|
بيان رئيس الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة حول احداث ليبيا
|
بسم الله الرحمن الرحيم بيان من رئيس رابطة علماء المسلمين ورئيس الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان عن أحداث ليبيا الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين. لقد تابعنا كما تابع غيرنا ما يجري من أحداث دامية في ليبيا، في الأيام الماضية، على شباب مسلم أعزل إلا من الإيمان مطالبين بنيل حريتهم، ورفع الظلم، والكبت عنهم وعن أهليهم وذويهم، بإزالة وإزاحة هذا (الكابوس) الذي جثم على صدور المسلمين لأكثر من أربعة عقود من الزمان راح ضحيتها بضعة مئات من المسلمين الأبرياء، والشباب الأطهار الأنقياء وفيهم أطفال، هذا بجانب بضعة الاف من الجرحى والمعاقين. هذا الظلم والتعسف والإرهاب الذي ووجه به المتظاهرون المسالمون، لا يقره شرع ولا عرف ولا قانون دولي. قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق من الجرائم العظمى والكبائر المنكرة. قال تعالى: "وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا" سورة النساء: 93. وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث كفر بعد إسلام، أو زنا بعد إحصان، أوقتل نفس بغير نفس" صحيح سنن أبي داود رقم: [4502] وقال: صحيح. أضحى الآن دم المسلم أرخص الدماء، فالمسلمون يُقـَتَّـلُون صباح مساء على أيدي الكفار الغزاة، وعلى أيدي الحكام الطغاة، من غير جريرة ولا محاكمة ولا حياة لمن تنادي. لقد أعز الله المسلم وكرمه وحرم عرضه وماله ودمه: "كل المسلم على المسلم حرام: دمه وعرضه وماله" مسلم رقم: [2564]. وقال صلى الله عليه وسلم: "لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مسلم" صحيح عن ابن عمرو. وفي رواية: "والله للدنيا وما فيها أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق". إذا كانت الدنيا وكل ما فيها أهون على الله من قتل المسلم، فكيف تهدر دماء المئات خشية زوال حكم طاغية من الطغاة؟! ليس لهؤلاء الطغاة قدوة فيما أقدموا عليه بالأمس، في تونس ومصر، واليوم في ليبيا إلا ما فعله أخوهم في الظلم والطغيان مع أصحاب الأخدود: "قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ" سورة البروج: 4 ـ 8. وقال: "لا يزال المرء في فسحة من أمره ما لم يصب دماً حراماً"، فويل لهؤلاء الطغاة من هذه الدماء الطاهرة، وويل لهم ثم ويل لهم من عدم تحكيمهم لشرع الله ونبذهم إياه. ما يمارسه النظام الليبي من الإبادة الجماعية، ضد الشباب العزل في ليبيا ليس له نظير في العالم كله. يسعى النظام الليبي في محاولات يائسة للبقاء، بإثارة الفتن والثائرات بين القبائل، وكذلك يجلب المرتزقة من خارج ليبيا، ولكن الشعب الليبي أوعى وأدرى بأساليب القذافي ومكره فلن ينخدع بذلك ولن يثنيه على عزمه وصموده. لابد من استمرار المدافعة والصبر والاحتساب، والتفاف كل الشعب الليبي مع هؤلاء الشباب، ولا ينبغي القبول إلا بالإطاحة بهذ النظام الغاشم وجميع رموزه وأدواته. كما ينبغي أن تكون الرؤية واضحة، والغرض من محاولة التغيير هذه، بجانب رفع الظلم والمعاناة، هو الرجوع إلى شرع الله المصطفى. فالنصر من عند الله العزيز الحكيم، وعليكم أيها الشعب الليبي المسلم أن تنصروا الله لينصركم ويثبت أقدامكم وذلك بالنية الصادقة، والتوبة النصوح، والعزم على نبذ القوانين الوضعية، والعودة إلى الشريعة المحمدية. أيها الشعب الليبي عليكم بالصمود والاجتماع، واحذروا التفرق والاختلاف. وفي الختام فإنا نهيب بجميع المسلمين علماء وهيئات، ومنظمات وجماعات مناصرة الشعب الليبي، والوقوف معه في محنته بكل متاح، بالدعاء، بالمناشدة، بالاغاثات والمساعدات وإصدار البيانات وهذا أضعف الإيمان، وأقل واجب الأخوة الإيمانية وأضعف صور التعاون على البر والتقوى.
اللهم انصر إخواننا المسلمين في ليبيا، اللهم قوي شوكتهم، وسدد رميتهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم إنك ولي ذلك والقادر عليه.
الشيخ/ الأمين الحاج محمد رئيس رابطة علماء المسلمين ورئيس الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان 19 من ربيع الأول 1432هـ
|
|
|
|
|
|
|
|
|