|
أبو الوطنية الشاعر توفيق صالح جبريل.
|
(1) نقلآ عن سودانيات. http://www.sudaniyat.net/forum/viewtopic.php?t=2532
ارجو ملاحظة ان هذا الموضوع قد كتب قبل سنوات . سأحاول في هذا المقال أن أتجنب الأشياء التي سيذكرها الآخرون، ولن أقيّم شعر توفيق لأنني لست مؤهلآ لهذا. ولكن سأحاول أن أقدم بعض الصور التي لا تكون معروفة للآخرين. شعر توفيق عبارة عن باروميتر أو مرآة تأريخية، تسجل كل ما يحدث حوله. ولحسن الحظ يضع التأريخ في أغلب قصائده وربما هذا بسبب عمله الإداري والقضائي. وله مقدرة عجيبة علي تسخير الكلمات وتشكيلها ويكاد يكون كإبن الرومي لو أراد لجعل كل كلامه شعرآ. وهذا شيئ رائع بالنسبة لإنسان لا تعتبر العربية لغة أمه. فوالدته هي شريفة إبنة سليم بن عبد الله، وهي محسية لا تتكلم العربية بطلاقة. من نوادر توفيق أن أمه كانت في طريقها لزيارته في كسلا في الثلاثينيات ووالدته قد تخطت السبعين عامآ وقتها، وتعطل القطار في احدي المحطات فاتصل توفيق بناظر المحطة لمساعدة والدته فسأل ناظر المحطة محتارآ :"أمك دي أعرفها كيف يا توفيق؟" فقال توفيق بمرحه المعروف : " سهلة جدآ أمي علمية وعجمية" هذا إشارة لقامتها الفارعة وعدم تمكنها من العربية وهي تشبه حفيدتها وهي شاعرة وقد رثت عمها توفيق بقصيدة "قومية" . أمال علي صالح جبريل. لقد أعطانا توفيق 383 قصيدة منشورة في ديوانه من أربعة أجزاء (أفق وشفق) الذي حققه الدكتور محمد أبراهيم أبو سليم ومحمد صالح حسن كما أعطانا تأريخآ حافلآ بالنضال والوطنية. وكما قلت في مقالات سابقة فإن توفيق هو أبو الوطنية السودانية بلا منازع ولم نعطه نحن شيئآ سوي لوحة صدئة في جدار داره يغطي جزء منها الطلاء الأصفر "ساحة الشاعر توفيق صالح جبريل" حتي هذه اللوحة البائسة وجد أصدقاء ومحبي توفيق كثيرآ من العناء قبل تثبيتها. فالسلطة وتوفيق ضدان لا يلتقيان. قبل أسبوعين نجحت في إقناع لجنة الحي وبعض رجال أم درمان في إطلاق إسم توفيق علي الحديقة أمام داره، وعندما رفعت اللافتة "حديقة الشاعر توفيق صالح جبريل" أتي بعض الجزاريين من الحي وبعض البسطاء وهددوا بالموت وعظائم الأمور واستنكرو إطلاق إسم توفيق علي الحديقة وكانوا يقولون : "كيف تسموا الجنينة دي علي توفيق؟ وتوفيق ده منو؟ ونحن رجال الحي ده كيف تسموا الجنينة بإسم زول تاني؟ من الموكد أن هنالك من دفع بهؤلاء البسطاء. إن الغلطة في المقام الأول هي غلطتنا نحن المتعلمين فمن العادة أن نهمل عظمائنا. الإذاعة البريطانية قدمت توفيق إلي المستمعين قبل عدة شهور وتحدثت عن عظمته وشعره والمبادرة أتت من أحد العرب وأنجز البرنامج الأستاذ محمد خير البدوي الذي يخصه توفيق بأحدي قصائده. حتي الدكتور أبو سليم يعترف بأنه لم يتعرف توفيق إلا من خلال القصيدة التي غناها الكابلي "كسلا" وإذا كان هنالك من لا يزال يسأل عن من هو توفيق فتوفيق قد ولد في جزيرة مقاصر إقليم دنقلا في 29 سبتمبر 1897 وجده جبريل من الشلال بمصر وأصله كنزي وانتقل إلي السودان في أيام التركية. نشأ توفيق في منزل عرف بالسرايا أو قلعة صالح جبريل ولا يزال قائمآ وهو أول منزل في أم درمان يبني بالطوب الأحمر وعلي هذا الطراز، وقد أحضر الطوب من سنار بالمراكب والمنزل يقدر بآلاف الأمتار وأمامه دكاكين كانت مشهورة لإزدحامها بالبضائع وكل الخيرات عرفت بدكاكين صالح جبريل وأمام الدكاكين سبيل صالح جبريل بسقيفة جميلة وماء نمير لعابري السبيل. السقيفة قد إنهارت والجرار تعاني من الجفاف. ولم نستطع كعادتنا أن نحافظ علي ما تركه لنا الرجال. والأغنية يا بدور القلعة وجوهرها تشير للسرايا. الدهليز الذي إشتهر كمنتدي للأدباء والشعراء منفصل عن السرايا وبابه كان أعرق باب سنط في أم درمان وقد صنعه في أول المهدية "ود السني" وهو من أسرة مدني السني التي تنسب إليها عاصمة الجزيرة "ود مدني" .
