورة التي مطلعها:
    بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
    فعفا عنه النبي صلى الله عليه وسلم، وخلع عليه بردته.
    وهو من أعرق الناس في الشعر: أبوه زهير بن أبي سلمى، وأخوه بجير وابنه عقبة وحفيده العوّام كلهم شعراء. وقد كَثُر مخمّسو لاميته ومشطّروها وترجمت إلى غير العربية.

    (عدل بواسطة عبدالرحمن الحلاوي on 03-27-2011, 11:06 AM)

                  

03-27-2011, 11:10 AM

عبدالرحمن الحلاوي
<aعبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر المديح النبوي في الأدب العربي - دكتور جميل حمداوي - المغرب (Re: عبدالرحمن الحلاوي)

    لَمْ تَغتَمِضْ عَيناكَ لَيلَة َ أرْمَدَا، وبت كما بات السّليمَ مسَّهدَا
    وَمَا ذاكَ مِنْ عِشْقِ النّسَاءِ وَإنّمَا تَناسَيتَ قَبلَ اليَوْمِ خُلّة َ مَهدَدَا
    وَلكِنْ أرى الدّهرَ الذي هوَ خاتِرٌ، إذا أصلحتْ كفايَ عادَ فأفسدا
    شبابٌ وشيبٌ، وافتقارٌ وثورة ٌ، فلله هذا الدّهرُ كيفَ ترددا
    ومازلتُ أبغي المالَ مدْ أنا يافعٌ، وليداً وكهلاً حينَ شبتُ وأمردا
    وَأبْتَذِلُ لعِيسَ المَرَاقَيلَ تَغْتَلي، مسافة َ ما بينَ النّجيرِ فصرخدا
    فإنْ تسألي عني فيا ربّ سائلٍ حفيٍ عنِ الأعشى به حيثُ أصعدا
    ألا أيهذا السّائلي: أينَ يممتْ، فإنّ لها في أهلِ يثربَ موعدا
    فأمّا إذا ما أدلجتْ، فترى لها رقيبينِ جدياً لا يغيبُ وفرقدا
    وفيها إذا ما هجرتْ عجرفيّة ٌ، إذا خِلْتَ حِرْبَاءَ الظّهِيرَة ِ أصْيَدَا
    أجدّتْ برجليها نجاءً وراجعتْ يَدَاهَا خِنَافاً لَيّناً غَيرَ أحْرَدَا
    فَآلَيْتُ لا أرْثي لهَا مِنْ كَلالَة ٍ، ولا منْ حفى ً حتى تزورَ محمّدا
    مَتى مَا تُنَافي عندَ بابِ ابنِ هاشِمٍ تريحي ويليقي منْ فواصلهِ يدا
    نبيٌ يرى ما لاترونَ، وذكرهُ أغَارَ، لَعَمْرِي، في البِلادِ وَأنجَدَا
    لهُ صدقاتٌ ما تغبّ، ونائلٌ، وليسَ عطاءُ اليومِ مانعهُ غدا
    أجِدِّكَ لمْ تَسْمَعْ وَصَاة َ مُحَمّدٍ، نَبيِّ الإلَهِ، حِينَ أوْصَى وَأشْهَدَا
    إذا أنْتَ لمْ تَرْحَلْ بِزَادٍ مِنَ التّقَى ، وَلاقَيْتَ بَعْدَ المَوْتِ مَن قد تزَوّدَا
    نَدِمْتَ على أنْ لا تَكُونَ كمِثْلِهِ، وأنكَ لمْ ترصدْ لما كانَ أرصدا
    فَإيّاكَ وَالمَيْتَاتِ، لا تَأكُلَنّهَا، وَلا تأخُذَنْ سَهْماً حَديداً لتَفْصِدَا
    وَذا النُّصُب المَنْصُوبَ لا تَنسُكَنّهُ، وَلا تَعْبُدِ الأوْثَانَ، وَالله فَاعْبُدَا
    وصلّ حينِ العشيّاتِ والضّحى ، ولا تحمدِ الشّيطانَ، واللهَ فاحمدا
    وَلا السّائِلِ المَحْرُومَ لا تَتْرُكَنّهُ لعاقبة ٍ، ولا الأسيرَ المقيَّدا
    وَلا تَسْخَرَنْ من بائِسٍ ذي ضَرَارَة ٍ، ولا تحسبنّ المرءَ يوماً مخلَّدا
    وَلا تَقْرَبَنّ جَارَة ً، إنّ سِرّهَا عَلَيكَ حَرَامٌ، فانكِحَنْ أوْ تأبَّدَا

    تعريف بالشاعر

    الأعشى
    ? - 7 هـ / ? - 628 م
    ميمون بن قيس بن جندل من بني قيس بن ثعلبة الوائلي، أبو بصير، المعروف بأعشى قيس، ويقال له أعشى بكر بن وائل والأعشى الكبير.
    من شعراء الطبقة الأولى في الجاهلية وأحد أصحاب المعلقات.
    كان كثير الوفود على الملوك من العرب، والفرس، غزير الشعر، يسلك فيه كلَّ مسلك، وليس أحدٌ ممن عرف قبله أكثر شعراً منه.
    وكان يُغنّي بشعره فسمّي (صناجة العرب).
    قال البغدادي: كان يفد على الملوك ولا سيما ملوك فارس فكثرت الألفاظ الفارسية في شعره.
    عاش عمراً طويلاً وأدرك الإسلام ولم يسلم، ولقب بالأعشى لضعف بصره، وعمي في أواخر عمره.
    مولده ووفاته في قرية (منفوحة) باليمامة قرب مدينة الرياض وفيها داره وبها قبره.
                  

03-27-2011, 11:16 AM

عبدالرحمن الحلاوي
<aعبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر المديح النبوي في الأدب العربي - دكتور جميل حمداوي - المغرب (Re: عبدالرحمن الحلاوي)

    طربت وما شوقا الى البيض أطربُ
    ولا لعبًا منى أذو الشيب يلعبُ
    ولم يلهنى دارٌ ولا رسم منزلٍ
    ولم يتطربنى بنانٌ مخضبُ
    ولا أنا ممن يزجر الطير هَمَّهُ
    أصاح غرابٌ أم تعَرَّضَ ثعلبُ
    ولكن ألى أهل الفضائل والنُّهى
    وخير بنى حواء والخير يطلبُ
    الى النفر البيض الذين بـِحُبِّهم
    الى الله فيما نابنى أتقرَّبُ
    بنى هاشم رهط النبى فإننى
    بهم ولهم أرضى مرارًا وأغضبُ
    خفضت لهم مني جَناحَ مَوَدَّتي
    إلى كـَنـَفٍ عطفاه أهلٌ ومرحبُ
    وكنت لهم من هؤلاء وهؤلا
    مِجَنـًّا على أني أذم وأقصبُ
    وأُرمى وأرمي بالعداوه أهلها
    وإنى لأُوذى فيهم وأؤنبُ
    فما ساءنى قول ذى عداوةٍ
    بعوراء فيهم يجتدينى فأجدبُ
    فقل للذى في ظِلِّ عمياء جَوْنةٍ
    يرى الجور عدلا أين لا أين تذهبُ
    بأى كتاب أم بأية سُنًّةٍ
    ترى حُبَّهُم عارًا عَليَّ وتـَحْسـَبُ
    أأسلم ماتأتى به من عداوةٍ
    وبُغْض ٍ لهم لا جَيْرَ بل هو أشْجَبُ
    فما لي الا آل أحْمَدَ شيعة ٌ
    وما لي إلا مَشْعَبُ الحق مشعبُ
    ومن غيرهم أرضى لنفسيَ شيعة ً
    ومن بعدهم لا من أُجـِلُّ وأرْحَـبُ
    أُريب رجالاً مـِنهُمُ وتـُريبُني
    خلائقُ مما أحدثوا هُنَّ أرْيَبُ
    إليكم ذوي آل النبى تطلعت
    نوازعُ من قلبى ظِمَاءٌ وألـْبـُبُ
    فإني عن الأمر الذي تكرهونه
    بقولي وفعلي ما استطعت لأُجنبُ
    يشيرون بالأيدي إليَّ وقولـُهُمْ
    ألا خاب هذا والمُشيرون أخيبُ
    فطائفة ٌ قد أكفرتني بحبكم
    وطائفة ٌ قالوا مُسِيءٌ ومُذنِبُ
    فما ساءني تكفير هاتيك منهمُ
    ولا عيب هاتيك التي هي أعيبُ
    يعيبونني من خبثهم وضلالهم
    على حبكم بل يسخرون وأعجبُ
    وقالوا ترابيٌّ هواه ورأيه
    بذلك أُدعى فيهمُ وأُلـَقـَّبُ
    فلا زلت فيهمُ حيث يتهمونني
    ولا زلت في أشياعهم أَتقلَّبُ
    وأَحمل أحقاد الأقارب فيكم
    ويُنصب لي في الأبعدين فأنْصَب ُ
    بخاتمكم غصباً تجوز أمورهم
    فلم أَر غصباً مثله يُتغصَّبُ
    وجدنا لكم في آل حاميم آيةً
    تأَوَّلها مِنَّا تقيٌّ ومُعرِبُ
    تعريف بالشاعر :
    لشاعر الكميت الأسدي ( رحمه الله )

    ( 60 هـ ـ 126 هـ )

    اسمه ونسبه :

    الكميت بن زيد الأسدي ، وينتهي نسبه إلى مُضَر بن نزار بن عدنان ، وهو من شعراء الكوفة في القرن الأوّل الهجري .

    ولادته ونشأته :

    ولد الكميت في سنة ( 60 هـ ) ، عاش عيشة مرضية ، سعيداً في دنياه ، داعياً إلى سنن الهدى ، فعاش حتى أتيحت له الشهادة في الكوفة ، في خلافة مروان بن محمد سنة ( 126 هـ ) بعد عام واحد من خلافته .
    وكان ذكياً حاضر الجواب منذ صغره ، كاتباً حسن الخط ، خطيب بني أسد ، فقيهاً متضلعاً بالفقه ، فارساً ، شجاعاً ، سخياً ، حافظاً للقرآن ، وهو أول من ناظر في التشيع مجاهراً بذلك .

    علمه وفضله :

    قال محمد العيساوي الجمحي : الكميت أول من أدخل الجدل المنطقي في الشعر العربي فهو مجدد بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى ، وشعره ليس عاطفياً كبقية الشعراء ، بل إن شعره شعر مذهبي ، ذهني عقلي .
    فهو شاعر يناضل عن فكرة عقائدية معينة ، وعن مبدء واضح ، ومنهج صحيح ، ودعوته هذه قد آمن بها ، وكرَّس لها حياته وجهده ، وتحمل في سبيلها الأذى ومات بسببها .
    وقال أبو الفرج : شاعر ، مقدَّم ، عالم بلغات العرب ، خبير بأيامها ، من شعراء مضر وألسنتها المتعصبين ، ومن العلماء بالمثالب والأيام المفاخرين بها ، كان في أيام بني أمية ، ولم يدرك العباسية ، وكان معروفاً بالتشيع لبني هاشم ، مشهوراً بذلك [ الغدير 2 / 286 ] .
    وقال الفرزدق له : أنت والله أشعر من مضى وأشعر من بقي .
    وسُئل معاذ الهرَّاء : من أشعر الناس ؟ قال : أمن الجاهليين أم من الإسلاميين ؟
    قالوا : بل من الجاهليين ، قال : امرؤ القيس ، وزهير ، وعبيد بن الأبرص .
    قالوا : فمن الإسلاميين ؟ قال : الفرزدق ، وجرير ، والأخطل ، والراعي .
    قال : فقيل له : يا أبا محمد ما رأيناك ذكرت الكميت فيمن ذكرت ؟ قال : ذاك أشعر الأولين والآخرين
    ولاؤه لأهل البيت ( عليهم السلام ) :

    كانت جُلُّ أشعار الكميت في مدح أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وذلك في زمن الدولة الأموية التي كانت تغدق الأموال لشراء الألسن والشعراء ، والمديح والثـناء .
    ومع ذلك نرى أن الكميت قد لوى وجهه عنهم إلى أناس مضطهدين مقهورين ، ويقاسي من جرَّاء ذلك الخوف والاختفاء ، تتقاذف به المفاوز والحزون ، فليس من الممكن أن يكون ما يتحرَّاه إلا خاصة في من يتولاهم لا توجد عند غيرهم .
    بعض نوادره :

    1 - حينما كان الكميت ينشد الشعر وهو صغير ، مر به الفرزدق ، فقال له الفرزدق : أيَسُرُّك أني أبوك ؟
    قال : لا ، ولكن يسرُّني أن تكون أمِّي ! فَحَصِرَ الفرزدق فأقبل على جلسائه ، وقال : ما مرَّ بي مثلُ هذا قَطٌّ .

    2 - كان الكميت مختفياً عند أبي الوضاح ، فسقط غراب على الحائط ونعب ، فقال الكميت لأبي الوضاح : إني لمأخوذ ، وإن حائطك لساقط ، فقال : سبحان الله ! هذا ما لا يكون إن شاء الله تعالى .

    وكان الكميت خبيراً بالزجر – الكهانة – فقال له : لا بدَّ أن تحوِّلني ، فخرج به إلى بني علقمة – وكانوا يتشيعون – فأقام فيهم ، ولم يصبح حتى سقط الحائط الذي سقط عليه الغراب .
    شهادته :

    استشهد الكميت ( رحمه الله ) في الكوفة في خلافة مروان بن محمد سنة ( 126 هـ ) ، وكان السبب في ذلك أنه ( رحمه الله ) مدح يوسف بن عمر ، بعد عزل خالد القسري عن العراق في قصيدة قال فيها :
    خَرجتَ لهم تُمسِي البراحَ وَلَم تَكُنكَمَن حِصنُهُ فيه الرتاجُ المضَّببُوَمَا خَالدٌ يَستَطعِمُ المَاءَ فَاغِراًبِعَدلِكَ والدَّاعِي إِلَى المَوتِ يَنعبُ
    وكان الجند على رأس يوسف متعصبين لخالد ، فوضعوا نعال سيوفهم في بطن الكميت ( رحمه الله ) ، فُوْجِ
    وروي عن المستهل بن الكميت أنه قال :
    حضرت أبي عند الموت وهو يجود بنفسه ، ثم أفاق ففتح عينه ثم قال ( رحمه الله ) : ( اللهم آل محمد ، اللهم آل محمد ، اللهم آل محمد ) ، ثلاثاً .
    وروي أيضاً أنه ( رحمه الله ) قال لولده المستهل : إذا متُّ فامضِ بي إلى موضع يقال ( مكران ) ، فادفنِّي فيه ، فدفن الكميت ( رحمه الله ) في ذلك الموضع ، وكان أوَّل من دفن فيه ، وهي مقبرة بني أسد .
    ؤُوهُ بها ، وقالوا : أتنشد الأمير ولم تستأمره ؟ فلم يزل ينزف الدم حتى مات ( رحمه الله ) .
                  

03-27-2011, 11:19 AM

عبدالرحمن الحلاوي
<aعبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر المديح النبوي في الأدب العربي - دكتور جميل حمداوي - المغرب (Re: عبدالرحمن الحلاوي)

    نّ الذوائبَ منْ فهرٍ وإخوتهمْ قدْ بينوا سنة ً للناسِ تتبعُ
    يَرْضَى بهَا كُلُّ مَن كانَتْ سرِيرَتُهُ تقوى الإلهِ وبالأمرِ الذي شرعوا
    قومٌ إذا حاربوا ضروا عدوهمُ، أوْ حاوَلُوا النّفْعَ في أشياعِهِمْ نَفعوا
    سجية ٌ تلكَ منهمْ غيرُ محدثة ٍ، إنّ الخلائِقَ، فاعلَمْ، شرُّها البِدَعُ
    لا يَرْقعُ النّاسُ ما أوْهَتْ أكفُّهُمُ عندَ الدفاعِ، ولا يوهونَ ما رقعوا
    إن كان في الناس سباقون بعدهمُ، فكلُّ سبقٍ لأدنى سبقهمْ تبعُ
    ولا يَضَنُّونَ عَنْ مَوْلًى بِفَضْلِهِمِ، وَلا يُصِيبُهُمُ في مَطْمَعٍ طَبَعُ
    لا يجهلونَ، وإن حاولتَ جهلهمُ، في فضلِ أحلامهمْ عن ذاكَ متسعُ
    أعِفّة ٌ ذُكِرَتْ في الوَحيِ عِفّتُهُمْ، لا يَطْمَعونَ، ولا يُرْديهمُ الطّمَعُ
    كم من صديقٍ لهمْ نالوا كرامتهُ، ومِنْ عَدُوٍّ عَليهمُ جاهدٍ جدعوا
    أعطوا نبيَّ الهدى والبرّ طاعتهمْ، فمَا وَنَى نَصْرُهُمْ عنْهُ وَما نَزَعُوا
    إن قالَ سيروا أجدوا السيرَ جهدهمُ، أوْ قالَ عوجوا عَلَيْنَا ساعة ً، رَبَعُوا
    ما زالَ سيرهمُ حتى استقادَ لهمْ أهْلُ الصّليبِ، ومَن كانت لهُ البِيَعُ
    خُذْ مِنهُمُ ما أتى عفْواً، إذا غَضِبُوا، ولا يكُنْ همُّكَ الأمرَ الذي مَنَعوا
    فإنّ في حربهمْ، فاتركْ عداوتهمْ، شَرَّاً يُخَاضُ عَليهِ الصّابُ والسَّلَعُ
    نسمو إذا الحربُ نالتنا مخالبها، إذا الزعانفُ منْ أظفارها خشعوا
    لا فَخْرَ إنْ هُمْ أصابُوا من عَدُوّهِمِ، وَإنْ أُصِيبُوا فلا خُورٌ ولا جُزُعُ
    كأنهمْ في الوغى ، والموتُ مكتنعٌ، أسدٌ ببيشة َ في أرساغها فدعُ
    إذَا نَصَبْنَا لِقَوْمٍ لا نَدِب لهُمْ، كما يدبُّ إلى الوحشية ِ الذرعُ
    أكرمْ بقومٍ رسولُ اللهِ شيعتهمْ، إذا تفرّقَتِ الأهْوَاءُ والشِّيَعُ
    أهْدَى لهُمْ مِدَحي قوْمٌ يُؤازِرُهُ فِيما يُحِبُّ لِسَانٌ حائِكٌ صَنَعُ
    فإنّهُمْ أفضَلُ الأْحْيَاء كلّهِمِ، إنْ جَدّ بالنّاسِ جِدُّ القوْل أوْ شمعوا

    التعريف بالشاعر :

    حَسّان بن ثابِت
    ? - 54 هـ / ? - 673 م
    حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي الأنصاري، أبو الوليد.
    شاعر النبي (صلى الله عليه وسلم) وأحد المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام، عاش ستين سنة في الجاهلية ومثلها في الإسلام. وكان من سكان المدينة.
    واشتهرت مدائحه في الغسانيين وملوك الحيرة قبل الإسلام، وعمي قبل وفاته.لم يشهد مع النبي (صلى الله عليه وسلم) مشهداً لعلة أصابته.
    توفي في المدينة.
    قال أبو عبيدة: فضل حسان الشعراء بثلاثة: كان شاعر الأنصار في الجاهلية وشاعر النبي في النبوة وشاعر اليمانيين في الإسلام.
    وقال المبرد في الكامل: أعرق قوم في الشعراء آل حسان فإنهم يعدون ستةً في نسق كلهم شاعر وهم: سعيد بن عبدالرحمن بن حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام.
                  

03-27-2011, 11:24 AM

عبدالرحمن الحلاوي
<aعبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر المديح النبوي في الأدب العربي - دكتور جميل حمداوي - المغرب (Re: عبدالرحمن الحلاوي)

    شَغَلَ الدُموعَ عَنِ الدِيارِ بُكاؤُنا
    لِبُكاءِ فاطِمَةٍ عَلى أَولادِها
    لَم يَخلُفوها في الشَهيدِ وَقَد رَأى
    دُفَعَ الفُراتِ يذادُ عَن أَورادِها
    أَتُرى دَرَت أَنَّ الحُسَينَ طَريدَةٌ
    لَقَنا بَني الطَرداءِ عِندَ وِلادِها
    كانَت مَآتِمُ بِالعِراقِ تَعُدُّها
    أُمَويَّةٌ بِالشامِ مِن أَعيادِها
    ما راقَبَت غَضَبَ النَبِيِّ وَقَد غَدا
    زَرعُ النَبِيِّ مَظَنَّةً لِحَصادِها
    باعَت بَصائِرَ دينِها بِضَلالِها
    وَشَرَت مَعاطِبَ غَيِّها بِرَشادِها
    جَعَلَت رَسولَ اللَهِ مِن خُصَمائِها
    فَلَبِئسَ ما ذَخَرَت لِيَومِ مَعادِها
    نَسلُ النَبِيِّ عَلى صِعابِ مَطِيِّها
    وَدَمُ النَبِيِّ عَلى رُؤوسِ صِعادِها
    وا لَهفَتاهُ لِعُصبَةٍ عَلَوِيَّةٍ
    تَبِعَت أُمَيَّةَ بَعدَ عِزِّ قِيادِها

    التعريف بالشريف الرضي :
    لشريف الرضي
    359 - 406 هـ / 969 - 1015 م
    محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن، الرضي العلوي الحسيني الموسوي.
    أشعر الطالبيين على كثرة المجيدين فيهم.
    مولده ووفاته في بغداد، انتهت إليه نقابة الأشراف في حياة والده وخلع عليه بالسواد وجدد له التقليد سنة 403 هـ.
    له ديوان شعر في مجلدين، وكتب منها: الحَسَن من شعر الحسين، وهو مختارات من شعر ابن الحجاج في ثمانية أجزاء، والمجازات النبوية، ومجاز القرآن، ومختار شعر الصابئ، ومجموعة ما دار بينه وبين أبي إسحاق الصابئ من الرسائل.
    توفي ببغداد ودفن بداره أولاً ثمّ نقل رفاته ليدفن في جوار الحسين رضي الله عنه، بكربلاء.
                  

03-27-2011, 11:27 AM

عبدالرحمن الحلاوي
<aعبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر المديح النبوي في الأدب العربي - دكتور جميل حمداوي - المغرب (Re: عبدالرحمن الحلاوي)

    مهيار الديلمي
    ? - 428 هـ / ? - 1037 م
    مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي.
    شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته.
    ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية.
    وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي.
    وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.

    أخترت لكم من ديوانه هذه القصيدة :

    حمامَ اللوى رفقاً به فهو لبهُ جوادا رهانٍ نوحكنّ ونحبهُ
    قراكنّ من لا ينقعُ الطير ماؤه و لا يشبعُ النوقَ السواغبَ عشبهُ
    و طرتنَّ حيث القانصُ امتدّ حبلهُ و طالت فلم تعدُ ال########مَ قضبهُ
    أعمداً تهيجن امرأً بان أنسه و أسلمهُ حتى أخوه وصحبهُ
    أمرّ ومهري مغرمين على اللوى فأسأله أو كاد ينطق تربهُ
    من الحيّ تستقُّ العرضنة َ عيسهُ إزاءك حتى امتدّ كالسطر ركبهُ
    و في الظعنِ محسودُ الحواضر مترفٌ تلاثُ على خدّ الغزالة نقبهُ
    تطولُ على الصواغِ حين يمدها خلاخيلهُ الملأى وتقصرُ حقبهُ
    جهدنا فلم ندرك على أنَّ خيلنا سواءٌ عليها سهلُ سيرٍ وصعبهُ
    و قد فطنتْ للشوق فهي تسرعا تكاد تعدّ السير يومَ تغبهُ
    أكلُّ ظمائي غائضٌ ما يبله و كلّ سقامي معوزٌ منْ يطبهُ
    تلاعبتَ بي يا دهرُ حتى تركتني و سيانِ عندي جدّ خطبٍ ولعبهُ
    و أبعدتَ منْ أهوى فإن كنتَ مرمعا لتسلبني عنهم فسعدٌ وقربهُ
    بودي وهل يغنى عن المرء وده و أشياعهُ فيما يحاول حزبهُ
    سلكتُ مجازَ العزّ بيني وبينه تحطُّ روابيه وتهتكُ حجبهُ
    و لو أنّ أرضا مهلكا هان قطعها و لو أنّ ماءً من دمٍ ساغ شربهُ
    إلى قمرٍ طرفي تعللَ دونه و كم قمرٍ غطته دونيَ سحبهُ
    أبا القاسم المرعى مريرٌ نباتهُ يبيسٌ وحلوُ العيش عندك رطبهُ
    أقول وما داجتك زوراً محبتي و قد يفرط الإنسانُ فيمن يحبهُ
    زكا غصنٌ من آل ضبة َ أصلهُ أبوك له فرعٌ وإنك عقبهُ
    علاءٌ تملتْ منه بالودّ عجمهُ لصحبها واستبقتِ العزَّ عربهُ
    رأى بك ما أنسى ابنَ غيلٍ شبولهُ فخيرا بخيرٍ أو فشرا يذبهُ
    قليلا على حكم النجابة شبههُ كثيراً على ما توجب السنُّ تربهُ
    لئن أخرتني عن فنائكما التي عتبتُ لها دهري فلم يجدِ عتبهُ
    و ستوفني رؤياكما فألطَّ بي فعادتهُ في أخذ حقيَ غصبهُ
    فيا ليته أدنى مزاريَ منكما و أهلى َ مرعاه وداريَ نهبهُ
    و ما أنا من تصبيه أوطانُ بيته لعاجلِ أمرٍ سرَّ والعارُ غبهُ
    إذا أنا أبغضتُ الهوانَ وداره فأهونُ ما فارقتهُ من أحبهُ
    صلونا فإنا مجدبون بمنزلٍ يضيق على الأيام بالحرّ رحبهُ
    سواءٌ به يا آل ضّة ليثهُ إذا سار يبغي الرزق فيه وضبهُ
    و كانوا عياراً ربما جاد بعضهم فأعدى صحاحَ السرحِ يا سعدُ جربهُ
    يعزّ عليكم كيف يرجعُ مرملا غلامٌ من الآداب والمجد كسبهُ
    تقدمني قومٌ وما ذاك ضائري لديكم إذا ما أخلص الزبدَ وطبهُ
    أبانهمُ تلفيقُ جهلٍ يربهم و أخملني تحقيقُ فضلٍ أربهُ
    تحلَّ بها يا سعدُ فهي قلادة ٌ يزينُ فيها فاخرَ الدرّ ثقبهُ
    هدية ُ خلًّ إن جعلتَ ودادك ال صداقَ لها مع فقره فهو حسبهُ
    يرفعهُ عن بذلة البعد عتبهُ و همته العليا إلى الناس ذنبهُ
    و لي أختها عند الوزير تلوح في دجى الليل أو تبدو فتخجلُ شهبهُ
    يلذُّ لها مدُّ النشيد ولينه و يزهى بها رفعُ الكلامِ ونصبهُ
    لها حسنها لكن أريدك شافعاً و خيرُ شفيعٍ لي إلى الجسم قلبهُ
                  

03-27-2011, 11:32 AM

عبدالرحمن الحلاوي
<aعبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر المديح النبوي في الأدب العربي - دكتور جميل حمداوي - المغرب (Re: عبدالرحمن الحلاوي)

    شرف الدين البوصيري
    608 - 696 هـ / 1212 - 1296 م
    محمد بن سعيد بن حماد بن عبد الله الصنهاجي البوصيري المصري شرف الدين أبو عبد الله.
    شاعر حسن الديباجة، مليح المعاني، نسبته إلى بوصير من أعمال بني سويف بمصر، أمّه منها.
    وأصله من المغرب من قلعة حماد من قبيل يعرفون ببني حبنون.
    ومولده في بهشيم من أعمال البهنساوية
    ووفاته بالإسكندرية له (ديوان شعر -ط)، وأشهر شعره البردة مطلعها:
    أمن تذكّر جيران بذي سلم
    شرحها وعارضها الكثيرون، والهمزية ومطلعها:
    كيف ترقى رقيك الأنبياء
    وعارض (بانت سعاد) بقصيدة مطلعها
    إلى متى أنت باللذات مشغول

    نختار من قصائده :

    الأولى >> العصر العباسي >> البوصيري >> بِمَدْحِ المصطفى تَحيا القلوبُ

    بِمَدْحِ المصطفى تَحيا القلوبُ

    رقم القصيدة : 13725 نوع القصيدة : فصحى ملف صوتي: لا يوجد


    بِمَدْحِ المصطفى تَحيا القلوبُ وتُغْتَفَرُ الخطايا والذُّنُوبُ
    وأرجو أن أعيشَ بهِ سعيداً وَألقاهُ وَليس عَلَيّ حُوبُ
    نبي كامل الأوصافِ تمت محاسنه فقيل له الحبيبُ
    يُفَرِّجُ ذِكْرُهُ الكُرُباتِ عنا إذا نَزَلَتْ بساحَتِنا الكُروبُ
    مدائحُه تَزِيدُ القَلْبَ شَوْقاً إليه كأنها حَلْيٌ وَطيبُ
    وأذكرهُ وليلُ الخطبِ داجٍ عَلَيَّ فَتَنْجلِي عني الخُطوبُ
    وَصَفْتُ شمائلاً منه حِساناً فما أدري أمدحٌ أمْ نسيبُ
    وَمَنْ لي أنْ أرى منه محَيًّاً يُسَرُّ بحسنِهِ القلْبُ الكئِيبُ
    كأنَّ حديثَه زَهْرٌ نَضِيرٌ وحاملَ زهرهِ غصنٌ رطيبُ
    ولي طرفٌ لمرآهُ مشوقٌ وَلِي قلب لِذِكْراهُ طَروبُ
    تبوأ قاب قوسين اختصاصاً ولا واشٍ هناك ولا رقيبُ
    مناصبهُ السنيّة ليس فيها لإنسانٍ وَلاَ مَلَكٍ نَصِيبُ
    رَحِيبُ الصَّدْرِ ضاقَ الكَوْنُ عما تَضَمَّنَ ذلك الصَّدْرُ الرحيبُ
    يجدد في قعودٍ أو قيامٍ له شوقي المدرس والخطيبُ
    على قدرٍ يمد الناس علماً كما يُعْطِيك أدْوِيَة ً طبيبُ
    وَتَسْتَهْدِي القلوبُ النُّورَ منه كما استهدى من البحر القليبُ
    بدت للناس منه شموسُ علمٍ طَوالِعَ ما تَزُولُ وَلا تَغِيبُ
    وألهمنا به التقوى فشقتْ لنا عمَّا أكَنَّتْهُ الغُيُوبُ
    خلائِقُهُ مَوَاهِبُ دُونَ كَسْبٍ وشَتَّانَ المَوَاهِبُ والكُسُوبُ
    مهذبة ٌ بنور الله ليست كأخلاق يهذبها اللبيبُ
    وَآدابُ النُّبُوَّة ِ مُعجزاتٌ فكيف يَنالُها الرجُلُ الأديبُ
    أَبْيَنَ مِنَ الطِّباعِ دَماً وَفَرْثاً وجاءت مثلَ ما جاء الحليبُ
    سَمِعْنا الوَحْيَ مِنْ فِيه صريحاً كغادية عزاليها تصوبُ
    فلا قَوْلٌ وَلا عَمَلٌ لَدَيْها بفاحِشَة ٍ وَلا بِهَوى ً مَشُوبُ
    وَبالأهواءُ تَخْتَلِفُ المساعي وتَفْتَرِق المذاهب وَالشُّعوبُ
    ولما صار ذاك الغيث سيلاً علاهُ من الثرى الزبدُالغريبُ
    فلاتنسبْ لقول الله ريباً فما في قولِ رَبِّك ما يَرِيبُ
    فإن تَخُلُقْ لهُ الأعداءُ عَيْباً فَقَوْلُ العَائِبِينَ هو المَعيبُ
    فَخالِفْ أُمَّتَيْ موسى وَعيسى فما فيهم لخالقه منيبُ
    فَقَوْمٌ منهم فُتِنُوا بِعِجْلٍ وَقَوْماً منهمْ فَتَنَ الصَّليبُ
    وَأحبارٌ تَقُولُ لَهُ شَبِيهٌ وَرُهْبَانٌ تَقُولُ لَهُ ضَرِيبُ
    وَإنَّ محمداً لرَسولُ حَقٍّ حسيبٌ فينبوته نسيبُ
    أمين صادقٌ برٌّ تقيٌّ عليمٌ ماجِدٌ هادٍ وَهُوبُ
    يريك على الرضا والسخط وجهاً تَرُوقُ به البَشَاشَة ُ وَالقُطوبُ
    يُضِيءُ بِوَجْهِهِ المِحْرابُ لَيْلاً وَتُظْلِمُ في النهارِ به الحُروبُ
    تقدمَ من تقدمَ من نببيٍّ نماهُ وهكذا البطلُ النجيبُ
    وصَدَّقَهُ وحَكَّمَهُ صَبِيّاً من الكفار شبانٌ وشيبُ
    فلما جاءَهم بالحقِّ صَدُّوا وصد أولئك العجب العجيبُ
    شريعتُهُ صراطٌ مُستقيمٌ فليس يمسنا فيها لغوبُ
    عليك بها فإن لها كتاباً عليه تحسد الحدق القلوبُ
    ينوب لها عن الكتب المواضي وليست عنه في حال تنوبُ

    ألم تره ينادي بالتحدي
    عن الحسن البديعِ به جيوبُ
    وَدَانَ البَدْرُ مُنْشَقّاً إليه وأفْصَحَ ناطِقاً عَيْرٌ وَذِيبُ
    وجذع النخلِ حنَّ حنينَ ثكلى لهُ فأَجابهُ نِعْمَ المُجِيبُ
    وَقد سَجَدَتْ لهُ أغصانُ سَرْحٍ فلِمَ لا يؤْمِنُ الظَّبْيُّ الرَّبيبُ
    وكم من دعوة في المحلِ منها رَبَتْ وَاهْتَزَّتِ الأرضُ الجَدِيبُ
    وَروَّى عَسْكراً بحلِيبِ شاة ٍ فعاودهم به العيش الخصيبُ
    ومخبولٌ أتاهُ فثاب عقلٌ إليه ولم نخلهُ له يثوب
    وما ماءٌ تلقى وهو ملحٌ أُجاجٌ طَعْمُهُ إلاّ يَطِيبُ
    وعينٌ فارقَتْ نظراً فعادت كما كانت وردّ لها السليبُ
    ومَيْتٌ مُؤذِنٌ بِفِراقِ رُوحٍ أقام وسرِّيَتْ عنه شعوبُ
    وثَغْرُ مُعَمِّرٍ عُمراً طويلاً تُوفي وهو منضودٌ شنيب
    ونخلٌ أثمرتْ في دون عامٍ فغارَ بها على القنوِ العسيبُ
    ووفى منه سلمانٌ ديوناً عليه ما يوفيها جريب
    وجردَ من جريدِ النخلِ سيفاً فقيل بذاك للسيفِ القضيب
    وهَزَّ ثَبِيرُ عِطْفَيْهِ سُروراً به كالغصنِ هبتهُ الجنوبُ
    ورَدَّ الفيلَ والأحزابَ طَيْرٌ وريحٌ مايطاقُ لها هبوبُ
    وفارسُ خانها ماءٌ ونارٌ فغيِضَ الماءُ وانطفَأَ اللَّهيبُ
    وَقد هَزَّ الحسامَ عليه عادٍ بِيَومٍ نَوْمُه فيه هُبوبُ
    فقام المصطفى بالسيفِ يسطو على الساطي به وله وثوبُ
    وريعَ له أبو جهلٍ بفحلٍ ينوبُ عن الهزبرِله نيوبُ
    وشهبٌ أرسلتْ حرساً فخطتْ على طرسِ الظلامِ بها شطوبُ
    ولم أرَ معجزاتٍ مثل ذكرٍ إليه كلُّ ذِي لُبٍّ يُنِيبُ
    وما آياته تحصى بعدٍّ فَيُدْرِكَ شَأْوَها مني طَلوبُ
    طفقتُ أ‘دُّ منها موجَ بحرٍ وَقَطْراً غَيْثُهُ أَبداً يَصُوبُ
    يَجُودُ سَحابُهُنَّ وَلا انْقِشَاعٌ وَيَزْخَرُ بَحْرُهُنَّ ولا نُضُوبُ
    فراقك من بوارقها وميضٌ وشاقك من جواهرها رسوبُ
    هدانا للإله بها نبيٌّ فضائله إذا تحكى ضروبُ
    وأَخبَرَ تابِعِيِه بِغائِباتٍ وليس بكائن عنه مَغيبُ
    ولا كتبَ الكتابَ ولا تلاه فيلحدَ في رسالته المريبُ
    وقد نالوا على الأمم المواضي به شرفاً فكلهم حسيبُ
    وما كأميرِنا فيهم أميرٌ ولا كنقِيبنا لهمُ نقيبُ
    كأن عليمنا لهم نبيٌّ لدعوتِهِ الخلائقُ تستجيبُ
    وقد كتبتْ علينا واجباتٌ أشَدُّ عليهمُ منها النُّدوبُ
    وما تتضاعفُ الأغلالُ إلاَّ إذا قستِ الرقابُ أو القلوبُ
    ولما قيلَ للكفارِ خُشْبٌ تحكَّمَ فيهم السيفُ الخشيبُ
    حَكَوْا في ضَرْبِ أمثلة ٍ حَمِيراً فوَاحِدُنا لألْفِهِمُ ضَرُوبُ
    وما علماؤنا إلا سيوفٌ مواضٍ لاتفلُّ لها غروبُ
    سَراة ٌ لم يَقُلْ منهم سَرِيُّ لِيَومِ كَرِيهَة ٍ يَوْمٌ عَصِيبُ
    ولم يفتنهمُ ماءٌ نميرٌ من الدنيا ولا مرعى ً خصيبُ
    ولم تغمضْ لهم ليلاً جفونٌ ولا ألفتْ مضاجعها جنوبُ
    يشوقكَ منهم كل ابنِ هيجا على اللأواء محبوبٌ مهيبُ
    له مِنْ نَقْعِها طَرْفٌ كَحِيلٌ ومِنْ دَمِ أُسْدِها كَفٌّ خَضِيبُ
    وتنهالُ الكتائبُ حين يهوى إليها مثلَ ما انهال الكثيبُ
    على طرق القنا للموتِ منه إلى مهجِ العدا أبداً دبيبُ
    يُقَصِّدُ في العِدا سُمْرَ العَوالي فيَرْجِعُ وهْوَ مسلوبٌ سَلوبُ
    ذوابلُ كالعقودِ لها اطرادٌ فليس يشوقها إلا التريبُ
    يخرُّ لرمحهِ الرُّوميُّ أني تيقنَ أنه العودُ الصليبُ
    ويَخْضِبُ سَيفَهُ بِدَمِ النَّواصي مخافة َ أن يقالَ به مشيبُ
    له في الليل دمعٌ ليس يرقا وقلبٌ ما يَغِبُّ له وجِيبُ
    رسول الله دعوة َ مستقيلٍ من التقصيرِ خاطرهُ هبوبُ
    تعذَّر في المشيبِ وكان عياً وبُردُ شبابه ضافٍ قشيبُ
    ولا عَتْب على مَنْ قامَ يَجْلو محاسِنَ لا تُرَى معها عيوبُ
    دعاك لكلِّ مُعْضِلة ٍ أَلَّمتْ به ولكلِّ نائبة ٍ تَنُوبُ
    وللذَّنْبِ الذي ضاقَتْ عليه به الدنيا وجانبُها رَحيبُ
    يراقبُ منه ما كسبت يداه فيبكيه كما يبكي الرقوبُ
    وأني يهتدي للرشدِ عاصٍ لغاربِ كل معصية ٍ ركوبُ
    يَتُوبُ لسانُهُ عَنْ كلِّ ذَنْبٍ وَلم يَرَ قلبَهُ منه يَتُوبُ
    تقاضتهُ مواهبكَ امتداحاً وَأوْلَى الناسِ بالمَدْحِ الوَهوبُ
    وأغراني به داعي اقتراحٍ عليَّ لأمرهِ أبداً وجوبُ
    فقلتُ لِمَنْ يَحُضُّ عَلَى َّ فيه لعلَّكَ في هواهُ لي نَسيبُ
    دَلَلْتَ عَلَى الهَوَى قلبي فَسَهْمي وَسَهْمُكَ في الهَوَى كلٌّ مُصيبُ
    لجودِ المصطفى مُدَّت يدانا وما مدتْ له أيدٍ تخيبُ
    شفاعَتهُ لنا ولكلِّ عاصٍ بقدرِ ذنوبه منها ذنوبُ
    هُوَ الغَيْثُ السَّكُوبُ نَدًى وَعِلْماً جَهِلْتُ وما هُوَ الغَيْثُ السَّكوبُ
    صلاة ُ الله ما سارت سَحابٌ عليه ومارسا وثوى عسيبُ


    المصدر
    موقع أدب (adab.com)




    الق
                  

03-27-2011, 07:00 PM

عبدالرحمن الحلاوي
<aعبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر المديح النبوي في الأدب العربي - دكتور جميل حمداوي - المغرب (Re: عبدالرحمن الحلاوي)

    شجونٌ نحوها العشاقُ فاؤا وصبّ ما لهُ في الصبر راء
    وصحبٌ إن غروا بملام مثلي فربَّ أصاحبٍ بالإثم باؤا
    وعينٌ دمعها في الحبِّ طهرٌ كأن دموع عيني بيرُ حاء
    ولاحٍ ما له هاء وميمٌُ له من صبوتي ميم وهاء
    ومثلي ما لعشقتهِ هدوّ يرامُ ولا لسلوتهِ اهتداء
    كأن الحبَّ دائرة ٌ بقلبي فحيثُ الانتهاء الابتداء
    بروحي جيرة رحلوا بقلبٍ أحبَّ وأحسنوا فيما أساؤا
    بهم أيامُ عيشي والليالي هي الغلمانُ كانت والإماء
    تولى من جمالهم ربيعٌ فجاء بنوء أجفاني الشتاء
    وبث صبابتي إنسان عيني فيا عجباً وفي الفم منه ماء
    على خدي حميم من دموعي صديق إن دنوا ونأوا سواء
    فأبكي حسرة َ حيثُ التنائي وأبكي فرحة ً حيثُ اللقاء
    كأن بكايَ لي عبدٌ مجيبٌ فما فرجي اذاً الاَّ البكاء
    بعين الله عينٌ قد جفاها كراها والأحبة والهناء
    لفكرته سرى ً في كل وادٍ كأنَّ حنينهُ فيها حداء
    ذكتْ أشواقه فمتى تراها قباب قبا كما لمعت ذكاء
    بحيثُ الأفقُ يشرقُ مطلعاهُ وحيث سنا النبوة ِ والسناء
    وباب محمد المرجوّ يروي لقاصدهِ نجاحٌ أو نجاء
    تلوذ بجاههِ الفقراء مثلي من العملِ الرديّ والاملياء
    فأما واجدُ فروى رباحٌ وأما مقتر فروى عطاء
    لنا سند من الرجوى لديه غداة غد يعنعنه الوفاء
    وترتقب العصاة ُ ندى شفيعٍ مجابٍ قبل ما وقع النداء
    سلامُ اللهِ اصباحاً وممسى على مثواه والسحبُ البطاء
    كما كان الغمامُ عليه ظلاًّ عليه الآنَ يسفحُ ما يشاء
    ألا ياحبذا في الرسل شافي قلوبٍ شفها للعشقِ داء
    فمرسلة ٌ لها سحب العوافي يعفى الداءُ بادره الدواء
    وما انتقبت مناقبُ أبطحيٍّ وعنها الأرض تفصحُ والسماء
    فيشهد نجمُ تلك ونجمُ هذي ويجري من يديه ندى ً وماء
    على ساق سعت شجرٌ وقامت حروبُ النصرِ وازدحمَ الظماء
    ففي الدنيا لنا بحداه ساق وفي الأخرى لنا الحوض الرواء
    وفي نار المجوس لنا دليل لأنفسهم بها ولها انطفاء
    وفي الأسرى وصبحته فخار ينادي ما على صبح غطاء
    فقل للملحدين تنقلوها جحيماً أننا منكم براء
    وأن أبي ووالدهُ وعرضي لعرضِ محمدٍ منكم وقاء
    وأن محمداً لحبيبُ أنس وجنهمو لنعليه فداء
    نبيّ تجمل الأنباء عنه جمال الشمس يجلوها الضحاء
    وأين الشمس منه سناً ولولا سناه لما ألمَّ بها بهاء
    كأنَّ البدرَ صفرهُ خشوعٌ لهُ والشمسَ ضرجها حياء
    سريّ في حروف اللفظ سرّ لمنطقه وللضاد اختباء
    ألم تر أنها جلست لفخر وقامت خدمة للضاد ظاء
    يولد فضل مولدهِ سعوداً بنوا سعدٍ بها أبداً وضاء
    لمبعثه على العادين نار وللهادين نور يستضاء
    فخير ينعمُ السعداء فيه وبأسٌ تحتويهِ الأشقياء
    يجر على الثرى ذيل اتضاع وينصب في مكارمه الثراء
    ويكتب بالنصال غداة روع سطوراً ما لأحرفها هجاء
    ممدحة ثلاثتها لضر ضرابٌ أو طعانٌ أو رماء
    فيالك من أخي صول ونسكٍ تقر له العدى والأولياء
    سهام دعا وسهامُ رأيٍ لها في كل معركة مضاء
    درى ذو الجيش ما صنعت ظباه و ما يدريه ما صنع الدعاء
    وقال الجود بعد الحلم حسبي حياءً إن شيمتك الحياء
    فنعم َ الحصنُ ان طلعتْ خطوبٌ ونعم القطبُ ان دارَ الثناء
    ونعمَ الغوث ان دهياء دارت ونعم العونُ ان دارَ الرجاء
    ونعمَ المصطفى من معشر ما نجومُ النيراتِ لهم كفاء
    تقدم سؤددٍ وقديم مجدٍ على سعد السعودِ له حباء
    ضفت حلل الثنا وصفت لديه وآدمُ بعدها طينُ وماء
    فلولا معربُ الأمداحِ فيه هوى بيتُ القريضِ ولا بناء
    ولولاه لما حجت وعجّت وفودُ البيتِ ضاقَ بها الفضاء
    فإن يتلى له في الحجّ حمدٌ فقدماً قد تلته الأنبياء
    أعد لي يا رجاءُ زمانَ قرب بروضتهِ أعد لي يا رجاء
    ولثم حصى ً لتربتهِ ذكيّ كأن شذاه في نفسي كباء
    وشكوى كربة فرجت وكانت من اللاتي يمدّ بها العناء
    ونفس ذنبها كالنيل مدّا و ما لوعود توبتها وفاء
    مشوقة متى وعدت بخير ثقل سينٌ وواوٌ ثم فاء
    ولكن حبها وشهادتاها من النيران نعمَ الأكفياء
    صفيّ الله يا أزكى البرايا بحبك من عقائدنا الصفاء
    ويعتقنا المشفع من جحيم فلا عجبٌ له منا الولاء
    عليكَ من الملائك كلَّ وقتٍ صلاة في الجنان لها أداء
    وامداح بألسنة الورى في مطالعها ارتقاءٌ وانتقاء
    اذا ختمت تعاد فكل تال له وقفٌ عليها وابتداء

    تعريف بالشاعر :

    ابن نباتة المصري
    686 - 768 هـ / 1287 - 1366 م
    محمد بن محمد بن محمد بن الحسن الجذامي الفارقي المصري أبو بكر جمال الدين.
    شاعر عصره، وأحد الكتاب المترسلين العلماء بالأدب، أصله من ميافارقين، ومولده ووفاته في القاهرة.
    وهو من ذرية الخطيب عبد الرحيم بن محمد بن نباتة.
    سكن الشام سنة 715ه‍ وولي نظارة القمامة بالقدس أيام زيارة النصارى لها فكان يتوجه فيباشر ذلك ويعود.
    ورجع إلى القاهرة سنة 761 هـ فكان بها صاحب سر السلطان الناصر حسن.
    وأورد الصلاح الصفدي في ألحان السواجع، مراسلاته معه في نحو 50صفحة .
    له (ديوان شعر -ط ) و(سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون -ط).
    (سجع المطوق -خ) تراجم وغيرها.
                  

03-27-2011, 07:11 PM

ود الخليفه
<aود الخليفه
تاريخ التسجيل: 07-21-2002
مجموع المشاركات: 3178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر المديح النبوي في الأدب العربي - دكتور جميل حمداوي - المغرب (Re: عبدالرحمن الحلاوي)
                  

03-29-2011, 11:39 AM

عبدالرحمن الحلاوي
<aعبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر المديح النبوي في الأدب العربي - دكتور جميل حمداوي - المغرب (Re: ود الخليفه)

    ود الخليفة شكرا على المرور وتحياتي لعلي المك ...وبقية أهلي الكرام
                  

03-27-2011, 07:13 PM

عبدالرحمن الحلاوي
<aعبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شعر المديح النبوي في الأدب العربي - دكتور جميل حمداوي - المغرب (Re: عبدالرحمن الحلاوي)

    سيدي أنت عمدتي فاحتَملْني وتغمَّد بالفضل منكَ جَفائي
    مبتلًى أنت بالبرابر والغُزز وأهل الجبالِ والصحراء
    وذوي أينُقٍ وأهل حميرٍ ورجال وصِبية ٍ ونساء
    وبوادٍ يجري لك الجلفُ منهم بكِساء طوْرا ودونَ كِساء
    ترفعُ الصَّوت إن مررتَ عليهم كالكراكيَّ أو بناتِ الماء
    وإذا ما اعتذرتَ لم يقبلوا الأعذارَ خصَّ القبول بالعُقلاء
    وشيوخ بيض اللحا خضَّبوا الأرجلَ مثل الحمامِ بالحِنّاء
    وسعاة ٍ ذوي اجتداءَ والحافٍ شديدٍ يأتون بعد العَشاء
    وأفاريد يسرُدون دويا كدويِّ الرَّحى قليلِ الغَناء
    يكتب الشَّخص منهم ألف حولٍ وهو لا يستبين شكلَ الهجاء
    غير ذالٍ تردُّ دالا وظاء جُعِلت نائبا منابَ الطّاء
    وحبيشٍ كلامُهم يشبه الخُطّاف عند انفجارِ خيطِ الضِّياء
    وتيوسٍ من أهل أندلُسٍ قد قصدوا عن ضرورة ِ وجلاءَ
    كان منهمْ مرزبَّة ٌ وسواهُ وهو فيهم من جملة ِ الظُّرفاءَ
    وذوو كدية ٍ وقومٌ أسارى عبروا البحرَ رغبة ً في الفِداء
    أ######ُ القومِ ضجَّت الأرضُ منهم نبذوا كل حشمة ٍ وحياء
    وسع الكلَّ منك خُلْقٌ جميلٌ وجناب للفضلِ رحبُ الفِناء
    وتولوا عن انفرادٍ يبثون وقد أسعفوا حميدَ الثّناء
    من له قدرة ٌ سواكَ على الخدمة ِ بوركت أو على الثُّقلاء
    إنما أنت للبريَّة ِ كهفٌ وملاذٌ في شدة ِ ورخاء
    أين ثِقلي إذا فُرضْت ثقيلا وكثيرَ الجفاء من هؤلاء
    ومُقامي نزر وأصرفُ وجهي لِسَلا حيثُ معدن الحُمقاء
    فأعنِّي واصرف لتجديدِ ما أصدرتُ وجهَ الأماجِدِ الحُسباء
    وأعِدني لخَلوتي عن قريبِ لا تعذِّب قلبي بِطول الثَّواء
    خالِصاً عند كلِّ سرٍّ وجهرٍ لك حُبي ومِدْحتي ودُعائي
    أنت أنقذتَهُ وليس له إلاك في كل غاية ٍ وابتداء
    ختم الله بالرضا يا ابن رضوانٍ لك العُمرُ بعد طولِ البقاء
    شفاءُ عِيّاضٍ للنفوس شِفاءُ فليس لفضلٍ قد حواهُ خَفاءُ
    هديّة ُ برٍّ لم يكُن لِجزيلها سوى الأجرِ والذكرِ الجَميل كِفاءُ
    وفى لنبيِّ الله حقَّ وفائِهِ وأكرمُ أوصافِ الكِرامِ وفاءُ
    وجاء به بحراً يقولُ بفضلهِ على البحرِ طعمٌ طيَّبٌ وصفاء
    وحقُّ رسولِ الله بعد وفاتِهِ رعاهُ وإغفالُ الحقوق جَفاء
    هو الذُّخر يُغْني في الحيلة عتادُهُ ويتركُ منه للبنينَ رِفاء

    التعريف بالشاعر

    لسان الدين بن الخطيب
    713 - 776 هـ / 1313 - 1374 م
    محمد بن عبدالله بن سعيد السلماني اللوشي الأصل، الغرناطي الأندلسي، أبو عبد الله الشهير بلسان الدين بن الخطيب.
    وزير مؤرخ أديب نبيل.
    كان أسلافه يعرفون ببني الوزير. ولد ونشأ بغرناطة. واستوزره سلطانها أبو الحجاج يوسف بن إسماعيل (سنة 733هـ) ثم ابنه (الغني بالله) محمد، من بعده. وعظمت مكانته. وشعر بسعي حاسديه في الوشاية به، فكاتب السلطان عبد العزيز بن علي الميني، برغبته في الرحلة إليه.
    وترك الأندلس خلسة إلى جبل طارق، ومنه إلى سبتة فتلمسان (سنة773) وكان السلطان عبد العزيز بها، فبالغ في إكرامه، وأرسل سفيراً من لدنه إلى غرناطة بطلب أهله وولده، فجاؤوه مكرمين.
    واستقر بفاس القديمة. واشترى ضياعاً وحفظت عليه رسومه السلطانية. ومات عبدالعزيز، وخلفه ابنه السعيد بالله، وخلع هذا، فتولى المغرب السلطان (المستنصر) أحمد بن إبراهيم، وقد ساعده (الغني بالله) صاحب غرناطة مشترطاً عليه شروطاً منها تسليمه (ابن الخطيب) فقبض عليه المستنصر)). وكتب بذلك إلى الغني بالله، فأرسل هذا وزيره (ابن زمرك) إلى فاس، فعقد بها مجلس الشورى، وأحضر ابن الخطيب، فوجهت إليه تهمة (الزندقة) و (سلوك مذهب الفلاسفة) وأفتى بعض الفقهاء بقتله، فأعيد إلى السجن.
    ودس له رئيس الشورى (واسمه سليمان بن داود) بعض الأوغاد (كما يقول المؤرخ السلاوي) من حاشيته، فدخلوا عليه السجن ليلاً، وخنقوه. ثم دفن في مقبرة (باب المحروق) بفاس. وكان يلقب بذي الوزاتين: القلم والسيف؛ ويقال له (ذو العمرين) لاشتغاله بالتصنيف في ليله، وبتدبير المملكة في نهاره.
    ومؤلفاته تقع في نحو ستين كتاباً، منها (الإحاطة في تاريخ غرناطة)، و(الإعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام-خ) في مجلدين، طبعت نبذة منه، و(اللمحة البدرية في الدولة النصرية-ط).

    للمزيد هنا :
    http://adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=ssd&shid=290
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de