دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
اخوانا المسيحيين
|
عندما انتقلت الي حينا الحالي في السويد كان كل اطفالي يحتاجون لدار حضانه او روضة اطفال و اكتشفت ان دار الحضانه علي بعد امتار من منزلنا. و هنالك روضة اطفال و دار حضانه تابعه للكنيسه الصغيره في الحي و يفصلها عن دار الحضانه الاولي زقاق صغير. فتقدمنا بطلب للسلطات المحليه لادراج ابنائنا في دار الحضانه و روضة الاطفال ، و بعد ايام تتصل بي سيده مهذبه و ترحب بنا بحراره متمنيه لنا اقامه سعيده في الحي. عارضة ادراج اطفالنا في دار حضانتهم التابعه للكنيسه و ردي العفوي كان ( نحن مسلمون ) فقالت السيده بود هذا شئ رائع ، كل ما نطلبه هو ان تتقبلونا انتم و سنكون سعداء برعاية اطفالكم و اكبر جائزه بالنسبه لنا هي ان نحوذ علي رضاكم . و بعد ايام اتت موافقة مكتب التعليم و ادرجوا في النظام السويدي العادي و لكن لا ازال احس باحترام نحو السيده التي لم تطلب اكثر من ان نتقبلها نحن و هي في بلدها و نحن اجانب وافدون من افريقيا. لسوء الحظ نحن المسلمون نمارس الاقصاء و التمييز نحو الاخرين ، ضد تعاليم ديننا . في كتاب ابطال السودان لمؤلفه مؤرخ السودان الاول العم محمد عبدالرحيم تطرق للبك ابراهيم خليل المولود في 1944 و هو من الاقباط السودانيين و ذكره كذلك البروفيسر عون الشريف في موسوعته القبائل و الانساب في السودان ( اشتغل بالتجاره و اثري و كان غردون يستلف منه المال بصكوك لتقديمها للحكومه المصريه بعد انفراج الازمه . و عند فتح الخرطوم 1885 اسر ابراهيم بك خليل فبقي بامدرمان حتي سقوطها سنه 1898 . و هناك اعيدت اليه النقود التي استلفها مع مساحات واسعة النطاق في الدرجه الثانيه جوار مديريه الخرطوم و من بينها جامع الخرطوم القديم بدلا من املاكه القديمه فرفض استلام الجامع و قال هو معهد ديني واجب الاحترام و لا اقبل امتهانه بالاقامة فيه فضلا عن المشي عليه و عمل المرحاض في بقعه طالما عبد فيها الله . و كان يقول للبنائين اياكم و اخذ طوبه من انقاض هذا الجامع الي عمارتي فتكون كذلك سبب في خراب بيتي . توفي في سنه 1917 ، و كان دمس الاخلاق له من الاولاد غبريال و انطون و خليل و ماري حرم بولس افندي جرجس الموظف بمديرية الخرطوم سابقا) . ما كنا نسمعه عن البك قديما في امدرمان انه كان بارا بجيرانه المسلمين ودودا حتي بعد انتقاله للخرطوم و ثرائه الفاحش ، كان يعود المريض في المسالمه و يواصل الجيران و يساعد في المناسبات خاصه نساء الحي الفقيرات العاوزه ليها غنيمات و الدايره مساعده في البناء . كان كما قال الخليل عن ناس امدرمان كانوا يحلحل الغرمان و يساهروا الليل يتفقدوا الصرمان . عند الاتصال تلفونيا بشقيقتي الهام اسال عن الكثيرين خاصة خالتي نفيسه خليل و استفسر عن صحتها نسبه لتقدم سنها ، و كانت تطمنني قائله ما عندها مشكله اولادها دكاتره جرجس و فكتور بتفقدوها صباح و مساء . و تقصد بهذا ابناء العم قبيوس الذين يسكنون في المسالمه في مواجهة منزلها و يفصلهم الشارع و خور المسالمه المشهور ، و كانت تضيف والله في الزمن ده الزول اولاده من بطنو ما بهتموا بيهو ذي الاولاد ديل. في كتاب ملامح من المجتمع السوداني للاستاذ حسن نجيله نجد ذكر للشاعر صالح بطرس المسيحي و في سنة 1341 هجريه يعتلي المنبر في عيد الهجره و هو مسيحي يتقد حماسا للعروبه . و كما سمعنا كثيرا في امدرمان كان قوة دافعه لجمع التبرعات لاكمال جامع امدرمان العتيق الذي توقف بنائه و اهمل. ( و تطلعنا الي المنصه عندما اعتلاها سكرتير النادي لتلك الدوره و كان الشاب المرحوم ابراهيم اسرائيلي فالقي كلمه رصينه حيا فيها الحاضرين و المع الي المناسبه الدينيه تاركا المنصه لشاعر الليله . و في تؤده و اناة تقدم شاب ابيض اللون حسن الهندام ، و سري بين الجالسين تساؤل من الفتي ؟ و دار الهمس مرة اخري ، فتي مسيحي اسمه صالح بطرس ، اما نحن فكنا نعرفه زميلا في الدراسه و موظفا في مصلحة البريد ، متعلقا بالادب مولعا بالشعر سوداني الوطنيه . و نرهف اسماعنا لهذا الفتي المسيحي الذي اخذ في صوت واضح النبرات يتلو شعره يا مسجدا مطلت بنوه بعهده حتي غدا و هو الحسير المعدم بدأوك جودا بالصنيع و احجموا ما كان اولي بان ذاك يتمم عريان و راسك لا تزال تضج من حر و من قهر لوجهك يلطم و عليك هاميه الرباب مرنة و من السوافي الهوج ما قد اقتم امنارة الدين الحنيف تحية من شاعر لك قد غدا يترحم تري هل يذكر المصلون في هذا المسجد اليوم ان الفضل في حث الناس لاكماله لشاعر مسيحي ؟ ) . ارجو ان نلاحظ هنا ان سكرتير المحفل و الحفل احتفالا بالهجره النبويه الشريفه كان من ال اسرائيل اليهود في امدرمان ، و شاعر الليله مسيحي . و لقد ساهم المسيحيون بمالهم و جهدهم لبناء جامع امدرمان العتيق. و عندما كان السودان يجمع التبرعات و يطعم اهل الحجاز خاصة اهل المدينه لمئات السنين كان المسيحيون السودانيون من اول المتبرعين . و في قائمة الحضاره لاعيان السودان نجد تبرع المسيحي هنري جيد ضمن المتبرعين لاطعام اهل المدينه في الحجاز . و هذه التبرعات كانت تجمع من كل القري و المدن السودانيه و جلود الاضاحي و تحمل القوافل و ترسل الي الحجاز منذ ايام السلطنه الزرقاء و مملكه دارفور و المسبعات.
و لكم التحيه و نواصل شوقي
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: اخوانا المسيحيين (Re: عشة بت فاطنة)
|
اخي الكريم تحية طيبة لقد سكن معي في منزلي اربعة مسيحيين ثلاثة سودانيين وواحدة المانية وهي زوجتي الاولي , من بين هؤلاء الاب فلب عباس غبوش وهو نوباوي والاخ جون تيتو وهو من الشلك والزميل ادور لينو وهو دينكاوي , كنت اصلي اوقاتي كلها في مواعيدها وزوجتي الالمانية تحضر لي ورقة مواعيد الصلاة , وعم فلب يسالني اذا اخرت مواعيد الصلاة ويوقف ادور لينو الحديث في التلفون عندما اكون في الصلاة , اوقف العم فلب طوال سكنه معي شراب الخمرة في المنزل وايضا جون ولكن ادور مسيحيته مخلوطة بي الشيوعية واصل شرابه داخل المنزل ولم امنعة, ولكن لم اري في حياتي انسان يحب السودان وابناء السودان كالاخ ادور لينو , لم يعاملوني هؤلاء كجسم غريب بينهم بل كانوا بالنسبة لي اكثر من اخوة , وخاصة الاخ جنون تيتو رغم رحوله الي سكنه الجديد ظل مواصلا زيارته الي ,. الاخوة المسيحيين في السودان هم اخوة لنا يحبوننا كحبهم لاخوتهم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اخوانا المسيحيين (Re: saif massad ali)
|
العزيز سيف لك التحيه الاب فليب غبوش جارنا فى امدرمان وام زوجته العمه فردوس هى بمثابه الاهل بالنسبه لنا نشأت بين اهلنا وتبادلنا الود والحب . صدقت ان المسيحيين يحبوننا كحبهم لاخوتهم ولكن الغالبيه الساحقه من المسلمين لا يحبون المسيحيين كحبهم لاخوتهم وهنا هى المشكله . لك التحيه شوقى ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اخوانا المسيحيين (Re: shawgi badri)
|
