|
|
 محمد عثمان ابراهيم يفتح النار على رباح الصادق وعرمان ومعتمد الخرطوم
|
مقال الكاتب محمد عثمان ابراهيم الاخير بصحيفة "السودانى". يرد على ادعاءات معتمدية الخرطوم ويفتح النار على رباح الصادق وياسر عرمان لتهجمهما على مملكة الشعر وعلى متشاعر جديد اسمه محمد بدوى مصطفى يكتب شعرا وينشر حلقات بعنوان "باريسيات" بصحيفة الاحداث
هذا الخميس
الصحابي والمستشار والشعراء المزعومون
محمد عثمان ابراهيم
[email protected]
__________________________________________________
المستشار المزعوم للصحابي المزعوم
في كثير من الأحيان تصلني تعليقات ناقدة أو مؤيدة من بعض المعنيين بالأمر أو من القراء حول ما أكتب ويطلب الكثيرون أن أقوم بنشر ردودهم ضمن زاويتي الأسبوعية لكنني في كل الأحيان اعتذر عن القيام بذلك وأحيل أصحاب الرسائل أو رسائلهم لإدارة تحرير الصحيفة لتقرر هي بشأن تلك التعقيبات والردود. غايتي من هذا السلوك الا أهدر زمن القاريء بتكرار معالجة المواضيع وأن أبتعد –ما وسعني الأمر- بشخصي عن القضايا التي أتطرق لها آملاً أن تكون الموضوعية والصدق وحسن التقصي هو الفيصل في ما نقدمه للقاريء الكريم.
لهذا السبب أغفلت ردود الأفعال التي وردتني في أعقاب مقالتي (الصحابي المزعوم في حكومة الخرطوم) والتي نشرت بتاريخ 11 نوفمبر 2010 بسبب قناعتي بأنني قلت ما لدي وليس من مسئولية الكاتب مطاردة الناس وتأليبهم! مهمتي تنتهي عند حدود تقديم طرحي الموثق والمقنع فقط! من ضمن ردود الأفعال تلك رسالة وردتني من قاريء قدم لي نفسه بصفته موظف بمحلية الخرطوم ونفى لي أن يكون السيد فضل المولى نعمة الله يعمل في المحلية كمستشار للمعتمد. رددت عليه شاكراً لمعلومته وسألته عن كيف تسمح لشخص بانتحال صفة مستشار فيها دون أن تلجأ إلى تحكيم القانون.
كنت أعرف دون حيثيات أن المحلية ومعتمدها لن يلجآ للقانون رغم الضرر الذي وقع عليهما من المقال الذي كتبه السيد فضل المولى نعمة الله وانتحل فيه صفة مستشار المعتمد (الرأي العام 31 اكتوبر 2010)! قانون بتاع الساعة كم؟ ذكر لي موظف المحلية (لم اتأكد من ذلك تماماً والمقام هنا مقام انتحال) الذي ارسل إلى رقم هاتفه النقال أنهم سيتصرفون مع المنتحل بموجب القانون، ثم عرض علي زيارة المحلية للحصول على إجابات لكافة (استفساراتي)! وهنا توقفت عن مراسلة الرجل إذ ليست لدي استفسارات مثلما ليست لدي أي طلبات للحصول على تصديقات!
***
لكن ما الذي اضطرنا هذه المرة لمخالفة ما انتهجنا وها ترانا نعود لقصة (الصحابي المزعوم)؟ هناك قصة ففيما لاذ المعتمد الحالي د. عبدالملك البرير والمعتمد السابق المتهم علناً بالفساد على يد المستشار، بالطريقة الحكومية المتبعة في مثل هذه الحالات وهي دع العاصفة تمر، لم يشأ السيد فضل المولى نعمة الله إلا أن يدق عنقه فداء للمعتمد.
ذهب المستشار ورفع دعوى قضائية ضد كاتب هذه السطور وهذا سلوك متحضر وإجراء نرحب به ولا تعليق لنا سوى أن نجدد الإحترام والتقدير للقضاء والعدالة. على طريق آخر قدم المستشار شكوى ضد كاتب هذه السطور أمام المجلس القومي للصحافة والمطبوعات ولمن لا يعلم فإن هذا المجلس الموقر يتبع مباشرة لرئاسة الجمهورية. لا حول ولا قوة إلا بالله، نكتب مقالاً فتستنفدون في ضربة مزدوجة كل سبيل إلى الشكوى؟
شكراً للجنة الشكاوى التابعة للمجلس المحترم إذ قررت –عن حق- شطب الشكوى ضدنا في اجتماعها يوم 19 ديسمبر 2010.
حسناً القضية الصحفية لم تنته ولدينا بعض الأسئلة:
زعم السيد فضل المولى نعمة الله أنه مستشار لمعتمد الخرطوم د. عبدالملك البرير (الرأي العام 31 أكتوبر 2010) وأنكر المعتمد ذلك (نفس الصحيفة 4 ديسمبر 2010) فما قوله في هذا؟
لماذا لم يلجأ السيد المعتمد للقضاء مثلاً وهناك من يكتب منتحلاً شخصية مستشار له في الصحف ويصفه بالصحابي؟ وهل يعلم السيد المعتمد أن القانون يحميه من أمثال هذا المنتحل؟
ما هو ضمان عدم قيام السيد فضل المولى نعمة الله بانتحال شخصية المستشار في أماكن أخرى؟ وهل سبق أن انتحل الرجل شخصية المستشار في السابق؟
ترى ما هي طبيعة العلاقة بين السيد فضل المولى والمعتمد بحيث يتصرف أحدهما بجرأة مبالغ فيها والآخر بتسامح وتساهل مثير للشفقة؟
هل كان السيد فضل المولى نعمة الله موقن بالنجاة من العقاب وهو ينتحل شخصية مستشار المعتمد؟
هل تقرأ الشرطة الصحف؟ وهل لحكومة الولاية هذه محام وادعاء يدفع عنها أذى من ينتحلون الوظائف الرسمية في هيكلها؟
قال فضل المولى أن المعتمد يعمل دون أجر فهل هذا صحيح؟ وهل توظف الحكومة مستخدمين رسميين دون أن تمنحهم أجرهم؟ ما رأي حكومة ولاية الخرطوم؟
وصف السيد فضل المولى معتمداً سابقاً بأنه قام بسفلتة الشارع أمام منزله وأنه كان (يقسم الظروف) فلماذا سكت المعني بالأمر؟ هل حققت أجهزة حكومة الولاية والحكومة المركزية وأجهزة تطبيق القانون في مثل هذه التهمة الشنيعة؟ ماذا تنتظر السلطات حتى تعرف بأمر الفساد؟ تراها تنتظر أن ينفذ الجمل من سم الخياط؟
لقد كتبنا في مقالتنا السابقة التي لم ترق للسيد المستشار (المزعوم هو الآخر) حول هذه الإتهامات ما يلي:
"هذه عبارات واضحة وشديدة الدقة فإن سكت عليها المعتمد المعني فهو لا محالة فاسد يتخفى، وإن سكتت عليها الحكومة فهي لا محالة حكومة فاسدة ترعى الفساد، وتقتات منه، وتحمي مرتكبيه، وتسكت عن الإتهامات الموجهة علناً نحو منسوبيها".
بسم الله الرحمن الرحيم (قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا) (٧٥) سورة مريم، صدق الله العظيم.
حتى الآن لم يبلغنا ما يدل على أن السلطات المعنية تفاعلت مع الأمر بمنطلق من المسئولية الوطنية والأخلاقية ومسئولية الضمير والواجب. حسن هذه رسالة للمفسدين أن يفسدوا ما شاء الله لهم أن يفسدوا، ورسالة لمروجي الإتهامات أكتبوا اتهاماتكم في الصحف وعلقوها بأستار قصور الحكم إن شئتم فنحن لن نحفل بكم! وصلت الرسالتان، شكراً.
***
الشعراء المزعومون في مملكة الشعر المزعوم
تأسفت هذا الأسبوع على دعوات صادقة مخلصة رجوت فيها الخالق، الفعال لما يريد، أن يوقف السيد ياسر عرمان والسيدة رباح الصادق عن كتابة الشعر، وأن يشغلهما –جلت قدرته- بأمور كبار عظام بحيث لا يتيسر لأي منهما كتابة ما يسمونه ب( الشعر) مثلما شغل الدكتور محمد عبدالله الريح عن الرسم، وشغل علي مهدي عن التمثيل، إنه سميع مجيب الدعاء.
كانت دعواتي الصادقة تمتد إلى أنه إذا لم يكن لأي من المذكورين بد من كتابة الشعر فليس لنا سوى الدعاء باللطف في القضاء وذلك بأن يهتم كلاهما بما هو أمضى أثراً من نشر قصائدهما في الصحف السيارة وربما عوّض الله الكريم الصحف ومواقع الإنترنت إعلانات وافرة ومواد تسجيلية زاخرة من شركات الهاتف النقال والنفط ومؤسسات الأمم المتحدة بحيث لا يكون هناك متسع للشعر كله من زهير بن أبي سلمى وحتى الآن، وكفى الله المؤمنين القتال. وكنت ضمن دعواتي المتبتلة قد رجوت الله أن يغشي على أبصار السادة (مركز الخاتم عدلان) فلا يفكرن أحد من سدنته (المعينين كموظفين أجانب أو محليين) فى اقامة إقامة أمسيات شعرية يمارس فيها أي من المذكورين بعاليه التجديف على الشعر العربي!
***
تأسفت –قلت- على تلك الدعوات بعد أن قرأت قصيدة لأستاذ جامعي أطلق على نفسه لقب الشاعر الدكتور محمد بدوي مصطفى ووصف نفسه بأنه (عميد تأسيس جامعة نهال الأروبية بالسودان وأستاذ اللسانيات بجامعة كونستانس ). قال الدكتور أنه كتب القصيدة بناء على (طلب) من شخص عزيز عليه (خصمه بالنبي) للرد على راغب علامة الذي ما انفك السابلة على المنتديات الإلكترونية يتداولون ما زعموه قولاً له في الإساءة للمرأة السودانية، وكأن حسناوات السودان الشوامخ بحاجة إلى شهادة من المغني أو الشاعر المفتري على الشعر. أطلق الشاعر المفتري قبل اكثر من عام سلسلة بعنوان (باريسيات) يروي فيها حكاياته في باريس وكأنه رفاعة رافع الطهطاوي (مخلص الإبريز في تلخيص باريز) و لما لم ينتبه إليها أحد رغم جنوحها نحو (الحكايات غير الصديقة للعائلة)، هجم على الشعر! يبدو أن الدكتور استسهل أمر الكتابة كلها نثرها وشعرها فدلف إلى القريض دون أن يحقق كسباً في كتاب النثر.
قال الدكتور المتشاعر:
يا أيُّها الأعراب
أنا أمكم الخرطوم تناديكم،
من قبور السَّلفِ، من قِرفِ المنايا
صار الوقت محسوبا عَلَيكُم في الحنايا
ففيقوا من سباتٍ في كهوفٍ،
ومجون في الليالي الساهرات ومن عُزوفٍ
من خدور شوارع الأهرام من ثوب الصبايا
خلوّا أغاني صاخبات...
وما غنته نانسي والبقايا
(ليست لكاتب المقالة أدنى صلة بالأخطاء اللغوية والإملائية الاسلوبية الواردة في (الأبيات) أعلاه وفي كل القصائد المزعومة الواردة في هذا المقال، لذا لزم التنويه)
***
شعرت بالذنب إذ قلت لنفسي إنني ربما كنت السبب في افتئات الدكتور على الشعر إذ لو استمر السيد عرمان والسيدة رباح في نشر قصائدهما المطولات وشروحاتها، لما وجد أحد مساحة يرقد عليها عليها بيت واحد حتى لو كان كاتبه محي الدين الفاتح أو عالم عباس نفسه (حفظهما الله)!
كتب عرمان مرة في دفتر الشعر السوداني:
من النافذة أري جميع المآلات
لاتخشـوا جميع الاحتمالات
الا التي تقطع الحوارات
وتوقف تبادل الاشارات
وتضيف الي العشرين
سنوات أخري عجاف آتيات صاعدات
***
وقالت رباح مرة:
يا امرأة قدمت للتو من
أحلامنا إذ ترفرف فيها
طيور وتعبر
قدمت من أغان ستأتي
بيوم نغاث ونعصر
قدمت من منانا
ومما قرأنا لليلة مجد تليد
***
اللهم إن الشعر العربي أضحى مستباحاً دون حارس في بلاد السودان فامنح عبدك المحب للأدب والشعر صاحب النموذج اللاحق حقاً حصرياً في قول ونشر الشعر فلا يكتبن أحد في بلادنا هذه في عهدنا هذا كلمة في كتاب الشعر دونه. كيف لا وهو القائل:
لكن شايفاك اتعلمت الدرس كويس بعد الدرس درس
لا تفتكري بانك معلمة حياتي ولا لذكري يضلل مقاماتي
ولا تسوي شئ من طرف الجمال الا مذلة في موسم أتي
ولاتعلمن ان في الكون جمال ولا تعلمن ان الجمال ذاتي
فاتعلمي برفق الرياحين وان لن تكن مثيلهم فاقراء رواياتي
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
|
|
 
|
|
|
|
Abdelmuhsin Said
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست