الانتفاضة سبيلنا لإسقاط النظام وبناء دولة المواطنة - الملامح العامة لإستراتيجية الانتفاضة للتغيير السياسي والاجتماعي-
مقدمة: يشير الوضع الراهن في السودان إلى اختلال خطير في القوى لصالح النظام القائم ومؤسساته وقادته، ولمجمل بنية السودان القديم، في ظل ضعف مستدام وهيكلي وسط القوى الديمقراطية والحديثة البديلة، التي تطمح للتغيير، في مختلف تجلياتها التنظيمية والسياسية والفكرية الخ. مع ذلك فإن انتفاضة 30 يناير الشبابية التي انطلقت وتتواصل، تخلق وضعاً جديداً يكفل تغيير توازن القوى والسير بقوة تجاه هزيمة النظام وإسقاطه باعتباره المدخل السليم لبناء دولة المواطنة ولإجتراح التغيير السياسي والاجتماعي المطلوب . هذا الوضع يفرض على القوى المنتفضة تقديم إستراتيجية متكاملة للتغيير السياسي والاجتماعي، بهدف أن يساهم في تصفية مشروع ودولة الإنقاذ – وكافة الظروف والبنية التي أنتجت الإنقاذ – وإحلالها بمشروع وواقع جديد، يتمثل في المشروع الديمقراطي ودولة المواطنة. هذه الإستراتيجية لا يمكن أن تُبني دون مخاطبة شاملة لحيثيات الأزمة السودانية، والتي تشكل دولة الإنقاذ أحدى حلقاتها، وذلك لتقديم البديل الموضوعي والعملي والممكن تحقيقه، وليس ترقيع القديم فحسب، وتقديم نفس الشراب المسموم القديم في كؤوس جديدة. ضمن هذه الإستراتيجية هناك ضرورة ماسة لصياغة برامج عملية وتطبيقية تهدف لتحقيق هذا البديل، ويمكن بها مواجهة دولة الإنقاذ ومؤسساتها وتنظيماتها، بغرض تفكيكها وهزيمتها، وخلق الأدوات التي يمكن بها نقل مراكز القوة للمواطنين، وتأهيل القوى المنتفضة الوليدة لاجتراح مهام التغيير الصعبة. في الفقرات التالية نقدم خطوطا أساسية لما يمكن أن يكوّن الملامح العامة لإستراتجية الانتفاضة للتغيير، على أمل أن تتطور وتغتني وتُفصّل هذه الورقة بالجهد الجماعي للمنتفضين وكل المواطنين.
02-05-2011, 01:32 PM
Abdel Aati
Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
أهداف الانتفاضة واستراتيجيها: لقد حددت الانتفاضة أهدافها في "بيان للشعب السوداني" (مُلحق) ، والذي أصدرته ثلاثة تنظيمات شبابية في يوم 30/1/2011 ، والذي يحظي بدعم بعض القوى السياسية الحديثة. ومن المعروف إن الأهداف هي التي تحدد الإستراتيجية، وتلك الأهداف حسب البيان هي: & ((إسقاط النظام الذي أصبح عقبة إمام تطور البلاد. & (أقامة) نظام ديمقراطي تعددي يزيل المظالم عن كافة ولايات السودان. & إيجاد الحل العادل والشامل لقضية دارفور و محاسبة مرتكبي الجرائم في هذا الإقليم. & العيش الكريم للمواطنين وحل الضائقة الاقتصادية و رفع المعاناة و ضبط الأسعار ووضع حد للبطالة بإيجاد فرص للعمل . & محاكمة الطغمة الفاسدة واسترداد أموال الشعب المنهوبة . & إستعادة الحرية و الكرامة لمواطني شعبنا.))
الخطة الإستراتيجية للانتفاضة : إن هذه الأهداف الجذرية تستدعى وجود خطة إستراتيجية متكاملة لتحقيقها، وبرامجاً تفصيلية لتنفيذها، وهذه البرامج ستناولها في كراسات أخرى. على كل حال فإن إستراتيجية التحرك يجب أن تخدم الأهداف وعلى رأسها تصفية وهزيمة نظام الإنقاذ الحالي، وأي نظام مشابه يمكن أن يقوم على أساسه، وبناء دولة سودانية عصرية فيدرالية ديمقراطية، أي دولة المواطنة، وفتح الآفاق أمام الأفراد للتطور، وأمام المجتمع للازدهار والتقدم. يتم تحقيق تلك الأهداف عن طريق حشد اكبر قدر من مواطني السوداني وإقناعهم بضرورة المشاركة في الانتفاضة كشرط لضمان حياتهم وأمنهم وحرياتهم وإصلاح واقعهم، وبناء حلف تاريخي بين هؤلاء المواطنين الواعين بمصالحهم العارفين بقدراتهم والراغبين في التغيير، عبر لجان التغيير الثوري بالأحياء ، وذلك للنهوض بمهام الانتفاضة واجتراح آفاق التغيير السياسي والاجتماعي في السودان.
02-05-2011, 01:34 PM
Abdel Aati
Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
تهدف الانتفاضة إلى بناء دولة المواطنة وترسيخ المشروع الديمقراطي عن طريق التغيير، فما هي دولة المواطنة وما هو المشروع الديمقراطي الذي نسعى له؟
دولة المواطنة: ما هي ؟؟ دولة المواطنة هي دولة سودانية بسيطة وفعالة في آن، متصالحة مع المواطن ومعتمدة عليه، ومتصالحة ومتعاونة مع محيطها الإقليمي ونشطة وفعالة في المحيط الكوني من اجل السلم والاستقرار والتطور الإنساني. هذه الدولة بسيطة لأنها دولة يكون فيها المواطن القيمة الأولى، والمجتمع القيمة الثانية، وهما مصدر قوة الدولة ومصدر التشريع ، وليس العكس. إن دولة المواطنة تقر بتساوي مواطنيها أمام القانون، غض النظر عن دينهم أو عرقهم أو أصلهم، ويكون فيها القانون هو الحاكم الوحيد. مهام هذه الدولة تنحصر في سيادة القانون وحفظ الأمن وبناء البنيات التحتية وضمان مساواة الفرص بين الناس وتساويهم امام القانون وتسهيل مبادرات المواطنين، لا تعطيلها. ان هذه الدولة لا تتحكم في الفائض الاقتصادي ولا تدخل السوق كطرف ولا ترهق الناس بجهازها العسكري والإداري. ظل السلطة فيها محدود والسلطات تتنزل أفقيا لتكون اقرب للمواطنين. أنها دولة بسيطة ولكنها فعالة، ذلك أنها تركز على قضاياها الأساسية ومهامها الأساسية، وتترك كل الفضاء الاقتصادي والاجتماعي لينتظم وفق مبادرات الناس وعقودهم الفردية والاجتماعية المختلفة. في هذه الدولة يرتفع دور الفرد جدا، من ناحية الحقوق والواجبات. فحقوقه لا تغطمها الدولة، وواجباته لا تنهض بها عنه الدولة. أما المجتمع ومؤسساته المدنية فتتطور فيها وتزدهر دون حدود، ذلك لأن الفرد هو عصب التغيير وأداته وغايته، وان المجتمع هو قاعدة الدولة والسابق لوجودها وهو سيدها، وهدف دولة المواطنة أن تكون خادمة الفرد والمجتمع، وليس سيدتهما. هذه الدولة البسيطة، ضربة لازب أن تكون فيدرالية ولا مركزية، وان تتنزل فيها السلطات أفقيا لتنتقل للمواطنين في اصغر تجمعاتهم، وان يتم قيامها واستمرارها على أساس طوعي، لا قسري أو عسكري. إن فيدرالية هذه الدولة، تقدم بديلا معافى عن أمراض الدولة المركزية السودانية ( التي ورثناها من الاستعمار) ، وكذلك عن نزعات التفكك والانفصال والاستقطاب الجهوي، والتي وان نجحت في منطقة من مناطق السودان، فإنها ستؤدي إلى استقطابات جديدة وخطيرة، لن تسلم منها أيا من الكيانات والأقاليم السودانية القائمة أو التي تسير في اتجاه الانفصال. إن فيدرالية هذه الدولة يجب أن تصان دستوريا، وان تكفل الشروط التالية لنجاحها: 1. استفتاء كل مواطني السودان (في كل الأقاليم) حول رغبتهم الدخول في الاتحاد الفيدرالي أم الانفصال. 2. الاستقلالية المالية للأقاليم الفيدرالية، وذلك تخصيص أغلبية موارد الإقليم المعين لتطويره، وإعادة تدوير الميزانية المركزية لضمان نمو الأقاليم الأكثر ضعفا والأقل نموا. 3. كفالة حق الخروج من الدولة الفيدرالية لكل إقليم في أي لحظة إذا أقرت ذلك أغلبية سكانه في استفتاء حر وديمقراطي.
02-05-2011, 01:34 PM
Abdel Aati
Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
المشروع الديمقراطي: ما هو؟ المشروع الديمقراطي هو البرنامج العام لبناء دولة المواطنة ، أو قل هو الإطار الفكري والسياسي الذي تنبني عليه دولة المواطنة، وهو مشروع تاريخي انطلق منذ نضالات على عبد اللطيف، وحملت لواءه عناصر وتنظيمات شتي، ليكتسب أخيرا توجها ديمقراطيا شبابيا واضحا. وهو يقوم على الركائز التالية: 1. الوطنية السودانية وبناء الأمة السودانية الموحدة ومناهضة وتجاوز ما يفرق المواطنين، مثل الطائفية والقبلية ومشاعر الشوفينية والعنصرية والاستعلاء الخ، في سبيل بناء القومية السودانية . 2. مناهضة الشمولية والتسلط، والدعوة لمجتمع الحريات، الفردية والعامة، وعدم التصالح مع أي ديكتاتورية، عسكرية أو مدنية، وعدم التهاون مع أي أيدلوجية شمولية، باعتبار كل الديكتاتوريات والشموليات تشكل خطرا على تطور الفرد والمجتمع وعلى مستقبل السودان كدولة. 3. إلغاء كل قوانين سبتمبر 1983 وكل قوانين الإنقاذ وكل قوانين العقوبات المهينة للإنسان السوداني و كفالة الحقوق الأساسية لجميع المواطنين، على أساس المواطنة فقط: حق الحياة، وحق التعبير، وحق التنظيم، وحق التنقل على أن تكفل للجميع وفوراً. 4. الدعوة لتجديد الحياة الفكرية والاجتماعية في السودان ومحاربة التخلف وإشاعة التنوير في جميع مسام وخلايا المجتمع السوداني، ولا يكون ذلك إلا بإطلاق ثورة ثقافية ضخمة والتزام مبدأ فصل الدين عن السياسة كطريق وحيد للحفاظ على وحدة البلاد وتعايش المواطنين دون صراعات مذهبية ودينية ضيقة تقتات منها القوى الرجعية والشمولية. 5. احترام التعدد في السودان وتحويله إلى عامل غني لا عامل تفرق، ولا يكون ذلك إلا باعتماد الفيدرالية والحكم المحلي الواسع، والتعامل مع كل ثقافات السودان وأعراقه على قدم المساواة، ومحاربة كافة أشكال التعصب القومي والشوفينية والاستعلاء العرقي والجهوي. 6. ضمان شروط التطور الاقتصادي القائم على مبادرة المواطنين ورفع قدراتهم، وتشغيل الشباب، وقطع الطريق على الفساد والمحسوبية والعمل على تشجيع الاستثمار وبناء مجتمع من المنتجين وإعادة تدوير الناتج القومي بما يحقق تساوى الفرص بين المواطنين ورفع الحد الأدنى للمعيشة إلى حدود أعلى باستمرار.
02-05-2011, 01:35 PM
Abdel Aati
Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
شروط بناء وتطوير وتنفيذ الإستراتجية: 1. المبدئية في العمل وربط الخطاب بالممارسة . 2. انتهاج تفكير سياسي جديد وممارسة سياسية جديدة. 3. ممارسة الشفافية وإرساء المؤسسية ومبدأ المحاسبة. 4. التعامل مع الانتفاضة كعلم وإدخال منجزات التقنية وعلوم الإدارة في التخطيط. 5. تبني الديمقراطية الداخلية ومبدأ تعدد الأفكار والاجتهادات ضمن الإطار العام.
مراحل إستراتيجية التغيير: وفقا لما تم الحوار حوله فإن إستراتيجية التغيير تتشكل وفق ثلاث مراحل هي التالية: 1. المرحلة الأولى : كسر حاجز الخوف والسلبية وإعلان بدء الانتفاضة والتحركات الشبابية : ويتم ذلك عن طريق إعلان مظاهرات محددة في وقتها ومكانها وزمانها في قلب مركز السلطة – الخرطوم – وتنفيذها مهما بلغت التضحيات وذلك لكسر هيبة السلطة وتحقيق عامل الصدمة لها وجذب اهتمام الإعلام والرأي العام والقوى السياسية. 2. المرحلة الثانية : كسب الدعم الجماهيري والاستمرار في زخم الانتفاضة : وذلك بالانتقال للمخاطبات والنشاطات في الإحياء والأقاليم وتنظيم المظاهرات الصغيرة وإشكال المقاومة وسط المواطنين وذلك في الريف والمدن الإقليمية و أحياء العاصمة وكسب القطاعات الفئوية المختلفة وتشكيل مراكز المقاومة ونواة هيئات الإدارة البديلة. وهذه المرحلة يمكن أن نسميها مرحلة انطلاقة الانتفاضة في الريف وتحريره السياسي والإداري من ربقة النظام . 3. المرحلة الثالثة: مرحلة إعلان العصيان المدني الشامل: يتم في هذه المرحلة الانتقال تدريجيا في توازن القوى ونقل مراكز القوة وأدوات السلطة في الريف والمركز من يد النظام ليد الجماهير المنتفضة والقيادة الشبابية مما يؤدي في المحصلة لانحسار النظام وتآكله وسقوطه وانهياره التام.
02-05-2011, 01:36 PM
Abdel Aati
Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
قضية القيادة بناء لجان التغيير وتوحيد القوى المنتفضة
إن القوة السياسية والتنظيمية الرئيسية التي يمكن أن تطور هذه الإستراتيجية وتبتدع وتنفذ برامجها التفصيلية، هي لجان التغيير في الإحياء والتنظيمات الشبابية التي تقود الانتفاضة. وعلى قدر استيعاب ناشطي هذه القوى والتنظيمات وعموم المشتركين في الانتفاضة لروح وفلسفة هذه الإستراتيجية، وبقدر التخطيط الناجح للعمل والتوزيع الجيد للموارد في إطار حلف التغيير، وبقدر انتشار الانتفاضة جماهيريا، يتصاعد الأمل أو يقل بانتصار إستراتيجية التغيير هذه.
لجان التغيير: ما هي؟ لجان التغيير هي الحل البديل الذي نطرحه بديلا عن تحالفات النخب والأحزاب المختلفة، وهي التحالفات التي تفتقد المبدئية، والتي لا يحرص على تطبيقها أحد. كذلك نقدمها بديلا عن المحاولات الرامية لشق وحدة المواطنين السودانيين، وتحريضهم لأن يصبحوا أعداء لبعضهم البعض، وان يقتلوا بعضهم بدلاً عن أن يبنوا الحياة. كما إن لجان التغيير هو الأداة البشرية الأساسية التي يمكن انجاز الانتفاضة وبناء دولة المواطنة بها. فلو لم يكن أهل التغيير من المواطنين فعالين في النضال من اجل حقوقهم، فان هذه الحقوق لن تكتسب أبدا. وطالما ظلت الدولة السودانية محل صراع النخب فوقيا، دون أن يحسم المواطنون الصراع بوعي، فإنها لن تتحول يوما لدولة المواطنين، بل ستكون دولة غريبة عنهم مستلبة لهم عدوة لمصالحهم وآمالهم. وينخرط في لجان التغيير كل المنظمات الشبابية والأفراد الواعين بحقوقهم والمستعدين للنضال من اجلها، المتجاوزين لكل النعرات التفريقية، والمتحدين حول مصالحهم المشتركة، وحول دعوة الانتفاضة ودولة المواطنة. إن لجان التغيير تهدف إلى إنهاء استلاب وتغريب وتهميش المواطنين السودانيين في وطنهم، وإعادتهم إلى دائرة الفعل الايجابي، فاعلين لا مفعول بهم، وكسر سيطرة النخب القديمة والجديدة عليهم، ورفع فعاليتهم إلى درجات عالية حدها السماء، لا مصالح النخب أو الزعامات أو الأحزاب. إن كل جهد سياسي وتنظيمي للقوى الشبابية والمنتفضة، ينبغي أن يكون هدفه بناء هذه اللجان، كما إن كل جهد سياسي وتنظيمي يهدف لتجاوز هذه اللجان أو تفكيكها، أو ينظر إلى نفسه باعتباره بديلا عنها، إنما يشكل اتجاها خاطئا يجب تصحيحه إن أمكن، ومناهضته وحربه إن دعا الحال. في طريق بناء هذه اللجان، علينا أن نواجه كل مناورات السلطة الهادفة إلى شق المشترك بين القوى المنتفضة والمواطنين، وتفريقهم وفق أسس دينية أو عرقية أو جهوية أو حزبية. كذلك علينا أن نواجه كل النخب والقيادات القديمة التي تستغل المواطنين وتقسمهم وفقا لتقسيمات طائفية أو قبلية، كما علينا مواجهة لوردات الحرب والعناصر اليائسة التي تبحث عن مجدها السياسي عبر استثارة نعرات الجهوية والانتماء القبلي ومشاعر المرارة القديمة والجديدة. بناء لجان التغيير إذن، وليس التحالفات الفوقية مع القيادات والنخب الانتهازية، أو المساومة والتسوية مع السلطة القائمة، هو طريقنا لبناء دولة المواطنة وتفعيل وتحقيق المشروع الديمقراطي.
02-05-2011, 01:37 PM
Abdel Aati
Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
إن أي حزب حديث أو مجموعة شبابية هي في الوقت الحالي اضعف من أن تقوم بمهمة الانتفاضة وحدها، ولذلك يجب التقدم خطوات نحو الحوار والتنسيق والوحدة بين القوى الشبابية والمنتفضة الأقرب إلى روح هذه الإستراتيجية، والعمل معها لبناء القيادة الموحدة التي يمكن أن تضطلع بمهام التغيير.
إن قضية توحيد قيادة القوى المنتفضة تستدعى الشروط التالية: & التحديد القاطع لماهية هذه القوى، بما يشمل الحذر في التعامل مع كل الدعوات والتنظيمات التي لا تتفق مع أهدافها الرئيسية أو تحاول التصالح مع النظام . & الاعتراف بواقع التعدد الفكري وسط هذه القوى وتبني الوسائل والآليات الديمقراطية التي تكفل مناقشة الخلافات وحسمها بشكل يدعم الوحدة ولا يحطمها (الاجماع والتراضي). & ضرورة تجديد أدوات عمل هذه القوى وفي القلب منها تعزيز المؤسسية في عملها وديمقراطية وجماعية القيادة وخلق حساسية عالية تجاه قطاعي المرأة والشباب ومناطق الأقاليم وتمثيلها العالي في القيادة.
إن قضية توحيد قيادة القوى المنتفضة ليست ترفاً أو رغبات شخصية أو سبيلاً لتكبير الكوم أو للصعود القيادي، وإنما هي شرط ضروري لبناء الحامل الفكري والسياسي والتنظيمي لإستراتيجية التغيير، أي تأسيس قيادة حلف التغيير الجماهيري الموحد، القادرة على الوصول للمواطنين في مختلف مناطق السودان، والملتفة حول مفاهيم الديمقراطية والصراع المدني والانحياز للمواطنين، والجاهزة لنضال طويل المدى من اجل انجاز انتفاضة التغيير ودولة المواطنة. من الناحية الأخرى فان بناء قيادة موحدة للقوى المنتفضة لن يكون حلا من بناء الحركة الجماهيرية الضخمة التي يتبلور عليها حلف التغيير ، والتي ترفد الانتفاضة وتغذيها، ويلعب فيها التحالف القيادي دور القلب في الجسم، وهي الحركة التي لن تنتعش إلا بأقصى درجات الفعالية والالتزام والتنظيم.
لا يمكن أن تتحقق الانتفاضة الجديدة ، بأفقها المفتوح على التغيير السياسي والاجتماعي في السودان، عن طريق الآليات والأشكال القديمة، والتي تقوم إما على فعل جماهيري عفوي، ما يلبث أن يتحول إلى انتكاسة ( هبة أكتوبر وانتفاضة مارس ابريل) ، وإما عبر مناورات الصفوة واتفاقاتها الفوقية ( أديس أبابا، المصالحة الوطنية ، نيفاشا، ابوجا الخ) والتي تفتقد البعد الشعبي والديمقراطي والذي هو ضمان نجاح كل تغيير، وإما عبر الانقلابات العسكرية والعقائدية والمغامرات المسلحة التي تجلب العذاب للمواطنين والتدمير لقدراتهم وموارد الوطن، وتعيد الناس دائما إلى مربعات الأزمة الأولى، وتزيد تعقيدها ولا تحلها.
في الفقرات أدناه نذكر ما نعتبره آليات وأدوات مهمة في إطار تنفيذ إستراتيجية الانتفاضة والتغيير:
المقاومة اللا عنيفة: تطرح القوى المنتفضة نهج المقاومة اللا عنيفة كطريق لهزيمة الديكتاتورية وتفكيكها، بديلا عن طريق الحرابة الذي يخرب القدرات وينعكس بالخراب على المدنيين، أو طريق التسوية الذي يتصالح مع الديكتاتورية ولا يغير من طبيعتها ويبني نظاما هجينا تحتفظ فيه الديكتاتورية بمصالحها الرئيسية وان تحت شرعية جديدة. والمقاومة اللا عنيفة هي أقوى صور الكفاح السياسي وأكثرها نجاعة في مواجهة الديكتاتورية، كما إن تكلفتها الاجتماعية منخفضة جدا. وقد كان انهيار الأنظمة الشمولية في شرق أوروبا وفي أمريكا اللاتينية وفي آسيا وأفريقيا في غالبيته الساحقة قد تم عبر استخدام المقاومة اللا عنيفة، بينما أدت كل محاولات التغيير التي اعتمدت على القوة المسلحة إلي بناء ديكتاتوريات جديدة أو إدخال البلاد في سلاسل طويلة من الحرب الأهلية أو إجراء تسويات انتهازية مع الديكتاتوريين . وفي السودان فان هبة أكتوبر وانتفاضة مارس ابريل كانا شكلا من إشكال المقاومة اللا عنيفة، أما العمل المسلح فلم ينتج إلا التسوية مع الديكتاتورية مع الاحتفاظ بنظامها ، كما تم في أديس أبابا وفي نيفاشا وفي ابوجا الخ . إن الغرض الأساسي للمقاومة اللا عنيفة هو نقل مراكز القوة من السلطة الديكتاتورية إلى المواطنين المنظمين في لجان التغيير الثوري المختلفة، والانتفاضة تنتقل من الأهداف البسيطة والمهام الصغيرة للأهداف الأكثر تعقيدا والمهام الأكبر، في حلقات متتالية تتيح تحول ميزان القوى من خلال النضال لصالح الجماهير، كما أنها تلعب دورا كبيرا في رفع ثقة المواطنين بمقدراتهم، وفي بناء المجتمع المدني خلال النضال وفيما بعد هزيمة الديكتاتورية. إن الواجب الرئيسي للقوى المنتفضة في هذا الصدد يتمثل في رفع شعار المقاومة اللا عنيفة وتأصيله في الواقع السياسي السوداني وصياغة البرامج العملية التي تتيح تحويل هذا الشعار إلي واقع معاش، وكذلك مناهضة وهزيمة كل التكتيكات المدمرة التي تدعو للعمل المسلح بكل تكاليفه الباهظة ونتائجه المهينة، أو دعوات التصالح والتسوية مع النظام والانخراط في مؤسساته وتقسيم الأسلاب معه من فوق رأس المواطنين.
02-05-2011, 01:39 PM
Abdel Aati
Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
نضال المواقع بديلا عن حرب المواجهة: في إطار النضال ضد النظام الراهن، من اجل استعادة الدستورية، وفي ظل توازن القوى الحالي، وضمن خط المقاومة اللا عنيفة، فان على القوى المنتفضة أن تختار استخدام نضال المواقع لا حرب المواجهة، في تصديها لهذا النظام ومن اجل تصفية الديكتاتورية واستعادة الديمقراطية. ونقصد بنضال المواقع هو تغيير موازين القوى في مختلف مناطق وقطاعات السودان، عن طريق مواجهة النظام في قضايا ومناطق بعينها، وكسب الدعم المعنوي والمادي للمواطنين، عبر الارتباط بقضاياهم وتبنيها والعمل معهم على مواجهة تجاوزات السلطة ومؤسساتها. وفي الحقيقة فان النظام الآن قد خسر الكثير من سيطرته العسكرية والسياسية والإدارية على مناطق عديدة في الأطراف، دون أن تكون القوى المنتفضة قد كسبت تلك المناطق بصورة حاسمة لجانبها، مما يجعل إمكانية الانتكاسة وعودة سيطرة النظام واقعية، إذا لم يتم التعامل مع هزيمة السلطة وبناء مؤسسات المجتمع المدني البديلة كهم أول للقوى الديمقراطية في مناطق الأطراف. إن نضال المواقع ينتشر من الريف والمدن الصغيرة، لعزل هيمنة النظام وحصره في مركز السلطة، ثم تضيق حلقاته لتصل لمركز السلطة بكسب ثقة المواطنين ومختلف القطاعات الفاعلة في المجتمع، حتى يصبح النظام معزولا تماما، سياسيا وفكريا، وحتى تشل قدراته العسكرية والأمنية لأقصى درجة، وحتى يفقد سيطرته الإدارية على البشر. إن حرب المواجهة وخصوصا في مركز السلطة الرئيسي (الخرطوم)، وفي ظل امتلاك النظام لمصادر القوة العسكرية والأمنية، إنما تهدد أي تحركات جماهيرية بالخسران، لذلك فان النشاط الجماهيري الأساسي يجب أن ينتقل للريف والمدن الصغيرة، وأن يعتمد على تكتيكات تشتيت قوة الخصم، وتحييد قواه العسكرية والأمنية وشلها، والانتصار عليها معنوياً وسياسياً وإدارياً. إن التحركات الأولى للانتفاضة قد بدأت بحرب مواجهة ، وقد كان الغرض الرئيسي هو تحدى النظام وكسر حاجز الخوف. كما إن نهاية المرحلة الثالثة من إستراتيجية الانتفاضة تستدعى الرجوع لحرب المواجهة ، لكن المرحلة الحالية من الانتفاضة وهي المرحلة الثانية وهي المرحلة الأطول فتستدعي استخدام نضال المواقع بدلا من حرب المواجهة . إن كسب نضال المواقع سيختصر كثيرا من الآلام والتضحيات وسيعزل النظام كليا، في ظل الطابع المركزي الطافح له، وتآكل قاعدته في الأقاليم. وإذا كان لهذا النضال طابع مدني مثابر، وإذا كان معتمدا على مبادرات المواطنين باستمرار، وإذا كان دور القوى المنتفضة متركزاً في الأساس على تشبيكهم والتنسيق بين نشاطاتهم، فإننا نضع بذلك الأساس المتين لقيام شروط التغيير على اساس ديمقراطي وسلمي، ونرسم الشروط الضرورية لتطور المجتمع المدني ونهوضه بدوره المناط به في مستقبل السودان.
02-05-2011, 01:39 PM
Abdel Aati
Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
الصراع الإعلامي و الدبلوماسي: يشكل الصراع الإعلامي والدبلوماسي محوران مهمان جدا في إستراتيجية التغيير التي تتبناها القوى المنتفضة، كون العالم أصبح قرية صغيرة متشابكة المصالح، وما عاد ما يحدث في بلد من البلدان، مهما كان صغيرا، قضية تهم سكانه فقط، ناهيك إن يكون هذا البلد اكبر بلدان إفريقيا والشرق الأوسط، كما هو حال السودان (حتى الآن). إن الطابع العدواني للنظام القائم تجاه مواطنيه وتجاه الجيران، كما التوجه الأصولي له، وعلاقاته التي لم تنقطع للنهاية مع الفكر الإرهابي والتنظيمات الإرهابية، هي عوامل جعلت المجتمع الدولي ينتبه إلى قضايا السودان، وخصوصا بعد اندلاع الحرب في دارفور، وتحول الحالة فيها لأكبر مأساة إنسانية على وجه البسيطة اليوم، كما وصفها الأمين العام السابق للأمم المتحدة. لقد توفرت للمعارضة التقليدية المتمثلة في التجمع الوطني الديمقراطي سابقاً فرصا نادرة لكسب المعركة الإعلامية و الدبلوماسية ضد نظام الإنقاذ، طوال سنوات التسعينات، ولكنها أهدرتها المرة تلو الأخرى، وذلك لتجاهل دور الكادر المحترف الموجود وسط صفوف المعارضة، ولانعدام التخطيط وسيادة العشوائية في نشاط التجمع في هذا الجانب، الأمر الذي أدي لهجوم مضاد للنظام في هذه الجبهة، وتحقيقه لاختراقات دبلوماسية متعددة ، وتحقيقه انتصارات كثيرة في هذا المجال. إن المنتفضون يتعاملون في هذه الجبهة وفق المصالح الوطنية السودانية، وفي المقام الأول وفق مصالح المواطنين وضمان حياتهم وكرامتهم، كما يرون ضرورة تثبيت قيم حقوق الإنسان والديمقراطية كقيم أساسية تحكم نشاطهم الإعلامي والدبلوماسي، وفي هذا الطريق لا مجال للتحالف مع الأنظمة الديكتاتورية أو التسلطية، ولا مجال لقبول اتفاقات يفرضها المجتمع الدولي لا تدعم قضية التحول الديمقراطي في السودان. كما يدعو ن إلى استقرار منطقتي القرن الإفريقي الكبير والشرق الأوسط وضمان السلم فيهما وانجاز التحولات الديمقراطية وتعاون شعوبها وفق المصالح المتبادلة، ويسعون لبناء كونفيدرالية القرن الإفريقي الكبير ويدعمون انتفاضات شعوب الشرق الأوسط، ويؤكدون أن الالتزام بهذه المبادئ هي ما يحكم نشاطهم الدبلوماسي وسياستهم الخارجية. وبقدر ما يؤمن المنتفضون أن التغيير الأساسي يتم بيد المواطنين السودانيين، إلا أنهم يرحبون بكل دعم وإسناد يقدمه المجتمع الدولي لأهل السودان لمساعدتهم في حل أزماتهم عبر إسقاط النظام وإيقاف الحروب وضمان امن المواطنين وإعادة الأعمار، ويرفضون كافة إشكال الديماجوجية والتحريض التي يمارسها النظام تجاه المجتمع الدولي .
02-05-2011, 01:41 PM
Abdel Aati
Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
كسب دعم المهاجرين السودانيين : سيكون مهما للانتفاضة كسب جماهير المهاجرين السودانيين بالخارج لمشروع التغيير في السودان، وذلك بمخاطبة مصالحهم وتطلعاتهم وحماية حقوقهم المشروعة، والتعامل معهم كمواطنين كاملي الأهلية، لهم حقوق وواجبات تجاه وطنهم، واستقطاب إمكانياتهم ودعمهم وخبراتهم للعمل من اجل الانتفاضة والتغيير الديمقراطي، ورفض التعامل النفعي الانتهازي معهم كما تفعل القوى المعارضة التقليدية، أو التعامل الجبائي الذي تمارسه ضدهم الدولة السودانية عموما ونظام الإنقاذ خصوصا. في هذا المجال هناك ضرورة عملية لرسم وتفعيل حزمة من البرامج الدبلوماسية المحترفة والبرامج الهادفة لمخاطبة المهجرين، بهدف كسب المهجر السوداني والمجتمع الدولي لدعم قضية التغيير الديمقراطي في السودان.
انتهى 4 فبراير 2011
02-05-2011, 01:41 PM
Abdel Aati
Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
إلى جماهير شعبنا: انتظمت في أوساط الشباب بالبلاد دعوات لقيت استجابة غير مسبوقة لإسقاط طغمة الفساد و الاستبداد الجاثمة علي صدر شعبنا منذ 30 يونيو 89 . وقد كانت الاستجابة الشجاعة دليلا ساطعا علي أن أبناء وبنات بلادنا علي قدر المسئولية وان تعبيرهم عما يعتمل في صدر الشعب في اتجاه الإطاحة بالنظام واستعادة مصير بلادنا التي سعت السلطة الحاكمة لتمزيقها و تفكيكها. إن الأزمة السياسية الراهنة لا مخرج منها إلا بالتغيير الشامل وخلق معادلة جديدة بعيدا عن معادلات السلطة الشائهة و توازناتها الجهوية و العنصرية واستباحتها للمال العام.
إن الحركة الشبابية التي فجرها نداء المسيرة السلمية الأولي 30 يناير2011. إنما هي شرارة في اتجاه الانتفاضة الشعبية الشاملة . وقد انتظمت طلائع الشباب في اتجاه بناء تشكيلاتهم في مختلف ولايات السودان تحضيرا لمسيرة الخميس 3 فبراير . وإننا ماضون مهما كانت التضحيات و لن يوقفنا تهديد أو وعيد أو قمع . لقد وصلت أزمة النظام منتهاها فاوجد مجموعة فاسدة من محاسيب النظام أوصلت الوطن لفصل الجنوب. ويهدد التفكيك ما تبقي من البلاد.
نحن شباب وشابات السودان: & نطالب بإسقاط النظام الذي أصبح عقبة أمام تطور البلاد ونطالب بنظام ديمقراطي تعددي يزيل المظالم عن كافة ولايات السودان، بإيجاد الحل العادل والشامل لقضية دارفور ومحاسبة مرتكبي الجرائم في هذا الإقليم. & ونطالب بالعيش الكريم للمواطنين وحل الضائقة الاقتصادية و رفع المعاناة و ضبط الأسعار ووضع حد للبطالة بإيجاد فرص للعمل . & ونطالب بمحاكمة الطغمة الفاسدة واسترداد أموال الشعب المنهوبة واستعادة الحرية والكرامة لمواطني شعبنا.
نحن شباب و شابات السودان نهدف إلى حشد اكبر قدر من الجهود و الوسائل السلمية في سبيل تحقيق مطالبنا ندعو كل قوي المجتمع الحيّة من أحزاب و نقابات ومجموعات لإزالة النظام وتحقيق الحرية لشعبنا.
معا حتى النصر
حركة شباب لأجل التغيير(شرارة) لجان المقاومة و التغيير بالمدن و الأحياء قرفنا (حملة لإسقاط المؤتمر الوطني)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة