الصادق المهدي : الجزء المسيحي في السودان صنيعة الاستعمار، ولم يكن سودانيا.

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 01:54 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-26-2011, 08:27 AM

Abdulrahman Eldaw
<aAbdulrahman Eldaw
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الصادق المهدي : الجزء المسيحي في السودان صنيعة الاستعمار، ولم يكن سودانيا.

    الحوار منقول من موقع onislam

    * السودان اختار الإسلام اختيارا، ولهذا 100% من أهله مسلمون.
    * الجزء المسيحي في السودان صنيعة الاستعمار، ولم يكن سودانيا.
    * الإنجليز برروا احتلالهم للسودان بمقاومة الإرهاب المهدوي.
    * تجارب تطبيق الشريعة في السودان كانت فوقية، ولذا أخفقت.
    * التجارب الإسلامية التي تنحاز للحدود والإجراءات العقابية تسئ للإسلام.
    * الإجراءات العقابية في الشريعة تحتاج لمراجعة تجديدية.
    * قوة الإسلام في ثقافته، وهذا سيقلل من تأثير فشل تطبيق الشريعة.
    * شعوبنا تميز بين الإسلام والمحاولات الإنسانية لتطبيقه.
    * لابد من تجاوز الماضوية، والتروي في استيعاب فقه الواقع.
    * تمسك الجنوب بتقرير مصيره كان نتيجة لتطبيق الشريعة.
    * الجماعات السياسية المفتقرة للوعي والمسؤولية سهلت تبلور الانفصال.
    * خبرة تطبيق الشريعة مستقبلا يجب أن تراعي ظروف مجتمعنا.
    * انفصال الجنوب لن يعني تغير التركيبة الثقافية المتنوعة للسودان.
                  

01-26-2011, 08:48 AM

Abdulrahman Eldaw
<aAbdulrahman Eldaw
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي : الجزء المسيحي في السودان صنيعة الاستعمار، ولم يكن سودانيا. (Re: Abdulrahman Eldaw)

    حوار/ وليد الطيب
    في هذا الحوار تحدث الصادق المهدي عن العلاقة الطوعية ا########دة بين الإسلام وقلوب الشعب السوداني، شارحا رؤيته لتطبيق عصري
    متوازن للشريعة في السودان، منتقدا أداء الحكومة السودانية حيال قضية التطبيق بصورة خاصة. وفي حواره مع أون إسلام.نت حلل الصادق
    المهدي العلاقات الارتباطية بين تطبيق الشريعة وانفصال الجنوب. وانتقد سطحية الرؤية التي حكمت انتواء التطبيق المستقبلي للشريعة، مؤكدا
    على أن سودان ما بعد الانفصال لن يعكس استقرارا إثنيا أو دينيا، وهو ما يعني الحاجة لنفس الشروط الحذرة لتطبيق الشريعة، والتي يتحرك
    فيها على مشروع لبعث الحركة المهدوية، وقيادة الوسطيين الإسلاميين، والتحرك بالسفينة السودانية بحذ.
    * بعد هذه التجربة الطويلة لمحاولة تطبيق الشريعة الإسلامية وما اكتنفها في السودان من نجاحات رفيعة وإخفاقات كبرى مثل انفصال الجنوب يتبادر سؤال هل سيزوي الشعار الإسلامي في السودان مستقبلا؟
    لصادق المهدي: السودان في استعداد كبير للتوجه الإسلامي. وهذه الحقيقة غُرست نتيجة إلى أن الإسلام دخل السودان السودان بصورة اختيارية
    ، والأشياء التي تتم اختيارا دائما تكون أقوى. كثير من البلدان الإسلامية أسلمت بعد الفتح. والسودان عندما كان دولة مسيحية قاوم الفتح الإسلامي،
    ولكنه بعد ذلك استقبل الإسلام اختياراً، والنتيجة هي أنك الآن تجد في البلدان التي فتحتها الجيوش الإسلامية أقليات غير مسلمة؛ أما في السودان
    الذي قاوم الفتح الإسلامي فقد تحولت بواسطة الفتح القرآني إلى إسلامية مئة بالمئة.
    صحيح أن هناك مسيحية في جنوب السودان لكنها في حقيقتها أتت مع الاحتلال البريطاني. أما شمال السودان الذي كان موطن الممالك المسيحية
    (سوبا ونوباتيا) فقد أسلم أهلها 100%، هذه حقيقة أولى. والحقيقة الثانية هي نتيجة لهذا الغرس الإسلامي أنه في ظروف التطلع الإسلامي نحو
    إثبات الذات الإسلامية في القرن الثامن عشر والتاسع عشر ظهرت حركات إسلامية لتجسد هذا التطلع، وكان أقواها وأكثرها صدى وفاعلية في
    مواجهة الغزو الأجنبي والتفتت كانت الحركة المهدية في السودان.
    ومع أن الجيوش الأجنبية هزمت الدولة المهدية إلا أن الإنجليز على طول عهدهم الاستعماري كان يدركون أنهم إذا استفزوا المشاعر الإسلامية
    في شمال السودان ستنشأ مقاومة مهدوية إسلامية لمقابلة ذلك الاستفزاز، ولهذا حاول الانجليز تصوير غزوهم للسودان آنذاك أنه ليس غزوا للإسلام
    ، ولكنه غزو للحركة المهدوية باعتبارها تطرفا إسلاميا (إرهابا بمصطلح اليوم) وانحازوا للإسلام الصوفي في السودان، وعملت حملتهم الإعلامية
    لتأكيد هذا المعنى. كل هذا يعبر على أن التربة السودانية فيها حماسة دينية قوية.
    * أرجو من فضيلتكم اسقاط هذا المنظور على واقعنا المعاصر؟
    الصادق المهدي: في واقعنا المعاصر، في رأيي حصلت محاولتان للبعث الإسلامي في السودان، المحاولة المايوية والمحاولة الإنقاذية، وهما محاولتان
    فوقيتان، وكنا نحن نتحدث عن أسلمة منضبطة بعوامل الحوار ومراعاة العصر وبعوامل مراعاة حقوق غير المسلمين، كنا نتحدث عن أسلمة تراعي
    ظروف العصر وتراعي ظروف التنوع، لكن التجربتان المايوية والإنقاذية ألقتا بهذا عرض الحائط وانطلقت في وجه إحداث أسلمة قهرية/فوقية.
    وأعتقد أن هاتين التجربتين (مايو والإنقاذ) أساءتا للإسلام، وذلك لأنها ربطت بين الإسلام والقهر، وبين الإسلام والقمع، وبين الإسلام والظلم.
    وهذا أساء للتجربة الإسلامية. كان من المفترض أن أي تجربة تدعي الإسلام أن تكون مثلاً في العدالة والحرية واحترام حقوق الإنسان وهذه المعاني.
    هل تقصد بمصطلح فوقية أنها محاولة على مستوى الحكم فقط وليس على مستوى المجتمع؟
    الصادق المهدي: نعم على مستوى الحكم، وفي رأيي المجتمع السوداني منحاز للإسلام. وقد قمت بدراسة لتجربة التطبيقات الإسلامية على مستوى
    الحكم والدولة، ليس لهذه التجربة السودانية وحدها ولكن للتجارب في باكستان وإيران، وتوصلت إلى أن غالبية هذه التجارب أساءة للإسلام لأنها
    انحازت لوجه معين من وجوه التطبيق الإسلامي وهو الحدود والأحكام العقابية، ولم تراع – حسب رأيي- الإسلام كحضارة ونظام اجتماعي، وفي
    هذا الخصوص كتبت كتابي (النظام الإسلامي والعقوبات الشرعية)
    وفي دراساتي بينت أننا في أي نوع من التطبيق الإسلامي يجب أن نراعي الإسلام كدين للحرية والعدالة والتكافل الاجتماعي، وأن العقوبات هي وسيلة
    من وسائل حماية هذا المجتمع.
    * في ظل نظام إسلامي معاصر هل يمكن أن تطبق الحدود الشرعية بما فيها من رجم وقطع يد وغيرها من العقوبات؟
    الصادق المهدي: كلها تناولتها في كتابي الآخير. وأنا أعتقد بأن الرجم ليس عقوبة إسلامية متفق عليها. وأقول أن ممارسة (عقوبة) الرجم كانت اتباعا
    للعقوبة اليهودية، ولكن جاءت آية حد الزنا (الزانية والزاني فاجلدوا..)، وشرحت كيف أن الإسلام ليس فيه رجم حسب الوثائق التي قدمتها في هذا
    الموضوع، وكذلك الإسلام في رأيي ليس فيه قتل للمرتد. وأوضحت هذه الحقيقة ويبقى الحدود المتعلقة بقطع اليد وأوضحت أن قطع اليد لا يمكن أن
    يكون عقوبة معتمدة في الإسلام مالم نوفر للناس حاجتهم باعتبار أن المطلوب أن يكون هناك مجتمع تكافل وإن لم يحدث هذا فتكون العقوبة إذن تعزيرية.
    إن العقوبات (الحدود) لها ضوابط لها ولابد من مراعاة هذه الضوابط وما لم تتوفر تكون العقوبات تعزيرية. وعقوبات الإسلام في رأيي في الغالب عقوبات تعزيرية.

    * في التجربة التاريخية الإسلامية، رجم النبي عليه الصلاة والسلام ماعز الأسلمي والمرأة الغامدية، ورجم المسلمون من بعده فكيف تأولون ذلك؟
    الصادق المهدي: هذا كان قبل نزول آية حد الزنا، وعقوبة الرجم كانت قياسا على العقوبة الموسوية ولكن بعد آية حد الزنا لم يعد الرجم هو العقوبة.
    * بعض الذين ردوا عليك في هذه المسألة نقلوا أن هناك أكثر من إجماع على عقوبة الرجم فكيف تخرقون الإجماع؟
    الصادق المهدي: هذا إجماعهم. وفي رأيي ليس هناك إجماع في أية قضية. ولكن يمكن أن تقول: بعضهم أجمعوا، ولا أعتقد أن هناك إجماع عام، وإجماع
    السلف لا يقيدنا وهذا إجماعهم هم ونحن لابد نجتهد كما اجتهدوا.
    * يبقى السؤال: إخفاق التجارب الإسلامية هل أضرَّ بالشعار الإسلامي؟
    الصادق المهدي: أنا في رأيي، الآن وفي كل العالم الإسلامي سقطت الخيارات الوضعية من ليبرالية وقومية واشتراكية، وصار التوجه الذي استحوذ
    على رأسمال الاجتماعي الأكبر في الشارع بالبلاد الإسلامية هو الإسلام، وكذلك على صعيد العالم.فالولايات المتحدة تمثل القوة الإستراتيجية الأعظم
    ليس عندي في ذلك شك، وهناك دول تنافسها في القوة الاقتصادية كألمانيا والصين واليابان ولكن لاشك أن القوة الثقافية الأكبر في العالم اليوم هي الإسلام.
    فمهما كانت الشعارات فاشلة فهناك حقيقتين هما أن القوة الثقافية هي الإسلام. لذلك يفتح بالقرآن ومعانيها أكثر من أي أيديولوجية لأي ملة أو نحلة أخرى.
    إذن مهما أخفقت التجارب الإسلامية المعاصرة هذا في رأيي لم يؤثر على الشعار الإسلامي.
    الحقيقة الثانية، أن الناس ميزت بين الإسلام وبين هذه التجارب الإنسانية الفاشلة التي حكمت باسم الإسلام. وأنا قلت ومازلت أقول أن هذا يرتب على
    المسلمين مسؤولية كبيرة جدا، وهي ما دام أن الإسلام حائز على رأسمال الاجتماعي في الشارع الإسلامي، وما دام يمثل القوة الثقافية الأكبر في العالم؛
    فإن هذا يفرض على المجتهدين المسلمين أن يقدموا صيغة للإسلام قادرة على أن تبلور الطاقة المعنوية والفكرية والثقافية والسياسية لهذه الحقيقة، لأنه
    فيما يتعلق بالقضايا الشعائرية من صلاة ونحوها ليس هناك مشكلة. فالمسلمون الآن يعيشون في هذا الجانب حالة من الازدهار، ولكن المشكلة الحقيقة
    فيما يتعلق ببلورة الإسلام في إطار النظام الاجتماعي/السياسي،وفي هذا الصدد أرى أن ثمة تيارين أساسيين:
    تيار يقفز إلى الوراء، ويتكلم عن تجارب إسلامية ماضوية، ويريد إعادتها كحزب التحرير وطالبان والقاعدة، وهؤلاء يتصورون الماضي ويريدون
    أن تكون الإسلامية المعاصرة مغرقة في الماضوية. وهناك من يرون فيما يتعلق بمسائل المعاملات كلها كالمسائل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية
    للإسلام فيها مبادئ عامة، وفي تطبيقها لابد من مراعاة الظروف التي نحن فيها الآن ويدعون للقفز للإمام. وهنا يثور سؤال: ماذا نفعل بالاجتهادات القديمة؟
    وأرى أننا ملزمون فقط بالنصوص القطعية في الورود والدلالة أما النصوص الظنية في الورود والدلالة فالاجتهادات بصددها غير ملزمة. فاجتهادات السلف
    ثقافة مهمة لكن غير ملزمة. لابد أن نراعي الواقع والواجب مثلما قال ابن القيم. والفقه والتفقه هو أن تلم بالواجب وأن تلم بالواقع وتزاوج بينهما.
    فمثلا، في بلد مثل السودان؛ لا يمكن أن تطبق فيه أي أحكام إسلامية ما لم تراع التركيبة السكانية والعلائق الاجتماعية والعصر الذي نعيش فيه. كل هذا يجب
    أن يؤخذ في الحسبان، وإلا أدت التجربة الإسلامية إلى استقطابات وحروب.
    * إذا أسقطنا هذه الرؤية على السودان، فهل ترى أن تطبيق الإسلام على المستوى الفوقي – على حد وصفك - هو الذي أدى إلى انشطارات في المجتمع وانفصال الجنوب؟
    لصادق المهدي: لا شك في ذلك. فمجتمع متعدد الأديان ومتعدد الثقافات ومتعدد الهويات لا يمكن أن تفرض عليه هوية دينية/ثقافية واحدة، لأنك إذا فعلت ذلك
    فمباشرة سيحدث استقطاب حاد. في السودان هناك تباين شمالي جنوبي، وهذا التباين زاده حدة تدخل الإنجليز بفرض قانون المناطق المقفولة؛ الذي خلق هوية
    جديدة في الجنوب، وهي هوية أنجلوفونية أفريقانية مسيحية علمانية، وهذه الهوية بدأت تعبر عن نفسها بمطالب، كانت في مرحلة ما حكما ذاتيا إقليميا، وفي مرحلة
    ما كانت الفيدرالية، وكانت هناك أصوات تتكلم دائما عن تقرير المصير، وكانت هذه الأصوات معزولة، لكن في أكتوبر 1993م لأول مرة أجمعت كل القوى
    السياسية الجنوبية على حق تقرير المصير، وكان هذا ردة فعل مباشرة للطرح الإسلامي الذي حدث؛ والذي جسده بصورة واضحة المؤتمر الشعبي العربي
    والإسلامي الذي تأسس في 1992م. فبموجب هذا التوجه وجه السيناتور هاري جونسون الدعوة لكل الأحزاب الجنوبية للاجتماع في واشنطن، وتداول المؤتمرون
    الجنوبيون أن السودان أقر هوية إسلامية عربية، ونحن لسنا مسلمين ولسنا عربا، ولذلك ينبغي أن نطالب بحق تقرير المصير. وهنا يتضح أن حق تقرير المصير
    كان ردة فعل مباشرة لما صدر من توجهات للنظام الإنقاذي في السودان. وبعدها أخذت القوى السياسية بالتوالي في القبول بهذه الفكرة. نواصل ...
                  

01-26-2011, 08:59 AM

Abdulrahman Eldaw
<aAbdulrahman Eldaw
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي : الجزء المسيحي في السودان صنيعة الاستعمار، ولم يكن سودانيا. (Re: Abdulrahman Eldaw)

    * يقول الإسلاميون أنهم في سبيل معالجة قضية التنوع والتعدد السوداني أقروا بالمواطنة أساسا للحقوق والواجبات في كل المستويات،
    ولكن مع ذلك حدثت هذه الانشطارات. فهل الخطأ في الفكرة أم العجز في التطبيق؟

    الصادق المهدي: حسنا فعلوا بإقرارهم المواطنة أخيرا، كنا أول مناد بذلك، وقد رمونا بالخيانة ووصفوا الفكرة بالكفر، رغم أن اتفاقية السلام
    نيفاشا انطوت على هذه الفكرة. لكن لماذا لم تجعل الوحدة بين الشمال والجنوب جاذبة وتعالج النزعة الانفصالية؟ هذا في ظنى يرجع إلى أربعة أسباب:
    أ - فمع إقرارهم بأن المواطنة أساسا للحقوق والواجبات، أولا قسمت الاتفاقية البلاد جغرافيا على أساس ديني؛ شمال إسلامي وجنوب علماني
    وهذا التقسيم كرس فكرة الاستقطاب.
    ب - في قسمة الثروة بدلاً من تخصص نسبة من الميزانية العامة للدولة (ثروة البلاد) لجنوب السودان قرروا في الاتفاقية تخصص 50%
    من عائدات بترول الجنوب للجنوب، وهنا نشأت فكرة وسط الجنوبيين فحواها أن الذي تأخذه منا الحكومة المركزية هو إتاوة، لذلك ننفصل
    لكي نأخذ كل بترولنا، وهذه الفكرة التي شجعت على الانفصال.
    ج - المسألة التي شجعت على الانفصال هي الموقف الدولي والولايات المتحدة خاصة، حيث اتبعت سياسة فيها صداقة مع الحركة الشعبية
    وعداوة مع المؤتمر الوطني بصورة واضحة، وهذا عزز فكرة الانفصال، حيث أصبح الجنوبي يقول أحسن نبعد من الشمال لأنه موطن
    عقوبات دولية، وقد عملت عشرة لوبيهات ضد السودان؛ مثل: لوبي متحف الهولوكوست، ولوبي مكافحة الرق، ولوبي سيف دارفور،
    ولوبي الأمريكيين السود (الكوكس)، وغيرها في الولايات المتحدة وغيرها.
    د - السبب الرابع أن الحزبين الشريكين في الشمال والجنوب عزلا القوى السياسية الأخرى، ثم سلكا نهجين أيديولوجيين متناقضيين؛ حيث
    اختار المؤتمر الوطني التوجه الإسلامي العربي بينما اختار الحركة الشعبية هويتها الأفريقانية العلمانية، وكانا على طرفي نقيض.
    وهذه العوامل الأربعة هي التي ولدت فكرة تقرير المصير، وهي التي جعلت تقرير المصير ينتهي بانفصال الجنوب عن الوطن.
    وفي رأيي أن هناك أسباب أخرى أيضا ساعدت على هذا التوجه، ومنها جماعة منبر السلام العادل (وهو جماعة ضغط شمالية ينتسب قياداتها في الغالب للتيار الإسلامي السوداني)
    ، فقد صاغ هؤلاء موقفا عنصريا ضد الجنوبيين، وظلوا 6 سنوات يصفون الجنوب بأنه عبئ وسرطان يهدد الشمال
    * حجة هذا التيار أنهم يدافعون عن تيار الهوية العربية الإسلامية في الشمال ألا ترى أنها حجة وجيهة؟
    الصادق المهدي: أنا لا أتحدث عن أن هذا الموقف مبرر أو غير مبرر، ولكن اعتراضي وإدانتي لهذا النوع من الخطاب أنه
    خطاب يستند في مفرداته على (ألفاظ جاهلية). فالمسلم الذي يسئ للآخر من منطلقات عنصرية هو (امرء فيه جاهلية).
    السبب الآخر هو الجماعات غير الواعية التي لها منطلقات ماضوية، ويضم هؤلاء علماء أخرجوا فتاوى وصفت الجنوب بأنه
    موضع فتحه المسلمون بسيوفهم، وأن حق تقرير المصير وانفصال الجنوب حرام. وهذا الكلام مناف للحقيقة. فالجنوبيون
    دخلوا مع الشمال في وحدة اختيارا، ولم يفتح الجنوب بسيف الإسلام بل بسيف القرآن، وهذا الخطاب غير صحيح من حيث
    حقائق التاريخ، وفي رأيي أن هذا الخطاب كان له أثر سلبي أيضاً.
    طبعا لا يعني هذا أنه لا توجد آثار سالبة من الجنوب على الشمال. فحوادث تمرد1955م مارس فيها بعض الجنوبيين القتل
    على الهوية بحق الشماليين. ومن المؤكد أنه خلق مرارة عند الشمال. وهي مرارة مبررة. وكذلك لجوء الحركات السياسية
    الجنوب للسلاح والاستعانة بجهات أجنبية، وهذا ولد تراشقا بالمساوئ والمرارات. وهذا يفسر الموقف الحالي الذي أدى
    للانفصال في الجانب الجنوبي وأدى لظهور تيار مقابل في الشمال.
    وأعتقد أننا مطالبون بأن نتفهم خلفيات هذا الواقع ونحللها ونتجاوزها في سبيل تأسيس علاقات سلمية تعاونية تكاملية بين
    الشمال والجنوب عبر جنوب الشمال وشمال الجنوب.
    * هناك حديث عن ضرورة تعديل دستور شمال السودان ليعبر أكثر عن الهوية الإسلامية العربية للدولة، وطبعا سينعكس
    هذا على القوانين فكيف ترون الملامح الدولة الجديدة؟
    الصادق المهدي: الإسلام يا أخي يبدأ من قول (لا إله إلا الله.. محمد رسول الله)، وبعد هذه تطبق منه ما تستطيع
    (واتقوا الله ما استطعتم). ولهذا كان الأمر الرباني للنبي صلى الله عليه وسلم في مكة (كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة)، وبعدها
    جاءت مرحلة (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا). ولهذا لا يمكن أن تقدم تعريفة واحدة للإسلام. كما لا يمكن أن نتكلم عن (مسطرة)
    واحدة تقيس عليها دين الناس.
    ومن هذا المنطلق، فالمسلم عندي من يؤمن بثلاثة أمور أساسية: التوحيد، النبوة والمعاد، ويلتزم بالعمل الصالح. وهذه جواز
    مرور لكل مسلم. ولكن كما تعلم أن الإسلام نظام حياة كاملة، ونحن مطالبون بأن نلتزم بمبادئ الإسلام وتوجيهات الإسلام،
    ولكن نطبق ما يمكن أن نفعله في ظروفنا، مراعين في ذلك المجتمع الذي نحن فيه والظروف التي نحن فيها..
    وفيما يتعلق بهذا؛ لم يحدث تغيير كبير بغياب الجنوب. فالسودان مكون من ثلاثة أديان رئيسية: الإسلام والمسيحية والأديان
    الأفريقية، ومكون من خمسة إثنيات أساسية: العرب والنوبيين والزنوج والنوبة والبجة، وانفصال الجنوب لا يؤثر على هذه
    المعادلة إلا بتقليل بعض حجم الزنوج وبعض حجم المسيحية، وسيكون هناك مسيحيين في الشمال الجديد وزنوج في الشمال
    الجديد، وتصور أن السودان بعد انفصال الجنوب سيصير كأي بلد آخر ليس فيه تنوع ديني وتعدد عرقي، فإننا سنتنسخ ما أدى
    لانفصال الجنوب في الشمال مرة أخرى ويدفع مناطق أخرى لتطالب بتقرير المصير.
    * كيف تُعرف هوية الدولة الجديدة في الشمال؟
    الصادق المهدي: ببساطة شديدة نعرف دولتنا الجديدة بأنها دولة ذات دستور ديمقراطي مدني، ولما نتكلم عن الدستور – بالنسبة لنا –
    فنحن نقول دستور ذي مرجعية إسلامية.
    * ماذا تقصد المرجعية الإسلامية؟
    الصادق المهدي: المرجعية الإسلامية تتلخص في نقاط محددة هي:
    أولا: تماهي مبادئ الإسلام حول حقوق الإنسان مع مبادئ الإنسانية العامة، وهي الكرامة والحرية والعدالة والمساواة والسلام.
    ثانيا فيما يتعلق بالتشريعات، فنقول إن التشريعات التي تحتوى على محتوى إسلامي تخصص على المسلمين والتشريعات المراد
    تطبق بصفة عامة يبقى مردها للإجماع الوطني.
    ثالثا: لابد من توفير الحريات الدينية للكافة وللمسلمين بالوسائل الديمقراطية أن يعارضوا أي تشريع فيه تناقض مع قطعيات الوحي.
    رابعا احترام المقدسات وعدم الإساءة للإثنيات العرقية.
    خامساً للمسلمين الحق في التواصل مع العالم الخارجي مع ينتمون إلى ذات الدين وللمسيحيين كذلك ذات الحق طالما لا يتناقض ذلك مع الدستور.
    * هل تريد أن تتجاوز بهذه الفكرة مقترح الدستور الإسلامي لسنة 1968م، الذي كان ينص على أن أي مادة دستورية أو قانونية
    تخالف الكتاب والسنة تكون مخالفة لهذا الدستور؟

    الصادق المهدي: لكل وقت وفترة منطقها، فبالنسبة لنا الآن، فإن فكرة رفض أي شئ يناقض قطعيات الإسلام لابد ترتبط بالأغلبية التي تطالب بذلك.
    * هل تعني أن يُنص عليها هكذا في الدستور الجديد؟
    الصادق المهدي: نعم ينص عليها هكذا.
    * هذا في ما يتعلق بقضية الدين في الدستور الجديد. فكيف تعالج في رأيكم المسألة الثقافية؟
    الصادق المهدي: لابد من ميثاق ثقافي يحمي حقوق الثقافات واللغات الأخرى لأهلها. وبهذا يمكن أن نتفق في تقديري على اللغة المعتمدة، وماهي
    اللغة العالمية المعتمدة، وما هي الحقوق المحفوظة للغات الأخرى والثقافات الأخرى، ونضمن هذا الميثاق في الدستور، وبهذا الطريقة نكون
    حسمنا الهوية الثقافية والحقوق الثقافية. هذه معالم تصورنا لبعض قضايا الدستور.
    المسألة الأخرى، لابد من تأسيس تصور لعلاقة خاصة مع الجنوب، لأنه مع الانفصال ستنشأ خيارات وعلاقات جديدة للشمال الذي يتوقع أن
    يتجه شمالا أكثر، وستنشأ خيارات وعلاقات جديدة للجنوب مع أوغندا وكينيا والعمق الأفريقي جنوبا، وسيحدث صراع حضاري كبير في
    الشمال والجنوب، ولابد أن نتجاوز هذه الحالة بعلاقة خاصة بين الشمال والجنوب. يتأسس عليها تكامل وتعاون بين البلدين
    * في خطابكم عندما أعلنتم ترشحكم في الانتخابات الأخيرة، تحدثتم عن تصحيح عيوب التجربة الإسلامية في نسختها
    الإنقاذية. هل هذه مهمة تنوون القيام بها ؟

    لصادق المهدي: نعم عندي ثلاث مهام:
    المهمة الأولى: اجتهاد من داخل الدفاتر المهدوية لتطوير موقف الدعوة المهدية إلى تيار حي في التيار الإسلامي العريض، وليس مدرسة
    منكفئة على ذاتها. وقد حققنا هذا التطوير، وقد أصبحنا نتكلم عن المهدية كوظيفة للبعث الديني.
    المهمة التنويرية الثانية: بالنسبة للإسلام، الإسلام الآن يواجه تحديات كبيرة جدا، هناك من يرون ضرورة القفز للماضي. هؤلاء هم المنكفئون.
    وهناك من يريدون أن يقفزوا بالإسلام إلى المستقبل ويتخلوا عن روابطهم بالإسلام وهؤلاء منهم علمانيين أو أفراد يريدون علمنة الإسلام
    على شاكلة محمد أركون ونصر حامد أبو زيد. وما بين العلمنة والإنكفاء هناك تيار الصحوة وفكرها. وواجبي أنا والصحويين في
    العالم تعزيز دور الإسلامي الصحوي الوسطي.
    المهمة الثالثة تخص مستقبل السودان. فالسودان يقع بين شقي الرحى، ولابد من إدارة هذه المرحلة بحنكة.
                  

01-26-2011, 09:03 AM

Abdulrahman Eldaw
<aAbdulrahman Eldaw
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي : الجزء المسيحي في السودان صنيعة الاستعمار، ولم يكن سودانيا. (Re: Abdulrahman Eldaw)
                  

01-26-2011, 09:47 AM

Abdulrahman Eldaw
<aAbdulrahman Eldaw
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي : الجزء المسيحي في السودان صنيعة الاستعمار، ولم يكن سودانيا. (Re: Abdulrahman Eldaw)

    (*)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de