|
أراضي حلفاية الملوك ... أين الحقيقة!!!
|
تابعت في الصحف والشبكة العنكبوتية بمنتهى الدهشة موضوع أراضي في حلفاية الملوك وما قيل عن إحتجاجات شديدة بسبب طرحها في مزاد علني . وسبب الدهشة التي انتابتني أنني كنت شاهد عيان لبداية هذه القصة التي ما كنت أتصور أبدا أن تتطور بهذا الشكل . فقد أعلنت وزارة التخطيط العمراني في ولاية الخرطوم عن مزاد علني لبيع قطع سكنية وتجارية في مناطق متفرقة بولاية الخرطوم ، وما أن وقعت عيناي على هذا الإعلان في إحدى الصحف حتى قررت أن أذهب لمقر اللجنة في مبنى الفندق الكبير بشارع النيل للحصول على المعلومات . توجهت في أول يوم لبدء عمل اللجنة ، ودلفت إلى صالة استقبال الفندق العتيق ، وأخبرني موظف الاستقبال بأن مقر اللجنة في القاعة رقم 4 ، وتوجهت إليها. داخل القاعة وجدت بعض الأشخاص في الانتظار وسرعان ما تبين لي أنهم زبائن محتملين مثلي ، وأخبرنا أحد الموجودين أن اللجنة لن تحضر اليوم ، وأنخرط الجميع في نقاش مفتوح وتبادل للمعلومات والخبرات عن هذه المزادات ، وكانت هناك إمرأة منتقبة معها طفل صغير كان واضحا من حديثها أنها متمرسة في مثل هذه المزادات. توجهت للمسجد القديم في الباحة الخلفية وأديت صلاة الظهر ويا له من مسجد متواضع لا يتناسب مع فخامة المكان ، ثم عدت ووجدت الموجودين في الصالة رقم 4 قد غادروا ، وتوجهت نحو المطعم فوجدت بعضهم جالسين ,اخبروني أن لا أثر عن اللجنة ، وجلست برهة من الزمن في مقعد وثير في الصالة أشاهد التلفاز وقناة الجزيرة وأخبار ليبيا. عدت في اليوم التالي ، ووجدت اللجنة موجودة هذه المرة ، ووجدت رجلا بشوش المحيا جالسا وبالقرب منه رزم من النقد هي تأمين الثلاث ألف لدخول المزاد ، وبدأت أطرح عليه استفساراتي وجاوبها كلها بكل الأريحية ، وكانت هناك إمرأة كثيرة الأسئلة والاعتراضات والاحتجاجات بشكل مزعج نفذ معه صبري ولم ينفذ معه صبر ذلك المسئول الذي قابلها كلها بالتبسم وطول البال العجيب ، ومن سياق الحديث ومداخلات الموجودين عرفت أن اسمه إسماعيل وأنه مولانا. في هذه اللحظة اقترب منه رجلين كانا جالسين عندما دخلت للقاعة ، وبادره أحدهما بالقول أن لديه ملاحظات حول قطعة أرض في الحلفاية . استفسر مولانا إسماعيل عن ماهية هذه الملاحظات فأجاب الرجل ما يفيد اعتراضه على إدراج هذه القطعة في المزاد لأن لديه شهادة بحث تثبت ملكيته لهذه القطة. فورا طلب منه مولانا إسماعيل أن يكتب رسالة للمسئول بالخصوص وأخبره أنه سيتم فورا سحب هذه القطعة من المزاد ، ولم يعرف الرجل صيغة الرسالة ، فقام مولانا إسماعيل بإملاء صيغة الرسالة له بدءا من المسئول الذي توجه له الرسالة ونصها والرجل يكتب سطرا سطرا و أنا أراقب هذا التعامل الراقي المهذب والمساهمة من المسئول العام في الحل الفوري لمسألة عارضة. ثم أردف مولانا إسماعيل قائلا بعد أن انتهى من إملاء الرسالة للرجل صاحب المظلمة : أساسا المزادات دي بعملوا ليها إعلانات في الجرايد عشان برضو العندو إعتراض يجي يعترض. إلى هذا الحد قمت بمغادرة المكان ، ثم أخذت في الأيام التالية وبكل الدهشة أتابع أخبار الاحتجاجات في الصحف والنت على موضوع بدأ امامي صغيرا وعاديا جدا . ماذا حدث ؟ لست أدرى !! هل هي محاولات لافتعال مواجهات مع الحكومة في خضم هذه الأجواء ؟ أم أن شيئا آخر قد حدث؟
|
|
|
|
|
|