|
إقتلاع جذور الإنقاذ في يد حركات دارفور المسلحة وحدها
|
هناك سؤال يطفو علي السطح متسائلا ما الذي جعل الشعب السوداني يسكت علي مضض علي تراهات الإنقاذ الكثيرة ومن بينها الزيادات غير المبررة علي الإطلاق التي أثقلت بها كاهل الشعب السوداني وكبت الحريات .لنجاوب علي هذا السؤال ينبغي لنا أن ننظر إلي تركيبة المعارضة التي تنشط لإنهاء حكم الإنقاذ. فالملاحظ أن الغرب السوداني يعتبر رأس الرمح في تسيد المعارضة وينشط عسكريا لإزالة النظام ، وهذا هو ما يتخوف منة السوداني الشمالي الذي يتخوف من مصير مجهول علي أيدي هذه الحركات وما يحدث في الجبهة العريضة مثال لذلك ومن هذا المنطلق يتخوف الشماليين ليس هذا وحسب بل يتعداه إلي غض الطرف علي هيمنة الجبهة الحاكمة وتسلطها أملا في التغيير من داخل البيت الشمالي ينهي الحكم القائم ويردع الحركات الناشطة في غرب السودان ، وحتي ذاك الحين سيظل ابناء الشمال سواء المواطن العادي أو أولئك الناشطون في الأحزاب السياسية يمدون حبال الصبر للإنقاذ ليس حبا فيها ولكن لدرء خطر أكبر يرونه ماثلا في حركات دارفور التي تنطلق من منصات عنصرية بحتة . ما هو الحل إذا ، إن الجبهة الإسلامية الحاكمة قد أمتد بها العمر لهذه المرحلة لأسباب ثلاث أولها أن الإنقاذ تعاملت مع خصومها ببطش لم يشهد له تاريخ السودان مثيلا وثانيا زهد الشعب السوداني في القيادات التاريخية والتي سنحت لها الفرصة لمرات عديدة ولم يستثمرونها إلا في مكايدات واختلافات أضاعت البوصلة من أمامهم رغم قصر فترتهم وعدم منح الفرصة الكافية لهم من قبل العسكر ليشتد ساعد وعضد الديمقراطية ولكنهم بالرغم من ذلك أصبحوا في نظر الشعب معاول هدم أكثر منهم قادة يرجي منهم ولن يستطيع أي حزب من الأحزاب الطائفية في السودان من الوصول للحكم عن طريق صناديق الاقتراع مستقبلا في السودان لتغيير التركيبة الذهنية في السودان في الفترة الماضية لهذا لابد لهذه الأحزاب من تغيير جلدها بتغيير قيادتها وبرامجها والبعد من جلباب وعباءة الحركات الدينية ، أما السبب الثالث الذي أدي إلي إطالة عمر الإنقاذ فهو نفس التكتيك والأسلوب الذي أستعمله جعفر نميري وهو تغيير العمامة في كل مرحلة وقد انطلقت الإنقاذ أول عهدها ناكرة كل صلة لها بالجبهة الإسلامية القومية ولكنها سرعان ما ازالت عنها ذلك القناع وسفرت عن وجهها الحقيقي ولكنها بعد ذلك عملت علي شق صفوف الأحزاب وجمعت فلول ذات الأحزاب القديمة التي انتفضت ضدها بادي الأمر وخلقت ما عرف بالتوالي السياسي وعندما لم ينجح ذلك أو عند استنفاذ غرضة أنتفض شباب الجبهة بالتضامن مع عسكرها علي شيخهم أملا في شيئين اولا تجميع القيادة الحقيقة في يد واحدة بعد أن كانت موزعة بين البشير والترابي وهو السبب الحقيقي لإقصاء شيخ وعراب الإنقاذ أما السبب الثاني هو محاولة فك العزلة الدولية والإقليمية عن الإنقاذ بعد أن جهرت وفجرت في خصومتها مع العالم أجمع وهو ما تحقق لها جزئيا بعد إقصاء الترابي. إذا كيف ستسقط الإنقاذ في البدء دعونا نتفق علي أن الحكومة تسيطر بصورة قاطعة علي الجيش والأمن في البلاد وعلية تنتفي حكاية التغيير من داخل الجيش ولكن ما تعمل له الحكومة حسابا هو انتفاضة شعبية تطيح به وهو ممكن رغم جبروت الإنقاذ وعدم وجود قيادة علي السطح ولكن الانتفاضة ستطرح قادتها وتفرزهم ولكن الحكومة تدرك بأن الشعب لن يتحرك ودارفور مازالت مشتعلة ولهذا لم تبدء الحكومة أي تحركات جادة لإنهاء هذه الأزمة رغم قدرتها علي ذلك وهناك أدلة كثيرة علي ذلك فالحكومة تستغل سقف الطموحات العالية للحركات المسلحة في دارفور لترفض سلام معها بل هي سعيدة بالطرح العنصري لهذه الحركات لأنها تغذي الجانب الأخر من الشعب الذي سيلتف تلقائيا حولها مكرها لأن الحكومة صمام أمان بالنسبة له. إن الحل الوحيد في الخلاص من الحكومة هو في يد حركات دارفور نفسها ، إن الحركات الدارفورية كلها تنطلق من قصة التهميش وعدم التنمية واقتسام السلطة رغم اختلاف أطيافها وهنا يبرز سؤال ما الذي يمنع تجمع المعارضة من غرب وشمال السودان وشرق السودان في أجندة واحدة بهدف اقتلاع النظام ؟ حقيقة لا شى يمنع ذلك إذا ابتعدت هذه الحركات من الانطلاق الاثني الضيق إلي رحاب القومية فالتهميش يطال السودان كله وحقيقة لا توجد معركة ولا معترك تفصل الفئات المختلفة من الشعب السوداني كلة بكل تركيباته واثنياته المختلفة (عدا جنوب السودان) وهنا، هنا فقط يستطيع الشعب اقتلاع الحكومة بكل سهولة وباقتناع تام وقبول من كل فئات الشعب ودون ذلك خرط القتاد ودماء وستظل الإنقاذ ما شاءت المكوث إلي أن يرث الله الأرض وما عليها
|
|
|
|
|
|