|
من يدلُّني على أخي الأستاذ (عوض علي صديق) من (السّليم)!؟
|
الأستاذ عوض علي صديق، واحد من أبناء الشمالية الطيبين، تعرفت عليه بمدينة تعز في اليمن حيث كنا نلتقي في العطلات المدرسية، وكان المدرسون معظمهم يعملون في قرى اليمن وجبالها، ويكون الواحد منهم كذلك مستأجراً شقة في المدينة، يأوي إليها في العطلات، وإذا كانت قريته قريبةً من المدينة، يحضر كل خميس، وإذا كانت بعيدة فربما لا يستطيع الحضور إلا في نهاية العام الدراسي! وفي المدينة كان عوض مستأجراً مع أبناء دارفور في شقتهم الكبيرة والمشهورة باسم شقة دارفور، بحكم أنّ كثيراً من زملائه بجامعة الخرطوم كلية التربية، كانوا هناك، ثم عملنا معاً في قرية واحدة في مدرسة واحدة، أنا مدرس اللغة العربية، وهو مدرس الرياضيات.
وعوض علي صديق، كلما ذكرته ذكرت ذلك الابتلاء والحادث المفزع الذي تعرّض له، حيث كنا نقوم بصفة دورية بغلي الماء للشرب، لأن الماء كان مالحاً لا يُستساغ، وكان عوض يصر على أن يغليه إلى ما يتجاوز درجة الغليان، وفي ذلك المساء كان يقوم بهذه العملية، ثم بعد أن غلى الماء إلى ما شاء الله من غليان، صعد عوض في مكانٍ عالٍ من أجل أن يرفع حلة الماء المغلي إلى سطح البرندة، فإذا بها وهو يرفعها تنقلب على وجهه!!! واو، وتنطلق صرحةٌ لا بدّ منها، ويُمسك برأسه، وهو يُعاني من الألم البالغ، فأسرعت إلى عم ردمان صاحب البقالة، وطلبت منه مشواراً إلى المستوصف الذي يقع على بعد ساعة تقريباً، وهذا من لطف الله عزّ وجل، أن كان مستوصفاً مجهزاً، وفيه طبيب فلسطيني شاطر وطيب المعاملة، فكتب لعوض العلاج اللازم، ذاك يوم لا يُنسى!
فهل فيكم من يعرف الأخ الأستاذ عوض علي صديق، ابن السليم! وكان آخر عهدي به أنه مدرس بوزارة المعارف السعودية في المنطقة الشرقية!
|
|
|
|
|
|