غدا الساعه التاسعه في الساحه الشعبيه بمدينه رفاعه تنطلق المظاهره الكبرى

Quote: إلا أنني الان يجب ان أحدثكم عن مُظاهرة القصر حيث كنت كما رأيتها ، كما عشتها ، كما كانت قدمت في تمام العاشرة والنصف صباحاً ...ووقفت مع آخرين أعرفهم ...الشارع يبدو هادئا لا كشارع يستضيف مسيرة ، شارعٌ يبدو فيه جميع الناس أنهم قدموا للعلاج مشغولين بالمرض عما سواه ، أخذت أرقب في وجوه السودانيين ، متعبين وعيونهم غائرة ...أحزانهم كبيرة حتى صارت لها شخصياتها الخاصة الحزن لايوجد في قلوبهم كما يوجد الحزن دائماً ، الحزن كائن آخر يمضي مع كل منهم ، بدا لي انني رأيتهم يمشون بفترٍ شديد ، وحزن كل منهم نشط أكثر منه ، وكأنه يقوده نحو طريق ما ، غير معروف الحزن يعرف الطريق وصاحبه غير مُهتم جلسنا ننتظر الناس الساعة تقترب من الحادية عشر وشارع القصر تدخله فقط عناصر الأمن المتظاهرين قِلة الشرطة أكثر منهم عناصر الأمن متى جند الأمن كل هؤلاء الناس ؟ بعد الحادية عشر بقليل أتى من يخبرنا أن المسيرة ستنطلق من الكمبوني ذهبنا لم نجد أحداً ، عدنا لشارع القصر قول آخر المسيرة ستنطلق من المريديان ذهبنا إلى هناك وقفنا عشرون شخصا أكثرهم من الفتيات ما أجملهن ما أصدقهن مؤمنات بالخروج والتظاهر السلمي من أجل واقع أفضل. الشباب قررو يبدو المظاهرة في الوقت المحدد سلفا بدون ما يرجو باقي الناس وقد كان وكانت مفاجئة لكلاب البوليس لان المكان كان غير معلن ف النت الشئ الادى لتأخرهم، فقد تم تأمين الاحياء السگنية منذ ليلة 29 يناير والجامعات من الصباح الباكر ليوم 30 يناير المهم تاخر البوليس خلانا نشوف ردود افعال الناس وتفاعلم مع الشعارات كان المتفق عليه سلفا شعار لا لا للغلاء وكان تفاعل الجمهور سلبي ثم جربنا شعارات اخرى وظل الجمهور معزول حتى استفزاز المتظاهرين للناس بشعار "الشعب جعان لكنو Jaban" ، ماكان في اي رد فعل من الناس بل بالعكس حاول اعوان الامن تحريض الجمهور ضد المظاهرة لو لا ذكاء احد قادة المظاهر بتحويل الهتاف الى لمتين لمتين عايشيين بالدين، ليبدا بعدها التجاوب خجولا ثم يتصاعد حد الزغاريت بل رايت احدى الموظفات تنضم للمظاهرة وتهتف معنا،، سوء التخطيط كان بالمرصاد عند توقف عربتان مدججتان بگلاب لهب ونكتشف ان جمعنا اقل من نصف اعداد الشرطيين مما فاجائهم انفسهم فانقضو علينا،، نعم تراجعنا ونحن نهتف لكن ف النهاية استطاعو تفريق المظاهرة ف مهدها...لنتفاجاء باعداد كبيرة تكاد تفوقنا من رفاقنا الذين تاخرو عن موعد المظاهرة احادا وجماعات يسالون عن مكان المظاهرة للالتحاق بها،، بس بعد ماملاء العسكر الموقف والعمل على تفريغه من المواطنين اجباريا،، لنكمل يومنا كافعى قطع راسها ف غياب اعلام منظم يوجهنا الى اماكن تجمع بديلة او الانضمام الي مجموعة اخرى من المتظاهريين باستغلال وسائل الاتصالات الحديثة من رسائل قصيرة والفيسبوك والموبايل والموبايل انترنت على اجهزة النقال او اللابتوب التي لم يضطر النظام الى اقفالها اوالمساس بها طيلة اليوم قال لي خلاص نبدأ وكانه يقول نعمل شنو يعني ثم أخذ يصفق ونزل من ترتوار المريديان في تجاه الشارع تبعناه جميعنا وأخذنا في الهُتاف بقوة ...تحررنا من فكرة الإنتظار ، الإنتظار نوع من العبودية كما قال أحد الكُتاب أخذنا نهتف بقوة وكاننا نعوض عن نقصنا العددي بحلاقيم كبيرة الفتيات كُنَ أكثر ثم بدأ الناس يتوافدون أربعون خمسون سبعون مائة لا أكثر ...لا أكثر على الإطلاق ...ربما أقل مؤمنين بالتغيير ، مصرين على التعبير عن رأينا الهتاف يعلو ...ويعلو لا لا للغلاء ...خبزاً خبزاً للفقراء خروج هزيل لاشك في ذلك اعني بذلك مسيرة القصر أحدث فقط بما رأيت لا أخون قلمي ، لا اخون التغيير الحضور في احسن حالاته في هذا المكان كان لايزيد عن مائة ...للناس ظروفها الشارع لم يستجيب لا شك في ذلك غداً تحركٌ أوعى حماس أكثر وسلبية أقل