|
|
 تاثيرانفصال الجنوب على اقتصاد الشمال لن يتجاوز3سنوات
|
السفير السوداني لدى مملكة البحرين لـصحيفة "الوطن":تأثير انفصال الجنوب على اقتصاد الشمال لن يتجاوز3سنوات
المنامة - 8/1 - (سونا)
أكد السفير السوداني لدى مملكة البحرين محمد محمود أبوسن أن عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة حريص على وحدة السودان أرضاً وشعباً،وأن ذلك يبدو جلياً في سعي المملكة لاستضافة المؤتمر العربي للاستثمار والتنمية في جوبا بجنوب السودان ''. وأوضح السفير في حوار نشرته صحيفةالوطن" البحرينية اليوم، عشية استفتاء تقرير المصير في الجنوب، أن الحديث عن أن قطار الوحدة في السودان ولى، يدخل في إطار المزايدة السياسية وقد يستعمله السياسيون لأغراض تخدمهم، مشيراً إلى أن القيادة السودانية ظلت حريصة على دعم الوحدة بين الشمال والجنوب حتى آخر لحظة،وظهر ذلك من خلال اقتراح الرئيس عمر البشير على الأخوة في الجنوب التنازل عن كل دخل النفط في سبيل الوحدة''.وقال أبوسن إن اقتصاد الشمال سيظل متماسكاً حتى بعد الانفصال،وإن المشكلات الاقتصادية التي قد تواجه الشمال ستكون مرحلية ولن تتجاوز الـ3 سنوات بسبب البترول،حيث يساهم الجنوب فيه بنسبة70%وذكر أن استهداف إسرائيل للسودان يندرج تحت مخطط يستهدف الأمة العربية كلها وبينها مصر
كما تطرق السفير للحديث عن العلاقات الثنائية بين البحرين والسودان والصادرات والواردات بين البلدين إضافة إلى اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة،وتناول توقعات المحللين لاندلاع حرب بين الشمال والجنوب بسبب عدم حسم القضايا العالقة وعلى رأسها منطقة أبيي، وأبرز المشكلات التي تواجه الشمال إذا حدث الانفصال، وحصة مصر وشمال السودان من مياه النيل بعد الانفصال،وأبرز تطورات مفاوضات السلام حول دارفور التيتستضيفها الدوحة،وكيفية مواجهة السودان للمحكمة الجنائية الدولية
وفيما يلي نص الحوار : - ما تعليقكم على جهود جلالة الملك المفدى لدعم العلاقات الثنائية بين البحرين والسودان
؟ * جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين حريص على السودان ووحدته أرضاً وشعباً، ويؤكد ذلك في كل المنابر والمحافل وعبر حكومته الرشيدة،وذلك من خلال لقاءات جلالته بالمسؤولين السودانيين أو اللقاءات الثنائية التي تجمعه مع قادة دول المنطقة، في إطار حرص جلالته على العلاقات العربية الثنائية، وهذا ما نلمسه من خلال ما تقوم به حكومة جلالته تحت قيادة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء،وجهود صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين ولاشك في أن سعي المملكة لاستضافة مؤتمر جوبا لدعم وحدة السودان أكبر تأكيد على دعم هذا التوجه
- كيف تقيمون النهضة التنموية والحضارية التي تشهدها البحرين في عهد جلالة الملك المفدّى
* هذه النهضة لا تخطئها العين في كافة المجالات بل يكفي البحرين فخراً أنها تجاوزت صغر حجمها لتحتل مكانة مرموقة في المنطقة والعالم، واكتسبت موقعاً استراتجياًهاماً وموقعاً اقتصادياً بفضل جهود جلالة الملك المفدى وحكومته الرشيدة تحت قيادة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء وصاحب السمو الملكي ولي العهد
- لقد شهدت البحرين في عهد جلالة الملك طفرة عمرانية وبنى تحتية وحركة تجارية نشطة، وأصبحت من أهم المراكز المالية في منطقة الشرق الأوسط واكتسبت هذه المكانة بفضل السياسات الحكيمة لجلالة الملك حمد ولعل نجاح الانتخابات البرلمانية الأخيرة هي أكبر شاهد على وعي القيادة والشعب في البحرين، ونحن كأشقاء للبحرين لا يسعنا إلا أن نبدي إعجابنا وتمنياتنا القلبية للمملكة بدوام التقدم والازدهار والاستقرار
- ما تعليقكم على جهود جلالة المفدى في دعم العلاقات الخارجية للبحرين
? * صاحب الجلالة لا يألو جهدا في تواصل البحرين مع محيطها الخليجي والعربي والإسلامي والدولي ونلاحظ أن البحرين أصبحت قبلة للمنتديات والمؤتمرات واللقاءات الإقليمية والدولية
إن المواقف الرصينة والمعتدلة التي تتسم بها سياسية البحرين الخارجية تحت توجيهات جلالة الملك حمد جعلت من البحرين مركزاً إقليمياً ودولياً هاماً في السياسية الدولية والسياسة الحكيمة لجلالة الملك في مجال العلاقات الخارجية أكسبت البحرين وضعاً دولياً متميزاً، ولعل الشاهد على ذلك توالي زيارات القادة من مختلف بلاد العالم للبحرين، وقد شهدت خلال إقامتي في البحرين منذ فبراير2009 زيارات رسمية من كل دول العالم والمنطقة العربية ودول الخليج، وهذا أحد القياسات العامة لتحديد المكانة الدولية لبلد ما
- ما أبرز الإنجازات التي حققتها اللجنة الوزارية المشتركة بين البحرين والسودان ومتى تنعقد اللجنة الوزارية
* عقدت دورة واحدة في2004 ووقعت أكثر من8 اتفاقيات شملت العديد من الموضوعات الاقتصادية والثقافية والسياسية مثل ضمان الاستثمار،ومنع الازدواجالضريبي، واتفاقية الطيران، واتفاقية تبادل الخبرات في مجال القدرات والتدريب، ونأمل أن تنعقد الدورة الثانية خلال العام الجاري. كما شهدت حركة النقل الجوي بين البلدين انطلاقة متميزة وهناك رحلتان يومياً بين المنامة والخرطوم
- ما حجم التبادل التجاري بين البلدين
؟ وماذا عن قيمة الاستثمارات البحرينية في السودان
? * التجارة المباشرة بين البحرين والسودان تزيد تدريجياً وتتمثل في والخضروات والفاكهةو الخردة ،أما التجارة غير المباشرة فكبيرة وتتمثل في صادرات الإسفلت والأعلاف واللحوم الحية والمذبوحة والألمنيوم والحديد، ومن المتوقع أن يزيد الحجم بصورة أكبر عقب انعقاد اللجنة المشتركة، ونحن نسعى جاهدين لتطوير العلاقة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وهناك فرص كبيرة للمستثمرين للدخول في مجال التعدين في السودان وخاصة الذهب، كما نتوقع أن ينعقد مؤتمر اقتصادي واستثماري بين السودان والبحرين في أبريل أو مايو المقبلين، ونأمل أن يفتح ذلك الكثير من فرص التبادل التجاري والاستثماري
الخرطوم حريصة على دعم الوحدة مع قرب الاستفتاء على مصير جنوب السودان،يبدو للمتابع أن الكفة تتجه نحو ترجيح خيار الانفصال وظهر ذلك من خلال تصريحات قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان والمظاهرات المطالبة بالاستقلال، بل وحتى اختيار النشيد الوطني للدولة الجديدة والحديث عن علاقاتها الخارجية المستقبلية وروابطها التجارية والاقتصادية ما الأسباب التي حدت بالجنوبيين إلى التخلي عن شعار الوحدة؟ وهل ترون أن قطار الوحدة ولّى إلى غير رجعة وصار من الماضي بحسب تعبير أحد قادة الحركة الشعبية؟ أم أن هناك فرصة لتحقيق الوحدة
? * الحديث أن قطار الوحدة قد ولى يدخل في إطار المزايدة السياسية قد يستعمله السياسيون لأغراض تخدمهم، ويبدو أن القائد المشار إليه في السؤال الذي أدلى بهذا التصريح من دعاه الانفصال، إلا أن الثابت والمؤكد أن القيادة السودانية ظلت حريصة على دعم الوحدة وإلى آخر اللحظات، وبرز ذلك جلياً من خلال اقتراح الرئيس عمر البشير على الأخوة في الجنوب التنازل عن كل دخل النفط في سبيل الوحدة،وقد قام بزيارة إلى جوبا قبل أقل من أسبوع من موعد الاستفتاء، والمبدأ العام أن القيادة السودانية مع الوحدة قلبا وقالبا ولكنها في ذات الوقت أكدت حرصها على احترام خيار الأخوة في الجنوب
? - يؤكد محللون أن مصلحة إسرائيل في تفتيت السودان، وتشير وثائق وتقارير إلى أن تل أبيب تخطط منذ عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ديفيد بن جوريون لكي لا يكون السودان مستقراً حتى يؤثر ذلك بشكل مباشر على مصر ومن ثم تتفتت هي الأخرى كيف ترون تلك التحليلات
؟ * هذه تحليلات لا تحتاج إلى جدل، فقد اعترف الإسرائيليون صراحة وعلانية بذلك،والاستهداف الإسرائيلي للسودان يجيء في مخطط يستهدف الأمة العربية ككل ومن بينها مصر ولعل قصة الجاسوس الأخير أحد الأدلة على ذلك المخطط
- ما أبرز المشكلات التي يمكن أن تواجه شمال السودان بعد الاستفتاء
* فيما يتعلق بالاقتصاد، أؤكد أن الاقتصاد سيظل متماسكاً صحيح قد تحدث فجوة نتيجة لانخفاض مساهمة البترول في الموازنة العامة ويتأثر الاقتصاد،في تقديري أن المشكلات الاقتصادية التي سيواجهها السودان ستكون مرحلية قد لا تتجاوز فترتها 3 سنوات، وذلك بسبب البترول الذي يساهم الجنوب فيه بنحو70%ولكن لاتزال هنالك30% ?تنتج من حقول الشمال،هذا غير ما هو متوقع من استكشافات جديدة وهي مبشرة، والبترول في الشمال أكثر مما هو في الجنوب وفق ما يقوله الخبراء إضافة إلى الذهب واستكشافاته مبشرة وواعدة، وحسب تصريحات المسؤولين فهي قد تصل إلى3 مليارات دولار في الموازنة الجديدة قد نتأثر حالياًبسبب ما يصاحب الاستفتاء من قلق بتذبذب أسعار صرف العملة ولكن أعتقد أن هذا وضع مؤقت أما المشاكل السياسية فأتوقع أن تتم مرحلة الاستفتاء بسلام ولا أتوقع أن تصاحبها أي أحداث عنف أو صراعات، وهذا ما تبشر به التصريحات المتبادلة التي تؤكد رغبة الطرفين في استمرار السلام والتعايش المشترك في حال قيام دولة في الجنوب وهذا ما أكده الرئيس البشير فيزيارته لجوبا الثلاثاء الماضي كما أكده نائبه الأول سالفا كير وأعتقد أنها نقطة فارقة لصالح السلام والأمن
? - يرى سياسيون أن انفصال جنوب السودان قد يدفع بتيارات وأحزاب أخرى خاصة متمردي دارفور إلى الدعوة إلى الانفصال، وربما تطالب أحزاب أخرى في الشمال بذلكما تعليقكم
؟ * لا علاقة لدارفور بالجنوب،والقياس في ذلك فيه خطأ كبير فدارفور جزء لا ينفصل عن الشمال وهي امتداد لبقية أجزاء السودان من حيث العرق والدم والدين والجغرافيا والتاريخ المشترك،السودان ومنذ الاستقلال أعترف بتمايز أهل الجنوب ثقافيا واجتماعيا وعرقياً
- توقع كثير من المراقبين والمحللين خلال الأيام الأخيرة أن عدم حسم القضايا العالقة وعلى رأسها منطقة أبيي من الممكن أن يؤدي لاندلاع حرب بين شمال وجنوب السودان وتجددت هذه المخاوف عقب كشف مسؤول ملف آبيي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم الدرديري محمد أحمد أنه تأكد لهم سعي حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان لاتخاذ قرار أحادي الجانب من خلال تصويت قبيلة دينكا نقوك على مصير آبيي وتجاهل قبيلة المسيرية العربية كيف تنظرون لهذا الملف
? * لعل الشيء الواضح أن شريكي نيفاشا قد وجدا آلية لحل النزاعات وترميم الخلافات بينهما، لا أحد في السودان شمالاً وجنوباً حريص على أن يتم الانفصال وإذا ما تم فسيكون في سلاسة وسلام، لأن الخيار الأساس لاتفاقية نيفاشا هي السلام وإيقاف الحرب
- أكد وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط أن حصة مصر من مياه النيل لن تتأثر بانفصال جنوب السودان، إلى أي مدى تتفقون مع ذلك الطرح؟ وهل تعتقدون أن الانفصال لن يؤثر على حصة شمال السودان من المياه أيضاً
? * هذه مسائل فنية قانونية بالإضافة إلى كونها سياسية فمياه النيل تحكمها اتفاقية بين دول حوض النيل جميعاً ونحن في السودان لدينا جهات متخصصة فنياً، ولها الحق سياسياً في تناول هذا الشأن الفني والسياسي معاً
- هل توافقون على ما يقوله محللون من أن الجامعة العربية تأخرت كثيراً في دعم وحدة السودان ومساندته ضد الانفصال، كما إن الدور العربي تراجع بشكل كبير في الفترة الأخيرة
? * الجامعة العربية تبذل جهوداً كبيرة لدعم وحدة السودان لكن الحدث كبير وجلل، وهذا ما قد يدفع بالكثير من المحللين للقول إنه إذا ما حدث الانفصال سيكون التقصير واضحاً من الجميع
- حدد الرئيس البشير30 ?ديسمبر الماضي موعدا نهائياً لاتفاق السلام حول دارفور الذي تستضيفه الدوحة، وغادر وفد الحكومة قطر في اليوم التالي استعداداً لاستفتاء الجنوب في انتظار الوثيقة النهائية لاتفاق السلام، ما آخر تطورات المفاوضات؟ وهل ترى الخرطوم أن هناك عقبات تضعها الجماعات المتمردة فيدارفور لعدم إتمام اتفاق السلام
؟ * هذه المفاوضات استمرت لأكثر من7 سنوات وكلما اقترب الحل تعطل برفع سقف المطالبات والانشطار والتجزؤ حولها، بحيث إنه إن وافق طرف عارضه فصيل آخر ينشق عنه،وكأنها دوامة، وكان لابد من سقف زمني للمفاوضات، والتاريخ المشار إليه للانتهاء من التوقيع معروف ومصرح به من قبل أكثر من 6شهور وليس في هذا جديد أو مفاجأة، لكن مبدأ التفاوض لحل المشكلة قائم ومنبر الدوحة الذي صبرت عليه قطر الشقيقة لما يزيد عن العام مازال قائماً، كما صرح بذلك مسؤول دارفور مستشار رئيس الجمهورية الدكتور غازي صلاح الدين
- كيف يواجه السودان تحديات المحكمة الجنائية الدولية التي تحاول استهداف البلاد من خلال الرئيس البشير
؟ * هذه محكمة سياسية انتقائية تستهدف دول تراها المحكمة مستضعفة،السودان يتحرك بقوة في محيطه الإقليمي والدولي وعلى مستوى الجبهة الداخلية للتصدي لهذه المحكمة التي تستهدف السودان،ونحن نتمسك بموقفنا بقوة من المحكمة حيث لا تعاون معها بأيه صيغة كانت،ونحن لا نفتأ نؤكد أننا لسنا أعضاء في المحكمة وبالتالي لسنا معنيين بها وبما تصدره لقد أثبت المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو بما لا يدع مجالاً للشك أنه لا يعتمد على صيغ قانونية فنية، وإن ما كشفته تسريبات ويكيليكس حول أموال أودعها الرئيس البشير في مصارف أجنبية حسب ادعاءات أوكامبو قد برهنت أن ما يذهب إليه أوكامبو هو محض افتراء، كما إن تصويت البرلمان الكيني بالأغلبية الساحقة على الانسحاب من ميثاق روما الخاص بمحكمة الجنايات الدولية إشارة أخرى على ذلك.
|
|
  
|
|
|
|
صلاح غريبة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست