قالها البشير بوضوح ... تحدى بقوله كل مثقف ومتعلم ...دعوة للكتابة هنا والتعليق ..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 11:39 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-15-2011, 07:41 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قالها البشير بوضوح ... تحدى بقوله كل مثقف ومتعلم ...دعوة للكتابة هنا والتعليق ..

    البشير: لا لدولة علمانية أو مدنية في السودان
    الجمعة, 14 كانون2/يناير 2011 20:40


    قال المشير عمر البشير رئيس الجمهورية إن الحديث عن ظلم الشمال للجنوب كذبة وفرية خلقها الاستعمار الذي وضع قانون المناطق المقفولة، وأوضح لدى مخاطبته اليوم اللقاء الجماهيري بمناسبة مرور 500 عام على إنشاء مسجد الشيخ إدريس الأرباب في منطقة العيلفون أن الظلم الذي يتحدثون عنه هو ظلم تاريخي ليس للشمال أو للمسلمين يد فيه ، مشيراً إلى أن الحرب بالجنوب بدأت في عام 1955م قبل الاستقلال، وأضاف البشير أن الجنوب ظل عبئاً على السودان منذ الاستقلال وقد أعطي حق تقرير المصير لتحديد رغبتهم. وقطع السيد رئيس الجمهورية بعدم التراجع عن تطبيق الشريعة الإسلامية وإقامة الحدود، مؤكداً أنه لا تردد في تطبيق الحدود ولا شفاعة فيها. وقال البشير في هذا الخصوص لا دولة علمانية أو مدنية في السودان، مبيناً أن الحديث عن دولة مدنية يعني إقامة دولة علمانية.
    وأكد على ضرورة توحيد الصف وتحصين الشباب ضد الانحراف والانحلال.
    وأبان أن أعداء السودان يعملون على تفتيته وتقسيمه إلى عرقيات وطوائف، وأشاد بدور الطرق الصوفية في نشر الإسلام في السودان والعمل على تماسك أهل القبلة.

    ---------------

    تعليق


    كنت اشاهد الشاشة المتوضئة كما يقول الاخوان بالامس وسمعت هذا القول الواضح الصريح بانه لا عودة للامل للشعب السودانى اطلاقا قالها البشير وهو يرفض هذا الامل فى قيام دولة مدنية

    قول مهم وواضح حدد فيه خياره النهائى كممثل لحزب حاكم بقوة السلاح اسمه حزب المؤتمر الوطنى دمر الوطن اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا ويريد ممارسة تلك السياسة بالتحدى لعقل كل من يفكر فى اصلاح او مستقبل ..
    الدعوة موجهة لكل مثقف وكاتب ليطرح البديل لهذا القول والتصريح الواضح الذى ابان فيه الرئيس ما عنده للوطن بكل وضوح فماذا عندكم انتم لتقدموه لوطنكم كانما الرئيس كان يتحدى ويستفز العقول ..
    اتقبل هنا اقتراحاتكم العملية لمجابهة هذا القول ..
                  

01-15-2011, 07:53 AM

جعفر محي الدين
<aجعفر محي الدين
تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 3649

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قالها البشير بوضوح ... تحدى بقوله كل مثقف ومتعلم ...دعوة للكتابة هنا والتعليق .. (Re: الكيك)

    الأخ الكريم / الكيــــــــك
    ظل البشير يتأرجح في مقولاته غير ثابت على شيء
    ولكنه كثيرا ما يعبر عن برنامج وفكر المؤتمر الوطني الحقيقي
    وخصوصا عندما تسيطر العاطفة على المكان
    الكلمة الفصل هي كلمة الشعب وقريبا بإذن الله
    سيقول الشعب السوداني البطل كلمته في وجه الطغيان والشمولية
    وللأسف سبقنا الشعب التونسي في تسجيل أول انتفاضة شعبية في القرن 21
    ولكن يظل كعبنا الأعلى في اقتلاع الدكتاتوريـــــــــــات
                  

01-15-2011, 07:55 AM

جمال المنصوري
<aجمال المنصوري
تاريخ التسجيل: 04-02-2009
مجموع المشاركات: 1259

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قالها البشير بوضوح ... تحدى بقوله كل مثقف ومتعلم ...دعوة للكتابة هنا والتعليق .. (Re: الكيك)

    الأخ الحبيب / الكيك..

    تحية طيبة

    الخطاب في عمومه ما فيه حاجة جديدة الجديد في طياته هو في مابين السطور...

    المسألة ليس فيها تحدي للقوي السياسية، الخطاب فيه دعوة للأحزاب السياسية ذات التوجه الديني السلفي، او للدقة كده ، هو دعوة لأحياء جبهة الميثاق، واقامة الجمهورية الاسلامية، والخطاب ما كان حينحو للصيغة دي لو ما كان الرئيس متأكد من ان اكثر من حزب في الساحة يشاركه هذا الرأي...
    المشكلة الثانية ما في المثقفين والمتعلمين، المشكلة في اخوانا البتحركهم العواطف، وليس العقول، الناس البدقوا ليهم نحاس قيقم، ويقولوا ليهم تهليل وتكبير، بدون ما يعرفوا معني التكبير والتهليل.. دي وقود المؤتمر الوطني الحيقيقي للحسم والذين يعول عليهم كثير لعدم تقديم تنازلات، وديل نفسهم ( للأسف) الحيستندوا عليهم الاحزاب الكبيرة للوصول للسلطة، وديل خطابهم ديني بحت..
    الكورة الأن في ملعب الاحزاب السياسية الكبيرة، لتقول رأيها الصريح في مسألة مدنية أو علمانية الدولة ، وما بين الدولة الأسلامية ...

    لك من المودة
                  

01-15-2011, 08:32 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قالها البشير بوضوح ... تحدى بقوله كل مثقف ومتعلم ...دعوة للكتابة هنا والتعليق .. (Re: جمال المنصوري)

    اشكركما
    عندما اعلن الترابى الجهاد عقب تسلمه للسلطة ودعا اقطاب الحركات الاخوانية المعارضة ومعها بعض الاحزاب القومية للتحلية واعلن قيام المؤتمر العربى والاسلامى ومقره الخرطوم كان اعلانه هذا بمثابة اعلان لتوجه السودان الذى يحلم به الاخوان المسلمين ويتوقون اليه وهذا يعنى اقصاء القوميات الاخرى داخل السودان واصحاب الديانات الاخرى فقرر بهذا مصير السودان لوحده ..

    هنا تحركت الحركة الشعبية بعد ان اشار اليها سناتور امريكى بان الشمال اعلن توجهه فماذا انتم فاعلون بعدها تم اساس فكرة دولة بنظامين وهو ما تطور لاحقا لانفصال بسبب هذه الرؤية القاصرة لاسس الحكم التى استكملها حزب المؤتمر الوطنى الجزء الاخر الذى حكم بعد ابعاد الترابى نتيجة خلاف فى السلطة والجاه والمال اضافة لانفجار الافكار العنصرية وسيطرتها على الحزب الحاكم بعد الفشل فى ايجاد فكرة حكم تجمع اهواء الحاكمين الجدد بعد انكشافضحالة الفكر وانهيار المشروع الحضارى
    نتواصل
                  

01-15-2011, 08:46 AM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قالها البشير بوضوح ... تحدى بقوله كل مثقف ومتعلم ...دعوة للكتابة هنا والتعليق .. (Re: الكيك)

    كلام المارشال البشير يجب ان لا يؤخذ على محمل الجد فالايام اثبتت انه يصرح ولا يتبع القول بالعمل فهنالك جهات اخرى منوط بها رسم السياسات
                  

01-15-2011, 09:16 AM

rummana
<arummana
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 3537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قالها البشير بوضوح ... تحدى بقوله كل مثقف ومتعلم ...دعوة للكتابة هنا والتعليق .. (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    لأن التجربة في السودان تقول أن تطبيق الشريعة الاسلامية كان ولا يزال يستخدم لتكميم الأفواه واستغلال الشعوب وضمان التبعية والخضوع
    وتطبيق الحدود يستخدم ليس للردع عن جريمة (نشاز) في مجتمع كفل للفرد فيه الحياة الكريمة العفيفة
    بل لقهر الناس وترويعهم وادخالهم في كبسولة النظام
    فهي إذن تجربة فاشلة
    لا تصلح الشريعة الاسلامية للتطبيق في بلد يقع تحت قبضة زمرة حاكمة لا تعرف العدالة وليس في حساباتها ضمان العيش الكريم للمواطن (الرعية)
    لابد من إمام عادل ومجتمع يتمتع بالصحة الروحية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية لتطبيقها
    الأحزاب التي تطالب بالشريعة الاسلامية ليس عليها أن تقع في (مقلب)
    يمكنها أن تختار (تعطيل) تطبيق الشريعة الاسلامية (هذا على اعتبار أنها مطبقة الآن رغم التلميح السابق لرئيس الحكومة بعدمه) إلى حين أن يتم تأهيل أو إعادة تأهيل المجتمع ليصبح جاهزا
    الوقت الذي يستغرقه هذا التعطيل يعتمد على سرعة وفاعلية هذا التأهيل لذلك المفترض أن يكون مسعى الجميع هو العمل على استقرار السودان والتركيز على التنمية ومكافحة الفساد وحماية الحريات

    لو ربطت الطفل الصغير في (رجل العنقريب) ما ح يتعلم المشي بس ممكن يبقى (نباح)
    ولو ربطت وطن في رجل العنقريب.. حيبقى السودان

    تحياتي
                  

01-15-2011, 01:37 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قالها البشير بوضوح ... تحدى بقوله كل مثقف ومتعلم ...دعوة للكتابة هنا والتعليق .. (Re: rummana)

    كل ما اوردتموه هنا كلام عقل وينم عن معرفة تامة باسلوب الاخوان المسلمين السياسى واستغلالهم للدين من اجل ان يصلوا للحكم ومن ثم استغلال الدين للبقاء فيه ونهب الشعوب والمال العام واقامة سلطة دينية متخلفة تنتهج نهج الاحتكار لكل شىء لا تستطيع ان تقدم غير الشعارات والارهاب للاخر ان حاول مسهم وهم فى هذه الحال انما يعارضون الشريعة ولا يريدونها ان اعربوا عن معارضتهم لهذا النهج ..
    وهذا الوعى بهذه الجزئية ما لمحته من الاجابات المختلفة للاخوة المشاركين هنا وهو ما يطمئن اى وطنى بان دولة الاخوان الامنية الى زوال كما زال نظام اقوى منه هو نظام زين العابدين بن على فى تونس بالامس .. وان الشعب السودانى لا تنطلى عليه مثل هذه الاقوال والشعارات التى تطير فى الهواء من اجل نشر المزيد من الاحباط .. وهذا ما يعكس نفسية الفاشل اكثر مما يحبط الانسان الوطنى الذى يامل فى المستقبل ..
    نتواصل
                  

01-15-2011, 01:57 PM

Mustafa Muckhtar
<aMustafa Muckhtar
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 547

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قالها البشير بوضوح ... تحدى بقوله كل مثقف ومتعلم ...دعوة للكتابة هنا والتعليق .. (Re: الكيك)

    ألأخ العزيز
    عندي تساؤل بسيط..ايه المقصود بالدولة المدنية, و هل هي المقابل للدولة العسكرية و لا الدينية

    علي العموم ..السودان بعد ثلاثين عام من تطبيق الشريعة ما شاف منها غير القطع و الجلد و النظام العام سئ السمعة
    و لم يفلح تطبيق الشريعة طوال هذه المدة في خلق دولة حضارية تقدم نموذجا للعالم
    بل كانت منذ طبعتها الأولى مدخل للظلم و الفساد و كبت الحريات و المحسوبية و اقصاء الآخر
    و انطلقت في طبعاتها الثانية و الثالثة الى أقصى مدارك الفساد و التعدي على المال العام
                  

01-15-2011, 02:05 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قالها البشير بوضوح ... تحدى بقوله كل مثقف ومتعلم ...دعوة للكتابة هنا والتعليق .. (Re: Mustafa Muckhtar)

    شكرا
    مصطفى
    الدولة المدنية هى دولة القانون التى تعدل بين الجميع تصان فيها كل الحقوق وتفصل فيها السلطات وتقوم فيها مؤسسات مستقلة تحكم وفق القانون ..يصبح فيها الحق فوق القوة والامة قبل الحكومة كما قال سعد زغلول ..
    هذا باختصار
    تحياتى لك
                  

01-15-2011, 02:09 PM

د.محمد بابكر
<aد.محمد بابكر
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 6614

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قالها البشير بوضوح ... تحدى بقوله كل مثقف ومتعلم ...دعوة للكتابة هنا والتعليق .. (Re: الكيك)

    Quote: إن الحديث عن ظلم الشمال للجنوب كذبة وفرية


    انما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى انه اذا لم تستح فأصنع ما شئت.
                  

01-15-2011, 02:28 PM

جمال المنصوري
<aجمال المنصوري
تاريخ التسجيل: 04-02-2009
مجموع المشاركات: 1259

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قالها البشير بوضوح ... تحدى بقوله كل مثقف ومتعلم ...دعوة للكتابة هنا والتعليق .. (Re: د.محمد بابكر)

    Quote: عندي تساؤل بسيط..ايه المقصود بالدولة المدنية, و هل هي المقابل للدولة العسكرية و لا الدينية


    الأخ / الكيك..

    استميحك عذرا لأضافة بعض التعريف لما ذكرته انت هنا:
    Quote: شكرا
    مصطفى
    الدولة المدنية هى دولة القانون التى تعدل بين الجميع تصان فيها كل الحقوق وتفصل فيها السلطات وتقوم فيها مؤسسات مستقلة تحكم وفق القانون ..يصبح فيها الحق فوق القوة والامة قبل الحكومة كما قال سعد زغلول ..
    هذا باختصار
    تحياتى لك


    الأخ / Mustafa Muckhtar
    تحية طيبة
    الحقيقة ان الدولة المدنية في مقابل كل اشكال الحكم (العسكري + الديني + العلماني) لأنو العلمانية برضوا تجاوزت الحد العقول للطرح السليم، ومضت للتأطير للشذوذ في كثير من مناحي الحياة، ففي جزئية بسيطة يمكنك ان تري انها تعاني كثيرا في مسألة المصطلحات وتعريفاتها ، فعندك مثلا كلمتي (المثليين) و (حقوق) وبالتالي ما معني كلمة حقوق المثليين؟؟ وما تعريف مصطلح المثلي ؟؟ هل المثلية امر طبيعي ام شذوذ ؟؟ هلي هي حالة صحية ام حالة مرضية ؟؟ اذا كانت حالة طبيعية فأن حقوقها مضمنة في الدساتير العالمية، وان لم تكن طبيعية بالتالي هي حالة شاذة تتمحور حقوقها في العلاج من هذا الشذوذ ........
    هناك الكثير الذي يمكننا ان ندلي به عن العلمانية والانحرافات التي صاحبتها بحيث اصبحت هي الأخري عقيدة، واصبحت تخدم فئة معينة او قطاع من الدولة ..اما في الدولة المدنية (دولة القانون) فالقانون هو العقل الذي لا يتاثر بالرغبة (كما قيل في الفلسفة اليونانية) فالقانون يساوي بين الجميع دون اي فوارق اجتماعية او اقتصادية او سياسية..

    سلامي
                  

01-15-2011, 09:08 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قالها البشير بوضوح ... تحدى بقوله كل مثقف ومتعلم ...دعوة للكتابة هنا والتعليق .. (Re: جمال المنصوري)


    ماذا تعني العلمانية ايها الرئيس البشير

    عبدالواحد احمد


    من المؤكد أنه لا تخلو المبادئ الاساسية والدساتير العامة والقوانين لاي حزب او جماعة او حركة سودانية او حتي اتفاقات او بروتوكولات بين الجماعات السودانية المختلفة والاحزاب وبرامجها السياسية من الاقرار التام والاعتراف بسيادة حكم القانون واستقلال القضاء ومساواة المواطنين امامه بصرف النظر عن المعتقد او العنصر او الجنس او اللون ثم تتسع الاجتهادات لكي تشمل مصادر التشريع الديني وعطاء الفكر الانساني وسوابق القضاء السوداني واقرار حقيقة ان الدين والاعراف السودانية والتقاليد والعادات تشكل مكوناً من مكونات فكر ووجدان شعب السودان وتماسك لحمة المجتمع وقيمه الروحية والاخلاقية وثقافته وحضارته ابداً


    وهذا الفكر تأتّي علي خلفية الواقع الموضوعي وتأسيساً عليه عبر التجارب السودانية المختلفة في الحكم والمعارضة وعلاقتهما بالدين على مباديء النظام السياسي الديمقراطي التعددي او النظام الشمولي العسكري او نظام الحكم الحزبي الآحادي حزب المؤتمر الوطني الحالي
    وظل هذا الفكر يتشكل في الوقت نفسه من فهمنا لمعنى العلمانية والديمقراطية الليبرالية ذات الدلالات الاكثر ارتباطاً بالتجربة الاوروبية والمفهوم العام للدولة الدينية الذي تطرحه التيارات والاحزاب الدينية وحركات الاسلام السياسي عندنا
    وصراع اضداد وتناقضات مختلف الرؤي والافكار للاقليات والجماعات السودانية المختلفة ثم من خلال ذلك يكتمل تصورنا ايضاً لمفهوم الدولة الدينية والعلمانية ومحتواهما من خلال الجهد الجماعي المشترك للحركة السياسية السودانية بمختلف رؤاها وافكارها واختلافاتها حول الاستقطاب المغلق بين تياري الدولة الدينية والدولة العلمانية


    ونحن لسنا ملزمين بنماذج العلمانية في انجلترا او اميركا او فرنسا او نموذج العلمانية في تركيا بل يجب ان نتعامل معها من حيث انها تجارب لشعوب العالم الذي نعيش فيه مع الديمقراطية التي نتقبلها نحن شكلا ومضموناً كأداة لنظام الحكم مع تلك الاطروحات الفلسفية التي تؤسس لذلك النظام الديمقراطي الليبرالي العالمي كما اننا لسنا ملزمين بتقفي اثر حركات الاسلام السياسي والاخوان المسلمين في مصر وولاية الفقيه في ايران لانشاء نموذج مثالي أوحد للدولة الدينية في السودان فالجميع يعرف أن سبب نشوء طرح العلمانية هو الأزمة التي مرت بها أوروبا في عصور الظلام عندما كانت الكنيسة تسيطرعليها وكان البابا يسمى ملك الملوك ينصب هذا وينزع حكم هذا بل كان يبيع صكوك الغفران ويمنع معرفة الحقيقة عن طريق العلم فجاءت العلمانية


    فالعلمانية يا سيدي الرئيس وبعيدا عن الاصل اللغوى للمصطلح لاتعنى فى الفكر والممارسة السياسية المعني السطحي في الفصل بين الدين والدولة او رفض الدور السياسي للدين بل هي بكل
    بساطة تحييد الدور السياسي للفكر الدينى او الدين وهى نزع القداسة عنه فى الحياة الاجتماعية لاسيما فى الممارسة السياسية خاصة وجعله مساويا لغيره من الافكار السياسية داخل المجتمع ذي المرجعيات المختلفة بحيث لايمتاز على اى من تلك الافكار بأية ميزات اضافية او اية معاملة خاصة
    ومن جهة اخرى فإن العلمانية وكأحد أٌسس الديمقراطية الليبرالية انما تعنى المساواة التامة بين التيارات السياسية المتنافسة داخل مجتمع من المجتمعات اذن هي تحييد اي دور سياسي او نزع القداسة وليس ما يدعيه البعض من فصل تام ومطلق بين الدين والدولة فهذه فكرة ساذجة وسطحية وخاطئة جدا عن العلمانية

    وهذا المفهوم هو مايبدو واضحا فى الفكر الاوروبى والممارسة السياسية فى دول اوروبا الغربية التى يوجد بها احزاب ديمقراطية مسيحية تعمل فى اطار النظام السياسى الديمقراطى ولايجوز لها كما لايجوز لغيرها من الاحزاب الانقلاب على هذا النظام او حتى مجرد المناداة سياسيا بأفكار تناقضه كالمناداة او الممارسة في توزيع المناصب السياسية على اساس العرق او الدين او اللون مثلا او المطالبة بالغاء النظام الانتخابى مثلا واعمال قاعدة الافتاء او مايعرف بمجلس حكماء او شوري مثلا كل هذا يناقض النظام السياسي الديمقراطى ومن ثم هو مرفوض رفضا نهائيا وباتا ومطلقا


    وهذا أيضاً لا يعني الحجر السياسي علي الفكر السياسي الدينى حين تنزع عنه قداسته تماما وحين يتساوى فى المنافسة السياسية مع غيره من الافكار الاخرى اليسارية واليمينية والوسطية بمختلف مرجعياتها فهو فى هذه الحالة مثله مثل اى فكر آخر منزوع القداسة بل يصير بشكل ما فى اى مجتمع مساهماً فى تعزيز روابط التعاون والثقة والتوقعات المتبادلة والمعاملات بالمثل بين افراد المجتمع بشرط ان يكون منزوع القداسة بالطبع وذا طابع مدنى غير كهنوتى وان يعزز القيم الايجابية بين افراد المجتمع بأكمله وليس فقط بين الافراد المؤمنين به


    وفي ذلك فقد فشلت الجبهة الاسلامية والمؤتمر الوطني في تأسيس ذلك الحزب الذي ينزع تلك القداسة عن افكاره الدينية والسياسية وعن شعاراته وعدم ادعائه بامتلاك الحقيقة المطلقة او الكاملة
    بل ومن خلال تجربتكم مع الحكم يا سيدي الرئيس لم يكن يجب عليكم ان تدّعوا مثل الآخرين بأنكم تملكون احد الحلول التى ترونها ملائمة او مناسبة يجوز دوما نقبلها كما هى او نعديلها او رفضها كلية بل سعيتم الي فرض رؤيتكم الاحادية المفرطة في التعالي وحورتم لذلك الاجتهادات الدينية وابتدعتم ما يسمي بفقه الضرورة للايفاء بالفقه الديني الذي يفي وتصوراتكم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لمختلف قضايا الوطن وادارة اموره بصورة اشبه بتحرير شهادات وصكوك الغفران للممارسات السياسية والاقتصادية الفاسدة والفاشلة لذلك يقف الرئيس البشير بصورة مخجلة ولا تحمل اي نوع من انواع الفكر ضد الدولة العلمانية والتصور العام للدولة المدنية او العلمانية ذات المؤسسات المختلفة لكي يحافظ علي تلك الانتقائية الاحادية وفرض الرؤية الواحدة علي واقع السودان المتعدد الذي ظلت تتمدد الجبهة الاسلامية لاحتوائه وفشلت فيه

    الامر الثانى او المطلب الثانى والذى يجب ان تفى به اى جماعة من جماعات الاسلام السياسي التي سعت وتسعي لتأسيس حزب سياسي في اطار ديمقراطي هو ان يكون هذا الحزب مفتوحا للكافة من اعضاء المجتمع وليس فقط لاعضاء طائفة بعينها ولذلك ظلت الاسئلة قائمة علي الدوام في مواجهة الاحزاب الدينية الاسلامية والجماعات الدينية حول مصير كثير من المنتمين لها من جماعات غير اسلامية او دينية؟؟ وكيف ستكون حدود العلاقة بين الحزب والجماعة؟ وهل يٌتوقع لحظتها مثلا ان يرشح حزب اسلامي نواب مسيحين فى الانتخابات او يرشح رئيسا للدولة مسيحيا فى الانتخابات الرئاسية مثله مثل اى حزب سياسي مدنى آخر؟ لايفرّق بين المواطنين على اساس دينهم او عرقهم او لغتهم


    التجربة السودانية مع الدولة الدينية عبر التاريخ كانت مع الثورة المهدية وهي كثورة وطنية استعادت للسودان سيادته لكن مذهبية التدين اقصت طرقا صوفية مؤثرة وقبائل ذات شوكة بسبب عدم اقتناعها بمهدية المهدي من منطلق فقهي محض ومن منطلق حمية قبلية ورفضت ان تخضع لكيان قبلي اخر دون ان تكون تلك الطرق الصوفية وتلك القبائل موالية للتركية أصلاً وكان من اشد اخفاقات المهدية هي نبذها لكل ما هو تركي بغض النظر عن دراسة تلك التجربة للاستفادة من سلبياتها وايجابياتها فقد ادي نسف كل تلك المؤسسات التي كانت تكونت حديثا الي ردة عن حالة الدولة الي اللادولة لان المهدية لم ترتكز علي برنامج معين وصريح غير الادبيات الماخوذة من دولة الخلافة النبوية المحمدية فقد وقعوا ايضا في تناقضات الدولة الكاملة ولم يستطيعوا ايجاد بديل لما هو كان قائما لاجل ادارة الوطن فتحولوا الي حلبة دراويش امام تحديات السلطة وموازناتها لذلك جاؤوا اشد بطشاً وفتكاً وافظع ممارسة سياسية باسم الدين

    كذلك اطلت الدولة الدينية براسها ثانيا في نهاية حكم الرئيس الاسبق نميري في تجربة مايو بايعاز من الجبهة الاسلامية وقتها بايهامه ان دولة الخلافة والامامة والشريعة والاسلام هو الحل فجاءت قوانين سبتمبر ومحاكم العدالة الناجزة والنظام العام كاسوا ردة علي حكم المؤسسة في تاريخ البشرية الي ان اطيح به لتعلّق هذه القوانين والنظم حتي نكتتها الجبهة الاسلامية ايضا والمؤتمر الوطني ونفضت عنها الغبار بعد ان دانت لها السيطرة المطلقة علي مفاصل الوطن عبر انقلابها علي النظام الديمقراطي آنذاك وكونت حكومة ظهرت في طياتها وتجلت بصورة كبيرة كل صور الدولة الدينية القبيحة وابشع استغلال للدين الاسلامي لقهر الشعوب عبر التاريخ والفتك بها وذلها واخضاعها واخيراً اصبح تفتيت الوطن علي هذا الاساس الديني السياسي الذي لا يعترف بالآخر ومعتقداته ولونه ولغته هو الأرضية التي يسعي المؤتمر الوطني لحكم السودان من خلالها
    لكل ذلك نري تصريحات البشير ووقوفه بلا هوادة ضد اي طرح للدولة العلمانية والمدنية كبديل حتمي تاريخي للدولة الدينية التي ظل يتشدق بها علي مدي اكثر من عشرون عام عرف الشعب السوداني من خلالها سعي نظامه لتوجيه الدين علي الدوام لاستغلال الناس باسم ذلك الدين وسيظل هذا الرئيس يرفض مبدأ العلمانية لأنها في الاساس هي ترفض تقديس اية افكار بشرية وتمييزها علي اخري وهي بطبيعتها تحتمل دوما الصواب والخطأ ومختلف عليها طول الوقت ولاتعبر ابدا عن حقيقة مطلقة او كاملة واحدة... كما تدعي الجماعات الاسلامية في اداعائها المطلقة للصواب الرسالة

                  

01-15-2011, 11:55 PM

حسن حماد محمد
<aحسن حماد محمد
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 3451

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قالها البشير بوضوح ... تحدى بقوله كل مثقف ومتعلم ...دعوة للكتابة هنا والتعليق .. (Re: الكيك)

    الأخ الكيك سلامات

    Quote: ونحن لسنا ملزمين بنماذج العلمانية في انجلترا او اميركا او فرنسا او نموذج العلمانية في تركيا بل يجب ان نتعامل معها من حيث انها تجارب لشعوب العالم الذي نعيش فيه مع الديمقراطية التي نتقبلها نحن شكلا ومضموناً كأداة لنظام الحكم مع تلك الاطروحات الفلسفية التي تؤسس لذلك النظام الديمقراطي الليبرالي العالمي كما اننا لسنا ملزمين بتقفي اثر حركات الاسلام السياسي والاخوان المسلمين في مصر وولاية الفقيه في ايران لانشاء نموذج مثالي أوحد للدولة الدينية في السودان فالجميع يعرف أن سبب نشوء طرح العلمانية هو الأزمة التي مرت بها أوروبا في عصور الظلام عندما كانت الكنيسة تسيطرعليها وكان البابا يسمى ملك الملوك ينصب هذا وينزع حكم هذا بل كان يبيع صكوك الغفران ويمنع معرفة الحقيقة عن طريق العلم فجاءت العلمانية


    فالعلمانية يا سيدي الرئيس وبعيدا عن الاصل اللغوى للمصطلح لاتعنى فى الفكر والممارسة السياسية المعني السطحي في الفصل بين الدين والدولة او رفض الدور السياسي للدين بل هي بكل
    بساطة تحييد الدور السياسي للفكر الدينى او الدين وهى نزع القداسة عنه فى الحياة الاجتماعية لاسيما فى الممارسة السياسية خاصة وجعله مساويا لغيره من الافكار السياسية داخل المجتمع ذي المرجعيات المختلفة بحيث لايمتاز على اى من تلك الافكار بأية ميزات اضافية او اية معاملة خاصة


    لدى احساس بأن البشير حقيقةً لا يدرك معنى العلمانية

    وهو بلا شك وقد اثبتت التجربة بأنه لا يعلم ماهية الدولة الدينية ذات المشروع الحضارى الذى يدعو اليها حزبه

    وهذا يذكرنى بصديق كلما دار الحديث عن الانقاذ والدمار الذى سببته للوطن يبادر باتهام كل المنتقدين بأنهم شيوعيين وزنادقة يسعون للفساد

    وأظن البشير يدرك بأن غالبية الشعب السودانى اميين وهو يوهم الجميع بأن العلمانية هى حكم الكفر والطاغوت والشيوعيون

    وبذلك يسعى للمزيد من التخدير لهذا الشعب البسيط ويصور نفسه كحامى الدولة الاسلامية وراعيها ولا يجوز مقارعته فى السلطة

    حيث انه ظل الله فى الأرض وهادى الناس الى سواء السبيل

    والمدهش فى الأمر بأن المواطنين ومعظمهم من الفقراء المعدمين الذين لا يجد أبناءهم فرصة فى التعليم والصحة والخدمات الأساسية

    يهللون ويكبرون بأن هى لله هى لله كأنما اصبحوا مسحورين بفعل سحرة ماهرين
                  

01-16-2011, 01:03 AM

سليمان الرفاعي

تاريخ التسجيل: 05-06-2009
مجموع المشاركات: 354

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قالها البشير بوضوح ... تحدى بقوله كل مثقف ومتعلم ...دعوة للكتابة هنا والتعليق .. (Re: حسن حماد محمد)

    *
                  

01-16-2011, 01:03 AM

سليمان الرفاعي

تاريخ التسجيل: 05-06-2009
مجموع المشاركات: 354

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قالها البشير بوضوح ... تحدى بقوله كل مثقف ومتعلم ...دعوة للكتابة هنا والتعليق .. (Re: حسن حماد محمد)

    *
                  

01-16-2011, 05:21 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قالها البشير بوضوح ... تحدى بقوله كل مثقف ومتعلم ...دعوة للكتابة هنا والتعليق .. (Re: سليمان الرفاعي)

    الفالق السوداني
    الخميس, 06 يناير 2011
    حسان حيدر
    الحياة


    يضحك الرئيس السوداني عمر البشير في سره وفي العلن. لقد حقق أخيراً الهدف الذي من أجله قام بانقلاب عسكري في 1989 برعاية ودعم من الإسلاميين ممثلين بحسن الترابي وحزبه: إقامة «نظام إسلامي» في جزء من السودان بعد إخلائه من «الشوائب». لم يستطع مداراة مشاعره في جوبا التي زارها قبل يومين مودعاً. قال انه على رغم «حزنه» سيحتفل مع الجنوبيين بإعلان انفصالهم. وقد ينخدع البعض بهذا الكلام ويظن ان البشير متسامح مع اعدائه ورافضي حكمه، وانه يؤمن بحق تقرير المصير لـ «شعوب» السودان ويحرص على ان يرعى خياراتهم بنفسه. لكن الواقع هو ان الرئيس السوداني الذي سقط من شعبه في عهده بسبب الحروب اكثر مما قتلت الأمراض المستعصية، يتنفس الصعداء وهو يرى حلمه يتحقق بالتخلص من الأقليات غير المسلمة في بلاده وإخراجها من السودان إلى الأبد، بعدما ساهم بوعي وتخطيط كاملين على مدى اكثر من عقدين في دفع الجنوبيين نحو هذا الخيار برفضه مفهوم التعددية والحقوق المترتبة عليه لسائر السودانيين، اياً كان انتماؤهم العرقي أو الديني.

    لكن ما يُضحك البشير اليوم ربما سيُبكيه غداً. فهذا الفالق الزلزالي الذي ساهم في حفره لا بد أن يكمل طريقه بعدما زالت من أمامه اهم العوائق، وإذا كان الحكم في الخرطوم يبارك انفصال الجنوبيين ويتبناه، فماذا ستكون حجته في حال طالب سكان إقليم دارفور بالانفصال؟ لقد توعد البشير بالضرب بـ «يد من حديد» لرد أي مطلب مماثل، لكن الحرب مع الجنوب التي استمرت عقوداً لم تحل دون انفصاله، فهل تنفعه في دارفور التي باتت قضية دولية أيضاً؟ وهل السلاح هو الوسيلة الوحيدة التي يملكها الحاكم لمخاطبة شعبه؟

    وما يُضحك البشير اليوم قد يُبكي عرباً آخرين غداً. إذ لا شيء يحول دون امتداد العدوى إلى دول في المنطقة، لا سيما إذا كانت تشارك الخرطوم الأسلوب ذاته في التعامل مع أقلياتها ورفض الاعتراف بحقوقها، أو تسعى فئة فيها الى التحكم بالآخرين وفرض نموذجها عليهم.

    بعض الأنظمة العربية اعتاد إلقاء اللوم على الخارج المتربص بـ «نجاحاته» او على «تطرف مستورد» لا يعكس واقع الحال ولا «الوحدة المتينة» التي تجمع بين مكوناته، لكن الواقع مختلف تماماً. فهذه الأنظمة بحكم تركيبتها وتمسكها المستميت بالسلطة مهما كانت النتائج، تضطر في معظم الأحيان إلى مسايرة المتطرفين وغض الطرف عن ممارساتهم لنيل رضاهم، أو على الأقل سكوتهم، وتسمح لهم بالتسلل إلى القوانين والمؤسسات، وبتحويل تشددهم إلى أعراف يصعب تجاوزها، ما يعمق الشرخ داخل مجتمعاتها ويؤسس للتوترات والعنف.

    وقد يكون العراق الذي ينتهي احتلاله نظرياً هذا العام بين أوائل المرشحين للانضمام الى «النموذج السوداني» اذا لم تنجح قياداته السياسية المتنوعة في تجربة التعايش الجديدة بعد سنوات من الاقتتال الأهلي. وباستثناء الأكراد الذين يتمتعون منذ زمن بوضع خاص رسخه الدستور الحالي، فإن باقي مكونات الشعب العراقي تجتاز حالياً امتحاناً صعباً قد يعني الفشل فيه انتعاش فكرة تقسيمه إلى أقاليم ودويلات. وقد يكون في استهداف الأقلية المسيحية العراقية بعض ملامح هذا الاحتمال.
                  

01-16-2011, 05:10 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قالها البشير بوضوح ... تحدى بقوله كل مثقف ومتعلم ...دعوة للكتابة هنا والتعليق .. (Re: الكيك)

    خطاب البشير بين البرود الليبرالي والتشدد الأصولي!
    Sunday, January 16th, 2011
    تقرير: مهند الدرديري

    لقد تلاحظ عبر فترة طويلة الانفصام الواضح في الخطاب الرسمي للرئيس عمر البشير منذ أول خطاب له بعد الانتخابات (المضروبة) والذي ألقاه بمناسبة تنصيبه لرئاسة الجمهورية وما تلاه من خطابات من عيد الحصاد بالقضارف وعيد الاستقلال وافتتاح كبري الحلفاية وخطابه الأخير أمس الأول بمسجد الشيخ إدريس الأرباب بمنطقة العيلفون والذي ذكر أن الجنوب كان عبئا على الشمال منذ الاستقلال وقال أنه لن تقوم في الشمال دولة علمانية أو مدنية وجدد فيه حدثيه عن أقامة دوله إسلامية عربية عقب الانفصال رغم أنه كان قد قال في خطاب تنصيبه:” فالسودان مثالٌ حي وشاهدٌ للتداخل العرقي منذ فجر تاريخه، إذ ظل من أكثر بلاد الأرض تَرْحاباً بالآخر، بل إنّ الأمةَ السودانيَّةَ في ملامح سَحَناتِها،

    وتنوعِ ثقافاِتها، هي وليدةُ التَّرحاب بالآخر، ولكنّ التطوراتِ السياسيَّةَ الكبرى على مستوى السياسةِ العالمية خلال العقود الماضية وما رافقها من تغيراتٍ طبيعيةٍ قاسيةْ، قد أثَّرت في بيئتنا السودانيّة، فنجمت عن ذلك شروخٌ في جدار بنائنا الاجتماعي وفي بيئتنا الحيوَّية وفي روحنا الثقافي. ولذلك فإنني التزمُ بابتدار برنامجٍ واسعْ، مسترشداً بالحكمة والعلم، من أجل معالجة ما أصاب العلاقات الاجتماعيَّة من علل ، وإعادتِها إلى أفضلَ مما كانت عليه، تعارفاً بين الشعوب والقبائل ،

    وإعلاء لقيم التسامح والتراضي والتآخي، وتحاوراً بالحسنى بين الأديان والملل، وإقراراً بالمواطنة التي تُبنى عليها الحقوقُ والواجباتُ العامة” (الخطوط من عندي) ثم عاد في خطابه في أعياد الحصاد بالقضارف لينسف ذلك التنوع العرقي والديني الذي أقره بنفسه بإعلان قيام دوله عربيه إسلامية ونسف معه جزء آخر من خطابه عندما أعلن وقف التحقيق في قضية الفيديو الذي انتشر في مواقع الانترنيت والذي كان يصور حادثة بشعة قامت فيها الشرطة بضرب فتاه رغم أنه في خطاب التنصيب قد قال: “ووصلاً للوشائج بين شرائح المجتمع، فالمرأة السودانية بحيويتها وحيائها وهمتِها ونشاطِها، ستشكلُ حضوراً فاعلاً، تقديراً منا لتصاعدِ دورِها المجتمعي” وعند تطرقه للحديث عن الاستفتاء في خطاب التنصيب قال: “ومهما يكنْ الاختيارْ، فهنالك ما يجب التوفرُ عليه وإكمالُه قبلُ إجراء الاستفتاءْ بحكمةٍ وشجاعةٍ وبلا إبطاءْ” وقد أنفرط عقد الحكمة عندما صرح البشير في خطاب القضارف بأن أن الشمال يتمتع ببترول جيد وبكميات كبيرة وعمر أطول من بترول الجنوب وأكتمل الانفراط في خطابه أمس الأول بمسجد الشيخ إدريس الأرباب عندما أعلن أن الجنوب كان يشكل عبئا على الشمال منذ الاستقلال.

    وعند مخاطبته لعيد الشهيد بولاية الجزيرة يوم 28 ديسمبر قال :”انه لن تكون هنالك حكومة قومية في معرض تعليقه على مطالبه قوى الإجماع الوطني بتكوين حكومة قومية ومؤتمر قومي وأردف أن من أراد إسقاط الحكومة (يلحس كوعوا) ليعود بعد ثلاث أيام فقط وفي الأول من يناير في خطابه بمناسبة أعياد الاستقلال لدعوة الأحزاب المعارضة لتكوين حكومة قومية ذات قاعدة عريضة وعن العلاقات الخارجية تأرجح خطاب البشير بين عدم التعاون ولو تسليم (كديس) للمجتمع الدولي إلي خطاب التنصيب الذي قال فيه: ” أما على مستوى التوافق الدولي ، فأشير إلى أنني سأحرصُ شخصياً على تعزيز إدارة حوارٍ موضوعي مع دولِ الغرب ، من منطلقٍ يبتغى تنقيةِ الأجواء وبثَّ روح الأمل بأن يلتقي أبناءُ الإنسانيةِ على قواعدِ الخيرِ ونوازِعِه المشتركةِ في تحقيق السَّلم والرخاءِ الدولييَّنْ ، بجانب ما سنبذُلُه في سبيل إبقاء السودان على سجَّله الناصعِ دولياً في التعاون لمكافحة الإرهاب والجريمة والمخدرات ، تطلعاً لعالم تسوده الطمأنينة والوئامُ ، وسوف يتصلُ سعينا الذي لن يكلَّ في المناداة والعمل على تحقيق انفراجٍ دولي ينهضُ على أُسسه نظامٌ عالمي متَّسقٍ مصون بمبادئ العدل والحرية والمساواة.”

    وذات الانفصام قد تجلي فيه قوله أن الشمال لن يتضرر من انفصال الجنوب خاصة وأنه كان قائما قبل بترول الجنوب مضيفا أن الشمال به عدد من مناطق البترول الأفضل من حيث النوع ومخزونه أكبر من الجنوب في خطاب القضارف ليسلم بحقيقة تأثير الانفصال في خطابه يوم في الرابع من يناير بجوبا حين قال : ” قلنا نحن مهر الوحدة مهما كان ما كثير وكنا مقتنعين انه الوحدة هي الأفضل للمواطن السوداني في الشمال والجنوب وأفضل للشمال والجنوب”

    وهكذا ظل الانفصام هو الطابع المصاحب لكل خطابين متلاحقين للرئيس البشير أو في خطاب واحد كما كان واضحا خلال اللقاء الذي أقامته معه قناة الجزيرة مؤخرا وربما يعكس هذا الانفصام طبيعة الصراع الحاد الذي يعاني منه النظام بين برود التيار اللبرالي و وحدة تشدد التيار الأصولي
                  

01-16-2011, 07:42 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قالها البشير بوضوح ... تحدى بقوله كل مثقف ومتعلم ...دعوة للكتابة هنا والتعليق .. (Re: الكيك)

    قال إنها تبني آمالها على (الوهم) ولن تحصد إلا الهشيم
    د. نافع للمعارضة: (إذا رأيت أنياب الليث بارزة فلا تظنن أن الليث يبتسم) الشعب (معلم) وسنكون بالمرصاد للطغاة والمتآمرين

    شندي: رقية الزاكي

    هدد د. نافع علي نافع، مساعد رئيس الجمهورية، المعارضة بشل حريتها وحركتها إذا لم تكف عن محاولات بث الفتنة التي قال إنها لا تملك الجرأة ولا العدد لإشعالها. وقال نافع خلال مشاركته الأقباط بأعياد المسيح في مدينة شندي أمس، إنه يرسل رسالة خاصة للبعض الذين يودون أن يقتاتوا على الفتن، والذين يحلمون أن يبلغوا مراميهم التي أشار إلى أن أهل السودان حرموهم من الوصول إليها عبر الإنتخابات، وتابع: إنها فئة لا تملك غير أن تصك الآذان بالعويل والصراخ حول الوضع المتأزم وضرورة ذهاب الحكومة وإجماع الأمر على ذهابها.


    وأضاف نافع: نقول لهم إنكم تبنون أحلامكم على وهم ان يشتجر أهل السودان، وأن يتحاربوا وأن تعم الفتنة التي لا تملكون الجرأة ولا تملكون العدد لإشعالها، وأكد بأن أهل السودان السمحاء سيبطلون هذه الأحلام. وتابع نافع: نقول لهم إن السلام أفضل وإن الحوار أفضل والعمل على سطح الأرض افضل من تحتها، ونقول لهم إن أردتم غير ذلك فلن تحصدوا إلا الهشيم والحسرة ولن تحصدوا الا ان تفقدوا ما انتم متمتعون به الآن من الحرية والحركة والاحترام بين الناس، وأكد أن السماحة والحلم في التعامل لا تعني الإستهانة والخوف، وأشار الى انها تعني الشجاعة والثقة بالنفس،


    وأضاف: ان كنتم لا تعلمون فتذكروا قول المتنبي: «إذا رأيت أنياب الليث بارزة فلا تحسبن أن الليث يبتسم». وأكد نافع مضي الحكومة في تحقيق الاستقرار، وقال: لن نخشى كيد الطغاة ولا المتآمرين، وسنكون لهم بالمرصاد ولن يزيدنا المكر إلا صلابة ولن تزيدنا التحديات الا قوة. وقال إن العالم كله يعيش توترات ويعيش أزمات تخلقها قوى الشر التي لا تريد السلام، وأشار الى أنها رسائل ليست لأهل السودان فحسب، لكنها لأهل العالم جميعاً. ووصف الشعب السوداني بـ (المعلم) لكل العالم وللذين يفتعلون المشاكل ويسعون بين الناس بالفتنة، وأكد أنهم أهل سماحة ليست مفتعلة أو للإستهلاك السياسي وليست سماحة للظروف السياسية نحاول أن نخفف بها من الضغوط الخارجية، وأكد أن الفتنة الدينية بابها موصود في السودان ولن توقظ.


    وقال إن الذين ظنوا أن أهل السودان يمكن أن تشعل بينهم النيران في الإنتخابات كان درساً لم يفيقوا منه حتى الآن ودرساً لم يستوعبوه لأنهم لا يستوعبون الأسس التي يتعامل بها أهل السودان. وأكد أن إنفصال الجنوب لن يكون مشكلة للسودان كما يريد البعض، وقال: بذلنا كل ما يمكن كي نبقى على السودان موحداً، وان وقع الإنفصال فسنعمل لنقيم بين شطري الوطن علاقة غير مسبوقة، وأشار الى أنها علاقة تؤسس على وعي أهل السودان ومقدرتهم على صد الكيد والدسائس، ونقول هذا للذين يسعون للفتنة. وقال د. الفاتح عز الدين أمين الأمانة الإجتماعية بالمؤتمر الوطني، إن الحركة الشعبية رغم كل ما قدم للجنوب أبت إلا الإنفصال، وأبت إلا أن تقطع السودان، لكنه أكد قبول خيار الإنفصال،

    إنه خيار أملته علينا إرادتنا ووفاؤنا بالعهود. وانتقد ممثل الأقباط الأنبا إيليا أحداث الاسكندرية وما يحدث للأقباط في دول أخرى، ووصفه بأنه أمر لا يمت للإنسانية بصلة، وامتدح معاملة السودانيين للمسيحيين. وأكد د. أزهري التجاني وزير الإرشاد والأوقاف، أن نقصان عدد المسيحيين بالإنفصال لن ينقص من حقوقهم وقال إذا بقي مسيحي واحد في الشمال فحقوقه محفوظة، وأكد للأقباط أنهم مواطنون من الدرجة الاولى في السودان.
    الراى العام
    15/1/2011
                  

01-16-2011, 08:37 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قالها البشير بوضوح ... تحدى بقوله كل مثقف ومتعلم ...دعوة للكتابة هنا والتعليق .. (Re: الكيك)
                  

01-16-2011, 08:46 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قالها البشير بوضوح ... تحدى بقوله كل مثقف ومتعلم ...دعوة للكتابة هنا والتعليق .. (Re: الكيك)

    ما هو المقصود من الدعوة إلى فصل الدين عن الدولة والسياسة؟
    01/02/2007

    د. عمرو إسماعيل

    هل يعني فصل الدين عن الدولة والسياسة.. أن يكون المسئول غير متدين؟، أو تعني هذه الجملة أن الدولة المدنية التي تفصل الدين عن الدولة سيكون المسئول أو المواطن فيها فاسقا..؟، هل تعني الدعوة لفصل الدين عن الدولة وأن يكون الدين لله والوطن للجميع أن ننحي الدين جانبا من حياتنا؟ أو تعني دعوة إلى الفسق والفجور مثلما يقول البعض عن هذه الدعوة مهاجمين أنصار الدولة المدنية..؟
    العكس هو الحقيقة تماما..، فصل الدين عن السياسة أو الدولة لا يعني أبدا ولم يعني فصل الدين عن الحياة..، المعنى الحقيقي لفصل الدين عن السياسة ببساطة عند أنصار هذه الدعوة هو التالي:
    عندما يختار أي منا مرشحا لأي منصب يجب أن يختاره لأنه قدوة وذو سمعة جيدة ويرفع برنامجا واضحا.. وليس لأنه يرفع شعارا مكتوب عليه أنا متدين..، ولتبسيط الأمر، في الدول التي تفصل الدين عن الدولة.. قد يتقدم لأي منصب ثلاثة مرشحين.. أحدهم يتقدم ببرنامج اشتراكي وآخر ببرنامج اقتصادي ليبرالي وثالث ببرنامج وسطي.. والثلاثة مرشحين قد يكون كل منهم متدين يؤدي تعاليم دينه ويذهب للصلاة في المسجد أو الكنيسة.. أو على الأقل يجب أن تكون سمعته جيدة.. ولا يجب أن يرفع أي منهم راية تزايد على دين الآخر....
    عندها سيكون المواطن قادرا على اختيار المرشح الذي يحقق له مصلحته أو يقنعه بفكره..، عندما لا نفصل الدين عن الدولة.. سيجد أي منا نفسه يرفض مرشحا قبطيا مثلا.. رغم كفاءته وسمعته الحسنة وقدرته على تحقيق البرنامج الذي ترشح على أساسه.. وينحاز إلى مرشح آخر أقل منه كفاءة لمجرد أنه يقابله في المسجد.. والعكس صحيح..
    ولعل العراق خير مثال.. فأهل العراق قد اكتووا بنار الاستغلال الكامل للدين في السياسة..، فالشيعي هناك يختار مرشحه ليس بناء على مقياس الكفاءة ولكن بناء على مقياس المذهب، والسُني يفعل المثل والكردي والمسيحي.. ونحن جميعا نرى ماذا حدث وما هي النتيجة..
    صدقوني مهما كانت كفاءة أي مرشح لأي منصب.. سواء كان عضوية مجلس نقابة أو عضوية مجلس الشعب أو حتى منصب رئيس الجمهورية.. لو دخل أي انتخابات حرة أمام مرشح يحمل شعارات دينية تجعل البسطاء يعتقدون أنه يمثل الإسلام أو أنه يمثل المسيحية وقد يكون فعلا متدينا ولكنه لا يحمل برنامجا سياسيا واضحا.. سيخسر المرشح الكفء هذه الانتخابات إن لم يبدأ في المزايدة لإثبات أنه أكثر تدينا وقل على البرنامج الحقيقي السلام...
    ولنبسط الأمر أكثر.. جماعة الإخوان وبعد ثمانين عاما ونتيجة الضغوط عليها.. بعد ثمانين عام! مازالت تدرس الآن فقط إعلان برنامجها السياسي.. لأنها لم يكن لها قط برنامج سياسي حقيقي.. بل مجرد شعارات عامة تبتز مشاعر المواطنين المتدينين..، يا سادتي.. في معظم عصور الخلافة الإسلامية بعد الخلافة الراشدة.. وفي كل هذه العصور كان الحاكم يقول أن مرجعيته هي الإسلام.. فهل كان كل المسئولين في هذه العصور متدينين.. هل كان الحاكم متدينا.. هل كان يزيد بن معاوية متدينا أو السفاح العباسي أو الحجاج أو قراقوش..أو أو....
    فصل الدين عن السياسة معناه فقط هو عدم استغلال الدين لتحقيق أهداف سياسية.. عدم رفع شعارات دينية في تنافس سياسي..، عدم كتابة خطاب سياسي يبدأ بالبسملة وآية من القرآن.. ثم مجموعة من الأكاذيب بعد ذلك..، فصل الدين عن السياسة والدولة المدنية تعني أن يكون التشريع هو مسئولية المجلس التشريعي بناء على نصوص الدستور وأن من يحكم في دستورية القوانين هو المحكمة الدستورية العليا وليس مجموعة من الفقهاء أو رجال الدين.. والسلطة التنفيذية مهمتها تنفيذ هذه القوانين وتحقيق برنامجها السياسي الذي يحترم هذه القوانين سواء كان رئيس هذه السلطة مسلما أو مسيحيا.. رجلا أو امرأة....
    فهل هذا ما تقوله جماعة الإخوان رغم كل الإجابات الملتوية.. لنرى رأي عضو مجلس شعب يمثلها في حوار منشور على موقعهم في هذه القضية وردا على سؤال واضح:
    "د/ محمد مرسي في حديث الساعة حول مدنية الدولة وحزب الإخوان
    فما رؤيتكم مثلاً لوضع الأقباط والأحزاب والمرأة وتداول السلطة والحريات العامة والخاصة في ظل الدولة الإسلامية؟
    ** كما سبق وأن أشرتُ أننا نتحدث عن الحكم الإسلامي الذي ينطلق من الشريعة الإسلامية، وهذه الشريعة وضعت أحكامًا واضحةً لكل القضايا وكل الفئات، ولذلك فإنه في ظل الدولة الإسلامية فإن الأمر يرجع لأهل الاختصاص، وللإسلام علماء متخصصون في كل المجالات وهناك مؤلفات ومراجع، وآراء فقهية محترمة في سياق منهج أهل السنة والجماعة حول هذه القضايا والنقاط، وجماعة الإخوان المسلمين كهيئةٍ إسلاميةٍ جامعة لا تنتهج مذهبًا فقهيًّا بعينه، وإنما تُحيل مثل هذه القضايا إلى أهل الاختصاص فيها، وهم كثيرون في المجتمع وثقاتٌ وعدولٌ، ومن هذه الآراء والدراسات والمبادئ الأساسية يستقي الإخوان آراءَهم في هذه القضايا، وقد سبق أن أعلنت الجماعة في وثائق مدوَّنة ومنشورة عن رأيها في قضايا التعددية السياسية والمرأة والأحزاب وغيرها من القضايا الأخرى."
    أي أن الذي يحكم في قضايا هامة مثل وضع الأقباط وتداول السلطة والحريات العامة والخاصة في ظل الدولة التي تنادي بها جماعة الإخوان ليس القانون والدستور ومجلس الشعب.. بل أهل الاختصاص والعلماء المتخصصون.. تحال هذه الأمور الهامة إلى علماء الدين المتخصصين وليس للقانون والدستور ومجلس الشعب.. إن لم تكن هذه هي الدولة الدينية فماذا تكون.. وأي حزب مدني يدعون أنهم يريدون تكوينه..
    هذا ما يريد أن يدفعنا إليه الإخوان إن لم نفصل الدولة عن الدين ونؤكد على مدنية الدولة وأن الدين لله والوطن للجميع..، كهنوتية جماعة الإخوان ومن يعتبرونهم أهل ثقات وعدول من أهل الاختصاص (المرشد وأعضاء مكتب الإرشاد).. وهي كهنوتية لا تفرق إطلاقا عن كهنوتية الكنيسة في العصور الوسطي..، هذا معنى فصل الدين عن السياسة ودولة المواطنة.. الدولة المدنية ليس معناها أبدا منع أي مواطن أو منع أي مسئول كمواطن أن يكون متدينا يقيم الصلوات الخمس ويصوم ويزكي ويحج إلى بيت الله الحرام أو أن يذهب إلى الكنيسة كل أحد إن كان مسيحيا.. ليس معناها عدم التمسك بالدين ومبادئه ومبادئ الأخلاق..
    الدولة المدنية تعني سيادة القانون على الجميع بدون تمييزى.. القانون الذي تشرعه السلطة التشريعية وتحكم به السلطة القضائية وتنفذه السلطة التنفيذية والسلطة الوحيدة المنوط بها الحكم على دستورية أي قانون هي المحكمة الدستورية العليا..
    الدولة المدنية ودولة المواطنة.. تعني أن كل مواطني هذه الدولة متساوون تماما أمام هذا القانون بصرف النظر عن الدين والمذهب والجنس واللون والأصل أو العرق...، جميعا لهم نفس الحقوق والواجبات..
    الدولة المدنية ودولة المواطنة يجب أن تفصل الدين عن الدولة..، أن يكون فيها الدين لله والوطن للجميع.. وأي التفاف حو هذه الحقائق البسيطة معناه أنه يدعو إلى دولة غير مدنية ليس للمواطنين فيها حقوق غير متساوية وهي ليست دولة مواطنة..
    مهما حاول الإخوان ممارسة التقية فما يدعون إليه ليس الدولة المدنية وبالتأكيد ليست هي دولة المواطنة..
    فلماذا لا تكون عندهم الشجاعة لتسمية الأشياء بأسمائها....؟





    الاسلام هو الحل.. عن أي حل يتحدثون؟

    د. عمرو اسماعيل


    الاسلام هو الحل شعار جميل يخلب لب العامة والخاصة في مجتمعاتنا ونحن في أغلبيتنا متدينون بطبعنا نحب الله ورسوله ونؤمن ان الله هو ملاذنا الأخير في مواجهة الظلم والقهر الذي نعانيه علي أيدي حكامنا الظلمة وعلي أيدي المفسدين الذين يستغلون شعوبهم ويكسبون كل مباهج الدنيا علي حساب هذه الشعوب التي لا يعلم الكثير منها ان من يرفعون هذا الشعار الخلاب انما يرفعونه ليخدروهم وهم يسرقون كدهم وعرقهم أو وهم يتآمرون للوصول الي السلطة ليتحكموا في مقدراتهم و رزقهم و الاهم رقابهم و حياتهم نفسها.

    يرفع هذا الشعار مثقفون منتمون للتيار الاسلامي في سبيل الكسب المادي والظهور علي صفحات الجرائد و شاشات التليفزيون ..و شيوخ فضائيات يتاجرون به لتزداد حساباتهم في البنوك بينما غلابة المسلمين في كل الحالات يزدادون فقرا و تخلفا وهم يهتفون للشعار الجميل .. رفعته شركات توظيف الاموال من قبل وضاعت فلوس الغلابة من المسلمين ويستمتع الآن السعد وغيره بهذه الفلوس في بلاد الكفرة (من وجهة نظر رافعي الشعار) ولم يساعدهم مستشاري شركات التوظيف من شيوخنا الاجلاء أمثال ؟؟؟ بل ازداد ثرائهم بتحولهم الي مستشارين للأمراء والبنوك التي تدعي انها أسلامية والتي تقع مقارها في سويسرا عاصمة الربا في العالم, وترفعه أحزاب تسعي الي السلطة لكي تتحكم في عقولنا وضمائرنا و رقابنا والاهم ثروات شعوبنا.

    اما الذي يستعصي علي الفهم فهو أن الضحايا مازالوا يهتفون ,, الله يا سيدنا الشيخ ,, كلما شاهدوا نجما تليفزيونيا يزداد ثراءا وهو يقول لهم هذا هو الحل السحري الذي لا يكلفه شيئا.. أو يحكي لهم قصص بلهاء من التراث تحكي عن بطولات دخل اصحابها الجنة .. رغم أنني لا أدري كيف يمكن أن يعرف أي شحص من دخل الجنة و من دخل النار فلم يصل إلي علمي حتي الآن أن شخصا قد عاد بعد الموت ليخبرنا عمن هم في الجنة أو النار.

    ولذا فأن كلامي ليس موجها لهؤلاء الضحايا ممن يحبون فعلا الله و رسله .. ولكنه موجها للمتاجرين بالدين والذين يدعون ان الاسلام هو الحل دون أن يوضحوا لنا و بلغة عصرية ومفصلة وواضحة كيف يكون هو الحل ولماذا كنا و ما زلنا اكثر شعوب الارض تخلفا و اكثرها فقرا رغم كل ما وهبه الله لنا من ثروات ضاع عائدها في جيوب القلة وذهبت الي بنوك الربا و الكفر علي حد زعمهم في سويسرا و أمريكا وبقينا نحن الغلابة نعاني الظلم و القهر .

    أني اسألهم عن أي مفهوم للاسلام يتحدئون .. عن اسلام الشيعة ام السنة .. عن الاسلام بمفهوم ابن حنبل و ابن تيمية و ابن عبد الوهاب و ابن باز وتلميذهم النجيب بن لادن و أتباعه الذين ينشرون الرعب و القتل وفصل الرقاب عن الاجساد ويستعدون علينا العالم كله .. أم عن الاسلام بمفهوم ابي حنيفة أو مالك أو الشافعي.

    عن اي اسلام يتحدثون عن اسلام سيد قطب و المودودي أم اسلام الازهر وشيوخه .. ولماذا لا يقولون لنا نحن الغلابة الحقيقة؟ .. أن هناك مفاهيم و تصورات مختلفة للأسلام وخاصة عندما يقولون أنه دين ودولة .. أم ان الحقيقة ليست من حق البسطاء .. على البسطاء و الغلابة الطاعة فقط وأن يقولوا آمين بدون فهم أو وعي.

    لماذا لا يقولون ان الاسلام بعد عصر النبوة وفي التطبيق السياسي فهمه عمر بن الخطاب غير ما فهمه أبو بكر الصديق وفهمه عثمان بن عفان بطريقة مختلفة عن كلاهما رغم أنه قبل الحكم علي اساس انه سيحكم بسنة رسول الله والشيخين من بعده ولكنه لم يفعل مما أدي الي مقتله في النهاية .. كما فهمه علي بن أبي طالب وشيعته بطريقة تختلف عن فهم الخوارج له والاهم بطريقة تختلف عن معاوية بن ابي سفيان الذي استطاع بحد السيف و دهاءه و تحالفه مع داهية العرب عمرو ابن العاص ان يفرض مفهومه السياسي للأسلام وهو مفهوم بسيط جدا ,, طاعة الحاكم من طاعة الله ,, وهو المفهوم السائد الي الان .. يأخذ منك الحاكم عائد كدك و عرقك ليبني القصور ويشتري الجواري وما عليك ألا الطاعة والا طارت رقبتك .. والحاكم هو كل من وصل الي الحكم بالوراثة و أيده أهل الحل والعقد من فقهاء السلطة .. أو من وصل الي الحكم بخد السيف وأيده نفس الفقهاء خوفا علي رقابهم ..

    ولننظر الآن الي ما يحدث في السعودية فنفس الشيوخ الذين كانوا يعتبرون بن لادن و أتباعه مجاهدين في سبيل الله اصبحوا يعتبرونهم الآن ضالين و أرهابيين لأنهم تمردوا علي أولياء نعمة فقهاء السلطة .. ونري الشيخ الملاكي لفضائية الجزيرة يقول الآن أن الديمقراطية هي من روح الاسلام عندما نظم ولي نعمته مؤتمرا عن الاصلاح والديمقراطية وهو الي سنين قريبة كان يعتبر الديمقراطية كلمة خبيثة لا يحق لمسلم ان ينطقها.

    هذا عن السياسة فماذا عن الفقه و العقيدة .. فكتب الفقه ما أكثرها وتمتليء بالاختلافات في كل شيء .. هل نفهم الاسلام كما فهمه فقهاء الشيعة أم المعتزلة أم أهل السنة و الجماعة الذين تفرقوا الي اشاعرة و سلفية .. هل نفهم الاسلام كما فهمه الغزالي أم ابن رشد أم ابن حزم قديما .. أو كما فهمه محمد عبده أو محمد رشيد رضا حديثا و كلاهما كان شيخا للأزهر وكلاهما كان له فهما مختلفاعن الآخر .. أم نفهمه كما يفهمه شيخ الازهر الحالي سيد بيه أوكيه .. نفهمه كما فهمه حسن البنا أم أخيه جمال البنا أم سيد قطب وكلهم خرجوا من رحم جماعة الأخوان المسلمين.

    عندما يكون الحل في أي شيء فيجب ان يكون هناك اتفاق واضح علي هذا الحل .. ولكني بمفهومي القاصر أجد اختلافا في كل شيء ألا في الشعار ,, الاسلام هو الحل ,, اختلف الصحابة في الماضي كيف يكون الحل الي درجة الاقتتال و سفك دماء المسلمين الغلابة الذين انحازوا الي هذا الطرف أو ذاك .. و مازال الاختلاف دائرا بين الطرفين حتي الآن و مازالت الدماء تسفك كما يحدث في العراق حتي ياتي طاغية مثل الحجاج بن يوسف الثقفي أو صدام حسين فيدخل الجميع من فقهاء السلطة الي الجحور خوفا علي حياتهم فيقل سفك الدماء بين الغلابة الا دماء من تجرأ أن يرفع صوته في وجه الطاغية.

    ولذا اتوجه بسؤالي الي كل من يتقولون شعار الاسلام هو الحل أن يقولوا لنا عن أي مفهوم للأسلام يتحدثون لنعرف أي حل يقصدون .. فأنا أومن فعلا أن الاسلام هو الحل ولكن فقط عندما يصبح الاسلام مثل أي دين آخر .. دين نتقرب به الي الله بأقامة شعائره من صلاة و صوم وزكاة وحج الي بيت الله اذا اسنطعنا الي ذلك سبيلا ( هل نستطيع أن نري و نعي رحمة الله).. ونتعلم منه مكارم الأخلاق .. ونأخذ منه المباديء العامة من عدل و مساواة و حب و تسامح .. أما عندما يكون حلا سياسيا فأنا لا أري الآن ألا قتل وتعصب وسفك دماء وهو نفس ما حدث في الماضي طوال أربعة عشر قرنا .. أمور دنيانا من حكم وسياسة و اقتصاد و علم تركها الله لنا لنستخدم فيها عقولنا التي وهبنا أياها مستلهمين المباديء العامة من الدين الاسلامي كما يفعل اصحاب الاديان الاخري .. ولكن هناك البعض مصممون علي حرماننا من عقولنا من خلال مخاطبة عواطف الغلابة المحبين لدينهم .. وللطرفين أقول فلتهنئوا بالتخلف الحضاري و سفك الدماء و فصل الرؤوس عن اجسادها فهذه هي النتيجة عندما يتحول الاسلام من دين الي حل سياسي.

    د. عمرو اسماعيل




    لماذا نحمل الله مساوئنا؟

    د. عمرو اسماعيل



    عندما يبدأ مسئول سياسي خطابه المليء بالكذب والخداع بجملة بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم ثم يتبعها بآية من القرآن الكريم فهو قد صادر حقنا مقدما في مناقشة ما تضمنه خطابه من أفكار وما قد يمتلئ به من أكاذيب. ونفس الشيء ينطبق علي أي كاتب يبدأ مقاله بنفس الطريقة رغم أن مقاله قد يحتوي علي ما يستحق النقاش فكريا وما يستوجب الاعتراض والنقد والتفنيد.. لماذا نصر علي تحميل الله مساوئنا وأخطائنا في محاولة ممجوجة للإقناع ومصادرة حق الآخرين في النقاش و الاعتراض.

    تمارس هذه العادة حكوماتنا و أحزابنا السياسية ودولنا المتصارعة كما يمارسها مثقفونا وكتابنا ونمارسها علي المستوي الشخصي عندما نكتب طلب التقدم لوظيفة قد لا تكون من حقنا ونكتب في هذا الطلب بيانات قد تكون كاذبة.. ونمارسها أحيانا بدون وعي عندما نكتب رسائلنا وقد تكون رسائل عاطفية.

    في حرب الخليج الاولي اتيع الفريقان نفس الاسلوب لمحاولة السيطرة على العامة .. فكل فريق استشهد بالآيات القرآنية والأحاديث التي تؤيده ولو نظرت إلى أسانيد كل فريق على حدة لاقتنعت أنه علي حق .. ولكنها في الحقبقة محاولة خبيثة لاستخدام الدين في غير موضعه لأغراض سياسية ليس لها علاقة من قريب أو بعيد بالدين ولا تؤدي في النهاية الا للإساءة الي الدين نفسه.

    ومازالت نفس القوي السياسية في عالمنا تتبع نفس الاسلوب. فالقوى المتصارعة في العراق تبدأ خطابها السياسي باسم الله و تستشهد على وجهة نظرها بآيات من الذكر الحكيم .. تفعل ذلك القوى التي تعتقد في الاسلوب السلمي في مقاومة المحتل وتفعله القوى التي تؤمن بالعنف كوسيلة للمقاومة والتغيير.

    وفي السعودية يحدث نفس الشيء .. الفريق المتطرف الذي يفجر القنابل وينحر الرهائن يبدأ خطابه باسم الله ويستشهد بالآيات القرآنية و الأحاديث على أفعاله .. والفريق المتحالف مع النظام الحاكم يفعل نفس الشيء يبدأ خطابه باسم الله ويستشهد بآيات القرآن والاحاديث ليثبت وجهة نظره ان هؤلاء ما هم ألا خوارج وضالين .. رغم ان أي متابع محايد يعرف ان كلا الفريقين علي خطأ .. فلا القتل والعنف و الارهاب ممكن أن يكون باسم الله ولا القهر السياسي وسيطرة فئة قليلة علي الحكم ممكن أن تكون باسم الله.

    ويفعل نفس الشيء الفريق المعارض في الخارج من اتباع سعد الفقيه رغم ان غرضه الاساسي سياسي وهو الوثوب الي سدة الحكم .

    وفي مصر يحدث نفس الشيء .. يبدأ كل فريق خطابه باسم الله الرحمن ويتبعها بآيات من الذكر الحكيم .. عندما كانت الاشتراكية هي الموضة دبج فقهاء السلطة الكتب عن الاشتراكية في الاسلام و ملؤوها بالآيات القرآنية و الأحاديث لإثبات وجهة نظرهم ثم حدث نفس الشيء عندما تحولنا الي الرأسمالية .. وعندما كان المفهوم في الصراع ضد اسرائيل هو أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة .. كانت آيات القتال هي المتصدرة للخطاب السياسي والمقالات وعندما تحولنا الي السلم تحولت المقالات الي آيات واحاديث السلم والتسامح.

    وحتي الآن تفعل جماعة الاخوان المسلمين نفس الشيء فهي تبدأ خطابها باسم الله وتستشهد بالآيات و الأحاديث التي تؤيد وجهة نظرها وتبتعد عن تلك الآيات و الأحاديث التي تحض علي طاعة ولي الأمر بينما يستخدمها فقهاء السلطة لتكريس سيطرة الحزب الحاكم والسلطة القائمة .. رغم ان الجميع يعرف ان الغرض الاساسي للجميع هو الدنيا والسلطة والسيطرة وليس أرضاء الله وكسب الآخرة.

    لماذا نصر جميعا علي تحميل الله مساوئنا و أطماعنا الدنيوية السياسية والافتصادية .. لماذا نصر علي أن القتل هو باسم الله والقهر السياسي هو باسم الله والرغبة العارمة في السلطة هي باسم الله .

    لماذا لانتوقف عن ذكر اسم الله الا عند قراءة القرآن بغرض العبادة الحقيقية و ارضاء الله فعلا والاستغفار الحقيقي له من ذنوبنا وخطايانا سواء كانت علي المستوي الفردي أو العام.

    إلى متى سنستمر في استغلال اسم الله في تحقيق اطماعنا وشهواتنا في الحكم و التسلط وتحقيق المكاسب الدنيوية سواء كانت سياسية او اقتصادية.

    لست فقيها و لا سياسيا ولكني مجرد مواطن غلبان يحب الله والوطن ولذا أسأل الجميع متى سنكف عن تحميل الله مساوئنا رغم أننا جميعا نعرف انه هو الذي يعرف النوايا وهو المطلع على الضمائر

    د. عمرو اسماعيل
                  

01-17-2011, 04:47 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قالها البشير بوضوح ... تحدى بقوله كل مثقف ومتعلم ...دعوة للكتابة هنا والتعليق .. (Re: الكيك)

    العَلمانية ليست كفرًا


    فريدة النقاش
    2006 / 7 / 1


    نجح خصوم الديمقراطية وبخاصة تيارات الإسلام السياسي بمختلف اتجاهاتها في تشويه العَلمانية ومحاصرة معانيها والأفكار والتاريخ الطويل الذي ارتبط بها، وفعلوا ذلك حين قرنوا بينها وبين الكفر والإلحاد رغم أنهم يعلمون جيدا أن هناك ملحدين كثيرين ليسوا علمانيين، وأن هناك علمانيين ليسوا ملحدين، ويعلمون أيضا أن الإلحاد ينتمي إلى ميدان الفلسفة وأنه وجد مبكرا جدا في تاريخ البشرية حتى قبل عصر الديانات؛ ويعلمون أيضا أن العلمانية تنتمي إلى ميدان الفكر السياسي، وأننا إذا شئنا تقديم تعريف مبسط لها فسوف نقول إنها فصل الدين عن السياسة والدولة وليس فصله عن المجتمع والحياة. ذلك أن الدولة الدينية هي بالضرورة دولة استبدادية ليس فقط لأن هذا هو التاريخ الذي عرفناه عن الدولة الدينية سواء كانت تلك التي هيمنت عليها الكنيسة في التاريخ الأوروبي في العصور المظلمة، أو كانت دولة الخلافة الإسلامية التي كانت دولة استبداد وفساد في غالبية عهودها وكانت سنوات العدل والشورى والرحمة فيها هي الاستثناء والنشاز.
    ليس لهذه الأسباب التاريخية فقط، ويصبح فصل الدين عن الدولة ضرورة وإنما أيضا لأسباب فكرية عميقة هي جوهر السلطة الدينية، أي الدولة الدينية تتخلص هذه الأسباب في حقيقة أن النظرة الدينية للعالم تستبعد الآخرين عامة، لأنها هي التي تمتلك الحقيقة المطلقة ولابد أن تأتي بكل الآخرين علي أرضها لأنهم ضالون، وما سعيها لحاقهم بها إلا عملية إنقاذ لأرواحهم الهائمة في عالم الضلال، وتصحيح لمسارهم في الدنيا والآخرة.
    لذلك حين تتأسس دولة علي هذه الرؤى والأفكار والمفاهيم فإنها تخاصم الديمقراطية والتعددية من حيث المبدأ، إذ إن الديمقراطية والتعددية تبقي مفاهيم غريبة علي أساسها وبعيدة عنها كل البعد. ولم يكن أحد زعماء الجبهة الإسلامية للإنقاذ مخطئا حين قال عشية بوادر نجاح الجبهة في الانتخابات التشريعية في الجزائر مطلع التسعينيات: إنها الديمقراطية لمرة واحدة لأن الديمقراطية قرينة الإلحاد وهي قيمة مستوردة من الغرب، ولذلك فإن مطلب تداول السلطة كمطلب ديمقراطي أصيل وركن من أركان الديمقراطية يظل بدوره مطلبا غريبا علي الإسلاميين، فمع من سوف يتداول السلطة هؤلاء الذين يملكون الحقيقة الإلهية ويتحدثون باسم الله ويقيمون شرعه علي الأرض؟ إن مجرد احتمال أن يقضي مثل هذا التداول إلي تغيير الحكومة التي تتحدث باسم الله وتنتمي لدولة لها دينها سيكون عدوانا أثيما علي شرع الله الذي تقيمه هذه الحكومة.
    كذلك فإن النظرة الدينية للعالم وللعلاقات الاجتماعية ولصراع الأفكار والرؤى وهو صراع دائر رغم كل تحوطاتها ترفض من حيث المبدأ مسألة الحوار، وتضع الطاعة الكاملة لأولي الأمر في مكانه، سواء كان أولو الأمر يتربعون علي عرش الحكومة أو الحزب أو المؤسسة أي أن هناك خصومة ضمنية مع العقلانية التي تتعامل عادة مع بدائل هي بنت الحوار والصراع والعقل النقدي الحر، ذلك العقل الذي يطرح الأسئلة علي الوجود والكون والعلاقات الاجتماعية وعلاقة الفرد بالجماعة وبخالقه وحينه يرفض دعاة الدولة الدينية القول بأن علاقة الإنسان بالله هي مسألة شخصية تخص كل فرد على حدة وهو مسئول عنها طبقا للأقوال الشعبية التي تتضمن حكمة عميقة واحتراما أصيلا لحرية الفرد: كل واحد متعلق من عرقوبة أو رب الكل يحاسب الكل- حين يرفضون هذه الرؤية المنفتحة التي أستطيع أن أسميها عَلمانية فطرية إنما يتطلعون للتوسط بين البشر وإلههم فيصبحون هم المرجع المعتمد، وكم أفضى مثل هذا التوسط القسري إلى مآس وعنف وقتل ودماء على مدار التاريخ، وارتكب كل هذه الأفعال الوحشية من فوضوا أنفسهم متحدثين باسم الله ونوابا عنه وأوصياء علي البشر في دينهم ودنياهم في ملبسهم ومأكلهم وطريقة تفكيرهم وخياراتهم كافة باعتبار أن الإسلام دين ودينا كما يقولون.
    ولذا كله لا بد من تشويه الفكرة العلمانية التي تتجنب المطلق، وتبقي في مجال النسبي، وتفكر في النسبي بما هو نسبي، وتؤمن أنه لا سلطان على العقل الإنساني إلا العقل ذاته. ويبقي إيمان الإنسان بربه شأنا خاصا بينهما. ولم تكن العلمانية لا لدى نشأتها ولا في مسار تطورها تشترط الإلحاد أو تبشر به إلا فيما ندر بين بعض فلاسفة التنوير في صراعهم ضد الكنيسة.
    لكن، ولأن الذين يرتبون لهذه الحملات ضد العلمانية يدافعون عن مصالح هائلة يحيمها الاستبداد المدني والديني، تعمدوا أن يلمسوا هذا الوتر الحساس لدى المؤمنين، بل ونقلوا معركتهم حول الكفر والإيمان والدولة الدينية والدولة العلمانية من ساحة الفكر والجدل الديني إلي ساحة البسطاء والفقراء ليحشدوا جمهورا ضد الفكرة العلمانية وأساسها الديمقراطي العقلاني وكونها شرط أساسي للمواطنة الحقة وللتعايش الخلاق علي أساس الاحترام المتبادل بين الديانات جميعا.
    لذلك يتعين علي دعاة العلمانية أن يخوضوا معركة الدفاع عنها في الأوساط الشعبية وبين المؤمنين مسيحيين ومسلمين ليمزقوا تلك الستر الزائفة السوداء التي ألقي بها مغرضون على الفكرة العلمانية والدولة العلمانية التي هي دولة كل المواطنين بصرف النظر عن الجنس أو اللون أو العقيدة وليست دولة المؤمنين بالإسلام وحده، وهي أصلا لا تنهض علي الإيمان إنما على المواطنة.
                  

01-17-2011, 10:30 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قالها البشير بوضوح ... تحدى بقوله كل مثقف ومتعلم ...دعوة للكتابة هنا والتعليق .. (Re: الكيك)



    حديث المدينة

    (الآن فهمت..)..!!

    عثمان ميرغني

    شعب تونس.. الذي كنا نفترض أنّه شعب (سياحي!).. ناعم الملمس.. أقصى مروءته في كرة القدم.. بهر العالم أجمع بما فعله في حكومته.. ليس في المظاهرات التي أطاحت بديكتاتور أمضى (23) عاماً في الحكم المتواصل فحسب.. بل في سبب المظاهرات.. تصوّروا شاباً خريجاً جامعياً.. اسمه (محمد بو عزيزي).. تخرّج من الجامعة وأعياه الانتظار في فضاء العطالة المحبط فسلك طريقاً آخر.. عمل لنفسه (طبلية) صغيرة يبيع منها الخضروات والفاكهة.. لكن لأنّ الديكتاتورية لا تحبس الكلام فحسب.. بل تحبس الكرامة.. فقد طاردته السلطة وصادروا (طبليته).. قاومهم فضربوه..

