المؤمن الصادق - أفكار حول طبيعة الحركات الجماهيرية (كتاب قديم ومؤثر)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 05:34 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-02-2011, 07:40 AM

عماد البليك
<aعماد البليك
تاريخ التسجيل: 11-28-2009
مجموع المشاركات: 897

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المؤمن الصادق - أفكار حول طبيعة الحركات الجماهيرية (كتاب قديم ومؤثر)

    (1)

    يعتقد كثير من الناس أن ما يحدث اليوم في العالم العربي من حركات احتجاجات ورغبة في التغيير والإصلاح هو وليد صدفة، منبتة عن التاريخ الإنساني بشكل عام، وأن ما يسمى بالحركات الشبابية أو الجماهيرية هي مرحلة جديدة من التاريخ. لكن هذا غير صحيح بدرجة كبيرة. وهذا ما يكشفه لنا كتاب نشر في سنة 1951 عنوانه "المؤمن الصادق.. أفكار حول طبيعة الحركات الجماهيرية". وقبل أن ندخل في مضمون الكتاب ومقاربته مع الواقع اليوم، ونأخذ منه العبر وكيفية التفكير في التغيير والمستقبل بشكل أفضل، نوضح بشكل مبسط نبذة عن مؤلفه، الذي يكاد يكون مغمورا، غير مثقف، ولا ينتمي لأي نخبة، كانت.
    إنه إيريك هوفر (1902 – 1983) رجل عادي، أمريكي، كان عصاميا علم نفسه بنفسه، أي أنه لم يدخل في منظومات التعليم النظامي التي تطبع الناس بقيمها وتنمطهم في كثير من الأحيان، وهذا مفصل مهم في سيرة الرجل، بحيث سنفاجئ أن أفكاره هي وليدة خبرة مباشرة مع الحياة وعبر الاحتكاك مع الجماهير ومصاعب الحياة ومشاقها. لقد عمل هوفر في البداية وهو الذي لم يدخل المدارس، مزارعا ثم منقبا عن الذهب وبعد أن هوجمت منطقة بيرل هاربر حيث كان يعمل، هاجرها ليعمل على أرصفة الشحن والتفريغ في سان فرانسسيكو مدة ربع قرن، ومن خلال خبرات حياة كإنسان عادي، كتب عشرة كتب كانت بمثابة نوافذ ذهنية قوية مشبعة بالإلهام وتكشف قوة الإنسان بوصفه مفردا ومشبعا بالأمل، كيف بإمكانه أن يفهم العالم وأن يساهم في تغييره فعليا من خلال إدراكه لذاته بشكل صحيح. ومن كتبه الأخرى، "أهواء العقل"، "أزمة التغيير"، "مزاج زماننا"، وهي عناوين تكشف منذ البدء عن روح لإنسان منبت عن ماضيه، إنسان مستقبلي، لكنه في الوقت نفسه عارف ومؤمن صادق حقيقي.. ليس مؤمنا مزيفا مدفوعا برغبات الآخرين، فهو يفعل ما يفعل عن وعي وإدراك دون أن يحدث ضررا فيما حوله، إنه يغير لكنه في الوقت نفسه يكسب نفسه أولا ويكسب احترام الآخرين ويقول للناس ببساطة: احترموني.. وهم يفعلون ذلك.. حتى لو اختلفوا معه.. وهو في النهاية لا يتحول إلى بطل أو تصنع حوله الهالات، لأنه فقط يريد أن يرى العالم أفضل. كل العالم وليس أن تكون حياته هو فقط هي الأفضل.

    يتبع
                  

03-02-2011, 07:58 AM

عماد البليك
<aعماد البليك
تاريخ التسجيل: 11-28-2009
مجموع المشاركات: 897

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المؤمن الصادق - أفكار حول طبيعة الحركات الجماهيرية (كتاب قديم ومؤثر) (Re: عماد البليك)

    (2)

    حينما تم نشر كتاب «المؤمن الصادق» عام 1951 لم يحتل أولى قائمة المبيعات لأسباب كثيرة أهمها أن المؤلف غير معروف وهو "غير متعلم" بمنظور العامة وبالتالي ليس منهجيا أو متعمقا كما يتصور الناس عادة، فهو مجرد حمّال في الميناء يحمل البضائع إلى السفن أو يفرغها منها.غير أن كل ذلك تغير حينما أشار الرئيس الجنرال إيزنهاور الى كتاب اريك هوفر في التلفزيون وفي الإذاعة. ونشرت كل الصحف والدوريات إشادة الرئيس إيزنهاور بالكتاب. وجوهر ما قاله الرئيس الأميركي، الذي كان من أهم قادة الجيوش الأمريكية التي هزمت النازية، بأن كتاب «المؤمن الصادق» هو الكتاب «الفريد» الذي وجد فيه تفسيراً صحيحاً كاملاً شافياً للتطرف الشيوعي والنازي.
    يقدم هوفر لكتابه بمقولة لبليز باسكال المتوفى سنة 1622م وهو مفكر فرنسي، تقول: "يود الإنسان أن يكون عظيماً، ويرى أنه صغير، ويود أن يكون سعيداً، ويرى أنه شقي، ويود أن يكون موضع الحب والتقدير من الناس، ويرى أن أخطاءه لا تجلب له سوى كراهيتهم واحتقارهم، إن الجرح الذي يقع فيه نتيجة هذا التناقض يولَّد لديه أسوأ النزعات الإجرامية التي يمكن تخيلها، ذلك أنه يبدأ في كره الحقيقة التي تدينه وتريه عيبه".
                  

03-02-2011, 08:04 AM

عماد البليك
<aعماد البليك
تاريخ التسجيل: 11-28-2009
مجموع المشاركات: 897

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المؤمن الصادق - أفكار حول طبيعة الحركات الجماهيرية (كتاب قديم ومؤثر) (Re: عماد البليك)

    (3)

    يقصر الكتاب اهتمامه على المرحلة النشطة الدعوية إلى الحركة الجماهيرية. وتتميز هذه المرحلة، أساساً، بسيطرة المؤمن الصادق، الرجل صاحب الإيمان المتطرف المستعد للتضحية بنفسه في سبيل القضية المقدسة، ويحاول الكتاب تحليل البذور والجذور التي تغذي طبيعة هذا الرجل، مستعيناً في تحليله بفرضية محددة، انطلاقاً من الحقيقة التي تقول: إن المحبطين يشكلون غالبية الأتباع الجدد في الحركات الجماهيرية، وإنهم ينضمون بإرادتهم الحرة. فيفترض هوفر بأن الإحباط في حد ذاته، ومن دون دعوة أو محاولة للاستقطاب من الخارج، يكفي لتوليد معظم خصائص المؤمن الصادق. والأسلوب الفاعل في استقطاب الأتباع للحركة يعتمد أساساً على تشجيع النزاعات والاتجاهات التي تملأ عقل المحبط.
    ويعتبر هوفر أن أول ما يجذب المنضمين الجدد إلى حركات ثورية صاعدة هو رغبتهم في التغيير المفاجئ لأوضاعهم المعيشية. أي أن الحركات الثورية بالنسبة إليهم هي أداة واضحة من أدوات التغيير، والحركات الدينية والقومية قد تكون هي الأخرى وسائل للتغيير. وكي يندفع الرجال في مغامرة تستهدف تغييراً شاملاً من توافر شروط عدة، فلا بد من أن يشعروا بالتذمّر من غير أن يكونوا فقراء فقراً مدقعاً مثلاً. ويجب أن يكون لديهم الشعور بأنهم عبر اعتناق العقيدة الصحيحة أو اتباع الزعيم الملهم، أو اعتناق أساليب جديدة في العمل الثوري، سيصبحون قوة لا تُقهر. بالإضافة إلى ذلك كلّه، يجب أن تكون لديهم تطلعات جامحة إلى المنجزات التي ستجيء مع المستقبل. كذلك، يجب أن يكون هؤلاء جاهلين جهلاً تاماً بالعقبات التي ستعترض طريقهم، فالرجال الذين أشعلوا الثورة الفرنسية لم يكن لديهم أي قدر من الخبرة السياسية. والأمر نفسه يصدق على البلاشفة والنازيين والثوار في آسيا. أما الرجال المجربون ذوو الخبرة فيأتي دورهم في مرحلة لاحقة، إذ إن هؤلاء لا ينضمون إلى الحركة إلا بعد التحقّق من نجاحها، فخبرة المواطنين الإنكليز السياسية مثلاً، هي التي تجعلهم بمنأى عن الحركات الثورية.
    ويؤكد المؤلف أنه عندما يصبح الناس جاهزين للانضمام إلى حركة جماهيرية، فإنهم عادة، يصبحون جاهزين للالتحاق بأي حركة فاعلة، وليس بالضرورة إلى حركة بعقيدة معينة أو برنامج معين. في المدة التي سبقت صعود هتلر إلى الحكم كان من المستحيل أن يتوقع أحد ما إذا كان سينضم الشباب المتوترون إلى الشيوعيين إو إلى النازيين. وفي أثناء غليان روسيا القيصرية كان اليهود والروس مستعدين للثورة على القيصر، وللانضمام إلى الصهيونية في الوقت نفسه، فكان أحد أبناء العائلة الواحدة ينضم إلى الثوار والآخر ينضم إلى الصهاينة. ويقتبس الكاتب هنا كلام والدة حاييم وايزمن: «كل ما قد يحدث سوف يكون ساراً. إذا كان صموئيل (الإبن الثوري) على حق، فسنكون سعداء في روسيا، وإذا كان حاييم (الإبن الصهيوني) عل حق، فسنذهب إلى العيش في فلسطين». هذا الاستعداد للتحوّل، لا ينتهي بالضرورة، عند اعتناق المؤمن الصادق حركة ما. فعندما تكون هناك حركات جماهيرية متنافسة نجد حالات كثيرة من نقل الولاء من حركة إلى أخرى.
    وبما أن الحركات الجماهيرية تستمد أتباعها من الأنماط البشرية نفسها وتجذب النوعية نفسها من العقول، يستنتج هوفر بأن جميع الحركات الجماهيرية متنافسة في ما بينها ومغنم واحدة منها لا بد من أن يكون مغنم الأخرى. كذلك جميع الحركات الجماهيرية تبادلية، بوسع أي حركة منها أن تحول نفسها، بسهولة، إلى حركة أخرى. فقد تتحوّل الحركة الدينية إلى ثورة اجتماعية أو حركة قومية، والثورة الاجتماعية إلى حركة قومية متطرفة أو إلى حركة دينية، والحركة القومية قد تصبح ثورة اجتماعية، أو حركة دينية.
    يشير الكاتب إلى أن المنبوذين والمهمّشين هم المادة الخام التي يُصنع منها مستقبل الأمة، أي أن الحجر المطروح في الشارع يصبح حجر الزاوية في بناء عالم جديد. فالأمة التي تخلو من الغوغاء هي التي تتمتع بالنظام والسلام والاطمئنان، إلا أنها أمة تفتقر إلى خميرة التغيير. فلم تكن سخرية من السخريات، أن المنبوذين في أوروبا هم الذين عبروا المحيط لبناء مجتمع جديد في القارة الأميركية، بل كان هذا هو الشيء الطبيعي. أما السبب الذي يجعل هؤلاء الغوغاء يؤدون دوراً مهماً في مسيرة الأمة هو أنهم لا يكنون أي احترام للأوضاع القائمة. إنهم يعدون حياتهم فاسدة بلا أمل في العلاج، ويحملون النظرة نفسها إلى الأوضاع القائمة. ومن هنا فإنهم على استعداد، دوماً لتحطيم كل شيء ونشر الفوضى والقلاقل. فالغوغاء يتوقون إلى صهر أنفسهم التي يعدونها بلا معنى في مجهود جماعي خارق وإلى الانخراط في عمل جماعي موحد. الغوغاء دائماً في مقدمة الاتباع، سواء كنا بصدد ثورة أو هجرة جماعية أو حركات عرقية، وهم من ثم يطبعون الحركات التي تغير طبيعة الأمم ومسار التاريخ.
                  

03-02-2011, 08:31 AM

عماد البليك
<aعماد البليك
تاريخ التسجيل: 11-28-2009
مجموع المشاركات: 897

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المؤمن الصادق - أفكار حول طبيعة الحركات الجماهيرية (كتاب قديم ومؤثر) (Re: عماد البليك)

    (4)


    ويرى المؤلف أن أي حركة ثورية صاعدة تتطلع إلى تغيير الأوضاع المعيشية في البداية، ويتم ذلك فقط بالحماس.. لا شيء آخر.. ولا يكون القائمون على الحركة حتى لو كان عددهم بسيطا مدركين لما سيحملهم المستقبل، لكنهم فقط يكونون مشبعين بالأمل.. الصدق مع الذات.. وفي سبيل ذلك هم قادرين على تحدي أي عقبات تواجههم.. بما في ذلك مواجهة الموت. وهم أناس لا يفهمون كثيرا كيف كان الماضي وأيضا لا يهمهم كيف سيكون المستقبل بقدر ارتهانهم للحظة الراهنة، فهم مخلصين لها، وردود أفعال سريعة ومشاعرهم جياشة قد يصعب السيطرة عليها. ورغم بساطتهم والنظرة الاستهجانية اتجاههم إلا أن لديهم قوة يفقتدها الآخرون حتى أصحاب النفوذ، وهي إيمانهم بقوة خارقة لديهم حتى لو لم يكونوا يفهمون جيدا طبيعة هذه القوة ولا مصدرها. وهم بالإضافة إلى ذلك ليس لديهم رصيد قوي بشأن ما يؤمن به الآخرون من قيم وفلسفات ومقولات مما فرضته أساليب التعليم السائد أو ما تحاول القوانين والأنظمة والتشريعات والقيم المتوارثة قوله وترسيخه ولعقود طويلة من الزمن. لكن المؤلف يحذر من مآل هذه الحركات أحيانا بقوله إن الحماسة قد لا تكفي.. "إذا كنا بصدد تغييرات أساسية إو إدخال إصلاحات جذرية على طبيعة مجتمع ما أو إيقاظ مجتمع نائم وتطويره".
    ويشير الكاتب إلى نماذج كثيرة في العالم قديما وحديثا لما يعرف بالحركات الجماهيرية، ويتوقف عند نموذج مصر حيث يقول عنها: "لم تعرف مصر حركات جماهيرية فقد كان التحديث بطيئا ومتقطعا برغم أن حكامها رحبوا منذ عهد محمد علي بالأفكار الغربية، وعلى الرغم من أن صلاتها بالغرب كانت وثيقة ومتنوعة". وفي مقابل ذلك لعبت روح الصحوة القومية في صناعة اليابان الحديثة. ويتوقع أن نهضة آسيا لن تتم بشكل حقيقي لاسيما في الصين ما لم تستمد قوتها من جماهيرية قومية صادقة، ويتوقف عند تركيا ويرى بشأنها" أن تصاعد حركة تركية قومية حقيقية هو سبب نجاح كمال أتاتورك في تحديث الدولة بين عشية وضحاها".
    يرى المؤلف أن نزعة البحث خارج الذات أو النفس، هي من أبرز العوامل التي تدفع إلى التغيير، "فعندما يشكو المرء شيئا يحول بينه وبين القيام بواجباته حتى عندما يجد ألما في إمعائه فإنه يبادر إلى محاولة لإصلاح العالم" وهي مقولة لهنري ثورور (1817 – 1862) كاتب وفيلسوف أمريكي يستعين بها الكاتب ليشرح فكرته. وينبه إلى أن عدم الرضا في حد ذاته لا يخلق رغبة التغيير، وإنما لابد من عوامل أخرى أبرزها الإحساس بالقوة، هذا الشعور الذي قد يبدا بدون مقومات لكنه يصبح حقيقي في لحظة ما ويتعامل مع الآخرون بحساب. لكنه ينبه أيضا أن امتلاك القوة وحدها لا يكفي لإحداث موقف يتحدى العالم ويتطلع إلى التغيير إذ أن الأمور لا تسير بالضرورة على هذا النحو، وما يهم هنا ليس امتلاك القوة، إنما هو الإيمان المطلق بالمستقبل، وهو النقطة المهمة، وهو الأمر الذي يرى المؤلف أن الأغنياء والمتنفذين قد يفتقدونهم تماما في مقابل الفقراء أيضا. وبالتالي لن يكون التقسيم طبقي أو غني أو فقير، أو مثقف وغير مثقف، وإنما من يمتلك ذلك الإيمان القوي والمطلق بالمستقبل ومن يفتقده، فليس مهما حجم ثروتك الآن ولا قدر نفوذك، ولكن كيف سيكون مستقبلك؟ هل ستكون قادرا على السيطرة والتحكم أم ستفقد ذلك؟ وبالعكس هل ستصبح مؤثرا ونافذا أم العكس وأنت الذي لا قدر ولا مكانة لك اليوم. ويلفت إلى أن القوي قد يكون وديعا وداعة الضعيف.
                  

03-02-2011, 08:51 AM

عماد البليك
<aعماد البليك
تاريخ التسجيل: 11-28-2009
مجموع المشاركات: 897

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المؤمن الصادق - أفكار حول طبيعة الحركات الجماهيرية (كتاب قديم ومؤثر) (Re: عماد البليك)

    (5)

    ويؤكد المؤلف أن الفارق بين المحافظين والراديكاليين هو في الأساس فارق بين مواقفهم من المستقبل، حيث يدفعنا الخوف من المستقبل أن نتمسك بالحاضر، بينما يجعلنا الأمل في المستقبل متحمسين للتغيير، فكل من الغني والفقير والقوي والضعيف والناجح والفاشل، قد يكون خائفا من المستقبل عندما يبدو الحاضر في أنفسنا مثاليا. لذلك نرى أن أناس ناححين وحققوا منجزات يقفون ضد أي تغيير جذري لأنهم ببساطة يخافون المستقبل، ويعتقدون أن أي تغيير هو اتجاه نحو الأسوأ، كما أن الفقراء في المقابل لا يشعرون بأي أمل في المستقبل الذي يبدو كما لو أنه فخ منصوب أمامهم عليهم أن يتحاشوه، وعند هؤلاء كلهم فإن التغيير لا يعني سوى المزيد من المتاعب. لكن بمجرد أن يتغذى الإنسان بالأمل فإن كل شيء يتغير بنفسه. فالثورات لا يقودها فقراء أو أغنياء، يمكن لأي فئة أن تقودها، لأن الأمر يتعلق بطبيعة الإنسان بغض النظر عن وضعه، يتعلق بكونه لا يرى أن واقعه مثاليا ويفكر في عالم مختلف.
    غير أن الأمر الضروري في كل ذلك يتعلق بالعقيدة الصحيحة.. والعقيدة هي تعني المبدأ أو الدافع نحو التغيير.. وبعد ذلك لابد من اتباع أساليب غير تقليدية في التغيير.. يضاف إلى ذلك توفر طموح كاف من الجموح والأمل في المستقبل. ومن أغرب الأمور أن الجهل بالعقبات يظل هو الخطر المحدق لكنه اللازم الذي يصف به صانعو التغيير، وهنا يشير المؤلف إلى أن الذين صنعوا الثورة الفرنسية لم يكونوا يمتلكون أي قدر من الخبرة السياسية والشيء نفسه يصدق على البلاشفة والنازيين وثوار آسيا.
                  

03-02-2011, 10:17 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المؤمن الصادق - أفكار حول طبيعة الحركات الجماهيرية (كتاب قديم ومؤثر) (Re: عماد البليك)

    الأخ عماد
    السلام عليكم
    وشكراً لك!
    حاجتنا ماسة إلى أمثال هذه الدراسات!
    وإلى الآن أظن أن الكاتب يميل إلى اعتبار العمل الجماهيري والثوري خاضعاً للعفوية المطلقة!
    أنا قرأت الموضوع كلّه، وأقترح عليك أن تختم كلّ مداخلة بملخص لها في عباراتٍ قلائل،
    لتسهيل المتابعة!
    ولي عودة!
                  

03-02-2011, 11:14 AM

مهيرة
<aمهيرة
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المؤمن الصادق - أفكار حول طبيعة الحركات الجماهيرية (كتاب قديم ومؤثر) (Re: صلاح عباس فقير)

    متابعة

    شكرا ياعماد على تلخيص هذا الكتاب الهام فى هذا الوقت

    تحياتى
                  

03-02-2011, 11:18 AM

عماد البليك
<aعماد البليك
تاريخ التسجيل: 11-28-2009
مجموع المشاركات: 897

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المؤمن الصادق - أفكار حول طبيعة الحركات الجماهيرية (كتاب قديم ومؤثر) (Re: صلاح عباس فقير)

    الاخ صلاح

    صدق ان هذا الكتاب اشتريته قبل يومين فقط من معرض مسقط للكتاب وشدني جدا
    وما قدمته هنا لا يقدم صورة كافية بأية حال ما لم يقرأ المرء الكتاب

    سأعود لعرض بعض الاستشهادات المؤثرة والقوية بديلا عن استعراضي لان الاستعراض يخل بالمضمون ولابد انني سوف اركز على امور معينة وانسى اخرى

    بخصوص ما قلت حول ان العمل الجماهيري او الثوري عمل عفوي.. فالمسالة قد تكون كذلك.. لكن هذه العفوية مترتبة عن وفاق جمعي ساعة يكون الاغلبية قد وصلوا إلى حالة فقدان الذات والاحساس الكبير بغياب الأنا والقدرة على التضحية بأي ثمن كان.. وهم لا يحملون سوى الامل..

    يقول المؤلف: الثوار الجماهيريون لا يريدون منح لكي يعالجوا بها مشكلاتهم وانما يريدون املا في المستقبل ولهذا فان تقديم المنح والتنازلات من طرف النظام لصالحهم لا يجعلهم يتراجعون بل يدفعهم لمزيد من الاصرار، خاصة انهم وصلوا الى تشبع من الاحتياج بسبب الفقدان المر ...



    ساعود اليك
                  

03-02-2011, 04:25 PM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المؤمن الصادق - أفكار حول طبيعة الحركات الجماهيرية (كتاب قديم ومؤثر) (Re: عماد البليك)

    (*)

    شكراً ياعماد على المجهود ..
                  

03-02-2011, 08:03 PM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المؤمن الصادق - أفكار حول طبيعة الحركات الجماهيرية (كتاب قديم ومؤثر) (Re: كمال علي الزين)

    Quote: بخصوص ما قلت حول ان العمل الجماهيري او الثوري عمل عفوي.. فالمسالة قد تكون كذلك.

    مرحباً عماد!
    هذا ما فهمته من الكاتب، وليس هو قولي!
    المهم متابعين:
    وأقترح أن تجمع بين تصوير بعض المقاطع المكثفة من الكتاب، إضافة إلى عرضك له!
                  

03-02-2011, 09:11 PM

بدر الدين الأمير
<aبدر الدين الأمير
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 22968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المؤمن الصادق - أفكار حول طبيعة الحركات الجماهيرية (كتاب قديم ومؤثر) (Re: صلاح عباس فقير)

    Quote: ويؤكد المؤلف أنه عندما يصبح الناس جاهزين للانضمام إلى حركة جماهيرية، فإنهم عادة، يصبحون جاهزين للالتحاق بأي حركة فاعلة، وليس بالضرورة إلى حركة بعقيدة معينة أو برنامج معين. في المدة التي سبقت صعود هتلر إلى الحكم كان من المستحيل أن يتوقع أحد ما إذا كان سينضم الشباب المتوترون إلى الشيوعيين إو إلى النازيين. وفي أثناء غليان روسيا القيصرية كان اليهود والروس مستعدين للثورة على القيصر، وللانضمام إلى الصهيونية في الوقت نفسه، فكان أحد أبناء العائلة الواحدة ينضم إلى الثوار والآخر ينضم إلى الصهاينة. ويقتبس الكاتب هنا كلام والدة حاييم وايزمن: «كل ما قد يحدث سوف يكون ساراً. إذا كان صموئيل (الإبن الثوري) على حق، فسنكون سعداء في روسيا، وإذا كان حاييم (الإبن الصهيوني) عل حق، فسنذهب إلى العيش في فلسطين». هذا الاستعداد للتحوّل، لا ينتهي بالضرورة، عند اعتناق المؤمن الصادق حركة ما. فعندما تكون هناك حركات جماهيرية متنافسة نجد حالات كثيرة من نقل الولاء من حركة إلى أخرى.
    وبما أن الحركات الجماهيرية تستمد أتباعها من الأنماط البشرية نفسها وتجذب النوعية نفسها من العقول، يستنتج هوفر بأن جميع الحركات الجماهيرية متنافسة في ما بينها ومغنم واحدة منها لا بد من أن يكون مغنم الأخرى. كذلك جميع الحركات الجماهيرية تبادلية، بوسع أي حركة منها أن تحول نفسها، بسهولة، إلى حركة أخرى. فقد تتحوّل الحركة الدينية إلى ثورة اجتماعية أو حركة قومية، والثورة الاجتماعية إلى حركة قومية متطرفة أو إلى حركة دينية، والحركة القومية قد تصبح ثورة اجتماعية، أو حركة دينية.
    يشير الكاتب إلى أن المنبوذين والمهمّشين هم المادة الخام التي يُصنع منها مستقبل الأمة، أي أن الحجر المطروح في الشارع يصبح حجر الزاوية في بناء عالم جديد. فالأمة التي تخلو من الغوغاء هي التي تتمتع بالنظام والسلام والاطمئنان، إلا أنها أمة تفتقر إلى خميرة التغيير. فلم تكن سخرية من السخريات، أن المنبوذين في أوروبا هم الذين عبروا المحيط لبناء مجتمع جديد في القارة الأميركية، بل كان هذا هو الشيء الطبيعي. أما السبب الذي يجعل هؤلاء الغوغاء يؤدون دوراً مهماً في مسيرة الأمة هو أنهم لا يكنون أي احترام للأوضاع القائمة. إنهم يعدون حياتهم فاسدة بلا أمل في العلاج، ويحملون النظرة نفسها إلى الأوضاع القائمة. ومن هنا فإنهم على استعداد، دوماً لتحطيم كل شيء ونشر الفوضى والقلاقل. فالغوغاء يتوقون إلى صهر أنفسهم التي يعدونها بلا معنى في مجهود جماعي خارق وإلى الانخراط في عمل جماعي موحد. الغوغاء دائماً في مقدمة الاتباع، سواء كنا بصدد ثورة أو هجرة جماعية أو حركات عرقية، وهم من ثم يطبعون الحركات التي تغير طبيعة الأمم ومسار التاريخ.


    عماد
    شكرا لتعميدنا بهذا السفر
    واصل
                  

03-04-2011, 00:35 AM

عماد البليك
<aعماد البليك
تاريخ التسجيل: 11-28-2009
مجموع المشاركات: 897

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المؤمن الصادق - أفكار حول طبيعة الحركات الجماهيرية (كتاب قديم ومؤثر) (Re: بدر الدين الأمير)

    اشكركم اصدقائي جميعا

    ولان الحديث عن التغيير جار هذه الأيام في كل مكان فاني اعيش هذه التجربة عمليا الآن في سلطنة عمان وقد نشرت الاستعراض المذكور في صحيفة عمان عدد يوم الخميس ونشر على صفحة كاملة مع صورة للغلاف مع رسم لشاب يحمل مايكروفون

    وبشكل عمومي فإن الخلاصات تتعلق بقوة اسمها الامل... لا شيء غير الامل يصنع المستقبل... فالامل خبرة حياة وليس نظام تعليمي ولا احاجي متوارثة والذي يتسلح بالأمل يستيطع أن يكسر الصخر القوي حتى لو يمتلك فأسا..

    مقولات اعجبتني من الكتاب:

    يصعب على الذين يعتقدون أن حياتهم قد فسدت تماماأن يستهويهم تطوير أنفسهم، مهما كان احتمال حصولهم على فرص أفضل

    كلما استحال على الإنسان ان يدعي التفوق لنفسه كلما سهل عليه أن يدعيّ التفوق لأمته أو لدينه أو لعرقه أو لقضيته المقدسة

    ينزع الرجل إلى الاهتمام بشؤونه الخاصة عندما تكون جديرة بالاهتمام أما عندما لا تكون لديه شؤون خاصة حقيقية فإنه يينزع إلى نسيان شؤونه التي فقدت معناها والاهتمام بشؤون الآخرين الخاصة

    إن اعتقادنا أن لدينا واجبا مقدسا إزاء الآخرين كثيرا ما يكون طوق النجاة الذي نحاول به انقاذ انفسنا من الغرق وعندما نمد يدنا نحو الآخر فنحن في حقيقة الأمر نبحث عن يد تنتشلنا

    من أهم ما يجذب الناس إلى الحركات الجماهيرية أنها تقدم بديلا للأمل الفردي الخائب

    (عدل بواسطة عماد البليك on 03-04-2011, 00:37 AM)

                  

03-04-2011, 10:53 AM

Osman M Salih
<aOsman M Salih
تاريخ التسجيل: 02-18-2004
مجموع المشاركات: 13081

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المؤمن الصادق - أفكار حول طبيعة الحركات الجماهيرية (كتاب قديم ومؤثر) (Re: عماد البليك)

    السيد المحترم عماد البليك ,
    تحية وإحتراما وبعد,

    الشكرهو مايستحقه تنبيهك للكتاب المذكوربعاليه .
    قرأت العرض المرفق وتريثت حياله محتارا - ألمترجم الكتاب هو أم هو نتاج توليفة( كولاج) لمقاطع متعددة سقطت الإشارة إلى مصادرها ?! أتساءل وفي البال عنوان هدتني إليه فلترة قوقلية هو :
    ://www.aljarida.com/aljarida/Article.aspx?id=193288
    أدناه عرض للكتاب بعنوان : المؤمن الصادق لايريك هوفر, المؤلف : عبد الله أحمد , المصدر : صحيفة الجريدة , عدد 1147 , الصادرة بتاريخ الاربعاء 26 يناير 2011 ,21 صفر 1432*
    ودمتم.
    عثمان محمد صالح .

    * المؤمن الصادق لإيريك هوفر... في معنى التطرّف وجذوره
    بيروت - عبدالله أحمد
    صدر أخيراً عن «دار كلمة» كتاب «المؤمن الصادق، أفكار حول طبيعة الحركات الجماهيرية» للكاتب الأميركي إيريك هوفر، بترجمة السياسي السعودي الدكتور غازي القصيبي.

    يعتبر المترجم في مقدّمته أن الإرهاب وليد التطرّف وهذا الكتاب معني بالتطرّف: جذوره وبذوره. فالمعادلة التي يعرضها الكاتب بسيطة ومقنعة في الوقت ذاته، وهي تبدأ بالعقل المحبط. حين يرى الإنسان عيباً في كل ما حوله ومن حوله، وينسب مشاكله إلى فساد عالمه، ويتوق إلى التخلص من نفسه المحبطة وصهرها في كيان نقي جديد. وهنا يجيء دور الجماعة الثورية الراديكالية التي تستغل ما ينوء به المحبط من مرارة وكراهية وحقد، فتسمعه ما يشتهي أن يسمع، وتتعاطف مع ظلاماته، وتقوده إلى الكيان الجديد الذي طالما حنّ إلى الانصهار فيه.

    من هذا اللقاء الحاسم بين عقلية الفرد المحبط الضائع وبين عقلية القائد الإجرامي ينشأ التطرف، ومن التطرف ينشأ الإرهاب. وعلى رغم أن الكتاب من فترة الخمسينات من القرن الماضي ولا يحتوي على كلمة الإرهاب، فإنه يضيء على عقل الإرهابي من الداخل، ويتيح لنا التعرف إلى هذا العالم المخيف.

    أما المؤلف هوفر فيؤكد أن هذا الكتاب يتعامل مع خصائص تشترك فيها الحركات الجماهيرية كافة، سواء أكانت دينية أم اجتماعية أم قومية. فكل هذه الحركات متماثلة، وتشترك في صفات رئيسة تؤسس بينها نوعاً من الشبه العائلي. وعلى رغم أن ثمة فروقاً واضحة بين المسيحي المتطرف، والمسلم المتطرف، والقومي المتطرف، والشيوعي المتطرف والنازي المتطرف، إلا أنه يبقى صحيحاً أن التطرف الذي حرك هؤلاء كلهم هو تطرف ذو طبيعة واحدة. وتصدق هذه الملاحظة على القوة التي تدفعهم إلى التوسّع ومحاولة السيطرة على العالم. فثمة درجة من التماثل بين هذه الجماعات تتجلى في إخلاصها للحركة، وفي إيمانها، وفي سعيها إلى السلطة، وفي وحدتها، وفي استعدادها للتضحية بالنفس.

    تضحية بالنفس

    يقصر الكتاب اهتمامه على المرحلة النشطة الدعوية إلى الحركة الجماهيرية. وتتميز هذه المرحلة، أساساً، بسيطرة المؤمن الصادق، الرجل صاحب الإيمان المتطرف المستعد للتضحية بنفسه في سبيل القضية المقدسة، ويحاول الكتاب تحليل البذور والجذور التي تغذي طبيعة هذا الرجل، مستعيناً في تحليله بفرضية محددة، انطلاقاً من الحقيقة التي تقول: إن المحبطين يشكلون غالبية الأتباع الجدد في الحركات الجماهيرية، وإنهم ينضمون بإرادتهم الحرة. فيفترض هوفر بأن الإحباط في حد ذاته، ومن دون دعوة أو محاولة للاستقطاب من الخارج، يكفي لتوليد معظم خصائص المؤمن الصادق. والأسلوب الفاعل في استقطاب الأتباع للحركة يعتمد أساساً على تشجيع النزاعات والاتجاهات التي تملأ عقل المحبط.

    يعتبر هوفر أن أول ما يجذب المنضمين الجدد إلى حركات ثورية صاعدة هو رغبتهم في التغيير المفاجئ لأوضاعهم المعيشية. أي أن الحركات الثورية بالنسبة إليهم هي أداة واضحة من أدوات التغيير، والحركات الدينية والقومية قد تكون هي الأخرى وسائل للتغيير. وكي يندفع الرجال في مغامرة تستهدف تغييراً شاملاً من توافر شروط عدة، فلا بد من أن يشعروا بالتذمّر من غير أن يكونوا فقراء فقراً مدقعاً مثلاً. ويجب أن يكون لديهم الشعور بأنهم عبر اعتناق العقيدة الصحيحة أو اتباع الزعيم الملهم، أو اعتناق أساليب جديدة في العمل الثوري، سيصبحون قوة لا تُقهر. بالإضافة إلى ذلك كلّه، يجب أن تكون لديهم تطلعات جامحة إلى المنجزات التي ستجيء مع المستقبل. كذلك، يجب أن يكون هؤلاء جاهلين جهلاً تاماً بالعقبات التي ستعترض طريقهم، فالرجال الذين أشعلوا الثورة الفرنسية لم يكن لديهم أي قدر من الخبرة السياسية. والأمر نفسه يصدق على البلاشفة والنازيين والثوار في آسيا. أما الرجال المجربون ذوو الخبرة فيأتي دورهم في مرحلة لاحقة، إذ إن هؤلاء لا ينضمون إلى الحركة إلا بعد التحقّق من نجاحها، فخبرة المواطنين الإنكليز السياسية مثلاً، هي التي تجعلهم بمنأى عن الحركات الثورية.

    حركات فاعلة

    يؤكد المؤلف أنه عندما يصبح الناس جاهزين للانضمام إلى حركة جماهيرية، فإنهم عادة، يصبحون جاهزين للالتحاق بأي حركة فاعلة، وليس بالضرورة إلى حركة بعقيدة معينة أو برنامج معين. في المدة التي سبقت صعود هتلر إلى الحكم كان من المستحيل أن يتوقع أحد ما إذا كان سينضم الشباب المتوترون إلى الشيوعيين إو إلى النازيين. وفي أثناء غليان روسيا القيصرية كان اليهود والروس مستعدين للثورة على القيصر، وللانضمام إلى الصهيونية في الوقت نفسه، فكان أحد أبناء العائلة الواحدة ينضم إلى الثوار والآخر ينضم إلى الصهاينة. ويقتبس الكاتب هنا كلام والدة حاييم وايزمن: «كل ما قد يحدث سوف يكون ساراً. إذا كان صموئيل (الإبن الثوري) على حق، فسنكون سعداء في روسيا، وإذا كان حاييم (الإبن الصهيوني) عل حق، فسنذهب إلى العيش في فلسطين». هذا الاستعداد للتحوّل، لا ينتهي بالضرورة، عند اعتناق المؤمن الصادق حركة ما. فعندما تكون هناك حركات جماهيرية متنافسة نجد حالات كثيرة من نقل الولاء من حركة إلى أخرى.

    وبما أن الحركات الجماهيرية تستمد أتباعها من الأنماط البشرية نفسها وتجذب النوعية نفسها من العقول، يستنتج هوفر بأن جميع الحركات الجماهيرية متنافسة في ما بينها ومغنم واحدة منها لا بد من أن يكون مغنم الأخرى. كذلك جميع الحركات الجماهيرية تبادلية، بوسع أي حركة منها أن تحول نفسها، بسهولة، إلى حركة أخرى. فقد تتحوّل الحركة الدينية إلى ثورة اجتماعية أو حركة قومية، والثورة الاجتماعية إلى حركة قومية متطرفة أو إلى حركة دينية، والحركة القومية قد تصبح ثورة اجتماعية، أو حركة دينية.

    ويعتقد هوفر بأن كل حركة جماهيرية هي، على نحو أو آخر، «هجرة»، حركة نحو «أرض الميعاد». وعندما تسمح الظروف للحركة، فإنها تنطلق فعلاً من تلك الأرض. هذا ما حدث مع الجماعات البروتستانتية الأوروبية التي عدّت الولايات المتحدة أرض الميعاد الجديدة، وهاجرت إليها، وكما حدث مع تدفق الصهاينة على فلسطين. فالهجرة تقوي، عندما تكون بأعداد كبيرة، روح الحركة ووحدتها، وتلجأ الحركات الجماهيرية النشطة إلى الهجرة، عندما تكون بصدد غزو خارجي، أو حرب صليبية، أو الاستيطان في أرض جديدة.

    يشير الكاتب إلى أن المنبوذين والمهمّشين هم المادة الخام التي يُصنع منها مستقبل الأمة، أي أن الحجر المطروح في الشارع يصبح حجر الزاوية في بناء عالم جديد. فالأمة التي تخلو من الغوغاء هي التي تتمتع بالنظام والسلام والاطمئنان، إلا أنها أمة تفتقر إلى خميرة التغيير. فلم تكن سخرية من السخريات، أن المنبوذين في أوروبا هم الذين عبروا المحيط لبناء مجتمع جديد في القارة الأميركية، بل كان هذا هو الشيء الطبيعي. أما السبب الذي يجعل هؤلاء الغوغاء يؤدون دوراً مهماً في مسيرة الأمة هو أنهم لا يكنون أي احترام للأوضاع القائمة. إنهم يعدون حياتهم فاسدة بلا أمل في العلاج، ويحملون النظرة نفسها إلى الأوضاع القائمة. ومن هنا فإنهم على استعداد، دوماً لتحطيم كل شيء ونشر الفوضى والقلاقل. فالغوغاء يتوقون إلى صهر أنفسهم التي يعدونها بلا معنى في مجهود جماعي خارق وإلى الانخراط في عمل جماعي موحد. الغوغاء دائماً في مقدمة الاتباع، سواء كنا بصدد ثورة أو هجرة جماعية أو حركات عرقية، وهم من ثم يطبعون الحركات التي تغير طبيعة الأمم ومسار التاريخ.


    (عدل بواسطة Osman M Salih on 03-04-2011, 01:08 PM)

                  

03-04-2011, 02:28 PM

عماد البليك
<aعماد البليك
تاريخ التسجيل: 11-28-2009
مجموع المشاركات: 897

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المؤمن الصادق - أفكار حول طبيعة الحركات الجماهيرية (كتاب قديم ومؤثر) (Re: Osman M Salih)
                  

03-04-2011, 03:55 PM

Osman M Salih
<aOsman M Salih
تاريخ التسجيل: 02-18-2004
مجموع المشاركات: 13081

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المؤمن الصادق - أفكار حول طبيعة الحركات الجماهيرية (كتاب قديم ومؤثر) (Re: عماد البليك)


    السيد المحترم عماد البليك

    أشكرك على تكبدك عناء الإجابة عن سؤالي .
    تقول في جوابك أمور هي:
    1- ان نسبة العرض تعود إليك مضافا إلى ذلك توليفة كولاج لمقاطع متعددة سقطت الإشارة إليها .
    2- ان الهدف هو عرض الفكرة للقراء .
    السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو :
    ماهي تلك المصادر التي سقطت الإشارة إليها ? ولم حدث هذا ? وكيف يمكن لي تفسيره : أبفعل السهو سقطت أم أسقطتها عمدا ? .
    تقتضي أصول الكتابة المعلومة بالضرورة الإلتزام الصارم بها ومن بينها ذكر المصادر بالدقة والتفصيل المتعارف عليهما . هذا أو إختلاط الحابل بالنابل .

    (عدل بواسطة Osman M Salih on 03-04-2011, 04:07 PM)

                  

03-05-2011, 12:49 PM

بدر الدين الأمير
<aبدر الدين الأمير
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 22968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المؤمن الصادق - أفكار حول طبيعة الحركات الجماهيرية (كتاب قديم ومؤثر) (Re: Osman M Salih)

    .
                  

03-07-2011, 01:43 AM

عماد البليك
<aعماد البليك
تاريخ التسجيل: 11-28-2009
مجموع المشاركات: 897

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المؤمن الصادق - أفكار حول طبيعة الحركات الجماهيرية (كتاب قديم ومؤثر) (Re: بدر الدين الأمير)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de