|
هل ينتصرُ جَلدُ الشعبِ أم مكر الطُغاة؟
|
هل ينتصرُ جَلدُ الشعبِ أم مكر الطُغاة؟
يحتجُ الشعبُ فيخرجُ إلى الشارِعِ هادِراً وغير مبالٍ بما يلقاه من حُماةِ الطُغاةِ، ولما كان على كاهِلِ الشعبِ الكثير من العنتِ أصلاً لمُجابهةِ الحياة ومتطلباتها فإنه إما أن يكون محدود الصبر ويعود إلى حياته (غير الطبيعية طبعاً) عند أول بادرة خِداعٍ من الطُغاةِ أو نتيجة للخوفِ على الأرواحِ من البطشِ السافِرِ ممن يفترض فيهم نُصرته من جيوشٍ هي في المقام الأول (حامية الشعب والوطن) لا حامية (الطُغاة والعفن)...
لا توجد هنا شعرة معاوية، فالشد يقطعُ بجهةٍ من الجهتين لصالح الأخرى، فأن يصبر الشعب مثلما حدث في تونس البوعزيزي ومصر التحرير فإنه سيُلقى بالطغاة إلى حيث ينبغي أن يكونوا (خارج أسوار الوطن الذي أردوه ولم ينقذو فيه سوى أنفسهم وأهليهم ومن يطبلون) أو يذهب هو (أي الشعب) إلى حيث مسلسل ضياعه وتفتيت بلاده...
وأعلمُ أن نظاماً فاشياً مثل هذا النظام لا ولن يتورع عن وأد صوت الحق أو تثبيط الثورات عليه فقد عُرف عنه على الدوام (ودوام الحال من المحال) بأنه الأقدر على الاحتجاج بشتى السُبل دون تورع عن فعلٍ نهى الدين الذي يتشدقون به عنه...
والحال كذلك فإنه ليس أمام الشعب السوداني قاطبة من خيار إلا الصبر على أحد الخيارين المتاحين بطش الطُغاة وقوفاً واحتجاجا أو بطش الطُغاةِ جموداً وانكسارا
والخيار الأول يتبعه بعض الألم والفقد ثم تليه الحرية
أما الثاني فإنه الظلام المحتم والدائم
فهل أصبحنا مطية لمن لا يرحم أم بنا عزة باقية نبشر بها أرضنا وأجيالها الآتية بأنا ضد كل ما هو غير نافع...
2/2/2011م
|
|
|
|
|
|