|
تنحـني الـذكورة خجلاً من فعـل الأراذل ، يا ( صفية ) . انهضي وتألقــي شمسـاً مقدسـةً ونورا .
|
تنحني الذكورة خجلاً من فعل الأراذل ، يا ( صفية ) انهضي وتألقي شمساً مقدسةً ونورا
* كتب الشاعر عالِم عباس : سأسكُبُ شمسَكِ في قدحي أتأملُ رغو صفائكْ حتى إذا انبجس النور بين الحُبيبات أشعلَ بَهو سمائكْ واضطرب الوَدقْ واحتدمَ العِشقُ وانعتق السُكرُ من خمرِ مائكْ سيمطرُ سقفُ بهائكْ * في عالم نرنو فيه إلى صفاء النفس وكرامتها ، يعز علينا أن ينال الذئاب البشرية مأربهم . فالتي نالوا من غشاء في جسدها النقي أوقدوا النيران في أعشاش المجتمع الذكوري وكشفوا بشاعة التاريخ منذ الماضي السحيق . يحق لنا كراهية هذا الانتماء لجندرٍ جلب علينا البشاعة في أنقي بلورها ، والكراهية في أنكر صورها .
رحل الإنسان من داخل هؤلاء الذئاب البشرية ، ونعلم ويعلم الجميع ، ليس من إيمانٍ بعالم غيب يزخر بالأعاجيب كتلك ، بل بحياة نحياها مُرّة كالحنظل . إن فاعل هذا الجُـُرم ، مختال يلبس ثوب البشاعة . سينال عقابه في هذه الدنيا ، ولو تستر عليه الذين وقفوا يحمونه بالسلطة والجاه . الذين يلبسون حُلة الدين وسماً ورسما ، وقلباً شياطين كما تصورهم القداسة . ولو جاء الملك السلطان بحاشية تُبرر له كسر الحواجز الحُمر التي عرفتها الإنسانية ، ولم يعرف السودان مثلها مسلكاً ، فقد ورثنا الأم الرءوم والأبوية التي تُظلل حيواتنا من هجير الحياة القاسية .
من أين جاء هؤلاء ؟!
ستقتص الدنيا من الذين أجرموا ولو حماهم السلطان وجلاوزته ، فقانون الحياة يوصل ما انقطع ويقطع وصال الذين أجرموا . ليس حساب الأنفس عذاب وحده ، بل لهذا الكون توازن عجيب، لن يدوم الظلم كثيراً ، فستأتي ساعة يتمنى الجناة أن لم يولدوا . يقول المؤمنون عن ربٍ لا ينسى دعوة المظلوم ، فليس بينها وبين الرب حجاب . ولن يستطع سدنة المنظمة الدولية التي ترعى الإسلام السياسي ومكنته بمكرها من تعديل الطباع الإنسانية ـ فاغتالوا الذين ينتمون للوطن. إن الجناة هم الغرباء الذين استنفرهم البرنامج الدولي للمنظمة العالمية الإسلامية ليكونوا حماة للنُظم المستبدة الظالمة ، التي اتخذت الدين مطية ، واستغلت بساطة أهلنا و محبتهم للعقيدة وأعملت فيهم سيوف البتر ، وغشّوا أهلنا الطيبين بمكرهم وبؤس الحاكمية وهي تستأجر عتاة المجرمين لتنفيذ المهام القذرة وهم يستعملون الدين وسماحته مطية إعلامٍ يحققون بها الإمساك بالسلطة والمال .
من أين أتى هؤلاء ؟!
داسوا على حقوق المواطنة ، فصار الانتماء للتنظيم هو الذي يعلو على انتماء دفء العائلة و الأهل والوطنية . صار وطنهم عُصبتهم ، وصارت " أسرة المافيا " أسرتهم التي ينتمون إليها . وفي سبيلها تزهق الأرواح ، وتنتهك الأعراض ، ويرون أنها أجساد الكفرة الفجرة ، وقود النار .وليس هنالك من عتب أو تأنيب ضمير ، فقد أفتى لهم أهل الفتوى الذين يغسلون جُرم السلاطين وسدنتهم بالفتاوى التي تُطفئ لهيب الضمائر وتقتل حس الإنسانية ونقاء الفطرة المُحبة للخير . مات الضمير عندهم وسقطت العدالة ، فصار التنظيم هو المعبود الأول والأوحد ، الذي بالفتاوى يتم إطفاء جمر النفس الإنسانية التي صقلتها الأديان لحب الفضائل ونزعتها للبر والسماحة والتُقى .
فما أعظم العقيدة حين تنادي في عز شمسها أن الدين المعاملة .
ها هي صفية الباسقة ، العفيفة الندية ، البِكر .قد تألقت شمسها ، ولن تخفض تألقها جريمة وقعت عليها ، وكشفت أن الأعراف تغض الطرف عن جرائم بشعة ، اتخذها الجناة وسيلة إذلال ليعيثوا بجرائمهم فساداً ، فكانت صفية هي الشجاعة التي تحدت النظم الاجتماعية التي تتكتم على الجرائم البشعة بحجة السمعة والمكانة ومستقبل الأيام ، ولا يعلم الجميع أنها مثال الشرف والعفاف . اعتدى الأراذل على الجسد ، ولكن الروح الطلقة العفيفة أقوى من الجسد الثقيل الكثيف . لن يُكسرها السلطة المطلقة التي تنال إغراضها الدنيئة بلا أخلاق .
*
|
|
|
|
|
|