محاضرة المسرح السودانى فى مائة عام

Quote: ضمن نشاطات إدارة المسرح في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، نظم منتدى الاثنين المسرحي مساء أمس الأول، في سوق العرصة، محاضرة بعنوان “مئوية المسرح السوداني” تحدث فيها الرشيد أحمد عيسى وقدمه محمد سيد أحمد. أكد الرشيد انعكاس الواقع السياسي في السودان بكل تقلباته في مسيرة المسرح، حتى أصابه الكثير من التشوهات من حيث عدم انتظامه وتعثره افتقاره إلى الكثير من مقومات الدعم والنهوض أيضاً وانعدام وجود مؤسسات وجهات ثقافية راسخة تسانده. تطرق الرشيد إلى الإرهاصات الأولى في المسرح السوداني منذ ،1880 وأكد انطلاقته الحقيقية في عام 1909 من خلال أول نص مكتوب، حيث بدأ مسرحا تربويا، يدعو السودانيين إلى الإقبال على تلقي التعليم والثقافة. وتبع ذلك ما يعرف ب”مسرح الجاليات” على يد مجموعة من المثقفين المصريين واللبنانيين والسوريين، الذين عكسوا ثقافاتهم في المجتمع السوداني، وبعد ذلك أصبحت الأندية تقوم بدور التوعية من خلال المسرح السياسي، بالتركيز على موضوع الثورة على الإنجليز. وتحدث الرشيد عن بعض تفاصيل الوجع السوداني الذي كتبت حوله أعمال مسرحية رصينة من عام 1929 حتى 1934 وناقشت قضايا الوحدة والهوية والعلاقة مع الآخر في الوطن الواحد مرورا بنهاية أربعينات القرن الماضي، حيث أسست أول فرقة للتمثيل في 1949 وشهدت هذه الفترة نشاطا ملحوظا فتكونت الكثير من الفرق المسرحية التي قدمت العديد من الإسكتشات حتى بداية الستينات حيث أسس في عام 1968 المعهد العالي للفنون والمسرح، وبدأ بالتدريس فعلياً عام ،1969 ثم تحول عام 1998 إلى “كلية الموسيقا والدراما” وفي هذه الفترة انتبهت الإدارات الثقافية الرسمية إلى هذا النشاط المسرحي، فصارت تقيم المواسم المسرحية، وكان الإبداع السوداني بكل أطيافه من تشكيليين وكتّاب وشعراء يواكب الحدث السياسي في رصد هموم الوطن وملامسة أوجاعه. وفي السبعينات، أنجزت العديد من المسرحيات التي تناهض الواقع السياسي القائم واستمر هذا الحال حتى منتصف الثمانينات. ورصد الرشيد بعض أنواع النشاط المسرحي في تسعينات القرن الماضي، التي انعقدت فيها دورة واحدة من المواسم المسرحية ثم توقفت، كما عقدت دورتان من أيام الخرطوم المسرحية ثم توقفت كذلك. وفي معرض إجابته عن أسئلة الحضور أكد الرشيد أنه ينتمي إلى الجيل المسرحي السوداني الثالث الذي قدم العديد من الأعمال التي لم تر النور لأسباب لها علاقة بتشرذم الأوضاع السياسية والثقافية والاجتماعية، كما أضاء على مسرح “البقعة” الذي أسسه الفنان علي مهدي وشكل منذ عام 2000 ظاهرة مسرحية تحولت تطوف الكثير من الأقاليم والولايات السودانية وتقدم أعمالا مهمة يمكن أن تسهم في تطور المسرح السوداني. في السياق نفسه تحدث الرشيد عن بعض أشكال التطور الفني في السودان خلال العشرين عاما الماضية، حيث أسست أقسام لتدريس الدراما والفنون في عدد من الجامعات السودانية، مثل النيلين وأم درمان وجوبا، ونوه بمؤسسة اسمها “قصر الشباب والأطفال” وعدّها من أهم مؤسسات تدريس الدراما حاليا، وتعقد ما معدله دورتين سنويا، ولها الفضل في تدريب شريحة واسعة من المهتمين بين 17 و27 عاما. وحول تقييمه لظاهرة الفرق المسرحية الأهلية في السودان أوضح الرشيد، أن مثل هذا القطاع يحتاج إلى الدعم المادي الذي لا يتوافر في كثير من الأحيان، وأن هناك ضرورة لوضع أجندة وطنية تعمل على تبني الفن المسرحي باعتباره رافعة توعوية وحضارية، ومن شأن ذلك إذا ما تم أن يكون أملاً للحركة المسرحية في السودان، تلك الحركة التي بدأ ت تحاصرها غيوم الإحباط والأسى.

(عدل بواسطة عباس محمود on 01-12-2011, 05:58 PM)