|
دقت طبول الرحيل ... فاسقطو هذا النظام ! ( نجم الدين كرم الله ) ..
|
المحزن في هذا الزمان أن النظام الذي ظل يحكم السودان بالحديد والنار منذ أكثر من عشرين عاماً، اكتشف مؤخراً بان هناك فساداً في هذا البلد ويجب أن تتم محاربته ويجب أيضا أن يتم تشكيل مفوضية لمحاربة هذا الفساد. أي بمعنى يجب على الذين افسدوا أن يحاسبوا أنفسهم بأنهم افسدوا. كما يجب على الشعب ان يخرج ويصفق ويبارك هذه الخطوة الشجاعة. نعم يجب على الجمهور أن يهنئ النظام على شجاعته واكتشافه العظيم أن هناك فساداً يجب محاربته.
أود أن اذكر هنا، "وان الذكرى تنفع المؤمنين"، بان "ثورة" الإنقاذ جاءت وبناءً على هذا الاسم لإنقاذ أهل السودان من الفساد، وعليكم الرجوع للبيان الأول لل"ثورة" في هذا الشأن. كما قامت بإجراء محاكمات عاجلة لل"فاسدين" ولا سيما أن الذين أشعلوا تلك ال"ثورة" استطاعوا أن يروا الفساد في الحكومة السابقة المنتخبة ديمقراطياً وفي خلال عمرها آنذاك والذي لم يتجاوز ثلاثة سنوات، بينما عجوزا تماماً عن اكتشاف الفساد في عقر دارهم لأكثر من 22 عاماً، كيف ذلك؟!.
ان النظام السوداني يتحدث عن الفساد وكأنه مرض ينتقل بين الناس كالزكام وان النظام المسكين لا يعرف كيف يتعامل معه أو كأنه قدر مكتوب و ما علينا إلا التسليم به، أو كأن هذا الفساد جسم غريب عن تلك الأكذوبة (الإنقاذ). ولا يبدي هذا النظام أدنى نوع من المسؤولية عن هذا الفساد الذي اُرتكب في ظل وجوده ولا أقول بعلمه، بينما يبدى في نفس الوقت ويظهر للشعب مدى قوته و متانه عضلاته كيداً للذين ينادون بالتغيير ويقول" الدايرنا يلاقينا في الشارع". إذاً لماذا لم يتحدى هذا النظام الفساد ويتوعده كما يتوعد الثائرين من الشعب؟. ولماذا لم يُجلد هذا الفساد بسياط " قدوقدو" كما تم جلد أكثر من ألاف النساء السودانيات؟ ولماذا لم تطبق الشريعة الإسلامية على الفساد الذي يعترف به الرئيس نفسه؟، أما كان بالأحرى علينا وبنفس الإيديولوجية الإسلامية أن نطبق الشريعة الإسلامية ضد الفساد وكان لنا من الوقت أكثر من عشرين عاماً؟ أم أن الشرع يصلح فقط لجلد النساء على طريقة (قدوقدو).
فإذا كان هذا النظام لا يعلم حقيقةً بهذا الفساد وإنما إكتشفه بعد 22 عاماً ، خلافاً لجميع قطاعات المجتمع السوداني صغيرها وكبيرها والتي هي على علم ودرارية تامة بذاك حتى اطفال المدارس ناهيك عن النخب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، فأن ذلك يكون مصيبة حقيقية مفادها ان الدولة لا تعلم ولا تدري عن ما يدور في داخلها لنحو ما يقارب ربع قرن من الزمان. أما إذا كان النظام يعلم بذلك الامر اصلاً فستكون تلك مصيبة اكبر، فانة يكون بذلك مشاركاً في هذا الفساد بنفسه وعينه، ونحن السودانيون نرفض كل نظام فاسد، أما دون ذلك فتكون تلك الفرقعات ليست إلا قرعاً لطبول الرحيل الذي بات وشيكاً مع تساقط الانظمة في الدول المجاورة كتساقط الذباب في هجير النهار.
والمضحك المبكي أيضا أن رئيس السودان الذي يحكم منذ 22 عاماً ابتكر أمراً هام ومفيداً جداً للشعب السوداني، مفاده أن الإنسان عندما يصل عمراً معيناً يجب أن يتخلى عن العمل أو القيادة وانه ومن هذا المنطلق لن يرشح نفسه للرئاسة مرة أخرى بعد قضاة أربعة أعوام. أذاً لابد للشعب أن يحتفل بهذا الانجاز العظيم، وان يبكي حزناً على فراق الرئيس.
.... إذاً اسقطو هذا النظام ...... حتى لا يأتينا مرة أخرى وبعد عشرون عاماً أخرى بان كلابه الضالة قد استباحت نساء السودان إستحياءً وأغتصاباً، وانه يريد تشكيل مفوضية لتقصى الحقائق والبحث عن أن هناك حالات اغتصاب حدثت، وما علينا إلا ان نصفق للنظام.
ولعلمي بأنه لا يوجد ملكاً أو زعيماً أو رئيساً أو أي نظام في تاريخ البشرية استطاع أن يكسر شوكة الشعوب حتى ولو استخدم اقصى أنواع القمع.
إذاً اسقطو هذا النظام ......
نجم الدين كرم الله
وارسو – بولندا
نقلا عن مجلة سودانية http://www.sudanyia.net/2010-08-12-12-33-48/371-2011-02-22-16-52-51.html
|
|
|
|
|
|