امير تاج السر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 02:30 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة شوقى بدرى(shawgi badri)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-14-2004, 01:19 PM

shawgi badri
<ashawgi badri
تاريخ التسجيل: 04-26-2003
مجموع المشاركات: 622

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
امير تاج السر


    يا بني وطني ، ان من عادتكم ان تتجاهلوا اهلكم . و كما قال يوسف بدري ( شكارين ترب ) يعني الزول بعد ما يموت حتي تتذكروه . الكاشف الذي يعظم كل يوم الان كان يقلع القصائد في بعض الاحيان من الشعراء لانهم كانوا يستخفون به . و اخر اغانيه كان من المفروض ان ياخذها من عبيد عبدالرحمن و يعطيها لاحمد المصطفي و عندما قام بتلحينها قال له عبيد ( انا ما رضيان ) فقال الكاشف ( علي كيفك ) . و هذا في نهاية الستينات .
    الكاشف ضرب و اهين و شتم و عضاه احد العازفين في انفه حتي كاد ان يقطعه . و الان يعظمونه .
    اخوكم امير تاج السر كاتب رائع اعطي طعم جديد للروايه باسلوب شاعري . في عواء المهاجر تفتح اي صفحه تجد قصيده بتصوير سريالي و خيال غني . فيقول في صفحة 24 .... و في اشد حالات نومه تعمقا كان يستطيع ان يدخن و يحتسي القهوه و يضبط سارقا و يغازل العابرات و هن ينزلقن الي السفر ..... و يقول في صفحة 21 ....زحف عبدالكريم بعينيه حتي التصقتا بالشقوق الضيقه للكشك الازرق المنتصب في وسط المكان ، كان مخضبا بالسكر حتي الدرجه الاولي ، و لا يزال مخضبا بالزهو انه انجز ذلك البناء ، و مقموعا برغبة ملكه و سلطانه انه سينجذ ماساة . في جيبه الفقير خنجر مسروق ، في راسه النئ ( صطله) مسروقه ايضا، و في داخل العمر الاربعيني شقوق و حفر .
    و في صفحة 36 يقول.....دافئان كشتاء الاستواء ...و معطران ايضا ....صافيان كالصفاء ....جلسا علي ضوء خافت و صور و ذكريات ، الشريط الممتع و الشريط الخطر ....(اسمرا) . غاده هيفاء مكياجها يسخط . عارضه للازياء خصرها ملموم ، اسمرا عجوز رثه مذبوحة قلبيا ، البيوت سيده و البيوت عبده .....الشوارع للنزهه و الشوارع للفرار ، المقاتلون حيري و القتال حائر .......هنا كنت العب الحجله .
    هذا والله ابداع فلتقدموا اخوكم امير و لتكونوا فخورين به . فلقد نسيتم اول روايه سودانيه انهم بشر و لم تسمعوا بالكاتب حسين حسون و كتابه المجانين و اهملتم دكتور مصطفي مبارك مصطفي و قصصه القصيره الرائعه التي تعيش شخصياتها عندما تقرأها و تمسك بتلابيبك و لا تدعك تنساها في كتابه الدرس الاخير للبصيره ام حمد ، و كثيرون و كثيرون . اين شارع بيتنا هل سمعتم به ، اين تكريمكم لشيخ الكتاب و كبيرنا الذي علمنا السحر بشري الفاضل . لماذا يهاجر الرائع الدرويش المهووس بحب الوطن يحي فضل الله الذي هو كاتب و شاعر و محلل مسرحي و قاص و عبقري و مجنون فكل هذا لا يمكن ان يجتمع للعاديين و العقلاء.
    فباسم هؤلاء اعضوا فرصه و افتخروا بامير تاج الس و لا تغبطوه و لا تحسدوه كعادتنا دوما .
    شوقي
                  

05-14-2004, 01:44 PM

Elmosley
<aElmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: امير تاج السر (Re: shawgi badri)

    نفخر به ايما فخر
                  

05-14-2004, 02:04 PM

THE RAIN
<aTHE RAIN
تاريخ التسجيل: 06-20-2002
مجموع المشاركات: 2761

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: امير تاج السر (Re: shawgi badri)

    أستاذنا العزيز شوقى

    ليس غريبا عليك، رفع رايات الهتاف، بالخير وللخير، وبالجمال وإليه، فهو شأن آل بدرى مذ كانوا، وهو ما هم عليه الآن

    أمير تاج السر، صديق وأخ كريم، يمتلئ طيبة وطيبا، روحا ومعنى، تزاملنا أنا وهو فى مرحلتنا الجامعية، وجمعتنا الأيام والسنين ولا أريد أن أقول شهادتى فيه، فهاهو كتابه ممدوا وهو ينضح ويشع بما فيه من ألق، فشهادتى فيه مجروحة أو تكاد

    وتأكيدا على ما أوردته من شاعرية اللغة عند أمير، أضيف بأن أمير شاعر لا يشق له غبار، يمتلك ناصية القصيد كأقوى ما يكون الإمتلاك، وأعماله الشعرية لا أقول تبذ أو تتفوق على أعماله الروائية، لكنها عامرة بكل الإبداع والله، وأعلى ما فى الإبداع، وحسب ما ‘رفه أنا، فلأمير ديوان أو ديوانان مطبوعان بهما أعذب الشعر وأصدقه، وقد بدأ أمير ينشر بعضا من قصائده هنا بعد أن ألحفت فى طلبى إياه بذلك، وهو كعادته دوما، كريما ونديا كما البحر، تفضل بنشرها هنا

    ولك التحية على نبلك وكرمك، وفعلا نحن محقوقون بالكثير لأمير ولأمثاله من المبدعين

    وإنحناءة لك وسلام
                  

05-14-2004, 02:59 PM

Adil Osman
<aAdil Osman
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 10208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: امير تاج السر (Re: shawgi badri)

    الأستاذ شوقى بدرى

    تحية واحترام
    بصراحة لم أقرأ للأستاذ امير تاج السر من قبل. وليس ثمّة عذر. ولكننى بحثت فى الانترنيت عمّا كتبه آخرون عمّا كتبه أمير تاج السر فوجدت المعلومات والمقالات التالية. أرجو ان يتسع مقالكم لها. والشكر لك من قبل ومن بعد.
    ________________________


    مرايا ساحلية : سيرة مبكرة / تأليف امير تاج السر. - ط. 1. - بيروت، لبنان : المركز الثقافي العربي، 2000. - 126 ص. (المركز الثقافي العربي - بيروت {120 ل.س})
    _____________________________________



    مستويات الخطاب الروائي عند أمير تاج السر ، نشر بالعدد التذكاري للدكتور محمود فهمي حجازي ، الصادر عن مركز الدراسات الشرقية بجامعة القاهرة , عدد ديسمبر 2000


    د. مراد عبد الرحمن مبروك

    كلية الإنسانيات
    بجامعة قطر
    _________________________________

    معرض القاهرة الدولي للكتاب


    في جناح دولة السودان كانت كتب الدراسات في الفلكور السوداني، والأدب السوداني والشعر هما الأكثر مبيعًا للمتخصصين في دراسة الأدب وفي المكتبات الجامعية، ولفتت روايات الراوئي الشاب السوداني أمير تاج السر الأنظار، مثل "امرأة في حديقة البلابل"، "عواء المهاجر"، "مرايا ساحلية"، ويعرف القراء صلة القرابة التي تجمع بينه وبين الأديب السوداني الكبير الطيب صالح. كما يوجد بالجناح كتاب نقدي جديد بعنوان "الطيب صالح.. سيرة ونص"، وكتاب آخر طريف "الجامع المسبوك بين الساسة والديوك" وهو كتاب يتناول أطرف مفارقات الساسة.
    ________________________


    استراحة البيان ـ مرايا من السودان ـ يكتبها اليوم: محمد الخولي


    أريد أن أحدثك الساعة عن عمل فني فرغت الآن من قراءته ومازالت متعة الفن كحلوى الشهد تسرى في الاعطاف وتخفف ـ علم الله ـ مما علق بالنفس من أشجان وهموم.
    هذا كاتب نقرأ له شخصيا للمرة الأولى اسمه أمير تاج السر وطبعا واضح من الاسم أنه من السودان فمن غير أهل السودان يتعامل في تلك الأسماء ذات المذاق الخاص والإيقاع الفريد. تاج السر. سر الختم. بابكر. واضح أيضا أن الكاتب يحكي سيرة حياة وقد اختار لعمله عنوانا رئيسيا هو : «مرايا ساحلية» وعنوانا فرعيا هو «سيرة مبكرة ».
    ويعلم الله أيضا أن شدنا إلى هذا العمل نفحة عروبية كما قد نسميها. فالمبدع من السودان والكتاب مطبوع في المغرب «الدار البيضاء » والكلمات التي تحمست للكاتب حماسا فنيا واحتفلت به كإضافة لها بريق الماس إلى عمود الإبداع العربي جاءت من صديقنا الروائي الكبير جمال الغيطاني الذي قال ان أمير تاج السر يمكن أن نسلكه في زمرة الكتاب العالميين. كما جاءت أيضا من الناقد العراقي فاروق يوسف الذي وصف تاج السر بأنه ساحر يعبئ قبعته بالوقائع وسحره لا يخطئ هدفه أبدا.
    وهكذا كان. روائي يكتب عن السودان وينشر إبداعه في المغرب وتتحمس له القاهرة وتصفه بغداد بالساحر الذي لا تفرغ جعبته من كل مبهر وعجيب. هذا إذن وطن العرب ـ رغم خيبات السياسة وهوان الساسة وتهديدات الطغاة. مازال يبدع ومازال إبداعه يسري بين جنوبه المنفتح على أفريقيا إلى مغربه المنفتح على أوروبا إلى مشرقه البغدادي المنفتح على آسيا. دع عنك واسطة عقده في القاهرة التي يأتيها المدد من كل هذه الروافد ليروي نهرها ويجدد ثقتها، وثقتنا أيضا في أن شمسا عربية لابد وأن تطلع يوما على الآفاق وأنا لا أعرف أي لمحات شخصية عن أمير تاج السر. ولكنه يروي قصته بضمير الأنا المتكلم ويتضح من سطور الحكاية أن الراوي طبيب متخصص في علاج العيون. وهو يجدل ضفيرة وضاحة ممتعة بين الذاتي ـ حياة البطل وأسرته وبين الموضوعي ـ إطار الحياة العريض الأوسع في ميناء. مدينة ساحلية لعلها بور سودان.
    الضفيرة نابضة بالحياة. بالشخوص ـ بالمشاعر تعزف سطورها أوتار التطور ـ بالأدق،التغيرات التي اعترت حياة الناس في الميناء الساحلي ربما منذ منتصف القرن الماضي وحتى قرب نهاياته. الكاتب يتعامل مع شخوصه بروح مفعم بالإنسانية، التعاطف، التواصل والحدب الممزوج بالفهم والموشى بالمحبة. لكن الاهم هو أسلوب القص في سطور الكتاب تلك القدرة الفذة على اجتراح اللفظ وصوغ العبارة مشحونة بالمشاعر والرؤى، فإذ بك تطالع سبيكة تعكس ما قد نسميه دراما الحياة التي لا ينفرد فيها أحد ببطولة خارقة أو دور متفرد أو مخصوص. الكل أبطال لأنهم ـ كما أشار يوما أناتول فرانس ـ يولدون ويعيشون ويكابدون المعاناة إلى أن تأتيهم النهاية وتعالي إلى سوق المدينة.
    في ذلك السوق يقول الكاتب كان لجعفر ألوان «هذا هو اسمه »الذي تصخمت جنيهاته فيما بعد وأكل عدة نشاطات تجارية في السوق الكبير، بدايات عرجاء شهدنا عرجها في بيع الحلي الفالصو وأدوات البلاستيك، ومشابك الغسيل وكشاكشين الأطفال وعطور باريس القديمة. كان نوبيا متوسط العمر، والطول والشطارة لا يحمل فكاهة ولا ظرفا ولا يبشر بأي شيخوخة رأسمالية. وكان باعة السوق والمشترون وصعاليك التنزه والغزل ينادونه بالصول «مساعد الضباط» ويسخرون من زيه الكاكي الذي لا يعرف أحد لماذا اختص به جسده دون سائر الأزياء، فهو لم يشارك في عسكرة ولا حرب ولا يفرق بين الرصاصة والنبق : كان يرطن بمتعة ويبيع بصبر ويأكل سندويتشات مغلفة بورق الجرائد.
    ثم صورة ثانية من داخل سور مستشفى المدينة الوحيد. إنها شخصية «آدم كذب » اسمه هكذا «ابن السبيل الدائم. الذي ظل ثلاثين عاما يشوه حكمة الصدقات بقصة مرتبكة عن حضوره إلى الساحل من إحدى الجهات يقصد تجارة. وعن سرقة أمواله وأمتعته، ثم حاجته إلى مبلغ صغير من المال من اجل تذكرة القطار حتى يعود إلى أهله. لقد حصد آدم من تلك القصة المرتبكة ثروة تكفي لشراء قطار بركابه وربما هيئة السكة الحديد كلها. لم يكن يتخفى ولا يغير معالمه ولا يرتبك بقصته في مسرح آخر سوى المستشفى كان هو آدم المعروف أكثر من جوع البطن، يكبر مع الناس، يمرض معهم. وبرغم ذلك كانوا يعطونه. لعلها الطرافة هي التي كانت تنحشر بين المنح والمنع وترجح كفة المنح. أو لعله الغباء لا أدري. وفي اليوم الذي أتيح لي أن أخاطبه فيه. خاطبته بالفعل. كنت أعمل بالمستشفى وكان أحد مرضاي سيئ التغذية قلت له : يا آدم لقد أعطاك جيل آبائنا ثمن التذكرة منذ ثلاثين عاما. وأعطاك جيلنا منذ عشرة أعوام. ويعطيك جيل جديد في هذه الأيام. تغيرت خطط السفر، وابيض رأسك. حدثت ثورات وانقلابات، واندلعت حروب وخمدت، وتشرد الجنيه أمام غزو الدولار واصبحت أنت اشهر من رئيس الوزراء. هل مازلت تبحث عن ثمن التذكرة ؟
    تسلقني بعينين خمسينيتين، بدتا لي تبصران بمشقة. كان جلده يابسا ـ أسنانه لونها السقوط بلون أرض بور. ورئتاه تقيدان تنفسا مهتاجا يوشك أن ينفلت قال:
    نعم. وأنتظر اليوم الذي يعطني فيه جيل أبنائكم ثمن التذكرة.
    ومازال السودان يتحف أمة العرب بآيات الإبداع. منذ جيل مضى طلع على روابينا الطيب صالح وكانت أعماله، ومازالت إضافة بل نقلة نوعية متألقة بجمال الفن ـ إلى عمود الرواية العربية ـ لاقيته يوما حين زارنا منذ سنوات في الأمم المتحدة فقلت له: حين كتب صديقنا الناقد الكبير «رجاء النقاش » يقدم إلى الناس أعمال الطيب صالح كان «النقاش» كمن يعيد أمجاد التقاليد العربية حين كانت القبيلة تعيش أعيادها وتولم لضيوفها، إذ ينبغ بين صفوفها شاعر جديد.
    وقبل الطيب صالح قدم السودان مواكب في طليعة مبدعي الشعر العربي الحديث. من الفيتوري «الليبي أيضا » إلى جيلي عبد الرحمن إلى سيد أحمد الحردلو، وها نحن نطل من خلال المرايا الساحلية على إبداع طازج، مبشر وجميل، عند صاحبنا أمير تاج السر الذي توصف أعماله كما يضيف الناقد العراقي «فاروق يوسف » بأنها: صندوق سحري مأهول بالاسرار، أسرار شقائه وهو يقتنص الماضي بشبكة الكلمات.
    ________________________________________


    أمير تاج السر في مرايا ساحلية
    بمـادة طفولتـه ينشىء تأريخا مجاورا

    فاروق يوسف


    حين صدر كتاب مرايا ساحلية للروائي السوداني، وأحد كتاب الوطن أمير تاج السر في بيروت قبل أشهر، اختلفت الآراء النقدية حول جنس الكتاب الأدبي، بالرغم من ان تاج السر قد ذيل عنوان الكتاب بمفتتح توضيحي هو عبارة عن جملة بكلمتين سيرة مبكرة أي ان الروائي قد قرر وبشكل واع ومدرك ان كتابه هذا انما ينتمي الى أدب السيرة. الأمر الذي يعني بالتأكيد انه لا ينتمي الى النوع الروائي الذي أبدع فيه تاج السر كتبه الثلاثة السابقة، ومع ذلك، ولأن تاج السر كاتب خلافي، فقد دفع ذلك المفتتح الكثيرين الى مناقشة امكانية ولادة نوع أدبي جديد هو مزج بين نوعين ادبيين مكرسين هما: الرواية والسيرة الذاتية، فتكون الحصيلة جنسا أدبيا أطلق عليه احد النقاد تسمية رواية السيرة الذاتية. هنا نقدم قراءة تذوقية لهذا الكتاب.
    حين قرأت، صدفة رواية نار الزغاريد للروائي السوداني أمير تاج السر انتقل إليّ وبسرعة جنونية ومثل عدوى ذعرها الاستفهامي، من الصفحة الأولى، بل من السطر الأول، سيطر عليّ شعور بأن هناك قوة خفية هي التي ترتب المشهد وتؤثثه بأنفاسها وما الكاتب الا متلق، يشبهني، لكنه يسمع ما لا اسمعه من أصوات فالاحداث التي تقع في الرواية كانت تقع فعلا ولا يمكنني انكار وقوعها والابطال الذين كانوا يتجولون بحرية بين دفتي الكتاب لم يفارقوا الحقيقة، كانوا بشرا مثلنا وان اختلفوا عنا بدرجة حساسيتهم، ولكن، لا الأحداث ولا الابطال يمكن ان يجتمعوا على سطح واحد، حتى لو كان السطح هذا بحجم الكرة الأرضية. لقد قرر روائي ضال عن خط الرواية العربية ان يجد تفسيرا لحياته من خلال جدل هذه التلاقيات المضطربة. وقد يدعي امير تاج السر الواقعية. وهو واقعي فعلا. ولكن واقعيته ليست فوتوغرافية كما لدى نجيب محفوظ وليست سحرية كما لدى ماركيز، وليست وسطا بين الاثنتين، وكما ارى فإن هذا الروائي يمثل جيلا انفتحت عيناه على واقع مسموم تتقاسمه الاضداد. فهو متأصل واستعماري في الوقت نفسه. متهالك ومتراص، تجري به توقعاته الى المفاجأة دائما، كانت نار الزغاريد هي روايته الثالثة، بعدها قرأت روايته الثانية سماء بلون الياقوت فأدركت ان هذا الروائي لا يحاد وهو ينتقي المرآة التي تعكس وقائعه المنتقاة هي الأخرى بخبرة. فمراياه متعددة، ولذلك فإنه لا يجد نفسه مضطرا للنظر في مرآة واحدة مرتين، وهنا يكمن سر تنوعه الشكلي، هناك مسافة واضحة بين شكلي الروايتين. ولا يجمع بينهما إلا ذلك الاستعمال السحري للغة، فلغة تاج السر تظهر تعففها عن الوصول الى هدف ما ذلك لانها لا تنشىء كيانات تراكمية تجر السرد وراءها من مكان الى آخر، بقدر ما تسعى الى استيعاب حقيقة الحيرة التي اشتبكت بها، لغته فريسة تسعى الى انجاز قرارها لغة فالتة، لا تؤكد شيئا وهي تلاحق نفيها، لا تحتمي وراء شكلها مع انها لا تخفي تهكمها من أية امكانية مستترة لاقتراح يقين، أمير تاج السر يمحو بلغته كل ما يعوق عالمه عن النمو في منطقة افتراضية ينظف الوقائع التي تتسلل من بين أصابعه من منطق تماسكها الواقعي انه يدرأ عنها خطر جنوحها الى العادي ويمنع عنها استسلامها للعيش المنضبط اجتماعيا او ثقافيا. كالشاعر يستولي تاج السر على الوقائع لا لكي يشيع تداولها ملخصة ومسرعة في اتجاه عبرتها، بل لكي يضنيها، يستفهمها، يحلمها، يغذيها، يغتصبها، يرققها، يصدمها، لتكون بعد ذلك خلقا جديدا لا يذكر بماضيه، بل يقلّب بارتباك نظراته في المسافة التي تفصل او تصل بينه وبين العالم. كل هذه الغرائبية لا تقودنا الى اكتشاف افتعال ما القارىء فينا يجد ان كل ما يحدث في الرواية يدفع الى الرضا المغلف بقدر من الدهشة، غير انها دهشة ارضية وليست اقتراحا فضائيا، فأمير تاج السر بكل عوالمه الافتراضية هو ابن هذه اللحظة الوجودية القلقة. وهو لا يكتب ليغرينا بعدمه وقد وصل اليه وهو المواطن السوداني المحموم بالأسى، بل لكي يعلم الوجود بخفته، يفاجىء اللحظة التي تمر مسرعة بضحاياها، وكأنه يستعرض تاريخا مجاورا لما عشناه وما يقع قريبا منا.
    وحين ذهب أمير تاج السر الى بيروت محملا بخيلاء الفاتحين وبذعر الحالمين توهمت انه ذاهب الى البحث عن ناشر لروايته الصيدة الحضرمية وكنت قد قرأتها مخطوطة، وتأكد لي من خلال قراءتها حدسي أن هذا الروائي ساحر يعبىء مراياه بسحره، وهو يجد لكل واقعة مرآتها الخاصة، وحين عاد من بيروت فوجئت بكتابه مرايا ساحلية مطبوعا وقد ذيل العنوان بتوضيح تعريفــي سيرة مبكرة .
    هذا الكتاب يقرأ بيسر، من غير أي عناء، وقد يتوقعه قراء تاج السر ، فمن ادمنوا قراءة عموده الاسبوعي سيرة الوجع الذي تنشره الوطن القطرية فهو اشبه بمعجم توضيحي. مجموعة من الهوامش التي يقرأها القارىء وهو يسعى وراء وهم امتلاكه مفاتيح القراءة الثانية لروايات تاج السر السابقة منها واللاحقة، ولكن هذا الظن ليس في محله. فـ تاج السر بكتابه مرايا ساحلية الصادر مؤخرا عن المركز الثقافي العربي في بيروت انما ينشىء تأريخا مجاورا لتأريخه روائيا ليست مرايا ساحلية تتمة لما مضى، فهو بداية لسيرة ذاتية كان بإمكان تاج السر ان يهبها نوعا من اللمعان لو انه اخفاها الى ان تعم شهرته عربيا، ولكنه كما يبدو لي يرغب في ان يتحرر من ذاكرته وان لا يغص بتفاصيلها. فعمد الى استحضار مادة طفولته المشهدية ليتخلص منها في كتاب واحد، لذلك كان هذا الكتاب مشهديا، انه يرينا الوقائع والمصائر مجتمعة يدخلنا في قلب الحياة ليخرجنا منه بالسرعة نفسها، وهو ينظر مثلنا الى مساحة تأمله بحياد بارد.
    أبطاله، هذه المرة، يستجيبون لاقدارهم وكأنهم يمارسون لعبة مرحة يخرجون من عتمة الذاكرة ليتمتعوا بحياتهم مرة أخرى ولكن على ضوء شموع الروائي الذي اختار هذه المرة حياته المباشرة موضوعا. فهو عن طريق هذه العاطفة اسقط عن ذاته دفاعاتها، ولم تعد أية خيانة مجدية. لا خيانات الكاتب ولا خيانات الحالم، يستسلم تاج السر هذه المرة لذكرياته المباشرة راغبا في الوصول الى لحظة صلح مؤقت تكون طفولته خلالها في منأى عن اي تأويل. هو ذا يقدم طفولته صريحة، ولكن من خلال ما تراه. الروائي فيه لا يكف عن النظر. وهو لا يرى الا بتأثير هاجس إدراكي، وكأنه يرغب في ان يضعنا في قلب احتمالية ممكنة. هذه الاحتمالية التي ينطوي عليها مصير كل فرد. نساؤه ورجاله. صغاره وشيوخه، عقلاؤه ومتهوروه، يتوقعون دائما ان يعيشوا شكلا آخر لحياتهم شكلا يمهد لبقائهم الوهمي: أبطال روايات.
    __________________________________


    في أدب أمير تاج السر
    الخروج على الأيديولوجي برؤية غنائية

    عماد الدين البليك


    ان مفهوم انجاز الاختلاف والذي نباشر به معالجة اعمال أمير تاج السر الروائية، يقوم على دراسة التقنيات الجديدة في البناء الشكلي، والمضموني للرواية، بالرجوع الى قاعدة مشكلة أساسية للوعي النصي في سيادة سلطة اللاأيديولوجي كمحور أساسي في بلورة العمل الروائي التسعيني في السودان.
    وسوف تحاول هذه الدراسة مقاربة امير تاج السر بمجمل الوعي الروائي السائد في الرواية السودانية الجديدة، للخروج بنتائج في اطار قراءة التشكل الرؤية المناخ الاستراتيجي للأعمال التصاعد لصناعة خط التماس الرواية الجديدة، القادرة على بناء مستقبل الرواية في السودان بتجربة ووعي جيل جديد، مصادم للموروث بقانون الاحترام، متفاعل مع الرؤى الكلية لمتشكل الوجود الآتي، محاولة لبعث النظام الحديث والسابق في صنع أعمال متميزة وذات فعالية في التواصل والاستمرارية بقوة وحقيقة للمستقبل.
    ينتمي أمير تاج السر للجيل الجديد الصاعد في السودان، ممن غامروا بكتابة الرواية بتقنية ولغة جديدتين، خارجتين عن المألوف والموروث، لكنه في ذات الوقت يمثل امتدادا لا قطيعة لمسيرة الرواية السودانية، عبر تجربتها وتراكمها لدى ملكة الدار وأبو بكر خالد والطيب صالح، الى ديومة، الراوي واحمد حمد الملك.
    ويعبر الكاتب امير تاج السر عن اللوحة الفسيفسائية لمركب الثقافة الافريقية، لون العربي، ولون الزنجي، فهو يمثل تيارا يعكس اسلوب التداخل الثقافي، جيولوجيا الأرض الملونة من الغابة الى الصحراء. وتعبر تجربته عن عمق الانتماء للجذور والأرض، وعن رغبة التمرد والقطيعة عن الواقع في خلق واقع جديد، يحاول ان يتلمس طريقة بابداع أبطال وشخصيات تتحرك في فضاء النص بحرية مزاحمة الجغرافيا والتاريخ، قالبة موازين الوعي المعروف.
    فمنذ ان كتب امير تاج السر روايته الأولى كرمكول والتي ترتبط عبر استراتيجية العنوان فيها بمفهوم الأرض والمكان، أشعر قارئه بمحاولة تفكيك لغز المكان عبر الإنسان كفاعل في ادارة محور التاريخ، خلق الكينونة والوجود، ورسم مسار الواقع، ومحاولات استنطاقه ونفيه وتعديله.
    ان تجربة الوعي الجديد في الرواية السودانية تنبني على محور هام وارتكازي معادل للخروج عن السلطة في عصر ما بعد سيطرة الاستعمار، وخروج الإنسان السوداني الى المؤسسات المدنية كفاعل ومحرك ومدير لا بستمولوجيا الوعي الاجتماعي، وقواعد تركيب المجتمعات الجديدة في الأطراف والمراكز السودانية.
    وتنطلق الرواية عند تاج السر من تجربة الوعي المبكر او الطفولة، كمرحلة لها جاذبيتها في دينمة الصراع وتكثيف بؤر الانتماء والفاعلية لابداع الكون المحلي المحاول لخلق جسور التطلع للعالم من خلال نافذة الموروث، والثقافة المحلية، وقد يبدو للقارىء ان هذه التجربة بهذا التنظير والفهم هي امتداد طبيعي لما قدمه الطيب صالح في حفر مركبات الزمكان السوداني في فترة الاستعمار والسنوات العشر الأولى للحكومات الوطنية، لكن منظار الوعي النقدي يجب ان ينظر الى هذه الروايات أعني ــ روايات الطيب صالح ــ في كونها عبرت عن هم الجيل الثاني من المثقفين السودانيين الذين خرجوا خاسرين عن استنطاق مفهوم السودانوية بوعي مبكر وحقيقي.
    وما يشعرك به انتماء ابطال أمير تاج السر هو قدرة الشخصيات على التلون مع فاعلية الوافد والمتغير في المجتمع السوداني، وهي الحقيقة التي ربما لم تحرك بنية الوعي الانتقائي لبناء رواية حديثة قائمة على وعي المركبات المختلفة للزمكان السوداني في الروايات التي سبقته او كان تاج السر امتدادا لها في محاولاته لبناء رؤيا استراتيجية للوعي الروائي الجديد في السودان.
    ويبتدع أمير تاج السر فكرة اللغة كمحاولة لحضور سلطة العمل الروائي في اطار خلق التمييز بين الأشكال المختلفة للوعي فهنالك دائما نزوح نحو انجاز الاختلاف كضرورة في الابداع الروائي الحديث القائم على التداعي الحر، بعيدا عن القوانين الارثوذكسية للرواية، ونجد ان نفس المنهج في الكتابة مستخدم عند عيسى الحلو في روايته الصادرة عن دار الخرطوم للنشر عام 1998 تحت عنوان صباح الخير أيها الوجه اللامرئي الجميل ، لكن الاختلاف بين اعمال امير تاج السر وعيسى الحلو يكمن في طريقة التعامل مع الفضاء المكاني ومسرح العمل الروائي.
    ان انجاز الاختلاف عند تاج السر ينبع من المركب العرقي، الثقافي، البعد الديني، فاعلية الإنسان والأرض، بينما هو عند عيسى الحلو يقوم على مسرح اللامكان، واللامعقول، وهذا جاء كانعكاس لتجربة عيسى الحلو في الستينيات، وتأثره في ابداعه بالمدرسة الوجودية عند سارتر، وسيمون دي بوفوار، لكن أمير تاج السر وان كان يستخدم اللامعقول الا انه يقوم في انجاز سلطة اللامعقول عبر اللاايديولوجيات، وهذه واحدة من مميزات العمل الروائي الجديد في السودان حيث نجد هذا المنهج مستخدما عند مجموعة من الروائيين السودانيين الجدد مثل عثمان شنقر في عمل غير منشور تحت عنوان ابر الحنين التي تعبر عن الرغبة الجديدة في تلوين الحاضر برغبة بناء المستقبل الأفضل على قواعد الماضي بألواحه المذهبة على طريقة الشرافة في الخلوة السودانية.
    اما احمد حمد الملك، فيقوم العمل الروائي عنده في سلطة اللا ايديولوجيا كما في روايته عصافير آخر أيام الخريف على فكرة سيادة الغريب في المجتمع السوداني وفاعليته، دون ان يواجه او يحارب كمتسلط، بل يندمج كفاعل ومؤسس ورافد في الثقافة السودانية.
    وتنبع قضية الخروج عن الايديولوجي، كانعكاس لفشل الانظمة السياسية المتباينة في السودان بعد نصف قرن من التجريب، ويأتي الجيل الجديد من كتاب الرواية، والصاعد بمحور يقوم على تحريك البناء الروائي لاستقطاب وتحفيز المجتمع السوداني، لاعادة قراءة العديد من المفاهيم والرؤى السائدة، وليس نفيها، وهي محاولة جديرة بالوقوف عندها، لانها تعبر عن التعديل برؤية الانتماء، والرغبة في استكشاف مجهول الماضي وسيرة الجد.
    ان فعل المغامرة عند الجيل الجديد، كما عند امير تاج السر هو محاولة جريئة للخروج بالرواية السودانية الى طور جديد يتفاعل مع المتحول والمتغير في الثقافة السودانية، وهي حاجة أصيلة لا بد منها في اطار الصعود الى الأفضل لتعلن عن موت الرواية القديمة، ونظمها، لكن فكرة الموت قد تخلق من ورائها الاستمرار والفاعلية والحيوية والشفافية والابداعية الآتية من بعدها وهذا ما تحاول الرواية الجديدة السودانية ان تتفاعل معه، تستنطقه، تجد القوالب له بشكل غير تقليدي، لتبني سلطتها وقوتها في الوصول الى القارىء والتفاعل معه واقعية وحياة متجددة، ولتواسيه عن الفشل والاحباط والإحساس بالخيبة والهزيمة المتكررة في حياته كردة فعل للعوامل السياسية والاقتصادية، في قوة من السرد القادر على الانتقال بالوعي من مدارج المباشرة الى العمق الملتزم بضرورة الكتابة الجادة والنشطة في عصر التحولات. 
                  

05-14-2004, 03:06 PM

nada ali
<anada ali
تاريخ التسجيل: 10-01-2003
مجموع المشاركات: 5258

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: امير تاج السر (Re: shawgi badri)

    نفخر بامير تاج السر و اتطلع لقراءة رواياته

    شكرا استاذ شوقى بدرى
                  

05-14-2004, 03:45 PM

Ali Alhalawi

تاريخ التسجيل: 02-10-2004
مجموع المشاركات: 1467

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: امير تاج السر (Re: nada ali)


    الأستاذ شوقى .. و أنت تهدينى روايتيه "مرايا ساحلية" و "عواء المهاجـر" ملأتنى بالأمتاع و الدهشة .. حتى لغة الطب التى نشتم منها رائحة الديتول و البنسلين قد صندلها أمير بسحرهـ.

    شكرا شوقى على هذه المرايا التى تنقلنتا لعالم أمير تاج السر .. وشكرا لهديتك الغالية و هى أعظم ما أهديت إلى الآن .. و شكرا لعادل عثمان
                  

05-14-2004, 04:28 PM

Imad El amin

تاريخ التسجيل: 10-17-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: امير تاج السر (Re: shawgi badri)

    الاستاذ/ شوقي

    امير تاج تاج السر معنا بالبورد............

    اعلم انها ليست مفاجأة ...بل فاجعة ان تنزلق بوستاته الي القاع.....
    شكرا لتزكيتك ...وليت كل التزكيات في السودان تصير هكذا...
                  

05-14-2004, 05:05 PM

Imad El amin

تاريخ التسجيل: 10-17-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: امير تاج السر (Re: shawgi badri)
                  

05-14-2004, 05:14 PM

خالد الحاج

تاريخ التسجيل: 12-21-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: امير تاج السر (Re: Imad El amin)


    شوقي بدري..
    عادل عثمان
    عماد الأمين
    ألف شكر
    سيكون ويك إند ذو نكهة ممتعة في رحاب أمير تاج السر
                  

05-14-2004, 05:24 PM

أمير تاج السر

تاريخ التسجيل: 04-04-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: امير تاج السر (Re: shawgi badri)

    الأخ الأكبر شوقي بدري .. أشكر لك تقديمي إلى إخوتي الذين ربما لا يعرفون عني الكثير .. واشكر لك مد ذلك البساط الأخضر بيني وبينهم .. وأشكر لك جدا قراءتك الناضجة لعواء المهاجر ..أنا حقيقة فخور بأن يمسني قلم من آل بدري بكل تلك الرهافة .وأستأذنك أن أضع هذا الرابط الذي يقود إلى صفحة ربما يجد فيها الآخرون شيئا .
    http://www.ketabanstemp.com
                  

05-17-2004, 08:38 PM

shawgi badri
<ashawgi badri
تاريخ التسجيل: 04-26-2003
مجموع المشاركات: 622

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: امير تاج السر (Re: أمير تاج السر)

    الى كل الذين ردوا بخصوص الرائع امير تاج السر . شكرا لاهتمامكم ويمكن الحصول على نسخ مرايا ساحليه وعواء المهاجر من الشركه العالميه للطباعه والنشر تلفون
    القاهره 3595433
    الخرطوم 797926
    ولكم التحيه وآسف لضيق الوقت .
    شوقى ....
                  

05-17-2004, 08:56 PM

Adrob wad Elkhatib
<aAdrob wad Elkhatib
تاريخ التسجيل: 05-05-2003
مجموع المشاركات: 638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: امير تاج السر (Re: shawgi badri)

    يمتدح اللغة ويمنحها البطولة

    أمير تاج السر ...أبطال رواياته يتقمصونه

    حاوره :غازي الذيبه

    أمير تاج السر روائي سوداني يتحدر من تلك السلالة التي تمضي في الحكاية حد التقمص،فهو يشبه في الواقع أولئك الشخوص الذين نسج ملامحهم داخل رواياته ،وان بدا في حقيقة الأمر بعيدا عن حاله التقمص بمعناها السيكولوجي ،إلا انه قريب من صياغة شخصياته وأبطاله إلي حدود قصوى ،تتماهى أحيانا وخطوط تماسه مع الواقع

    وهو إذ يمتلك حسا فريدا في صياغة الحكاية وتوليفها لتذهب إلى فتنتها في الرواية ،فانه يبحث داخل منحنيات نصه بطولات متعددة تخرج في فحواها عن البطولات التقليدية للأفراد والكائنات داخل النصوص،انه يبعث في اللغة ذلك المزيج الخاص من البطولة والقوة .فاللغة عنده إحدى أهم العوامل التي تتصاعد منها رائحة الرواية بتفردها وتميزها .وهي كملمح نصي تغور بعيدا في اقتناص الأشخاص والأمكنه والوقت.

    وفيما يحمل الحكاء /الراوي عدته ،ماضيا في المفازات الشاسعة والبراري القصية للكتابة والحياة ،فان أمير تاج السر :الروائي المولود عام 1960 في قرية كرمكول بشمال السودان ،والواقعة عند منحنى النيل ،والتي حازت اسم أولي روايات تاج السر ،يمتلك طاقه شديدة الإيحاء في التعبير عن عوالم السودان وبيئته ،وأمير تاج السر الذي درس الطب وامتهنه ،لم تكن الكتابة تمثل له ذلك الانحياز الحار جهة الرواية ،وكانت مشاغله الشعرية أوفى حظا في تكوين رؤيته عن الكتابة ،لكن منحنى فائرا بالنثر والعذوبة وجه الروائي إلى براري الرواية ،وجعله يطلق :كرمكول ..روايته الأولى دون أن يتخلى عن الطب أو الشعر

    لقد ترسخت لدى هذا الطبيب...هاوي الكتابة الشعرية غوايه الروايه التي جذبته بسحرها الخاص إلى امداء عوالمه الحاضرة من أقاصي السودان وارباضه الشاسعه،معتقا داخل نصوصه هذا الفيض،كما لو انه خارج من كم قميص الساحر ذاته ،رافعا ستائر المعنى والحكمه والميثولوجيا وأفريقيا مثل عمود من الضوء داخل نصوصه ،وبرقه فائضة ،يكشف عن جماليات لم نألفها في الرواية العربية القادمة من أصقاع أفريقيا المجهولة لنا ،وماضيا مع سلالته من الحكائين في غرس اشتال الرواية الجديدة عربيا .يبدي الروائي أمير تاج السر قدرا من الوضوح في حواراته "أجريت حوارا معه فيما مضى “،لكنه يصر على أن يبتعد عن غواية الوضوح هذه في رواياته ،التي تصبح في دورقه خليطا من الأغاني والأشعار والشخصيات المعجونة بالبشر والجن والخرافات والسرد الذي يتفنن في تطويقه بعقود من خرز اللغة الفاتن

    وهاهو يستعد في فتنته الروائية لإصدار عمل جديد هو "مرايا ساحليه "من بيروت عن مؤسسه المركز الثقافي العربي

    هنا في حوار مع أمير تاج السر :

    لنبدا والرواية..

    الكتابة بدأتها شاعرا منذ فترة طويلة ، وبقيت مع الشعر حتى عام 1987والى ذلك التاريخ لم يكن عندي ما يغوي بالذهاب الى الرواية ، حتى التقيت الكاتب عبد الحكيم قاسم الذي اخبرني انه ثمة رائحة روائية لدي وفي ذات العام كتبت كرمكول لأتوقف بعدها ثماني سنوات عن الرواية ، بسبب من ظروف عملي ، فأنا درست الطب في مصر ، وعدت للعمل طبيبا في السودان وفي مناطق نائيه وهناك تمكنت من استخلاص العديد في رحلتي هذه واختزنتها ، بعدها كتبت رواية "سماء بلون الياقوت " عام 1996 ثم رواية ( نار الزغاريد ) عام 1998 ، والآن انجزت سيرة ذاتية مبكرة وطويلة حملتها اسم "مرايا ساحليه "وهي سيره تأخذ زمنا محددا ، هو زمن الطفولة منذ أواخر الستينات وحتى مطلع السبعينات وسوف تنشر قريبا ،، أي قبل نهاية القرن العشرين . كتبت أيضا رواية ( عواء المهاجر ) وهي قصيرة إذا ما قورنت بسابقاتها ، وتجري أحداثها في إحدى المدن السودانية بينما رواياتي السابقة كتبت عن القرى والأرياف ، كما انني أنجزت رواية جديده أسميتها (صيد الحضرمية ) .

    وأنت أيضا تكتب زاويتك الأسبوعية في الصحف : ( سيرة الوجع ) مما يصلنا بالسيرة ، سيرتك ذاتها ، وإذا ما قدر وجمعت هذه الزوايا في كتاب فإنها تشكل رواية ( سيرة) ذات إيقاع متناغم ؟

    هي سيرة ذاتية مقسمة ، أبطالها شخوص التقيتهم في حياتي وشكلوا جانبا من تكويني الإبداعي ، وهم انبثوا في أرجاء هذه السيرة الممتدة والطويلة التي لا ادري نهاية لها

    الانتقال من الشعر إلى الرواية ، أو الذهاب في الشعر مدى زمنيا ثم الذهاب الى الرواية ..كيف حققت هذه النقلة ، وما الذي دفعك لان تتخلى عن الشعر وتذهب إلى الرواية؟

    ما زلت اكتب الشعر ، وبين الحين و الآخر اخرج بقصيدة ، ان ماد فعني الى كتابة الشعر شئ خفي لا أدريه ، لكنني أتذكر تحولي جهة الرواية علي يدي عبد الحكيم قاسم الذي قال لي : انك تمتلك نفسا حكائيا في القصيدة ، وأنت جئت من بيئة خصبة بالحكايات وتعيش في بيئة مجنونة .. كما أن دراستك للطب علمتك الجلد ، فلماذا لا تكتب الرواية ؟ جلست بعدها مع نفسي عدة أيام ثم كتبت رواية كرمكول خلال شهر ، وحين نشرتها وجدت من الأصداء ما جعلني استغرب ، وحتى هذه اللحظة فأنني اعتبر كرمكول هي الرواية المؤسسة لاعمالي التالية ، ونجاحها هو الذي شجعني على الكتابة رغم انقطاعي الطويل عن الكتابة والإبداع .

    أصدرت روايتك الثانية : سماء بلون الياقوت عام 1996 ، وما بين كرمكول والرواية الثانية فترة زمنية طويلة ، فلماذا هذا التأخير في النشر .. وهل هو تأخير في الإنتاج أيضا ؟

    نعم كتبت سماء بلون الياقوت عام 1996 بفارق تسع سنوات عن الرواية الأولى ، وسبب هذا الابتعاد هو انشغالي بالعمل والذهاب إلى مناطق قصية ، مما جعلني اضرب في أعماق سحيقة داخل السودان أرضا وتاريخا ، ويبدو أنني آنذاك انشغلت في لملمة الخامات ، فعملي كطبيب في تلك المناطق البعيدة لم يمنعني من التقاط حيوات جديدة ، والتعرف على حيوات أخرى من أنفاس البشر.

    هل نستطيع آن نقول انك اختزنت في السنوات التسع هذه تجربة كتابك : سماء بلون الياقوت ؟

    سماء بلون الياقوت، و صيد الحضرمية وسيرة الوجع كله اختزنت أحوالها أثناء عملي كطبيب في تلك المناطق النائية بالسودان ، ثم اندفعت لتخرج الى الورق أخيرا .

    أنت طبيب وفي الوقت ذاته أنت روائي ،، كيف توفق بين هذين العالمين؟

    علينا أن نفرق بين الاثنين ، اذ ليس من الضروري أن تكون ا لمهنة مرتبطة بالإبداع كالكتابة، فالبعض مهنتهم الكتابة ، مثل الصحفي او الباحث ، واعتقد أن هناك فرقا ، فأنا درست الطب عن قناعة واجتهاد شخصيين ، ومارست الطب أمارسه حتى الآن ، واظنني نجحت في مهنتي كطبيب ، وفي الوقت نفسه أمارس الكتابة في أوقاتي الخاصة ، وقد توصلت الى اكثر من حيله لتنظيم وقتي بين الكتابة والعمل وما زلت مستمرا في هذا .

    هل يمكن لبعض معطيات عملك في الطب أن تدخل في رواياتك ؟

    أريد أن أقول أن دراستي للطب لا تنعكس على تجربتي الكتابية ، وما ينعكس فعلا في هذا النطاق هو مهنتي كطبيب، وهي التي تجعلني اكتب عن أشخاص صادفتهم اثناء ممارستي لعملي ، وطبعا ليس كل من أصادفهم يتغلغلون الى رواياتي ، بل هناك أشخاص بعينهم يردون إلى فضاءات نصوصي ، ويحتمون بسمات روائية خاصة ، وأنت تعرف كونك شاعرا أن هناك أشخاصا يحملون مواقف وايماءات تؤثر فيك كمبدع وهؤلاء هم من يدخلون عوالمي .

    مثلا ؟

    البيرت بشاي ، الشخصيه المحورية في روايتي ( نار الزغاريد) فهذا الشخص ومنذ الوهلة الأولى لمصادفتي له ، أحسست بأنه يحمل سمات الشخصية الروائية ، وفورا قمت باستئذانه في أن اكتبه ، وقد رحب بذلك.
    هل تستأذن من يدخلون رواياتك من الأشخاص الذين ترى أنهم يحملون ملامح روائية في الواقع قبل أن تكتبهم؟

    اجل ، وقد استأذنت العديد من الأشخاص ، ومن وافق أن اكتبه دخل إلى رواياتي آمنا مطمئنا.

    منذ" كرمكول" وحتى " نار الزغاريد" ومسرودات من" سيره الوجع "ونحن نشتم رائحة انحياز للسيرة سواء السيرة الذاتية لك كمبدع ، أو السيرة التي تبحث في المكان وتسرد وقائعه ، كما أن البيئة السودانية المعاشة تظهر داخل نصوصك، سواء بالمفردة او بالأنماط القيمية - الاجتماعية داخل النص.. فلماذا كل هذا الانتماء للسيرة في كتاباتك ؟

    اعتقدا أن مجريات إبداعي ليست بالطريقة التي أوردتها ، وأنت نسيت أنني لا اكتب الواقع كما هو ، بل أقوم بإبداع واقع مواز للواقع الذي أعايشه، فاخذ من السيرة الذاتية ما يهم النص ، وحتى الشخوص الذين أوردهم في رواياتي لا اكتبهم بحرفيتهم كما هم في الواقع، بل اكتبهم وكما لو أنهم اقرب الى الشخوص المؤسطرين ، كذلك فانك تجد المكان في نصوصي بتجلياته الروائية فأنا من عشاق الأمكنة ، ولكي اكتب رواية علي أن أكون ملما بالمكان، والحمد لله لي ذاكرة تتعرف على الأماكن وتختزل تفاصيلها.

    لا اعتقد أنني اكتب سيره ذاتية خالصه في رواياتي ، ولكنك قد تجد مجتزءات من هذه السيره في عملي " سيرة الوجع" و"مرايا ساحلية "وقد وضعت هذين العملين في باب السيرة ، لكن في اعمالي "كرمكول" و"نار الزغاريد" و"سماء بلون الياقوت " تجد اختلافا هائلا في هذا المنحنى ، حيث أن خيوط سيرتي غير موجودة في هذه الأعمال، وبالعكس فأنا اترك شخوصي يتحركون داخل مكانهم الأسطوري وبحريه ودون تدخل مني ، وفي عملي الجديد الذي أسميته " صيد الحضرمية " ستجد أن حركة الشخوص داخل هذ ا النص ، هي من حركة النص ذاته . إنني أميل إلى السحر والأسطورة و الأجواء الغامضة الضبابية بحيث أن الرواية عندي ليست واقعا تقرؤه، بل نقرا من خلالها واقعا اخرا ، موازيا للواقع او مختلفا عنه .

    من هنا ، هل نستطيع أن نلج عالم أمير تاج السر الروائي ، العالم الذي أندفع فيه داخل الرواية ، الايماءات الأولى للكتابة ، اللحظات الفارقة في حياته والتي صنعت نصوصه الابداعية... هل يمكننا أن نصل هذه المناطق ؟

    الكتابة عندي شئ قسري ،ـ وكان هناك ما يجبرني عليها ، لقد كان من السهولة أن أنتهي كطبيب وينتهي الآمر ، لكن الكتابة اقتحمتني ، فرواية كرمكول أجبرتني على كتابتها ، كذلك باقي رواياتي ونصوصي الأخرى .

    فالاشياء المختزنة والمعاشة والتي تتكاثر حولي والصور والشوارع كلها .. كلها استطيع أن أحولها ، وأن احول أي شئ إلى نص روائي ، حتى الإعلانات في الشوارع .. وكل ذلك تجده داخل نصوصي .

    أن عشق التجربة والمغامرة كان من اكثر الأشياء التي دفعتني الى الكتابة وبعد ذلك وكما قالى لي الأستاذ عبد الحكيم قاسم أن دراستي للطب علمتني الجلد ، حيث اجلس ساعات طويلة للكتابة . كما أنني اميل للعراك مع اللغة ، اذ أنني اكتب بلغة غير مألوفة وعندما أقوم بفعل الكتابة أوازن بين لغتي هذه ،، وبين مفردة الإلهام في السطر الذي يقع تحت قلمي لأكتبه دون أن اخرج بشئ -أحيانا- لأنني ، لم أجد الكلمة المناسبة لسيرورة النص الذي أنجزه ساعتئذ ، وقد اكتب عدة صفحات في مساء واحد .

    في نصوصك الروائيه هناك اهتمام باللغة وما يمكنني أن اطلق عليه "بطولهاللغة "وهي تأتي بموازاه الأبطال الآخرين في رواياتك ،فهل يمكن ل"بطولهاللغة "هذه أن تنسجم مع بطولة الشخوص أنفسهم ؟

    طبعا ،فاهتمامي بالشعر جعلني استفيد منه في كتابه الروايه ،لقد حاولت أن اوفق بين السرد أو الحكي واللغه ،بحيث لا تأكل اللغة النص ،والنص لا يأكل اللغة ،حاولت ذلك في “كرمكول"،وقد لا تكون هذه السمة واضحي ،كما في روايتي "نار الزغاريد"و"سماء بلون الياقوت"،واظن أنه في نار الزغاريد -اعتبرها قمه اعمالي المنشورة -استطعت أن اوفق بين اللغة والحكي فاللغة هنا لم تآكل النص ،لكنها منحته انسيابيه وجعلته سهل القراءة سلسا ،فيه عذوبه ،أما في "سماء بلون الياقوت "فقد استخدمت تشبيهات كثيرة كما في "كرمكول "،ولم اكن بعيدا في لغتي عن تلك الاجواء التي اضعها دائما في رواياتي ..فاللغة عندي تاخذ حقها كاملا داخل النص وتمنحه السلاسة ..ولغتي أيضا ليست وجدانية ولا تخل بالنص او تجعله بسيطا ،نعم أن لغتي مختلفه .

    أنت لم تذهب لجعل اللغة بطلا في نصوصك لأنك تريد أن تكون مختلفا ؟

    عندما كتبت ..كتبت هكذا ،وبهذه اللغة فمنذ "كرمكول "والى آخر نص كتبته فإنني اكتب بهذه الطريقة واللغه مع التطوير في كل عمل اكتبه ، ويبدو أن هذه هي لغتي التي خلقت مع رواياتي .

    بعض المقاطع في نصوصك تمتلك سمات شعرية ولو اقتطعناها وتركناها بعيدة عن الرواية ،لظهرت كقصائد مستقلة ؟

    ذا كان لما اكتبه أن يمتلك هذه السمة فليكن فأنا أوظفها لتخدم النص الروائي ،صحيح أن هناك مقاطع شعريه بصورة رسميه داخل رواياتي ،خصوصا تلك المقاطع الشعرية الشعبية لكنها -وتحديدا المقاطع الشعبية -تأتى لضرورة كتابيه ،إنها قصائد شفاهيه تعتمل جراء مسيرة شخصيه او حدث ما في الرواية.

    المفردة النصية لديك تحمل خصوصية شديدة الملامح والانتماء الى مكانها وبيئتها،انها مفرده سودانية، لماذا هذا الإيغال في المحلية ؟

    في الحقيقة انه نادرا ما تجد في رواياتي حوارا ،فأنني اكتبه بالعربية الفصحى،وإجابة على سؤالك فأنني اعتقد أنك تقصد ب"المفردة النصية"لدي هو ما استخدمه من طقوس وميثولوجيا وأجواء وملابس واكلات شعبية ...الخ ،من أجواء البيئات السودانية المتعددة ،وهذا في واقع الأمر شيء طبيعي فأنا وليد ذلك المكان ولا أستطيع أن اكتب عن غيره.

    لقد عشت في مصر والخليج سنوات طويله ،لكن هذه الامكنه لم تؤثر بي مثلما فعلت بيئتي معي ،تلك التي ولدت وترعرعت فيها أليس طبيعيا أن استقي مفرداتي ومادتي الروائية من بيئتي ،اننا نجد كتابا كثيرين سواء كانوا عربا او لاتينيين او أوروبيين يكتبون عن بيئاتهم ،وأنت نفسك عندما تكتب قصيدة الا تحملها مفرداتك البيئيه ؟الا نجد داخل تلك القصيدة التي كتبتها بيدرا وزعترا ودحنونا ؟

    ولكنني اعتقد أن هناك فرقا بين الرواية ومفرداتها ،والشعر ومفرداته حيث يمكن للمفرده في العمل الروائي أن تتوغل في المحلية ،وقد تكون هذه المسألة عائقا للقارىء العربي ،خاصة إذا توغلنا أيضا في مناطق بيئية او ثقافية لم يألفها العربي فأنت حين تتحدث عن الجنوب السوداني تجد أن هناك اختلافات قيميه في التقاليد والعادات ..الخ ،وتظهر داخل نصك الروائي ،إلا تجد أننا بحاجه إلى لغة نتشارك جميعا في فهمها داخل أعمالنا الابداعيه ؟

    إذا كانت نصوصي بالطريقة التي تريدها ،سيفقد نصي ساعتها حلاوته كنص بيئي ، يعني أن نصي يجب أن يحمل الأجواء الخاصة ببيئتي ،لكي استحق أن احمل سمه كاتب من السودان إن كاتب سوداني ، إنني أحاول في سياق كتابتي أن اجعل الأشياء تشرح نفسها داخل النص ،قد أنجح وقد اخفق ،واعتقد أنه في قادم الأيام قد تصبح هذه الأجواء اكثر وضوحا وفهما للقارئ ،ولحسن الحظ فأنا لا اكتب حوارات في رواياتي ولو كتبتها فإن القارئ العربي لن يفهمها .

    يقال أن المحلية تأخذ الكاتب إلى العالمية ويشيرون الى بعض كتاب نوبل مثل نجيب محفوظ ..هل يمكن لمحلية أمير تاج السر ومحليه الروائيين العرب الجدد أن ناجذ إلى العالمية ؟

    اعتقد أن ذلك ممكن ،ولا شيء يستعصي على الترجمه كما اعرف ،وهناك محاولات لترجمه روايتي نار الزغاريد إلى الفرنسية ،رغم أنهم وجدوا صعوبة وهم يبحثون عن مترجمين لهم علاقه بالبيئة السودانية كي ينجزوا ترجمه روايتي.

    في رواياتك نجد أنك تقرأ الامكنه "طبوغرافيا "بحيث يتعرف القارئ من خلالها على التضاريس الثقافية والبيئية للحياه في السودان ؟

    لقد اشتغلت في الجنوب الذي هو جزء من وجدان الشعب السوداني ،وقد دخل الجنوب بحربه وفقره وجوعه إلى روايتي نار الزغاريد كلمحات ،ولم يدخل بكامل أعضائه ،وفي رواية ستنشر قريبا أسميتها "عواء المهاجر " كتبت عن غرب السودان "قبيلة الفور "والحقيقة ،حتى يظهر النص عندي واضحا في الذهن ،كان لابد من رسم المكان ،وبرغم ذلك فهو لم يطغ على النص في "عواء المهاجر " حيث اعتمد النص هنا على شخصيه "عبد الكريم مشاكل " الذي تدور حوله أحداث الرواية ،اذ نزح من غرب السودان الى شرقه ،واعتقد أن المكان في هذه الروايه رسم بدقه متناهية ،وفي الوقت نفسه فإن النص حقق حضوره المطلوب ،بعكس "نار الزغاريد " التي فيها توسعت بقراءة المكان ،الى درجه كان يضيع فيها النص أحيانا ،وهذا شيء مقصود تماما .

    بعد الطيب صالح أب الرواية السودانية ،لم يظهر روائي سوداني كما الطيب ،وان كانت هناك محاولات من بعض الروائيين السودانيين تشي بملامح روائية خاصة بها ،ثم نصل إلى أمير تاج السر الذي يحاول ان يتقدم في اتجاهات أخري قد تفضي إلى مساحة جديده تمنح النثر في السودان مديات جديده ،وماهي الموانع التي حدت من ارتفاع وتواصل جيل جديد من الروائيين السودانيين بعد الطيب صالح ؟

    أسباب كثيرة ،ففي زمن الطيب كان اهتمام القراء اكثر ،وكان النقاد يواكبون ما يصدر من الأعمال الابداعيه في كافه أرجاء الوطن العربي ولقد كان الناقد العربي لا يفرق بين أي إبداع في أي قطر عربي ،لكن جيلنا الآن يتعرض إلى قطيعه مريعة فقد انقطعت الصلة بين المبدع والناقد وبين المبدع والقارئ .صحيح أن دور النشر ازدادت لكن عمليات النشر صارت اصعب .لقد كانت دور النشر سابقا تنشر للكتاب بسهوله شديدة أما الآن ورغم كثرتها فإنها لا تهتم بالنشر الا لكتاب وموضوعات معينه .واعتقد أنني محظوظ لأنني موجود خارج السودان ،أستطيع أن اقدم أعمالي سواء عن طريق الدوريات الثقافية او الصحف او عن طريق دور النشر، لكن العديد من جيلي في السودان لا يستطيعون حتى نشر قصاصه ورقيه ،لصعوبة الحياه ومشاكلها التي تآكل الإبداع ،مع أن السودانيين من الشعوب النهمة للقراءة .

    ومن تجربتي في كتابتي لمسرودات "سيرة الوجع"اتصل بي الكثير من القراء ،ولاحظت أن الصحف السودانية تأخذ بعض نصوصي التي تنشر خارج السودان وتنشرها فيها ،أيضا هناك شيء آخر ،ففي زمن الطيب صالح كان التبشير بالكاتب الفرد ، أما الآن فقد اصبح الكتاب يقاسون كجيل ،ولقد قمت بمحاولات عده للخروج من هذا التابوت الذي دفن فيه الأدب في السودان ،ومحاولاتي هذه خاصة وباجتهاد شخصي ،والطيب صالح أستاذ الجميع وقدم الكثير ،لكنني اعتقد أن على الناس أن ينظروا للحركه الثقافية هناك بصوره اكثر جديه .

    هناك غياب للآداب السوداني في الثقافة العربية بشكل عام ،وكما ذكرت فبعد الطيب صالح وبعد الشاعرين صلاح احمد إبراهيم ومحمد الفيتوري ،لم نلمح نجما سودانيا لامعا منذ زمن ..ترى متى يتحقق ذلك ؟

    ما الذي تراه ؟

    إننا نتطلع إلى الأفق ونرى أمير تاج السر وبعض المبدعين السودانيين الجدد الذين قد يشكلون حاله تدحض الغياب الأدبي السوداني ،ولكنني أريد أن أسال عن هذا الغياب ؟

    لقد ذكرت لك الأسباب ،فيما مضى كان هناك نقاد مثل رجاء النقاش وإحسان عباس وكثيرين غيرهم ،وكان هؤلاء النقاد يهتمون بالثقافه العربيه عامه ودون حدود ،أما الآن ،فإننا محصورون في أقطارنا ،وفي هذه السانحة أود أن اقدم شكري إلى أستاذنا الكاتب الكبير جمال الغيطاني ،حيث افرد لى مساحة جيده في صحيفة أخبار الأدب المصرية ،أشاد بي في مواقف كثيرة وهو من الذين حضوني على الكتابه وما زال يدعمني معنويا ،وهذه الروح عند أمثال جمال نادرة في زماننا ،لذا تجد هذا الانحسار والغياب للادب في السودان وفي خارج السودان ،وهو غياب مؤقت سيأتي عليه حين من الدهر ويغيب هو ،لتعود الأمور الى سابق عهدها ،وتنفتح الآفاق للكتاب من كل جهات البلاد العربية .

    تحدثت عن معوفات النشر في السودان ،وحتى عندما نشرت اعمالك خارج السودان فإن مشاكل عده واجهتك في نشر كتبك ،فلماذا يعاني الكاتب العربي من النشر ؟

    هذه مشكله تشمل كتابا كثيرين من أجيالنا في السودان وفي خارج السودان من باقي ادباء وكتاب المنطقة العربية فالنشر اصبح تجاريا ،وعندما نشرت كرمكول سنه 1988لم ادفع مليما واحدا .وقد نشرها الأستاذ الشاعر كمال عبد الحليم صاحب دار الغد دون مقابل .رغم أنني لم اكن معروفا آنذاك ،والان ومع أنني معروف لكنني حين انشر كتابا ادفع ثمنه ،وهذه مسألة لا حل لها كما يبدو .

    هناك اعمال منجزه لديك ولكنك بعد لم تنشرها في كتب ؟

    الآن اسعى لنشر "مرايا ساحليه "بعد أن نشرت منها عده فصول ووجدت تجاوبا كبيرا من القراء ،فبعض مقاطعها نشر لأكثر من مره في الصحف السودانيه والعربيه وقرأت بعض الكتابات عنها لسودانيين ،رغم انني لم انشرها بعد في كتاب ،ولدي روايه جديده اسميتها "صيد الحضرميه "وهي تمثل انعطافه في مسيرتي الكتابيه ،لأنها ذات مذاق وتجربه خاصتين جدا ،واعتقد أنها تختلق تماما عن كتابتي ،ولا اعرف حتى الان متى سانشرها ،كذلك لدي روايه بدات بكتابتها منذ اعوام ،وقطعت فيها شوطا كبيرا ،واسميتها "طحين الفوضى "وقد نشرت منها مقطعا بعنوان "كلب الحر "في مجله الجسره الثقافيه القطريه ،واقوم الان بإعاده قراءه ما كتبته منها واحاول إنهاءها ..وهناك بعض المشاريع الروائيه والكتابيه ما زالت في طور التفكير .

    بدات الروايه العربيه الجديده تأخذ حقها في الانتشار والحضور لدى المتلقين العرب ،والذين صاروا يقبلون على قراءة الروايه ..بماذا يمكننا أن نفسر هذا الإقبال ؟

    يبدو أن الروايه العربيه الحديثه صادفت هوى لدي القراء العرب ،لأنها روايتهم ،تتحدث عنهم ،عن هذه الأجيال التي تواجه مشاكل كثيرة وقد ظهر في الاونه الاخيره عدة كتاب لافتين في مصر والأردن وفلسطين وسوريا والسودان ،قرات لبعضهم وبعضهم الآخر لم أقرا له ،واعتقد أن الرواية تقدمت في السنوات الاخيره .

    هل يمكن لنا أن ننظر الى شكل ما ..الى صوره ما ،للروايه العربيه في القرن الحادي والعشرين ؟

    بالتاكيد فإن ما نكتبه الان هو ارهاص لروايه القرن الحادي والعشرين ،انني اقرا لكثير من كتاب جيلي ،فأجد أنهم يتلمسون اشياء حياتيه ومستقبليه نافذه ،واعتقد أن هناك وعيا من الكتاب لكتابتهم ،كما نا التقدم التقني منح الكتابه انطلاقه جديده ولم ينتقص منها،ربما -وكما ارى - يكون القرن الحادي والعشرين ..قرننا ،الذي نحقق فيه عبر كتابتنا وجودا اخر ،يكون الابداع فيه بطلا ،وكما نلحظ فإنه صار من السهوله أن تعرف وأن تتابع وأن تقرأ وأن تكتب ،واعتقد أن القرن الحادي والعشرين سيشهد اعمالا ابداعيه عربيه شديده
                  

05-17-2004, 09:43 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: امير تاج السر (Re: shawgi badri)



    من رد لشوقي بدري على بوست أمير تاج السر "حكايات شوقي بدري "

    >>هنالك سعر للاستفاده من هذا البوست وهو ان تعزم عشره شماسه على سندوتشات ويا حبذا شاورما . وتأكد انك ستستمتع اكثر منهم . ولك التحيه ..>
    ....


    شكرا لكما على متعة الروح البتعادونا بيها دى..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de