ضريح عبيد حاج الامين.. ويوميات سائق تاكسي

Quote: في 27 و 28 نوفمبر الجاري تمر الذكرى (86) لمعركة النهر الثانية التي قادها القائد عبدالفضيل الماظ سليمان عيسى المولود لابوين من النوير والمورو والتي شارك فيها ما يزيد على (60) من خيرة ابناء شعبنا ولعلها المعركة الحربية الوحيدة التي دارت بين شعبنا والاستعمار البريطاني في قلب الخرطوم وقادها متعلمون ومثقفون وافندية!! قرب النهر عند مستشفى عبد الفضيل الماظ الحالي وقد شارك فيها سودانيون من مختلف انحاء السودان!! وبعد نفاد الذخيرة طلب عبدالفضيل الماظ من الذين تحت امرته الانصراف وواصل المعركة حتى الجمعة 28 نوفمبر 1924 م لم يجد الجيش الانجليزي طريقة للقضاء عليه إلا عبر استخدام المدفعية وهدم مباني المستشفى فوقه واستشهد القائد عبدالفضيل الماظ سليمان عيسى فوق مدفعه «المكسيم» وهو يومذاك ابن (28) عاماً في ريعان الشباب وكان عبد الفضيل الماظ مثقفاً واللافت للانتباه زيارته مصر قبل عام من الاستشهاد 1923م وهي في اوج مدها الوطني الجارف آنذاك بقيادة الزعيم سعد زغلول وعمل عبدالفضيل في سنواته المضيئة والقصيرة في راجا واو وتلودي وحامية الخرطوم. وبعدها تمت اعدامات بري الشهيرة للقادة الشجعان الذين شاركوا في معركة النهر: ثابت عبدالرحيم وسليمان محمد وحسن فضل المولى، وقد أتى الانجليز من السجن بالزعماء علي عبد اللطيف وعبيد حاج الأمين لحضور الاعدامات امعاناً في الانتقام وقد نجا من الضباط القائد سيد فرح ابن «دلقو المحس» الذي وبأوامر من عبدالفضيل الماظ قطع النهر سباحة وانضم للقوة المصرية وذهب معها الى مصر وشارك في ثورة عمر المختار وعاد الى السودان في الخمسينيات وحسناً فعل أهل «دلقو المحس» أخيراً بافتتاح كلية سيد فرح الجامعية بدلقو المحس في احتفال مشهود . بعد ذلك تم ارسال قادة حركة 1924م اولى بدايات احزاب السودان الجديد الى واو وتم اطلاق سراح معظمهم بعد استشهاد عبيد حاج الأمين في سجن واو 1932م ما عدا علي عبداللطيف الذي مات سجيناً ووحيداً في اكتوبر 1948م بالقاهرة وقد قمنا في عام 2009م مع حاكم غرب بحر الغزال مارك نيبوج بزيارة سجن واو وتجديد مقبرة القائد عبيد حاج الأمين ووضعنا عليها اكليلاً من الزهور عنواناً لعلاقات لا تنقطع بين شمال وجنوب السودان ونحيي الآن ايضاً ذكرى القائد عبدالفضيل الماظ ورفاقه ذكرى معركة النهر التي جمعت السودانيين - شماليين وجنوبيين - ورغم الغبار الذي امتد عبر السنوات لحجب الرؤية عن شعبنا حول المعاني والدلالات الكبيرة لحركة 1924م كحركة وطنية حديثة تسامت فوق «الاثنيات» و«القبائل» وامتدت جنوباً وشمالاً وشكلت بدايات احزاب وحركات السودان الجديد. واليوم حينما تثار اسئلة المواطنة والبلاد على مفترق الطرق واحقية الجنوبيين في الشمال والشماليين في الجنوب في الجنسية فلا بد من رفع راية حركة 1924م عالية ضد الشوفونية المريضة والقومية الضيقة فتاريخ العلاقات بين السودانيين ضارب في الجذور واعماق التاريخ واي ترتيبات سياسية جديدة او قديمة وحدة او انفصال لا تنال منه بل يجب ان تأخذ الترتيبات السياسية والادارية تاريخ العيش والنضال والمصالح المشتركة بين السودانيين فوق كل اعتبار وعلينا جميعاً النضال من اجل التعايش المشترك والسلام الدائم والعدالة الاجتماعية والديمقراطية ونبذ الحروب والمطالبة بحل قضية المواطنة والجنسية لمصلحة مستقبل السودان بعيداً عن المرارات وضيق الافق وفي احترام لحقوق الانسان وتاريخ السودان. وندعو السودانيين في الداخل والخارج الوقوف لحظة تمجيد في يوم الاحد 28 نوفمبر القادم تحية واجلالاً لابطال معركة النهر كل على طريقته افراداً وجماعات. عاشت ذكرى معركة النهر الثانية عاشت ذكرى ثوار حركة 1924م اولى حركات وتنظيمات السودان الجديد ولتعش الاخوة الشريفة بين السودانيين نائب الامين العام عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية