|
ذكرى استقلال الخرطوم ..... محجوب عثمان ( الرائد )
|
ذكرى استقلال الخرطوم صحيفة الرائد أصداء محجوب عثمان
في صباح مثل هذا اليوم 26 يناير قبل 126 سنة استطاع جيش الإمام المهدي دخول الخرطوم واقتحم القصر الجمهوري وقتل غردون باشا معلنا تحرير الخرطوم من نير الحكم التركي الذي استمر مسيطرا عليها منذ بدايات القرن قبل الماضي. الإمام محمد احمد المهدي قاد الثورة الإسلامية وأراد بقوة الشعب السوداني أن يقهر الظلم والنير مستقبلا وأنصاره وابل النيران التي انهمرت عليه من كل الجهات. يقول التاريخ إن 26 يناير هو موعد سقوط الخرطوم.!!!! سقوط الخرطوم في ايدى الإمام المهدي!! سقوط الخرطوم في ايدى الشعب السوداني!!! هكذا يزيف التاريخ الحقائق لان من كتبوا التاريخ الحديث في بلادي كانوا مثل نعوم شقير وسلاطين باشا . الخرطوم لم تسقط في ذلك التاريخ .... الخرطوم تحررت هناك من قبضة حكم أجنبي سيطر على السودان ونهب خيراته ورجاله لما يقارب القرن. معارك السودانيين ضد الأجنبي لم تبدأ أو تنتهي بالمعركة الصغيرة التي قادها الأنصار ضد غردون... ولكنها معارك كبيرة نذكر منها فقط معركة شيكان التي وهبت العالم مادة تدرس في أعظم للكليات الحربية في بريطانيا على اعتبار أن ما قام به الفارس عثمان دقنة لم يكن بالتخطيط العادي ولا التكتيك الحربي الذي يمكن أن يمر مرور الكرام. كان لابد ان يعرف العالم ان مقاتلين يحملون السلاح الأبيض استطاعوا فى ستة ساعات ان يهزموا جيشا مدججا بالبنادق وكذلك فى الأذهان معركة توشكي ونضال على عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ وعبد القادر ود حبوبة . واستمر النضال تحمله الاجيال حتى معارك الميل أربعين وتحرير توريت الأخير . ولا يخفى على احد معركة امدرمان التي حسمت فيها الأجهزة الأمنية تطلعات العدل والمساواة خلال ساعتين لا أكثر. لا يمكن لعاقل الآن ان يفكر مجرد تفكير فى إثارة الحمية السودانية فان السوداني متى ما أثير لامر ما قان منجزه لا محالة. الشعب السوداني المعلم اكبر من اى املاءات تقوده نحو ما لا يريد فهو الشعب الذى اعطى العالم كله امثلة متنوعة فى الصبر على المكاره وخوض غمار الحروب . يكفى فقط ان اطماع الحكم التركي جاءت تبحث هنا عن رجال اشداء وفرسان اقوياء لخوض غمار الحروب. مهما تكالبت القوى على السودان فانه يظل وطنا يحمل ذات الجينات التى لا توجد عند سواه . ينفصل الجنوب ويظل السودان كما هو شعبا ملهم ومعلما للشعوب خيب السودانيون رجاء العالم الذى اتى ليصور المجازر عقب الانتخابات وخيبوا رجاءه مرة اخرى عند الاستفتاء . احتفال استقلال الخرطوم قادته وزارة الثقافة واحيت بموجبه حفلين كبيرين قاد احدهما المبدع محمد الأمين وقاد الحفل الثاني الرائع عبد القادر سالم . احتفالات استقلال الخرطوم انطلقت امس الاول من امام الباخرة التي كانت تهب لنجدة غردون فاغرقها الانصار على مشارف كررى . الاحتفال انطلق من طابية امدرمان وعند الطابية يحلوا الكلام .
|
|
|
|
|
|