|
ونشرت جريدة "القدس العربي" اللندنية اليوم:السودان تحت ضغط لتنفيذ الإصلاحات التي وعد بها...
|
السودان تحت ضغط لتنفيذ الإصلاحات التي وعد بها ******************************************** المصـدر: جـريدة "القدس العربي" اللندنية، بتاريخ: 2011-02-25 الخرطوم ـ رويترز: ---------------------------------------------
***- قدم زعماء السودان تنازلات اولية مع تزايد الضغط من داخل الحزب الحاكم فضلا عن عدوى محتملة بالانتفاضات التي تجتاح المنطقة لكن الإصلاحيين لن تسكتهم الا الأفعال وليس الوعود الفارغة.
***- وربما يكون الرئيس عمر حسن البشير في موقف اكثر حساسية من جيرانه. وبوصفه الرئيس الوحيد الذي أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمرا بإلقاء القبض عليه على الرغم من أنه لايزال في الحكم فإن الأماكن المتاحة له ليذهب اليها قليلة.
***- ويمكن اعتبار القرار الذي اتخذه هذا الأسبوع بإعلان أنه لن يرشح نفسه في انتخابات الرئاسة المقررة عام 2015 خطوة لضمان أن يظل حزبه في الحكم بحيث يتأكد أن بوسعه ترك الحكم ويظل بمأمن داخل حدود السودان بعيدا عن أيدي المحكمة الجنائية الدولية. لكن البعض يرى أن الخوف من أن حزبه قد يسلمه لتحسين العلاقات الدولية يحول دون تنحيه عاجلا وليس آجلا بعد أربع سنوات.
***- وقال عثمان الميرغني رئيس تحرير صحيفة التيار المستقلة إنه اذا تنحى البشير فإن هذا لا يكفي لتأمينه لأن بعض قياداته قد تكون عملية وتقول إن من الأفضل رعاية مصالح البلاد لا مصالح شخص واحد.
***- وسارع مسؤولون من حزب المؤتمر الوطني الحاكم الى التصريح بأن التنازلات المقترحة من بينها إنشاء لجنة لمكافحة الفساد وتوفير فرص عمل للخريجين ليست رد فعل على الانتفاضات التي أطاحت بزعيمي مصر وتونس وقد تؤدي الى إسقاط حكم الزعيم الليبي معمر القذافي.
لكن البشير قدم الاقتراحات وطرح سن التقاعد المحتمل عند بلوغ الستين بالنسبة لمسؤولي الحكومة والحزب على القطاع الشاب من حزبه بهدف استرضاء المجموعة التي كانت العامود الفقري للاحتجاجات في أماكن أخرى.
***- وقد يكشف هذا ايضا القيادة الطاعنة في السن والراكدة لأحزاب المعارضة وبعضها يرأسها نفس الأشخاص منذ عقود ومعظمهم تجاوزوا السبعين من العمر.
***- وقال باحث غربي متخصص في الشأن السوداني طلب عدم نشر اسمه 'وضع حزب المؤتمر الوطني في مكانة اكثر الأحزاب تجاوبا مع المشاعر الشعبية دهاء... ويشير ايضا الى أن الأرجح أن يأتي التغيير في السودان من داخل النخبة الحاكمة وليس من متحد خارجي'.
***- لكن سبق أن قطع حزب المؤتمر وعودا على نفسه بالاصلاح وحنث بها من قبل. الاختلاف الآن هو أن الضغط على الحزب الحاكم الذي استولى على الحكم في انقلاب أبيض عام 1989 يأتي من الداخل.
***- وقال محللون ان رياح التغيير تزيد التأييد للجناح الاصلاحي داخل حزب البشير.
***- وقال محجوب محمد صالح رئيس تحرير صحيفة الأيام المستقلة إن التطورات الأخيرة في العالم العربي ستقوي هذا التحدي وربما تجعل له قاعدة عريضة. وأضاف أنه اذا حدث هذا فسيكون أمرا جيدا.
***- وبدأ إصلاحيون من حزب المؤتمر الوطني التعبير عن مخاوفهم علنا في إظهار نادر للمعارضة. وهم يدركون أنه اذا لم يحدث التغيير الآن في السودان الذي يعاني بعد عقود من صراعات أهلية متعددة فقد تندلع احتجاجات في الشوارع مطالبة بتغيير النظام بالكامل وهم من ضمنه.
***- وقال مكي المغربي وهو رئيس تحرير احدى الصحف الموالية لحزب المؤتمر الوطني في كلمة وجهها الى البشير هذا الأسبوع إنه يجب أن يحصل الشعب السوداني على ثلاثة أرباع ثروة أشقاء الرئيس.
***- ويبدو واضحا أن الإصلاحات الطفيفة التي اقترحت حتى الآن لا ترقى الى ما يريده الإصلاحيون داخل حزب المؤتمر الوطني ناهيك عن الشعور الشعبي بالبلاد. وفرقت الشرطة عشرات الاحتجاجات المناهضة للحكومة بالعنف في أنحاء الشمال هذا العام ولايزال عشرات من مسؤولي أحزاب المعارضة والنشطاء في السجن دون توجيه اتهام لهم.
***- وفي حين فشلت الحركة في استقطاب دعم واسع النطاق قبل أن تتداعى يقول كثيرون إنه اذا استمرت الأزمة الاقتصادية فقد يندلع المزيد من الاحتجاجات. وقال الميرغني إن الإصلاح الحقيقي يجب أن يحدث الآن.
***- وأضاف أن الشعب لا يتطلع الى وعود بل الى أفعال. وقال إنه لم يعد ممكنا أن يحاول المسؤولون كسب الوقت من خلال محاولة إجراء تغييرات طفيفة لنظام حكمهم.
|
|
|
|
|
|