العزيزه عشه بت فاطنه لكى التحيه .. رائعه انتى فى تفهمك ومعقوليتك هذا ما يحتاجه السودان لنعيش جميعاً فى وئام . هذا هو السودان الذى نتمناه . شكراً لكى ... شوقى ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اخوانا المسيحيين (Re: shawgi badri)
|
الاستاذ شوقي ازكر مره اني ذهبت لصديق ذهبت لصديق يسكن حي الركابيه اعزيه في وفاة جده فلاحظت ان وجود الاقباط اكثر من المسلمين في بيت الفراش , علقت علي ذلك فزكر لي صديقي ان جيرانم المسيحيين هم من قاموا بكل المراسم,, ثم اضاف مازحا انو خايف الجماعه ديل يكونوا دفنوا جدو علي الطريقه المسيحيه,, ولكن يا استاذ شوقي دي مساله متبادله وهناك حاله تعايش رائعه بين المسلمين والمسيحيين خاصه في ام درمان,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,الاستاذ محجوب باشري يتحدث عن الشاعر صالح بطرس وقصائده في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم وحفظه للقران الكريم مع انه مسيحي ,,ويتحدث عن خلوة بولس بام درمان وكيف ان السودانيين كانوا يحيون في وحده نفسيه وتماسك اجتماعي
(عدل بواسطة Marouf Sanad on 12-30-2004, 03:26 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اخوانا المسيحيين (Re: Marouf Sanad)
|
الأستاذ شوقى البدرى ،
أتابع كتاباتكم بشغف بالغ .. وهذا يرجع الى مصداقيتكم فى التعبير..
حقيقة لدى سؤال يحيرنى ..
هل يمكن بحال من الأحوال - ان يرجع السودان كما كان عليه قبل حكومة البشير وقبل حكومة نميرى ؟؟ ------------- ألا توافقنى ياأستاذ بدرى .. كلما صارت الحكومات تتجه نحو تطبيق الشريعة الاسلامية كلما رجع بها الحال الى الأسوأ .. اصدقنى القول ياأستاذى الكريم أننى لا أريد أن أنقص من ديانة معينة - الا أننى عندما أنظر الى كل الدول التى تطبق الشريعة أو الى طريقها فى التطبيق - نجدها دوما فى طريقها الى الانحدار .. هل توافقنى يا أستاذ شوقى .. أنا بانتظار ردكم الكريم .. ودمتم أخى .. وكل عام وأنتم بخير أخوكم .. أرنست أرجانوس جبران
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اخوانا المسيحيين (Re: shawgi badri)
|
العم العزيز/ شوقي.
أن التعايش بين المسلمين والمسيحيين في السودان كان يأخذ مساره الصحيح رغم وجود بعض القلة المتعصبة وسط المسلمين, ولم نكن نكترث لهم كثيراً وكان يهمنا آنذاك أن الأغلبية بين الشعب تتعامل معنا كمسيحيين بتسامح ممتاز. ولكن كانت الكارثة الكبرى المسماة قوانين سبتمبر. فهي التي هدمت خصوصية مهمة للشعب السوداني وهي التسامح الديني. أما الذي يفعله نظام منذ عام 89 فهو سلوك من الصعب نسيانه لقد خربوا كل شئ جميل في السودان ومن ضمن ما خربوا التسامح الديني . وأنا لا أدري إذا كانت هناك حكومة قادمة تستطيع بناء ما تم هدمه من تسامح وأخلاق للشعب السوداني من جديد أم لا؟ وكل عام وأنت والعائلة بألف خير يا عم شوقي.
دينق.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اخوانا المسيحيين (Re: shawgi badri)
|
شوقى بدرى
كل كلمة فىالبوست تحكى عن معنى التسماح والتعايش بين الاديان الذى افتقدناه فى هذا الزمن الردىء وهذا البوست بكلياته وثيقة اتمنى ان تسع الفرصة كل شعب السودان للاطلاع عليه شكرا على هذا البوست اللقطة وبمثابة هدية لكل اخواننا المسحيين بمناسة اعياد الكريسماس مع التمنيات لهم بنحقيق الامانى عام سعيد 2005 تحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
|