الحُريّة في التعبير .. حق منتزع دائماً ! ( حول فكرة حرق اللوحات بمركز طارق الأمين الثقافي)

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 11:04 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-01-2010, 07:30 AM

هشام الطيب

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 1708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحُريّة في التعبير .. حق منتزع دائماً ! ( حول فكرة حرق اللوحات بمركز طارق الأمين الثقافي)
                  

12-01-2010, 07:36 AM

هشام الطيب

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 1708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحُريّة في التعبير .. حق منتزع دائماً ! ( حول فكرة حرق اللوحات بمركز طارق الأمين الثقافي) (Re: هشام الطيب)

    المسكوت عنه
    الحريّة في التعبير .. حق منتزع دائماً !
    (حول فكرة حرق اللوحات بمركز طارق الأمين الثقافي)
    هشام الطيب
    [email protected]
    مشكلتنا الحقيقيّة أنّ أغلب الذين يترأسون مراكز بث الوعي في السُّودان يحتاجون أنفسهم لوعيٍ؛ إذ تجدُهم يتحدّثون كلَّما أُتيحت لهم فرصّة الوقوف أمام مُكبِّر الصوت،
    ويصرُخون عن هموم نشر الوعي الثقافي والسياسي.. عن الحُريَّات، والإنتهاكات التي يتعرَّض لها المُواطن السُّوداني، هكذا ببساطة - الإنتهاكات- يصرخُون فيها بأعلى صوتهم،
    ذلك بعد أن يغيِّروا من ملامحِ وجههم، بحيثُ تُصبح غاضبة عن الوضع بصورةٍ أو بأخرى، ثم ما أنْ تلبث بُرهة حتى تجد أنّ ذات الأشخاص الذين يفترض فيهم ذلك الوعي الذي يعملون علي نشره،
    تجدهم ليسوا سوى مُمثلين بارعين يُجيدون أداء دور الشخصيّات النبيلة الدّاعيّة للتغيير بإتقانٍ شديد. وستكتشف فيما بعد أنّ كلّ أعمالهم النبيلة تلك ليست في سبيل الإنسانيّة والوعي كما يزعمون؛ إنما في سبيل (الأنا) و في سبيل تحقيق بطولاتها وتمجيدها.
    أقول ذلك ونحنُ لسنا بعيدين عن ما حدث في مركز طارق الأمين، حينما أراد التشكيلي سليمان أبّشر أن يُعبِّر عن رأيه بطريقةٍ فعليّة يعكس من خلالها صورة المعاناة التي يتعرّض لها المواطن السُّوداني بصورةٍ مستمرة؛ ذلك عبر حرق لوحاته الفنيّة التي إختار مركز طارق الأمين الثقافي مسرحاً لحرقها؛ وبالطبع لم يأتِ سليمان لمركز طارق إلا بعد أنْ أكمل كافة ترتيبات الموافقة مع صاحب المركز الذي هو طارق الأمين نفسه ومع بقيّة إدارته التي رحَّبت بالفكرة، ومع أنّ الفكرة تبدو جديدة على المُجتمع السّوداني الذي مافتيء يُحاول التعبير بصورٍ تقليدية مورست عليها كافة أشكال الإقصاء والإنتهاكات، فقد إندهش الجميع لشكل التعبير الذي يُقبل عليه سليمان، فتباينت الآراء حول فكرة الحرق وأنقسموا مابين مؤيدٍ ومعارض من الجمهور، ومعتدٍ ومنتهك من مركز طارق الأمين الثقافي. هذا في حين توقّع الكثيرون قبل بدايّة أمسيّة الحرق أنّ يسيطر طارق الأمين –كعادته- على برنامج الأمسيّة، لكن مالم يتوقعه أولئك هو أن ينتزع طارق ومركزه حريّة تعبير سليمان عبر منعه من حرق اللوحات بالقوّة، بل دسِّهم وإقتلاعهم للوحاته الفنيّة بالقوّة. حُريّة التعبير .. يبدو أنّها معرضّة للإنتزاع ليس في الإعلام ووسائل التعبير التقليديّة فحسب؛ إنما منتزعة ومنتهكة حتى في المركز الذي ظل يتضجّر بصورٍ مسرحيّة متكررة عن إنتهاكات حريّة التعبير وعن مصادرة الحريّات وعن غيرها من قضايا النضال المزعومة.
    سليمان تلقي إنتقاداتٌ وإعتراضات وتهديدات حادة في شأن فعل الحرق الذي هو بصدده حتى الآن، في حين لم تواجه ممارسات طارق بأيّ ردود فعل.. هنا يبقى السؤال "ماذا يُريد مركز طارق الأمين في محاولاته لإختزال قضيّة التشكيلي سليمان في كونها مُجرّد إحباط"؟
    وإلى متى ستظل مراكز بث الوعي تمارس النفاق مع روّادها؟
    وإلى متى سينتج لنا الوضع السُّوداني مراكزاً ثقافيّة مزيّفة تُنادي بحريَّة التعبير ثم تأتي لتنتهك وتغتال حريّات تعبير الآخرين؟
                  