    ذهب واشتكى للسلطة المحلية لم يسمعوا صوته.. لم يستطع التحمّل اختار ممارسة اليأس من الحياة.. أحرق نفسه.. يسميها الأطباء (الجنون اللحظي المؤقت) عندما يفقد المرء عقله ويتصرف بجنون.. خرجت المدينة التي كان يعمل فيها في مظاهرات باكية وغاضبة.. الرئيس الديكتاتور طلب من الشرطة أن (تضرب بيد من حديد) على المتفلتين.. لكن الغضب كان أكبر من الفزع.. استمرت المظاهرات.. بدأ الرئيس بكل صولجانه يحس بالخطر.. سارع بزيارة الشاب المحترق جسده وهو مسجى في المستشفى.. حاول الرئيس نفاق الشعب.. لكن المظاهرات استمرت.. طلب إطلاق النار على المتظاهرين.. فصبّ البنزين على النار. بدأ مسلسل التراجع.. أعلن إلغاء زيادة الأسعار.. لكن المظاهرات استمرت.. أعلن فتح باب الحريات على مصراعيه في كل مجال من الانترنت إلى الصحافة والمنابر.. أقال وزير الداخلية وحمله مسؤولية إطلاق النار على المتظاهرين.. حل الحكومة كلها.. ووعد الشعب بانتخابات خلال ستة أشهر.. ثم آخر ما في يده قال للشعب.. (فهمت الآن ما تريدون..) وأعلن أنّه لن يترشح في الانتخابات القادمة..

    لكن اتضح أنّه لم يفهم.. في جنح الليل سرق طائرة وهرب.. أقرب حلفائه فرنسا تبرأت منه ورفضت استقباله.. ظلّ يحلق في أجواء البحر الأبيض المتوسط حتى وجد دولة تأويه.. تصوروا.. شاباً خريجاً جامعياً عاطلاً عن العمل.. يفعل ذلك في الرئيس الذي كانت تحت يده أجهزة مخابرات وأمن جهنمية.. ضرب المتظاهرين بكل قوة لساعة زمن.. وعندما رأت إصرارهم مدت يدها تعانق المتظاهرين ثمّ طفقت تجري وراء عائلة الرئيس تلقي القبض عليهم واحداً تلو الآخر.. قبل الهروب..!! أجهزة الأمن والشرطة والجيش مهما تدججت بالسلاح وقويت لا تصنع دولة مستقرة، ولا ترغم شعباً على تقبّل الظلم.. وحده العدل.. حقوق الإنسان وكرامته هي التي تحمي الحكومات من السقوط والقادة من الهروب.. لكن المشكلة أنّ القادة.. لا يصدقون أنّ الشعوب فاض بها القهر إلا عندما يفلت الأمر من يدهم.. فيقولون كما قال زين العبادين بن علي (فهمت الآن..) لكنّه فهم بعد فوات الأوان.. فهل نفهم نحن في السودان قبل أن يفوت الأوان.

    التيار


                  

01-17-2011, 11:26 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قالها البشير بوضوح ... تحدى بقوله كل مثقف ومتعلم ...دعوة للكتابة هنا والتعليق .. (Re: الكيك)



    عيون وآذان
    (دولة فاشلة...
    من دون اسم حتى الآن)
    الإثنين, 17 يناير 2011
    جهاد الخازن

    الاستفتاء في جنوب السودان كان من نوع لزوم ما لا يلزم، فقد أُجري لأن هناك اتفاقاً على إجرائه، إلا أن النتيجة كانت محسومة قبل بدئه في التاسع من هذا الشهر، وقبل نهايته بعد أسبوع، فتجربة السنوات الست الماضية، منذ الاتفاق على استفتاء الوحدة أو الانفصال، كانت مبرمجة ليطلب الجنوب الانفصال، وهو ما رأى العالم كله باستثناء الرئيس عمر البشير.

    النتيجة التالية للاستفتاء محسومة ايضاً، فستقوم دولة فاشلة في الجنوب تحظى باعتراف دولي، ولكن من دون مؤسسات الدولة، بل من دون اسم حتى الآن، مع ان لها عَلَماً ونشيداً وطنياً وعاصمة (جوبا).

    أسوأ ما في تقسيم السودان انه سيكون على أساس طائفي بين شمال مسلم وجنوب يضم مسيحيين وقبائل بلا دين. والتقسيم سيكون نتيجة عقود من القمع والاضطهاد والتشريد وحرب أهلية ومليوني قتيل، وحكم عمر البشير الذي جاء بعد انقلاب عسكري سنة 1989 لم يحل أي مشكلة، وإنما فاقم المشاكل الموجودة، وهو يحاول أن يفرض الشريعة على ناس غير مسلمين. البشير انتظر حتى تشرين الأول (اكتوبر) الماضي ليعِد الجنوبيين بإنفاق بلايين الدولارات في مناطقهم على التعليم والصحة والكهرباء والزراعة والبنية التحتية والإنتاج وغير ذلك ما اعتبرته الحركة الشعبية لتحرير السودان محاولة لرشوة أهل الجنوب.

    وكان الرئيس البشير تأخر ايضاً في إدراك نتائج سياسته، فهو صرّح غير مرة عشية الاستفتاء بأنه لن يقبل نتيجة تعني الانفصال وهدّد كل من يحاول ان يستقل بالجنوب، غير انه في النهاية صرّح بأنه سيكون حزيناً إذا كان التصويت مع الانفصال. وأضاف: «إلا أننا لا نستطيع ان نرفض خيار الشعب في الجنوب. هذا مفهوم».

    بعض خصوم الرئيس السوداني زعم ان البشير يريد الانفصال ليستطيع ان يفرض حكم الشريعة في الشمال المسلم من دون معارضة، فهو جاء في انقلاب يدعمه الجناح السوداني من حركة الإخوان المسلمين، إلا انه انقلب على حليفه الشيخ حسن الترابي وانتهى متفرداً بالحكم والترابي في السجن، ثم في المعارضة.

    حاولت وأنا أراجع الاستفتاء وخلفيته أن أجد إيجابيات تطمئن إلى مستقبل الشمال والجنوب فلم أجدها.

    تصدير النفط يشكل 90 في المئة من دخل السودان بالعملات الأجنبية، والسودان يصدّر بين 400 و500 ألف برميل يومياً، 75 الى 80 في المئة منها يستخرج في الجنوب. وهناك خلاف على منطقة أبيي قرب الحدود، فهي غنية بالنفط، وكانت خارج الاستفتاء، كما ان هناك خلافاً على جنوب كردفان. وكان الدخل من النفط بموجب اتفاق 2005 يمثل 98 في المئة من موازنة حكومة جنوب السودان و65 في المئة من موازنة حكومة الشمال. وبما ان التصدير يجرى من الشمال، فإن هذا يحتاج الى اتفاق.

    نقاط الخلاف بين الطرفين، وأبيي أهمها، تُركت لشيء اسمه التشاور الشعبي بمشاركة جميع الأحزاب، غير ان لكل حزب تفسيره الخاص وموقفه، ولا أراها ستتفق بسهولة.

    ثم هناك خطر ان تفيض مشاكل السودان على جيرانه، فتقسيم البلاد على أساس طائفي واضح، بعد الهجمات على المسيحيين في العراق ومصر، لا يفيد سوى إسرائيل التي تريد دولة لليهود، ودولاً مثلها على أسس دينية ولطائفة واحدة في كل بلدان الشرق الأوسط، وهي قادرة على ان تذكي حركة انفصال الشيعة في هذا البلد أو المسيحيين في ذاك.

    ربما تستطيع الجامعة العربية احتواء بعض المشاكل، لا حلّها، إذا انضم جنوب السودان الى الجامعة مع أريتريا وتشاد، اللتين يقول الدستور في كل منهما ان العربية لغة رسمية للبلد. وأعرف ان الأمين العام للجامعة أخانا عمرو موسى سيرحب بانضمام جنوب السودان، وقد تحدث مع نائب الرئيس السوداني زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان سيلفا كير عن وضع اللغة العربية في الجنوب، وبلّغه سيلفا كير انه يقدّر الحساسيات العربية إزاء إسرائيل.

    مع ذلك، يظل الوضع صعباً جداً، وجنوب السودان ينفصل في دولة لا منافذ لها على البحر تضم حوالى تسعة ملايين نسمة 85 في المئة منهم أميون. وفي حين أنني رجّحت قيام دولة فاشلة في الجنوب، فإنني لا أستبعد قيام دولة فاشلة في الشمال ايضاً (وهذا تصنيف تلصقه منظمات عالمية كبرى بالسودان حتى قبل الانفصال)، ثم أرجح ألاّ تبقى مشاكل الشمال والجنوب داخل حدود البلدين.

    [email protected] [1]
                  

01-18-2011, 11:38 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قالها البشير بوضوح ... تحدى بقوله كل مثقف ومتعلم ...دعوة للكتابة هنا والتعليق .. (Re: الكيك)

    ياشعب السودان ……
    Sunday, January 16th, 2011
    مديحة عبد الله
    الميدان

    لااعتقد ان هناك سلطة فى العالم مهما كانت دكتاتوريتها وصلفها تعمل على الاساءة للشعب واستفزازه كما تفعل السلطة المتحكمة فى امور السودان الان’ ولااعتقد ان هناك رئيس جمهورية فى العالم يناقض نفسه كما يفعل الرئيس البشير فقبل ايام وعند زيارته الاخيرة لمدينة جوباتحدث حديثا ايجابيا عن حق الجنوب فى تقرير مصيره ودور الشمال فى استقرار اوضاعه ’ ولكنه صرح يوم الجمعة الماضية امام حشد جماهيرى فى العيلفون ان الجنوب ظل عبئا على السودان منذ الاستقلال ’ وان الحديث عن ظلم الشمال للجنوب كذب وقال انه لن يتردد فى تطبيق الشريعة الاسلامية واقامة الحدود ’ وقال : لادولة علمانية اومدنية فى السودان ’ وانه لن تقوم علمانية بالبلاد ’ ( ونحن فينا عرق يطق) .

    ويتذكر القراء والقارئات كيف ان احد القيادات العليا بالشرطة تهدد وتوعد كل من يحاول ان يعبر عن احتجاجه على الزيادات الشنيعة على اسعار السلع الاساسية ’ وكيف ان قيادات المؤتمرالوطنى اخذت تنشر فى ثقافة سياسية تقوم على الاستهزاء بالمعارضة واستخدام الفاظ لم يعهد شعب السودان ان يسمعها من حكامه من قبل ( مثل لحس الكوع ) ( وبلوها واشربوا مويتها ) ( وخلوها مستورة ) ’ وبلغ الصلف مداه والغرور بالسلطة السياسية ان اعلنت انه لا انفصال الجنوب ولا زيادة الاسعار قادرةعلى اسقاط الانقاذ .

    وهكذا مع تقسيم البلاد والجوع والافقار والقمع السياسى والاجتماعى ’ هناك استهزاء بالجماهير وقدرتها على التغيير ’ وهناك تلويح باستخدام العنف ضد كل من يحاول ان يعبر عن ارادته ’ وكل صوت يرتفع مناديا بالديمقراطية والعدالة ’ والامر برمته لايشبه شعب السودان ’ وحالة الصمت والصبر الحالية لاتتفق مع الاوضاع التى تنذر بالضياع ’ خاصة وان حالة الصمت الحالية تخفى الغضب والسخط ’ ولكن منذ متى تعبر الشعوب عن سخطها بالاستكانة ؟

    ومنذ متى اصبح شعب السودان يتردد فى التعبير عن سخطه ؟ ومنذ متى اصبح الخوف يكبل اقدامه ويحرمه نعمة الحرية والحياة الكريمة ’؟ والى متى يظل عمل المعارضة مهادنا ؟ والشعوب من حولنا كسرت طوق الخوف والتردد واخذت تقدم نماذجها فى التحرر من الانظمة الطاغية واخرها النموذج الذى قدمه الشعب التونسى العظيم الذى يستحق التحية والذى سار نحو هدفه بتضحيات قدمها الشباب دون وجل ’ والشعب الاردنى يسير فى ذات الطريق ’ فمتى يخطو شعب السودان على ذات الطريق
                  

01-20-2011, 06:18 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قالها البشير بوضوح ... تحدى بقوله كل مثقف ومتعلم ...دعوة للكتابة هنا والتعليق .. (Re: الكيك)

    العلمانية والديمقراطية وجهان لميدالية ذهبية واحدة
    سعيد علم الدين
    [email protected]
    2006 / 7 / 10


    يكفي العَلمانية فخرا أنها فكرة إنسانية المنبع واللب. ثابتة الخطوة خفيفة الحركة لا تلتفت يمينا أو يسارا ولا تتراجع إلى الوراء، ولم تقع حتى الآن على الوجه طَبْ، بل سارت وتسير مرفوعة الرأس، عامرة الصدر، دافئة القلب، مستقيمة القامة على الدرب. لم تتعثر مرة وان تعثرت قليلا نهضت من جديد، استقامت وأصلحت أحوالها، ثم تابعت سيرها السوي دون تعب، ترافقها الديمقراطية يدا بيد.
    فالعلمانية والديمقراطية وجهان لميدالية ذهبية واحدة اسمها الحرية.



    ومن دون الحرية فلا ديمقراطية، ومن دون الديمقراطية فلا علمانية، ومن دون العلمانية وفصل الدين عن السياسة فصلا قاطعا، فلا صحوة فعلية، ولا نهضة ثقافية، ولا نقلة حضارية للمجتمعات العربية والإسلامية. التي وللأسف إذا استمرت بها الأحوال بهذا الوبال وعلى هذا المنوال: دق الرأس بالجدار، على هدى ابن لادن الغدار، أو قطع العنق بالسيف على طريقة أبي مصعب الجزار. أو الانتقال من أنظمة الاستبداد السياسي الحزبي القمعي إلى أنظمة الاستعباد الديني الشمولي الهمجي، ومن استعمار غربي إلى استحمار شرقي، ومن صدام إلى بشار. فإننا سنتصومل جميعا دون أدنى شك وسنتحول إلى دجاجات خانعة لتقديم قرابين البيض، وسيحكمنا ديوك أمثال الأسد القرد، ونأكل أجساد بعضنا بتلذذ كما تفعل حيوانات الغابة بالطبع. وندك رؤوسنا المتخلفة بالمدفعية القريبة المدى وبمختلف أنواع الصواريخ وآلات الحرب الحديثة دَك. ولن نبني دولا حديثة ومجتمعات عصرية متطورة وحضارات، وإنما مسالخ ومعتقلات وأقبية مخابرات، وستنتشر الشيع والمذاهب كالفطر فوق الأرض وكالجراد تغزو بعضها البعض، سلبا وسبيا وقتلا ونهب. وستتحرك مجموعات بشرية مبرمجة كآلات الروبوت تفجر نفسها في مساجد الأشقاء بحقد، بدل أن تحترم بيوت الله وتتعبد.
    وكما أن الديمقراطية وقيمها الأخلاقية السامية في الحفاظ على التعدد والمساواة في الحقوق والواجبات واحترام الآخر تستوعب في دولة واحدة ما هب ودب من أحزاب وأفكار وأديان ومذاهب وشيع وتيارات ونظريات وفئات وتجمعات وتكتلات وأعراق وقبائل وأجناس ولغات وأقليات ولهجات، وتمنحهم ما لهم من حق، وتعاملهم سواسية دون فرق. فالعلمانية هدفها الأساسي أن تكمل صورة ذلك المجتمع السامي وتكون حَكَما حَكيما منصفا نزيها، وعَلما عليما يَفْصِلُ بين الجميع لكي لا يطغى زيد على عمرو وبالدولة يستبد:
    هذا باسم بوذا وآخر باسم يهوذا، وثالث باسم الله ورابع باسم الرب.


    فالعلمانية موضوعية علمية، ترفض المداهنة والسمسرة والفوضوية على حساب المصلحة الوطنية. ولمصلحة الوطن العليا ترفض أيضا السياسة عندما تصبح خلطا بين عالم الحقيقة والواقع من ناحية وعالم الدين والغيب من ناحية أخرى وتقول: من يريد في مهنة السياسة وفن الحكم أن ينخرط فأهلا وسهلا به ولكن بشرط: أن يحلق اللحية ويخلع الجبة والعمامة والصليب والقلنسوة ويضعهم على جنب. وعندها يستطيع الدخول في خضم هذا المعترك الصعب، وذلك لكي لا يستغل باسم الدين والمذهب، عواطف البسطاء والعامة من أبناء الشعب، ويجلب للبلد المهالك والفتن.
    العَلمانية سهلة بسيطة وليست فلسفة معقدة في العمق. حيادية ليس في قلبها كُرهٌ لأحد أو بُغض. تُفْصِلُ فقط بحكمةٍ، الديوكَ المتصارعةَ في المجتمع عن بعض. محترمة بنت بشر وناس وليست بنت آلهة وأباليس، ولهذا فهي مسالمة لا تعتدي على أحد، وليس لها هالة وتقديس، ولا تحتاج إلى صلوات وعبادة وقداديس، في مسجد أو معبد او كنيسة أو كنيس .


    عقلانية التفكير لا تخلط الهزل بالجد. يتطاول عليها الغوغاء والجهلة أصحاب الشغب. ويحقد عليها للأسف معظم المسلمين دون سبب. ويكرهها الكثير من العرب، ليس لرشاقتها وخفة دمها، وإنما لعدم محاولتهم فهم مقاصدها والأرب. ولهذا لا بد من توضيحها، رغم أنها واضحة وضوح الشمس، خاصة عندما ينزاح عنها الضباب الحالك وتنقشع السحب. وهذا ما سنسعى إليه في عملنا هذا عن كثب.
    العلمانية مشرقة كالشمس أبدا. لا تغيب ولا تغرب، إلا أن بعض سكان المعمورة من نور الحقيقة إلى كهوف العتمة تهرب. وإشراقتها مفيدة جدا وصحية جدا لقيام الدولة الحديثة بدورها على أكمل وجه . ولهذا فنورها للمجتمعات البشرية ضروري كالماء العذب، يروي العطشان في لحظات القيظ. وهو أغلى بكثير من النفط الأسود والذهب.
    وما نفع دولة فيها الخيرات بالقناطير، وذهبها الأسود يقدر بمليارات البراميل، وشعبها جائع البطن ينام أرقا على الحصير، تتقاذفه من كل الجهات الأعاصير، وتستبد به أصحاب العمائم واللحى بلا ضمير، وتحكمه ساسة مهابيل؟
    ساهمت العلمانية بتواضع في صيانة المجتمعات الحديثة التي أخذت بها. وعملت على تطور تلك المجتمعات بدل الوصاية عليها وتقهقرها. زوبعة الحجاب التي أثارتها حركات التطرف الإسلامي مؤخرا في فرنسا، وأرادت من خلالها التسلل إلى خلخلة أسس المجتمع الفرنسي العلماني من خلال إثبات وجودها العقائدي السلفي، أثبتت أن العلمانية الفرنسية عينها يقظة، واستطاعت بمرونة فائقة وحسم مطلوب التعامل مع هذه الحركات المسيسة للدين وإخماد سعير الفتنة بين أبناء المجتمع.


    فالمجتمعات الديمقراطية التي طبقت فكرة العَلمانية بحذافيرها وفصلت بين الدين والدولة، انسجمت مع نفسها فكريا ونجحت سياسيا، وتألقت أخلاقيا، وتعملقت اقتصاديا، وأشعت حضاريا، واستقرت اجتماعيا وحلت مشاكلها العديدة إلى حد ما بشكل مرضي لها وللعالم. ككل الدول الأوروبية شرقا وغربا، وكالصين واليابان وأمريكا الشمالية واستراليا وماليزيا؟ والهند وغيرها من الدول العلمانية.
    من ناحية أخرى فالمجتمعات التي تتعامل مع هذه الفكرة حسب الرغبة والأهواء، ساعة تأخذ بها من مؤخرتها حسب المزاج الشعبي العام كالنظام المصري العالق بين مطرقة الإخوان وسندان الشريعة والأوهام، أو تطبقها خطأً كالنظام السوري كيفما يشاء، أو تحاول تطبيقها كالنظام الأردني بكل عناء، أو لا تطبقها أبدا كالنظام الإيراني، أو تحاربها كالوهابية السعودية حربا شعواء، فهي مجتمعات غير منسجمة فكريا مع نفسها، متناحرة مذهبيا، خاوية دينيا، وتتخبط أخلاقيا، وتتراجع اقتصاديا، وتخبو حضاريا وغير مستقرة اجتماعيا وفاشلة سياسيا في حل مشكلة واحدة من مشاكلها العديدة بل وتصدر مشاكلها إلى جميع أنحاء العالم بالجملة والمفرق وعلى ظهور الإبل لولا اختراع السفينة الحديثة والطائرة الأسرع. ككل الدول العربية والإسلامية حيث الخلط بين السياسة والدين هي سياسة بحد ذاتها، أدت إلى هيمنة رجال الدين على السياسة واستغلال رجال السياسة للعواطف الدينية إرضاء للجماهير وعلى حساب العقلانية والموضوعية.


    يكفي العلمانية فخرا أنها لم تهبط إلينا بالمظلة من الفضاء الخالي في ساعات الفجر الأولى كنصوص جاهزة للتطبيق دون تجربة وتحقيق. ويكفيها فخرا أنها لم تأت من هضاب الصحراء الكبرى أو فراغات الربع الخالي، وإنما هي ابنة المخاض الإنساني المرير عبر العصور لتنوير هذا الإنسان التنين من اضطهاد أخيه الإنسان باسم الدين، ولتحرير الدولة والسياسة من سيطرة الخرافات والأوهام والشياطين. العلمانية هي ابنة حقبة تاريخية مليئة بالحروب والنزاعات والدماء ونتاج تجربة أليمة كلفت الإنسانية صراعا مريرا على مدى قرون بين حق الدين الإلهي في الهيمنة على الحكام والسياسة والوصاية على الثقافة والفكر والعلم والتسلط على الناس والمجتمع والحياة وبين محاولة الحكام الإفلات من هذه القبضة. ما يحدث اليوم في العالم العربي ليس صراعا على النفوذ في المجتمع بين رجل الدين ورجل السياسة وإنما هو تقاسم لهذا النفوذ بشكل مؤذ جدا وعلى حساب أي تطور اجتماعي.

    هذا التقاسم أدى إلى الخلط بين الدين والسياسة أو هيمنة الفكر الغيبي الشمولي المقدس المهاجم على الفكر التجريبي الإنساني العلمي المدافع. هذا الوضع المرضي الخطير تعاني منه حاليا كل المجتمعات العربية والإسلامية، ولا خلاص لها ولا مناص إلا بالفصل النهائي بين الدين والسياسة. مثلا ظهور الرؤساء في صلاة الجمعة على التلفزيون هو خلطا بين الدين والسياسة الهدف منه واضح ليس الصلاة وإنما النفاق بالتأثير على عواطف الناس المؤمنة من خلال الإعلام. الرئيس الذي يريد حقا الصلاة والتعبد يستطيع الذهاب بصمت إلى الجامع أو الكنيسة دون ضجة وإعلام ويكون بذلك صادقا مع نفسه والمجتمع
                  

01-20-2011, 08:30 PM

قلقو
<aقلقو
تاريخ التسجيل: 05-13-2003
مجموع المشاركات: 4742

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قالها البشير بوضوح ... تحدى بقوله كل مثقف ومتعلم ...دعوة للكتابة هنا والتعليق .. (Re: الكيك)

    Quote: كلام المارشال البشير يجب ان لا يؤخذ على محمل الجد فالايام اثبتت انه يصرح ولا يتبع القول بالعمل فهنالك جهات اخرى منوط بها رسم السياسات

    الأخ االكيك
    اجد نفسى متفق تماما مع ما كتبه الأخ عمر عبدالله فضل المولى . فمنذ متى كان حديث او قرارات عمر البشير يؤبه لها او يتم تنفيذها؟
    ياكيك ياخوى عمر البشير كل همه فى هذه الدنيا ان يستمتع بأمتيازات وبهرجة الحكم , اما عن رسم السياسات وانزالها على ارض الواقع فهى مهمة اناس آخرون يحكمون من وراء الستار وما عمر البشير الا مجرد طرطور يمشى وراء فستان (وده بوبار).مع تحياتى لحبيب نوره .
                  

01-21-2011, 03:09 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قالها البشير بوضوح ... تحدى بقوله كل مثقف ومتعلم ...دعوة للكتابة هنا والتعليق .. (Re: قلقو)

    الاخ قلقو
    تحياتى

    وقال البشير بوضوح

    وأضاف البشير أن الجنوب ظل عبئاً على السودان منذ الاستقلال وقد أعطي حق تقرير المصير لتحديد رغبتهم. وقطع السيد رئيس الجمهورية بعدم التراجع عن تطبيق الشريعة الإسلامية وإقامة الحدود، مؤكداً أنه لا تردد في تطبيق الحدود ولا شفاعة فيها. وقال البشير في هذا الخصوص لا دولة علمانية أو مدنية في السودان، مبيناً أن الحديث عن دولة مدنية يعني إقامة دولة علمانية.
    وأكد على ضرورة توحيد الصف وتحصين الشباب ضد الانحراف والانحلال..


    شفت كيف ؟
                  

01-24-2011, 07:24 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قالها البشير بوضوح ... تحدى بقوله كل مثقف ومتعلم ...دعوة للكتابة هنا والتعليق .. (Re: الكيك)

    الدين لله والوطن للجميع
    Updated On Jan 22nd, 2011



    ( فصل ما بين الدين والرأي أن الدين يسلم بالإيمان , وأن الرأي يثبت بالخصومة . فمن جعل الدين خصومة فقد جعل الدين رأياً ومن جعل الدين رأياً فقد أصبح شارعاً ومن كان يشرع لنفسه الدين فلا دين له ) أبن المقفع .
    رئيس الجمهورية في لقائه بقناة الجزيرة الجمعة بتاريخ 7/1/2011م الساعة الثامنة مساءاً رجع مؤكداً لما سبق وأن صرح به في ولاية القضارف بأنه حال انفصال جنوب السودان سيتم النص في الدستور علي أن الإسلام هو دين الدولة وأن اللغة العربية هي لغتها الوحيدة !

    هذه التصريحات من رأس الدولة هي بمثابة رده وعودة للمربع الأول من بدايات عمر الإنقاذ وإنكار للتنوع والتعدد الموجود بالوطن ما يؤكد أن المؤتمر الوطني لم يكن مقتنعاً في الأساس باتفاقية نيفاشا للسلام وما تضمنه الدستور الانتقالي لجمهورية السودان لسنة 2005م والذي جاء في مقدمته ما يلي : (نحن شعب السودان حمدا لله العظيم الذي وهبنا الحكمة والإرادة لانجاز اتفاقية السلام الشامل التي وضعت حداً قاطعاً لأطول نزاع في القارة الأفريقية , وبعد اجتيازنا للعواقب المأساوية التي نجمت عن ذلك النزاع المنهك , وإدراكاً منا للتنوع الديني والعرقي والاثني والثقافي في السودان ………… الخ , نعلن بهذا اعتمادنا لهذا الدستور قانون أعلي تحكم به البلاد ) ويبدو أن هذه الحكمة والإرادة التي وهبها الله سبحانه وتعالي لهذه الشريحة من شعب السودان (المؤتمر الوطني) انتزعت منه مرة أخري لأنه ليس أهلاً لها ولا يمتلك إرادة سياسية حقيقية وإلا لما أطلق الكلام علي عواهنه صابا بذلك مزيدا من الزيت علي النار . إن محاولة النظام الحاكم لفرض دين وثقافة أحادية علي القوميات الأخرى ستنسف وحدة النسيج الاجتماعي والتماسك القومي في عموم الوطن وما حدث سابقاً في جنوب السودان ويحدث الآن في دارفور ليس ببعيد عن الأذهان , والإسلام ليس مستهدفاً من قبل الدول الأجنبية كما يروج المؤتمر الوطني حاليا ( الرئيس في زيارته قبل أيام إلي العليفون ) موهماً الجماهير بوجود عدو خارجي يستهدف الإسلام والوطن وهو عدو وهمي لا وجود له إلا في مخيلة المؤتمر الوطني , فالعدو الحقيقي هو هذا النظام الحاكم ودولته الدينية التي قطعت أوصال الوطن وشرخت نسيجها الاجتماعي وعاث ضغاته في الوطن فساداً وتقتيلاً واضطهاداً وتعذيباً وتشريداً وتدميراً وأوي الإرهابيين مشكلاً تربةً خصبة لهم وللمتشددين الإسلاميين , مشوهاً بذلك صورة الإسلام وقيمه وأخلاقه السمحة . إن مثل هذه الأساليب والشعارات لا تنطلي علي جماهير شعبنا , وكفي الوطن تمزيقاً .

    تضمن الفصل الأول من الباب الأول من الدستور الانتقالي طبيعة الدولة وجاء فيه : 1- (1) جمهورية السودان دولة مستقلة ذات سيادة وهي دولة ديمقراطية لا مركزية تتعدد فيها الثقافات واللغات وتتعايش فيها العناصر والأعراق والأديان . (2) تلتزم الدولة بإحترام وترقية الكرامة الإنسانية وتؤسس علي العدالة والمساواة والارتقاء بحقوق الإنسان وحرياته الأساسية وتتيح التعددية الحزبية . (3) السودان وطن واحد جامع تكون فيه الأديان والثقافات مصدر قوة وتوافق والهام . إضافة لذلك تأسس الدستور علي مبادئ أساسية ويسترشد بها وهي (أ) تؤسس وحدة السودان علي الإرادة الحرة لشعبه وسيادة حكم القانون والحكم الديمقراطي اللامركزي والمساءلة والاحترام والعدالة . (ب) الأديان والمعتقدات والأعراف هي مصدر القوة المعنوية والإلهام للشعب السوداني . (ج) التنوع الثقافي والاجتماعي للشعب السوداني هو أساس التماسك القومي ولا يجوز استغلاله لإحداث الفرقة .

    هذه المفردات ذات الدلالات والمعاني السامية والتي تعبر عن أحلام وآمال عراض لجماهير شعبنا , تعتبر حجر الزاوية وبمثابة اللبنات الأولي لبناء دولة مدنية تسودها الحرية والديمقراطية والتنمية المتوازنة والسلام , دولة تعمل علي إحترام وتعزيز حقوق الإنسان , تكون فيها المواطنة هي أساس الحقوق والواجبات وليس الانتماء إلي دين وثقافة معينة والتي كانت سبب من الأسباب التي قادت لإنفصال جنوب الوطن , وعليه فإن أي محاولة لفرض الثقافة العربية وإلباس الدولة جلباب الدين يتعارض وحقوق الإنسان والحريات العامة المتضمنة في الاتفاقيات والمواثيق الدولية التي صادق عليها السودان والتي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من وثيقة الحقوق الواردة في الدستور المادة 37/3 وهي خطوة متقدمة في طريق بناء وطن حر وديمقراطي ولا يمكننا التنازل عن هذه المكتسبات إطلاقاً ولا التزحزح عنها قيد أنملة .

    في الحقيقة لم أستغرب من مثل هذه التصريحات وبالتأكيد لم يستغرب منها الآخرين لأن هذه الجماعة أي جماعة الإسلام السياسي والتي تدعي إمتلاك الحق الحصري في التحدث بإسم الدين هم دائماً كذلك , فنقض العهود والمواثيق من شيمهم والعودة والتقوقع في الماضي ورفض كل ما هو جديد ديدنهم والتحدث ب لسانين دأبهم . محاولين بذلك هدم كل تلك القيم والمبادئ السامية ما يؤكد أن جميع الشعارات التي طرحت بعد العام 2005م والتي اتخذت لتغليب خيار الوحدة وجعله جاذباً لم تكن نابعة من إيمان بهذا التنوع واعترافاً به ولم تكن هناك موضوعية ومصداقية في الطرح وكان يتم التعامل مع خيار الوحدة علي أنها سلعة ولذلك فشلت الوحدة عندما تم التعامل معها حسب قوانين العرض والطلب لأن وحدة الأوطان لا تقاسم بثمن وهذا ليس غريباً علي نظام رأسمالي طفيلي تبعي تتحول فيه كل القيم والمبادئ الإنسانية السامية إلي سلع تباع وتشتري , وفي الحقيقة لو إنعكس ما تضمنه الدستور من نصوص ومبادئ علي أرض الواقع لتم إحداث التغيير المنشود ولضمدت جراح الوطن وتماسكت وحدته ولكن المؤتمر الوطني يعلم أن ذلك يعني ذهابه غير مأسوف عليه لذلك أرادها أن تظل مجرد حبر علي ورق ليمارس سياساته عبر قوانينه القمعية .

    بدلا من الاحتفاظ علي ما تحقق في الدستور الانتقالي والبناء فوقه يريد المؤتمر الوطني أن يهدم كل ذلك لنبدأ من الصفر مرة أخري وذلك حال ما تضمن مواد الدستور مثل تلك التصريحات والتي تحمل في طياتها بذور تكوينات لدول جديدة ممثلة في الهامش والتي تصارع من أجل التنمية المتوازنة ناسفة بذلك أساس التماسك القومي القائم علي التنوع الثقافي والإجتماعي وبالتالي ستلحق دارفور بجنوب السودان وسيخرج الشرق ثم النوبة بالشمال وهلم جرا وبما أنه سيتبقي مثلث حمدي فقط , فسيعمل علي أن يدفع المواطنين المقيمين بها من غير المسلمين الجزية عن يد وهم صاغرون ! ولكن هيهات .

    جاء في المادة 8 من الدستور الأتي : (1) جميع اللغات الأصلية السودانية لغات قومية يجب إحترامها وتطويرها وترقيتها . (2) العربية هي اللغة القومية الأوسع إنتشارا في السودان . (3) يجوز لأي هيئة تشريعية دون مستوي الحكم القومي أن تجعل من أي لغة قومية أخري لغة عمل رسمية في نطاقها وذلك إلي جانب اللغتين العربية والإنجليزية . وقد تضمن الباب الثاني من الدستور المادة 47 : يكون للمجموعات العرقية والثقافية الحق في أن تنعم بثقافتها الخاصة وتطورها بحرية وللمنتمين لهذه المجموعات الحق في أن يمارسوا معتقداتهم ويستخدموا لغاتهم ويراعوا أديانهم وأعرافهم وينشئوا أطفالهم في إطار تلك الثقافات والأعراف .

    النص في الدستور علي اللغة جائز ومقبول وذلك مع حق القوميات الأخرى في تضمين لغاتهم في الدستور والتعبير عنها وذلك مثل ما جاء في المادة 8 من الدستور , وأي حديث خلاف ذلك مرفوض , هذا الحق الدستوري والذي يتماشي والمعاهدات والمواثيق الدولية ظللنا محرومين منه بل كان مجرد التحدث بلغاتنا جريمة نعاقب عليها وذلك مثل ما كان يحدث في بلاد النوبة فقد كان يمنع التحدث بلغتنا النوبية في المدارس وكانت إدارة المدرسة تضع كمية من الكروت تسلم لكل من يتحدث النوبية داخل المدرسة وفي نهاية اليوم يتم جلد كل من بحوزته أي من هذه الكروت! مثل هذه السياسات أصبحت ممنهجه بشكل أو بأخر بعد العام 1989م في ظل الاضطهاد والتهميش الذي نشهده علي كافة المستويات . أما أن يتضمن الدستور نص يحدد فيه دين الدولة فهذا ما لا أفهمه !! فالدولة تتكون من شعب وأرض وفق حدود جغرافية معينة , ومؤسسات مناط بها إدارة شئون هذه الدولة , وهذا الشعب هو عبارة عن مجموعة أشخاص طبيعيين قد يعتنقون ديناً واحداً أو عدة أديان وقد يكون فيه من لا دين له أصلاً , فالدولة هنا تنشأ وتكتسب شخصيتها الاعتبارية لتحقيق مصالح ذلك الشعب بصفةٍ عامه دون تفريق أو تمييز بينهم , أما الدين فهو علاقة خاصة ما بين الفرد والله سبحانه وتعالي وهو وحده المسئول عن أفعاله أمام الله وليس من حق أي شخص التدخل في تلك العلاقة .

    في الدين من الأخلاق والقيم النبيلة ما يتوجب علينا حمايته وذلك بالنأي به عن حلبة الصراع السياسي فالدين لله بينما الوطن للجميع . لذلك لن نقبل بأن يكون الدين مطية لتحقق من خلالها الرأسمالية الطفيلية المتأسلمة مطامعها , ونورد هنا بعض ما جاء في وثيقة المؤتمر القومي الدستوري الطبعة الثانية ص23 ( إننا نعارض الدعوة للدولة الدينية لأنها تنسف وحدة البلاد وتجهض الحريات الديمقراطية وتكرس الاستبداد والتخلف ونبني معارضتنا علي جملة الأسباب الأتية : (1) إن الدولة الدينية تعني أن يحكم فرد ما أو مؤسسة أو حزب يدعي لنفسه حق إمتلاك الحقيقة المطلقة والتحدث بإسم الله وتمثيل إرادته في الأرض وفي دولة كهذه لا يكون الصراع السياسي صراعاً بين رأي ورأي ولا بين صواب وخطأ وإنما يدور بمنطق الكفر والإيمان والحلال والحرام ولذلك يصير إنتقاد الحاكم خروجاً علي الدين بالضرورة وتصبح المعارضة زندقة ومعصية الحاكم معصية لله . (2) العقائد الدينية بطبيعتها ذاتها لا تخضع لمنطق الأغلبية والأقلية واعتبارات التصويت وحيث تتواجد في الدولة عدة أديان , لا يمكن أن تقوم دولة دينية دون أن تنتقص حقوق مختلف الأديان الأخرى وفي هذا دعوة صريحة للإضغان والأحقاد والاقتتال . ) …الخ . هذه الوثيقة أعدها الحزب الشيوعي السوداني (زرقاء يمامة الوطن كما يقول صديقي الزميل الطاهر بدر الدين) في العام 1988م وأصدرها في مايو 1989م قارئا الواقع ومستشرفاً الأفاق لبناء الدولة السودانية المدنية الديمقراطية وفي سبيل المحافظة علي وحدة الوطن ولكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن وسطي الإسلاميون علي الحكم منقلبين علي الديمقراطية لتأسيس دولتهم الدينية التي نسفت وحدة البلاد وأجهضت الحريات وأفقرت العباد .

    جاء في الباب الأول من الدستور المادة 5 ( تكون الشريعة الإسلامية والإجماع مصدرا للتشريعات التي تسن علي المستوي القومي وتطبق علي ولايات شمال السودان ) هذه المادة تتعارض وبناء الدولة المدنية الديمقراطية التي نتطلع لها وهي مادة فضفاضة , ثم إجماع من ؟ (إجماع السلف)؟! الذين توصلوا لاجتهاداتهم حسب الواقع والمجتمع الذي عاشوا فيه ويحاول (علماء ) اليوم وضع مجتمعنا في ذلك القالب رغم اختلاف الزمان والمكان , أم إجماع (علماء اليوم) الذين نصبوا أنفسهم متحدثين حصرا باسم الدين وأغلقوا باب الاجتهاد وظلوا يطلقون من الفتاوى ما تتوافق وأهواء الحكام , وذلك مثل ما أفتي به القرضاوي بحرمة التصويت لإنفصال السودان ! مما حدا بمفتي أوغندا بأن يذهب للقول أن تصويت المسلمين للإنفصال ليس حراماً . صدق شهيد الفكر د.فرج فوده عندما قال ( قلوب عليها أقفالها وعقول استراحت لاجتهاد السلف ووجدت أن الرمي بالحجارة أهون من إعمال العقل بالبحث وأن القذف بالاتهام أيسر من إجهاد الذهن بالإجتهاد ) وأضيف أن الاتهام بالكفر والإلحاد أصبح أسهل من مجرد التفكير , إن القرآن الكريم نفسه له قراءات وتفسيرات مختلفة ونصوصه تقبل التأويل وقد قال الإمام علي كرم الله وجهه (القرآن حمال أوجه) إضافة لذلك كتب الفقه والتي بنيت علي تفسير أبوي في ظل مجتمع ذكوري هي عبارة عن اجتهادات لبشر توصلوا لها حسب معطيات ذلك الواقع , بل أن بعضهم إختلف مع من عاصروهم , وإختلاف الأمة رحمة كما قال عليه الصلاة والسلام .

    منذ انقلاب 1989م والدولة تلبس ثوب الدين وتحكم بقوانين بعضها مستمدة من الشريعة الإسلامية وخرقت أذاننا شعارات من شاكلة (هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه , ولا لدنيا قد عملنا نحن للدين فداء) والذي حدث العكس تماما إنقلبت تلك الشعارات ( لا لله لا لله هي للسلطة هي للجاه . لا لدين قد عملنا نحن للدنيا فداء) , أي هم من غلاء الأسعار الذي يطحن شعبنا يومياً ولا يستطيع المواطن البسيط أن يسد رمقه ويطفئ جوع أطفاله أي هم من حديث الرسول (ص) ليس منا من بات شبعانا وجاره جائع إلي جنبه وهو يعلم , فما بالكم إذا كان الشعب بأكمله جائع في ظل حكم طبقة تدعي التحدث حصراً بإسم الدين ! . هنالك من لا يجدون قوت يومهم ويبيتون الليل قوي وحرم معظم أطفالهم من مواصلة التعليم فامتهنوا أعمالاً هامشية لزيادة دخل الأسرة في ظل تزايد مستمر في معدلات الفقر والتفاوت الطبقي الحاد وهنالك من لا يستطيعون دفع فاتورة العلاج فالموت هو العلاج الناجع لهم ولأسرهم , إضافة لذلك تم تدمير المرافق العامة والبني التحتية وما كان يعتبر من إنجازات الاستعمار أصبح في خبر كان (مشروع الجزيرة , الخدمة المدنية , السكة حديد) وفي سبيل تمكين أركان دولتهم مارس الإسلاميين أبشع سياسات التعذيب والإضطهاد والقهر والقمع ضد معارضيهم وشردوا ألاف الأسر بإحالة من يعولهم للصالح العام وفوق كل ذلك إنتشرت الرشاوى والمحسوبية وتزايدت معدلات البطالة فانتشرت الجريمة وفي المقابل تطاول بنيان الطفيلية المتأسلمة (والعندو دين ما ببني قصروا بعرق الغلابة الكادحين) وفتحت حسابات وازدادت أرصدة بالداخل والخارج , وتقرير المراجع العام من كل عام حدث ولا حرج نهب للمال العام وخيرات وثروات البلاد للخارج (كد الكداح شايلها سفينة) وظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الإسلاميين .

    أعود إلي حيث ابتدأت مؤكداً أن النقلة النوعية والتطور الكبير الذي أحدثه الدستور الإنتقالي لسنة 2005م في نظامنا القانوني يتطلب منا المحافظة علي هذه المكتسبات والعمل علي تطويرها والإستفادة مما راكمناه من تجارب دستورية سابقة ومواصلة النضال لتحقيق التطلعات في ظل وطن يسع الجميع ويحتكم فيه لدستور ديمقراطي علماني وذلك لن يتأتي إلا بتضافر الجهود وتوحيد الصف الوطني لإزالة العقبات التي تعترض مسيرة التغيير وأولها الإطاحة بهذا النظام وهو واجب وطني تمليه الضرورة القصوى وهذا يتطلب منا إحداث فعل سياسي حقيقي فالوطن الآن يتداعي والأوضاع المعيشية تزداد سوءاً يوماً بعد يوم في ظل بطالة متنامية , إن الكيل قد طفح والواقع أصبح لا يحتمل مما يتطلب منا تغييره تغييراً جذرياً.


    الميدان
    23/1/2011
                  

01-24-2011, 09:52 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قالها البشير بوضوح ... تحدى بقوله كل مثقف ومتعلم ...دعوة للكتابة هنا والتعليق .. (Re: الكيك)

    العلمانية هى الحل ..!! ..
    بقلم: د. زهير السراج
    الإثنين, 24 كانون2/يناير 2011 19:36
    مناظير


    * الدين أسمى من أن يخوض به البعض فى وحل السياسة، لقد انزله الله سبحانه وتعالى لهداية الناس وتطهيرهم، ولكن البعض يصر على تحويله من وسيلة هداية الى أداة صراع سياسى لخوض معارك دنيوية بحتة لا علافة لها بالدين الذى يصعد بالانسان من عالم البشر السفلى الى عالم الطهر والسمو الروحى ..!!

    * والسياسة أمر دنيوى يلجأ فيها السياسى الى الكثير من الالاعيب والحيل والممارسات التى لا تتفق مع الدين لتحقيق المصالح السياسية، كما وان الانسان مخلوق انانى يسعى فى كل الاحيان لتحقيق مصالحه، وقد لا يكون فى هذا السلوك عيب أو خطأ اذا تحلى الانسان بالنبل واخلاق الفرسان فى ادارة الصراع ..!!

    * غير أن من المستحيل ــ حسب التجربة الانسانية الممتدة منذ أن خلق الله الانسان وحتى الان ــ أن يتجرد الانسان فى صراعاته الدنيوية لتحقيق مصالحه الشخصية من صفاته البشرية، حتى لو كانت هذه الصراعات مع أقرب الأقربين، والدليل .. قصة هابيل وقابيل التى قتل فيها الأخ أخاه لتحقيق مصلحة دنيوية شخصية، رغم أن الشر لم يكن قد بلغ وقتذاك ما بلغه الان ..!!

    * والتجربة الانسانية الطويلة توضح بجلاء أن الزج بالدين فى السياسة وفى الصراع الدنيوى كان له الكثير من السلبيات مما حدا باليعض ان يلوم الدين ويصفه بكل جهل وغباء بـ( أفيون الشعوب )، أى (مبيد الشعوب)، رغم أن الدين هو محيى الشعوب، لأنه يجعل الانسان يتمسك بالأمل وهو موقن ان العدل إن لم يتحقق له فى الدنيا، سيتحقق له فى الآخرة، وهى قيمة عظيمة لا تعادلها أية قيمة أخرى فى الحياة ..!!

    * وحتى لو افترضنا أن الذى يستخدم الدين ــ من غير الأنبياء والرسل الذين كانت مهمتهم ومعركتهم الأساسية هى نشر الدين الذى انزله الله عليهم لهداية البشر الى عبادة الله الواحد الأحد ــ كان صادقا فى استخدامه للدين فى صراعاته السياسية من أجل تمكين الدين فى المجتمع الانسانى، فان الخصوم قد يتعرضوا للدين بما يجعله هدفا للانتقادات والمزايدات والأطماع البشرية وهو ما يبتعد به عن اهدافه النبيلة ..!!

    * ولو تمعنا فى تاريخ التطور البشرى فى كل مجالات الحياة .. الاجتماع والصحة والاقتصاد وأى مجال آخر، لوجدنا القيم الدينية تترسخ يوما بعد يوم وتقتحم حياة الناس ( بما فى ذلك الملحدون) وقوانينهم الوضعية بكل قوة.. وإذا أخذنا كمثال على ذلك التدخين أو ممارسة البغاء ( الزنا) أو شرب الخمر، لاكتشفنا أنها فى الطريق الى الانقراض بعد ان اقتنع الناس بخطورتها الكبيرة على الحياة وشرعوا فى سن القوانين التى تكافحها وتمنع استخدامها، وهو ما أمر به الدين قبل قرون طويلة .. وما ينطبق على الصحة والاجتماع ينطبق على الاقتصاد الذى بدأ يتجه نحو قيم أقرب الى ما دعا اليها الدين ..!!

    * إذن، فالدين ينتشر ويقتحم ويتمكن ويعلو يوما بعد يوم بدون الحاجة الى الزج به فى الصراعات السياسية، فلماذا نزج به فى الصراعات السياسية والمطامع الشخصية ونحمله فوق ما لا يحتمل ونعرضه الى ما لا يجب أن يتعرض اليه؟!
                  

01-26-2011, 07:47 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قالها البشير بوضوح ... تحدى بقوله كل مثقف ومتعلم ...دعوة للكتابة هنا والتعليق .. (Re: الكيك)

    مُسلمون بلا دجل علمانيون بلا وجل ...
    بقلم: مهدي إسماعيل مهدي/ بريتوريا
    الإثنين, 24 كانون2/يناير 2011 09:50

    [email protected]
    العلمانية (Secularism) تعني إصطلاحاً فصل الدين والمعتقدات الدينية عن السياسة والحياة العامة، وعدم إجبار الناس على إعتناق أو تبني مُعتقد أو دين أو تقليد مُعين، فالعَلمانية-بفتح العين- مُشتقة من الكلمة علم، ويُقصد بها النظام العلماني؛ أي النظام السياسي الذي يتميز بإقصاء النفوذ الديني (الكهنوتي) عن الدولة"- "سواءً كان ذلك الدين إسلاماً أو مسيحية أو يهودية أو غيرها".
    وبالرغم من وجود أكثر من تعريف للعلمانية، إلا أن التعريف الشائع والمُتفق عليه؛ أن المقصود بها "إستخدام أساليب المنهج العلمي البحثي التجريبي القائم على العقل العلمي في إدارة جميع شئون الحياة بعيداً عن أي مُعتقدات دينية لاهوتية بأي شكل من الأشكال، حيث أن المعتقدات الدينية بطبيعتها تُقسم البشر لأصناف ودرجات، بين أتباع مؤمنين ومُخالفين غير مؤمنين؛ ""فالعلمانية لا تنهى عن إتباع دين مُعين أو ملة مُعينة، بل تُنادي فقط بفصل الدين عن السياسة والدولة، وبأن تكون الأديان هي مُعتنق شخصي بين العبد وربه" – (الموسوعة الحُرة؛ ويكيبيديا). "فأين الإلحاد في هذا؟؟؟".


    لقد أفلحت جماعة الإسلام السياسي في السودان "بمُثابرة ملحاحة وخبث ممجوج" في ترسيخ إنطباع خاطئ في أذهان العامة وبعض أنصاف المُتعلمين وأشباه المُثقفين، بأن العلمانية صنو للإلحاد ومعاداةُ للدين، ووجدت هذه الفرية في ثقافة المُشافهة والتفكير الجمعي بيئة صالحةً لنشر الأكاذيب والتُرهات التي تخدم أغراض ذوي الأجندة السياسية/الدنيوية الرامية إلى تنفير بُسطاء الناس من مُخالفيهم السياسيين والفكريين الذين يحملون مشاعل الحداثة والتنوير والدعوة إلى إعلاء شأن العلم والعقل، ولقد مارس المُتأسلمون أقصى درجات الإرهاب والإبتزاز الفكري لحمل حكومات ما بعد إستقلال السودان-على مُختلف أشكالها العسكرية والمدنية- على التضييق على القوى التقدمية، وتتمثل ذروة نجاح هذا التيار المُدلِس بإسم الدين، في إستغلال المشاعر الدينية الجياشة والفلاح في حل الحزب الشيوعي السوداني في ستينيات القرن الماضي، وربط كلمة العلمانية بالإلحاد دون وجه حق.


    من المؤسف أن قوى اليسار ودُعاة فصل الدين عن الدولة، خضعوا لهذا الإرهاب والإبتزاز ولم يقارعوا باطل المُتأسلمين الهش (الذين إختصروا الدين والتدين في مظاهر شكلية كتطويل اللحية وحف الشارب وتقصير الجُلباب، وجلد النساء والتسري بهن بإسم زواج المسيار وغيره من صور التحايل والمُخاتلة) واستكانت قوى الحداثة لتهريج الرجرجة وإرهابها الفكري، ولم تفلح في فضح خطل الخلط المُتعمد بين العلمانية والإلحاد، ولكن ولأن "العلمانية ضرورة حضارية" كما قال المُفكر المصري الراحل/ د. فؤاد زكريا، ولأنه لا يصح إلا الصحيح، فقد نجح العلمانيون (السودانيون الجُدد) نجاحاً مشهوداً في إحداث تغيير كبير في نمط تفكير العديد من القوى والأحزاب التقليدية التي أصبحت تجهر بالدعوة إلى الدولة المدنية والسودان الجديد (كما ورد في مُقررات مؤتمر أسمرا للقضايا المصيرية، ووثائق كافة أحزابنا السياسية) والتي لا تعني في واقع الأمر سوى فصل الدين عن الدولة واعتمادها كبديل للدولة الدينية التي أثبتت خلال الأربعة عقود الأخيرة (أي منذ صدور قوانين سبتمبر 1983 وحتى الآن) عجزها الفاضح عن الحفاظ على وحدة البلاد وإدارة شئون الحكم في دولة السودان المُركبة والمتعددة الأعراق والثقافات واللغات والأديان (حسبما تنص المادة الأولى من الدستور الإنتقالي الحالي) والذي يحكُم بموجبه نظام الإنقاذ منذ توقيع إتفاقية السلام الشامل بقيادة رئيسه الذي يصف لُب وجوهر إتفاقية السلام الشامل (التي تعلو على الدستور)،

    بالدغمسة!!!. فتأمل يارعاك الله، أي مُصيبة وأي ورطة وأي محنة وتناقض يعيش فيه سودان الجن الإنقاذي.
    لسنا بصدد الدخول في جدال فلسفي حول منشأ وأصل وفصل العلمانية وهل هو مُشتق من العلم (Science) أم عالَم/دُنيا/دهر (Laicism)، إذ من الثابت تاريخياً أن الصراع بين سدنة الكنيسة الكهنوتية المُهيمنة وحُكام العصور الوسطى من جانب، وبين دُعاة التنوير وسيادة العلم والعقل في عصر النهضة الأوروبية من جانب آخر، أدى إلى رواج فكرة فصل الدين عن الدولة والتي ترسخت تماماً بمجئ الثورة الفرنسية وما حوته من مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان، ومع ذلك لم يمنع فصل الدين عن الدولة المسيحيين من التمسُك بمسيحيتهم (وتديُنهم) ولا يستطيع أحد أن يُجادل بأن جورج بوش أو القس دانفورث (عراب بروتوكول أبيي) أو حتى بابا الفاتيكان، مثلاً مُلحد أو غير مُتدين!!!، وحتى في الدول الإسلامية التي تتفوق علينا في عدد المُسلمين (إندونيسيا، نيجيريا، تُركيا، مصر، ماليزيا،، إلخ) يقوم نظام الحُكم فيها على الفصل بين الدين والدولة!! ولم يقُل أحد لمُسلميها إنكم مُلحدون.


    أما في تاريخنا العربي/الإسلامي التليد (الذي يتمحك به جماعة الدغمسة واللغوسة والجغمسة) فهنالك من يقول بأن أبو العلمانية هو أبو الوليد محمد بن أحمد بن رُشد أو بإختصار "إبن رُشد"، كما صدح المُفكر الإسلامي "الشيخ الأزهري"/ علي عبد الرازق، في بداية القرن المنصرم واًصدر كتابه الموسوم (الإسلام وأصول الحُكم) والذي أثبت فيه أن الإسلام لم يُقر ولم يُحدد نظاماً واحداً للحُكم، مستشهداً بقول الرسول الكريم "أنتم أدرى بشئون دُنياكم"، وبأن الخُلفاء الأربعة تم إختيار كُل واحد منهم بطريقة مُختلفة. وفي تاريخنا السياسي السوداني المُعاصر نجد أن الإمام عبد الرحمن المهدي، مؤسس حزب الأُمة، أطلق صيحته الشهيرة "الدين لله والوطن للجميع" والتي في جوهرها دعوة لفصل شئون الحُكم والدُنيا عن الدين، كما كان غرماؤه الإتحاديين يفتتحون ندواتهم السياسية وحملاتهم الإنتخابية بالهتاف الشهير "لا قداسة مع السياسة" و "الكهنوت مصيره الموت"، وأرتكز الحزب الوطني الإتحادي - الذي كان يُمثل تيار الوسط المُستنير - على مبادئ فصل الدين عن السياسة، وحاز على الأغلبية المُطلقة (1954) لأول وآخر مرة في تاريخ أحزابنا السياسية الديمقراطية، إستناداً على هذا الفهم المُتقدم.


    لماذا نذهب بعيداً؛ ألا يقول الدستور الذي يستمد نظام الإنقاذ شرعيته منه، بقيادة/عُمر البشير "إن المواطنة، وليس الدين، أساس الحقوق والواجبات؟!، ويُجوِز ويُبيح ذات الدستور إنتخاب رئيس غير مُسلم ليحكُم المُسلمين، ولربما لهذا السبب وصفه البشير بالدغمسة، مع أنه لم يستنكف أو يرفض الحُكم بموجبه، فالمسألة ليست قضية شريعة أو لاشريعة، وإنما إستغلال كُل أمر يُطيل من أمد الكنكشة في الكُرسي الوثير والسُلطة اللذيذة ويبعد شبح سوط عذاب المجتمع الدولي.
    هذا عن الخلفية الإصطلاحية والتاريخية للعلمانية وتجلياتها وتجسيدها في الواقع العملي، علماً بأن جُل الدول الإسلامية لا تقر فقط بمبدأ فصل الدين عن الدولة، وإنما تُمارس ذلك فعلياً في إدارة شئون الحُكم وتنظيم معاش الناس، كما أسلفنا وعلى رأسها مصر التي يوجد بها الأزهر الشريف وتُركيا "موئل آخر خلافة إسلامية، وحامية بيضة الدين" والتي ينُص دستورها منذ حوالي قرن من الزمان على أنها دولة علمانية، وأن المواطنة (لا الدين) أساس الحقوق والواجبات، بل أن جيشها الوطني وبنص الدستور مُلزم بحماية العلمانية والذود عنها، وللمفارقة فإنه وفي ظل هذه الدولة العلمانية يتولى الإسلاميون مقاليد الحُكم ويُديرون شئون العباد والبلاد دون أن يتنطع أحدهم بالقول لرجب طيب أردوغان، أنك مُلحد!!.


    أما في الدول التي يُشكل المسلمون فيها أقلية كالهند والفلبين وجمهوريات آسيا الوسطى ودول أوروبا فإن المُسلمين يُقاتلون ويخوضون المعارك الشرسة من أجل العلمانية، فأي تناقُض هذا، أفيدونا يا أولي الألباب؟؟. وما لنا نستشهد بالغُرباء، ألم تكُن كُل الدساتير التي حُكم السودان بموجبها منذ زوال دولة المهدية نهاية القرن التاسع عشر (1898) وحتى عام 1983، دساتيراً علمانية تفصل تماماً بين الدين والدولة، ومع ذلك لم يُشكك أو يطعن أحد في تديُن آبائنا أو أجدادنا، أو زعُم بأنهم مُلحدون، وللحق فقد كانوا علمانيين بلا وجل ومُتدينين بلا دجل. ويشهد الله أنهم كانوا يؤدون فروضهم ويصومون رمضانهم ويصِلون أرحامهم ويكفلون اليتامى ويرعون الأرامل، و "يدعون ما لله لله وما لقيصر لقيصر" (كما نفعل نحن أحفادهم). ألم تؤكد حرب دارفور أن الدين لا علاقة له بالصراع السياسي والتنازع على السُلطة والثروة؟؟، وأنه إذا ما أُسي إستخدامه (كما يحدث الآن في السودان وأفغانستان والصومال ومصر) قد يكون عامل فرقة وشتات، ليس بين أتباع الأديان المختلفة، بل بين المُسلمين أنفسهم وأمامكم ما يحدث بين الشيعة والسُنة في العراق.
    إن نظام الحُكم القائم على التمييز الديني (ونقصد تحديداً الدولة الدينية الإسلامية) لا يصلح أن يكون نظاماً لإدارة شئون الحياة في مجتمع متعدد الأعراق والثقافات والهويات، وذلك للأسباب التالية:


    أولاً: إن الدولة الدينية تُميز بين المُسلمين (كُنتم خير أُمة أُخرجت للناس) وغيرهم من بقية أفراد الشعب، ويتجسد ذلك في شروط الإمامة والحُكم، ثُم التمييز بين المُسلمين أنفسهم و "أكرمكم عند الله أتقاكم"، وأخيراً التمييز بين الرجُل والمرأة، التي لا يجوز توليها الولاية الكُبرى ولا القضاء، والتي تعدل شهادتها نصف شهادة الرجل ويرث الرجل ضعف ما ترث، بالغاً ما بلغ شأنه أو شأنها.
    ثانياً: عدم إمكانية مُحاسبة الحكومة الدينية التي تحكُم بإسم الله ونيابةً عنه، وذلك بسبب الخلط بين التبرير الديني والتقصير الدنيوي، فقد كان المرحوم الزبير محمد صالح يقول عند إشتداد الأزمة الإقتصادية والمعيشية في مطلع التسعينيات أن هذه المصاعب ما هي إلا إبتلاء من الله و "إن الله إذا أحب عبداً إبتلاه" (ومن الحُب ما قتل- وهذه من عندنا)، كما أن الوزير الدائم/ عبد الرحيم محمد حسين، قال عقب غزو حركة العدل والمساواة لمدينة اُم دُرمان وفشل قواته المسلحة في التصدي لها "لقد كانوا تحت مٌراقبتنا منذ تحركهم ولكن شاءت إرادة الله أن يختفوا عن أنظارنا في اللحظات الأخيرة، وأخيراً برر أحدهم إنفصال الجنوب بالقول "هذه مشيئة الله"، وللمرء أن يتساءل كيف لمُسلم أن يُعارض حزباً أسمى نفسه "حزب الله".
    ثالثاً: إن الدولة الدينية تحكُم عبر الفتاوي والغيبيات وليس عبر المعادلات الإقتصادية والنماذج العلمية؛ والمثال الصارخ على ذلك فتاوى عُلماء الدين (وليس خُبراء الإقتصاد) ، والذين التي لا تستثني فتاواهم حتى دقائق الأمور الدنيوية، مثل "قيادة المرأة للسيارة"؛ وهل نسي الشعب السوداني محاولات تسخير الجن لعلاج المُشكلة الإقتصادية السودانية في بداية عهد الإنقاذ!!!؟؟؟.
    رابعاً: تتسم الدولة الدينية الإسلامية بالعُنف ضد غير المُسلمين وذروته الجهاد، ثُم العُنف ضد المُسلمين من ذوي الرؤى المُعارضة وخير مثال لذلك "الفتنة الكُبرى" و "والصراع الدموي الشيعة والسُنة مُنذ أن توسد الرسول الكريم ثرى يثرب الطاهرة"، وأخيراً التكفيريين الذين تنامى نفوذهم وتزايدت أعدادهم في مناخ الهوس الديني في السودان، "فالدولة الدينية في السودان ومنذ نموذجها الأول (المهدية) وحتى آخر تجلياتها (نظام الإنقاذ) اتخذت العُنف وسيلة لبلوغ غاياتها، وذلك عبر الجهادية والجهاد، كما أنها ارتبطت بالإسترقاق خلال عهد الخليفة عبدلله التعايشي، وبالإستعلاء خلال عهد التعايشيين الجُدد في العقدين الأخيرين.
    أدرك ساسة السودان مؤخراً، وبعد نزاع لنصف قرن من الزمان ودفع أثمان باهظة تشرُداً ونزوحاً ولجوءاً وسقوط ملايين القتلى في جنوب السودان وجبال النوبة والانقسنا ودارفور، أن قضية الحُكم وإدارة شئون الناس لا علاقة لها من بعيد أو قريب بدين هذا المواطن أو ذاك، وإنما هذه ألاعيب ساسة يستألفون بها مشاعر السُذج والبُسطاء من الناس، وتأكد للجميع برؤيا العين أن من يرفعون هذه الشعارات الدينية هُم أبعد الناس عن التدين وأكثرهم شرهاً لملذات الدُنيا وإنغماساً في الفساد، وقد شهد شاهد منهم عندما قال أحد الإسلاميين الذين بشروا باكراً بدعوة الإسلام السياسي في السودان، الشيخ/ ياسين عُمر الإمام " صرت أخجل من دعوة معارفي للإنضمام للحركة الإسلامية"!. وفي هذه الأيام التي تكثُر فيها محاولات التنصل من تحمل مسئولية إنفصال جنوب السودان، لا يجد المُتاجرون بالدين إلا الهروب إلا الأمام وتصوير أمر رفض حُكمهم وكأنه رفض للشريعة الإسلامية وإلحاداً برب العالمين (كأنما هُم ظله على الأرض).


    إن الشعب السوداني يحصد الآن الثمار المُرة كمرارة الحنظل للمُتاجرة بالدين وتسيير قوافل القتل والكراهية بإسم الجهاد. ولن يستقيم أمر هذا الوطن المتعدد الأعراق والثقافات والأديان، إلا بالجهر وبالصوت العالي (دون غتغتة أو تأتأة أو فأفأة/ ومسكاً للعصا من المنتصف) بأن فصل الدين عن الدولة (أي العلمانية) هو السبيل الوحيد للحفاظ على وحدة البلاد، ولن نمل من ترداد وتكرار القول بأن رجُل أوروبا المريض في الرُبع الأول من القرن الماضي لم يجد ترياقاً لعلته سوى العلمانية، فما أحوج رجل إفريقيا المُحتضر-المؤلفة قلوب شعوبه وأقوامه التي تتحدث أكثر من مائة وثلاثين لُغة وتننتمي إلى أكثر من خمسمائة قبيلة- من التمسك بالعلمانية والعض عليها بالنواجذ. فشعوب وأقوام السودان ليست متنوعة إثنياً وثقافياً ودينياً فقط، وإنما تعيش في عصور حضارية متباينة يعود بعضها للقرون الوسطى، حيث لا يزال بعض السودانيين (بالميلاد وبالأصالة وبالتنوع) في الجنوب وجبال النوبة والأنقسنا، يسيرون عُراة كما ولدتهم أمهاتم. فكيف يجوز أن تُجلد فتاة لمُجرد أنها تلبس بنطالاً، "ولو أن القاضي الذي أصدر حُكم جلد فتاة الفيديو، إسترجع شريط أو صور حفل زواج والدته، أو إستذكر صورة أي عروس في ليلة الجرتق وهي بالرحط (أو الكنفوس) لما اشتط في أحكامه هذا الإشتطاط.
    وأخيراً وليس آخراً؛ ما قولكم في "العلماني" الذي يشهد أن لا إله إلا الله وأن مُحمداً رسول الله ويُصلي فروضه ويصوم رمضانه ويُؤتي الزكاة عندما يكتمل نصابها، ويحج إلى البيت الحرام عند إستيفاء شروط الإستطاعة (ويُنادي المُنادي)؛ وفوق كُل هذا وذاك، يُعامل الناس بخُلق حسن تأسياً بقول المُصطفى "الدين المُعاملة" و "وإنما بُعثت لأُتمم مكارم الأخلاق"، ولا يكذب ولا يغش ولا يزوِر ولا يؤذي أحداً، ويكفل اليتامى ويغيث الملهوف ويُدرج العاطلة، ويوفي بالعهود والمواثيق (ولا يحنث بالقسم المُغلظ والطلاق، ولا يقطع رزقاً، ولا يقتل مُسلماً بغير حق في الأشهر الحُرم أو عيد الأضحى، ولا يغدر برفيق سلاح أو عُمر!!)، أليس هذا العلماني أكرم وأتقى عند الله، وأفيد للشعب والأُمة من صاحب الكير الذي ما فتئ يؤذينا بفعله المُنكر وكلامه ال######، ولنتذكر أن المُسلم من سلم الناس من يده ولسانه.
    ألم يكُن حديث الإمام محمد عبده (جئت من الشرق حيث يوجد المُسلمون ولا يوجد الإسلام، وأتيت إلى الغرب فوجدت الإسلام ولم أجد المُسلمين)، سوى تنبيه إلى ختل إنفصام القول عن الفعل، ودعوة للصدق مع النفس وعدم التدليس بإسم الدين ؟!.
    ومرةً أُخرى فالمطلوب هو فصل الدين عن الدولة، وفصل الدين عن السياسة، وفصل الحزب عن الدولة، والفصل بين السُلطات الثلاث، فالقضية ليست عداءً للدين والشريعة، وإنما عداءً للذين يُتاجرون ويكذبون بإسم الدين، وبالتحديد الشديد فالمسألة هي رفضاً ومُعارضة لحزب المؤتمر الوطني، وشُلة مثلث حمدي الفاسدة. ولتكن شعارات كافة قوى السودان:
    "مُتدينون بلا دجل؛ علمانيون بلا وجل".
    "الدين لله، والوطن للجميع"
    "لاقداسة مع السياسة"
    "الكهنوت مصيره الموت"

    توضيح: تحاشيت الحديث عن العلاقة (أو بالأحرى عدم العلاقة) بين الشيوعية والإلحاد، والشيوعية والعلمانية، لإعتقادي بأن الشيوعيين أقدر مني على إجلاء هذه المسألة، وقالوا "سمح القول في خشم سيده"، و "لا يُفتى ومالك في المدينة".
                  

01-27-2011, 06:11 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قالها البشير بوضوح ... تحدى بقوله كل مثقف ومتعلم ...دعوة للكتابة هنا والتعليق .. (Re: الكيك)

    البشير: يُقسم بالتنحي حال الانتفاضة ويؤكد على الشريعة
    صفحات اخر لحظة - تقارير
    الأربعاء, 26 يناير 2011 08:24
    الدامر:آخرلحظة

    استبق المشير عمر حسن البشير رئيس الجمهورية إعلان النتائج النهائية لاستفتاء تقرير مصير الجنوب الأسبوع القادم وقال إن الانفصال بات واقعاً

    مشيراً إلى أن الإحصاءات بينت أن نسبة 99% من الجنوبيين صوتوا لصالح الانفصال، واعتبر أن الانفصال لن يكون نهاية التاريخ، لكنّه بداية جديدة لبناء السودان. وقال إنهم سيذهبون الى عاصمة الجنوب جوبا للاحتفال مع الجنوبيين مشيرًا الى وقوف دولة الشمال مع دولة الجنوب المرتقبة ومساعدتها، وقال (سنظل أصدقاء)

    وأكد البشير لدى مخاطبته أمس اللقاء الجماهيري الحاشد بالدامر عدم التنازل والمساومة في الشريعة الإسلامية مؤكداً أن الشريعة لم تكن سبباً في الحرب في الجنوب وأوضح أن الشعب السوداني خيب آمال الواهمين الذين يظنون أن زيادة أسعار الوقود والسكر ستؤدي إلى إندلاع المظاهرات في الشوارع كما حدث في تونس وقال إنه لا يخشى انتفاضة المواطنين عليه، وأكد أنّه في حال حدوث ثورة شعبية مماثلة لتونس، فإنّه سيخرج للشعب ليُرجم بالحجارة، وأقسم بالتنازل عن السلطة حال علمه بأن الشعب لا يريده رئيساً. وحيّا ثورة الشعب التونسي، وقال إنّه لن يهرب خارج البلاد في حال ثار المواطنون عليه، وزاد(سنبقى هنا وندفن في هذه الأرض وعندما نعلم بأن الشعب لا يريدنا سنترك الحكم دون أن يقول لنا أحد غادروا).

    وفنّد البشير إدعاءات المعارضة بأن الشريعة هي السبب في انقسام السودان واندلاع الحرب في الجنوب،موضحاً أن الحرب بدأت في الجنوب في عام 1955م في الوقت الذي كانت فيه الحانات مفتوحة في كل مدن السودان .

                  

01-27-2011, 04:30 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قالها البشير بوضوح ... تحدى بقوله كل مثقف ومتعلم ...دعوة للكتابة هنا والتعليق .. (Re: الكيك)

    ما هو المقصود من الدعوة إلى فصل الدين عن الدولة والسياسة؟
    01/02/2007

    د. عمرو إسماعيل

    هل يعني فصل الدين عن الدولة والسياسة.. أن يكون المسئول غير متدين؟، أو تعني هذه الجملة أن الدولة المدنية التي تفصل الدين عن الدولة سيكون المسئول أو المواطن فيها فاسقا..؟، هل تعني الدعوة لفصل الدين عن الدولة وأن يكون الدين لله والوطن للجميع أن ننحي الدين جانبا من حياتنا؟ أو تعني دعوة إلى الفسق والفجور مثلما يقول البعض عن هذه الدعوة مهاجمين أنصار الدولة المدنية..؟
    العكس هو الحقيقة تماما..، فصل الدين عن السياسة أو الدولة لا يعني أبدا ولم يعني فصل الدين عن الحياة..، المعنى الحقيقي لفصل الدين عن السياسة ببساطة عند أنصار هذه الدعوة هو التالي:
    عندما يختار أي منا مرشحا لأي منصب يجب أن يختاره لأنه قدوة وذو سمعة جيدة ويرفع برنامجا واضحا.. وليس لأنه يرفع شعارا مكتوب عليه أنا متدين..، ولتبسيط الأمر، في الدول التي تفصل الدين عن الدولة.. قد يتقدم لأي منصب ثلاثة مرشحين.. أحدهم يتقدم ببرنامج اشتراكي وآخر ببرنامج اقتصادي ليبرالي وثالث ببرنامج وسطي.. والثلاثة مرشحين قد يكون كل منهم متدين يؤدي تعاليم دينه ويذهب للصلاة في المسجد أو الكنيسة.. أو على الأقل يجب أن تكون سمعته جيدة.. ولا يجب أن يرفع أي منهم راية تزايد على دين الآخر....
    عندها سيكون المواطن قادرا على اختيار المرشح الذي يحقق له مصلحته أو يقنعه بفكره..، عندما لا نفصل الدين عن الدولة.. سيجد أي منا نفسه يرفض مرشحا قبطيا مثلا.. رغم كفاءته وسمعته الحسنة وقدرته على تحقيق البرنامج الذي ترشح على أساسه.. وينحاز إلى مرشح آخر أقل منه كفاءة لمجرد أنه يقابله في المسجد.. والعكس صحيح..
    ولعل العراق خير مثال.. فأهل العراق قد اكتووا بنار الاستغلال الكامل للدين في السياسة..، فالشيعي هناك يختار مرشحه ليس بناء على مقياس الكفاءة ولكن بناء على مقياس المذهب، والسُني يفعل المثل والكردي والمسيحي.. ونحن جميعا نرى ماذا حدث وما هي النتيجة..
    صدقوني مهما كانت كفاءة أي مرشح لأي منصب.. سواء كان عضوية مجلس نقابة أو عضوية مجلس الشعب أو حتى منصب رئيس الجمهورية.. لو دخل أي انتخابات حرة أمام مرشح يحمل شعارات دينية تجعل البسطاء يعتقدون أنه يمثل الإسلام أو أنه يمثل المسيحية وقد يكون فعلا متدينا ولكنه لا يحمل برنامجا سياسيا واضحا.. سيخسر المرشح الكفء هذه الانتخابات إن لم يبدأ في المزايدة لإثبات أنه أكثر تدينا وقل على البرنامج الحقيقي السلام...
    ولنبسط الأمر أكثر.. جماعة الإخوان وبعد ثمانين عاما ونتيجة الضغوط عليها.. بعد ثمانين عام! مازالت تدرس الآن فقط إعلان برنامجها السياسي.. لأنها لم يكن لها قط برنامج سياسي حقيقي.. بل مجرد شعارات عامة تبتز مشاعر المواطنين المتدينين..، يا سادتي.. في معظم عصور الخلافة الإسلامية بعد الخلافة الراشدة.. وفي كل هذه العصور كان الحاكم يقول أن مرجعيته هي الإسلام.. فهل كان كل المسئولين في هذه العصور متدينين.. هل كان الحاكم متدينا.. هل كان يزيد بن معاوية متدينا أو السفاح العباسي أو الحجاج أو قراقوش..أو أو....
    فصل الدين عن السياسة معناه فقط هو عدم استغلال الدين لتحقيق أهداف سياسية.. عدم رفع شعارات دينية في تنافس سياسي..، عدم كتابة خطاب سياسي يبدأ بالبسملة وآية من القرآن.. ثم مجموعة من الأكاذيب بعد ذلك..، فصل الدين عن السياسة والدولة المدنية تعني أن يكون التشريع هو مسئولية المجلس التشريعي بناء على نصوص الدستور وأن من يحكم في دستورية القوانين هو المحكمة الدستورية العليا وليس مجموعة من الفقهاء أو رجال الدين.. والسلطة التنفيذية مهمتها تنفيذ هذه القوانين وتحقيق برنامجها السياسي الذي يحترم هذه القوانين سواء كان رئيس هذه السلطة مسلما أو مسيحيا.. رجلا أو امرأة....
    فهل هذا ما تقوله جماعة الإخوان رغم كل الإجابات الملتوية.. لنرى رأي عضو مجلس شعب يمثلها في حوار منشور على موقعهم في هذه القضية وردا على سؤال واضح:
    "د/ محمد مرسي في حديث الساعة حول مدنية الدولة وحزب الإخوان
    فما رؤيتكم مثلاً لوضع الأقباط والأحزاب والمرأة وتداول السلطة والحريات العامة والخاصة في ظل الدولة الإسلامية؟
    ** كما سبق وأن أشرتُ أننا نتحدث عن الحكم الإسلامي الذي ينطلق من الشريعة الإسلامية، وهذه الشريعة وضعت أحكامًا واضحةً لكل القضايا وكل الفئات، ولذلك فإنه في ظل الدولة الإسلامية فإن الأمر يرجع لأهل الاختصاص، وللإسلام علماء متخصصون في كل المجالات وهناك مؤلفات ومراجع، وآراء فقهية محترمة في سياق منهج أهل السنة والجماعة حول هذه القضايا والنقاط، وجماعة الإخوان المسلمين كهيئةٍ إسلاميةٍ جامعة لا تنتهج مذهبًا فقهيًّا بعينه، وإنما تُحيل مثل هذه القضايا إلى أهل الاختصاص فيها، وهم كثيرون في المجتمع وثقاتٌ وعدولٌ، ومن هذه الآراء والدراسات والمبادئ الأساسية يستقي الإخوان آراءَهم في هذه القضايا، وقد سبق أن أعلنت الجماعة في وثائق مدوَّنة ومنشورة عن رأيها في قضايا التعددية السياسية والمرأة والأحزاب وغيرها من القضايا الأخرى."
    أي أن الذي يحكم في قضايا هامة مثل وضع الأقباط وتداول السلطة والحريات العامة والخاصة في ظل الدولة التي تنادي بها جماعة الإخوان ليس القانون والدستور ومجلس الشعب.. بل أهل الاختصاص والعلماء المتخصصون.. تحال هذه الأمور الهامة إلى علماء الدين المتخصصين وليس للقانون والدستور ومجلس الشعب.. إن لم تكن هذه هي الدولة الدينية فماذا تكون.. وأي حزب مدني يدعون أنهم يريدون تكوينه..
    هذا ما يريد أن يدفعنا إليه الإخوان إن لم نفصل الدولة عن الدين ونؤكد على مدنية الدولة وأن الدين لله والوطن للجميع..، كهنوتية جماعة الإخوان ومن يعتبرونهم أهل ثقات وعدول من أهل الاختصاص (المرشد وأعضاء مكتب الإرشاد).. وهي كهنوتية لا تفرق إطلاقا عن كهنوتية الكنيسة في العصور الوسطي..، هذا معنى فصل الدين عن السياسة ودولة المواطنة.. الدولة المدنية ليس معناها أبدا منع أي مواطن أو منع أي مسئول كمواطن أن يكون متدينا يقيم الصلوات الخمس ويصوم ويزكي ويحج إلى بيت الله الحرام أو أن يذهب إلى الكنيسة كل أحد إن كان مسيحيا.. ليس معناها عدم التمسك بالدين ومبادئه ومبادئ الأخلاق..
    الدولة المدنية تعني سيادة القانون على الجميع بدون تمييزى.. القانون الذي تشرعه السلطة التشريعية وتحكم به السلطة القضائية وتنفذه السلطة التنفيذية والسلطة الوحيدة المنوط بها الحكم على دستورية أي قانون هي المحكمة الدستورية العليا..
    الدولة المدنية ودولة المواطنة.. تعني أن كل مواطني هذه الدولة متساوون تماما أمام هذا القانون بصرف النظر عن الدين والمذهب والجنس واللون والأصل أو العرق...، جميعا لهم نفس الحقوق والواجبات..
    الدولة المدنية ودولة المواطنة يجب أن تفصل الدين عن الدولة..، أن يكون فيها الدين لله والوطن للجميع.. وأي التفاف حو هذه الحقائق البسيطة معناه أنه يدعو إلى دولة غير مدنية ليس للمواطنين فيها حقوق غير متساوية وهي ليست دولة مواطنة..
    مهما حاول الإخوان ممارسة التقية فما يدعون إليه ليس الدولة المدنية وبالتأكيد ليست هي دولة المواطنة..
    فلماذا لا تكون عندهم الشجاعة لتسمية الأشياء بأسمائها....؟
                  

01-27-2011, 05:01 PM

Khalid Kodi
<aKhalid Kodi
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 12477

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قالها البشير بوضوح ... تحدى بقوله كل مثقف ومتعلم ...دعوة للكتابة هنا والتعليق .. (Re: الكيك)
                  

01-27-2011, 10:05 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قالها البشير بوضوح ... تحدى بقوله كل مثقف ومتعلم ...دعوة للكتابة هنا والتعليق .. (Re: Khalid Kodi)

    شكرا
    لك فنانا الكبير خالد كودى على المشاركة

    وخليك معنا هنا لان ما قاله البشير ونافع امس كلام واضح بعد ما غسلوا الشريعة ويريدون لبسها من جديد بعد ان انتهت كل الشعارات وانكشفت بفى شىء وحيد يتعلقون به وهم لا يشبهونه اسمه المشاعر الدينية وضعوها فى قائمة المزاد الجديد ..مزاد الدين والشريعة ...
                  

01-28-2011, 11:11 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قالها البشير بوضوح ... تحدى بقوله كل مثقف ومتعلم ...دعوة للكتابة هنا والتعليق .. (Re: الكيك)

    صحيفة أجراس الحرية
    http://www.ajrasalhurriya.net/ar/news.php?action=view&id=16483
    --------------------------------------------------------------------------------
    || بتاريخ : الخميس 06-01-2011
    الوطني والتهرب من المسئولية الوطنية والأخلاقية

    خالد فضل


    : ـ قد يكذب المرء فينطلي كذبه على كل الناس لبعض الوقت، أو على بعض الناس كل الوقت، ولكنه من المستحيل أن يطلي على كل الناس كل الوقت؛ هذه حقيقة يدركها من يطلق الكذب نفسه إذ هو أول من لا يصدق كذبته بالطبع وحالة المؤتمر الوطني هي ذات حال من يطلق الأكاذيب التي لا يصدقها هو نفسه، لكنه يسعى لكي يصدقها كل الناس في كل الأوقات، وهذا هو المستحيل، ومهما بلغ جبروت آلة الإعلام المحلية التي تروج للأكاذيب، أو

    تفنن الصحافيين والكتاب في تزيين القبح فإن أول طفل برئ صادق بطبعه سيشير مباشرة إلى "القبح" صراحة، هذا إذا اعتبرنا أن الراشدين قد تم تخويفهم أو إرهابهم بحيث لا يستطيعون قول الحقيقة، إذ تبقى الحقائق أوضح وأوقى من أن يطمرها تهديد بتقطيع الأوصال، أو الدفن في القبور التي يحفرها المقتول بيده قبل قتله امعاناً في إذلاله وإهدار كرامته وحقوقه حتى في الحصول على مثوى داخل الأرض يتم حفره نيابة عنه، بل لعل حفر القبر باليد قبل الموت ربما اعتبر في عرف مطلقي تلك الأحاديث الماسخة، هو الحق الوحيد المتاح لكل من لم يوال المؤتمر الوطني.



    ـ الحقيقة التي جهر بها كل من رأسه ذرة عقل في الداخل أو الخارج هي أن المؤتمر الوطني على وجه التحديد يتحمل المسئولية المباشرة عما حاق بالبلاد خلال سنوات حكمه التي جاوزت العشرين عاماً، وكانت نتائج سيطرته الأوضح هي فقدان جزء عزيز من تراب الوطن، فضّل شعبه أن يبني دولته بعيداً عن كوابيس الكذب والهراء والسفارات الزائفة التي طبعت عصر المؤتمر الوطني في السلطة من الخرطوم.



    ـ نعم إنّ آلاف الذين تم تشريدهم من وظائفهم قبل عشرين عاماً وخلالها، هم ضحايا مباشرين لسياسات وبرامج المؤتمر الوطني التي طبقها تحت مسمى الإنقاذ، فهل تم فصل المهندسين وأساتذة الجامعات وضباط الجيش والشرطة والقضاة وموظفي البنوك وكبار الموظفين وصغارهم بوساطة أمريكا أو اسرائيل أو الحركة الشعبية؟ لقد فصلتهم قرارات ممهورة بتوقيع كبيرهم، فكيف يتهربون من الوقائع الماثلة وإدعاء البراءة من دم الكفاءات الوطنية الأكثر استقامة وإخلاصاً ووطنية من موالييهم الذين حلوا محلهم فإنهارت الخدمة العامة وفقدت قيمها وأخلاقياتها ومهنيتها وجديتها واسهامها في البناء الوطني؛ إنهارت لأن من جئ بهم من سدنة الإنقاذ ضعفوا أخلاقياً فعم الفساد والإفساد المالي والإداري وضعفوا مهنياً فإنهار بنيان شادته الخبرات المتراكمة حتى أضحى السودان على عهدهم أضحوكة بين الدول فمن المسئول؟



    هل المسئول تحالف المعارضة؟ أم جماعات دارفور؟.



    ـ المؤتمر الوطني باع كل الممتلكات العامة وفق شروط غير معلنة وبطرق غير معروفة فآلت أجهزة ومؤسسات إلى خراب أو إلى أفراد غير معروفين، فمن باع وسمسر واستلم العمولات وقدم التسهيلات؟ هل هم جماعة شقدوم أم عصابات ال(.........)ز؟ أنهم سادة المؤتمر الوطني الذين يملأون الدنيا تصريحات وعنتريات إذ عندهم القوة هي آلاف من الجنود المنحدرين من قرى محددة وسحنات معينة ومواصفات مخصوصة تحت مسميات "خاص" و"طارئ" و"شعبي" الخ الخ إنهم يعتبرون القوة الههم الذي لا يقهر طالما اقتنوا السلاح وأسسوا بيوت الأشباح واستجلبوا أحدث وسائل الإرهاب والتعذيب، ونسوا أن قوة الحق لا تضاهيها قوة وأن عزم الشعوب لا يغله الحديد وضمير الناس لا تقيده التهديدات وكلمة الحق ستنطلق عاجلاً أو آجلاً، وأن تقديم الروح والنفس فداء الفكرة خطة سائرة في روح الإنسان على مر العصور.



    هذا فوق أن كل ابن انثى وإن طالت سلامته يوماً على آلة حدباء محمول، فالموت الآن أو غداً، بالرصاص أوالهراوات أو بالغرق أو حوادث المرور أو التايفويد والكوليرا كله موت، وهو سكة كل حي ونهاية كل أيام.. هذه خطة أخرى بائرة إذا ظن المستبدون أنهم يخيفون بها الناس فهي لن تخيف إلا من في قلبه ذرة شك من نصاعة دربه أو نظافة جانبه أما الشرفاء فإن الموت بالنسبة لهم حياة؟ وما الحياة نفسها إذا لم يعش فيها الإنسان حراً كريماً مصون الحقوق في أرضه ووطنه.



    ـ نعم، إن المؤتمر الوطني يتحمل الوزر الأكبر فيما حاق بالوطن من ويلات، ولا داعي للجقلبة، بل الموقف يتطلب أن يقول المؤتمر الوطني وعلى رؤوس الأشهاد إنه فشل في إدارة وطن أكبر من حجم امكاناته الفكرية وعجز عن إدراج الطريقة المثلى لإدارة التعددية والتنوع، وفشل في تحقيق طموحات وتطلعات غالبية شعبة حتى أن رهطاً كبيراً من هذا الشعب قد قرر حزم أمتعته والانفصال ،اعتراف كهذا ربما كفل للمؤتمر الوطني بقية من احترام، إذ المؤتمر الوطني عماره بشر، والبشر يخطئون ويصيبون أما هذه المكابرة ومحاولات رمي الداء على الآخرين.



    وتوزيع الاتهامات مجاناً فهذا لن يفيد، إذ للناس كذلك عقول، كما أن لغة الوعيد والتهديد لم تثني من قبل ملايين الشهداء الذين مضوا في سبيل الحرية وتحقيق الكرامة الإنسانية سواء في الجنوب أو جبال النوبة أو النيل الأزرق أو الشرق أو دارفور أو كردفان أو الخرطوم أو بورتسودان أو كجبار أو الحصاحيصا وأمري أو سنار، جميع هؤلاء الشهداء والشهيدات مضوا إلى حياة الخلود وظل طغيان المؤتمر الوطني يعد الناس بالمزيد، وقديماً قيل إذا كان تاريخ الظلم قديم فإن طلب العدالة أقدم...
                  

01-29-2011, 09:31 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قالها البشير بوضوح ... تحدى بقوله كل مثقف ومتعلم ...دعوة للكتابة هنا والتعليق .. (Re: الكيك)

    البشير: لا لدولة علمانية أو مدنية في السودان
    الجمعة, 14 كانون2/يناير 2011 20:40


    قال المشير عمر البشير رئيس الجمهورية إن الحديث عن ظلم الشمال للجنوب كذبة وفرية خلقها الاستعمار الذي وضع قانون المناطق المقفولة، وأوضح لدى مخاطبته اليوم اللقاء الجماهيري بمناسبة مرور 500 عام على إنشاء مسجد الشيخ إدريس الأرباب في منطقة العيلفون أن الظلم الذي يتحدثون عنه هو ظلم تاريخي ليس للشمال أو للمسلمين يد فيه ، مشيراً إلى أن الحرب بالجنوب بدأت في عام 1955م قبل الاستقلال،


    وأضاف البشير أن الجنوب ظل عبئاً على السودان منذ الاستقلال وقد أعطي حق تقرير المصير لتحديد رغبتهم. وقطع السيد رئيس الجمهورية بعدم التراجع عن تطبيق الشريعة الإسلامية وإقامة الحدود، مؤكداً أنه لا تردد في تطبيق الحدود ولا شفاعة فيها. وقال البشير في هذا الخصوص لا دولة علمانية أو مدنية في السودان، مبيناً أن الحديث عن دولة مدنية يعني إقامة دولة علمانية.


    وأكد على ضرورة توحيد الصف وتحصين الشباب ضد الانحراف والانحلال.
    وأبان أن أعداء السودان يعملون على تفتيته وتقسيمه إلى عرقيات وطوائف، وأشاد بدور الطرق الصوفية في نشر الإسلام في السودان والعمل على تماسك أهل القبلة.

                  

02-06-2011, 09:21 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قالها البشير بوضوح ... تحدى بقوله كل مثقف ومتعلم ...دعوة للكتابة هنا والتعليق .. (Re: الكيك)

    البشير: الجمهورية الثانية في السودان ستطبق الشريعة الإسلامية

    الحركة الشعبية تعتبر أن الجمهورية الأولى كانت فاشلة وانتهت بانفصال الجنوب

    الاحـد 04 ربيـع الاول 1432 هـ 6 فبراير 2011 العدد 11758
    جريدة الشرق الاوسط
    لندن: مصطفى سري


    شدد الرئيس السوداني عمر البشير على أن الجمهورية الثانية في شمال السودان التي ستقام بعد انفصال الجنوب، ستحكم بالشريعة الإسلامية، داعيا الآخرين من القوى السياسية إلى الانضمام إليها، في وقت اعتبرت فيه الحركة الشعبية أن الجمهورية الأولى بقيادة «المؤتمر الوطني» كانت فاشلة، بشن الحروب في الجنوب ودارفور وشرق البلاد، وانتهت بانفصال الجنوب. ودعت إلى أن تتبنى الجمهورية الثانية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وإعادة هيكلة الدولة في المركز، وحذرت من أن تذهب الجمهورية الثانية إلى منحى الأولى بانفصال مناطق أخرى في السودان.

    وقال البشير في احتفال جماهيري أقامته الطرق الصوفية في منطقة (الكباشي) شمال الخرطوم، أمس، إن انفصال الجنوب حسم هوية شمال السودان. وأضاف «الآن السودان حسمت هويته وبصورة نهائية، وأن 98% في الشمال مسلمون». وتابع «أصبحت الشريعة الإسلامية والدين الإسلامي الدين الرسمي للدولة»، وشدد على أن الجمهورية الثانية لحكمه بعد انفصال الجنوب ستحكم بالشريعة، وقال «دعوتنا للآخرين أن يتحدوا معنا، وسنفتح لهم الباب إلا من أبى»، في إشارة للقوى السياسية التي تطالب بقيام مؤتمر دستوري وإجراء حوار شمالي – شمالي. وأضاف «يدنا ممدودة، ليس عن ضعف أو خوف وإنما في سبيل الدعوة الإسلامية».

    ورفض البشير ربط تصويت الجنوبيين للانفصال بإصرار حزبه المؤتمر الوطني على تطبيق الشريعة الإسلامية في الشمال، وقال إن اتفاقية السلام الشامل التي تم توقيعها مع رئيس الحركة الشعبية الراحل الدكتور جون قرنق في يناير (كانون الثاني) في عام 2005 كانت بشهادة وتوقيع كل الأطراف الإقليمية والدولية، وأولها الولايات المتحدة الأميركية، ووقع عنها وزير خارجيتها السابق كولن باول. وأضاف أن الاتفاقية نصت على تطبيق الشريعة الإسلامية في الشمال وألا تطبق في الجنوب، وتابع «ولأن الحساب ولد فإن ما يقارب نسبة 100% من الجنوبيين صوتوا في الجنوب الذي لا تطبق فيه الشريعة الإسلامية، في حين أن نسبة 56% من الجنوبيين في الشمال صوتوا للانفصال رغم أنه يطبق الشريعة الإسلامية». وقال إن «الذين يرددون أن المؤتمر الوطني وراء انفصال الجنوب بسبب إصراره على تطبيق الشريعة أرادوا أن يضربوا عصفورين بحجر واحد»، وأضاف «العصفور الأول إلغاء الشريعة الإسلامية، والثاني المؤتمر الوطني، لأن الجماهير السودانية تقف وراءه لأنه يحكم بالشريعة الإسلامية». وشدد على أن الجنوبيين لم يصوتوا للانفصال بسبب الشريعة وإنما لمواقف سياسية. وقال إن حزبه قدم الكثير لأجل وحدة السودان، متحديا القوى السياسية السودانية أن توضح ما قدمته لصالح الوحدة. وأضاف «قدمنا الشهداء في الحرب لأجل الوحدة، ونتحدى القوى السياسية أن توضح لنا ما قدمته من أجل وحدة الجنوب».

    وقال البشير إن زيادة الأسعار في السلع الأساسية والنفط فرضتها قرارات الحكومة بسحب الدعم غير المباشر للمواد البترولية من الفئات المقتدرة لتقديم دعم مباشر إلى الفئات الفقيرة. وجاء رده في أعقاب تظاهر المئات من السودانيين الذين خرجوا الأسبوع الماضي منددين بارتفاع الأسعار. وقال إن زيادة الأسعار قرار الحكومة لسحب الدعم غير المباشر للمواد البترولية لصالح الفئات الفقيرة، مشيرا إلى أن الحكومة ستقوم بدعم أكثر من 500 ألف أسرة صغيرة إلى جانب دعم 150 ألف طالب جامعي. وقال إن الطلاب الشماليين الذين كانوا يدرسون في جامعات الجنوب التي رحلت إلى هناك قد تم حسم أوضاعهم، من دون أن يدخل في تفاصيل. كما تقدم بوعود بتقديم الدعم للتعليم والصحة وبناء المصانع والسدود لزيادة إنتاج الكهرباء. وقال «افتتحنا أربعة مصانع الأسبوع الماضي في نهر النيل لصناعة الإسمنت، وهناك ثلاثة مصانع للسكر سيتم افتتاحها هذا العام، وهناك سدود ستقام لزيادة إنتاج الكهرباء». وقال إن حزبه نال أصوات الشعب السوداني بنسبة 98% في الانتخابات التي جرت في أبريل (نيسان) الماضي وفاز فيها برئاسة الجمهورية. وأضاف «لم يتم إرهاب أو تقديم رشوة للمواطنين لكي يصوتوا في الانتخابات الأخيرة». وتابع «باب الحريات مفتوح لكل السودانيين ليس خوفا من أحد». وقال «لكن أي شخص يعمل للفوضى أو التخريب سنواجهه بالقانون والدستور».

    من جهته، قال نائب الأمين العام للحركة الشعبية، رئيس قطاع الشمال وعضو المكتب السياسي ياسر عرمان، في بيان صحافي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إنه خلال الأيام الماضية تردد الحديث عن مولد الجمهورية الثانية في شمال السودان، داعيا إلى تقييم تجربة الجمهورية الأولى التي قال إنها انتهت بفصل الجنوب وشن الحروب على الجنوب ودارفور والشرق ومناطق أخرى وأدت إلى انهيار الريف وأعمدته، الزراعة والرعي، وإلى تدهور مريع في الخدمات وعلى رأسها الصحة والتعليم. وأضاف أن الجمهورية الأولى «جعلت الدولة دولة للحزب، ونخر عظمها الفساد، ولم تعترف بالتنوع والتعدد السياسي والإثني والديني، وانتهكت حقوق الإنسان بدرجة غير مسبوقة، وانتهت بتسونامي فصل الجنوب». وقال إنه لا تزال فى الحلق غصة ومرارة لفشل لا مبرر له، ولن يزول إلا بوحدة جديدة في اتحاد بين دولتين أو كونفيدرالية بين دولتين أو أكثر، والبداية بعلاقات استراتيجية بين الجمهورية الثانية والجنوب. وتابع «علينا أن نعمل لها جميعا، على أن تكون مغايرة للأولى، وتبنى على الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وإعادة هيكلة السلطة في المركز وإقامة مركز ديمقراطي يعترف بحق الآخرين في أن يكونوا آخرين في إطار سودان موحد». وحذر من أن الجمهورية الثانية ستنتهي مثل الأولى بفصل الجنوب الجغرافي الجديد أو الجنوب السياسي، وقال «وهذا ما لا نريده ولا نتمناه لبلادنا».

    وقال عرمان في بيانه إن الجمهورية الثانية التي يقودها «المؤتمر الوطني» بدأت بسلسلة من الاعتقالات للعشرات، من ضمنهم قيادات نسائية وشباب وطلاب وقادة سياسيون، واعتبرها انتهاكا للدستور والقانون، مشيرا إلى أن قيادات نسائية من حركته طالهن الاعتقال، مجددا مطالبة حركته بإطلاق سراح جميع المعتقلين وإيقاف الاعتقالات والاعتداء على النشاط الجماهيري السلمي. وقال «فصل الجنوب يعد كارتا اصفر على أقل تقدير لسياسات المؤتمر الوطني السابقة، ولكي يتفادى الكارت الأحمر والطرد من المباراة لا سبيل له إلا ابتدار حوار شمالي شمالي ديمقراطي وإشراك الجميع في ترتيبات دستورية»،

    داعيا إلى الاتفاق على مشروع وطني لبناء دولة الشمال الجديدة، وأن يتم تعميم المشورة الشعبية التي يتم تطبيقها في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان على بقية ولايات شمال السودان. وقال «أن نتخذ من المشورة الشعبية والحل العادل لدارفور مناسبة لهيكلة سلطة المركز وبناء دولة وجمهورية ثانية جديدة بالاستفادة من الجمهورية الأولى»، وتابع «إن لم يحدث ذلك فإن (المؤتمر الوطني) سيؤهل نفسه لكارت أحمر من الممكن تفاديه بتجارب الماضي والتجارب من حولنا»، في إشارة للانتفاضات في تونس ومصر. وأضاف أن جيلا جديدا من الشباب نشأ أثناء حكم «المؤتمر الوطني» يرغب في التغيير والتجديد، وعلى الجميع الاستماع لهم، وقال «العمل السياسي يشهد حزبا جديدا هو حزب الإنترنت والمواقع الاجتماعية».
                  

02-06-2011, 03:53 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قالها البشير بوضوح ... تحدى بقوله كل مثقف ومتعلم ...دعوة للكتابة هنا والتعليق .. (Re: الكيك)

    حزب الجراد ..
    بقلم: د. حيدر ابراهيم علي
    الأحد, 06 شباط/فبراير 2011 06:50

    [email protected]

    -1-

    لكم التحية، رياحين 30 يناير،ذلك الصوت الأخضر الغض.ولكنه مهما كان خافتا يبقي مجلجلا حين يثقل الصمت القلوب،ويعشي التواطؤ البصائر.ويزلزل ضؤكم الرقيق الشفيف اوتاد ذلك الليل الذي أبي أن ينجلي.ورغم أن السوس والنمل الابيض قد أفني عصا سليمان- الانقاذ،الا أننا نتأملها من بعيد مترددين. فخطوتكم تلمس العصا المتآكلة التي يستند عليها السلطان الجائر.لا تيأسوا ولا تحبطوا فانتم الفئة القليلة التي ستغلب الكثيرة المنافقة.هكذا وعدكم القرآن الذي حاول حزب الجراد اختطافه أو ايداعه الي بعض حساباته في البركة أو فيصل.
    نحن-جيل ستينيات العمر والقرن-فقد خذلنا الجسد رغم أن الروح ما زالت مشتعلة.قد لا نستطيع المشي في مظاهرات طويلة.ولكن لا يمكن لن نسمح للدهر أن يحرمنا شرف المشاركة في اسقاط النظام الذي تفرد في اذلال هذا الشعب العظيم.فلن تمحي كباري وطرق ومصافي العالم كلها،ليلة تعذيب واحدة لمواطن سوداني في بيت أشباح.فهذا هو عاركم المقيم وانجازكم الخالد الذي لن يطيله أي غفران أو توبة. هذا اختراع اخونجي اسلاموي تنفردون ببراءة اختراعه في وطن متسامح وشعب طيب، لم ينفخكم كما فعل عبدالناصر في سجن (ابوزعبل) ولم يقصفكم بالطائرات كما فعل حزب البعث في حماة وحمص. ولكنه اللؤم والخسة والحقارة للشعب الذي اقتطع لقمة عيشه ليعلمكم والا لكنتم ترابلة (جمع تربال=مزارع) أو رعاة غنم وأبل وبقر في بحر ابيض وحجر الطير والضعين. وأنكر الجميع ما فعلوه في وقتها ولكن حين اختلفوا بعد المفاصلة عام1999 أقبل بعضهم علي بعض يتلامون ويرمي كل طرف بتهمة التعذيب علي الطرف الآخر. وهذه خسة اخرى ولم يمتلك أي منهم الشجاعة للاعتراف بالخطئية ثم يعتذر. وهذا مستحيل،لأن قاموسهم يخلو من اخلاق احترام الغير. ولذلك لم أعرف جماعة سياسية تحتقر شعبها كما يفعل حزب الجراد في السودان.


    -2-
    لماذا حزب الجراد؟ تقول القواميس معرّفة:" لا ينزل علي شئ الا جرّده. جرده من ثوبه عراه،وجرد الجلد نزع عنه الشعر،ويجرد الجراد الارض يأكل ما عليه من النبات وأتي ما عليه ولم يبق منه شيئا". وفي تعريف أحدث:"يجرد الأرض كلأها ومرعاها ونزع القوت من فمه وأتي علي كل ما أنفق من جد وكد في الزرع والحرث وانتشرت بسببه المجاعات."يلتهم في الكيلو الواحد من السرب 100 ألف طن من النباتات الخضراء في اليوم.وهو ما يكفي لغذاء نصف مليون شخص لمدة سنة.وفي شرح آخر:"الغوغاء في الطبيعة صغار الجراد، أول ما يكون الجراد دبا ثم غوغاء اذا هاج بعضه في بعض ومنه قيل لاخلاط الناس وعامتهم غوغاء".ويقارنه البعض بالنمل النشط والمنتج،أما الجراد:" هو كائن مزعج مؤذ فتّاك متكاسل متواكل،غليظ الشكل والسلوك،معتد لا يشبع،يكوّن عصابات يصول ويجول،زارعا الرعب في قلوب الابرياء والآمنين سالبا منهم أقواتهم وأمنهم وطمأنينتهم ثم يرحلون".
    ويتردد اسم الجراد في التراث الديني كثيرا في صور سالبة. ففي القرآن الكريم يعاند أهل فرعون قائلين:" وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين."فجاء الرد عمليا حاسما:"فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصّلات فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين". (الاعراف133). اذن فالجراد عقاب وابتلاء يسلطه الله سبحانه علي من بشاء بأمره.لذلك قال عنه بعض الفقهاء أنه: جند من جند الله.ورويت احاديث تقول:"أكثر جند الله لا آكله ولا احرمه"، وفي حديث آخر:"لا تقاتلوا الجراد فانه جند الله الاعظم". ويكتب ابن القيم: "وهذا من حكمته سبحانه أن يسلط الضعيف من خلقه الذي لا مؤنة له علي القوى فينتقم به منه وينزل به ما كان يحذّره منه حتي لا يستطيع لذلك ردا ولا صرفا". لذلك يدعى عليه:"اللهم اهلك كباره ،واقتل صغاره،وافسد بيضه،واقطع دابره،وخذ بافواهه عن معايشنا وارزاقنا انك سميع الدعاء".
    أما في الأدب فهناك تراث غزير في كل ضروب وفنون لابداع:الشعر،الرواية،المسرحية،القصة...الخ.فيما يلي مجرد نماذج للتمثيل فقط:
    عام الجراد
    سنحصد الجوع الموزع بالتساوي بيننا
    أرض ترتل حزنها
    تتلو الوصايا
    عام الجراد
    ستطفئ الريح التي هبت علي أرواحنا
    ما قد اضأنا من شموع في زواياها
    وتجرفنا الي النسيان خلف جدارنا المصبوب من كذب
    واسماء من الاسمنت والصوان
    وستكسر المدن التي قد شيدت من عظمنا
    فوق الفراغ(احمد ابو سليم)
    وفي قصيدة اخري:-
    لماذا تركت الجراد يغني
    ببستانك الوعد؟
    كان فحيح الاغاني لحنا قبيحا
    وكنت تنقّر بالكف عجبا
    تداجن من لا تود
    وفي الدار تركض تلك الوعول(حسين علي محمد حسين)
    ونجد في(نهج البلاغة)وصفا لأهل حزب الجراد:"هم الذين اذا حضروا ضروا واذا غابوا نفعوا".

    -3-
    كان السودانيون ايام الحركة الوطنية والنضال ضد الاستعمار يرفعون شعار القضاء علي ثالوث التخلف:الجهل والفقر والمرض.والآن بعد كل هذا الزمن والتضحيات فقد انجز"حزب الجراد" شروط التخلف بامتياز واعاد البلاد الي دولة الفونج(عام1504) خاصة وهم ينسبون انفسهم لسنار،فهي الدولة الاسلامية الاولي(راجع حسن مكي:الثقافة السنارية،والاحتفال بمرور خمسمائة عاما"هجريا"علي الدولة الاسلامية في سنار).كثير ما يلجأ حزب الجراد الي لعبة الارقام وتزويرها.وهنا نصل الي آليات "التمكين" الجرادي.
    فقد بُني الانقاذ علي أربع كأعمدة وجود واستمرار، وهي: -الكذب، الفساد، الترف، والاستهبال وهي تمثل لحزب الجراد،المرجعية والقيم والايديولوجيا والبرنامج. فهم يكذبون كما يتنفسون والفساد أس الاخلاق والنزاهة هي الاستثناء،اما الترف والفساد فكأن الآية الكريمة:"اذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها" قد نزلت علي حالتهم خاصة.ةوعن الاستهبال فيكفي ان تسمع الي المديح بالجيتار في ساهور! والحكومة الاليكترونية وكيف يضع كل وزير امامه (لاب توب) في الصور المرسلة من جلسات مجلس الوزراء. ولنقرأ بعض كتابهم منذ انقلاب30 يونيو1989.

    -4- في الكذب:
    بدأ أصحاب حزب الجراد بالكذب علي الله ورسوله بادعاء أنهم سوف يطبقون حكم الله ويفرضون الشريعة.وكنا طوال هذا الوقت نظن أننا تحت ظل الشريعة السمحاء الي أن فوجئنا قبل اسابيع بالسيد الرئيس في القضارف يبشرنا بانهم بعد الاستفتاء سوف يطبقون الشريعة ويلغون التعددية الثقافية المدغمسة.ومازلت حتي الآن محتارا بماذا كنا نحكم؟وهذا اعتراف خطير يؤكد سذاجتنا،فكيف يمكن أن نصدق أن جماعة حلت بنفسها الحركة الاسلامية ثم تدعي تطبيق الشريعة؟بأي ادوات تفعل ذلك؟لقد ادخلونا في معامل حزب الجراد لاحراء اختبارات التجربة والخطأ وبالفعل عاملونا كالفئران.اذ اعلن حزب الجراد ،الجهاد في الجنوب وهلك الآف من الشباب ثم يوقع الاتفاقية ويفصل الجنوب.
    ويبقي في السلطة وهو نفس التنظيم: حزب الجراد لم يتغير!
    كذب الجراديون علي الشعب السوداني حين كشفوا مسرحية: ذهاب الترابي الي السجن والبشير الي القصر. وهم الذين رددوا القصة بعد الخلاف والمفاصلة1999 ويفخرون بها لانها تشبه دهاء معاوية وعمرو بن العاص أو بالقول: الحرب خدعة!
    ومنذ ذلك الحين قرروا الا يصدقوا هذا الشعب.وقد اباح بعض الفقهاء الكذب علي الرعية والزوجة لو خافوا من ان يكون الصدق سببا في خراب المجتمع أو الأسرة. ويبدو أن هذه الفتوى حازت اعجايهم فدعموا بها كذبم الفطري الاصيل.ولعلهم قاموا بتأصيل الكذب.
    ومن ابداعات حزب الجراد تحويل الحقائق الي اكاذيب والارقام الي اوهام. فقد يستمع المرء الي الميزانية أو استراتيجية التنمية الشاملة ثم ينزل الشارع ولا يري أي أثر للارقام او المشروعات التي سمعها.أيام الازمة الاقتصادية العالمية،قيل لنا أنها لم تؤثر علينا لأننا محصنون في اقتصاد اسلامي قوي لا يأتيه الباطل من أي جهة.
    ولكن هذه الايام مع تفاقم الازمة الداخلية،يرجعون حتي اسباب غلاء (الجردقة) الي الازمة الاقتصادية(مع طبعا).

    -5- في الفساد والترف:
    ارتبط الترف بالفساد أو العكس لا يهم،لدي حزب الجراد،فالمال السهل يحتاج لأن يعلن عن نفسه لعدة اسباب.يقصد غواية واغراء آخرين بقصد تعميم وتطبيع الفساد أي تطبيع الفساد بحيث يكون عاديا لا يثير الاحتجاج والاحتقار وان تدخل يدك في جيب الحكومة أو الشركة العامة وكأنه جيبك الخاص.وكان ابوذر الغفاري يرفض ان يقول الخليفة عن المال:مال الله ويصر علي انه مال الامة.لانه يخشي ان يعتبر نفسه
    حاكما باسم الله وبالتالي يتصرف في المال بلا رادع.ووجد حزب الجراد في التراث ترسانة من الشعارات التي تبيح الغني أو حتي الترف.فراحوا يرددون:"نعم المال الصالح للرجل الصالح" أو" وكلوا من طيبات ما رزقناكم" و"قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده"أو "أن الله يحب أن يري أثر نعمته علي عبده" ...الخ. وهكذا انتصر الترف علي الزهد أو البساطة،وتغلب نموذج البورجوازية الاسلاموية الاستهلاكي الريفي.وهو نموذج يظهر نعمة ربه في التطاول في البنيان والأكل الكثير الدسم و"المؤمن حلوي" وتعدد
    النساء صغيرات السن وهذا تعويض بأثر رجعي لضياع سنوات المراهقة الطبيعية في معسكرات التنظيم الصيفية.

    -6- في الاستهبال:
    رغم الصرامة المرسومة والجبرة(صرة الوجه)يبدو لي أغلب افراد حزب الجراد غير جادين.فالواحد يخبيء دائما ابتسامة خبيثة يغالبها وتغالبه.وبسبب غلبة الايديولوجبة علي سلوكه فهو لا يعبر بالمرة عن شعوره الحقيقي وكل ما يقوله ليس ما يقصده. وهناك فجوة عميقة بين ظاهره وباطنه.ويظل طوال عمره يخفي شخصيته الاصلية،ويعمل في الحياة بالصورة المستنسخة.وهذا هو مأزق الجرادي او الاسلاموي الوجودي الذي يجعله ينتظر الجنة بفارغ الصبر أو يحلّل كثيرا من الملذات.
    ومن مظاهر الاستهبال، أن هذه الدولة المبتذلة الفاجرة تظل ترقص وتغني وتعرض وتمدح؛ والوطن يقسّم. فرحانين علي رمادهم وسجم خشمهم-كما يقال لمن لا يفرق:متي يفرح ومتي يحزن؟حتي في رمضان قبل أن ينتهي الاذآن يكون تلفزيونهم قد صرخ:الشادن الكاتلني ريدو هلك النفوس والناس تريدو. ثم ينطلق الغناء للزيت والصايون والخشب قبل التراويح.وتصور من اشكال الاستهبال حولوا شهامة من اخلاق وقيمة الي شركة عالية الارباح.وتحولت الآيات الي لافتات تحمل اسماء شركات: الانفال، الرواسي، الفتح، الانعام، الفرقان، الاخلاص...الخ وهي اسماء لبقالات وشركات ترحيل،ومزارع.وتحول التعليم الي تجارة ذات علامات دينية كما في الاسماء ومصاريف ذات ارقام فلكية.ويشترك التعليم التجاري مع الاعلام الافيوني وثقافة الونسة والقعدات والتسلية السمجة في عملية تجريف وتجريد وتزييف للعقل والروح السودانيين.والدليل انطلاق ليالي العاصمة والطابية بينما الجنوب يقرر الانفصال وكأنها احتفالات فرح بالقرار.وبالمناسبة يحظي وزير ثقافة القعدات والسهرات بتطبيل منقطع النظير لكثرة المنتفعين. فالوزير"المثقف"يعيش في مدينة تخلو من أي تمثال في ميدان عام ولا قاليري واحدة ولا مكتية عامة ولا دارللأويرا.ثقافة الاستهبال فعلا.كما أن الثقافة رؤية للحياة والمجتمع فتصور وزير ثقافة في القرن الحادي والعشرين،يقول:"أنا من أنصار الزواج والتعددية ولكن لمن استطاع اليه سبيلا واعتقد ان من وراء ذلك حكمة منها تضاعف اعداد النساء،وطبيعة المرأة التي تجعلها في كثير من الاحيان لا تستجيب لرغبات الزوج والتي تكون سببا في احصانه،فتمر بفترات حمل وولادة ونفاس وحيض ورضاع وكلها اسباب تساعد علي ابتعاد الرجل عن زوجته.واعتقد ان النساء لو فهمن هذا الأمر وخرحن من انانيتهن يمكن أن تحل كثير من المشاكل".(فتاتي29/6/2008 كما اوردها عبد الماجد عليش:الاقوال والافعال 2010:363) فهل يمكن لحزب الجراد أن تكون له ثقافة غير هذه التي تهين المرأة والرجل؟

    --7 توقف
    هذا الحوار يتوقف هنا مع الورد اللي فتّح في حدائق الوطن،وأردد مع امام ونجم:
    رجعوا التلامذة للجد تاني
    ولا كورة نفعت ولا اونطة
                  

02-09-2011, 05:05 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قالها البشير بوضوح ... تحدى بقوله كل مثقف ومتعلم ...دعوة للكتابة هنا والتعليق .. (Re: الكيك)

    الكرامة السودانية ...كلمة السِر في الانتفاضة الشعبية القادمة! ...

    بقلم: فتحي الضَّـو
    الثلاثاء, 08 شباط/فبراير 2011 18:42

    [email protected]


    عندما اندلعت الثورة الحمراء في تونس الخضراء من منَا لم يتذكر شاعرها العظيم أبا القاسم الشابي، الذي جسّد غلبة إرادة الإنسان في قصيدته العصماء ذائعة الصيت، مؤكداً إنه لابد وأن يستجيب لها القدر. ومن المفارقات أن استجابة القدر لم تتوقف عند الحدود التونسية، فقد انتفض أهل الكنانة بصورة أذهلت حتى الذين ظنوا أنهم استكانوا تحت حكم الطاغوت. كما أنه بدأ يلوح في الأفق تململ وضجر دول أخرى ترزح تحت نير الأنظمة الديكتاتورية والشمولية. ويبدو لي أن ما تنبأ به الكاتب والمفكر الدكتور جلال أمين في سفره الشيق الموسوم بـ (عصر الجماهير الغفيرة) قد تحقق بعض الشيء أو في طريقه للتحقق الشامل. فالذي يجري أمام أعيننا يُجسد تلك المقولة، ويؤكد أفول نجم الأنظمة القمعية والقهرية. ولكن من ذا الذي ينبيء العصبة ذوي البأس في بلادي، والذين أخذتهم العزة بالإثم وظنوا أنهم أسسوا ملكاً لن يبيد أبداً. مع أن قرائن الأحوال ووقائع الأحداث تشير إلى قدوم الطوفان حتى لو استبقوا أنفسهم في بروج مشيدة، فدروس التاريخ وعبره علمتنا أن كل نظام مستبد وحتى وإن طالت سلامته، لابد يوماً على آلة حدباء محمول!


    دع عنك قولنا وقول جلال أمين مما قد تحسبه العصبة أضغاث أحلام حتى ولو استبانوا رؤاه ضحى الغد. فما بال دغمري من دغامر العصبة (والدغامر في اللغة هم أراذل القوم) فقد نزع الدكتور أمين حسن عمر غريزة الكذب التي جُبلت عليها عُصبته وأطل على القراء بمقال في (صحيفة السوداني 3/2/2011) بعنوان تحسب أن كاتبه واحداً من غلاة معارضي العصبة (التغيير.. مطلوب الساعة) يقول فيه كمن ظفر بالحكمة بعد ضلال إن التغيير قادم. وبعد حذلقة وفذلكة ليس فيها جديد، يتصنع جرأة في غير موضعها (لذلك فإن التغيير المنشود ليس هو التغيير في القيادة السياسية فحسب بل هو تغيير في الثقافة السياسية التي تدرك أن السلطان السياسي شأن عام لا يحوزه فرد من الناس أو ثلة من دون سائر الناس) ثمّ صال وجال في أهمية التغيير وأفتى بضرورته وأكد حدوثه باعتباره سنة من سنن الحياة، ولكنه نكص على عقبيه كأنه يخشى علينا من جرعة فرح كبيرة، فجعل الأمر كله بيد المؤتمر الوطني وما اسماه بـ (كبير العائلة) علماً بأننا لا نعرف في هذه العائلة كبيراً يشار إليه بالبنان، فكلما توسم الناس خيراً في أحدهم وجدوا (شهاب الدين أظرط من أخيه) على حد المثل العربي السائد. ولو أن الرجل كان صادقاً في دعواه لترجل أولاً وضرب مثلا لعصبته!


    كنا قد ذكرنا في مقال سابق أن للشعب السوداني أسباباً تفوق الأسباب التي اندلعت من أجلها الثورة التونسية، ومن ثمَّ التي من أجلها انتفض الشعب المصري. فكلنا يعلم بل هم أنفسهم يعلمون، أن العقدين اللذين قضياهما في السلطة لم تكن نزهة ولا سياحة ترفيهية، فقد كانت مليئة بالموبقات ما ظهر منها وما بطن. أذاقت فيهما البلاد والعباد جحيماً لا يطاق. وأنَّ صَبْر السودانيين على أفعالها الخرقاء وأقوالها البلهاء، لم يكن ذلك إهمالاً بقدر ما هو إمهالاً ينتظر زماناً معيناً، فللثورة شروطها الموضوعية وقد اكتملت ولم يبق منها شيء سوى ساعة الصفر وهي قادمة لا ريب فيها. فلو أن الثورات تندلع من أجل الفقر فإن العصبة أحالت السودانيين إلى جيش من الجوعى والمتسولين. وإن قيل أن الثورات سببها البطالة فإن العصبة لم تكتف بالمحسوبية، فقد دفعت الشباب إلى تعاطي المُخدر والمُسكر. وإن كانت الثورات تنفجر لمحاربة الفساد فقد أصبح للفساد وسط العصبة سنن وفرائض، وإن كانت الثورات سببها بطانة السوء التي تحيط بالسلطان، فلم يكن (أسد البرامكة) في حاجة لبطانة سوء فقد أغناه عنها إخوته وزوجه وبنو عمومته واخواله ومن لف لفهم في الأسرة الممتدة.. فباسم الله عاثت فساداً، وباسم الله قتلت وسفكت دماءاً، وباسم الله نهبت وافسدت وباسم الله كذبت وافترت!


    بيد أن هذا كله متوفر ويكفي لاشعال ثورات لو وزعت على البشرية كلها لكفتها. لكن الذي سيشعل الثورة القادمة حقاً، هي كلمة سر واحدة اسمها (الكرامة) هي المفتاح وضربة البداية التي ستفتح الطريق لفض كل ملفات السوء سابقة الذكر. فالذي لا مراء فيه أن العصبة الحاكمة قد أهدرت كرامة السودانيين، وثابرت على ذلك لأكثر من عقدين من الزمن بهمة تدميرية كأنهم ما خلقوا إلا لها. من ذا الذي لم تهدر كرامته من أهل السودان؟ من ذا الذي لم يصبه وابل من سوءآتها سواء في نفسه أو أسرته أو أقربائه أو أصدقائه أو جيرانه أو زملاء دراسته؟ فإن لم يطالك سيف الفصل التعسفي، فإنك لن تفلت من الاعتقال، وإن اعتقلت فالتعذيب والتنكيل في انتطارك، وإن عُذبت فقد يفضي بك ذلك إلى الموت الزؤام في بيوت سيئة السمعة، وإن لم تمت بالسيف مت صبراً أو قهراً أو كمداً. وإن كنت محظوظاً فيمكنك أن تكون ضمن الثلاثمائة ألف الذين تبعثروا في فجاج الأرض يبحثون عن مأوى فماتوا ظمأ ومسغبة. وإن لم يكن لا هذا ولا ذاك فلا شك إنك كنت أحد الذين قذفت بهم العصبة لما وراء البحار والمحيطات في نفي لا يعرف أحد أيان مرساه. وإن كنت محايداً لا غاضباً ولا مغضوب عليك فقد تجد فرصة للنفاذ بجلدك نحو دولة تتعطف عليك بوظيفة تدرأ عنك مرارة العيش وذل السؤال، وتنضم إلى تلك الفئة التي يسمونها (الطيور المهاجرة) وتصبح ضرعاً تتغذى منه سلطة غاصبة، وتدوس في نفس الوقت حقوقك حتى وأنت خارج حدودها. وتجد أمامك شخصاً اسمه (كرار التهامي) لم يجد في نفسه ذرة حياء تزجره مما نطق به عند تعيينه وقال إنه كان (غواصة للجبهة الإسلامية) فتأمل!


    الكرامة السودانية أهدرت عندما تربع رئيس على قمة السلطة بفؤاد أفرغ من جوف أم موسى. لم يجد في قاموسه غير عبارات جوفاء استهلها بحديث البندقية وقال للملأ جئنا للسلطة بالبندقية ومن أرادها فليحمل البندقية وينازلنا، ثم بدأت أحاديث الخواء تترى، فإن أعيته الحيل في مقارعة الحجة بالحجة ردّ التحية بأحسن منها وقال (بلوها وأشربوا مويتها) وأخيراً لم يجد بداً من أن يلقم جنوداً مجهولين حجراً، فكانت (الدغمسة) ترياقاً لمن شاء أن يسلك طريقاً غير عصبته. وإن غاب عن الأنظار برهة جاء (النافع الضار) يتأبط شراً ليشنف آذان سامعيه بروايات (لحس الكوع وسلخ جلد الكديس) والأخير يعني القط لمن لا يعرفون دارجية أهل السودان. ومؤخراً أدخل (الضراع) حكماً في تداول السلطة وهي الذراع أيضاً لمن لا يعرفون الدارجية ذاتها. ونحن إن شئنا تتبع هذه الطلاسم فلسوف ترهِقُنا من أمرنا عسراً، فهؤلاء قوم لم يدخلوا قرية إلا وأفسدوها، إن لم يكن بحاجة من حوائج الدنيا، فبالاستعلاء والاستخفاف والازدراء. فما ضرهم إن كان الحكم عندهم فرض كفاية، إن قام به البعض سقط عن الآخرين!


    الكرامة السودانية أهدرت عندما أصبح الشعب الوديع موصوماً بالارهاب ، من ذا الذي سافر خارج السودان ولم يتم توقيفه في المطارت من ضابط جوازات نظر إليه شذراً لمجرد إنه يحمل جواز السفر سيء الصيت؟ والكرامة السودانية أهدرت عندما اصبحت إسرائيل الدولة الوحيدة التي كانت مستثناة في الجواز المذكور، دولة مرغوبة يخاطر بالوصول إليها بعض ابناء الوطن لأنها أحن عليهم من سادة الوطن. والكرامة السودانية أهدرت ومن بقى منهم داخل الوطن صار أسير معسكرات الذل والهوان لأكثر من سبع سنوات حسوماً. والكرامة السودانية أهدرت عندما أصبحت أمور الحكم تدار بأيدي آخرين ظلت العصبة تلعق في أحذيتهم في السر وتخرج للعلن لتبشرهم بعذاب واقع. والكرامة السودانية أهدرت حينما لا يكتفي مصطفى عثمان أو الطفل المعجزة على حد تعبير صديقه رئيس التحرير الهمام، بوصفنا بـ (الشحادين) ولكنه يقيم بلا حياء مؤتمراً دولياُ (للشحادة) في الدولة التي آزروا صدام حسين لمحوها من الوجود. والكرامة السودانية أهدرت يوم أن انتظرنا حتى رأينا جزءاً عزيزاً من الوطن يذهب بعيداً عنّا، ورئيس يرقص على أنغام الانفصال وبطانة لعوب تنتشي طرباً!


    الكرامة السودانية أهدرت عندما أضطر ذوي النفوس العزيزة أن يمدوا أيديهم في الطرقات يسألون الناس إلحافاً أعطوهم أو منعوهم. والكرامة السودانية أهدرت حينما يتخرج الطالب من جامعة ولا يجد وظيفة يستطيع من خلالها أن يرد ديناً مستحقاً لأسرة علمته بشق الأنفس. والكرامة السودانية أهدرت حينما رأينا الحفاة العراة يفسدون في الأرض ويتطاولون في البينان ويكنزون القناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة. والكرامة السودانية أهدرت حينما تحكّرت أمامنا وجوه نزع منها الحياء وعقول خاوية ظلت تتقلب في المناصب لعقدين من الزمن كما يتقلب المحب على نار الغرام، والكرامة السودانية أهدرت حينما يشعر كثير من الكفاءات التي تشتت في بلدان الغير أنها لا تستطيع أن تقدم حصيلة علمها لوطنها، وهي تحلم بأن يكون وطناً تشرئب له الأعناق لا طارداً تنفر منه النفوس. والكرامة السودانية أهدرت حينما يذهب مريض أنهكه المرض للاستشفاء فلا يجد ثمن الدواء، وحينما يطلب ابن من ابيه (حق الفطور) فلا يجد إلا عيوناً زائغة وفماً لا يقوى على الكلام. والكرامة السودانية أهدرت حينما تسأل زوج زوجها كساءا تستر به نفسها فيرسل المسكين زفيراً وهو حسير. والكرامة السودانية أهدرت يوم أن أصبح الزواج عار من خلف أبواب مغلقة.. واسبغوا عليه تسميات العرفي والمسيار بل حتى المتعة لينهلوا منها مثنى وثلاث ورباع! والكرامة السودانية أهدرت حينما نقرأ بعين مفتوحة في الصحف إعلانات المحاكم عن الطلاق للإعسار والطلاق للغيبة والطلاق خوف الفتنة، والفتنة أقمنا لها نصباً تذكارياً في دار اسمها (دار المايقوما) لفاقدي السند!
    الكرامة السودانية أهدرت حينما لا يعلم (المغترب) أيان عودته، وحينما تحاصره الديون وتتكاثر عليه طلبات الأهل ويده مغلولة إلى عنقه. والكرامة السودانية أهدرت حينما يدير عزيز قوم ذل وجهه عن الناس، ليس بخلاً ولكن حتى لا يروا طعاماً يزدرده ليسد به رمقه. والكرامة السودانية أهدرت حينما بتنا نهرب من الضيف لا تبرماً ولكن لضيق ذات اليد. والكرامة السودانية أهدرت ونحن نطالع أخباراً تسرد لنا كيف أن ابناً عاقاً قتل أبيه من اجل حفنة دراهم، وكيف أزهقت أم مكلومة روح بنتها ستراً لعورة في وطن اصبح كله عورة. والكرامة السودانية أهدرت ونحن نقرأ عن راشد اغتصب طفلاً أو طفلة ولا تدري على من تبكي. والكرامة السودانية أهدرت حينما يتمنى الأب ألا يأتي العيد، ولا يهل عليه رمضان، ولا يدعوه أحد لحفل زفاف يقول له العاقبة عندكم في المسرات!


    الكرامة السودانية أهدرت يوم أن رأى الأساتذة الجامعيون فتى غريرا اسمه حاج ماجد سوار صفع أستاذه وزميلهم في نفس الوقت ومع ذلك يكافأ بتعيينه وزيراً للشباب والرياضة. والكرامة السودانية أهدرت عندما أصبح أشاوس القوات المسلحة الذين ترصع كتوفهم النجوم يتلقون الأوامر من سادة الدفاع الشعبي، علي كرتي وكمال حسن علي وعبد القادر محمد زين. والكرامة السودانية أهدرت حينما يحشدون الناس في هجير الشمس، ليذروا على مسامعهم الوعد تلو الوعد، والكذبة تلو الكذبة. والكرامة السودانية أهدرت حينما يصبح بعض ابناء الوطن رجس من عمل الشيطان ينبغي اجتنابه!
    من هم – يا هداك الله - أولئك الذين أهدرت كرامتهم. إنهم ليسوا قوم جاءوا من كوكب آخر يا صاح. ولم يكونوا غرباء ضلوا الطريق لبلد اسمه السودان. إنهم ببساطة شديدة.. أنا وأنت وأبوك وأمك وأخوك وأختك وعمك وعمتك وخالك وخالتك وجدك وجدتك وابنك وبنتك وجارك وجارتك.. إنهم ابناء عمومتك وخؤولتك.. إنهم باختصار بنو وطنك.. فعلام يا سادتي ندفن رؤوسنا في الرمال.. فهل نحن نتوارى خجلاً أم جبناً.. وإلى متى نقرأ سراً حينما يحين وقت الجهر!

    آخر الكلام: لابد من الديمقراطية وإن طال السفر!!

    الثلاثاء 8/2/2011
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de