|
Re: في مديح ملوك البهجة المستعارة (Re: عبد الحميد البرنس)
|
أرجو ألا يتبادر إلى أذهان ملوك البهجة المستعارة "الجديرين" أكثر بهذا اللقب أنني سأتحدث عنهم هنا. لدي في الواقع أشياء أكثر أهمية. أريد هنا وضع بذور جنينية في زحام انشغالي بإحدى مسودات رواياتي الآن لتكملة مجموعة القصص الرابعة لي وهي بعنوان "حكايات على ضفاف نهر صالحين". أي أنها في الطريق بعد مجموعة مكتملة تقريبا ستصدر في غضون العامين تقريبا بعنوان "إنسان المكان". والمفارقة هنا أن أغلب قصص "حكايات على ضفاف نهر صالحين" تمت كتابتها قبل الشروع في مجموعتي "تداعيات في بلاد بعيدة" و"ملف داخل كومبيوتر محمول". هذه عادة لازمتني كما الحال بالنسبة لمسودة الرواية القادمة "لاءات أسير العبارة". إذ تمت كتابتها بعد مسودتي "إنسان الغرفة" و"الأمنجي السابق" على التوالي". عليه، هنا خواطر متفرقة حول "ملح الأرض" للدورة القادمة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في مديح ملوك البهجة المستعارة (Re: عبد الحميد البرنس)
|
الحكاية الأولى:
بعد عودة عبدالغني العربجي من مصر، كشف للناس في تلك القرية المنسية عن ملابسات خطبة عبدالناصر في مجلس اللوردات البريطاني كشاهد عيان، لكنه أحارهم حين احتفظ لنفسه بأسباب هزيمة الزعيم في حرب 67، ومع ذلك ظلّ يعمل على التلميح بأسى موضحا أن للراقصة "كيتي" التي زانت أول حفل لسيد خلفية وعبدالحليم حافظ في مصر الجديدة بالقاهرة دور هام في "تلك الحكاية". كان يعلم أن الوزير إبراهيم المفتي لا يمكنه بوصفه أحد شهود ذلك الحفل إلى جانب أعضاء مجلس قيادة الثورة المصرية الحضور لتأكيد أقواله تلك من قبره. جدّي كان يقول له دائما "أنت يا عبدالغني أكذب رجل يمشي على وجه الأرض". الشيطان الرجيم وحده يعلم كيف يعمل عبدالغني بعدها على تحويل جدّي إلى مستمع جيّد. نواصل:
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في مديح ملوك البهجة المستعارة (Re: بله محمد الفاضل)
|
Quote: أظنها ليست العادة يا صاحب وإنما الانتماء وقل الإخلاص للطازج لأنه بين يديك لحظتها ومنغمساً فيه حتى الثمالة
لم يتضح معي بعد المغزى من في مديح ملوك البهجة المستعارة |
عزيزي الكاتب عن حق بلة:
دعنا نتحدث عن شؤون الكتابة قليلا على صفحة هذا المنبر بالنسبة للكاتب. بالنسبة لي لا تنحصر المسألة حسب عند مستوى ما تسميه لمياء شمت الحوار التفاعلي/ "الكتابة التفاعلية". لكنه حقق لدي ما يمكن أن تسميه بنسبة ما مفهوم الكتابة كمغامرة، رحلة للبحث، غوص داخل الذات من غير هدف مسبّق. تكون الفكرة غامضة في ذهني لحظة الكتابة لكنها ملحة. أعمل على كتابة السطر الأول منها ولا أدري مَن يقود مَن. مثلما حدث في الماضي لقصة "الشيء"، إذ بدأت هنا، هكذا:
الشيء..
وانتهت هناك تحت عنوان "كائن" من مجموعة "ملف":
http://www.daralhayat.com/internationalarticle/106626
إذن من أهمية الكتابة هنا، أنها تحتفظ للكاتب بسجل/ عضمة يعمل عليها لحظة توفر الظروف الملائمة كليّا لاحقا. إنها تحول دون إندثار تلك الأفكار التي تراودني في الآن، أثناء الطريق، ثم لا نعثر عليها، وقد تبخرتْ في الهواء. لكن الخطورة أحيانا كما أشار فضيلي جماع محقا في بوست الشيء قد تكمن في العملية التفاعلية نفسها بينك وبين الآخرين بتعبير لمياء أعلاه. إذ قد يتم إخراجك من الموود الأصلي كليّة. المسألة عموما مثيرة للحيرة. فعلى الرغم من أنني إستجبت وقتها لملاحظة فضيلي. إلا إنني وحتى بعد خروج النصّ لاحقا باسم "كائن" لم أتمكن أبدا من العثور على ذلك التوهج الذي بدأت به "الشيء".
على مستوى آخر، بدا لنا غريبا حين أخبرنا الكاتب والشاعر المصري صلاح والي في صالون الناقد الدكتور صلاح السروي بداية التسعينيات أن ماركيز بدأ يعتمد الكومبيوتر كقلم. لا أتكلم هنا عن كتّاب غربيين. ولكن دلالة ماركيز ككاتب من العالم الثالث. وبالفعل كان تحولا رائعا من جانبه اختصر له عناء النسخ باليد. هذا تحديدا ما أفادني به هذا الموقع. تدريب واكتساب مهارة على المستوى المباشر لتسجيل الأفكار الطازجة كما أشرتم. أنا لا أعلم الآن كيف أكتب بالقلم. أجد مشقة بالغة في الكتابة به. عوضا أن هذا الموقع كسر لدي حاجز مهابة الكتابة. وهي مسألة تقلل في صرامتها من وجود العفوية للكاتب. وحتى على المستوى الإنساني والبناء النفسي خاصة، أفادني هذا الموقع في التعامل مع الكتابة تحت سيادة التصنيفات الآيديولوجية وحدة التكتلات القائمة داخله بناء في الغالب على أسس لا عقلانية قد تتخذ شكل القبيلة أحيانا. وهو ما يسميه الخواجات القدرة على العمل تحت ضغط. إذ ذاك لا بد أن تشحذ كل آليات البقاء لديك. كما إن الموقع يعطيك كذلك القدرة في تحديد شكل العلاقات إذا تصادف وبنيت بعضها في السابق.
أخيرا، وهذا من فوائد القراءة لما يكتب هنا، يلهمك هذا الموقع وأنا قاريء جيد له في صمت معظم الأحيان القدرة على تحديد بعض ملامح الراهن الذي تعيش داخله، مثل سعي الذوات الفردية أحيانا بلا إمكانيات حقيقية لتأخذ حيّزا ضخما لم تبذل الجهد الموضوعي اللازم لاستحقاقه. أحيانا أتخيل فقط كميات تلك الجهود الحزينة المبذولة في الخفاء عبر مختلف الوسائل لتصدر الواجهة هنا على الأقل. لكل إنسان الحق في تصوري لاحتلال الموقع الذي يراه. but you have to pay for that. ولعل ما ورد في هذه الفقرة ما بعث في ذهني حكايات عبدالغني العربجي وغيرها مما سيرد هنا.
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في مديح ملوك البهجة المستعارة (Re: عبد الحميد البرنس)
|
البرنس
سلام كبير
والمفارقة هنا أن أغلب قصص "حكايات على ضفاف نهر صالحين" تمت كتابتها قبل الشروع في مجموعتي "تداعيات في بلاد بعيدة" و"ملف داخل كومبيوتر محمول". هذه عادة لازمتني كما الحال بالنسبة لمسودة الرواية القادمة "لاءات أسير العبارة". إذ تمت كتابتها بعد مسودتي "إنسان الغرفة" و"الأمنجي السابق" على التوالي". عليه، هنا خواطر متفرقة حول "ملح الأرض" للدورة القادمة.
هذه الطريقة في الكتابة ، هي ولادة و تمخض عن إستعمال الكمبيوتر بدلا عن القلم في كثير من حالات الكتابة بأشكالها. و هو أمر واضح و جلي في المقتبس أعلاه. تعود لجهازك فتجد أنك قد قمت برمي بذور عدة أعمال مختلفة ، تقوم بالترميم و التفكيك حسب الحالة النفسية أو إرتداد الأحداث أو حدوث إنحراف عن فكرة ما كانت راسخة أو تراوح محلها.
واصل المديح .. فنحن في المنافي الإختيارية نصنع لأنفسنا بهجة كما قال شكسبير Artificial Night في روميو و جولييت.
دمتم
| |
|
|
|
|
|
|
|