12-01-2010, 07:49 AM

هشام الطيب

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 1708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحُريّة في التعبير .. حق منتزع دائماً ! ( حول فكرة حرق اللوحات بمركز طارق الأمين الثقافي) (Re: هشام الطيب)
                  

12-01-2010, 07:54 AM

محمد المسلمي
<aمحمد المسلمي
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 11831

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحُريّة في التعبير .. حق منتزع دائماً ! ( حول فكرة حرق اللوحات بمركز طارق الأمين الثقافي) (Re: هشام الطيب)

    Quote: مشكلتنا الحقيقيّة أنّ أغلب الذين يترأسون مراكز بث الوعي في السُّودان يحتاجون أنفسهم لوعيٍ؛ إذ تجدُهم يتحدّثون كلَّما أُتيحت لهم فرصّة الوقوف أمام مُكبِّر الصوت،
    ويصرُخون عن هموم نشر الوعي الثقافي والسياسي.. عن الحُريَّات، والإنتهاكات التي يتعرَّض لها المُواطن السُّوداني، هكذا ببساطة - الإنتهاكات- يصرخُون فيها بأعلى صوتهم،
    ذلك بعد أن يغيِّروا من ملامحِ وجههم، بحيثُ تُصبح غاضبة عن الوضع بصورةٍ أو بأخرى، ثم ما أنْ تلبث بُرهة حتى تجد أنّ ذات الأشخاص الذين يفترض فيهم ذلك الوعي الذي يعملون علي نشره،
    تجدهم ليسوا سوى مُمثلين بارعين يُجيدون أداء دور الشخصيّات النبيلة الدّاعيّة للتغيير بإتقانٍ شديد. وستكتشف فيما بعد أنّ كلّ أعمالهم النبيلة تلك ليست في سبيل الإنسانيّة والوعي كما يزعمون؛ إنما في سبيل (الأنا) و في سبيل تحقيق بطولاتها وتمجيدها.
    يعني كلواتمثيل وكوراك في الفاضي ناس النظام العام دقوني وناس الموتمر الوطني صادروا الحريات كل تمثيل
                  

12-02-2010, 08:40 AM

هشام الطيب

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 1708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحُريّة في التعبير .. حق منتزع دائماً ! ( حول فكرة حرق اللوحات بمركز طارق الأمين الثقافي) (Re: محمد المسلمي)

    في محرقة الفن التشكيلي
    بيت الفنون يتحوَّل إلى مكان لانتزاع الحُريَّات
    تعارف: علي حاج الأمين/ هشام الطيب
    سليمان: ساحرق لوحاتي لأن لدي قضية، ووطالما الجميع يعيش في صدمة ولابُّد أن نقابلها بصدمة آخرى
    (إنها دعوه لحضور أقوى أشكال التعبير الانسانى بإحراق الفنان للوحاته تعبيراً لرفضه لوضع الإنسان السوداني في الحاضر والمستقبل. المكان بحري بيت الفنون، شارع الإنقاذ، الزمان الأحد
    7 نوفمبر، الساعة الثامنة مساء).
    هكذا وصلتنا دعوة المعرض من مجموعة بيت الفنون على الفيس بوك، لكن هذه المرّة لم ينتهي المشهد وفق ما خطط له؛ فالفنّان التشكيلي سليمان أبَّشر الذي أراد وبكامل وعيّه أن يحرق لوحاته الفنيّة تعبيراً منه عن رفضه لما آل إليه حال المواطن السُّوداني الذي ظلّ على الدوام عرضة للانتهاكات، كان سليمان حريصاً على إيصال رأيه لجميع الذين أتوا لمشاهدة المحرقة وبصدق عالي أثبته عبر إصراره في حرق اللوحات، وبأسلوب مُبتكر في التعبِّير.
    طالما أنّه قام بهكذا احتجاج فهذا يعني أنّه كان يتوّقع أن تُصادر حقوقه وحريّاته من قبل الدوّلة السّودانيّة، ولكن من لجوءه لبيت الفنون فهذا مؤشراً لأنّه لم يتوَّقع أن يُنتزَّع حقّه في التعبِّير من داخل المكان الذي لجأ إليه.
    صدمةٌ هائلة تلقاها سليمان والمتضامنون معه بعد أن صُودرت حريّة تعبيره ومُنع من حرق اللوحات بالقوّة؛ خاصةً أنّه أخطر بيت الفنون قبل 15 يوم من تاريخ المعرض و تلقى الموافقة من إدارة بيت الفنون بعمليّة عرض وحرق لوحاته الفنيّة التي قال أنّ لها مكانةً كبيرة في نفسه؛ ولأنّ مدير بيت الفنون يُريد أن يريد تحويل المشهد إلى نصر فنِّي لصالح بيت الفنون والتشكيلين وفق ما عرفناه من استطلاع الرأي الذي قمنا بإجرائه وسط عدد من الحضور والمهتمّين الذين تفاعلوا مع قضيّة الحرق، إلا أنّه قام بأداء مسرحيّة بترتيب شديد وخطط لها جيداً؛ حتى أنّه أعدّ لها مؤثرات صوتيّة؛ عبر جلبه في المسرح لقارعي الطبول الذين أضفوا على مشهد الشد والجذب إثارة كبيرة وحالة من الترّقُب والذهول، ذلك بالإضافة للمؤثرات الدراميّة كمجموعة الشموع التي وُزعت للحضور، إضافةً إلى تجهيزه لعددٍ من الهُتافات التي جاءت على شاكلة:
    مهما حُزن الليل امتدا.. الفنون لابُّد تتحدى..
    بدايّة هادئة:
    بدأ برنامج افتتاح المعرض هادئاً رغم الحشود الغفيرة للجماهير التي انبهرت بلوحات سليمان، ثُم انتقل الحضور بعدها من الغاليري إلى مسرح بيت الفنون لمشاهدة فقرة الحرق التي أعلن عنها في دعوات البرنامج، لكن وبمجرّد أن تحدّث مدير بيت الفنون عن المعرض وعن سليمان تبيَّن تماماً للجميع أنّ ثمة تلكؤ واضح في قضيّة الحرق، إلى أن أخذ سليمان فُرصّة للتحدّث شكر فيها الحضور وكل الذين تضامنوا معه في الفكرة، وقال أنّ فكرة الحرق ليست وليدة اللحظة إنما هي قديمة، وأنّ كل الظروف المحيطة اليوم غير مواتيّة لتلبيّة احتياجات الإنسان. ومضى في القول بأنّ التشكيلين يعرفون صعوبة الحياة، خاصةً أثناء الدراسة، وخاصةً أنّ الطالب يعيش حياة اجتماعية يُجبّر فيها على (الشحته). ثم قام سليمان باستعراض سيرته الذاتيّة مبيناً أنه أقام عدد من المعارض الفرديّة والجماعيّة، وشارك في عدد من ورشات العمل، التي من أبرزها ورشّة تخُصُّ الانتخابات، وقال أنّه رغم مشاركته في تلك الورشة إلا أنّه أمتنع عن التصويت في الانتخابات معللاً ذلك بالقول: (إذ اشتركت في الانتخابات سأكون شاركت في تاريخ ..... للسودان).
    ثُم واصل بعدها أنه مؤمن بفكرة حرق لوحاته قائلاً:( حرق لوحاتي هو إيمان بقضية، وهو بدايّة جميلة، لأنّ الجميع يعيش في صدمة ولابُّد أن نقابلها بصدمة).
    آراء متباينة:
    ثُم فتَح مدير بيت الفنون فُرصّة للمُداخلات للحضور الذين جاءوا في أغلبهم تشكيليين ومهتمّين وناشطين، وابتدأت المُداخلات من قبل التشكيلي أبو بكر الصدِّيق حسن قائلاً أنّ بيت الفنون حاول المعالجة بدراما، ونحنُ نحترم كُل الآراء، ونحترم رأي سليمان في إصراره على الحرق. وواصل قائلاً:( طالما دعوتنا لفعاليّة ما ساهلة.. و طارق سيحرق لوحة الإحباط التي رسمتها ولا يُفترض أن يحرقه لأنّ فكرة سليمان ليست نتاج الإحباط؛ إنما هي إيمان، وسليمان تشكيلي، فكرتنا واحدة ولكن أنت تحرق في مشاكل واللوحة أصبحت ليست ملك الفنان وأصبحت ملك المُشاهد).
    وتباينت آراء المتداخلين حيث اتفق البعض على أنّ التعبير يجب أن يكون بأي شكل وبكامل الحريات، طالما أنّه لا يعتدي على حُريّات الآخرين، قائلين أن لسليمان الحق في حرق لوحاته. فيما رأى البعض الآخر أنّ الفن لا يجب أن يحرق باعتبار أنّ له رسالة ساميّة.
    فيما يرى الفنان التشكيلي طلال أنّ الفكرة من حرق اللوحات هي تعبير عن موقف قوي،
    خناق حوّل اللوحات:
    في نهايّة المُداخلات أصرَّ سليمان على فكرته، ولم يتنازل عن قراره في حرق اللوحات الفنيّة أبداً، أصوات تعلو، شجار وخناق، دموع، وبعدها وجد سليمان نفسه محاصرا من قبل أفراد، كان حريصا علي أخذ لوحاته ولكنهم كانوا اكثر حرصا منه على أن لا يفعل ذلك، وأتضح لاحقاً ووفق ما شاهدته مجموعة كبيرة أن لوحاته قد دُست من قبل الذين كانوا يحرصون علي أن لا يعبر عن رأيه، فأصبح "يلاوي ويقلع" في لوحاته التي كان وبحسب الاتفاق مع مدير بيت الفنون، صاحب بيت الفنون أن تُحرق بعد العرض مباشرةً على المسرح وأمام الملأ، لكنّه فوجئ بسيطرة مدير بيت الفنون على شكل البرنامج عبر تغيير فقرته إلى نقاش مضاد لرأي سليمان، ثُم إلى مسرحيّة أدّاها مدير بيت الفنون ووصفها البعض بالهزيلة. اختار لها عنوان "الإحباط"، ليُعلن سليمان بعدها استيائه الشديد عن ما قام به طارق، ويعلن عن انّه سيموت في حالة عدم إحراقه للوحات.
    بعد صعوبة، استطاع سليمان أن يسترجع لوحاته الفنيّة، وتزامن ذلك مع مجيء الشرطة.
    معرض احتراق للتشكيلي سليمان أبشر الذي مُنع فيّه من حرق لوحاته، بسبب تدّخلات مدير بيت الفنون الذي قام بتفسير حالة سليمان بأنها مُجرد إحباط يمكن حرقه، ومضى في كتابة كلمة "إحباط" على المسرح بالقُماش، لكنّه عندما أراد حرقها، أغضَب سُليمان، ليصعد الأخير إلى المسرح بالقول أنّه غير مُحبط وأن ما يريد فعله هو تعبيراً منه لما آل إليه حال المواطن السُّوداني، ولا يعني ذلك بالضرورة حالة إحباط.
    ما حدث في بيت الفنون مساء أمس الأول فتح عدد من التساؤلات التي أبداها بعض الحضور، وتشير معظمها لآلية التعبير، وكأنهم يريدون أن يعرفوا رجع الصدى في حال تنفيذها، وهذا ما أشار له آخرين بأن تلك الآلية (الحرق) لو نفذت كانت ستفتح عدد من الأسئلة حول القضايا التي نتجنب أو نتخوف الحديث عنها، وبدورنا تساءلنا عما فعله (مدير بيت الفنون)، وخاصة أنهم حاولوا جاهدين إقناعنا بمسح الصوّر التي التقطناها وقت الشجار حينما انتزعت اللوحات بالعنف من سليمان، غير أنّ العامل في بيت الفنون والذي ظل يردد أنه ضابط، كان أكثر حرصا علي انتزاعها، عموما هو حدث لن يمر هكذا سيتبعه حديث وبالضرورة فعل، وسليمان أكد لـ(تعارف)، أنه لن يتنازل بأي حال عن التعبير عن رأيه بالحرق، وأن لديه قضية سيوصلها للناس، وأكد أنه سيحرق لوحاته وسط حشد جماهيري يصاحبه حديث عن دوافع الحرق وما دار في بيت الفنون.
                  

12-06-2010, 10:01 AM

هشام الطيب

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 1708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحُريّة في التعبير .. حق منتزع دائماً ! ( حول فكرة حرق اللوحات بمركز طارق الأمين الثقافي) (Re: هشام الطيب)

    حوار مع التشكيلي سليمان أبّشر
    سليمان أبشر، فنانٌ تشكيلي، من مواليد كسلا، عمل متطوعاً في عددٍ من منظمات المجمتع المدني، منها الجمعيّة الوطنية لمحاربة العادات الضارة وصحة الامومة والطفل بريفي كسلا، عمل فيها على تصميم البوسترات والملصقات، كما أشترك في العديد من ورش العمل ذات الصلة بالسلام، تلقى كل مراحله الدراسيّة في كسلا، وأنتقل بعدها إلى كليّة الفنون الجميلة والتطبيقية.
    تخصص في النحت، غير أنه – وفق ما قال- لم يداوم على ممارسته كثيراً؛ لأسباباً وعُقداً كثيرة، ترسَّخ بعضها في ذهنه؛ نسبة للنظرة الدينية للنحت في السودان، وعن هذه النقطة يستذكر سليمان دائماً حادثة جامعة السودان التي شهدت تكسير المنحوتات قبل وقت من الآن؛ الشيء الذي جعل الأعمال النحتيّة عرضة لمواجهة ذات المصير، لكن سليمان قال أنه يمارس النحت لأشخاص بعينهم أو حينما يتأكد تماماً بأنّ المكان الذي ستوضع فيه المنحوتات آمناً من الأيادي المتطرفة. واتجه سليمان بعد النحت إلى التلوين؛ بإعتباره فناً من فنون التعبير. وعرفنا أنّه ليس تشكيلي فحسب؛ إنما هو كاتب يُمارس الكتابة حينما يحس بأنها مفيدة –كما قال- ، ويواصل سليمان في تعريفه عن نفسه بأنّه يستمع إلى الموسيقى، إذ يقول من المهم ان يستمع التشكيلي للموسيقى وأن يقرأ ويسافر ويتقرَّب من الناس الموجودين في الشارع، وفي الريف، وفي قاع المدينة؛ لأن ذلك هو المُحرِّك الحقيقي للفنان التشكيلي، فالتشكيلي هو أكثر من يُعبِّر عنهم ـ أوهكذا يفترض أن يكون ـ بأعتبار أنها مجموعات مظلومة ولم تجد حظها من الحقوق.
    لم يكُن سليمان أبّشر – ككثثير من التشكيليين المتمّيزين- معروفاً بصورة كبيرة للجمهور السُّوداني، إلأ أنّه صار أكثرهم جرأة وشهرة في الآونة الأخيرة بعد الفعل الذي كان بصدد إقامته في بيت الفنون، أو فيما عُرف بحادثة منع حرق لوحاته، التي كان بيت الفنون قد خصص لها يوماً، الشيء الذي خلق العديد من التساؤلات حول فكرة الحرق، وحول فعل المنع والممارسات التي تعامل بها بيت الفنون مع سليمان والتي استنكرها كثير من المهتمّين والمتابعين.
    جلسنا مع سليمان وتحدَّثنا حول مادار في بيت الفنون والدافع أو القضيّة التي جعلته يقدم على إحراق لوحاته، وناقشناه حول العديد من المواضيع التي تخُص حركة الفنون التشكيلية في السُّودان، فإلى مضابط الحوّار

    حوار: هشام الطيب/علي حاج الأمين

    * في محرقة الفن التشكيلي ببيت الفنون، سمعنا من أحدى المعترضات علي الحرق، أنك صاحب فكرة معرض الشارع، لماذا الشارع، وخاصة أنّ هنالك حديث عن إنتلجنسيا المعارض الخاصة؟

    أثناء تنقُلي داخل السودان، وجدت كثير من مظاهر الفقر؛ فضلاً عن القُبح الجمالي الموجود على مستوى ما تسمى بالعاصمة، والخرطوم ليست عاصمة؛ ولكنها مزبلة كبيرة للأوساخ والنفايات، وحتى (شركة الخرطوم للتجميل)، لم تقُم بدورها، فالشوارع لاتزال مليئةً بالأوساخ، ربما هم يهدفون لتحقيق المال وليس الجمال؛ فحتى الإعلانات داخل الخرطوم مبتزلة للغايّة، وفي فتره سمعنا أنّهم بصدد زيادة عدد الصواني وتزويدها بأشكال جميلة، لكنها رجعت بذات السوء القديم حينما وزعت علي شركات بعينها، وهدفت لتوصيل منتجها الذي لايمُت لواقعنا بصلة، ولا أظنه مفيد حتى للأنسان و صحته، وأستمر القبح الجمالي في المدينة، ولتوضيح بعض الحقائق في شأن ذلك أتجهنا لمعرض الشوراع، إضافةً للعديد من العوامل الأخرى أبرزها غياب صالات العرض، وعبر الشارع نستطيع أن نُدير حواراً مفتوحاً يصبح التشكيلي من خلاله قريب من الإنسان البسيط أو المتلقي العادي الذي لا يستطيع دخول الصالات المغلقة، وكتشكيليين نظمنا أربع معارض علي مدار أربعة سنوات، ولاقت الفكرة حينها إستحسان كبير من قبل الجمهور، حتى من البوليس الذي كان يأتي ويتساءل عن (الحاصل شنو) ولماذا يعرض التشكيليين أعمالهم في الشارع، وأخبرناهم بأننا نريد أن نكون بالقرب من الجمهور، كما أنه لاتوجد صالات للعرض، وليكون هنالك حوار بيننا وبين الجمهور، وخاصة أن البعض يرى أن ما نقدمه من أعمال لايعدو أكثر من كونه (شخبطه)، وكنا نتحاور عن الرسالة التي تكمُن بداخل أي عمل فني، او مهمة هذا الأخير في خدمة القضايا التي تهم المواطن. غير أننا نعزي عدم معرفة الجمهور باللوحة لغياب أو عدم فعالية المؤسسات القائمة أو المعنية بالأعمال الثقافية في السودان؛ خاصة اننا لا نجد التشكيل مضمنا في خارطة وسائل وسائل الإعلام الرسمية المرئية والمسموعة، ولا حتى في مؤسستانا التعليمية فمدارسنا الحكومية تفتقر لغياب التربية الفنية فالتشكيل لم يجد حضوره فيها، كما انهم لا ينظرون له كمادة أساسيه، توازي بقيّة المواد الآخري التي تسمى أساسية، علي عكس المدارس الخاصة ونلاحظ فيها أن (المسئولين) يدفعون مبالغ مقدره لمدرس الفنون ليدرس أبنائهم وبناتهم، وهذا لايوجد في المدارس الحكومية، مع أن هنالك خريجين وخريجات من كلية التربية قسم الفنون، وهم مؤهلين/ات تأهيلا تاما، وبالتالي يستطيعون قيادة العملية التعليمية فيما يلي تخصصهم، وهذا لايعني أنني أشترط على الطلاب أن يدخلوا كلية الفنون حتي يدركوا طبيعة ومهام التشكيلي والعمل الفني، ولكني اؤكد على ضرورة ان ينال الطالب حظا من تذوّق العمل الفني وكيفية التعامل معه ومع الفنان.

    * هل هنالك صالات عرض رسمية في السودان؟

    الدولة ليس لديها أي صالات عرض رسميّة، وإن كانت تقام بين فترة وأخرى؛ بغية تحقيق هدف معين، وتنتهي بإنتهاء الغرض المراد منها، وحينما يقيمون تلك الصالات يتصلون بمعارفهم، أو بمن يحتاجونهم من التشكيليين، فيحققون كل مطالبهم لحين إنتهاء المهمة التي يريدونهم فيها، ولكن ذات الصالات نجدّها رغم ذلك غير مجهزة، وبكل أسف السّودان لاتوجد فيه صالة عرض مجهزة بإستثناء صالة المركز الثقافي الفرنسي، وبالرغم من أنها أجنبية لكنهم مشكورين لأنهم يتعانون مع الجميع.


    * ماذا عن الدولة ومهامها تجاه التشكيليين، في رأيك هل يمكننا أن نعزي غياب الصالات لعدم توّفر الأموال لبناءها أو صناعتها مثلاً، أم أنّ القائمين على أمرها غير مُلمِّين بطبيعة ومهام التشكيليين؟

    في رأيي أنّ لديهم رأي في الفنون نفسها، فالفنّان يُمكن أن يكون مُحرِّض للتغيير، ففي الماضي كانت كليّة الفنون تفتقر للميزانيّة، فعندما نذهب للدراسات الميدانيّة، التي كان هنالك أصرار عليها؛ لأنها تهدف إلى التعرف على السُّودان؛ وحتى يستطيع التشكيلي أن يكوِّن مخزون وذاكرة بصرية وسمعية لأستدعائها في وقت ما، ونجد في تلك الدراسات الميدانية أنّ الطلبة يلجأون لإقامة حفلات خيرية، أو معارض لتسويق الأعمال ليكون عائدها داعما لتلك الرحلات، ويلجأ بعض الطلبة لمعارفهم الخاصة لتوفير العربات، ولكن لا توجد أي ميزانية مرصوده لتلك الرحلات، وربما كان ذلك متعمداً، ومعارض البكلاريوس كانت عبارة عن تظاهرة كبيرة، يصاحبها تثاقُف وتفاكر حول العديد من القضايا الفنيّة وحتى السياسيّة، فكان البعض يحرص على إفشال تلك المعارض، لكن الطلبة كانوا أكثر حرصا علي قيامها، والمعارض – خاصة معارض البكلاريوس- فرصة اقتصاديّة حيث يتم فيها الأتصال بالكثير من الشركات المعنيّة بالمواضيع المعروضة، وفي كثير من الأحيان توظف الشركات الخريجيين، وهذا ما لا يحدث الآن، ونلاحظ أيضا أن طالب الفنون اليوم ليس لديه الكثير من الإهتمامات؛ فمكتبة كليّة الفنون اصبحت فقيرة بعد أن اختفت أغلب كُتبها، وهذا لاينفي أن هنالك عدد من الأساتذه ولديهم روح الاستمرارية، ولكن من الوقت الذي ضُمنت فيه لجامعة السودان توقف الدعم، وظهرت المعاناة والمكابدة؛ ولم يجد الطلبة مفراً سوى أن يتكاتفوا حتى في تسديد الرسوم، والجامعة ليست لديها أي أتصالات مع المؤسسات لتوظيف الخريجين أو الطلبة، ففي الفترة التي درسنا فيها لم يكن التعليم مجاني، ولايوجد سكن أو إعاشة أو ترحيل، وأغلب الطلبة كانوا يعملون في العطل لتوفير رسوم الدراسة أو معينات العمل، وكليّة الفنون كانت من اكثر الكليات المستهدفة، وقل فيها النشاط الثقافي، كانت هنالك جمعية الرسم وجمعية الموسيقى، ومنعوا من ممارسة نشاطهم الثقافي، وتم تقليص ساعات تواجد الطلبة داخل الجامعة، وفي حال وجود أحداث داخل الجامعة بسبب أركان النقاش وغيرها، تتدخل القوات الأمنيّة وتشرع في ضرب الطلبة، ونحن حين قدومنا للجامعة كنا نرى أنها مكان مقدَّس لا يدخله البوليس أو العساكر، والجامعات أصبحت تهدف إلى تغيِّيب الطالب عن كل ما يحدث داخل الجامعة أو خارجها، بعد ان حولوها إلى ملاهي بغرض إلهاء الطلبة، عبر وضع كثير من الأشياء التي تشغل الطالب من التحصيل الأكاديمي أو كل ما من شأنه أن يفتح أسئلة حول الواقع السوداني، فجامعة السودان أصبحت تضم عدداً مهولاً من الكافتيريات، كما خُصصت فيها أماكن كثيرة للعب البلياردو، ويبدو أنّ الجامعات تركت المهمة التي أنشئت من أجلها، أن تخرِّج كادر مؤهل مُفيد يستطيع قيادة مجتمعه.

    * طالما انك تُعرِّف نفسك بأنك صاحب قضيَّة بدليل ما حدث في بيت الفنون، فلماذا لم تتخذ النحت والتعريف به أو الدفاع عنه جزء من قضيتك، وهل ترى أنّ تركك للنحت مُبرر بحجة أنّ هنالك من ينظر له بإعتباره أصنام أو فجور؟

    من الصعوبة بمكان ممارسة فن النحت في هكذا ظروف؛ لأنه يحتاج إلى جهد ذهني وبدني ومالي، ويحتاج إلى جوء مفعم بالحرية، ومالم تتوفر الحرية والإطمئنان لممارسة النحت فلن تسطيع ممارسته، لأنّ النّحات يكون في حالة خوف وتساؤل دائم، مثل: (أين ستعرض، وماهو مصير المنحوت). وفي الفتره الأخيره أصبحنا نتحايل على الأعمال عبر جعلها صغيرة الحجم ويمكن حملها في حقيبة صغيرة، ولكن في نهاية الامر لا نستطيع عرضها سوى في الصالات الخاصة أو المُغلقة؛ لأنّ هنالك فهم سائد عند البعض بأنّ التشكيلي كافر ومجنون وغير واعي بما يفعل، وعلى الدوام كنّا نُوصم بأننا كفرة وفجرة، ورغم أنّ لدينا الرغبة في ممارسة النحت ولدينا الأفكار لكن يصعب تنفيذها، وفي كثير من الاحيان نشرع في تنفيذ عمل اوفكرة ما ولكننا نتوقف عن تنفيذها حينما تتبادر في ذهننا ذات الأسئلة: (أين ستعرض، ومن هم الذين سيتناقشون معنا حول المنحوت لنعرف إذا ما كنا قد توفقنا في توصيل الفكرة أم لا)، ففي معرض البكلاريوس كان البعض يندهش من معروضنا، ومن مستوى معرفتنا وتخصصنا، لكن تصيبهم الصدمة عندما يعرفوا أنّ هذا العمل لن يخرج ليراه الجمهور، ومن يرونه هم أشخاص بعينهم؛ ربما لديهم القدرة علي الشراء أو التنظيم أو نالوا حظا اوفر من التذوق الفني، وبالتالي المناخ غير مناسب لمارسة العمل الفني، وحتى لو تم ذلك ستكون ممارسة تطبيقية أي لغرض وظيفي يتمثل في مجسمات لبعض المؤسسات، أو جداريات لغرض إعلامي، لكن ليس لفعل موضوعي يُمثِّل هموم الناس أو يشغل النحات، والوعي التام الذي أتحدث عنه، لا يعني بأي حال أن المواطن غير واعي ولكنه لم يجد الفرصة، فلو فتحنا مثلا الراديو أو التلفزيون لن تجد خارطتهم البرامجية قد أستوعبت النحت او التشكيل.


    * أنت تحدثت عن علاقة السودانيين بالتذوّق الفنّي، ووصفهم للوحات بالـ(شخبطه) وللنحت بالـ(فجور)، ففي رأيك هل ثقافة السودانيين ومعرفتهم مبنية علي كل ماهو مسموع او مقروء؟، وما هو السبب الذي يجعلهم/ن لايفهمون أو يستوعبون اللوحة أو النحت حتى يصفونه بالكُفر مثلاً ؟


    عملية التلقي لا تختلف عن العملية التعليمة، وهي علاقات متصلة مع بعضها البعض، فإذا انفصلت احدى تلك الحلقات فالعملية التعليمية لن تتم؛ لأنها تحتاج لمُتعلِّم ومُعلِّم ووسيّلة، فكل بيئة تحتاج إلى تربيّة، وعلى سبيل المثال لايمكن أن نخرج مثلاً للجمهور بقانون كقوانين المرور الحاليّة ونحن نفتقد للشوراع المهيأة، ففي البدء لابُّد من تهيئة الشوارع، ومن ثم تهيئة الناس والتوعيّة بالشارع، والقانون، ومن ثم إنزال وتطبيق القانون على أرض الواقع، وبذات المستوى لابُّد من إيجاد مراكز للتوعية بدَور الفنون، وحتى حين قيامها على المستوى الفردي أو الخاص بقيام مراكز تنوير بذلك، نجد انها توأد ولا ترى النور، ولو ذهبنا خارج السودان وعلي سبيل المثال مصر، سنجد ان هنالك أستوديوهات حتى في الكليات التي لاعلاقة لها بالفنون، وهي مخصصة ليرسم عليها الطلاب، وهنالك أدوات لممارسة الموسيقى، وهذا كله لايوجد في السودان، فدَور المؤسسة الثقافية في السودان تجاه الفنان التشكيلي غائب تماماً.

    ماذا عن إتحاد التشكيليين السودانيين كجهة تمثلكم كتشكيليين؟

    الكيان الذي يسمى بإتحاد التشكيليين السودانيين، ليس جسما شرعيا، لأن تكوينه تم بسرعة، ولم يجيء عبر الإنتخاب، ؛ وقبل مجيء الكيان الحالي كان الإتحاد متوقفاً لفترة طويلة، وبعدها تم تكوين الجسم الحالي بالتراضي، وليس عبر إنتخاب مباشر، ونجد أنّه حتى الآن مسجَّل كجمعيّة ثقافيّة وليس كأتحاد، والأتحاد الذي نعرفه هو جمعيات وروابط وجماعات تنضوي تحت نقابة عمال السودان حينها فقط يُمكن أن نسميه بالأتحاد، لكن الجسم الموجود الحالي لا علاقة له بما يمكن تسميته بإتحاد، وليس لديه حتى القدرة للتواصل مع قاعدته، وذلك لأسباب عديدة؛ منها تكرر الشخصيات على مكاتب الأتحاد، فهذه الوجوه ظلت تحرص علي البقاء في هذا الاتحاد و(تكوِّش) علي كل الأشياء، فهم لا يخبروننا بالمسابقات والسفريّات، كما أن هذا الكيان ليس لديه برنامج واضح يخدم التشكيليين، وحتى لو سميناه مجازاً بالأتحاد، نجد أنّه في فترةٍ من الفترات وبوجود نفس الشخصيات كانت لديهم دار أستأجرها لهم وزير الثقافة السمؤال خلف الله في الخرطوم (3)، ربما يكون لعلاقات شخصيّة أو لشيء ما في نفسهم، لكن المهم أنّ الأقبال عليها كان ضعيفاً جداً، وحتى عندما كنا نأتي بهدف المُشاركة في ورش عمل تناقش هماً عاماً لا يخُص الإتحاد وحده، مثل نبذ العنف ضد المرأة، لكن هنالك من يرى و- أنا من بينهم-، أن هنالك تشكيليين يعملون على إنجاح برامج الأتحاد الغير موجوده أصلاً، فالأتحاد لا يسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية، وهم لايعطون الفضل لأصحابه، فعلى سبيل المثال هنالك عددٌ من الفنانيين يقيمون معارضاً تشكيلية ويقولون أنهم يضعون ترويسة الأتحاد في بوسترات الإعلان مثلاً؛ بغرض أن يظهر التشكيلي ويتقدّم للأمام بتلك الترويسة المعلقة أعلى الدعوة او الملصقة، وهذا ينسف جهد التشكيلي وينسب الفضل في نهايته للأتحاد.

    الآن تم إيجار دار للأتحاد في الخرطوم (2) بمبلغ كبير، وميزانيَّة الإتحاد هي من ضمن مبلغ كبير من المال وضعه الإتحاد الأوربي من ضمن أعماله؛ ليُنفّذ عبره الأتحاد برنامج معيَّن، والسؤال هو بعد إنتهاء هذه السنة ماذا سيفعل الأتحاد في شأن برامجه وفي شأن الدار؟، هل سيلجأ الأتحاد لجهة أخرى، أم سيعتمد على إشتراكات أعضائه ذوي العلاقة الضعيفة جدا به؛ لأن الإتحاد لا يوفِّر لهم مناخ مُناسب للتلاقي. ولو كانت هنالك دار حقيقية للتشكليين لما ذهبت لطارق الامين في بيت الفنون، ولكُنت نفذت فكرتي ومشروعي في الدار التي أحس أنني أنتمي اليها، ولكني - ككثير من التشكلييين- لا نحس بذلك، لأنه لايوجد تواصل، وحتي الأعمال التي كانت تُنفذ فيه لم تكن متواصلة، ففي فتره من الفترات أدركت أن رواد دار الأتحاد هم مجموعات بسيطة جدا وشخصيات مكررة، والآن لايوجد أستديو حقيقي لممارسة الفن وإنتاج الأعمال فيه، ونجد أنّ أحد هموم الناس توفير أشياء كالمسرح حتى لو تم ذلك بشكل جماعي، ولو كان الأتحاد مهتماً بالفنانيين لإستمع لرأي التشكيليين حتى ولو كان الاتحاد غير راضي عنهم، ليتم توظيف هذا المبلغ الذي أنفق على الدار، وليتم تأجير مكان بمواصفات، لأن الدار الحاليّة لا تحتوى علي صالات عرض، إنما تحتوي على مجموعة من الغرف الغير مهيئة للعرض، وهي أقرب للمكاتب وأبعد ما تكون من صالات العرض، وغير ذلك هم لايمتلكون حتى مساحة معقولة تستوعب ندوة.
                  

12-16-2010, 11:39 PM

هشام الطيب

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 1708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحُريّة في التعبير .. حق منتزع دائماً ! ( حول فكرة حرق اللوحات بمركز طارق الأمين الثقافي) (Re: هشام الطيب)

    بقيّة أجزاء الحوار .. سأقوم بإدراجها لاحقاً
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de