|
|
 العواء فى فضاء الهزيمه .. ( جدير بالقراءه ) .
|
مقال صادق ورصين كتبه فى عموده اليومى بجريدة الرايه القطريه
الصحفى المخضرم الأستاذ بابكر عيسى .
المقال نزل فى عدد الرايه الذى صدر صباح اليوم الجمعه 18/3/2011 .
أرجو أن يشاركنى الجميع فى قرأءته .
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: العواء فى فضاء الهزيمه .. ( جدير بالقراءه ) . (Re: كمال سالم)
|
يتحدث كثيرون على امتداد الوطن العربي عن تأخر ثورة الشعب السوداني على النظام الشمولي الذي يحكم البلاد بقبضة أمنية حازمة مخافة أن يتعرض لما تعرضت له أنظمة أكثر بطشاً وشموليةً منه ونعني بها الأنظمة المتكلسة في تونس ومصر وليبيا واليمن والتي بقيت جاثمة على صدور هذه الشعوب سنوات عديدة تجاوزت في أغلبها العشرين عاماً التي يعيشها حكم الإنقاذ حتى أن حكماً اثوقراطياً مثل حكم العقيد القذافي بلغ 42 عاماً وحكم مبارك بلغ 30 عاماً وحكم علي عبدالله صالح بلغ 33 عاماً وحكم البشير الذي بلغ 22 عاماً ما زال يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد أن بلغ به العجز السياسي مبلغاً خطيراً لم تتبلور نتائجه الكارثية بعد.
وشعب السودان ليس جديداً على الثورات الشعبية بل هو يعتبر رائداً في هذا المجال على النطاق العربي، حيث ثار في 21 أكتوبر 1964 ضد حكم الفريق إبراهيم عبود وأسقط ذلك النظام الذي ظل يحكم السودان منذ 17 نوفمبر1957 بالثورة الشعبية وبالعصيان المدني، وفي أبريل عام 1985 هبّ ثانية في وجه نظام الرئيس الراحل جعفر محمد نميري الذي ظل يحكم السودان منذ انقلاب25 مايو 1969 وأطاح به وشكل حكومة انتقالية مهدت الطريق لسوء الحظ لانقلاب 30 يونيو 1989 الذي أتى بالإسلاميين إلى السلطة في خطوة أعادت السودان سنوات إلى الوراء تحت ظل نظام قمعي تسلطي شامل.
المثير للحزن والأسى في جميع الثورات الشعبية الرائدة التي قادها الشعب السوداني كانت هناك دوماً الأحزاب الانتهازية والطبقات النفعية وأنصاف المثقفين الذين يسرقون انتصارات الشعب ويهيئون التربة إلى انقلابات عسكرية جديدة تعيد عقارب الساعة إلى الوراء وتدخل السودان الوطن القارة في عنق الزجاجة وهو ما يحدث الآن بعد أن تأكد انفصال جنوب السودان وبات الأفق السوداني مفتوحاً على كل الاحتمالات مع مخاض عنيف يعيشه الشمال.
الثورات السودانية الرائدة في أكتوبر 1964م وفي ابريل 1985م سُرقت في وضح النهار وجعلت الشعب يقف في العراء عارياً وهو يرى طموحاته وتضحياته في أيدي صغار المغامرين من أحزاب اليسار واليمين وعجزت النخبة من المثقفين السودانيين عجزاً فاضحاً عن صون المكتسبات وأصبح الارتزاق والتكسب من قوت الشعب الصفة الغالبة حتى بات الفساد عنواناً كبيراً للسقوط الأخلاقي والمعنوي وافتقر الناس وضاقت بهم الحياة حتى بات الهروب من أرض الوطن هو الخلاص الوحيد للشرفاء الذين ضاقت بهم المهاجر.
أوان الثورة قريب.. وشعب السودان لا يريد أن تتكرر أخطاء اكتوبر وابريل وأن لا تتحول الثورات القادمة إلى مجرد تواريخ تضاف إلى خيبات الماضي، فنظام الإنقاذ الراهن ليس لديه ما يقدمه إلى الشعب السوداني ورحيله عن السلطة مسألة وقت فقط لا أكثر ولا أقل.
الدرس الذي تعلمته الثورات في السودان نتمنى أن تتعلمه شعوبنا العربية في تونس ومصر وليبيا واليمن وهي ألا تُسرق الثورات وألا يقوم زوار الليل بنهب مقدرات الشعوب وألا تلعب النخب المثقفة لعبتها الانتهازية بالتكالب على المكتسبات وتجميل الأنظمة الديكتاتورية والشمولية.. بن علي هرب ومبارك رحل وعلي صالح يعيش في الرمق الأخير والقذافي يعوي في فضاء الهزيمة وجميعهم إلى مزبلة التاريخ، وحركة الشعوب التي انطلقت فوق مسرح الأحداث العربية لن تتوقف حتى تطهر الساحة وتكتب تاريخاً جديداً لأمة جديرة بأن تحيا حياة كريمة ومعززة.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: العواء فى فضاء الهزيمه .. ( جدير بالقراءه ) . (Re: كمال سالم)
|
وشعب السودان ليس جديداً على الثورات الشعبية بل هو يعتبر رائداً في هذا المجال على النطاق العربي، حيث ثار في 21 أكتوبر 1964 ضد حكم الفريق إبراهيم عبود وأسقط ذلك النظام الذي ظل يحكم السودان منذ 17 نوفمبر1957 بالثورة الشعبية وبالعصيان المدني، وفي أبريل عام 1985 هبّ ثانية في وجه نظام الرئيس الراحل جعفر محمد نميري الذي ظل يحكم السودان منذ انقلاب25 مايو
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: العواء فى فضاء الهزيمه .. ( جدير بالقراءه ) . (Re: كمال سالم)
|
| Quote: الثورات السودانية الرائدة في أكتوبر 1964م وفي ابريل 1985م سُرقت في وضح النهار وجعلت الشعب يقف في العراء عارياً وهو يرى طموحاته وتضحياته في أيدي صغار المغامرين من أحزاب اليسار واليمين وعجزت النخبة من المثقفين السودانيين عجزاً فاضحاً عن صون المكتسبات وأصبح الارتزاق والتكسب من قوت الشعب الصفة الغالبة حتى بات الفساد عنواناً كبيراً للسقوط الأخلاقي والمعنوي وافتقر الناس وضاقت بهم الحياة حتى بات الهروب من أرض الوطن هو الخلاص الوحيد للشرفاء الذين ضاقت بهم المهاجر. |
ماورد في المقطع المختار أعلاه هو حقا مايثير المخاوف لدى الكثيرين ممن يودون الانتفاض .. حيث
لا تزال في النفوس حسرة من ضياع مكاسب كبرى زرع سنبلتها الأولى شعبنا الكريم وسقاها بدم أبنائه
الطاهر الا انه لم يعط الوقت ليقطف ثمارها حتى اليوم !! الامر الذي ادخل ذلك البلد المنكوب
في دوامة الحلقة الشريرة بين انقلاب مشؤوم وديمقراطية عرجاء .. وهي الدوامة التي لا يزال يدفع
ثمنها ملاحقات واعتقالات واغتصابات ومطاردات ... الخ .
فهل نستوعب الدرس يا كمال ؟.
لك ولأستاذي الجليل صاحب القلم الرصين بابكر عيسى تحياتي بلا حدود.
خضر
| |
|
|
|
|
|
| |
كمال سالم
خضر عطا المنان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست