الثورة من تونس إلى (الجزيرة أبا) ! خالد عويس

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 06:41 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-15-2011, 08:32 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الثورة من تونس إلى (الجزيرة أبا) ! خالد عويس

    الثورة من تونس إلى (الجزيرة أبا) !

    خالد عويس

    روائي وصحافي سوداني

    [email protected]

    (بلال) نادلٌ تونسي في مقهى في مدينة جدة. شابٌ لم يتجاوز العشرين من العمر، نادراً ما كنت أراه مشغولاً بمتابعة الأخبار السياسية على الشاشات المنتشرة في المقهى حيث يعمل. يشجع نادي (الترجي) التونسي، وهاجر بعيداً عن ما كل يحبّه في بلاده – رغم حداثة سنه – بسبب الظروف المعيشية السيئة هناك. حين بدأت الإنتفاضة في تونس في 18 ديسمبر 2010 لحظت أن بلال انصرف عن متابعة مباريات الترجي وريال مدريد وبرشلونة إلى ملاحقة أي خبر عن الثورة التونسية. كان حزيناً ومغموماً ليس بسبب الضحايا وحدهم، وإنما – كما حدثني – بلا جدوى ما يحدث، لمعرفته بشراسة وقوة النظام القمعي. التقيت به اليوم. كان سعيداً جداً يكاد يطير من الفرح، يتبادل التهاني مع زملائه التونسيين. كم تحوّل هذا الشاب، صغير السن، من حال الاحباط واليأس إلى حالٍ أخرى قادرة على صناعة المعجزات في غضون شهر واحد.

    (بلال) لا ينطوي على وعيٍ سياسي، فمركز اهتمامه عمله وأسرته ثم أداء (ميسي) و(كريستيانو رونالدو). لكنه، شأنه شأن (محمد البوعزيزي)، الشاب الذي أشعل النار في جسده فأشتعلت تونس كلها، وفرّ (الديكتاتور) في نهاية المطاف، يهتمّ لمستقبله ومعيشته وحياة الملايين في وطنه. (بلال) و(البوعزيزي) كلاهما كانا يدركان أن سبب ما هما فيه من بلاء، هي مجموعة صغيرة استأثرت بموارد وطنهما وحرمتهما من الكثير من حقوقهما الطبيعية. كانا يفهمان أن (زين العابدين بن علي) يحاول ليس فقط مصادرة راهنهما، وإنما أيضاً أحلامهما في المستقبل. كان الرئيس التونسي ليصادر - إن بقي – كل شيء يربطهما بالحياة. رحل (البوعزيزي)، وبمقدور (بلال) الآن أن يعود إلى وطنه ليشارك على قدم المساواة مع غيره في بناء تونس الجديدة !

    وفي العاصمة القطرية، الدوحة، كان شابٌ سوداني لا ينتمي لأي حزب من الأحزاب السودانية يعبّر للسيد الصادق المهدي، رئيس حزب الأمة القومي، وإمام الأنصار، كان يعبّر عن مدى احباطه وحزنه لما آل إليه حال السودان، ويؤكد أن الشعب السوداني لن يثور أبداً لأنه رضخ للعذاب واستلذ الآلام، وأصبح كل واحد يبحث عن خلاصه الفردي حتى ولو بسبلٍ غير مشروعة.

    كان رد السيد الصادق المهدي على الشاب الذي اصطحبناه لمقابلته، أن الشعب التونسي الآن يواجه الجلادين ببسالةٍ نادرة. لفت السيد الصادق المهدي إلى أن النظام التونسي ظلّ على مدى 23 سنة يقبض على السلطة بيدٍ من حديد حتى بات الجميع مؤمنين بأن التغيير يمكن أن يطال جميع دول المنطقة إلا تونس. فالسلطة هناك لا تتهاون في استخدام أقصى درجات العنف ضد شعبها في سبيل درء أية محاولة لتغييرها. وتوقع أن يهوي النظام أمام ارادة الشعب. كان ذلك في 12 يناير 2010. في 14 يناير، كان زين العابدين بن علي على طائرته يبحث عن عاصمةٍ تتفضل بقبوله !

    زلزال تونس يُعادل 8 درجات بمقياس (الثورات). فتونس أفضل حالاً بكثير من عددٍ من بلدان الشرق الأوسط. تونس تحقق نمواً سنوياً يقدر بأكثر من 3%، وتكفل لمواطنيها تعليما (مجانيا) إلى الجامعة.

    مستوى دخل الفرد في هذا البلد يبلغ نحو 8559 ألف دولار سنويا، بحسب مجلة "قلوبال فاينانس"، وتحتل المرتبة 89 عالمياً، في ما السودان – مثلاً – يقبع في المرتبة 138 عالمياً بمستوى دخل يبلغ 2465 دولاراً في السنة. أيّ أن مستوى دخل المواطن التونسي يتجاوز مستوى دخل نظيره السوداني بنحو 6 آلاف دولار. بقي أن نشير إلى أن مستوى دخل الفرد في مصر – مثلا – في 2010 يبلغ 6347 وفي سوريا 5043.

    تونس لا تحتل مواقع الصدارة في ترتيب الدول الأكثر فساداً والأقل شفافية حول العالم كما هو شأن السودان. والسودان – بحسب تقرير منظمة الشفافية العالمية 2009 – يتصدر ترتيب الدول الفاسدة والأقل شفافية من بين 180 دولة حول العالم شملها التقرير. فهو يأتي خلف الصومال بـ 1,1 وأفغانستان بـ 1,3 ومينامار بـ 1,4 والسودان والعراق بـ 1,5 نقطة !!

    بمعنى آخر، فإن السودان يحتل المركز 177 من بين 180 دولة، ولكم أن تتخيلوا أن تونس هي الدولة الأقل فساداً في شمال إفريقيا وتحتل المرتبة 65 بـ 4,2 نقطة. تونس تتقدم حتى على الكويت صاحبة المركز 66 واليونان في المركز 71 والبرازيل في المركز 75.

    ومع ذلك كله ثار الشعب التونسي وأدخل الذعر في قلب الطاغية الذي بدا واجفاً وفاقداً لرباطة جأشه في آخر خطابٍ له وهو يؤكد لشعبه بأنهم فهم الرسالة. فهم الرسالة بعد أن طفح الكيل بالتونسيين وما عاد أمامهم سوى اجباره على الفرار.

    هذه هي تونس التي يتفوق إنسانها على إنسان السودان في مستوى دخل الفرد بـ 4 آلاف دولار !!

    هذه هي تونس التي لم تتعرض إلى تقسيم قسري بسبب غلظة حكامها وسماجتهم وخطبهم الباهتة وتعميقهم مشاعر الكراهية بين أبناء الوطن الواحد. تونس التي لم تتعرض دارفور(ها) لمذابح وانتهاكات تجلّ عن الوصف قال عنها (الرئيس) إنها لا تتجاوز 10 آلاف (فقط) !!

    نعم، دفع التونسيون ثمناً باهظاً من أجل التغيير وسقط نحو 70 تونسياً، لكن السودانيين دفعوا ثمناً أكبر، دفعوا ثمناً ربما لم يدفعه شعبٌ في العالم. تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى مقتل مئات الآلاف في دارفور، ومليوني نفس في الجنوب، هذا غير النقابيين الذي قُتلوا أثناء التحقيقات، وضباط الجيش الذين دُفن بعضهم أحياء، والنساء اللواتي تتم مطاردتهن إلى غاية الآن، والطلاب الذين لا يجدون ثمن الدفتر المدرسي والأقلام بسبب الضائقة المعيشية التي أحدثت أكبر شرخٍ حتى في الأخلاق السودانية. لو تسنى لك زيارة الخرطوم فستلتقي بمئات المتسولين الذين كانوا أحقّ بالمال من بناء مسجدٍ فخمٍ جداً في (الحي الرئاسي) في كافوري، وتجاوزت كلفته بضعة ملايين من الدولارات، قريباً من الفيلات الفخمة التي يقيم فيها ليس أبناء عائلة الطرابلسي أقرباء (ليلى) قرينة الرئيس التونسي، وإنما (طرابلسية) السودان !!

    طرابلسية السودان حين أتوا إلى السلطة كانت القوى السودانية كلها بما في ذلك الحركة الشعبية لتحرير السودان – ما عدا الجبهة الإسلامية القومية – تتأهب في سبتمبر 1989 لعقد المؤتمر الدستوري الذي كان ليضع نهاية للحرب دون تقرير مصير.

    طرابلسية السودان حين أتوا كان الدولار يساوي 12 جنيهاً فقط، والحكومة توفر لمواطنيها تعليماً وعلاجاً مجانيين، وتدعم السلع الرئيسة بما في ذلك الوقود والسكر والخبز.

    كان الناس يعانون بعض الشيء في صفوف (البنزين) و(الخبز) في بعض الفترات لكي لا يتوجهوا لـ(السوق الأسود). طرابلسية السودان بعد أعوامهم الثلاثة الأولى التي شهدت ندرة في كل السلع الضرورية، وفروا كل شيء بـ(السوق الأسود) فاختفت الصفوف واختفت – كذلك – النقود !

    طرابلسية السودان قالوا إن (ثورتهم) حالت دون وصول الدكتور جون قرنق بقواته إلى مشارف كوستي، لكنهم لم يستطيعوا الدفاع عن عاصمة مشروعهم الحضاري في وجه قوات الدكتور خليل إبراهيم.

    طرابلسية السودان كنزوا الذهب والفضة واستأثروا بكل ثروات السودان وتركوا مواطنيهم للفاقة والفقر المذل. لم يحترموا شيخاً عجوزاً،ولا إمرأة، ولا طفلاً. حرموا ملايين الأطفال من التعليم لأن 90% من الشعب السوداني يرزح تحت خط الفقر. السودانيون عاجزون عن توفير لقمة لأطفالهم فكيف لهم أن يرسلوهم إلى المدارس؟

    طرابلسية السودان جلدوا آلاف النساء السودانيات العزيزات وأساءوا إليهن ومرغوا كرامتهن في التراب. طرابلسية السودان قالوا في بيانهم الأول

    ((( أيها الشعب السوداني الكريم إن قواتكم المسلحة المنتشرة في طول البلاد وعرضها ظلت تقدم النفس والنفيس حماية للتراب السوداني وصونا للعرض والكرامة . وترقب بكل أس وحرقة التدهور المريع

    الذي تعيشه البلاد في شتى أوجه الحياة ، وقد كان من ابرز صوره فشل الأحزاب السياسية في قيادة الأمة لتحقيق ادني تطلعاتها في صون الأرض والعيش الكريم والاستقرار السياسي ، حيث عبرت علي البلاد عدة حكومات خلال فترة وجيزة ما يكاد وزراء الحكومة يؤدون القسم حتى تهتز وتسقط من شدة ضعفها وهكذا تعرضت البلاد لمسلسل من الهزات السياسية زلزل الاستقرار ########و هيبة الحكم والقانون والنظام .

    إيها المواطنون الكرام ......... لقد عايشنا في الفترة السابقة ديمقراطية مزيفة وموسوسات الحكم الرسمية دستورية فاشلة ، وإرادة المواطنين قد تم تزيفها بشعارات براقة مضللة وبشراء الذمم والتهريج السياسي ، ومؤسسات الحكم الرسمية لم تكن إلا مسرحا لإخراج قرارات السادة ، ومشهد ا للصراعات والفوضى اما رئيس الوزراء فقد أضاع وقت البلاد وبدد طاقاتها في كثرة الكلام والتردد في المواقف حتى فقد مصداقيته.

    أيها المواطنون الشرفاء إن الشعب بانحياز قوات المسلحة قد أسس الديمقراطية في نضال ثورته في سبيل الوحدة والحرية ولكن العبث السياسي قد افشل الحرية والديمقراطية وأضاع الوحدة الوطنية بإثارته النعرات العنصرية والقبلية في حمل أبناء الوطن الواحد السلاح ضد إخوانهم في دارفور وجنوب كرد فان علاوة على ما يجري في الجنوب في مأساة وطنية وسياسية .

    مواطني الأوفياء إن عداوات القائمين على الأمر في البلاد في الفترة المنصرمة جعلتهم يمهلون عن قصد إعدادها لكي تقوم بواجبها في حماية البلاد ولقد ظلت قواتكم المسلحة تقدم ارتالا من الشهداء كل يوم دون أن تجد من هؤلاء المسئولين ادني اهتمام من الاحتياجات أو حتى في الدعم المعنوي لتضحياتها مما أدي إلى فقدان العديد من المواقع والأرواح حتى أصبحت البلاد عرضة للاختراقات والاستلاب من إطرافها العزيزة في هذا الوقت التي نشهد فيه اهتماما ملحوظا بالمليشيات الحزبية .

    أيها المواطن

    لقد فشلت حكومات و الأحزاب السياسية في تجهيز القوات المسلحة في مواجهة التمرد وفشلت أيضا في تحقيق السلام الذي عرضته الأحزاب للكيد والكسب الحزبي الرخيص حتى اختلط حابل المختص بنابل المنافقين والخونة وكل ذلك يؤثر على قواتكم المسلحة في مواقع القتال وهى تقوم بالإشراف المعارك ضد المتمردين ولا تجد من الحكومة عونا على الحرب أو السلام هذا قد لعبت الحكومة بشعارات التعبئة العامة دون جهد أو فعالية.

    أيها المواطنون الشرفاء :

    لقد تدهور الوضع الاقتصادي بصورة مزرية وفشلت كل السياسات الرعناء في إيقاف التدهور ناهيك عن تحقيق أي قدر من التنمية مما زاد حدة التضخيم وارتفعت الأسعار بصورة لم يسبق لها مثيل واستحال علي المواطن الحصول علي ضرورياتهم إما لانعدامها أو ارتفاع الاسعارها مما جعل الكثير من ابنا الوطن يعيشون علي حافة المجاعة وقد أدي التدهور الاقتصادي إلي خراب المؤسسات العامة وانهيار الخدمات الصحية والتعليمية وتعطيل الإنتاج بعد أن كنا نطمع أن تكون بلادنا سلة غذاء العالم أصبحنا امة متسولة تستجدي غذاءها وضرورياتها من خارج الحدود وانشغل المسئولون بجمع المال الحرام حتى عم الفساد كل مرافق الدولة وكل هذا مع استشراء التهريب والسوق الأسود مما جعل الطبقات الاجتماعية من الطفيليين تزداد ثراء يوم بعد يوم بسبب فساد المسئولين وتهاونهم في ضباط الحياة والنظم ...........

    أيها المواطنون الشرفاء :

    لقد امتدت يد الحزبية والفساد السياسي إلي الشرفاء فشردتهم تحت مظلة الصالح العام مما أدي إلي انهيار الخدمة المدنية ولقد أصبح الولاء الحزبي والمحسوبية والفساد سببا في تقديم الفاشلين في قيادة الخدمة المدنية وافسدوا العمل الإداري ضاعت بين يديهم هيبة الحكم و سلطان الدولة ومصالح القطاع العام .

    المواطن الكرام

    إن إهمال الحكومات المتعاقبة علي الأقاليم أدي إلي عزلها من العاصمة القومية وعن بعضها في ظل انهيار المواصلات وغياب السياسات القومية وانفراط عقد الأمن حتى افتقد المواطنون ما يحميهم ولجئوا إلي تكوين المليشيات كما انعدمت المواد التموينية في الأقاليم إلا في السوق الأسود وبأسعار خرافية .

    أيها المواطنون لقد كان السودان دائما محل احترام وتأييد من كل الشعب والدول الصديقة كما انه أصبح اليوم في عزلة تامة والعلاقات مع الدول العربية أصبحت مجالا للصراع الحزبي وكادت البلاد تفقد كل صداقاتها علي الساحة الإفريقية ولقد فرطت الحكومات في بلاد الجوار الإفريقي حتى تضررت العلاقات مع اغلبها وتركت لحركة التمرد تتحرك فيها بحرية مكنتها من إيجاد وضع متميز أتاح لها عمقا استراتيجيا تنطلق منه لضرب الأمن والاستقرار في البلاد حتى أصبحت تتطلع إلي احتلال موقع السودان في المنظمات الإقليمية والعالمية وهكذا أنهت علاقة السودان مع عزلة مع الغرب وتوتر في إفريقيا والدول الاخري .



    أيها المواطنين الشرفاء .

    إن قواتكم المسلحة ظلت تراقب كل هذه التطورات بصبر وانضباط وكان شرفها الوطني دفعها لموقف ايجابي من التدهور الشديد الذي يهدد الوطن واجتمعت كلمتها خلف مذكرتها الشهيرة التي رفعتها منبهة بشدة من المخاطر ومطالبة بتقديم الحكم وتجهيز المقاتلين للقيام بواجبهم ولكن هيئة السيادة السابقة فشلت في حمل الحكومة علي توفير الحد الادني لتجهيز المقاتلين واليوم يخاطبكم أبناؤكم في القوات المسلحة وهم الذين أدوا قسم الجندية الشرفية أن لا يفرطوا في شبر من ارض الوطن وان يصونوا عزتهم وكرامتهم وان يحافظوا علي البلاد سكانها واستقلالها المجيد وقد تحركت قواتكم المسلحة اليوم لإنقاذ بلادنا العزيزة من أيدي الخونة والمفسدين لا طمعا في مكاسب السلطة بل تلبية لنداء الواجب الوطني الأكبر في إيقاف التدهور المدمر ولصون الوحدة الوطنية في الفتنة والسياسة وتامين الوطن وانهيار كيانه وتمزق أرضه ومن اجل إبعاد المواطنين من الخوف والتشرد والجوع والشقاء والمرض .

    قواتكم المسلحة تدعوكم أيها المواطنين الشرفاء للالتفاف حول رايتها القومية ونبذ الخلافات الحزبية والإقليمية الضيقة وتدعوكم الثورة معها ضد الفوضى والفساد واليأس من اجل إنقاذ الوطن ومن اجل استمراره وطنا موحدا كريما............... عاشت القوات المسلحة حامية كرامة البلاد عاشت ثورة الإنقاذ الوطني عاش السودان حرا مستقلا ..... الله اكبر والعزة للشعب السوداني الأبي .





    عميد أ.ح عمر حسن احمد البشير

    رئيس مجلس قيادة الثورة))))

    انتهى بيان الثورة الكارثة. الآن، أتحدى من يقول إن العميد أوفى بـ 1% من وعوده؟ ماذا فعل خلال 21 سنة من حكم السودان؟

    قالوا إننا (سنأكل مما نزرع). لم نعد نأكل إلا التراب، ومشروع الجزيرة الذي كنا نفاخر به الأمم انتهى به الأمر إلى العجز التام.

    قالوا (نلبس مما نصنع). لم نعد نلبس لا من صناعتنا ولا من صناعة الآخرين.

    قالوا إنهم أتوا (لإنقاذ بلادنا العزيزة من أيدي الخونة والمفسدين لا طمعا في مكاسب السلطة بل تلبية لنداء الواجب الوطني الأكبر في إيقاف التدهور المدمر ولصون الوحدة الوطنية في الفتنة والسياسة وتامين الوطن وانهيار كيانه وتمزق أرضه ومن اجل إبعاد المواطنين من الخوف والتشرد والجوع والشقاء والمرض) !!

    ولا يمكن لـ(عاقل) أن يعلّق على الفقرة الأخيرة، فهي مثيرة للضحك. على قائلها أن يحافظ أولاً على حريته – اليوم – من المحكمة الجنائية الدولية قبل أن يفكر في المحافظة على (الوحدة الوطنية) التي أضاعها !!

    وليطيب لكم قرائي الأعزاء أن تتأملوا مقولته (لا طمعاً في مكاسب السلطة)، ولنسأل عن الفيلات الفخمة في كافوري ولنسأل عن الامتيازات الضخمة بمليارات الدولارات للطرابلسية السودانيين !!

    وبعد هذا كله يهددون الشعب السوداني إن جرّب الخروج إلى الشارع. ما العمل إذن؟ هل يحمل الشعب كله السلاح ضدكم لكي يزيحكم من طريق مستقبله؟

    الخوف الذي رأيناه على وجه (بن علي) هو ذاته الذي ينمو بين جوانح حكّام السودان خشية المصير القاتم. الخوف الذي دفعهم لارسال الشرطة لعرقلة اللقاء الجماهيري الذي عقده السيد الصادق المهدي وبرفقته السيد مبارك الفاضل في الجزيرة أبا في الأمسية ذاتها التي هرب فيها بن علي إلى خارج تونس !!

    رمزية الجزيرة أبا، والحشد الهائل من الأنصار الذي التأم هناك والخطاب الساخن الذي قدمه قادة حزب الأمة كلها تشير إلى أن موعد الشعب السوداني قد حان.

    قالها إمام الأنصار ورئيس حزب الأمة: (اتحزموا واتلزموا).

    خرجت جامعة الخرطوم.

    خرجت مدني والحصاحيصا.

    خرجت شندي.

    خرجت كادوقلي.

    بورتسودان تغلي.

    خرج الشرفاء والشريفات في الخرطوم – مساءً – في وقفة احتجاجية.

    قوى الاجماع الوطني ترص الصفوف.

    السودانيون في الخارج يتنادون من أجل التغيير.

    السودانيون في الداخل يرصون الصفوف في انتظار التغيير.

    كل فرد له دور عظيم يقوم به.

    التغيير قادم، فطالما أن التونسيين الذين لم يجربوا الثورة الشعبية في تاريخهم، وكان في مواجهتهم نظامٌ قمعي في غاية القسوة، طالما أنهم انتصروا، فنحن أقدر على الانتصار. نحن أبناء أبطال شيكان وقدير، نحن الذين فجرنا الأرض في أكتوبر وأبريل. لم يمت الشعب السوداني بعد 21 سنة طالما أن الشعب السوداني انتصر بعد 23 سنة.

    قوات الأمن والشرطة ستنهار تحت وطأة الجماهير الغاضبة.

    الغضب من الذل، الغضب من الهوان الذي نعيشه، الغضب من فصل الجنوب، الغضب من الوضع المعيشي الذي بلغ مرحلة تنذر بموتنا جوعاً، الغضب من تهديدنا إذا خرجنا الشارع، ونحن ليس أمامنا إلا أن نردد مع الشاعر:

    وإما حياة تسر الصديق..وإما مماتٌ يغيظ العدا

                  

01-15-2011, 08:36 PM

خال فاطمة
<aخال فاطمة
تاريخ التسجيل: 11-28-2004
مجموع المشاركات: 2004

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الثورة من تونس إلى (الجزيرة أبا) ! خالد عويس (Re: عمر عبد الله فضل المولى)
                  

01-15-2011, 08:38 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الثورة من تونس إلى (الجزيرة أبا) ! خالد عويس (Re: خال فاطمة)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    على ضوء أحداث تونس:

    لم يعرفوا الأدب.. متى إذن يعرفون الخوف؟

    حينما غنى مغنينا: في حضرة جنابك يطيب الجلوس مهذب أمامك يكون الكلام، إشارة للشعب السوداني، جلس أرضا. وقبلها فإن رئيس وزراء منتخب في حكومة ديمقراطية قال موجها خطابه لجمع من أهل السودان: سيدي الشعب، وقال إنه شعب يعرف كيف يسلخ جلد النملة في الأمور السياسية إشارة لوعيه السياسي البالغ فلا يجب خداعه، وقال شاعرنا عنه: الشعب الحر الفعله بسر أب لحما مر.. وهذا مجرد غيض من فيض من جملة الأدب إزاء الشعب السوداني الذي عامله به سياسيونا وأدباؤنا ومبدعونا، ولكن، ولخمس قرن ظل هذا الشعب الأبي يرزح تحت حكم جماعة لا تلقي له بالا وتستخف به على رؤوس الأشهاد!

    أسمعوا الشعب السوداني سيء الألفاظ وكل إناء بما فيه ينضح! قالوا إنه شعب كان من الشحاذين قبل مجيئهم، ونعتوا من يعارض مواقفهم بنعوت لا تمت لرجال ونساء الدولة بصلة! وأخيرا قالوا إننا مرتدون فقط لاستنكارنا ضربا وحشيا لفتاة وسط ضحكات واستهتار قوة الشرطة المنفذة وكان الاستنكار غضبة للدين الذي شوهوه مثلما كان غضبة للإنسانية. يصبح علينا كل صباح جديد بنعتة جديدة تطال جماعات في الشعب كبيرة أو تصف أحزابه أو قياداته ذات الشعبية: خايبين، سجمانين، يتبعون اللولوة والبطبطة، يروحوا شمار في مرقة، حيطة مايلة، وأبناء حرام ولقطاء، وهذه الأخيرة وصف بها رافضو اتفاق أبوجا الذي ولد ميتا وتم تشييعه للمقابر مؤخرا. إننا لو جئنا نحصي القاموس "الإنقاذي" خارج الأدب السياسي المعروف في السودان وفي العالم كله لن نقف.

    وإضافة لذلك العنف اللفظي عاش السودانيون الاستهزاء بهم فعلا والاحتقار إضافة للعنف الهيكلي. منذ ذلك اليوم الذي قيل لهم فيه: من أراد أن تثكله أمه فليغلق متجره! سيم الشعب الذل والهوان من قبل المتنفذين بالدولة، وصارت السياسات التي تسن لا تلقي لآمال الشعب وطموحاته أو ظروفه بالا.. وبلغ الأمر مبلغا أن انتشى البرلمان الوطني هذا الشهر لإجازة زيادات في الأسعار بالغة للمحروقات وغاز الطبخ وأسعار السكر وتعريفة المواصلات مع زيادة ضريبة القيمة المضافة فاشتعلت كل الأسعار اشتعالا، و(بشرنا) وزير المالية بأنه سيكون هناك مزيدا! إذ أن هوان الشعب وتتفيه أحلامه بلغ به أن جلسة البرلمان التي أجازت تلك الزيادات صاحبتها صفقة طويلة. ومن المعلوم أن البرلمانات ليس في عرفها التصفيق لأنه لغة الندوات وأداة الجمهور للتعبير وليس المشرعين لسياسات الدولة، ولكن المجلس الوطني خرق العرف (كيةً) في الشعب السوداني كما تقول النسوة السودانيات. وهو أمر لا زال محط استغراب كل معلق قرأنا له أو سمعناه يعلق على جلسة البرلمان الشهيرة (ذات الصفقة)!

    ثم خرج وزير الداخلية ومدير الشرطة يهددان ويتوعدان أي محتج على تلك الزيادات أو على غيرها وفي نفوس الناس غبن من انفصال الجنوب الواقع وأنه تم بسبب تفريط الحكام في الوطن. أطلقت تهديدات حينما قيل إن الذي يريد الخروج لأي سبب عليه (أن يجرب) ولكنه ينصح بألا يجرب! لغة تهديد فج لا يحق أن تخرج من رجل دولة مهمته حماية المواطنين، تذكرنا بها مشاهد بلطجية المدارس وإشاراتهم لزملائهم المساكين أن: طالعني الشارع! وقد يصح تصور معركة بين زملاء بعضهم قوي البنية يتبختر على ضعاف البنية، ولكن لا يصح تصور تهديد رجل الدولة وحامي الأمن للعزل بالبطش إذا ما عبروا عن رفض بعض السياسات وهذا من ضمن حقوقهم الدستورية والإنسانية الأصيلة.. وكان ذلك التهديد جلس على قمة اعتداءات على مواطنين عزل بقصد القتل وهم في طريقهم لأداء صلاة الجمعة يوم 24/12 فقط لأنهم من (أنصار الله) وهم جماعة يكرهها النظام ويتوجس من منظر نحاسها والجبب البيضاء والانكرابة أن توحي بأن هنالك من لا زال في هذا الشعب السوداني (الفضل) وبه مزعة عزة! انهالت هراوات الشرطة على رأس د. مريم الصادق المهدي وهي تحاول مخاطبة الضابط المسئول بأنهم ذاهبون فقط للصلاة وعلى رأس الشيخ السبعيني محمد أحمد الغزالي وغيرهما وكان ما كان من دماء أريقت وعظام هشمت بدون أي مبرر قانوني أو أخلاقي بل خرقا لكل الأعراف والشرائع. مرتكبو العنف تلبستهم فكرة (دق القراف خلي الجمل يخاف) فهم يرسلون إشارة قوية أن من لا يصدق مدى العنف الذي سيحسم به أي صوت احتجاج ينطلق فليجرب وله في مريم والغزالي (أسوة حسنة)!!

    هذا القهر والتجبر ليس فريدا من نوعه، كل المنطقة العربية وبعض المنطقة الأفريقية تعيش في نفس الحالة. بدأت موجة الديمقراطية تضرب أفريقيا منذ تسعينات القرن الماضي، حيث تفككت الدول البوليسية لصالح تحول ديمقراطي وإن لم يبلغ مداه كاملا حيث نجح في جنوب أفريقيا وفي غانا، إلا أنه تعثر في زيمبابوي وكينيا، ومهما كان فإن تحرك الشعوب في أفريقيا أشد حيوية وأقدر على حلحلة القبضات البوليسية من العالم العربي، الذي استعصى وظلت شعوبه في خانة الشعب السوداني من القبضة الحديدية والإهانة، وربما أضل سبيلا، حتى بدأت بوادر التغيير تظهر في تونس والجزائر منذ الشهر الماضي، والبقية تأتي.

    بدأت القصة في تونس في منتصف شهر ديسمبر 2010م حينما صادرت الشرطة كشك شاب يدعى محمد البوعزيزي بحجة عدم حصوله على تصريح، فما كان من الشاب الخريج الذي أغلقت أبواب الرزق في وجهه مثله مثل مئات الآلاف من الشباب العاطلين في تونس إلا أن أشعل النيران في نفسه أمام مقر الوالي بمنطقة سيدي بو زيد، وتبعه آخر بالانتحار برمي نفسه من أعلى عمود للكهرباء احتجاجا على وضعه كعاطل عن العمل. وقام شاب آخر لم يتجاوز عمره الـ 34 عاما برمي نفسه داخل بئر في منطقة "غديرة". وهي رسائل قوية للنظام التونسي أن باطن الأرض بالنسبة للتونسيين صار خيرا من ظاهرها: كفى بك داء أن ترى الموت شافيا، وحسب المنايا أن يكن أمانيا، بتعبير أبي الطيب! أو كما قال شاعر آخر:

    نحن والله في سوء حـــــال لو رأينــــــــــاه في المنام فزعنا

    أصبح الناس منه في شقاء حق من مات منهمو أن يهنى!

    الشاهد، كانت حادثة البوعزيزي فارقة في تفجير الغضب الشعبي المكبوت فانطلقت احتجاجات شديدة على البطالة والأوضاع الاجتماعية في البلاد مطالبة بسقوط الحكم. وإزاء غضبة الشارع تراجعت السلطات، عرفت الخوف من المارد الشعبي الذي إذا انطلق من قمقمه لن يحبسه إناء سلطات الأمن مهما أوتيت من عدد وعدة وعتاد.

    تراجع الرئيس زين العابدين بن علي وأعلن على لسان رئيس وزرائه محمد غنوشي مساء الأربعاء 12 يناير إقالة وزير الداخلية رفيق بلحاج قاسم والإفراج عن جميع المعتقلين في المظاهرات وتشكيل لجنة تحقيق حول العنف والتجاوزات التي اتخذتها قوى الأمن حتى سقط 23 شهيدا. وعين السيد أحمد فريعة وزيرا للداخلية. وتساءل البعض عن مدى استطاعته –أي فريعة- حسم الانتفاضة التونسية التي لم تجد معها إجراءات البطش بل زادتها اشتعالا بينما الحوار لا يجدي مع جموع هدفها إزالة الفرعون. إن منظر رئيس الوزراء في المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه هذا التراجع كان منظر الخائف المترقب والمتلفت المتوجس أن تلج الجموع الهادرة قاعته فتأخذه أخذ عزيز مقتدر! أما خطاب بن علي بالخميس فقد كان آية في الأدب مع الشعب والسعي لإرضائه ومن ضمن الترضيات الكثيرة قال إنه لن يترشح للرئاسة في 2014!! آآلآن بالتعبير القرآني؟! علق عالم سوداني على الحادثة باختصار: إن بن علي ديكتاتور محاصر، لقد وصف المتظاهرين قبل بضعة أيام بالإرهابيين، والآن يقول لهم إني آسف، آسف جدا، يا لها من خدعة لديكتاتور تحت الحصار! وفي النهاية فر بن علي بجلده تصحبه أربع طائرات حام الفضاء ثم قر به المقام بجدة.. وغنينا للشعب التونسي: حبل العز ضرب.. والظالم وقع!

    لقد ضرب الشعب التونسي مثلا في التضحية والإقدام واختط لشعوبنا مسارب الضي على حد تعبير أستاذ الحاج وراق، قال الإمام الصادق المهدي: كلنا اليوم توانسة، وقال: كنا نظن أن الشعب التونسي أكثرنا امتثالا لتلك الملة القابضة فإذا به ينال إعجاب الأحرار في كل مكان بغضبة الحليم في الحق وينتزع ريادة مستحقة. إن استقتال بو عزيزي الذي أشعل في نفسه النار أشعل نارا في جسم الطغيان وأشع نوراً للحرية.

    إن ما حدث في تونس ليس معزولا عما يدور في العالم العربي، ونرجو أن يكون بداية انهيار قطع الدومينو.

    الاحتجاجات طالت أيضا الجزائر، وامتد التململ للأردن حيث أعلن عن مسيرات بالجمعة 14/1 "يوم الغضب" رافضة لغلاء الأسعار.

    إن تململ الشارع ظاهرة عربية ولدت للتو ولها ما وراءها، فهذه الشعوب التي ظلت صامته تغلي من تحت السطح ويستمرئ جلادوها صمتها دخلت في طور جديد. وبتعبير الصحافي الفلسطيني الأستاذ عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة القدس العربي في مقاله "انتفاضة كرامة وليس خبزا فقط" فإن انتفاضة تونس "ليست انتفاضة خبز، وان كان الجوع والبطالة عاملين رئيسيين في تفجيرها، وإنما هي انتفاضة كرامة، وتمرد على الإذلال ومسلسل الإهانات الذي لحق، وما زال بالإنسان العربي على مدى الثلاثين عاماً الماضية".وأشار لانفصال جنوب السودان باعتباره هروب من نظام الظلم والفساد والقمع كما ذكرنا في مقالنا السابق.

    لقد انكسر حاجز الخوف لدى هذه الشعوب، ونحن قد خضنا هذه التجربة من قبل مرتين في أكتوبر1964م ورجب 1985م، كثيرون منا ممن عاشوا أيام مايو الأخيرة وشاركوا في مسيرات الغضب الرجبية المباركة بعد أن كان النظام سوّل لسدنته فأوعزوا للناس وصدقوهم أنه نظام سرمدي لن يزول، كثيرون لا بد يذكرون كيف انذبح الخوف وسط هتافات الغضب: بالروح بالدم نفديك يا سودان.. بالروح بالدم.. نفديك يا سودان! وأخرج زبانية النظام يومها كل كلمات الانفعال الباطنة التي تغادر لغة الدولة لتنادم لغة الأزقة والحواري. تهديداتهم ولغتهم والكراهية التي كانوا يبثونها في المذياع والمرئي وفي الهواء الطلق لا زالت ترن بأسماعنا، ونسترجعها كل ما جلد سمعنا سوط من كلمات الإساءة للشعب وصفعتنا مفردة منها جديدة.. ولكننا بهتنا حينما قالت لنا وزيرة مايوية سابقة ونحن نعلق على حديث عيد الحصاد بالقضارف في 17 ديسمبر (حديث الدغمسة) قالت لدهشتنا: نحن المايويون نقول إن هذه الأيام وهذه اللغة التي يتم تداولها رسميا تشبه ما كان من النميري وقادة النظام المايوي في أيامه الأخيرة! وشهد شاهد من أهل مايو!

    إن عجل الأنظمة العربية ذي الخوار والذي تعبدوا به بدلا عن ملة الحكم الراشد هو (إخافة الشعوب)، هذا العجل الذي هداهم إلى ملته سامريهم العسكري غالبا وقد قبض من أثر الاستعمار قبضة ومن أثر ثقافة الشيخ الديني والزعيم القبلي قبضة وجلها موغلة في الشمولية، هذا العجل (ثقافة الخوف) قد بدأ ينهار، لتحل محله ثقافة خوف الحكام. ومن ثم تراجعهم.

    اتخذ التراجع في تونس درجات بدأت بإقالة وزير الداخلية والوعد برصد ستة مليارات دولار لخلق 300 ألف وظيفة للخريجين العاطلين والتحقيق في أحداث العنف وتجاوزاتها وبوعد ألا تكون الرئاسة سرمدية! ومع كل ذلك دك عرش الفرعون! وقامت الحكومة الليبية استباقا لغضبة محتملة بإعفاء السلع التموينية كافة من الرسوم الجمركية، كما اتخذت الأردن إجراءات عاجلة قيل إنها كانت بتدخل من الملك لخفض أسعار السلع الأساسية ترضية للشارع الغاضب. علّق البعض بأن ذلك "درهم وقاية" في ليبيا والأردن من العدوى التونسية. وإذا كانت مصر مثلا تستبعد انتقال العدوى لها لدعمها السلع التموينية، فإن هنالك بلاد مثل موريتانيا ومثل السودان تقع في نفس خانة زيادة الأسعار والتململ الشعبي ولكن بدون اتخاذ إجراءات وقائية ولا بفلس واحد. ففي نواكشوط نظمت مسيرات احتجاج بالخميس قمعتها قوات الأمن وكذلك في السودان بجامعات الجزيرة والخرطوم ونيالا جرى قمع للطلاب بدون حتى أن يدعوا لمسيرات تقديرا لضرورة تأمين عملية الاستفتاء.

    كتب المفكر المصري الأستاذ فهمي هويدي في بداية الشهر الجاري بعنوان "تونس تحذركم" قال: (ما حدث في تونس لا يهمنا فقط لأنه حاصل في قطر عربي شقيق يحزننا أي بلاء ينزل به، ولكنه يعنينا أيضا لأنه يبعث إلى عناوين عربية عدة برسالة ينبغي أن تقرأ بعناية. خلاصة الرسالة أن الاستبداد إذا كان قد أريد به حماية أي نظام، فإنه قد يطيل من عمره لكنه لا يضمن له البقاء والاستمرار مهما طال أجله).

    بعض الدول استلمت الرسالة وقامت بالخطوات الاستباقية المذكورة حتى ولو رآها البعض لا تكفي، ولكننا في السودان ليس فقط لم نستلم الرسالة، بل ولا زال بريدنا يعج برسائل جبابرة العرب السابقة ومفادها: إن الشعوب لا تسوى حبة خردل، وأنما هي سوائم تساس بالحديد والنار والسب والشنار، ارفع لها سوطا تطأطئ الرأس وتدور معك في المدار، ولا تحكم الشعب إلا والعصا معه.. إن الشعوب لأنجاس مناكيد!

    وإذا كان طريق البريد إلينا قد طال فلا نظنه بعدها سوف يطول، سوف يأتي يوم قريب نستلم الرسالة: إن لصبر الشعوب حدود، وحينها ربما عرفوا الخوف واحترموا هذا الشعب وكانوا معه لم يعرفوا الأدب!

    وليبق ما بيننا
                  

01-15-2011, 08:39 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الثورة من تونس إلى (الجزيرة أبا) ! خالد عويس (Re: خال فاطمة)

    يا خالد يا صديقي
    اذا كنت تعتمد في حديثك الجميل هذا على عبقرية الشعب السوداني طاهرة نقية من دنس الالتواءات واللف والدوران والدهاليز (التي تعلم) فابشر
    إما إذا كنت تروج لأشخاص باعينهم ثبت من قبل فشلهم في المحافظة على ما (يجيبه) لهم الشعب بعرقه ودمه ويقدمه لهم على طبق من ذهب
    واستبان الان انخذالهم ولفهم ودوارانهم على الناس
    فما أخيبــــــــــــــــــنا
    كن مع الشعب (الصادق) يا خالد

    ودعك من..... من (هؤلاء!!)



                  

01-15-2011, 08:43 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الثورة من تونس إلى (الجزيرة أبا) ! خالد عويس (Re: فتحي البحيري)

    خاص حريات

    توجه للجزيرة أبا ظهر أمس الجمعة 14 يناير وفد كبير بقيادة الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي وبصحبته الأستاذة سارة نقد الله رئيسة المكتب السياسي للحزب والسيد صديق محمد إسماعيل النور أمين عام الحزب وعدد من قيادات الحزب وهيئة شئون الأنصار كما اصطحبهم السيد مبارك الفاضل الذي حل حزبه وعاد لصفوف الحزب مؤخرا، وذلك لمخاطبة حشود الأنصار وحزب الأمة بالجزيرة أبا قلعة الأنصار التاريخية، ورافق وفدهم عدد من الإعلاميين، وعاد الوفد في نفس اليوم ليعود لأم درمان العاصمة الوطنية مع منتصف الليل.

    رافقت (حريات) الرحلة التاريخية والاستثنائية بسبب الحشود الخرافية التي استقبلت الإمام الصادق المهدي وصحبه بالجزيرة أبا برغم قصر مدة التجهيزات، والحماسة البالغة التي سرت بين الحشود المليئة بالأمل الممزوج بالغضب، إذ تأتي هذه الرحلة بحسب أحد منظميها في إطار التعبئة لمخاطبة جماهير الحزب استعدادا للقرار الفاصل الذي سيتخذه بعد انتهاء فترة المهلة التي أعطاها رئيس الحزب للمؤتمر الوطني في يوم الأربعاء 26 يناير أي بعد أقل من أسبوعين. وقال إنها بدأت أصلا بفكرة تكريم ابن الجزيرة أبا الشيخ محمد أحمد الغزالي الذي أصيب في أحداث الجمعة 24/12 والذي تم تكريمه والاحتفاء به كرمز للبطولة والفدائية.

    في بداية اللقاء الجماهيري تحدث السيد مبارك الفاضل مشيرا للانتفاضة التونسية وأنه لا خيار أمام النظام الحاكم سوى الاستجابة للمطالب الذي عبر عنها حزب الأمة على لسان رئيسه الإمام الصادق المهدي، ثم تحدثت الأستاذة سارة نقد الله وقالت إن موعدنا مع النظام يوم 26/1، ثم تحدث السيد صديق محمد إسماعيل النور مؤكدا صلابة صفوف الحزب ومطالبه ومقدما الإمام الصادق المهدي في خطاب الوفد الرئيسي.

    خاطب الإمام الصادق المهدي الجماهير المتحمسة في خطاب مشحون بدأه بالقول "نحن وأنتم أصحاب الحق، وأهلنا يقولون: صاحب الحق بضحي وبعتمد على زنده، والما عنده حق ضهره الجبل ما بسنده"، وأشار للدمار الذي حل بالبلاد في 21 عاما قائلا: "لا أود أن أصف تفاصيل ما تعلمونه من 21 سنة من الظلم والقهر، وبلادنا الآن صارت على فراش الموت" وأضاف: "هنالك روشتة من سبعة أدوية ضرورية لانتشالها من الموت" ثم عددها كالتالي:

    الدواء الأول: دستور جديد للسودان يقوم على عشر نقاط هي: دولة ديمقراطية مدنية- رئاسة الدولة تمثل كل أقاليم السودان- يقوم بالتشريع مجلس منتخب- ترجع المديريات لست- أحكام الدين التي يطبقها المسلمون لا تطبق على غيرهم- إذا تناقض أي تشريع مع أصل شرعي للمسلمين معارضته بوسائل ديمقراطية- لا يسمح بالاعتداء على الدين أو الانتماءات القبلية- إشاعة الحريات الأساسية- لا تسن تشريعات تتعارض مع حقوق الإنسان وتعديل التشريعات المقيدة الحالية وأن يعقد مؤتمر دستوري لصياغة دستور البلاد الدائم وفقا لهذه النقاط. وقال: الكلام الذي سمعناه مؤخرا من أنه بعد الانفصال لن يكون هناك كلام عن تعددية ثقافية غير صحيح فالشمال فيه تعددية لا بد أن نراعيها وبدون ذلك لن نستطيع أن نعيش في هذا البلد، (في إشارة مباشرة للتصريحات المنسوبة لعمر البشير في خطاب القضارف بتاريخ 17/12 والذي قال فيه إنه وبعد الانفصال لن يكون هنالك مجال للكلام "المدغمس" حول التعدد الثقافي).

    الدواء الثاني: لا بد من عقد اتفاقية توأمة مع الدولة الجديدة في الجنوب يقوم هذا الاتفاق أيضا على عشر أسس هي: الاعتراف المتبادل بالدولتين وسيادتهما- اسم الشمال هو السودان ويكون اسم الدولة الجديدة في الجنوب فيه معنى مشترك لمرجعية مشتركة سواء أكان جنوب السودان أو جمهورية النيل الأبيض أو غيرها- احترام حقوق الإنسان وحريات في الدولتين- المشاكل والقضايا العالقة بين الطرفين تكون لها مفوضية حكماء لحلها- عمل توأمة اقتصادية – احترام حقوق جنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان وأبيي المكتسبة- يعطى الجنوبيون في الشمال الحريات الأربعة: حرية السكن والعمل والتنقل والإقامة وكذلك الشماليون في الجنوب وهناك قبائل تعيش متنقلة بين الدولتين لا بد من ضمان حياتها- إبرام اتفاقية أمن وحسن جوار- وإنشاء جسم لتنسيق المصالح بين البلدين.

    الدواء الثالث: دارفور، لقد جمعنا كل جماعات دارفور الحاملة للسلام ليتفقوا على عشر نقاط ويقولوا لجماعة "الإنقاذ" هذه المطالب شرط للحوار وبدونها لا مجال للكلام وهي: حول وحدة الإقليم والحدود، والرئاسة نعود للحال في عام 1989م- عدم الإفلات من العقوبة والتوفيق مع الاستقرار- هيئة للحقيقة والمصالحة ورفع المظالم- التعويضات فردية وجماعية- إدارة قومية انتقالية- حقوق دارفور في السلطة والثروة بنسبة السكان- يعقد ملتقى دارفوري للاتفاق- وملتقى قومي لإجازته- حسن الجوار وعدم التدخل في شئون الجيران- ويوضع الاتفاق في الدستور.

    الرابع: الالتزام بالحريات العامة.

    الخامس: الإصلاح الاقتصادي.

    السادس: الالتزام بسياسة خارجية تحترم الشرعية الدولية، والواجبات السودانية في المجالات الإقليمية، وتتعامل بواقعية مع مؤسسات العدالة الدولية. المحكمة الجنائية الدولية لا يمكن صرف النظر عنها، وعود الأمريكان الحالية عليهم ألا يصدقوها. لا أحد يستطيع التطبيع معهم ما داموا مجرَّمين وملاحقين بالمحكمة الجنائية الدولية.

    السابع: هذا البرنامج لا بد من حكومة قومية لتنفذه.

    هذا موقف واضح لكل الشعب السوداني، وهو بإرادته الموحدة يستطيع أن يفرض هذه الحلول. نشمر بالتعبئة والضغط، واستطرد قائلا: قالوا إننا لا نقدر. وعقب بالقول: إنهم لا يستطيعون التفرقة بين الحلم والجبن، لقد تصرفنا بحلم. لكن الآن بلدنا تحتضر ولا بد من هذه الروشتة. إن الناس لا يخرجون للشارع بأعداد كبيرة لأنهم يقتلون، ولكنهم عارضوا بأشكال مختلفة. الآن البلد فيها أكثر من 50 فصيل مسلح، وهنالك ستة ملايين من المواطنين خرجوا من البلاد فرارا من الظلم هذا معناه أن الناس مارسوا وسائل مختلفة. لقد اضطروا لقمع المعارضة التي لاقتهم بطرق جرت عليهم 27 قرار مجلس أمن يلاحقهم نتيجة للبطش. فهم قد قمعوا الشارع لكن الناس عبروا بوسائل أخرى والعاقل من اتعظ بغيره.

    وقال الإمام الصادق بقوة وهو يضغط على كلماته: "الروشتة دي نحن ما متنازلين منها دُت".

    وأضاف: نحن عندنا مسئولية خاصة مش لأي شيء لكن نحن أرضعونا حراسة مشارع الحق. نحن الذين كان أجدادنا مع الموقف الوطني في التحرير الأول وكان البعض جوة "الققرة" –إشارة لتحصينات الأتراك إبان الثورة المهدية في القرن التاسع عشر- كانوا برة الققرة وعملوا من أجل تحرير البلاد وتحقيق الاستقلال الأول. وهم الذين ناضلوا من أجل نيل الاستقلال الثاني. وكرر القول: عندنا مسئولية خاصة. هم عندهم منطق القوة ونحن عندنا منطق الحق، والحق يعلو ولا يعلى عليه..

    وفي النهاية شكر الجماهير الممتدة حوله قائلا: نشكركم على هذه الروح فإني أشاهد الطفل وأخوه الأكبر وأبوه وجده والطفلة واختها الكبرى وأمها وجدتها كلهم بروح وحماسة واحدة، ثم اختتم خطابه قائلا:

    لنور الله برهان عجيب تضيئ به القلوب المطمئنة

    يريد الظالمون ليطفئوه ويأبى الله إلا أن يتمه
                  

01-15-2011, 08:45 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الثورة من تونس إلى (الجزيرة أبا) ! خالد عويس (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    انتفض الشعب التونسي فانكسرالقيد واستجاب القدر



    بقلم: عبدالمحمود أبو



    يبدو أن رياح التغيير قد هبت في بلاد العرب ففي الشام نسمة وفي الجزائر هبة وفي تونس عاصفة زلزلت أركان الطغيان وانتصر الشعب التونسي لأنه أراد أن يفعل فاستجاب القدر لإرادته ، إنه موقف يمثل قمة الايمان قال تعالى " إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" فالشعب التونسي أدرك أننا محاطون بوهم اسمه هيبة السلطة، ومدجنون بخرافة اسمها إثارة الفتنة ومستسلمون لواقع اسمه النظام العربي... أدرك الشعب التونسي أن هذه المفاهيم عبارة عن أوهام أشاعها الطغاة لاذلالنا ليستمتعوا بالبقاء أطول فترة ممكنة على رقابنا ، فقرر الشعب التونسي الأبي أن يتقدم الصفوف ويقدم تسعين شهيدا مهرا للتحرر من الأوهام – كيف لا وهو شعب تجري فيه دماء عقبة بن نافع وصقلته جامعة الزيتونة ويعلو أذانه من مسجد القيروان وأنجب شاعر التفاؤل أبو القاسم الشابي الذي صدح برائعته الفنان الرائع حمد الريح " فاسكني يا جراح واسكتي ياشجون * مات عهد النواح وزمان الجنون ... وأطل الصباح من وراء القرون.. إن سحر الحياة خالد لايزول * فعلام الشكاة من ظلام يحول" إن الصراع بين الحرية والاستبداد وبين العدل والظلم وبين الشعوب والطغاة نتيجته زوال الطغيان وانتصارإرادة الشعوب ..هكذا يعلمنا التاريخ فمن كان يتوقع زوال شاه إيران بتلك الثورة الشعبية ؟ ومن كان يمني نفسه حتى بزوال شاوسيسكوبتلك الصورة الدرامية؟ بل من كان يحلم بزوال المعسكر الشرقي بتلك البساطة؟!!وفي السودان فإن ثورة السودان الأولى بقيادة الامام المهدي كانت ثورة شعبية هبت في كل أرجاء السودان واكتسحت الخرطوم التي كانت تعيش على انتظار فرقة الانقاذ الانجليزية حتى أحاطت بها الثورة ودكت حصون الطغيان. وفي ذاكرتنا أبطال أمثال: عثمان دقنة والنور عنقرة وحمدان أبو عنجة والزاكي طمل وود حبوبة، وسجل ود سعد في ملحمته الرائعة بعضا من جوانب تلك البطولة فقال: النور عنقرة جرعة عقود السم * داخل في المحاص يضحك ويتبسم * جسمه بالرصاص بحاله موسم * الروح سبلها إلا الأجل ماتم * وتتالت ثورات السودان في كل الحقب الطغيانية وفي النهاية انتصرت إرادت الشعب . نعود للشعب التونسي المعلم الذي قدم مشهدا متحضرا في جمع الكلمة ومواجهة آلة الطغيان . إن في المشهد التونسي عدة دروس:

    الدرس الأول: إدراك أن السبب الأساسي في كل الاخفاقات التي أصابتنا هو الاستبداد السياسي فالعيش في مناخ الكبت والقهر والخوف والإرهاب، من شأنه أن يولد الإحباط والتطرف والهروب من الواقع والخوف من المجهول ، فالضغط النفسي الناشئ عن تلك الأسباب يمكن أن ينفجر في شكل ممارسات عنيفة موجهة ضد الأبرياء والضعفاء كما هو مشاهد في عالم اليوم ، قال عالم الإجتماع عبد الرحمن الكواكبي : ( ومن غريب الأحوال أن الأسراء [المقهورين] يبغضون المستبد، ولا يقوون على استعمالهم معه البأس الطبيعي الموجود في الإنسان إذا غضب ، فيصرفون بأسهم في وجهة أخرى ظلماً : فيعادون من بينهم فئة مستضعفة ، أو الغرباء ، أو يظلمون نساءهم ونحو ذلك . ومثلهم في ذلك مثل الكلاب الأهلية ، إذا أريد منها الحراسة والشراسة فأصحابها يربطونها نهاراً ويطلقونها ليلاً فتصير شرسة عقورة ، وبهذا التعليل تعلل جسارة الأسراء أحياناً في محارباتهم ، لا أنها جسارة عن شجاعة . وأحياناً تكون جسارة الأسراء عن التناهي في ال########ة أمام المستبد ، الذي يسوقهم إلى الموت فيطيعونه انذعاراً كما تطيع الغنمة الذئب فتهرول بين يديه إلى حيث يأكلها )([1]) لقد شخص هذ العالم الحالة أبلغ تشخيص وهو ما يفسر قسوة المتطرفين تجاه مخالفيهم فنراهم يبتسمون وهم ينظرون إلى ضحاياهم يتأوهون من الألم بل ربما يتناولون طعامهم وهم جالسون على جثث ضحاياهم ، ومن ناحية أخرى نجد أعوان المستبدين الذين يمثلون أياديهم الباطشة يستأسدون على الضعفاء ويتنمرون وعندما يواجهون مواقف تستدعي البسالة والصمود يهرولون هرباً قال عمران بن حطان معيراً الحجاج عندما فر هارباً في بعض حروبه من غزالة زوجة شبيب بن يزيد الشيباني الخارجي :

    أسد علي وفي الحروب نعامة فتخاء تنفر من صفير الصافر

    هلا برزت إلي غزاة في الوغي بل كان قلبك في جوانح طائر



    لذلك حرص الإسلام على توفير مناخ الحرية والأمان والتفاؤل لأن المناخ السليم في ظله يولد الإبداع والتفاؤل والاعتدال في المواقف والوسطية في الأفكار ، فمناخ الاستبداد والخوف أسوأ عدو للإنسان لأنه يفسد الأمزجة ويشوه الطبائع ، ويشوش التفكير يقول الكواكبي : "وقد يبلغ فعل الإستبداد بالأمة أن يحول ميلها الطبيعي من طلب الترقي إلى طلب التسفل ، بحيث لو دفعت إلى الرفعة لأبت وتألمت كما يتألم الأجهر من النور ، وإذا ألزمت بالحرية تشقى وربما تفنى كالبهائم الأهلية إذا أطلق سراحها . وعندئذ يصيرالإستبداد كالعلق([2]) يطيب له المقام على امتصاص دم الأمة فلا ينفك عنها حتى تموت ويموت هو بموتها " ؛ وكأنه يقرأ حال أمتنا في عصرها الحاضر ! فقد قتل الإستبداد فيها روح الإبداع والمقاومة وأفسد مزاجها ، وانفرط عقدها وهزمت في كل المعارك التي خاضتها مع عدو احتل ثالث مقدساتها وشرد أهلها ، وأغرب شئ أن العدو تحيط به الدول العربية الإسلامية إحاطة السوار بالمعصم ولو توزع المسلمون الذين يجاورون العدو كل ألف شخص ضد واحد من أفراد العدو عسكريين ومدنيين لخرج بعضهم دون نصيب!! ومع كل هذا التفوق البشري لصالح الأمة إلا أنها هزمت في كل المعارك التي خاضتها مع العدو باستثناء حرب أكتوبر 1973 وحرب تموز يوليو 2006 التي انتصرت فيها المقاومة اللبنانية ! إنه الهوان الذي تنبأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم . عن ثوبان قال : قال رسول الله صلـى الله عليه وسلم : (( يوشك أن تداعى عليكم الأمم ، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ، فقال قائل : أمن قلّة نحن يومئذ ؟ قال : بل أنتم يومئذ كثير ، ولكنّكم غثاء كغثاء السّيل ، ولينزعنّ الله من صدور عدوّكم المهابة منكم، وليقذفنّ في قلوبكم الوهن ، فقال قائل : يا رسول الله وما الوهن ؟ قال : حبّ الدنيا وكراهية الموت ). فالاستبداد مع قتله لروح المقاومة فإنه يغرس عوامل الخوف والاحباط فى تفوس المقهورين , واذا فقد الانسان الأمل اصبح عرضة للتطرف وأقرب للعنف . لقد أدرك الشعب التونسي هذه الحقيقة فقرر إزالة الاستبداد فتحقق له ما أراد.

    الدرس الثاني: لقد سرت روح الثورة في وجدان الشعب دون تخطيط أو تحريض من الأحزاب بل هبت الثورة في الأطراف وامتدت إلى العاصمة ولحقت بها الأحزاب في اللحظات الأخيرة مما يدل على حيوية الشعوب وبداية عهد جديد تتجاوز فيه الأمة التنظيمات السياسية التي عجزت أو ألغي دورها والوعي الشعبي سيبتكر وسائل جديدة للتعبير عن إرادته خاصة وأن النظم المستبدة قد وجهت كل جهودها ضد الأحزاب السياسية سجنا وقتلا وإفقارا وتضييقا فكيف تفعل مع غضبة الشعوب التي لايمكن إحتواؤها؟

    الدرس الثالث: لقد قدم الشعب التونسي الأبي النموذج العملي في قوة الوسائل المدنية واسبتعد العنف المسلح فقد رأى ما فعله العنف في الصومال ودارفور والعراق من دمار وهلاك للأبرياء فالنظم المستبدة سخرت معظم موارد البلاد لمواجهة العنف المسلح والمواجهات المسلحة وفي النهاية سيضيع الأبرياء ويتحول الثوار المسلحون أنفسهم إلى أباطرة حرب يدفعهم الحقد وليس الاصلاح السياسي.

    الدرس الرابع: لابد من الإشادة بموقف الرئيس زين العابدين بن على فقد صرح علنا أنه كان مضللا وأن التقارير التي كانت تأتيه كاذبة وعندما أدرك أنه غير مرغوب فيه غادر البلا بهدوء واعتزل السلطة ولم يقدم مصلحته الشخصية علي مصالح شعبه وبلاده ويعتبرهذا أول حدث في عالمنا العربي والأفريقي فقد رأينا الطغاة يكابرون ويستمرون في سفك الدماء حتي يسقطوا وتسقط معهم بلدانهم! فموقف زين العابدين ينبغي أن يثمن ليقتدي به كل القادة غير المرغوبين من شعوبهم أو الذين ارتكبت أخطاء في ظل قيادتهم، ولابد من الإشادة هنا بموقف وزيرالداخلية الكويتي الذي قدم استقالته لأن مواطنا مات تحت التعذيب في أحد مخافرالشرطة وقال كلاما مسئولا فحواه أنه لايرأس وزارة يموت مواطن تحت التعذيب في إحدى إداراتها؟ وقديما سمع عمربن الخطاب امرأة تهتف وتقول "يارب عمر تزيل عمر" فسألها أجار عليك عمر ؟ قالت لا. قال فلم تطلبين زواله؟ قالت أنت عادل ولكن في التغيير رحمة! فرفع عمربن الخطاب يديه داعيا معها يارب عمر تزيل عمر فلم تمضي إلا أيام حتى مات بطعنة أبي لؤلؤة!

    التحية والاجلال للشعب التونسي الذي قدم مثالا حيا علي حيوية الشعوب وقدرتها على التغيير بقليل من التضحية وتقبل الله الشهداء الذي قدموا أرواحهم الطاهرة مهرا للحرية.

    15 يناير 2011م
                  

01-15-2011, 08:48 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الثورة من تونس إلى (الجزيرة أبا) ! خالد عويس (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    الشمس مالت غرباً تجاه الجزيرة أبا من الناحية الشرقية من طريق ربك الخرطوم، الكتاحة والغبار ملأ الأفاق في السماء بينما ملأ الأنصار الأرض بعصيهم وسيوفهم وخيولهم وسياراتهم، اصطفت السيارات لحوالي اربعة كيلو مترات من الشارع الرئيسي وحتى داخل المدينة، المنظر كأنه يوم حشر وحشد تجدد فيه التاريخ وجد فيه الجد، تجمعوا من كل حدب وصوب. مثلا في ربك بدأ الأمر منذ فترة وكان هناك اجتماعات متواصلة وتم جمع تبرعات مساء الأمس وفي خطبة الجمعة في مسجد الأنصار بالقرب من السوف الرئيسي تحدث الإمام بصوت قوي عبر عنا جميعا وتحدث عن تجربة تونس ودعا الناس للذهاب للقاء وكان التجمع في ميدان المولد حيث تحركت حوالي ثلاثين عربة وتحركوا زرافات ووحدانا، كان هذا هو نفس السيناريو في كل المدن والقرى المجاورة

    لقد كنت بالصدفة في لقاء خاص وكان البعض يتحدث وقالوا ان الانصار انتهو وانهم اي اصحاب المؤتمر الوطني سوف يحركون البعض لافشال الللقاء ومعلوماتهم تقول انه لا يوجد مال وان مبارك ارسل ثلاثين مليون وانه سوف لن يحضر احد وقد اصبح المؤتمر الوطني هو الكل ، فقلت لهم لقد اسمتعت الى جزء من كلامكم وسوف اعدكم بصور لا قبل لكم بها وقلت لهم بالحرف بان العربات والناس سوف يكونوا من الطريق الرئيسي الى الجاسر الى داخل الجزيرة ووعدتهم بالصور، المشكلة في الصور فقد صورت بالآي فون والوصلة في الخرطوم فسوف لن استطيع ان ارفع الصور الا بعد ان اعود للخرطوم بعد غد

    لقد كان لقاء تاريخي افتتح الحديث وبدأ المتحدث الرئيس الأول فقد كان السيد مبارك الذي هتف الجموع بعائد عائد وطلع عينهم يا مبارك وريحنا منهم يا مبارك والبعرفهم جنهم مبارك، فقد تحدث وقال انه اول لقاء كبير بعد الوحدة الكاملة وتحدث عن حجم الفساد بالأرقام وتحدث عن تجربة تونس وقال لا مجال للمشاركة في حكومة عريضة فاما ان يوافقوا على ما طرحه الحبيب الامام في ديسمبر او سوف يبحث الحزب في خياراته، ثم تلت ذلك السيدة سارة نقد الله حيث تحدثت حديث حماسي وقالت ان موعدنا 26 يناير ودعت الجميع للخروج التحضير لهذا اليوم وعلى كل واحد ان يحضر معه عشرة ومائة لنعيد للتاريخ مجده كما فعل اجدادنا وبعد ذلك تحدث الفريق صديق الأمين العام واثار حماسة الناس عند تقديمه للرئيس الحبيب الامام وقال فيما معناه ان كل تلك المشاكل لا يحلها غير الامام

    كان المسك في الختام بالسيد الامام حيث اكد انه لا تراجع واما ان يوافقوا على المؤتمر الدستوري وفقا لطرح حزب الامة او يواجهوا مصير كل الطغاة وتحدث عن روشتة من اربع نقاط ، المؤتمر الدستوري والتعامل مع المحكمة الدولية ومشكلة دارفور والحكومة القومية وايضا تحدث عن العلاقة مع الجنوب وقال نريد للجنوب ان يتجه شمالا للشمال بدلا ان يتجه جنوبا للجنوب نحو يوغندا وغيرها وقال لقد بدأنا حوار معهم وسوف نواصل من اجل ان تكون هناك توأمة مع الدولة الوليدة، قال نحن حراس الحق الوطني منذ المهدية وسوف نواصل في دورنا، وقال الموضوع ليس شخص وانا كشخص زائل ولكن كلكم يمكنكم ان تواصلوا في حراسة الحق الوطني وهذا هو دورنا التارخي الذي لعبناه والذي سوف نلعبه

    لقد وصلت الهتافات لعنان السماء وكانت التعبيرات تخرج من الافواه بشكل لا شعوري عن الانقاذ وتعبيرات الناس في انهم يريدون من قيادتهم ان تخلصلهم من هؤلاء المجرمين، لقد التقيت ببعض الاحباب الذين لم التقيهم منذ فترة ارتريا وبعض الاحباب من الخليج من الكوادر والزملاء واركبوني معهم في احدى العربات التي تتولي الحراسة وذهبنا لمنزل احد الاحباب بالجزيرة ابا حيث تم تكريم الحبيب محمد احمد غزالي ومنح شهادة وآخرين وتحرك الوفد للخرطوم وعدت للتو لمدينة ربك والمهم هذا حديث مختصر لما دار لاني اكتب من الذاكرة وقد اخذت كمية مهولة من الصور اتمنى ان استطيع تحميلها

    مع شكري

    أبوهريرة





    الله أكبر ولله الحمد ...
    الجهاد يا إمام... وجع وجع مبارك رجع،،،، ومبارك عاد يا أوغاد( هذه من عندما)... تكبيرات عانقت سماء أبا بقدوم الإمام وصحبه،، جماهيرسدت عين الشمس في هذا اليوم االأغر (الجمعة) أكثر من مليون مجاهد حسب التقديرات الاوليةموكب الإمام كان يسير بصعوبة بالغة وسط عباب الجماهير، راجلين وفرسان راكبين الخيول الغر لتلحق الصح في المغارب،،،
    ومن الدار المباركة التي اسضافت الامام وصحبه فتحنا خط أثيري مع عدد من الأحباب ليعبروا عن هذا الحدث التاريخي العظيم،،،
    حيث خاطبتنا الأميرة الأنصارية وصال فضل شقيقة الحبيب صديق وعاصم بالرياض،، قائلة نحن لم نعد نساء خلف الكواليس ولكن سنكون في راس الرمح وعلى أهبة الاستعداد لنداء الإمام،،وقد أكدت هذه الزيارة أن الانصار هم أهل الدار ( السودان ) وبعدها تحدث إلينا الحبيب مصطفى حلاتو مبيناً أن الزيارة تذكر بأمجاد الأنصار وانتصاراتهم في أبا عند انطلاقة الدعوة الأولى، وقال إن برنامج هذا اللقاء لم يتسع للكلمات المعدة وحتى الإمام قال لضيق الزمن لم أقل ما عندي لأهل أبا الأوفياء،،، كما تحدثت رئيسة حزب الأمةبالجزيرة أبا الأميرة المهندسة عائشة إدريس والسيد مبارك الفاضل بلدوز هذا الزمان( كانت كلمته كالعادة بالأرقام عن فساد النظام، وتساءل لماذا لا يتعظ هؤلاء من حصار بن على وما سيؤول إليه حاله،وبعد فترة وجيزة من خطابه أعلنت أجهزة الإعلام المختلفة هروب بن على وانزوائه بعد طوفان الجماهير وتطويقهم له بعد 23 عاما من القهر وتكميم الأفواه،،، ثم تحدثت رئيسة المكتب السياسي المجاهدة سارة نقد الله والدكتورة مريم المنصورة باذن الله، والحبيب الهادي أبراية.
    والمهم في الأمر هتاف الجماهير الجهاد يا إمام، ورد السيد الإمام عليهم بعبارة ( تحزموا وتلزموا) نحن معنا الحق وهم معهم القوة الغاشمة سنقاوم بجميع الوسائل السلمية لخلاص البلاد واخراجها من النفق الذي حشرت فيه...وكان قد خاطب الحشد الحبيب صديق محمد اسماعيل امين عام حزب الامه ثم قدم السيد الامام لمخاطبته.
    وقد غادر موكب الإمام أبا الطاهرة في ذات المساء وتيمم شطرالبقعة بعد أن ودع أحبابه وه########م يشق كبد السماء شوقاً للحظة الخلاص التي طال انتظارها..
    حفظ الله إمامنا من كل سوء ولا نامت أعين الجلادين والانتهازييين
    والله أكبر ولله الحمد..

    نسأل الله ان يسدد رمي الأنصار ويحفظ الإمام من كل سوء

    الحبيب يوسف ادم بخيت
                  

01-16-2011, 07:11 AM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الثورة من تونس إلى (الجزيرة أبا) ! خالد عويس (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    الثورة من تونس إلى (الجزيرة أبا) !

    خالد عويس

    روائي وصحافي سوداني

    [email protected]

    (بلال) نادلٌ تونسي في مقهى في مدينة جدة. شابٌ لم يتجاوز العشرين من العمر، نادراً ما كنت أراه مشغولاً بمتابعة الأخبار السياسية على الشاشات المنتشرة في المقهى حيث يعمل. يشجع نادي (الترجي) التونسي، وهاجر بعيداً عن ما كل يحبّه في بلاده – رغم حداثة سنه – بسبب الظروف المعيشية السيئة هناك. حين بدأت الإنتفاضة في تونس في 18 ديسمبر 2010 لحظت أن بلال انصرف عن متابعة مباريات الترجي وريال مدريد وبرشلونة إلى ملاحقة أي خبر عن الثورة التونسية. كان حزيناً ومغموماً ليس بسبب الضحايا وحدهم، وإنما – كما حدثني – بلا جدوى ما يحدث، لمعرفته بشراسة وقوة النظام القمعي. التقيت به اليوم. كان سعيداً جداً يكاد يطير من الفرح، يتبادل التهاني مع زملائه التونسيين. كم تحوّل هذا الشاب، صغير السن، من حال الاحباط واليأس إلى حالٍ أخرى قادرة على صناعة المعجزات في غضون شهر واحد.

    (بلال) لا ينطوي على وعيٍ سياسي، فمركز اهتمامه عمله وأسرته ثم أداء (ميسي) و(كريستيانو رونالدو). لكنه، شأنه شأن (محمد البوعزيزي)، الشاب الذي أشعل النار في جسده فأشتعلت تونس كلها، وفرّ (الديكتاتور) في نهاية المطاف، يهتمّ لمستقبله ومعيشته وحياة الملايين في وطنه. (بلال) و(البوعزيزي) كلاهما كانا يدركان أن سبب ما هما فيه من بلاء، هي مجموعة صغيرة استأثرت بموارد وطنهما وحرمتهما من الكثير من حقوقهما الطبيعية. كانا يفهمان أن (زين العابدين بن علي) يحاول ليس فقط مصادرة راهنهما، وإنما أيضاً أحلامهما في المستقبل. كان الرئيس التونسي ليصادر - إن بقي – كل شيء يربطهما بالحياة. رحل (البوعزيزي)، وبمقدور (بلال) الآن أن يعود إلى وطنه ليشارك على قدم المساواة مع غيره في بناء تونس الجديدة !

    وفي العاصمة القطرية، الدوحة، كان شابٌ سوداني لا ينتمي لأي حزب من الأحزاب السودانية يعبّر للسيد الصادق المهدي، رئيس حزب الأمة القومي، وإمام الأنصار، كان يعبّر عن مدى احباطه وحزنه لما آل إليه حال السودان، ويؤكد أن الشعب السوداني لن يثور أبداً لأنه رضخ للعذاب واستلذ الآلام، وأصبح كل واحد يبحث عن خلاصه الفردي حتى ولو بسبلٍ غير مشروعة.

    كان رد السيد الصادق المهدي على الشاب الذي اصطحبناه لمقابلته، أن الشعب التونسي الآن يواجه الجلادين ببسالةٍ نادرة. لفت السيد الصادق المهدي إلى أن النظام التونسي ظلّ على مدى 23 سنة يقبض على السلطة بيدٍ من حديد حتى بات الجميع مؤمنين بأن التغيير يمكن أن يطال جميع دول المنطقة إلا تونس. فالسلطة هناك لا تتهاون في استخدام أقصى درجات العنف ضد شعبها في سبيل درء أية محاولة لتغييرها. وتوقع أن يهوي النظام أمام ارادة الشعب. كان ذلك في 12 يناير 2010. في 14 يناير، كان زين العابدين بن علي على طائرته يبحث عن عاصمةٍ تتفضل بقبوله !

    زلزال تونس يُعادل 8 درجات بمقياس (الثورات). فتونس أفضل حالاً بكثير من عددٍ من بلدان الشرق الأوسط. تونس تحقق نمواً سنوياً يقدر بأكثر من 3%، وتكفل لمواطنيها تعليما (مجانيا) إلى الجامعة.

    مستوى دخل الفرد في هذا البلد يبلغ نحو 8559 ألف دولار سنويا، بحسب مجلة "قلوبال فاينانس"، وتحتل المرتبة 89 عالمياً، في ما السودان – مثلاً – يقبع في المرتبة 138 عالمياً بمستوى دخل يبلغ 2465 دولاراً في السنة. أيّ أن مستوى دخل المواطن التونسي يتجاوز مستوى دخل نظيره السوداني بنحو 6 آلاف دولار. بقي أن نشير إلى أن مستوى دخل الفرد في مصر – مثلا – في 2010 يبلغ 6347 وفي سوريا 5043.

    تونس لا تحتل مواقع الصدارة في ترتيب الدول الأكثر فساداً والأقل شفافية حول العالم كما هو شأن السودان. والسودان – بحسب تقرير منظمة الشفافية العالمية 2009 – يتصدر ترتيب الدول الفاسدة والأقل شفافية من بين 180 دولة حول العالم شملها التقرير. فهو يأتي خلف الصومال بـ 1,1 وأفغانستان بـ 1,3 ومينامار بـ 1,4 والسودان والعراق بـ 1,5 نقطة !!

    بمعنى آخر، فإن السودان يحتل المركز 177 من بين 180 دولة، ولكم أن تتخيلوا أن تونس هي الدولة الأقل فساداً في شمال إفريقيا وتحتل المرتبة 65 بـ 4,2 نقطة. تونس تتقدم حتى على الكويت صاحبة المركز 66 واليونان في المركز 71 والبرازيل في المركز 75.

    ومع ذلك كله ثار الشعب التونسي وأدخل الذعر في قلب الطاغية الذي بدا واجفاً وفاقداً لرباطة جأشه في آخر خطابٍ له وهو يؤكد لشعبه بأنهم فهم الرسالة. فهم الرسالة بعد أن طفح الكيل بالتونسيين وما عاد أمامهم سوى اجباره على الفرار.

    هذه هي تونس التي يتفوق إنسانها على إنسان السودان في مستوى دخل الفرد بـ 4 آلاف دولار !!

    هذه هي تونس التي لم تتعرض إلى تقسيم قسري بسبب غلظة حكامها وسماجتهم وخطبهم الباهتة وتعميقهم مشاعر الكراهية بين أبناء الوطن الواحد. تونس التي لم تتعرض دارفور(ها) لمذابح وانتهاكات تجلّ عن الوصف قال عنها (الرئيس) إنها لا تتجاوز 10 آلاف (فقط) !!

    نعم، دفع التونسيون ثمناً باهظاً من أجل التغيير وسقط نحو 70 تونسياً، لكن السودانيين دفعوا ثمناً أكبر، دفعوا ثمناً ربما لم يدفعه شعبٌ في العالم. تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى مقتل مئات الآلاف في دارفور، ومليوني نفس في الجنوب، هذا غير النقابيين الذي قُتلوا أثناء التحقيقات، وضباط الجيش الذين دُفن بعضهم أحياء، والنساء اللواتي تتم مطاردتهن إلى غاية الآن، والطلاب الذين لا يجدون ثمن الدفتر المدرسي والأقلام بسبب الضائقة المعيشية التي أحدثت أكبر شرخٍ حتى في الأخلاق السودانية. لو تسنى لك زيارة الخرطوم فستلتقي بمئات المتسولين الذين كانوا أحقّ بالمال من بناء مسجدٍ فخمٍ جداً في (الحي الرئاسي) في كافوري، وتجاوزت كلفته بضعة ملايين من الدولارات، قريباً من الفيلات الفخمة التي يقيم فيها ليس أبناء عائلة الطرابلسي أقرباء (ليلى) قرينة الرئيس التونسي، وإنما (طرابلسية) السودان !!

    طرابلسية السودان حين أتوا إلى السلطة كانت القوى السودانية كلها بما في ذلك الحركة الشعبية لتحرير السودان – ما عدا الجبهة الإسلامية القومية – تتأهب في سبتمبر 1989 لعقد المؤتمر الدستوري الذي كان ليضع نهاية للحرب دون تقرير مصير.

    طرابلسية السودان حين أتوا كان الدولار يساوي 12 جنيهاً فقط، والحكومة توفر لمواطنيها تعليماً وعلاجاً مجانيين، وتدعم السلع الرئيسة بما في ذلك الوقود والسكر والخبز.

    كان الناس يعانون بعض الشيء في صفوف (البنزين) و(الخبز) في بعض الفترات لكي لا يتوجهوا لـ(السوق الأسود). طرابلسية السودان بعد أعوامهم الثلاثة الأولى التي شهدت ندرة في كل السلع الضرورية، وفروا كل شيء بـ(السوق الأسود) فاختفت الصفوف واختفت – كذلك – النقود !

    طرابلسية السودان قالوا إن (ثورتهم) حالت دون وصول الدكتور جون قرنق بقواته إلى مشارف كوستي، لكنهم لم يستطيعوا الدفاع عن عاصمة مشروعهم الحضاري في وجه قوات الدكتور خليل إبراهيم.

    طرابلسية السودان كنزوا الذهب والفضة واستأثروا بكل ثروات السودان وتركوا مواطنيهم للفاقة والفقر المذل. لم يحترموا شيخاً عجوزاً،ولا إمرأة، ولا طفلاً. حرموا ملايين الأطفال من التعليم لأن 90% من الشعب السوداني يرزح تحت خط الفقر. السودانيون عاجزون عن توفير لقمة لأطفالهم فكيف لهم أن يرسلوهم إلى المدارس؟

    طرابلسية السودان جلدوا آلاف النساء السودانيات العزيزات وأساءوا إليهن ومرغوا كرامتهن في التراب. طرابلسية السودان قالوا في بيانهم الأول

    ((( أيها الشعب السوداني الكريم إن قواتكم المسلحة المنتشرة في طول البلاد وعرضها ظلت تقدم النفس والنفيس حماية للتراب السوداني وصونا للعرض والكرامة . وترقب بكل أس وحرقة التدهور المريع

    الذي تعيشه البلاد في شتى أوجه الحياة ، وقد كان من ابرز صوره فشل الأحزاب السياسية في قيادة الأمة لتحقيق ادني تطلعاتها في صون الأرض والعيش الكريم والاستقرار السياسي ، حيث عبرت علي البلاد عدة حكومات خلال فترة وجيزة ما يكاد وزراء الحكومة يؤدون القسم حتى تهتز وتسقط من شدة ضعفها وهكذا تعرضت البلاد لمسلسل من الهزات السياسية زلزل الاستقرار ########و هيبة الحكم والقانون والنظام .

    إيها المواطنون الكرام ......... لقد عايشنا في الفترة السابقة ديمقراطية مزيفة وموسوسات الحكم الرسمية دستورية فاشلة ، وإرادة المواطنين قد تم تزيفها بشعارات براقة مضللة وبشراء الذمم والتهريج السياسي ، ومؤسسات الحكم الرسمية لم تكن إلا مسرحا لإخراج قرارات السادة ، ومشهد ا للصراعات والفوضى اما رئيس الوزراء فقد أضاع وقت البلاد وبدد طاقاتها في كثرة الكلام والتردد في المواقف حتى فقد مصداقيته.

    أيها المواطنون الشرفاء إن الشعب بانحياز قوات المسلحة قد أسس الديمقراطية في نضال ثورته في سبيل الوحدة والحرية ولكن العبث السياسي قد افشل الحرية والديمقراطية وأضاع الوحدة الوطنية بإثارته النعرات العنصرية والقبلية في حمل أبناء الوطن الواحد السلاح ضد إخوانهم في دارفور وجنوب كرد فان علاوة على ما يجري في الجنوب في مأساة وطنية وسياسية .

    مواطني الأوفياء إن عداوات القائمين على الأمر في البلاد في الفترة المنصرمة جعلتهم يمهلون عن قصد إعدادها لكي تقوم بواجبها في حماية البلاد ولقد ظلت قواتكم المسلحة تقدم ارتالا من الشهداء كل يوم دون أن تجد من هؤلاء المسئولين ادني اهتمام من الاحتياجات أو حتى في الدعم المعنوي لتضحياتها مما أدي إلى فقدان العديد من المواقع والأرواح حتى أصبحت البلاد عرضة للاختراقات والاستلاب من إطرافها العزيزة في هذا الوقت التي نشهد فيه اهتماما ملحوظا بالمليشيات الحزبية .

    أيها المواطن

    لقد فشلت حكومات و الأحزاب السياسية في تجهيز القوات المسلحة في مواجهة التمرد وفشلت أيضا في تحقيق السلام الذي عرضته الأحزاب للكيد والكسب الحزبي الرخيص حتى اختلط حابل المختص بنابل المنافقين والخونة وكل ذلك يؤثر على قواتكم المسلحة في مواقع القتال وهى تقوم بالإشراف المعارك ضد المتمردين ولا تجد من الحكومة عونا على الحرب أو السلام هذا قد لعبت الحكومة بشعارات التعبئة العامة دون جهد أو فعالية.

    أيها المواطنون الشرفاء :

    لقد تدهور الوضع الاقتصادي بصورة مزرية وفشلت كل السياسات الرعناء في إيقاف التدهور ناهيك عن تحقيق أي قدر من التنمية مما زاد حدة التضخيم وارتفعت الأسعار بصورة لم يسبق لها مثيل واستحال علي المواطن الحصول علي ضرورياتهم إما لانعدامها أو ارتفاع الاسعارها مما جعل الكثير من ابنا الوطن يعيشون علي حافة المجاعة وقد أدي التدهور الاقتصادي إلي خراب المؤسسات العامة وانهيار الخدمات الصحية والتعليمية وتعطيل الإنتاج بعد أن كنا نطمع أن تكون بلادنا سلة غذاء العالم أصبحنا امة متسولة تستجدي غذاءها وضرورياتها من خارج الحدود وانشغل المسئولون بجمع المال الحرام حتى عم الفساد كل مرافق الدولة وكل هذا مع استشراء التهريب والسوق الأسود مما جعل الطبقات الاجتماعية من الطفيليين تزداد ثراء يوم بعد يوم بسبب فساد المسئولين وتهاونهم في ضباط الحياة والنظم ...........

    أيها المواطنون الشرفاء :

    لقد امتدت يد الحزبية والفساد السياسي إلي الشرفاء فشردتهم تحت مظلة الصالح العام مما أدي إلي انهيار الخدمة المدنية ولقد أصبح الولاء الحزبي والمحسوبية والفساد سببا في تقديم الفاشلين في قيادة الخدمة المدنية وافسدوا العمل الإداري ضاعت بين يديهم هيبة الحكم و سلطان الدولة ومصالح القطاع العام .

    المواطن الكرام

    إن إهمال الحكومات المتعاقبة علي الأقاليم أدي إلي عزلها من العاصمة القومية وعن بعضها في ظل انهيار المواصلات وغياب السياسات القومية وانفراط عقد الأمن حتى افتقد المواطنون ما يحميهم ولجئوا إلي تكوين المليشيات كما انعدمت المواد التموينية في الأقاليم إلا في السوق الأسود وبأسعار خرافية .

    أيها المواطنون لقد كان السودان دائما محل احترام وتأييد من كل الشعب والدول الصديقة كما انه أصبح اليوم في عزلة تامة والعلاقات مع الدول العربية أصبحت مجالا للصراع الحزبي وكادت البلاد تفقد كل صداقاتها علي الساحة الإفريقية ولقد فرطت الحكومات في بلاد الجوار الإفريقي حتى تضررت العلاقات مع اغلبها وتركت لحركة التمرد تتحرك فيها بحرية مكنتها من إيجاد وضع متميز أتاح لها عمقا استراتيجيا تنطلق منه لضرب الأمن والاستقرار في البلاد حتى أصبحت تتطلع إلي احتلال موقع السودان في المنظمات الإقليمية والعالمية وهكذا أنهت علاقة السودان مع عزلة مع الغرب وتوتر في إفريقيا والدول الاخري .



    أيها المواطنين الشرفاء .

    إن قواتكم المسلحة ظلت تراقب كل هذه التطورات بصبر وانضباط وكان شرفها الوطني دفعها لموقف ايجابي من التدهور الشديد الذي يهدد الوطن واجتمعت كلمتها خلف مذكرتها الشهيرة التي رفعتها منبهة بشدة من المخاطر ومطالبة بتقديم الحكم وتجهيز المقاتلين للقيام بواجبهم ولكن هيئة السيادة السابقة فشلت في حمل الحكومة علي توفير الحد الادني لتجهيز المقاتلين واليوم يخاطبكم أبناؤكم في القوات المسلحة وهم الذين أدوا قسم الجندية الشرفية أن لا يفرطوا في شبر من ارض الوطن وان يصونوا عزتهم وكرامتهم وان يحافظوا علي البلاد سكانها واستقلالها المجيد وقد تحركت قواتكم المسلحة اليوم لإنقاذ بلادنا العزيزة من أيدي الخونة والمفسدين لا طمعا في مكاسب السلطة بل تلبية لنداء الواجب الوطني الأكبر في إيقاف التدهور المدمر ولصون الوحدة الوطنية في الفتنة والسياسة وتامين الوطن وانهيار كيانه وتمزق أرضه ومن اجل إبعاد المواطنين من الخوف والتشرد والجوع والشقاء والمرض .

    قواتكم المسلحة تدعوكم أيها المواطنين الشرفاء للالتفاف حول رايتها القومية ونبذ الخلافات الحزبية والإقليمية الضيقة وتدعوكم الثورة معها ضد الفوضى والفساد واليأس من اجل إنقاذ الوطن ومن اجل استمراره وطنا موحدا كريما............... عاشت القوات المسلحة حامية كرامة البلاد عاشت ثورة الإنقاذ الوطني عاش السودان حرا مستقلا ..... الله اكبر والعزة للشعب السوداني الأبي .





    عميد أ.ح عمر حسن احمد البشير

    رئيس مجلس قيادة الثورة))))

    انتهى بيان الثورة الكارثة. الآن، أتحدى من يقول إن العميد أوفى بـ 1% من وعوده؟ ماذا فعل خلال 21 سنة من حكم السودان؟

    قالوا إننا (سنأكل مما نزرع). لم نعد نأكل إلا التراب، ومشروع الجزيرة الذي كنا نفاخر به الأمم انتهى به الأمر إلى العجز التام.

    قالوا (نلبس مما نصنع). لم نعد نلبس لا من صناعتنا ولا من صناعة الآخرين.

    قالوا إنهم أتوا (لإنقاذ بلادنا العزيزة من أيدي الخونة والمفسدين لا طمعا في مكاسب السلطة بل تلبية لنداء الواجب الوطني الأكبر في إيقاف التدهور المدمر ولصون الوحدة الوطنية في الفتنة والسياسة وتامين الوطن وانهيار كيانه وتمزق أرضه ومن اجل إبعاد المواطنين من الخوف والتشرد والجوع والشقاء والمرض) !!

    ولا يمكن لـ(عاقل) أن يعلّق على الفقرة الأخيرة، فهي مثيرة للضحك. على قائلها أن يحافظ أولاً على حريته – اليوم – من المحكمة الجنائية الدولية قبل أن يفكر في المحافظة على (الوحدة الوطنية) التي أضاعها !!

    وليطيب لكم قرائي الأعزاء أن تتأملوا مقولته (لا طمعاً في مكاسب السلطة)، ولنسأل عن الفيلات الفخمة في كافوري ولنسأل عن الامتيازات الضخمة بمليارات الدولارات للطرابلسية السودانيين !!

    وبعد هذا كله يهددون الشعب السوداني إن جرّب الخروج إلى الشارع. ما العمل إذن؟ هل يحمل الشعب كله السلاح ضدكم لكي يزيحكم من طريق مستقبله؟

    الخوف الذي رأيناه على وجه (بن علي) هو ذاته الذي ينمو بين جوانح حكّام السودان خشية المصير القاتم. الخوف الذي دفعهم لارسال الشرطة لعرقلة اللقاء الجماهيري الذي عقده السيد الصادق المهدي وبرفقته السيد مبارك الفاضل في الجزيرة أبا في الأمسية ذاتها التي هرب فيها بن علي إلى خارج تونس !!

    رمزية الجزيرة أبا، والحشد الهائل من الأنصار الذي التأم هناك والخطاب الساخن الذي قدمه قادة حزب الأمة كلها تشير إلى أن موعد الشعب السوداني قد حان.

    قالها إمام الأنصار ورئيس حزب الأمة: (اتحزموا واتلزموا).

    خرجت جامعة الخرطوم.

    خرجت مدني والحصاحيصا.

    خرجت شندي.

    خرجت كادوقلي.

    بورتسودان تغلي.

    خرج الشرفاء والشريفات في الخرطوم – مساءً – في وقفة احتجاجية.

    قوى الاجماع الوطني ترص الصفوف.

    السودانيون في الخارج يتنادون من أجل التغيير.

    السودانيون في الداخل يرصون الصفوف في انتظار التغيير.

    كل فرد له دور عظيم يقوم به.

    التغيير قادم، فطالما أن التونسيين الذين لم يجربوا الثورة الشعبية في تاريخهم، وكان في مواجهتهم نظامٌ قمعي في غاية القسوة، طالما أنهم انتصروا، فنحن أقدر على الانتصار. نحن أبناء أبطال شيكان وقدير، نحن الذين فجرنا الأرض في أكتوبر وأبريل. لم يمت الشعب السوداني بعد 21 سنة طالما أن الشعب السوداني انتصر بعد 23 سنة.

    قوات الأمن والشرطة ستنهار تحت وطأة الجماهير الغاضبة.

    الغضب من الذل، الغضب من الهوان الذي نعيشه، الغضب من فصل الجنوب، الغضب من الوضع المعيشي الذي بلغ مرحلة تنذر بموتنا جوعاً، الغضب من تهديدنا إذا خرجنا الشارع، ونحن ليس أمامنا إلا أن نردد مع الشاعر:

    وإما حياة تسر الصديق..وإما مماتٌ يغيظ العدا



                  

01-16-2011, 09:08 AM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الثورة من تونس إلى (الجزيرة أبا) ! خالد عويس (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    وفي العاصمة القطرية، الدوحة، كان شابٌ سوداني لا ينتمي لأي حزب من الأحزاب السودانية يعبّر للسيد الصادق المهدي، رئيس حزب الأمة القومي، وإمام الأنصار، كان يعبّر عن مدى احباطه وحزنه لما آل إليه حال السودان، ويؤكد أن الشعب السوداني لن يثور أبداً لأنه رضخ للعذاب واستلذ الآلام، وأصبح كل واحد يبحث عن خلاصه الفردي حتى ولو بسبلٍ غير مشروعة.
    كان رد السيد الصادق المهدي على الشاب الذي اصطحبناه لمقابلته، أن الشعب التونسي الآن يواجه الجلادين ببسالةٍ نادرة. لفت السيد الصادق المهدي إلى أن النظام التونسي ظلّ على مدى 23 سنة يقبض على السلطة بيدٍ من حديد حتى بات الجميع مؤمنين بأن التغيير يمكن أن يطال جميع دول المنطقة إلا تونس. فالسلطة هناك لا تتهاون في استخدام أقصى درجات العنف ضد شعبها في سبيل درء أية محاولة لتغييرها. وتوقع أن يهوي النظام أمام ارادة الشعب. كان ذلك في 12 يناير 2010. في 14 يناير، كان زين العابدين بن علي على طائرته يبحث عن عاصمةٍ تتفضل بقبوله !
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de