|
Re: العدالة الانتقالية [دعوة إلى الحوار حول ورقة الأستاذ كمال الجزولي في مركز الخاتم عدلان] (Re: صلاح عباس فقير)
|
وقبل أن أقدم موجزاً لرؤية الأستاذ كمال الجزولي، أعبّر عن رأيي بعد قراءتي لها، وفهمي لمفهوم العدالة الأنتقالية، كما بينه، فأقول: إنّ مفهوم العدالة الانتقالية، لا يعدو أن يكون ثمرةً لتطبيق منهج البحث العلمي التجريبي، في دراسة مشكلات عانت منها المجتمعاتُ الإنسانية بصورةٍ متكرِّرةٍ، فكانت الحصيلة مفهوماً متكاملاً أنضجته التجارب المتوالية في عديدٍ من المجتمعات. بالنسبة لي شخصيّاً، وجدتُّ أنّ هذا المفهوم يُغنيني عن كثيرٍ من الجهد، الّذي كنت أبذله تفكيراً في كيفية تجاوز المأزق التاريخي الّذي نمرُّ به، باعتباري أحد أبناء هذا الوطن المهمومين بقضاياه، عند تعرّفي على هذا المفهومُ تساقطت من وعيي كثير من القناعات والأفكار المثالية أو الرومانسية، وارتبطت بسياقها الواقعيِّ الحقيقيِّ، الّذي لم يكن سياقاً مادّياً بحتاً، بل كان مزيجاً من الأخلاق والقانون. إنّ إدراك المضمون العلمي والإنساني اللّذين يتّسم بهما هذا المفهوم، لهو أمرٌ يتجاوزُ فيما أرى كلّ الأطر الفكريّة للأحزاب السياسية والتّيارات الفاعلة في الساحة، وهو يصلح رايةً جديدةً للدّعوة إلى سودانٍ جديد، ليس هو بالتأكيد سودان الحركة الشعبية! المخرج من أزمتنا الرّاهنة، بل ومن مأزقنا التاريخي: هو هذا المفهوم... أو الطّوفان! ومع احترامي لكلّ انتماءٍ حزبيٍّ، لكن هذا المفهوم فوقَ وعي "الحزبيِّين"، إنّه ممّا لا يستجيبُ لهُ إلا مَن كان التسامحُ الإيجابيُّ أحدَ أخلاقهم، وكذلك مَن كان احترامُ الحقائق العلمية، والتعامل مع الحقائق الموضوعية ديدنهم، ... أقول هذا كلّه باعتباري مسلماً، وأراه تعبيراً حقيقياً عن مقتضى إسلامي! فهذا المبدأ في الصميم مبدأ أخلاقي! فهيا نرسي قاعدة صلبة للحوار الوطني والتفاعل الإنساني الإيجابي! يعبر كلّ منا عن وجهة نظره بحسب ما يرى، وبالمقابل ينصت لرؤى الآخرين!
| |
|
|
|
|