|
|
 صار الجنوب دولة مستقلة فأبعدونا إعلاميا عن صراعاتهم
|
يبدو لي أن صحافتنا السودانية غير قادرة على استيعاب حقيقة أن الجنوب قد صار دولة مستقلة ، ومنذ إعلان نتيجة الإستفتاء بفوز خيار الإنفصال بنسبة 99% فإن تغييرا كبيرا في التركيبة النفسية وتناقص الإهتمام بجنوب السودان قد بدأ يتسرب لنفوس الكثيرين وأنا منهم.
هذا التغيير النفسي من نتائجه الفورية تنامي الشعور بأن الصراعات السياسية الداخلية بين الفرقاء الجنوبيين لم تعد أمرا يخصنا ولا تدخل في نطاق إهتمامنا ، ولهذا لست أدري حقيقة ما الداعي لأن تستمر الصحف اليومية السودانية من إنتباهة وغيرها في نفس الخط التحريري ونفس الإهتمام بالشأن الداخلي الجنوب سوداني
شقاقات ، وصراعات وأخبار في صحافتنا تفوح منها رائحة الشماتة والتحريض ، لماذا ؟
هل نهتم بتفاصيل الحياة السياسية والصراعات الحزبية في يوغندا وكينيا ؟ أم هل نهتم بالصراعات القبلية في الكونغو ونلاحق تفصيلها وعدد قتلاها؟
وإذا كانت اللغة التحريضية لصحافتنا مفهومة قبل أشهر في سياق محاولة إضعاف الحركة الشعبية أو المناورات السياسية في إطار الدولة الواحدة ، فإنها اليوم لن تعدو كونها إصرارا على الإستمرار في اللعب بعد أن أطلق الحكم صافرة نهاية المباراة.
أتركوا السودانيين الجنوبيين وصراعاتهم وإتفاقاتهم وفشلهم ونجاحاتهم ، أتركوهم وأعطونا الفرصة لكي نغادر نفسيا وعقليا وذهنيا هذه المحطة إلى محطة أخرى عنوانها : ماذا نحن فاعلون في أيامنا القادمة في ما تبقى من هذا السودان؟
|
|
 
|
|
|
|
كمال حامد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست