والي شمال دارفور يكتب : لماذا نريدها ولايات وليس اقليماً ؟!

Quote: الدوافع حملتني إلى كتابة هذه المذكرة هي تقديري لحجم الآثار والنتائج التي ستترتب عن السير في إتجاه الإستجابة لطلب البعض والرضوخ لبعض الضغوط التي تمارس الآن من عدة جهات للإستجابة للرأي المنادي يمنح دارفور إقليماً منفصلاً قائماً بذاته بأي صلاحيات كانت. فإن أمانة التكليف والوفاء بالعهد وإستشعار المسؤولية ومحاولة لقراءة المستقبل من خلال المعايشة والمعرفة الدقيقة لاتجاهات الرأي بدارفور ومعرفتي لحجم الآثار التي ستترتب عن الدعوة بالإقليم.. وحرصاً على المصلحة العامة اتقدم بهذه الملاحظات لسيادتكم الكريمة وأملي أن تجد عندكم الإعتبار. أولاً: ما هي القيمة المضافة التي سيحققها الإقليم لأهل دارفور وما هي الفوائد الإيجابية التي سنحصدها من الإستجابة لهذه الدعوة في حل قضية دارفور؟ أرى أن الإقليم يمكن أن يحقق القيمة المضافة الآتية: أ. يوحد مركز اتخاذ القرار في المسائل التي تأخذ شكل دارفور الكبرى. ب. يحقق قدراً أكبر من التنسيق وتلافي التقاطعات في التشريعات ذات الصفة الإقليمية. ج. يقلل من جهد توزيع الإمكانيات المقدمة (الولايات الثلاث) إلى إقليم واحد. د. يتيح الفرصة لتحقيق طموحات بعض قيادات الحركات المسلحة ومناصيرهم من مظاليم هوى السلطة في التوظيف. ثانياً: أبرز وأهم السلبيات التي ستترتب عن الإقليم الآتي: ١ . تعتمد فكرة الإقليم في الأساس على إعتبارات ظرفية إستثنائية وليست على إعتبارات موضوعية. ٢ . بذرة حقيقة لفتنة جديدة في دارفور وذلك بإثارة واستفزاز الأغلبية المطلقة الرافضة للعودة مرة أخرى للإقليم والمركزية. الأمر الذي سيقود مرة أخرى إلى فتنة جديدة. ٣ . ردة عن الحكم الفدرالي وعودة للمركزية إقليمياً وتمديد للظل الإداري بإبعاد السلطات عن متناول يد المواطنين وتركيزها بعيداً عنهم الأمر الذي يؤدي إلى عدم معايشتها المباشرة لهمومهم. ٤ . تقصير الظل الإداري يقود إلى حسن إستغلال الموارد وحذق أمر التخطيط وتحقيق الإبداع والبراعة في توظيف الإمكانيات. ٥ . إهدار للموارد المتاحة بزيادة الصرف الإداري على أجهزة تنفيذية وتشريعية متنافرة في التوجيهات متكررة في الإختصاصات. ٦ . خطوة سائدة ومعززة لدعاوي الإنفصال بل هي خطوة أولى مبكرة تجاه تمزيق السودان وتهديد لوحدته. ٧ . بعث وتجديد لصراعات قديمة أسست للمشكلة الحالية وذلك باعادة إنتاج مشاكل إقليم دارفور السابق في السبيعنيات والثمانينات. ٨ . هي دعوى لاشعال فتن في مواقع أخرى من الوطن خارج دارفور. أي نقل العدوى لجهات أخرى بالسودان. ٩ . سحب للمكتسبات التي تحققت للمواطنين وذلك بتنزيل السلطات إلى المستويات الأدنى. ١٠ . من أين يستمد الإقليم سلطاته هل من المركز أم من الولاية؟ وقطعاً من أيهما أخذ سلطاته سيضعفه ويفرغ الجهة التي منها استمد سلطته. ١١ . تتسق وتتوافق هذه الدعوى مع بعض المخططات الأجنبية التي ترمي إلى تمزيق السودان (المخطط الإسرائيلي). ١٢ . هي خروج عن هيكل السلطة في شمال السودان.. وخير شاهد تجربة حكومة جنوب السودان التي أضعفت جداً دور الولايات وعملياً لغت المقاطعات.. وبالمقابل تجربة السلطة الإنتقالية التي عجزت من التأثير على الولايات فصارت كالمنبت.. لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى. ١٣ . يساهم إذكاء النعرات القبلية ويوسع من نطاق نعرة الجنس. خلاصة: لخطورة وحساسية هذا القرار وللآثار والإفرازات المتوقعة منه.. أرى من الضرورة أن يؤخذ رأي أهل دارفور فيه، في إستفتاء شامل وبأسرع فرصة تفادياً لظروف ربما تستجد وتغير من الرغبة العارمة بين أهل دارفور في رفض الإقليم.. (ضياع الفرصة غصة كما قال الإمام علي كرم لله وجهه)... حتى نستبين النصح قبل ضحى الغد. والله ولى التوفيق