|
السودانييون ووكالات السفر والسياحة والنصب والاحتيال
|
السودانيون أكثر الناس احتراماً خارج وطنهم وسمعتهم في الدول التي يغتربون فيها طيبة إلى حد كبير. وبحكم أسفاري واختلاطي بالشعوب العربية خرجت بخلاصة مفادهاأن السوداني عند إخواننا العرب رمز للأمانة والشهامة ؛ و مثل يحتذي في الرجولة والكرامة فالسوداني لا يرضى الضيم ولا يقيم عليه.
ومع هذا نجد للأسف أن وكالات السفر بالسودان - وهي في غالبها تسعى لتعزيز مواردها - تتلاعب بشبابنا وتقدم لهم عروضا زائفة لاغتراب غير مقنن ولا مدروس ، مما سبب مشكلات كبيرة لشباب كان علينا أن نأخذهم إلى مقاعد الدرس ونبصرهم بعمل مفيد مثمر.
وحتى لا أطيل أحكي لكم هذه القصة لضحية من ضحايا وكالات السفر والسياحة:
في طريقي إلى الدوحة قادما من الخرطوم يوم 26/1/2011م وأنا في الانتظار "ترانزيت" في مطار دبي فوجئت بشاب سوداني في مقتبل العمر "أحمد ع ح" هذا الشاب أمضى ثلاثة أيام بمطار دبي من غير طعام ولا شراب ولا غطاء وليس معه مال، وهو لا يستجدي أحدا لأن نخوته السودانية تأبى عليه ذلك ؛ المهم ما قصة هذا الشاب؟ هذا الشاب اتصل بوكالة سفر "وكالة ص للسفر والسياحة" فباعو له فيزا سياحية يدعون أنها " محروقة" أي أنه سيكون له مطلق الحرية في التحرك في الإمارات العربية ؛ اشترى منهم الفيزا ب 19000 مليون وتسعمائة ألف ثم أخذ تذكرة سفر ذهاباً فقط ممنيا نفسه بالإقامة الطيبة في هذا البلد الغني .
لما وصل مطار دبي وجد أن التأشيرة مضروبة ، ورفضوا دخوله وليس معه تذكرة عودة ، فتركوه في المطار هائما على وجهه لا أحد يعطيه جوابا ولا يجد حلاً.
وللأمانة وجده قبلي أحد الإخوة القادمين من عمان "رعد أحمد عابدين" و بكرم السودانيين ذهب به المطاعم السياحة في المطار فأطعمه وسقاه مشكورا على ذلك .
كان تحركنا مع الإخوة في المطار أن يعود للخرطوم بالخطوط التي أقلته إلى دبي لأنها المسئولة عن إيصاله بدون تذكرة عودة ، وبعد لأي توصلنا إلى هذا الحل ، ودعته ليعود للخرطوم مهضوم النفس مكسور الجناح ، وأضاع ما في يده من مال وبقى التساؤل إلى متى تتلاعب هذه الوكالات بأبناء السودان ؟ وتزج بهم في غربة لا ترحم؟! _______________ د. مصطفى محمد محمود الشنقيطي
===============
وصلني هذا المقال صباح اليوم من زميلي الدكتور مصطفى الشنقيطي بعد رجوعه من السودان ليصل عبر هذا المنبر الكبير لأكبر عدد من الناس لعله يساهم في توعية الأخوة الشباب في السودان حتى لا يقعوا فريسة للنصابين والمتحايلين لأخذ أموال الناس بأي طريقة وبشتى الحيل
|
|
|
|
|
|