باب الدهليز قد صار في خبر كان وكذلك الدهليز وأبدل بباب هزيل من الخشب المهترئ والمنطقة أمام الدهليز حيث كان يجلس أعظم الرجال صارت مبولة،تغطي بالقازورات إننا نتبول علي نصب تذكاري. إذآ ما العجب في أن حالنا هو حالنا؟؟! السرايا قد قسمت.فالحوش والصالون العتيق يستأجره بعض تجار السوق الذين يحضرون في الليل للنوم. ووسط السرايا وقبلها تستأجره أسرة.وانذوي أهل السرايا في هذا الزمن الجائر في جزء صغير من البيت. كانت هنالك خلوة ملحقة بالسرايا وفي هذه الخلوة تعلم توفيق وشقيقاه علي وأبراهيم وأختاه كلثوم وفاطمة. ثم تتلمذ علي يد أساتذة خصوصيين وتخرج في كلية غردون في سنة 1916 وعمل بالتدريس في الأبيض إلا أنه إستقال بسرعة قائلآ أنه لا يستحق شرف أن يكون معلمآ. بالرغم من هذه النشأة المترفة إلا أن توفيق كان متواضعآ وبسيطآ جدآ يحب كل الناس ويؤمن بالعدالة الإجتماعية ويدعو إليها ويدافع عن البسطاء والمسحوقين. وعرضه هذا لأن يكون حادثة شاذة. فهو الإداري الوحيد في السودان الذي عمل في الإدارة لأكثر من ثلاثين عامآ بدون أن يترقي ولم يساوم أبدآ وهو القائل :
سألاقي الموت صلبآ كالرماح تاركآ بعدي شيئآ لن يموت هو ماذا؟ إنه الحق الصراح
ويقول :
نزلاؤنا النبلاء الكرماء من أبناء جنس الصاعدون إلي العلا النابذون لكل رجس عمالنا الغبش الخفاف الخشن لم ألجأ لملس أنتم حياة الشعب حامو وحب الشعب قدسي ما بعتم يومآ ضمائركم بغال أو ببخس أو حمتموا حول "السرير" ولا تمسحتم بكرس
وكان ينشر الشعر مهاجمآ الإنجليز حتي حرف التاء. توفيق كان يصادق كل الناس من كل الأعمار لم يكن كالآخرين من جيله يبني الأسوار أمام من هو أصغر منه سنآ ومكانة. وكلما أتذكره أحس بيده تقبض علي عنقي ويشدني بقوة إلي صدره شاتمآ بمزاح. وعنما تهيئ إبنته مرقده علي المسطبة كان يفسح لي مكانآ عند قدميه ويتبسط معي، علي عكس أبراهيم بدري الذي لم يحدث أن أكلنا معه أو جلسنا أمامه. كطريقة ذلك الجيل
نواصل..
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أبو الوطنية الشاعر توفيق صالح جبريل. (Re: shawgi badri)
|
أبوأمدرمان العم شوقي واصل فنحن نتصنت بشغف سردك لجوانب مضيئة في حباة شاعر الوطنية أبوالوطنية توفيق صالح جبريل. سؤال ماهي علاقتكم بالأستاذ الإعلامي محمد خير بدوي والد المذيعة ومعدة البرامج زينب بدوي وهي إسم معروف في الإعلام البريطاني. وكذلك هل لنا بنفحات من "أفق وشفق"؟ نحن نتابع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أبو الوطنية الشاعر توفيق صالح جبريل. (Re: عبدالماجد فرح يوسف)
|
ود اخوى عبد الماجد لك التحيه وشكرا على المداخله . زينب محمد خير البدوى هى حفيده زينب بدرى وابنه ابن عمنا محمد خير البدوى ووالدتها اسيا محمد مالك . ومالك هو عم بابكر بدرى الذى علم بابكر بدرى التجاره وكان شريكه لفتره . ومحمد خير البدوى من اول المناضلين الاشتراكيين فى السودان وكان حاداً فى مواجهاته مع الانجليز وكما ظهر فى السجلات التى اطلقت قبل مده انه اعتدى على احد القضاة واصابه فى جرح فى اذنه ولقد حكم عليه بالسجن وهو مؤلف كتاب رائع اسمه بطولات سودانيه تطرق فيه لتاريخ الجيش السودانى . وكان رئيس تحرير جريده الحزب الجمهورى الاشتراكى الذى كان ابراهيم بدرى سكرتيره العام . ثم انضم الى الاذاعه البريطانيه فى الخمسينات ولا يذال يسكن لندن . التحيه ... شوقى ...
| |
|
|
|
|
|
|
|