دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
الانتهازية فى الصحافة السودانية - بقلم د. طارق الشيخ
|
الانتهازية في الصحافة السودانية د. طارق الشيخ قرأت قبل أيام على موقع ( سودانيز اون لاين ) في مايسمونه ( البوست ) لاحظ أن اللغة العربية لاتزال بعيدا خلف التكنولوجيا ومصطلحاتها حديثا وشدا وجذبا حول المرحوم الاستاذ حسن ساتي . ومن بين حنيا الجدل وجدت مقالا كتبه الصديق صديق محيسي وقرأته باهتمام لأنه على ما اعرف قريبا أكثر من غيره بالمرحوم . لكن لفت نظري تعبير مثير للجدل حول ( حسن ساتي نصف الصحافة .. ) . وهنا تشكلت أمامي صورة قديمة تجددت وتذكرت حينما قلت لصديق محيسي ذات يوم على خلفية مقالات كتنبها في صحيفة الفجر التي كان يصدرها مع الاستاذ يحي العوض هناك شخوص ومواقف كثيرة كان هو طرفا فيها وكنت متابعا لها . قال هذه اهمية ان يكتب الجميع وفق رؤاهم وتسجيلا لتاريخ هذه المهنة ودور الأفراد من صحفيين وغيرهم فيها . وقال أن هناك الكثير الذي ينبغي أن يكتب ويدون للتاريخ وللأجيال القادمة التي من حقنا عليهم أن نسجل لهم صفحات تاريخ الصحافة السودانية ... نواصل
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الانتهازية فى الصحافة السودانية - بقلم د. طارق الشيخ (Re: WadAker)
|
2 وأذكر انني قلت لأستاذنا الصحفي والعلامة الفارقة في مسار تاريخ الصحافة السودانية محجوب محمد صالح متى سنرى الجزء الثاني من كتابه القيم ( الصحافة السودانية في ربع قرن ) وكان ذلك عام 1980 تحديدا . فقال أنه كتاب جاهز منذ سنوات لكنه يفضل التأني في بعض المسائل ثم هناك المشاغل وما أكثرها في بلد مثل السودان . كان ذلك السؤال مبعثه اهتمامي بالطريقة والمنهج الذي سيعرض ويعالج به الاستاذ محجوب قضايا الصحافة السودانية تلك التي عاصرها وكان جزءا منها . وتمر السنوات ثم أجد نفسي أمام ذات النقطة واواجه ذات السؤال من ممثلي أجيال أحدث منا في عالم الصحافة السودانية ( لماذا لاتكتبوا لنا عن تلك الصحافة وأؤلئك الصحافيين في الحقبة المايوية حتى نستبين ؟ ) . سمعت هذا السؤال مجددا على خلفية ما أثاره ذلك ( البوست ) حول الاستاذ حسن ساتي . قلت أنني سوف أكتب وفي الواقع معظم مافعلته خلال تلك الفترة التي عملت فيها في بداية مشواري الصحفي بجريدة الصحافة ( نوفمبر 1976 – وحتى نوفمبر 1979 ) وحتى تركتها للدراسة الجامعية في كلية الصحافة بجامعة صوفيا جل مارصدته مكتوب ومسجل في أوراقي التي توزعت بفعل المنافي والقلق السياسي الذي وسم السودان ولايزال . وفي الواقع فإن الصحافة السودانية تعاني تماما كما يعاني الوطن نفسه . وهي مصابة بجملة امراض تماما كما هي الأحزاب السياسية والحياة الاجتماعية في السودان . ويصعب الفصل بين ماجرى ويجري للصحافة السودانية عما يجرى في البلاد بشكل عام إنه ترابط تنعكس في كل مفاصله أزمة الحكم في السودان وصعود وهبوط المسار السياسي . وكما عاشت الأحزاب مواقفها وتباينت مواقفها واختلفت رؤاها فقد عاشت الصحافة ذات المواقف صعودا وهبوطا . وكما كانت الأحزاب والقوى الاجتماعية متأرجحة في الولاء ومنقسمة إزاء الظواهر الاجتماعية والسياسية والاقتصادية كانت الصحافة . وكما كانت كثير من الشخصيات السياسية والاجتماعية السودانية سقيمة في رؤاها وفي تقييمها وانتهازية في مواقفها ومسطحة في أفكارها وتابعة منقادة وعميلة ومرتهنة للغريب فقد كانت الصحافة السودانية تعج بأمثال هؤلاء وأكثر من ذلك مليئة بالعملاء للأجهزة الأمنية وكثر الواشون في الصحافة السودانية وبدرجة محبطة . وكثيرة هي الاسماء التي دخلت الصحافة من بوابة الأجهزة الأمنية ولاتزال تعمل . ضمن هذا الإطار فإن وكثيرة هي الاسماء التي أصبحت الان في موقع الصدارة في نقابة الصحفيين التي لاتملك المسوغات لكي تنال شرف شغل هذه المواقع . بينهم من سخر صحيفته للأجهزة الأمنية وبينهم من حفى قدمه بحثا عن تمويل لصحيفته من هنا وهناك وبينهم أسماء كثيرة كانت موضع سخرية متداولة بين السفارات الأجنبية لشيوعهم بين السفارات الأجنبية في قوائم شهيرة من المتعاونين وللأسف من بينهم أسماء كبيرة في عالم الصحافة السودانية التي تجعل من بعضهم في حسبة نصف الصحافة . وبينهم أيضا شخصيات مشرفة ولذلك آثرت التواضع والبعد عن دوائر الضوء وعفت بيدها ولسانها وعملت في تجرد من أجل الصحافة وطالتها يد البطش الظالمة وخرجت من المسيرة الصحفية بأسباب متعلقة بحبها للوطن والمهنة وصفات الانسان السوداني من وضوح واستقامة . هؤلاء لم يعمروا كثيرا في مسيرة الصحافة وأبعدتهم الوشاية والكيد وانصاف المتعلمين الذين حفلت بهم الصحافة السودانية ، وأرغموا لأسباب عديدة للهجرة والبعد عن الوطن حيث برزوا في بلدان أخرى كصحفيين يعتد بهم . بالطبع الكتابة تحتاج الى أمانة ودقة وعدم اطلاق القول جزافا لكن في وسط ذلك الكم من الهوان الذي عاشه بعض أدعياء الصحافة تبدو الحقائق تجنيا لأن الكثير من الناس قد لايصدق تلك الحقائق . ... يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانتهازية فى الصحافة السودانية - بقلم د. طارق الشيخ (Re: WadAker)
|
هذا لن يحدث بصحيفة الأيام التي رئيس تحريرها (حسن ساتي) ..!! ولذلك فالمرحوم حسن ساتي وغيره كثر قد سقطوا في امتحان الصلابة والمواقف وأساءوا الاختيار وذهبوا ضمن زمرة الانتهازيين الذين كانت فترة الحكم المايوي أعظم فترات تجلياتهم في تاريخ السودان السياسي المعاصر بعضهم ولج الاتحاد الاشتراكي آخرون أختاروها وزارات ومناصب وبعضهم قادته الانتهازية وتركزه حول ذاته الى عالم الصحافة . وحينما نحكم على الصحافة في العهد المايوي فالشيء البارز والوحيد الذي يمكن قوله انها كانت صحافة ارتبطت بالأجهزة أمنية وحكومية وعبرت عنها ودارت عن سوءاتها وسياساتها وشخصياتها التي ولغت في الانحطاط والفساد وتخفى بعضها عن الأعين ثم ظهر محمولا بموجة الديمقراطية ويمارس دوره حتى اليوم مرة كسياسيين ومرات كخبراء . كانت صحافة سلطة ومخبرين ومتسلقين ساعين للشهرة . ولذا كانت الصحافة المايوية أحد المعاول الكبرى لدفن المآثر السودانية العظيمة لكل ماهو جميل في المجتمع السوداني وإحلال ثقافة الفساد الحكومي وتسلط الأجهزة الأمنية وغضت الطرف عن الحريات وخاصة الحريات الصحفية التي أصبحت أكبر الأمراض التي تعاني منها الصحافة السودانية . على أنني في هذا الجزء أتوقف عند موقفين أولهما يتعلق ببرنامج شهير عرفه الناس ولم أشاهده شخصيا لأنه كان وقتها فكرة متداولة وحينما اكتملت حلقاتها كنت قد سافرت لمواصلة تعليمي الجامعي . البرنامج هو برنامج الكرسي الساخن والذي أشهد انه فكرة وسيناريو كان من اوله الى آخره من اعداد مولانا دفع الله الحاج يوسف وكان وقتها يشغل منصبه كوزير للتربية والتعليم . ... يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانتهازية فى الصحافة السودانية - بقلم د. طارق الشيخ (Re: WadAker)
|
4 الكرسي الساخن : كثيرون لايعرفون الخفايا والأسرار التي أبرزت للوجدود ذلك البرنامج الشهير الذي برز من خلاله حسن ساتي وأحمد البلال الطيب ولايزال الى وقت قريب يقدمه من على شاشة التلفزيون السوداني . وقتها في الربع الأول من عام 1979 كان مولانا دفع الله الحاج يوسف وزيرا للتربية والتعليم . وكنت أقوم ببعض التغطيات الخاصة بوزارة التربية والتعليم ومنها كان مؤتمر وزراء التربية العرب والذي عقد في الخرطوم في ربيع عام 79 . وقد ربطتني علاقة مودة خاصة بدفع الله عن طريق صديقي العزيز مولانا ميرغني النصري عضو مجلس رأس الدولة ونقيب المحامين الأسبق أيام كانت نقابة المحامين تلعب دورها التاريخي في منافحة الطغمة المايوية . فقد التقيته أكثر من مرة في منزل النصري الذي تربطه به صلة قرب وفي اكثر من مناسبة . وفي أحدى تلك المرات عرفني بأنه يريد أن يطلعني على فكرة ما . وقتها كانت المصالحة الوطنية تدخل حيز التنفيذ واكنت رموزها يبحثون عن سبيل لاختبار السلطة ومصداقيتها في الحريات والشراكة السياسية . ولم يشأ أن يخبرني وقتها في حينه فقد كان منشغلا بمؤتمر وزراء التربية العرب . وفي اليوم الذي اختتم المؤتمر طلب مني أن أصطحبه داخل سيارته المرسيدس البيضاء الوزارية المعروفة آنذاك والتي جلبت خصيصا للرؤساء المشاركين في القمة الافريقية عام 1978 . وكان مصادفة أن ميرغني النصري يمتلك واحدة شبيهة لها وكان من حين لاخر إما أن يصطحبني بها الى منزله العامر أو يوصلني الى مقر جريدة الصحافة في شارع على عبداللطيف وسط الخرطوم الأمر الذي جعل المرحوم عم دفع الله الذي كان يعمل سائقا بالصحيفة و كنت اكن احترما كبيرا في أحد الأيام يقول لي مندهشا ( والله ياطارق بقيت راجل ماهين شنو حكاية الوزراء الذين يوصولوك لغاية باب الجريدة ) . قلت له هي عربية مولانا ميرغني النصري المحامي ولاعلاقة لي بناس العربات الحكومية . لكن في ذلك اليوم وكان الوقت بعد الثالثة عصرا يقلني السيد دفع الله الى قريب من مقر الصحيفة عند الناصية حيث كان مقر اتحاد أصحاب العمل . عندها فقط فاتحني بما يريد . حدثني ان الجو السياسي المتغير في السودان والتحولات السياسية والحريات التي لابد من اغتنامها . كنت استمع اليه وهو يشرح عن الجو العام في البلاد . وكان في ذهني أنه بصدد مفاتحتي بأمر سياسي وكنت دوما وخلال مناقشاتنا السابقة ونقاشه مع آخرين بمنزل ميرغني النصري أشعر بتعاطفه مع الحركة الاسلامية . وانتبهت وزاد تركيزي معه حينما قال أنت واحد من الصحفيين الذين يعتمد عليهم في الدفع بالحريات والتحول الذي ( نريد ترسيخه في البلاد ) . وهنا بلغ مقصده بأنه يفكر في برنامج يريد مني ان أفكر في تقديمه بتلفزيون السودان . وشرح لي أنه سيوفر الدعم وأن ( أشيل هم الموافقة ) مشيرا الى انه قد بحث الأمر مع الاستاذ علي شمو . وشرح البرنامج بأسمه ( الكرسي الساخن ) ويراد له ان يتطرق الى القضايا الساخنة سياسية أو اقتصادية الخ .. وكان يقول ( فكر في الموضوع لأنه يتعلق بمواجهة القوى التي تحارب تحارب الحرية والديمقراطية ) وكان واضحا أن المر يتعلق بالصراع الذي بدا واضحا بين تيارين داخل الاتحاد الاشتراكي أحدهم بقيادة التيار القوي في الاتحاد الاشتراكي بقيادة مجموعة أبوالقاسم محمد ابراهيم و آمال عباس وعبد الباسط سبدرات وغيرهم والتيار الاخر وتمثله مجموعة الأحزاب السياسية التي دخلت في هياكل الاتحاد الاشتراكي والحكومة عقب المصالحة الوطنية . وعلى كل وعدته بأنني سوف أدرس الموضوع وأوافيه برأي .
... يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانتهازية فى الصحافة السودانية - بقلم د. طارق الشيخ (Re: القلب النابض)
|
Quote: متى سنرى الجزء الثاني من كتابه القيم ( الصحافة السودانية في ربع قرن ) وكان ذلك عام 1980 تحديدا . فقال أنه كتاب جاهز منذ سنوات لكنه يفضل التأني في بعض المسائل ثم هناك المشاغل وما أكثرها في بلد مثل السودان . كان ذلك السؤال مبعثه اهتمامي بالطريقة والمنهج الذي سيعرض ويعالج به الاستاذ محجوب قضايا الصحافة السودانية تلك ااصرها وكان جزءا منها . |
ونزعم ان ذلك الكتاب لم ير النور بعد ما يقارب العقدين من الزمان ولم يخرج بعد وكيف اذن نتعرف على ماضى الصحافة وحاضرها ومستقبلها ان كان الكتاب الواحد يتخذ كل هذه السنوات مسارا
شكرا لك يا صاحب البوست وشكرا للزميل طارق الشيخ واصل كتابة يا صديقنا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانتهازية فى الصحافة السودانية - بقلم د. طارق الشيخ (Re: WadAker)
|
5 وأشهد أنني صرت أقلب الرأي في الأمر من زاوية الدوافع التي أملت عليه طرح هذه الفكرة علي التي نسيتها تماما في غمرة هدفي الكبير في تلك الأيام بحسم أمر الدراسة الجامعية في الخارج . على أنني فوجئت في ذات يوم بصديقي الزميل حسن أبو عرفات الذي أكن له تقديرا كبيرا وكنا نتزامل في كثير من الاحيان في التغطيات الصحفية وحتى مكابدة عناء المواصلات في العودة الى أمدرمان حيث كان حسن يسكن بالقرب من منزلنا في حي العباسية بأمدرمان ، فوجئت به وكعادته ( يفضفض ) معي حول نفس الفكرة . قلت على الفور إذن فتح معك الوزير الموضوع . قال أي موضوع . قلت له برنامج الكرسي الساخن . بل كان أبوعرفات متحمسا للفكرة خاصة وان صوته كان على عكس حالتي مجازا من قبل الإذاعة السودانية . تناقشنا في الأمر وقلت له أن الموضوع ليس فقط برنامج وإنما هو موضوع سياسي ويحتاج منك لدراسته جيدا وإن كنت أنا ميالا لعدم الموافقة . ثم فاتحني بعدها بأيام بأنه قد عدل عن قبول الفكرة وهذا ماكان بالفعل . وبعد سفري للدراسة صرت اتابع الاخبار التي يحملها القادمون من السودان ومنها ان هناك برنامجا يقدمه الاستاذان حسن ساتي واحمد البلال يحمل نفس الإسم والفكرة ( الكرسي الساخن ) . الأمر الاخر وهو موقف معبر ويعكس قدرا من الانتهازية التي كانت أمرا شائعا مدفوعا بالاغراءات التي كانت توفرها فرص المشاركة في النظام المايوي . وفي هذه أجزم بأن حسن ساتي لم يكن بحال نسيج وحده . كنا مجموعة من الصحفيين تحتفل بنتيجة رائعة واكتساح للقوى المناهضة للنظام المايوي في الصحافة السودانية انتخابات نقابة الصحفيين السودانيين التي جرت عام 1977 بعد معركة قوية مع مؤيدي وداعمي السلطة ، كان ذلك اللقاء في منزل الصديق العزيز عبدالواحد كمبال بالصحافة . مجموعة كبيرة ضمت من الاسماء التي أذكرها صديق محيسي ، والمرحوم محمود مدني ، ومحجوب الشعراني والذي كان تلك الأيام يعود للسودان بعد غيبة امتدت لسنوات ، وعلى يسن وكان وقتها رئيسا لقسم الاخبار في الأيام ، كنت أجلس الى جانب المرحوم حسن ساتي ومحجوب شعراني ومحمود مدني والفاتح المرضي وبحضور مراسلين لوكالة الأنباء العراقية خيون ومراسل وكالة الأنباء السورية خضور . وقتها كان هناك من يقوم بتجهيزات الجلسة فيما دخل محمود مدني وشعراني في جدال عن الوضع السياسي في السودان مستخدمين لغة خاصة بهما . وكنت أتابع وقد غلبني الضحك من المصطلحات المستخدمة من الصديقين ومن ذلك قول الشعراني متحدثا للمرحوم عبدالقادر حافظ ( عامللي أسد ) وهنا ينتفض المراسل السوري . ثم يمضيان في الحديث عن أسباب مقنعة ساقها الشعراني لرفضه عرضا من صديقه الاستاذ عوض احمد خليفة بالعمل في صحيفة ( نايل ميرور ) وكانت تصدر من الأيام بالانجليزية وقال الشعراني ( نعم غبت من السودان لسنوات لكنه لم يجد شيئا تغير مما قاله صديقه أبوآمنة حامد .. الجوعى في الشرق والعطشى في الغرب والعراة في الجنوب والحزانى في الشمال ..) واصل حديثه قائلا ( ليس هناك مايدعوه للكتابة عن مايو فلاتنمية حصلت ولايمكنه مجاراة النفاق المستشري ) . ضحكنا .. ثم فجاة قال مدني متحدثا للشعراني في شأن ما ليقول ( أعملك صدام حسين ) وهنا يقفز المراسل العراقي من مقعده ليستبين القصة . ويتولى الشرح محمود بنفسه (هذه لغة خاصة بيننا ) . ..يتبع..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانتهازية فى الصحافة السودانية - بقلم د. طارق الشيخ (Re: WadAker)
|
6 وفي غمرة الحديث عن مايمكن ان يتعرض له الصحفيين من ضغوط ومواصلة لما ذكره الشعراني قال حسن ساتي في تحد ( ينكسر قلمي ده لو أكتب عن مايو ) مهما حصل . لكن جاء وقت حدثت فيه الضغوط وكانت قوية ومتنوعة لحقت بالعديد من الصحفيين وكان واضحا منها أنها رسالة تهديد صريح . ومن هنا بدأت مرحلة استمرت في المواجهة بين الصحفيين الوطنيين الذين عارضوا بصورة او اخرى سياسات النظام المايوي في قوة واستقامة وبسببها فقد من فقد وظيفته وانقطع رزقه ، ومنهم من فضل الخروج من السودان تجاه دول الخليج والعمل بالصحافة الخليجية . ومن هؤلاء الذين طالهم الضغط كان المرحوم حسن ساتي . لم ارتبط حقيقة بعلاقة مباشرة معه لكن كان لنا أصدقاء مشتركين من الاصدقاء بوكالة السودان للأنباء ومنهم صديق محيسي ومحود مدني والمرضي . لقد تبدل الحال في الأيام وصحونا ذات يوم على خبر مثير بتعيين حسن ساتي نائبا لرئيس التحرير حينما شغر موقع رئاسة التحرير بعد إقالة ابراهيم عبدالقيوم . وكانت الخبر صادما لعدد من اصدقائه لأنهم أحسوا وقتها بأن شيئا ما قد جرى وان هذا التعيين المفاجيء يحمل مدلولات عديدة أقلها ان حسن ساتي قد أرغم لسبب ما على الدخول في مساومة . وأن هذا الخيار لم يكن واردا عنده وإن أراد من قبل لفعل تؤهله لذلك قدراته الشخصية كصحفي . ومن ذلك التاريخ بدأت مسيرة جديدة تماما في مسيرة حسن ساتي الصحفية وتحولات أهمها التضخم في الذات الذي لم يكن ينقصه أصلا .. ثم إنكفاءته عن حلقة الاصدقاء القريبين منه والذين أدهشهم التحول الجديد . ثم تقمص حسن الدور الجديد والذي بنى عليه حياته التالية بكاملها . ويبدو ان الأمر لم يأخذ معه الكثير لكي يبدل جلده من منافح مكافح ضد نظام مايو الى أحد اهم الصحفيين في العصر المايوي بكل مابه من سوءات الصحافة والتي شهدت صحافة مختلفة تزيد من عدائها للمناوئين للنظام وتعبيء الشرع ضدهم وتهاجم باسم النظام كل معارضيه وبغلظة تباري بها جريدة الصحافة التي ارتاح فيها رئيس تحريرها فضل الله محمد فقد أراحه شخصين من عبء منافحة النقابات التي اشتد عودها ومعارضة النظام التي باتت تمشي بين الناس كما لم يحدث من قبل . كفاه شر الكتابة بنفسه مجموعة من الاشخاص أهمهم المرحومين جمال عبدالملك بن خلدون وشريف طمبل الذي دهشت شخصيا من التحول الذي طرأ على شخصه فقد عاد للصحافة مرفوع الرأس كأحد الذين أبعدتهم مايو لمواقفه منها ثم عاد ليكتب بعض اسوأ الافتتاحيات التي كتبت في ذلك العصر المايوي . كنت معجبا بمواقفه المهنية ومواقفه المبدأية لكنني لم أفهم التحول الذي طرأ عليه وأسبابه وخاصة بعد المرحلة التي غادرت فيها السودان للدراسة وظللت أتابع فيها مايدور في الصحافة بالخرطوم . ... يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانتهازية فى الصحافة السودانية - بقلم د. طارق الشيخ (Re: WadAker)
|
7 ثم جاءت لحظة دشنت معالم كاملة في شخصية حسن ساتي بعد طول صمت فبإستثناء اسمه الذي كان يصدر كل يوم على ترويسة الأيام لم يكتب مايكشف عن طبيعة التحول الكبير في شخصيته . لقد تم اختياره بعناية لمرافقة ( الرئيس القائد جعفر نميري ) في رحلته الكارثية التي بدأت بزيارة سرية خاصة قام بها وحده من باريس الى بروكسل للاعتذار شخصيا لشركة لونرو التي شيدت مصنع سكر عسلاية . كان ذلك أحد مطالب الشركة لتسوية الخلاف الذي نشب مع حكومة السودان بشأن مستحقاتها في المصنع والذي هددت بموجبه بمقاضاة حكومة السودان في لاهاي . وهذه قصة لاتعنينا هنا كثيرا . المهم ان اختياره لهذه الرحلة التاريخية لواشنطن كان محسوبا وهي الرحلة التي كان لها مابعدها من تأثيرات عميقة على السياسة السودانية وخاصة لناحية تمدد العلاقة السياسية والاقتصادية والأمنية بين السودان والحكومة الأمريكية من جهة وشركة شيفرون التي سبقت الزيارة بالاعلان عن كشوفاتها النفطية الكبرى في السودان ، ثم دخول عدد من الشركات الكبرى في أمريكا وكندا عبر قنوات مريبة للقيام بالتنقيب عن اليورانيوم في جبال النوبة . الغريب أن هذه الرحلة التي حرص من دفعوا بحسن ساتي لهذه الرحلة التاريخية هم أنفسهم من ثابروا على استبعاد مدير إدارة الأمريكتين في وزارة الخارجية السودانية آنذاك المرحوم كمال مصطفى المكي الذي ربطتني به علاقة وثيقة في تلك الفترة . وقد سجل الرجل وبدقة كل ماجرى في تلك الرحلة وبتفاصيلها من مكاتبات تابعتها معه كما تابعت معه الاشخاص الذين تم احلالهم مكانه ومن بينهم شخصيات لاعلاقة لهم بالدبلوماسية منهم ( الدكتور م . ح ) الذي حامت حوله شبهات كبيرة ورشحته جهات خارجية بل و فرضته على حكومة نميري حتى رحيلها عقب الانتفاضة ، ثم بزغ نجمه مجددا عقب الانتفاضة كمرشح في أحد أكبر الاحزاب السودانية كمرشح بدوائر الخريجين . أعود وأقول كانت تلك الرحلة الاختبار الحقيقي الأول لحسن الاخر ( حسن ذاتي ) كما بات يروج في الأوساط الصحفية . وكانت الدهشة كبيرة من مستوى الجرأة بل والوقاحة التي جعلته يكتب مقالا شهيرا قال فيه ( حينما أصبحت المسافة بيني وبين النميري – على متن الطائرة التي أقلته الى أمريكا – اكتشفت أن نميري شخصا آخر غير ذلك الذي حدثوني عنه وعرفته ) . ثم كال ماكال من مديح لنميري في ذلك المقال وزادت جرعات التزمير للنظام المايوي . والثابت أن قلمه لم ينكسر كما وعد يومها فأصبح أبرز الوجوه المايوية الصحفية . ونال المكافأة على ذلك وعين رئيسا لتحرير صحيفة الأيام ثم رئيسا لمجلس إدارتها . ... يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانتهازية فى الصحافة السودانية - بقلم د. طارق الشيخ (Re: WadAker)
|
8 الختام على أن الأمر لم يخرج عندي عن كونه حسبة بسيطة تحتاج الى قدر هائل من الانتهازية والجرأة على مد اللسان طويلا للشعب السوداني . جراة قوامها معادلة بسيطة اؤكد ان حسن ساتي لم يكن نسيج وحده فيها ( أفعل ماتراه مفيد لمصلحتك الشخصية والشعب الطيب لايملك الا ان يصفح عنك بعد تحقيق المرام ) . في القوات المسلحة وقتها كان هناك شعارا مماثل لهذا بل ورائج ( رتبة العقيد ثم الخليج ) . هذه واحدة من تفاصيل حكاياتي ومشاهداتي في دروب الصحافة السودانية في واحدة من أهم منعطفاتها التي كرست لممارسات مهدت الأرض لصحافة خانعة ماتزال تبحث عن حرية ضائعة في العهد الذي يفوق العهد المايوي في كل شيء ونتائجه بادية للعيان . والغريب أن اللاعبين السياسيين في العصر الانقاذي هم أنفسهم مع تبدل الأوضاع والغريب أن كل القيادات الصحفية في الحقبة المايوية عادت الى الواجهة بمسميات تقتضيها طبيعة المرحلة دون يبدل في الرسالة وفي استغباء الشعب الطيب ولكن في حالة فوضى عارمة وفساد قادر على خلط الأدوار وتمويهها وإن ظل الجوهر هو هو . - * دكتور طارق الشيخ... دكتوراة فى الصحافة/ اكاديمية العلوم البلغارية 1994 عمل فى مجال الصحافة منذ العام 1979 موسس قسم الاعلام بكلية الخرطوم التطبيقية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانتهازية فى الصحافة السودانية - بقلم د. طارق الشيخ (Re: مدثر محمد عمر)
|
Quote: تعرف يا أستاذ... اهم حاجه الزول ما يخون ذاكرتو... النسيات عمرو ما كان فضيله لمن يتعلق الامر بمصائر الشعوب وتاريخها... ارجو انك تواصل لانو مقالك مهم جدا.... لسه في حاجت كتيره ممكن يقولوها الناس!!!
|
سلامات يا/مدثر
الأستاذ الذي تدعوه لمواصلة مقاله لن يعودللمواصلة بعد أن شهد عليه شاهد من (أصحابه)
إقرأ شهادة الأستاذ/ أبوعرفات .. أدناه ..
غير ذلك ماجاء بمداخلتكهو الحق بعينه ..
محبتي ..
________________________ وعليك الله تحياتي لي عبدالخالق ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانتهازية فى الصحافة السودانية - بقلم د. طارق الشيخ (Re: WadAker)
|
من طرائف الصحافة المايوية
في ساعة متأخرة من الليل أكتشف محرر السهرة والمصمم أن كلمة الجريدة غير موجودة
بعد بحث ومحاولات توصل أحدهما لحل المشكلة بأن أحضر عددا قديما من نفس الجريدة صدر قبل عدة أشهر وقص الكلمة التي صدرته وقاما بلصقها ككلمة للعدد الجديد
وحتى اليوم لم يكتشف رئيس التحرير ولا رئيس البلد وما بينهما
أن الكلمة معادة recycled
وكله من نوع :" في هذا المنعظف التاريخي الذي يواجه الثورة ...."
مع التحيات للعزيز طارق
الباقر موسى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانتهازية فى الصحافة السودانية - بقلم د. طارق الشيخ (Re: WadAker)
|
Quote: تعرف يا أستاذ... اهم حاجه الزول ما يخون ذاكرتو... النسيات عمرو ما كان فضيله لمن يتعلق الامر بمصائر الشعوب وتاريخها... ارجو انك تواصل لانو مقالك مهم جدا.... لسه في حاجت كتيره ممكن يقولوها الناس!!! |
مدثر عمر لك الشكر نيابة عن الاخ طارق .. وحتى مانخون او تخونا زاكرتنا .. ادناه ما كتبه الاستاذ طارق كاملا..
الانتهازية في الصحافة السودانية د. طارق الشيخ قرأت قبل أيام على موقع ( سودانيز اون لاين ) في مايسمونه ( البوست ) لاحظ أن اللغة العربية لاتزال بعيدا خلف التكنولوجيا ومصطلحاتها حديثا وشدا وجذبا حول المرحوم الاستاذ حسن ساتي . ومن بين حنيا الجدل وجدت مقالا كتبه الصديق صديق محيسي وقرأته باهتمام لأنه على ما اعرف قريبا أكثر من غيره بالمرحوم . لكن لفت نظري تعبير مثير للجدل حول ( حسن ساتي نصف الصحافة .. ) . وهنا تشكلت أمامي صورة قديمة تجددت وتذكرت حينما قلت لصديق محيسي ذات يوم على خلفية مقالات كتنبها في صحيفة الفجر التي كان يصدرها مع الاستاذ يحي العوض هناك شخوص ومواقف كثيرة كان هو طرفا فيها وكنت متابعا لها . قال هذه اهمية ان يكتب الجميع وفق رؤاهم وتسجيلا لتاريخ هذه المهنة ودور الأفراد من صحفيين وغيرهم فيها . وقال أن هناك الكثير الذي ينبغي أن يكتب ويدون للتاريخ وللأجيال القادمة التي من حقنا عليهم أن نسجل لهم صفحات تاريخ الصحافة السودانية . وأذكر انني قلت لأستاذنا الصحفي والعلامة الفارقة في مسار تاريخ الصحافة السودانية محجوب محمد صالح متى سنرى الجزء الثاني من كتابه القيم ( الصحافة السودانية في ربع قرن ) وكان ذلك عام 1980 تحديدا . فقال أنه كتاب جاهز منذ سنوات لكنه يفضل التأني في بعض المسائل ثم هناك المشاغل وما أكثرها في بلد مثل السودان . كان ذلك السؤال مبعثه اهتمامي بالطريقة والمنهج الذي سيعرض ويعالج به الاستاذ محجوب قضايا الصحافة السودانية تلك التي عاصرها وكان جزءا منها . وتمر السنوات ثم أجد نفسي أمام ذات النقطة واواجه ذات السؤال من ممثلي أجيال أحدث منا في عالم الصحافة السودانية ( لماذا لاتكتبوا لنا عن تلك الصحافة وأؤلئك الصحافيين في الحقبة المايوية حتى نستبين ؟ ) . سمعت هذا السؤال مجددا على خلفية ما أثاره ذلك ( البوست ) حول الاستاذ حسن ساتي . قلت أنني سوف أكتب وفي الواقع معظم مافعلته خلال تلك الفترة التي عملت فيها في بداية مشواري الصحفي بجريدة الصحافة ( نوفمبر 1976 – وحتى نوفمبر 1979 ) وحتى تركتها للدراسة الجامعية في كلية الصحافة بجامعة صوفيا جل مارصدته مكتوب ومسجل في أوراقي التي توزعت بفعل المنافي والقلق السياسي الذي وسم السودان ولايزال . وفي الواقع فإن الصحافة السودانية تعاني تماما كما يعاني الوطن نفسه . وهي مصابة بجملة امراض تماما كما هي الأحزاب السياسية والحياة الاجتماعية في السودان . ويصعب الفصل بين ماجرى ويجري للصحافة السودانية عما يجرى في البلاد بشكل عام إنه ترابط تنعكس في كل مفاصله أزمة الحكم في السودان وصعود وهبوط المسار السياسي . وكما عاشت الأحزاب مواقفها وتباينت مواقفها واختلفت رؤاها فقد عاشت الصحافة ذات المواقف صعودا وهبوطا . وكما كانت الأحزاب والقوى الاجتماعية متأرجحة في الولاء ومنقسمة إزاء الظواهر الاجتماعية والسياسية والاقتصادية كانت الصحافة . وكما كانت كثير من الشخصيات السياسية والاجتماعية السودانية سقيمة في رؤاها وفي تقييمها وانتهازية في مواقفها ومسطحة في أفكارها وتابعة منقادة وعميلة ومرتهنة للغريب فقد كانت الصحافة السودانية تعج بأمثال هؤلاء وأكثر من ذلك مليئة بالعملاء للأجهزة الأمنية وكثر الواشون في الصحافة السودانية وبدرجة محبطة . وكثيرة هي الاسماء التي دخلت الصحافة من بوابة الأجهزة الأمنية ولاتزال تعمل . ضمن هذا الإطار فإن وكثيرة هي الاسماء التي أصبحت الان في موقع الصدارة في نقابة الصحفيين التي لاتملك المسوغات لكي تنال شرف شغل هذه المواقع . بينهم من سخر صحيفته للأجهزة الأمنية وبينهم من حفى قدمه بحثا عن تمويل لصحيفته من هنا وهناك وبينهم أسماء كثيرة كانت موضع سخرية متداولة بين السفارات الأجنبية لشيوعهم بين السفارات الأجنبية في قوائم شهيرة من المتعاونين وللأسف من بينهم أسماء كبيرة في عالم الصحافة السودانية التي تجعل من بعضهم في حسبة نصف الصحافة . وبينهم أيضا شخصيات مشرفة ولذلك آثرت التواضع والبعد عن دوائر الضوء وعفت بيدها ولسانها وعملت في تجرد من أجل الصحافة وطالتها يد البطش الظالمة وخرجت من المسيرة الصحفية بأسباب متعلقة بحبها للوطن والمهنة وصفات الانسان السوداني من وضوح واستقامة . هؤلاء لم يعمروا كثيرا في مسيرة الصحافة وأبعدتهم الوشاية والكيد وانصاف المتعلمين الذين حفلت بهم الصحافة السودانية ، وأرغموا لأسباب عديدة للهجرة والبعد عن الوطن حيث برزوا في بلدان أخرى كصحفيين يعتد بهم . بالطبع الكتابة تحتاج الى أمانة ودقة وعدم اطلاق القول جزافا لكن في وسط ذلك الكم من الهوان الذي عاشه بعض أدعياء الصحافة تبدو الحقائق تجنيا لأن الكثير من الناس قد لايصدق تلك الحقائق . ولذلك فالمرحوم حسن ساتي وغيره كثر قد سقطوا في امتحان الصلابة والمواقف وأساءوا الاختيار وذهبوا ضمن زمرة الانتهازيين الذين كانت فترة الحكم المايوي أعظم فترات تجلياتهم في تاريخ السودان السياسي المعاصر بعضهم ولج الاتحاد الاشتراكي آخرون أختاروها وزارات ومناصب وبعضهم قادته الانتهازية وتركزه حول ذاته الى عالم الصحافة . وحينما نحكم على الصحافة في العهد المايوي فالشيء البارز والوحيد الذي يمكن قوله انها كانت صحافة ارتبطت بالأجهزة أمنية وحكومية وعبرت عنها ودارت عن سوءاتها وسياساتها وشخصياتها التي ولغت في الانحطاط والفساد وتخفى بعضها عن الأعين ثم ظهر محمولا بموجة الديمقراطية ويمارس دوره حتى اليوم مرة كسياسيين ومرات كخبراء . كانت صحافة سلطة ومخبرين ومتسلقين ساعين للشهرة . ولذا كانت الصحافة المايوية أحد المعاول الكبرى لدفن المآثر السودانية العظيمة لكل ماهو جميل في المجتمع السوداني وإحلال ثقافة الفساد الحكومي وتسلط الأجهزة الأمنية وغضت الطرف عن الحريات وخاصة الحريات الصحفية التي أصبحت أكبر الأمراض التي تعاني منها الصحافة السودانية . على أنني في هذا الجزء أتوقف عند موقفين أولهما يتعلق ببرنامج شهير عرفه الناس ولم أشاهده شخصيا لأنه كان وقتها فكرة متداولة وحينما اكتملت حلقاتها كنت قد سافرت لمواصلة تعليمي الجامعي . البرنامج هو برنامج الكرسي الساخن والذي أشهد انه فكرة وسيناريو كان من اوله الى آخره من اعداد مولانا دفع الله الحاج يوسف وكان وقتها يشغل منصبه كوزير للتربية والتعليم . الكرسي الساخن : كثيرون لايعرفون الخفايا والأسرار التي أبرزت للوجدود ذلك البرنامج الشهير الذي برز من خلاله حسن ساتي وأحمد البلال الطيب ولايزال الى وقت قريب يقدمه من على شاشة التلفزيون السوداني . وقتها في الربع الأول من عام 1979 كان مولانا دفع الله الحاج يوسف وزيرا للتربية والتعليم . وكنت أقوم ببعض التغطيات الخاصة بوزارة التربية والتعليم ومنها كان مؤتمر وزراء التربية العرب والذي عقد في الخرطوم في ربيع عام 79 . وقد ربطتني علاقة مودة خاصة بدفع الله عن طريق صديقي العزيز مولانا ميرغني النصري عضو مجلس رأس الدولة ونقيب المحامين الأسبق أيام كانت نقابة المحامين تلعب دورها التاريخي في منافحة الطغمة المايوية . فقد التقيته أكثر من مرة في منزل النصري الذي تربطه به صلة قرب وفي اكثر من مناسبة . وفي أحدى تلك المرات عرفني بأنه يريد أن يطلعني على فكرة ما . وقتها كانت المصالحة الوطنية تدخل حيز التنفيذ واكنت رموزها يبحثون عن سبيل لاختبار السلطة ومصداقيتها في الحريات والشراكة السياسية . ولم يشأ أن يخبرني وقتها في حينه فقد كان منشغلا بمؤتمر وزراء التربية العرب . وفي اليوم الذي اختتم المؤتمر طلب مني أن أصطحبه داخل سيارته المرسيدس البيضاء الوزارية المعروفة آنذاك والتي جلبت خصيصا للرؤساء المشاركين في القمة الافريقية عام 1978 . وكان مصادفة أن ميرغني النصري يمتلك واحدة شبيهة لها وكان من حين لاخر إما أن يصطحبني بها الى منزله العامر أو يوصلني الى مقر جريدة الصحافة في شارع على عبداللطيف وسط الخرطوم الأمر الذي جعل المرحوم عم دفع الله الذي كان يعمل سائقا بالصحيفة و كنت اكن احترما كبيرا في أحد الأيام يقول لي مندهشا ( والله ياطارق بقيت راجل ماهين شنو حكاية الوزراء الذين يوصولوك لغاية باب الجريدة ) . قلت له هي عربية مولانا ميرغني النصري المحامي ولاعلاقة لي بناس العربات الحكومية . لكن في ذلك اليوم وكان الوقت بعد الثالثة عصرا يقلني السيد دفع الله الى قريب من مقر الصحيفة عند الناصية حيث كان مقر اتحاد أصحاب العمل . عندها فقط فاتحني بما يريد . حدثني ان الجو السياسي المتغير في السودان والتحولات السياسية والحريات التي لابد من اغتنامها . كنت استمع اليه وهو يشرح عن الجو العام في البلاد . وكان في ذهني أنه بصدد مفاتحتي بأمر سياسي وكنت دوما وخلال مناقشاتنا السابقة ونقاشه مع آخرين بمنزل ميرغني النصري أشعر بتعاطفه مع الحركة الاسلامية . وانتبهت وزاد تركيزي معه حينما قال أنت واحد من الصحفيين الذين يعتمد عليهم في الدفع بالحريات والتحول الذي ( نريد ترسيخه في البلاد ) . وهنا بلغ مقصده بأنه يفكر في برنامج يريد مني ان أفكر في تقديمه بتلفزيون السودان . وشرح لي أنه سيوفر الدعم وأن ( أشيل هم الموافقة ) مشيرا الى انه قد بحث الأمر مع الاستاذ علي شمو . وشرح البرنامج بأسمه ( الكرسي الساخن ) ويراد له ان يتطرق الى القضايا الساخنة سياسية أو اقتصادية الخ .. وكان يقول ( فكر في الموضوع لأنه يتعلق بمواجهة القوى التي تحارب تحارب الحرية والديمقراطية ) وكان واضحا أن المر يتعلق بالصراع الذي بدا واضحا بين تيارين داخل الاتحاد الاشتراكي أحدهم بقيادة التيار القوي في الاتحاد الاشتراكي بقيادة مجموعة أبوالقاسم محمد ابراهيم و آمال عباس وعبد الباسط سبدرات وغيرهم والتيار الاخر وتمثله مجموعة الأحزاب السياسية التي دخلت في هياكل الاتحاد الاشتراكي والحكومة عقب المصالحة الوطنية . وعلى كل وعدته بأنني سوف أدرس الموضوع وأوافيه برأي . وأشهد أنني صرت أقلب الرأي في الأمر من زاوية الدوافع التي أملت عليه طرح هذه الفكرة علي التي نسيتها تماما في غمرة هدفي الكبير في تلك الأيام بحسم أمر الدراسة الجامعية في الخارج . على أنني فوجئت في ذات يوم بصديقي الزميل حسن أبو عرفات الذي أكن له تقديرا كبيرا وكنا نتزامل في كثير من الاحيان في التغطيات الصحفية وحتى مكابدة عناء المواصلات في العودة الى أمدرمان حيث كان حسن يسكن بالقرب من منزلنا في حي العباسية بأمدرمان ، فوجئت به وكعادته ( يفضفض ) معي حول نفس الفكرة . قلت على الفور إذن فتح معك الوزير الموضوع . قال أي موضوع . قلت له برنامج الكرسي الساخن . بل كان أبوعرفات متحمسا للفكرة خاصة وان صوته كان على عكس حالتي مجازا من قبل الإذاعة السودانية . تناقشنا في الأمر وقلت له أن الموضوع ليس فقط برنامج وإنما هو موضوع سياسي ويحتاج منك لدراسته جيدا وإن كنت أنا ميالا لعدم الموافقة . ثم فاتحني بعدها بأيام بأنه قد عدل عن قبول الفكرة وهذا ماكان بالفعل . وبعد سفري للدراسة صرت اتابع الاخبار التي يحملها القادمون من السودان ومنها ان هناك برنامجا يقدمه الاستاذان حسن ساتي واحمد البلال يحمل نفس الإسم والفكرة ( الكرسي الساخن) . الأمر الاخر وهو موقف معبر ويعكس قدرا من الانتهازية التي كانت أمرا شائعا مدفوعا بالاغراءات التي كانت توفرها فرص المشاركة في النظام المايوي . وفي هذه أجزم بأن حسن ساتي لم يكن بحال نسيج وحده . كنا مجموعة من الصحفيين تحتفل بنتيجة رائعة واكتساح للقوى المناهضة للنظام المايوي في الصحافة السودانية انتخابات نقابة الصحفيين السودانيين التي جرت عام 1977 بعد معركة قوية مع مؤيدي وداعمي السلطة ، كان ذلك اللقاء في منزل الصديق العزيز عبدالواحد كمبال بالصحافة . مجموعة كبيرة ضمت من الاسماء التي أذكرها صديق محيسي ، والمرحوم محمود مدني ، ومحجوب الشعراني والذي كان تلك الأيام يعود للسودان بعد غيبة امتدت لسنوات ، وعلى يسن وكان وقتها رئيسا لقسم الاخبار في الأيام ، كنت أجلس الى جانب المرحوم حسن ساتي ومحجوب شعراني ومحمود مدني والفاتح المرضي وبحضور مراسلين لوكالة الأنباء العراقية خيون ومراسل وكالة الأنباء السورية خضور . وقتها كان هناك من يقوم بتجهيزات الجلسة فيما دخل محمود مدني وشعراني في جدال عن الوضع السياسي في السودان مستخدمين لغة خاصة بهما . وكنت أتابع وقد غلبني الضحك من المصطلحات المستخدمة من الصديقين ومن ذلك قول الشعراني متحدثا للمرحوم عبدالقادر حافظ ( عامللي أسد ) وهنا ينتفض المراسل السوري . ثم يمضيان في الحديث عن أسباب مقنعة ساقها الشعراني لرفضه عرضا من صديقه الاستاذ عوض احمد خليفة بالعمل في صحيفة ( نايل ميرور ) وكانت تصدر من الأيام بالانجليزية وقال الشعراني ( نعم غبت من السودان لسنوات لكنه لم يجد شيئا تغير مما قاله صديقه أبوآمنة حامد .. الجوعى في الشرق والعطشى في الغرب والعراة في الجنوب والحزانى في الشمال ..) واصل حديثه قائلا ( ليس هناك مايدعوه للكتابة عن مايو فلاتنمية حصلت ولايمكنه مجاراة النفاق المستشري ) . ضحكنا .. ثم فجاة قال مدني متحدثا للشعراني في شأن ما ليقول ( أعملك صدام حسين ) وهنا يقفز المراسل العراقي من مقعده ليستبين القصة . ويتولى الشرح محمود بنفسه (هذه لغة خاصة بيننا ) . وفي غمرة الحديث عن مايمكن ان يتعرض له الصحفيين من ضغوط ومواصلة لما ذكره الشعراني قال حسن ساتي في تحد ( ينكسر قلمي ده لو أكتب عن مايو ) مهما حصل . لكن جاء وقت حدثت فيه الضغوط وكانت قوية ومتنوعة لحقت بالعديد من الصحفيين وكان واضحا منها أنها رسالة تهديد صريح . ومن هنا بدأت مرحلة استمرت في المواجهة بين الصحفيين الوطنيين الذين عارضوا بصورة او اخرى سياسات النظام المايوي في قوة واستقامة وبسببها فقد من فقد وظيفته وانقطع رزقه ، ومنهم من فضل الخروج من السودان تجاه دول الخليج والعمل بالصحافة الخليجية . ومن هؤلاء الذين طالهم الضغط كان المرحوم حسن ساتي . لم ارتبط حقيقة بعلاقة مباشرة معه لكن كان لنا أصدقاء مشتركين من الاصدقاء بوكالة السودان للأنباء ومنهم صديق محيسي ومحود مدني والمرضي . لقد تبدل الحال في الأيام وصحونا ذات يوم على خبر مثير بتعيين حسن ساتي نائبا لرئيس التحرير حينما شغر موقع رئاسة التحرير بعد إقالة ابراهيم عبدالقيوم . وكانت الخبر صادما لعدد من اصدقائه لأنهم أحسوا وقتها بأن شيئا ما قد جرى وان هذا التعيين المفاجيء يحمل مدلولات عديدة أقلها ان حسن ساتي قد أرغم لسبب ما على الدخول في مساومة . وأن هذا الخيار لم يكن واردا عنده وإن أراد من قبل لفعل تؤهله لذلك قدراته الشخصية كصحفي . ومن ذلك التاريخ بدأت مسيرة جديدة تماما في مسيرة حسن ساتي الصحفية وتحولات أهمها التضخم في الذات الذي لم يكن ينقصه أصلا .. ثم إنكفاءته عن حلقة الاصدقاء القريبين منه والذين أدهشهم التحول الجديد . ثم تقمص حسن الدور الجديد والذي بنى عليه حياته التالية بكاملها . ويبدو ان الأمر لم يأخذ معه الكثير لكي يبدل جلده من منافح مكافح ضد نظام مايو الى أحد اهم الصحفيين في العصر المايوي بكل مابه من سوءات الصحافة والتي شهدت صحافة مختلفة تزيد من عدائها للمناوئين للنظام وتعبيء الشرع ضدهم وتهاجم باسم النظام كل معارضيه وبغلظة تباري بها جريدة الصحافة التي ارتاح فيها رئيس تحريرها فضل الله محمد فقد أراحه شخصين من عبء منافحة النقابات التي اشتد عودها ومعارضة النظام التي باتت تمشي بين الناس كما لم يحدث من قبل . كفاه شر الكتابة بنفسه مجموعة من الاشخاص أهمهم المرحومين جمال عبدالملك بن خلدون وشريف طمبل الذي دهشت شخصيا من التحول الذي طرأ على شخصه فقد عاد للصحافة مرفوع الرأس كأحد الذين أبعدتهم مايو لمواقفه منها ثم عاد ليكتب بعض اسوأ الافتتاحيات التي كتبت في ذلك العصر المايوي . كنت معجبا بمواقفه المهنية ومواقفه المبدأية لكنني لم أفهم التحول الذي طرأ عليه وأسبابه وخاصة بعد المرحلة التي غادرت فيها السودان للدراسة وظللت أتابع فيها مايدور في الصحافة بالخرطوم . ثم جاءت لحظة دشنت معالم كاملة في شخصية حسن ساتي بعد طول صمت فبإستثناء اسمه الذي كان يصدر كل يوم على ترويسة الأيام لم يكتب مايكشف عن طبيعة التحول الكبير في شخصيته . لقد تم اختياره بعناية لمرافقة ( الرئيس القائد جعفر نميري ) في رحلته الكارثية التي بدأت بزيارة سرية خاصة قام بها وحده من باريس الى بروكسل للاعتذار شخصيا لشركة لونرو التي شيدت مصنع سكر عسلاية . كان ذلك أحد مطالب الشركة لتسوية الخلاف الذي نشب مع حكومة السودان بشأن مستحقاتها في المصنع والذي هددت بموجبه بمقاضاة حكومة السودان في لاهاي . وهذه قصة لاتعنينا هنا كثيرا . المهم ان اختياره لهذه الرحلة التاريخية لواشنطن كان محسوبا وهي الرحلة التي كان لها مابعدها من تأثيرات عميقة على السياسة السودانية وخاصة لناحية تمدد العلاقة السياسية والاقتصادية والأمنية بين السودان والحكومة الأمريكية من جهة وشركة شيفرون التي سبقت الزيارة بالاعلان عن كشوفاتها النفطية الكبرى في السودان ، ثم دخول عدد من الشركات الكبرى في أمريكا وكندا عبر قنوات مريبة للقيام بالتنقيب عن اليورانيوم في جبال النوبة . الغريب أن هذه الرحلة التي حرص من دفعوا بحسن ساتي لهذه الرحلة التاريخية هم أنفسهم من ثابروا على استبعاد مدير إدارة الأمريكتين في وزارة الخارجية السودانية آنذاك المرحوم كمال مصطفى المكي الذي ربطتني به علاقة وثيقة في تلك الفترة . وقد سجل الرجل وبدقة كل ماجرى في تلك الرحلة وبتفاصيلها من مكاتبات تابعتها معه كما تابعت معه الاشخاص الذين تم احلالهم مكانه ومن بينهم شخصيات لاعلاقة لهم بالدبلوماسية منهم ( الدكتور م . ح ) الذي حامت حوله شبهات كبيرة ورشحته جهات خارجية بل و فرضته على حكومة نميري حتى رحيلها عقب الانتفاضة ، ثم بزغ نجمه مجددا عقب الانتفاضة كمرشح في أحد أكبر الاحزاب السودانية كمرشح بدوائر الخريجين . أعود وأقول كانت تلك الرحلة الاختبار الحقيقي الأول لحسن الاخر ( حسن ذاتي ) كما بات يروج في الأوساط الصحفية . وكانت الدهشة كبيرة من مستوى الجرأة بل والوقاحة التي جعلته يكتب مقالا شهيرا قال فيه ( حينما أصبحت المسافة بيني وبين النميري – على متن الطائرة التي أقلته الى أمريكا – اكتشفت أن نميري شخصا آخر غير ذلك الذي حدثوني عنه وعرفته ) . ثم كال ماكال من مديح لنميري في ذلك المقال وزادت جرعات التزمير للنظام المايوي . والثابت أن قلمه لم ينكسر كما وعد يومها فأصبح أبرز الوجوه المايوية الصحفية . ونال المكافأة على ذلك وعين رئيسا لتحرير صحيفة الأيام ثم رئيسا لمجلس إدارتها . على أن الأمر لم يخرج عندي عن كونه حسبة بسيطة تحتاج الى قدر هائل من الانتهازية والجرأة على مد اللسان طويلا للشعب السوداني . جراة قوامها معادلة بسيطة اؤكد ان حسن ساتي لم يكن نسيج وحده فيها ( أفعل ماتراه مفيد لمصلحتك الشخصية والشعب الطيب لايملك الا ان يصفح عنك بعد تحقيق المرام ) . في القوات المسلحة وقتها كان هناك شعارا مماثل لهذا بل ورائج ( رتبة العقيد ثم الخليج ) . هذه واحدة من تفاصيل حكاياتي ومشاهداتي في دروب الصحافة السودانية في واحدة من أهم منعطفاتها التي كرست لممارسات مهدت الأرض لصحافة خانعة ماتزال تبحث عن حرية ضائعة في العهد الذي يفوق العهد المايوي في كل شيء ونتائجه بادية للعيان . والغريب أن اللاعبين السياسيين في العصر الانقاذي هم أنفسهم مع تبدل الأوضاع والغريب أن كل القيادات الصحفية في الحقبة المايوية عادت الى الواجهة بمسميات تقتضيها طبيعة المرحلة دون يبدل في الرسالة وفي استغباء الشعب الطيب ولكن في حالة فوضى عارمة وفساد قادر على خلط الأدوار وتمويهها وإن ظل الجوهر هو هو .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانتهازية فى الصحافة السودانية - بقلم د. طارق الشيخ (Re: WadAker)
|
Quote: قرأت قبل أيام على موقع ( سودانيز اون لاين ) في مايسمونه ( البوست ) لاحظ أن اللغة العربية لاتزال بعيدا خلف التكنولوجيا ومصطلحاتها حديثا وشدا وجذبا حول المرحوم الاستاذ حسن ساتي . ومن بين حنيا الجدل وجدت مقالا كتبه الصديق صديق محيسي وقرأته باهتمام لأنه على ما اعرف قريبا أكثر من غيره بالمرحوم . لكن لفت نظري تعبير مثير للجدل حول ( حسن ساتي نصف الصحافة .. ) . وهنا تشكلت أمامي صورة قديمة تجددت وتذكرت حينما قلت لصديق محيسي ذات يوم على خلفية مقالات كتنبها في صحيفة الفجر التي كان يصدرها مع الاستاذ يحي العوض هناك شخوص ومواقف كثيرة كان هو طرفا فيها وكنت متابعا لها . قال هذه اهمية ان يكتب الجميع وفق رؤاهم وتسجيلا لتاريخ هذه المهنة ودور الأفراد من صحفيين وغيرهم فيها . وقال أن هناك الكثير الذي ينبغي أن يكتب ويدون للتاريخ وللأجيال القادمة التي من حقنا عليهم أن نسجل لهم صفحات تاريخ الصحافة السودانية . |
العزيز/ مصطفى عكر .. شكراً على نقلك ماخطه الدكتور / طارق الشيخ والذي أكن له كل إحترام وتقدير فقد كان معلماً درس على يديه إخي الأكبر اللغة إن لم أكن مخطئاً ببلغاريا و(أستاذ أخوك أستاذك) .. أما وقد نبه إلى أن (جملتي) هذه والتي أشير فيها إلى أن (حسن ساتي) نصف الصحافة السودانية , فأنا ماني متراجع عنها وراكز ليها .. أما الحديث عن (صديق محيسي) وما جاء بمقاله حول (حسن ساتي) فلا حاجة لنا به الآن .. لأن (صديق محيسي ) عندي ليس من يعتد برأيه (ده رأي شخصي) .. ولذلك لن أخوض حول ما جاء منه (ولم يكن مستغرباً عندي) .. أما بقية ماجاء به دكتور طارق .. فسأناقشه مع إحترامي وتقديري لمابيننا من فروقات (علما وعمراً) ..
Quote: وأذكر انني قلت لأستاذنا الصحفي والعلامة الفارقة في مسار تاريخ الصحافة السودانية محجوب محمد صالح متى سنرى الجزء الثاني من كتابه القيم ( الصحافة السودانية في ربع قرن ) وكان ذلك عام 1980 تحديدا . فقال أنه كتاب جاهز منذ سنوات لكنه يفضل التأني في بعض المسائل ثم هناك المشاغل وما أكثرها في بلد مثل السودان . كان ذلك السؤال مبعثه اهتمامي بالطريقة والمنهج الذي سيعرض ويعالج به الاستاذ محجوب قضايا الصحافة السودانية تلك التي عاصرها وكان جزءا منها . وتمر السنوات ثم أجد نفسي أمام ذات النقطة واواجه ذات السؤال من ممثلي أجيال أحدث منا في عالم الصحافة السودانية ( لماذا لاتكتبوا لنا عن تلك الصحافة وأؤلئك الصحافيين في الحقبة المايوية حتى نستبين ؟ ) . سمعت هذا السؤال مجددا على خلفية ما أثاره ذلك ( البوست ) حول الاستاذ حسن ساتي . قلت أنني سوف أكتب وفي الواقع معظم مافعلته خلال تلك الفترة التي عملت فيها في بداية مشواري الصحفي بجريدة الصحافة ( نوفمبر 1976 – وحتى نوفمبر 1979 ) وحتى تركتها للدراسة الجامعية في كلية الصحافة بجامعة صوفيا جل مارصدته مكتوب ومسجل في أوراقي التي توزعت بفعل المنافي والقلق السياسي الذي وسم السودان ولايزال .
|
بدايةً أظن و(بعض الظن ليس بإثم) .. أن هذا الكتاب لن يرى النور .. لماذا؟
لأنه سيشق على رجل بقامة وتاريخ الأستاذ/ محجوب محمد صالح أن يذكر أن أهم منعطفات القمع التي لا يزال أثرها بين كإحدي معوقات التطور التأريخي للصحافة السودانية كان هو مهندسه ورئيس لجنة (المصادرة والتأميم) وكان شريكه بالصحيفة (محجوب عثمان) وزيراً للإعلام .. أي أنهما كمن يقوم بنحر أبناءه ..
ودي في تأريخ الصحافة زي (الرياضة الجماهيرية) في الكورة .. غطسوا حجر الصحافة وحجر الكورة ..
وخلينا نجي تاني واحدة واحدة ..!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانتهازية فى الصحافة السودانية - بقلم د. طارق الشيخ (Re: كمال علي الزين)
|
Quote: على أنني في هذا الجزء أتوقف عند موقفين أولهما يتعلق ببرنامج شهير عرفه الناس ولم أشاهده شخصيا لأنه كان وقتها فكرة متداولة وحينما اكتملت حلقاتها كنت قد سافرت لمواصلة تعليمي الجامعي . البرنامج هو برنامج الكرسي الساخن والذي أشهد انه فكرة وسيناريو كان من اوله الى آخره من اعداد مولانا دفع الله الحاج يوسف وكان وقتها يشغل منصبه كوزير للتربية والتعليم . الكرسي الساخن : كثيرون لايعرفون الخفايا والأسرار التي أبرزت للوجدود ذلك البرنامج الشهير الذي برز من خلاله حسن ساتي وأحمد البلال الطيب ولايزال الى وقت قريب يقدمه من على شاشة التلفزيون السوداني . وقتها في الربع الأول من عام 1979 كان مولانا دفع الله الحاج يوسف وزيرا للتربية والتعليم . وكنت أقوم ببعض التغطيات الخاصة بوزارة التربية والتعليم ومنها كان مؤتمر وزراء التربية العرب والذي عقد في الخرطوم في ربيع عام 7 |
الأخ / الدكتور طارق الشيخ .. ليس خافي على أحد أن برنامج (الكرسي الساخن) .. لم يكن فكرة سودانية , فقد إستجلبها الراحل / حسن ساتي أبان تواجده بأمريكا والبرنامج فكرة وإسماً هو صنيعة الإعلام الأمريكي .. وكان يقدم في إمريكا تحت إسم (the hot chair)وكل ماقام به الراحل/ ساتي هو تعريب الإسم مع الأخذ بكل مايلازم الفكرة حتى على مستوى شكل الإستديو .. أما عن مشاركة أحمد البلال تقديم البرنامج .. فهذا أمر كان قد فرض على حسن ساتي .. وهذه سآتيها تفصيلاً ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانتهازية فى الصحافة السودانية - بقلم د. طارق الشيخ (Re: WadAker)
|
شكرا جزيلا دكتور طارق الشيخ شكرا على هذه النفحة التى تنبض بالصدق
و شكرا ود عكر على اٍشراكنا فيها.
يا مستر كمال على الزين
ياخ ما تشكّر الراكوبة فى الخريف، يا عمى اذا كان كل منا لا يجد حرجا اخلاقيا و سياسيا و وطنيا فى ان بيع قدراته و مهاراته لحفنة عسكر بلهاء و سارقين لكان كل منا نجم من نجوم اى حاجة تخطر على بالك فى هذه البلاد، لكننا نتعفف من نعيش عالة على عرق الكادحين، اما ناس ذاتى ديل ما عندهم قشة مرّه.
سلامات و بركة، و الله يرفع القدم نسمعك، اقصد يرفع التلفون.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانتهازية فى الصحافة السودانية - بقلم د. طارق الشيخ (Re: abubakr salih)
|
Quote: مستر كمال على الزين
ياخ ما تشكّر الراكوبة فى الخريف، يا عمى اذا كان كل منا لا يجد حرجا اخلاقيا و سياسيا و وطنيا فى ان بيع قدراته و مهاراته لحفنة عسكر بلهاء و سارقين لكان كل منا نجم من نجوم اى حاجة تخطر على بالك فى هذه البلاد، لكننا نتعفف من نعيش عالة على عرق الكادحين، اما ناس ذاتى ديل ما عندهم قشة مرّه.
سلامات و بركة، و الله يرفع القدم نسمعك، اقصد يرفع التلفون |
سلامات يابكري علوم .. وليك وحشة والله ومقصرين معاك في التلفونات .. وكلامك أعلاه مقبول في مجمله .. أم الحكم المطلق فأرجو أن يكون بعد حوار وتمحيص و(فرز) مواقف .. أنا لا أدافع عن حسن ساتي .. من منطلق مصلحة أو قرابة أو خلافه .. أنا لي قناعات وإيمان بأنه رجل شريف ومحترم ونزيه .. كما أنه رقم يشكل ثقلاً قد يطاول نصف صحافتنا المزعومة .. رحمه الله .. وسنتحاور إمكن يقنعني أحدهم بعدم صحة ما أزعم ..
محبتي ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانتهازية فى الصحافة السودانية - بقلم د. طارق الشيخ (Re: كمال علي الزين)
|
صديقنا كمال الزين
عساك بخير
تعرف من ادهش المدهشات في هذا السودان العجيب,ان الناس استمرات النظر
للتاريخ (من قفاه) لذلك كثيرا مانزن الاشياء بغير مثقالها,عند النظر
لحقائق الماضي او عند تسجيل شهادتنا حول الشخوص ,فالموضوعية تقتضي
ان تبني الاحكام علي الحقائق المثبتة لا الاقوال المرسلة التي لاتعبر سوي عن قراءة اصطفائية مشحونة بمشاعر شخصية,او بانطباعات سابقة,او
حتي استلطاف شخصي,فها انت قررت ان حسن ساتي كان وحده نصف الصحافة
السودانية هكذا بضربة لاذب وهذا قول علي مافيه من تهوين لشان رجال
امناء,نابهين وشجعان لم يرابطوا في ثغور الشموليات وماتاخر سرجهم
يوما عن الزحف,الا انك تظل مطالب بان تكشف لنا عن المناقب والماثر
المهنية والفكرية والاخلاقية, التي صيرت ساتي الذي تزعم,حتي يتسني
لنا الماما موضوعيا بالحقائق دونما تشويش, خصوصا وامامنا افادات
عن مسيرة ساتي جاءت من اناس ليسو ثقاة او ذوي راي ونهي فحسب, بل
بل خبروا وعاشروا ساتي ربما قبل ان تشق طريقك للحياة, وهي افادات
تقدح في تدرجه المهني وبعضهايكشف عن ثشوهات مرتبطة بالقيم والسلوك
الي حد اضطراب الشحصية المرضي morbid personality disdorder فهل ياتري نتجاهل كل ذلك ونغمض اعييننا معك في حالة جذب صوفي تجاه
ساتي, فهذا موقف عقائدي اكثر من كونه رؤية مسببة
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانتهازية فى الصحافة السودانية - بقلم د. طارق الشيخ (Re: Hisham Osman)
|
Quote: صديقنا كمال الزين
عساك بخير
تعرف من ادهش المدهشات في هذا السودان العجيب,ان الناس استمرات النظر
للتاريخ (من قفاه) لذلك كثيرا مانزن الاشياء بغير مثقالها,عند النظر
لحقائق الماضي او عند تسجيل شهادتنا حول الشخوص ,فالموضوعية تقتضي
ان تبني الاحكام علي الحقائق المثبتة لا الاقوال المرسلة التي لاتعبر
سوي عن قراءة اصطفائية مشحونة بمشاعر شخصية,او بانطباعات سابقة,او
حتي استلطاف شخصي,فها انت قررت ان حسن ساتي كان وحده نصف الصحافة
السودانية هكذا بضربة لاذب وهذا قول علي مافيه من تهوين لشان رجال
امناء,نابهين وشجعان لم يرابطوا في ثغور الشموليات وماتاخر سرجهم
يوما عن الزحف,الا انك تظل مطالب بان تكشف لنا عن المناقب والماثر
المهنية والفكرية والاخلاقية, التي صيرت ساتي الذي تزعم,حتي يتسني
لنا الماما موضوعيا بالحقائق دونما تشويش, خصوصا وامامنا افادات
عن مسيرة ساتي جاءت من اناس ليسو ثقاة او ذوي راي ونهي فحسب, بل
بل خبروا وعاشروا ساتي ربما قبل ان تشق طريقك للحياة, وهي افادات
تقدح في تدرجه المهني وبعضهايكشف عن ثشوهات مرتبطة بالقيم والسلوك
الي حد اضطراب الشحصية المرضي morbid personality disdorder
فهل ياتري نتجاهل كل ذلك ونغمض اعييننا معك في حالة جذب صوفي تجاه
ساتي, فهذا موقف عقائدي اكثر من كونه رؤية مسببة
تحياتي |
العزيز/ هشام عثمان ..
لم أدعي أنني أمتلكت ميزاناً يضع الناس (قيراطاً) لكن (حسن ساتي) الصحافي صاحب المهنية العالية والذي كان نقلة في الصحافة السودانية ورقماً يصعب تجاوزه لا أركن بتقييمه لمن دعوتهم (ثقاةً) أو من من عاصروه وهاهم تواروا بعد أن ثبت أنهم يقطتعون من (لحم) ميت لا حول له ولا قوة .. وأغلبهم لو كان حسن ساتي على قيد الحياة لما جرأؤا على قولهم هذا .. لكن الموت يغري بالتطاول ..
من يحاكم من ؟ حسن ساتي ..مايوي .. نعم ؟ ومن من الذين تحدثوا هنا عن مايويته التي ماتنكر لها إلا حين وقف وقفة شجاعة في شأن الشهيد / محمود ..؟
مايو ياصديقي كانت حلمنا جميعنا .. الجمهوريون كانوا مايويين والشيوعيون صانعي مايو والأنصار والختمية هم (مايو المصالحة) والإتحاد الإشتراكي العظيم (وهذا الذي دعى الراحل قرنق يقول في الديمقراطية الثالثة المزعومة ): دي مايو تو وحتى الهوس الديني أيضاً نال منها ما نال .. ومن قبله القوميون العرب ..
فمن لم يكن مايوياً ..(فليرم نزاهته بحجر) ..
________________________________________________
بالمناسبة الإنقاذ ماشا في سكة مايو وبدأ الجميع ينتقلون إلى مربعها واحداً تلو الآخر .. ______________________________________ والديمقراطية القادمة إن كتبت أظنها ستكون : الإنقاذ تو ..
__________________________
محبتي التي تعرف ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانتهازية فى الصحافة السودانية - بقلم د. طارق الشيخ (Re: WadAker)
|
نواصل طرائف صحافة الديكتاتورية
كان صديقي يعد رسالة في إحدى الجامعات حول الصحافة السودانية
ومن ضمن مادته أعد رسما بيانيا بعدد الصحف عبر عقود من الزمان
عندما عرض الرسم البياني على المشرف على رسالته
قال له المشرف:"أنك تمسك بهذا الرسم مقلوبا..
فكيف ينقص عدد الصحف عبر عدة عقود ليصبح صحيفتين فقط بعد أن كان عدد الصحف بالعشرات؟؟؟!!"
طبعا الصحيفتين كانتا الأيام والصحافة في عهد مايو
الباقر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانتهازية فى الصحافة السودانية - بقلم د. طارق الشيخ (Re: Faisal Al Zubeir)
|
Quote: مثل هذه الكتابة لا جدوى منها، لانها جاءت بعد رحيل حسن ساتي الى "الدار الباقية"،وكان حريا بالزميل الدكتورطارق الشيخ ان يكتب ما كتبه بحياة الراحل في"الدار الفانية" وما اظنه كان ليفعل وإلا لما سن قلمه في هذا الوقت ، اختلف مع وصف الراحل "نصف الصحافة"، ولكن احترم هذا الرأي ومن يدافع عنه باحترام الرأي الاخر، لكن هدم السيرة والشخصية بعد رحيل صاحبها الى الدار الاخرة، نمط جديد من الكتابة في نقد الاخر يفقدها اهم مقوماتها ومنها ان تطرح الاراء في وقتها وفي وجود المعني وليس بعد رحيله،لم يفند كل من وصم الراحل بصفات لا نريد ان نكررها، - رغم الاختلاف معه-يعتبر من شخصيات الصحافة والفضائيات العربية وليس المحلية، وان كان الارتباط بمايو من مبررات النقد ، فمن كان بلا هذه الجريرة فليرمها بحجر.لماذا لا يكتب ما يفيد؟ |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانتهازية فى الصحافة السودانية - بقلم د. طارق الشيخ (Re: كمال علي الزين)
|
كنت اتمنى ان تكون هذه الكتابة في حياة المرحوم حسن ساتي ..
في بعض ما كتب د. طارق انه رمز لأحد من كتب عنهم رمزاً بالحروف .. أرجو أن يصرح بالإسم إذا كان الأمر توثيقاً لان التوثيق يكون بمعرفة المعولمة وجرحها وتعديلها .. إن كانت ناقصة أو خطأ أو كان لمن كتبت عنه رأي في صحتها ..
هنالك مشكلة عامة في السودان لا السياسيين ولا الصحفيين ولا حتى الناس العاديين لا يكتبون مذكراتهم ولا يكتبون الحقائق .. حتى تاريخنا كتبه غيرنا .. لأننا نخشى من ماذا لا أدري.
أرجو أن نحث أهل الصحافة والسياسة وزعماء الاحزاب والعشائر ليكتبو كتابة محترفين حتى نوثق لحركة المجتمع رياضة وصحافة ومنظمات وحياة ناس ..
هذه ملاحظة عامة ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانتهازية فى الصحافة السودانية - بقلم د. طارق الشيخ (Re: WadAker)
|
Quote: هنالك مشكلة عامة في السودان لا السياسيين ولا الصحفيين ولا حتى الناس العاديين لا يكتبون مذكراتهم ولا يكتبون الحقائق .. حتى تاريخنا كتبه غيرنا .. لأننا نخشى من ماذا لا أدري.
أرجو أن نحث أهل الصحافة والسياسة وزعماء الاحزاب والعشائر ليكتبو كتابة محترفين حتى نوثق لحركة المجتمع رياضة وصحافة ومنظمات وحياة ناس ..
هذه ملاحظة عامة .. |
بل هذا هو المحك نحن شعب يكتب تاريخه الغير"وطالما فلان او علان حى فخلوها مستورة" وحتى هذا "البوست " من ضمن مقاصده تجاوز الاعراف البالية فى كتابة الحقائق والاعتراف الجماعى بان بعض الاشخاص"الاحياء" ارتكبوا اخطاء فى المجال"الفلانى" وعليهم الظهور والتحدث عن الظروف"لا الاعذار" التى خلقتها وطبعا دى "حتة شفافية" غير متوفرة ولكن يجب ان تقال...الامر مربك الى حد كبير بس علينا ان نبدا فكرة تؤكد فكرة او تدحضها مع استحضار ادب الحوار .. ودمتم/ى فى عافية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانتهازية فى الصحافة السودانية - بقلم د. طارق الشيخ (Re: Faisal Al Zubeir)
|
Quote: الرواية التي اوردها الزميل الدكتور طارق الشيخ غير صحيحة في شقها المنسوب الى الزميل حسن ابوعرفات، مساعد مدير التحرير، رئيس القسم الاقتصادي بجريدة الشرق القطرية . سالته: هل عرض عليك فكرة تقديم برنامج "الكرسي الساخن" ابوعرفات: لم يعرض علي مثل هذه الفكرة، ولم تكن لي صلة مباشرة بالوزير المعني. وفيمايلي افادته بالتفصيل: لم يعرض علي فكرة برنامج "الكرسي الساخن" ، وليست لدي الامكانات لاعداده وتقديمه، ولم تكن لي صلة مباشرة بالوزير المعني، ولا اذكر انه تحدث معي حول هذا الموضوع، كنت اعمل نائبا لرئيس قسم الاخبار بجريدة الصحافةالاستاذ الراحل توفيق صالح جاويش، وققتها كان الزميل الدكتور طارق الشيخ في بداية مشواره الصحفي ،،وايضا كنت اغطي اخبار القصر الجمهوري والرئيس جعفر نميري،وقتها كان من الزميلة الايام الاستاذ بابكر عيسى، مدير تحرير الزميلة الراية في نهاية السبعينيات، وقد انتقلت في بداية الثمانينات الى الهيئة العربية للاستثمار والانماء الزراعي مديرا للاعلام،وكان مديرها انذاك الدكتور العاني، وتم اجازة صوتي ومعي محمد عثمان الحسن - مقيم في قطر الان- ووقتها كان الاستاذ فهمي بدوي المسئول عن تدريب واجازة المذيعين،وكنت اقدم برنامج عالم الاقتصاد اسبوعيا لثلاث دورات في التلفزيون، الى جانب تقارير بعد نشرة الاخباربعنوان "ما وراء الاخبار" واذكر انني كتبت عن تقارير عن زيارات الرئيس نميري حيث رافقته باعتبار تغطيتي للقصر الجمهوري، وشاركت ضمن مجموعة صحفيين في برنامج قضايا الناس الذي كان يدمه الاستاذعوض احمد وكان مديرا للاعلام بوزارة التربية والتعليم.
هذه هي الحقيقة مجردة،وهذا ما نعنيه عندما يكتب اي شخص عن تاريخ الصحافة، وفي وجود شهود العصر، لان المعلومة الخاطئة يصحهها الاحياء، وليس من مات.
هناك رواية اخري حول برنامج"الكرسي الساخن" اوردها الزميل كمال وهي الاقرب الى الحقيقة . |
شكراً يافيصل .. وأنا قد بدأت نقاشاً .. وتوقفت في إنتظار الرد ..
وفوجئت بأن الأخ / حسن البشاري الذي كان أول المتداخلين هنا عزف عن التداخل وأفترع خيطاً آخر .. بعيداً عن الإنتهازية في الصحافة السودانية ليقودنا إلى : المهنية في الصحافة السودانية .. سنلحق به هناك .. وسنواصل لأن القضايا أعلاه متلازمة ..
محبتي ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانتهازية فى الصحافة السودانية - بقلم د. طارق الشيخ (Re: القلب النابض)
|
لا اجد مبررا للهجوم على الزميل كمال علي الزين لانه قال ان حسن ساتي يمثل نصف الصحافة السودانية ، فليس في هذا القول ما يضير وليس لاحد ان يسلب كمال علي الزين حقه في ان يرى ما راى في حسن ساتي او في غيره ، اولا لان كمال لم يقدم نفسه على انه شاهد على العصر ولا مؤرخا لسيرة الصحافة السودانية ولا مسؤولا عن حفظ وحماية التراث ولا هم رئيس او امين مجلس الصحافة السودانية ولا هو رئيس لجنة لمنح الالقاب الصحفية او غير الصحفية . ولو اردنا تاصيل هذا القول الم يقول الرسول صلى الله عليه وسلم وهو افضل القائلين انا مدينة العلم وعلي بابها ، او لم يقل خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء ، وحتى لا يقول لي قائل ان حسن ساتي ليس مثل علي ولا عائشة ، واسبقهم بالقول ان كمال ليس من قامة ذلك العصر ، لكن مثل هذا الوصف هو امر بلاغي يقصد به التغليب كقولهم الشميان في الشمس والقمر والعمران لابي بكر وعمر ، وتكون صيغة المبالغة بقولهم فلان بحر ، اي انه ليس نصف الشيء بل كله ، فلو قال كمال ان حسن ساتي هو الصحافة السودانية كلها ما عابه على ذلك احد وما زاد ذلك من شان المرحوم حسن ساتي شيئا . والشاهد ان السودانيبن كلهم او فل نصفهم او بعضا كثيرا منهم كما يقول العلامة عبد الله الطيب ، يكرهون التميز ولا يميلون الى المدح والتطريب بالقول ، بل ان قريبا لي قال ان الطلاب في مقتبل عمرهم كانوا يضربون التلميذ المتميز ويجلدونه جزاء تغرده وتميزه ، وذهب بعضهم الى تاصيل ذلك بانه نهج صوفي يغلب المسكنة على الفخر والتواضع على التفاخر ، وهي صفة محمودة ومذمومة على كل حال . لماذا نسلب رموزنا من العلماء والكتاب والفنانيين حقهم في التخليد والتمجيد والاطراء ، فنهاجم القامات حتى لا يبقى لها متكا تتكئ عليه ، ولنا في المصريين اسوة ، فمحجوب محمد صالح ليس اقل من مصطفى امين ولا جلال الحمامصي ولا احمد بهاء الدين ولا انيس منصور ان لم يكن يفوقهم حنكة ومهنية وشجاعة وخدمة لعامة الناس ، لكنني لم اجد من يحفظ لمحجوب حقه كما يفعل المصريون لصحفييهم ، بل للصحافيين المصريين كتابا اسمه 77 نجما في بلاط صاحبة الجلالة واهلنا لا يعرفون نجما واحدا الا اسقطوه في بيداء النسيان . والصحفيون في السودان فقراء بنسبة 99 % فليس للانتهازية مقام لها في دنياهم ولكنها لعنة حرق الشخصية واغتيال القامات ، عفانا الله واياكم من ويلات تبخيس الناس اشياءهم .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانتهازية فى الصحافة السودانية - بقلم د. طارق الشيخ (Re: Hisham Osman)
|
أخي /هشام عثمان .. عرفتك موضوعياً وماقرأتك مهاتراً أو مبخساً من رأي أو أقدار الآخرين فلا أظن أن ماجاء به الدكتور / طلب مدعاةً للسخرية ..
___________________________________________________________
الدكتور / عبدالمطلب صديق هو سكرتير تحرير صحيفة (الشرق) القطرية وهو من الصحافيين السودانيين الذين نعتز بهم .. (هذا لمجرد التعريف ) حتى يسهل التواصل بينكما ...
محبتي ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانتهازية فى الصحافة السودانية - بقلم د. طارق الشيخ (Re: د.عبد المطلب صديق)
|
Quote: اجد مبررا للهجوم على الزميل كمال علي الزين لانه قال ان حسن ساتي يمثل نصف الصحافة السودانية ، فليس في هذا القول ما يضير وليس لاحد ان يسلب كمال علي الزين حقه في ان يرى ما راى في حسن ساتي او في غيره ، اولا لان كمال لم يقدم نفسه على انه شاهد على العصر ولا مؤرخا لسيرة الصحافة السودانية ولا مسؤولا عن حفظ وحماية التراث ولا هم رئيس او امين مجلس الصحافة السودانية ولا هو رئيس لجنة لمنح الالقاب الصحفية او غير الصحفية . ولو اردنا تاصيل هذا القول الم يقول الرسول صلى الله عليه وسلم وهو افضل القائلين انا مدينة العلم وعلي بابها ، او لم يقل خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء ، وحتى لا يقول لي قائل ان حسن ساتي ليس مثل علي ولا عائشة ، واسبقهم بالقول ان كمال ليس من قامة ذلك العصر ، لكن مثل هذا الوصف هو امر بلاغي يقصد به التغليب كقولهم الشميان في الشمس والقمر والعمران لابي بكر وعمر ، وتكون صيغة المبالغة بقولهم فلان بحر ، اي انه ليس نصف الشيء بل كله ، فلو قال كمال ان حسن ساتي هو الصحافة السودانية كلها ما عابه على ذلك احد وما زاد ذلك من شان المرحوم حسن ساتي شيئا .
|
شكراً يادكتور / طلب فهذا ما أعياني إيصاله من رأي .. والذي يجعلني أصر عليه وأعضده أن آخرين يرون في الأستاذ/ محجوب محمد صالح هرماً لا ينازع فضله أحد , .. وكذلك أراه .. دون يمس هذا من قيمة الراحل ساتي عندي أو ينقصه رحمه الله وأطال بعمر أستاذ الأجيال (مؤمم الصحافة السودانية) وهذه ليست مزمة كما سيأتي لاحقاً , توضيحاً وتفنيداً ...
Quote: والشاهد ان السودانيبن كلهم او فل نصفهم او بعضا كثيرا منهم كما يقول العلامة عبد الله الطيب ، يكرهون التميز ولا يميلون الى المدح والتطريب بالقول ، بل ان قريبا لي قال ان الطلاب في مقتبل عمرهم كانوا يضربون التلميذ المتميز ويجلدونه جزاء تغرده وتميزه ، وذهب بعضهم الى تاصيل ذلك بانه نهج صوفي يغلب المسكنة على الفخر والتواضع على التفاخر ، وهي صفة محمودة ومذمومة على كل حال . |
أتفق معك تماماً ..
Quote: لماذا نسلب رموزنا من العلماء والكتاب والفنانيين حقهم في التخليد والتمجيد والاطراء ، فنهاجم القامات حتى لا يبقى لها متكا تتكئ عليه ، ولنا في المصريين اسوة ، فمحجوب محمد صالح ليس اقل من مصطفى امين ولا جلال الحمامصي ولا احمد بهاء الدين ولا انيس منصور ان لم يكن يفوقهم حنكة ومهنية وشجاعة وخدمة لعامة الناس ، لكنني لم اجد من يحفظ لمحجوب حقه كما يفعل المصريون لصحفييهم ، بل للصحافيين المصريين كتابا اسمه 77 نجما في بلاط صاحبة الجلالة واهلنا لا يعرفون نجما واحدا الا اسقطوه في بيداء النسيان .
|
لافض فوك ..
محبتي وأمتناني ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانتهازية فى الصحافة السودانية - بقلم د. طارق الشيخ (Re: كمال علي الزين)
|
Quote: مثل هذه الكتابة لا جدوى منها، لانها جاءت بعد رحيل حسن ساتي الى "الدار الباقية"،وكان حريا بالزميل الدكتورطارق الشيخ ان يكتب ما كتبه بحياة الراحل في"الدار الفانية" وما اظنه كان ليفعل وإلا لما سن قلمه في هذا الوقت ، اختلف مع وصف الراحل "نصف الصحافة"، ولكن احترم هذا الرأي ومن يدافع عنه باحترام الرأي الاخر، لكن هدم السيرة والشخصية بعد رحيل صاحبها الى الدار الاخرة، نمط جديد من الكتابة في نقد الاخر يفقدها اهم مقوماتها ومنها ان تطرح الاراء في وقتها وفي وجود المعني وليس بعد رحيله،لم يفند كل من وصم الراحل بصفات لا نريد ان نكررها، - رغم الاختلاف معه-يعتبر من شخصيات الصحافة والفضائيات العربية وليس المحلية، وان كان الارتباط بمايو من مبررات النقد ، فمن كان بلا هذه الجريرة فليرمها بحجر.لماذا لا يكتب ما يفيد؟ |
عين الحقيقة..
تسلم وسلامي للجميع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانتهازية فى الصحافة السودانية - بقلم د. طارق الشيخ (Re: WadAker)
|
من دواعى سرورى ترحيبى بالاخوة هشام عثمان وترحيب خاص بالدكتور عبدالمطلب صديق احد قامات الصحافة السودانية.. ومولانا عبدالاله زمراوى.. وقلب لا ادرى ماذا يريد الباقر عثمان ان يقول .. ولكنى ارحب به طالما اراد نقاشا موضوعيا وهادفا.. كمال الزين وجودك هنا يمنح الحوار روحا من الجدية . كونوا بعافية.. واتمنى ان يجد الدكتور طارق الشيخ وقتا للردود قبل ان يذهب البوست الى الارشفة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانتهازية فى الصحافة السودانية - بقلم د. طارق الشيخ (Re: WadAker)
|
Quote: من دواعى سرورى ترحيبى بالاخوة هشام عثمان وترحيب خاص بالدكتور عبدالمطلب صديق احد قامات الصحافة السودانية.. ومولانا عبدالاله زمراوى.. وقلب لا ادرى ماذا يريد الباقر عثمان ان يقول .. ولكنى ارحب به طالما اراد نقاشا موضوعيا وهادفا.. كمال الزين وجودك هنا يمنح الحوار روحا من الجدية . كونوا بعافية.. واتمنى ان يجد الدكتور طارق الشيخ وقتا للردود قبل ان يذهب البوست الى الارشفة |
تسلم ياصديقي .. وأمنى أيضاً أن يجد الدكتور/ طارق الشيخ (وقتاً ) للردود ..
محبتي ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانتهازية فى الصحافة السودانية - بقلم د. طارق الشيخ (Re: كمال علي الزين)
|
ضد الكذب .. عن (أيام) حسن ساتي . هاشم كرار يدخل وآخرون على الباب . (!)
(*)
يعزيني، فيك.. الكثير.. ولا، ولا عزا: العبرة، لسه.. لسه، تطعن في الحلق، الجوف مستَّف بالبكا، ولا، ولا... أصنقع، أشحد المولى، أدنقر، أدنقر، كان.. كان دمعه، تنزل.. ولا، ولا... ليش يا حسن؟ ليش، تحرمني في موتك، فشة خلق: لا جعَّيرة، لا فرجيخة ، في نص الدرب، ليش، ليش يا حسن ؟ ، ، ، اّه..
اّّه.. ياحسن.
(2) أريتك، أريتك، لو كنت في فدْ يوم، غلّتا عليْ! كان ذلك، صوت امرأة، تثكل زوجا. كان صوتها يخرج - هكذا - مجروحا جدا، بين كل عبرة وعبرة، بين كل نخجة، ونخجة.. بين كل حيْ.. حيّ.. و.. ووب، ليهرد كبد الدنيا.. ويهرد كبد العالمين. كان الباب، متاكا، رائحة الأوضة، حنوط، وكان أهل السُترة، في الداخل، يؤدون الواجب، والمرحوم يتقلَّب بين أيديهم، مثل الثوب، بين يدي الغاسل، يتقلّب - لا حول ولا قوة- ذات اليمين، وذات اليسار، وعلى البطن.. والقفا.. ولا إله إلا الله، على قفا من يشيل! الفاتحة ، الفاتحة ، الفاتحة.. كان ذلك، في رفاعة.. ربما في الأربيعينات، أو الخمسينات، وكان الراوي، في بيت الجالوص، في أم درمان، الأستاذ محمود محمد طه. يقول: كان صوتها، يخبُّ علينا، يدخل من الباب المتاكا، يقطِّع القلب: أريتك.. أريتك، في فدْ يوم، كان غلَّتا عليْ! يصمت الأستاذ، لوقت، يصمت، ليزيح عبرة، بقايا عبرة، كانت لاتزال عالقة، في صوته من (يوم أريتك، والباب متاكا) ويجيء صوته، فيه رعشة دمعة: دمعة، ربما هي من... من فيض دموع «ناشئة الليل»: - كانت تلك، أصدق، وأوجع، وأحرَّ مناحة، من امرأة، على الاطلاق! يصمت، لوقت.. يصمت، والتلاميذ، سكوت. كانوا يطرقون الأُذن. في ملامحهم دمعة، وفكر، وتفكُّر ، وثمة أشياء أخرى، من بينها الفطنة. يجيئهم صوته: - كانت المسكينة، تمنح.. وكانت مناحتها أمنية، كانت تتمنى.. ولو كان غلَّتاْ عليها، في فدْ يوم، لكان ذلك قد خفف عليها: خفف عليها، وجع الفراق المامنو رجعة! يطاطئ التلاميذ، رؤوسهم.. أكثر. يشبك بعضهم، أياديه، ويجيئهم صوته: - الشاهد، قوموا.. قوموا أمشوا بين الناس، بـ «لا إله إلا الله»، امشوا، وما تغلتوا على أي زول!
(3) الشاهد. الشاهد، يا كمال الزين: أريتو، أريتو، أستاذ حسن، لو كان....
(4)
سيبني أنا، سل زملاءه.. أولاد دفعتو والقبلو، وسل بقية تلاميذه في «الأيام» يوم يوم، والأيام دول: سل مرتضى الغالي، ونجيب نور الدين، وتيتاوي، والبلال، وأسامة سيد عبدالعزيز، والنحاس، ومحمد لطيف، وأبو العزائم، وصباح، وانعام، ونجوى حسين، وأبوشنب، وسمساعة، وود الشريف، وإبراهيم عبدالقيوم، وكمال مصطفى، وسامية عبدالرحمن، وعثمان عابدين، وود إبراهيم، وحسن الرضي، و.. فائزة شوكت، وعمرابي، وعلي ياسين، وصلاح حبيب، وكيجاب، و.. و.. سل ناس الإدارة، وسل «الغفرا»، والسواقين، وسل ناس التصوير، وناس الجمع: حاج عبدالوهاب، وأبوالروس، والطيب بيِّن، وبقية الرعيل الأول من الطبيعين الذين (قدّد الرصاص عيونم)، وسل أولاد الجمع (الما من دق): أولاد «الريسمتار» والكمبيوتر.. سل كل أولئك يا كمال... ولو واحد قال لك: «حسن غلّت عليْ» لومني!
(5) كانْ،،،، انظر: (حتى من الأفعال، ما هو ناقص)! كان،،، كان أستاذ حسن ساتي (من الأوادم)، وما بين القوسين، هو من حكي صبيات شارع الحمرا، في بيروت. لم يكن، قطَّاعاً، ولا همَّازاً.. ولا نسناس. ولم... كان شغال للناس، وليس بالناس. شغال لأي زول.. ولم.. ولم يكن شغال بي زول، إلاّ... إلاّ حسن ساتي! كان صاحب مروءة. وكان لماحاً: كان لماحاً، على المستوى المهني.. والمستوى الإنساني: هاك: الذين كانوا في «الأيام»، حين كانت «الأيام» في العمارة التي فيها الآن، مصلحة الارصاد، جوار «رويال» القديم، و«أبو العباس» الفوَّال، يذكرون جيدا «سيّد»: كان نحيفاً، جداً، مكلوج، ومخلقن. شريب، ورجَّاف. عيناه الاثنتان، زائغتان إلى فوق، و(الريالة) تسيل. كان دائماً، يخفي( خلقتو)، في عراقي (شربان)، وسروال (شربان). كنت تراه، حين تراه، إمّا يغسل، في واحدة من عربات (ناس الأيام)، أو مفرجخ في الجابرة، في الضُل الصباحي المقابل، يقرأ.. يقرأ في (الأيام) وهو يحاول أن يثبت الجريدة، بيديه المرتجفتين، ويثبت - في الوقت ذاته - عينيه المُصنقعتين، إلى أسفل! كان، قارئاً، بامتياز. كان يُفلفل (الأيام)، يوم، ورا يوم. كان بيته، ضُل الحيطة.. الحيطين: حيطة عمارة الأيام، والحيطة المقابلة. وكان أثاث بيته، كرتونة، يمُّدها (على قدر رجليه المكلوجتين)، وكان مطبخه، ثلاث طوبات. تأخذ شكل المثلث. وقوده، شوية عويش (دخاخينو) بي جاي.. وبي جاي.. ولي فوق.. الحلة مغطيها السكن.. والصحن.. صحن المونيوم (لل.. ما عارف)! كان ذلك «سيد». وكان هو هكذا: يقرأ، أو يغسل ويفوَّط في سيارة، أو يشد في حلتو.. أو.. كنت تراه - حين تراه- وتشفق عليه، في الوقت ذاته، وهو يجر رجليه المكلوجتين، يقف طويلاً على جانب شارع السيد علي، يتلفت ذات اليمين، وذات اليسار، قبل أن يقطع الشارع، إلى (أبو العباس)، أو (رويال) ليعود بساندويتش فول، أو (أبوكديس)! ذلك هو، سيد. يُقال عنه، إنه كان (بنا) شاطر، ووقع من ميضنة. رقد في (الاستبالية) زمن، ومرق (يا الله.. يا الله) بالحالة الانت شايفا عليهو دي، و... أدمن! لو قلت ليك، بتكلّم.. كضاب. كانت مجرد أصوات، نحيفة جدا، تسيل مع (الريالة).. أصوات ليست بينها علاقة على الاطلاق. سألته ذات يوم، طقطق جوفه بالكلام. انزردت حباله الصوتية، نفرت عروق رقبتو.. عرق، عرق.. سالت (الريالة)، جنبا إلى جنب، مع خروج روح الأصوات المتنافرة، النحيلة. قال بتكلم.. قال.. لكن - أنا في الحقيقة- ما فهمت شي، خُلقو ضاقت، (سبَّ دين الاستبالية والأميركان). أشَّر على جيبي وكفه اليمين، ثلاثة أصابع مقبوضة، والابهام والسبابة في حالة عناق.. والكف تمشي جاي.. وجاي. ناولته القلم من الجيب، كتب بخط مكلوج: دا كلو صحي، يا أستاذ هاشم كرار! قلت له: رقدت كم سنة، يا سيد؟ كتب... و... قرأت الخط المكلوج، المطمّس بالريالة:سنين ودنين! ذلك هو سيد. سيد اللي، لو لقيتو في الشارع، يمكن يلفتك، ويمكن لا... وما تديهوا السلام. - ازيك يا سيد هكذا، كان يسلم عليه، الأستاذ حسن ساتي، في الصباح، وهو طالع، أو داخل، نص اليوم.. أو في الليل: (مع السلامة يا سيد)! - لكن، دا شغل شنو، يا سيد.. ما فوّطها ياخي.. دي عربية حسن ساتي يا سيد.. لكن خُد.. هاك، هاك.. بس أعمل حسابك وانت بتقطع الشارع، تجيب (نُصك)! هكذا، كان يداعبه.. وهكذا كان (يبهلها عليهو) الأستاذ حسن ساتي، وهو مارق مع (تيتاوي وعلي ياسين) بعد عشرة، بالليل! ، ، ، ذات صباح: تعال يا سيد.. تعال.. ودخل يتكلوج، هو شربان، والعراقي شربان، والسروال شربان، والريالة سايلة.. دخل ورا حسن. خرج... ركب سيارة الأيام، إلى الخرطوم، بحري، حيث حسن البدوي، مدير شؤون العاملين. دخل.. وخرج.. وفي يده خطاب تعيينه خفيراً في مكتب تحرير الأيام، في الخرطوم! في نُص، ذلك اليوم، شهدت حسن ساتي، كما لم أشاهده من قبل. في نص ذلك اليوم، شاهدت لأول مرة، في حياتي، الفرح، كما هو، والفرح حالة.. شاهدته وقبضته قبضاً، مجسدا في زول، اسمه حسن ساتي. - سيد بقى زيكم يا هاشم: ليهو مرتب، وليهو علاوات.. وليهو بدل لبس.. وليهو اجازة سنوية وتصاريح.. وكل آخر شهر، يمكن تلقاهو قدامك، في الصف.. صف الصراف عبدالغفار.. ضحك: وقطع شك، ح يقول ليهو، يا سيد عندك باقي، لكن ما في فكة! ضحكت. أزحت سريعا، الصراف عبدالغفار، بعينيه المتوثبتين، و(المكسورتين) في الوقت ذاته، من خيالي، ورحت أنظر بعيني الخيال، إلى سيد، وعبدالغفار يقول له ما يقول.. رحت أنظر إليه، أيضا، وهو «يقبض»، والريالة تسيل.. رحت أنظر إليه، في (رويال) وأتخيله يفرش لـ (الشري) بـ (أبوجمل) با آ آ آ آردة.. رحت انظر إلى حلته تبجبج بـ (لحم الضان الما خمج).. رحت أنظر إلى ذلك كله، بعين خيالي.. وبلسان مقالي، أقول بيني وبين نفسي: سبحان مغيّر الأحوال، من حال إلى حال! لم أقل له.. لكن، حسن ساتي، الذي راح عني، بخطوات، التفت .. - تعرف يا هاشم، أنا عينتو ليه؟ لم ينتظرني، لأقول له (بعرف)، أو (ما بعرف)، جاءني صوته، وهو يتحدث بيديه، أيضا: - أنا عينتو عشان هو بقرا.. بفلفل الأيام فلفلة.. وعينتو، عشان ما بنوم.. وإذا نام نومو خفيف جدا.. ودي حالة الناس المدمنين.. لكن قبل دا كلو، أنا عينتو عشان هو زول عفيف جدا.. مشى خطوتين، ثلاثة.. والتفت: - هل حصل شفتو يا هاشم، مدَّ يدو لي زول؟ لم ينتظرني لأقول له: اطلاقا، انحشرت حالة الفرح التي شاهدتها لأول مرة في حياتي، في زول، انحشرت وراء الدركسون، ودارت العجلات! ، ، ، كان خفيرا، هُماما: يفتح، ويغفل. . وكان، (صاحي): نجيئه بالليل (وكنا أنا والنحاس وعثمان عابدين نخت رؤوسنا في مكاتب الأيام)، ندق الباب، دقة واحدة.. أو (نكورك) له يا سيد.. سرعان ما نسمع كلوجته، و.. يفتح! ظل هكذا، بالليل غفير.. وبالنهار (في عيادته الخاصة)، يغسل، ويُفوِّط عربات ناس الأيام، ويجلس في كرسي، قريبا من الباب، يثبت يديه الراعشتين، وعينه، في (الأيام)، يقرأ.. والريالة تسيل، في العراقي، والسروال، اللذين لم يعد أي منهما شربان (الشربة الياها) التي حدثتكم عنها! ظل هكذا، حتى تاني اليوم، الذي كسَّر فيه النميري، زجاجة الويسكي (الليها يد) في شارع النيل، وخفّج، وكسّر وهرس فيها البلدوزر، آلاف الكراتين: كراتين الويسكي، والشري، والبيرة، والكونياك، والفودكا، والشمبانيا، والنبيذ، و... و... مسك السمك في صباح اليوم التالي الـ (هانغ اوفر) و(وجع الفقر)! في ثان يوم لاعدام الخمور، جئت الأيام، كالمعتاد.. في الصباح البدري.. كان سيد فاردا (الأيام): الصفحة الأولى، صورة نميري يكسٍر في (جان ووكر)، وهو في تمام زيه العسكري: البوريه، والنياشين.. وكان مكفكف.. والصورة الثانية، الكراتين مهروسة، بجنازير البلدوزر.. والناس تكبر.. أول ما رآني، نطق.. كانت تلك هي المرة الأولى، التي تداخلت فيها أصواته النحيلة، مع بعضها البعض، لتكون جملة مفهومة. دا شنو يا هاشم كرار.. دا شنو ؟ كانت ريالته سايلة، كالعادة.. عروق رقبته، نافرة.. وكان وجهه في تلك اللحظة، متوترا جدا.. وكان كله، متشنجا، تشنجا لا أول له، ولا آخر. دا شنو، يا هاشم كرار دا شنو؟ و.. لم ينتظرني. كرفس (الأيام)، وسالت ريالته، هذه المرة، في شكل تُف.. تف.. تفْ! في ذلك اليوم، كتب سيد، بخطه المكلوج، استقالته، من (الأيام). وفي (الأيام) التالية، كنت تراه، يقف على جانب شارع السيد علي، يرنو إلى (رويال) في أسى، وهو يستعيد في ذاكرته الأيام الخوالي.. في الأيام التالية، كنت تراه، دائما (ينكرش) و(ينكرش).. وفي ذات يوم، بعد أن صرف في اليوم الذي قبله مستحقاته من (الأيام)، وطلَّع (تصريح السفر)، كتب لي بخطه الذي ازداد كلوجة، وهو (ينكرش) من وقت لآخر: - يا هاشم كرار، أنا ما قاعد.. الخرطوم دي خليتها لنميري .. بُكره بسافر بالقطر! بكره (لميت بعضي على بعضي)، ورحت لأدوعه، في المحطة.. و.. كانت المفاجأة.. نزل من سيارة حسن ساتي (يا الله، يا الله)، وهو يحمل ترافلنغ باق صغيرة. في الرصيف قالدناه، ودعناه، وراح يتكلوج.. ركب.. الريالة سايلة، وهو (ينكرش) صفر القطار.. قطار الأبيض و... ، ، ، ترى.. أين أنت، يا سيد؟ تُرى أين أنت.. أين، أين أنت الآن، لأضمك، وأضمك.. أجعِّر، وتجعِّر.. و... نستغفر الله.
الفاتحة
الفاتحة، يا سيد!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانتهازية فى الصحافة السودانية - بقلم د. طارق الشيخ (Re: WadAker)
|
الاخوة الكرام .. وفاء بالوعد ادناه رد الدكتور طار الشيخ على ماتفضلتم به من مداخلات...ساحاول تقسيمة لاكثر من جزء..
حينما كتبت عن ( الانتهازية في الصحافة السودانية ) فقد فعلت ذلك وكما اوضحت في مقدمة المقال لعدة أسباب . ولأن الكتابة عمل لايحتاج لموسم أو مناسبة فهي تخرج في بعض الأحيان مدفوعة استجابة لفعل ما او قول ما . والكتابة مولود تخرج الى الحياة حينما يقتضي الأمر وحينما يخرج أحدهم عن جادة الموضوعية . وما كنت لأكتب في هذا الوقت بالذات لولا أنني متابع لكثير مما يكتب على هذا الموقع المقروء والمتميز على مابه من بشر ومن كتابات . وسبب آخر ماكنت لأكتب لولا أنني أتابع أخي كمال ضمن من اتابع على الموقع مخافة ان تجرفه موجة ( الكلام الساكت ) واطلاق الكلام دون حساب هكذا . اولا أقول حينما أكتب أعرف هدفي تماما ولم أحاول في يوم كتابة شيء لا أعرف كافة جوانبه قبل أن يخرج مني . فالكتابة مسئولية وامانة وليس هناك مصادفة فيما كتبت . لذا أقول للاخ كمال الذي أشكره على ما ابتدر به من مشاعر نحوي ، واترك له تقدير ما انتهى اليه من خلاصة ( الكذب ) .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانتهازية فى الصحافة السودانية - بقلم د. طارق الشيخ (Re: WadAker)
|
2 ... ولذا أبدأ بالتاكيد على شيء وحيد ورد في اسئلة الخ فيصل التي ألح عليها في حديثه معي وجها لوجه ثم اعادها ( بالشهود ) لإثبات الحقيقة . أقول ياهداك الله كنت محبا مقدرا لهذا الرجل المرحوم حسن ساتي الذي عرفته في مقتبل حياتي الصحفية . ثم جاءت لحظة اختياره التي اوردتها وصعقتني كما فعلت بأكثر عند اعز واقرب أصدقائه الذين ناصحوه وصبروا عليه حتى فارقهم مغادرا الى مكان لايشبهه بل لم يكن لديه مكان فيه وهو الذي جاهد وحرص على أن يكون هناك كما فعل حنا في قصته المشهودة ( لا محمد سمع به والمسيح قد تهنى به ) . من ناصحه ومن صمت حتى على ماكتبه حبا واملا في ان يعود المرحوم الى موقعه الطبيعي بين الناس فلم يكن مطلوبا من رجل مثل حسن ساتي أن يكسر قلمه ليدخل في مغامرة قاتلة ورحلة شائهة ليضع نفسه وبمثابرة في زمرة فاسدة كان هو يسخر مر السخرية من أحد أبطالها صاحب أخبار اليوم . ليس القضية أخي كمال قضية تنطع على احد ولا افتراء على أحد أو تنكر الى جميل الخصال السودانية لكن تلك أيام كان البقاء على المباديء كالقابض على الجمر . أنظر هناك الكثير من الصحفيين وأشباه الصحفيين عملوا في حكم النميري كدوا واجتهدوا وزادوا عن مايو كما لم يفعل قادتها .. دخل بعضهم من بوابة الأمن وتسلق بعضهم أسوار الأمن ليخبر ويوشي بزملائه . في هذا الجو كان كثيرا جدا ان تفقد القوى التي كان حسن ساتي احد أبرز قادتها والتي تنافح ظلم دكتاتورية دون ان يحدث ذلك حالة من الألم والغضب . لكنها الحياة بمنعطفاتها وبها متسع للجميع لأخذ اختياراته .. ولذا امام الناس وهذا الشعب الطيب القدرة دوما على الصفح وطي صفحات الماضي لأن الحياة تسير للأمام ، وهذا الإيمان والأمل وحده الذي جعل دوما الصبر والصمت أبرك وأفضل حينما يتعلق بقدر أناس نكن لهم قدرا من الاحترام على أمل . هذه واحدة . .. يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانتهازية فى الصحافة السودانية - بقلم د. طارق الشيخ (Re: WadAker)
|
3 والثانية أمر الكذب الذي اجتهد الخ فيصل وثابر على إثباته . اولا أقول لاتعجبوا ولاتسخروا من شذرات كتبها الأخ والصديق الباقر موسى فكم كانت في تلك الأيام من مفارقات وشخصيات ضلت طريقها الى الصحافة . وهنا أعرج للحظة الى مااوردته القلب النابض وهنا أحسب نفسي أحدث الهواء لأنني لا اعرف مع من اتكلم واقول ان هذا الرجل الذي أرمز له بالحرفين فقط سيكون شقيا أكثر كثيرا مما لو قلت أنه فلان السمين أو الذي اهلكه السكري فهذا جزاء من اساء الفعل . لو كتبت أسمه وياله من فضول لايسعدني .
فيصل ذهب في وجهة خاطئة فكل ما وارده خاطئ تماما أولا ياأخي أنا اناقش انتهازية شخص . هل تعني ماذا يعني ذلك ؟ دعك من العصر المايوي وتامل في زمننا الإنقاذي وأنت رجل من الداخل بمعنى انك قد عملت في هذه الصحافة في وقت فقد فيه اكثر من 700 صحفي سوداني مهنته بعد إنقلاب الانقاذ .. كيف أفهم أن تتجنى صحيفة يرأس تحريرها المرحوم على كوكبة من أفضل ماقدمته الصحافة السودانية من صحفيين خلقا وقدرات . إنهم الضوء الذي ينير عتمة ومتاهة الحاضر الذي يلف كل بلدنا الحبيب إنهم أبطال هذا العصر ومصدر أملنا جميعا في غد أفضل وديمقراطية مشتهاة للصحافة السودانية وحرية لكل الوطن. قل لي بالله كيف يكون مرتضى الغالي او فيصل محمد صالح وغيرهم من كوكبة نيرة محل افتراء من صحيفة كان هو رأسها . ( هل ترى حين أفقأ عينيك ) هكذا قال أمل دنقل . يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانتهازية فى الصحافة السودانية - بقلم د. طارق الشيخ (Re: WadAker)
|
4 ... ما قاله الأخ الباقر ليس سوى ذرة من فضائح ذخرت بها الصحافة السودانية ترى هل سنيعيش حتى تخرج القوائم التي تداولها السفارات الأجنبية بالخرطوم وتسخر من هوان الصحفيين السودانيين . ترى كيف يشعر رئيس تحرير الصحافة في عصرها المايوي وهو يقلب تلك السجلات المخذية هل سيقول لنا انه كان خيارا مايويا . أخي كمال أنت جزء من شباب اليوم فكروا بطريقة تحمي مستقبلكم الذي هو مستقبل الوطن . ولا حماية الا بالحقيقة وحدها . أنظر الان الى شهادة فرح بالتبشير بها الأخ فيصل واحمد الله أنني من سلالة مؤرخ السودان العلم محمد عبدالرحيم فلي ذاكرة أحمد الله عليها . يقول الخ حسن ابو عرفات أنني كنت في بداية مشواري .. نعم هذه حقيقة لكنني سبقته الى الصحافة كمحرر بالصحيفة فهو الذي انتقل من خانة متعاون مع الصحافة بعد تركه سلك التدريس والتحاقه للعمل بالصحيفة رسميا . ولهذه الصفة بالذات كان اول ما كلف به تغطية اخبار التربية والتعليم ولذا فهو استاذي لأنني أخذت التربية من بعده حينما غادرت قسم السكرتارية حيث تتلمذت على يد اصدقاء أعتز بهم الرشيد حميدة ومحمد عثمان مصطفى وصاحب الديوان الشعري الوحيد محمود الجراح . .. يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانتهازية فى الصحافة السودانية - بقلم د. طارق الشيخ (Re: WadAker)
|
5 ... وازيد أنه من أخبرني بعرض الوزير ولولا أن ذلك قد حدث فما حاجتي لكي اقول أنه فعل ؟ قال انه كان نائبا للقسم ربما حدث هذا بعد بداية الثمانينات وهذا امر لا دخل فيه لكن حينما يقول أنني كنت في بداية مشواري اوقل أن توفيق صالح رحمه الله كان رئيسا للقسم ومن يتولى بالنيابة عنه وحدث هذا في مرات قليلة كان ابن خالته شيخ ادريس بركات ( المحرر الدبلوماسي ) كما احب دائما أن يقرن اسمه . ثم تغطية القصر تلك تمت النقلة من التربية والتعليم الى القصر بعد ان هاجر احد أهم الصحفيين في الصحيفة آنذاك وأشطرهم كمخبر الأخ صلاح عبدالرازق شقيق صديقنا عبدالرحمن نجدي المعروف والذي كان يتولى أخبار القصر وكان بارعا في عمله كصحفي غير آبه بمايتطلبه ذلك من اهتمام وتطوير. وكنت دوما أقول لو ان صلاحا عرف كيف يدخن الكدوس شأن الجراح لكان من اهم الصحفيين في السودان . واكثر أن برنامج عوض احمد الذي كان مديرا للاعلام بوزارة التربية والتعليم ذلك جاء في مرحلة متأخرة بعد أن اوشك الرجل مغادرة الوزارة أي في الثمانينات وانا اتحدث عن فترة تمتد بين 1976 – 1979 حيث جاءنا ملحقا ثقافيا في رومانيا في بداية النصف الاول من الثمانينات حينما كنت انا طالبا في بلغاريا . وحتى الصوت الإذاعي فهو مجاز في السبعينات في الفترة التي اتحدث عنها وليس الثمانينات . واعود للقول ماحجتي للزج باسم صديق أكن له كل الحب لولا ان الأمر قد كان وهو بعضا مما نستعيد ذكراه حتى ونحن هنا في قطر . وعقلي حاضر وذاكرتي صاحية . أعود لصلب الموضوع واعرض من التاريخ أن حاكم العراق عمر بن هبيرة عرض على الإمام أبو حنيفة أن يشتغل في جهازه قاضيا ومسئولا اداريا به فأبى . ولما سئل عن السبب قال : لأن ابن هبيرة يقتل الناس على هواه . وقضى ابن هبيرة بجلد أبو حنيفة مئة جلدة قسطت على عشرة أيام . وكان الغرض من التقسيط أن يتراجع ويقبل بالوظيفة . لكنه أكمل المئة جلدة كلها حتى لا يأكل من زاد القتلة . وكفى .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانتهازية فى الصحافة السودانية - بقلم د. طارق الشيخ (Re: WadAker)
|
رد الاستاذ طارق الشيخ كاملا
حينما كتبت عن ( الانتهازية في الصحافة السودانية ) فقد فعلت ذلك وكما اوضحت في مقدمة المقال لعدة أسباب . ولأن الكتابة عمل لايحتاج لموسم أو مناسبة فهي تخرج في بعض الأحيان مدفوعة استجابة لفعل ما او قول ما . والكتابة مولود تخرج الى الحياة حينما يقتضي الأمر وحينما يخرج أحدهم عن جادة الموضوعية . وما كنت لأكتب في هذا الوقت بالذات لولا أنني متابع لكثير مما يكتب على هذا الموقع المقروء والمتميز على مابه من بشر ومن كتابات . وسبب آخر ماكنت لأكتب لولا أنني أتابع أخي كمال ضمن من اتابع على الموقع مخافة ان تجرفه موجة ( الكلام الساكت ) واطلاق الكلام دون حساب هكذا . اولا أقول حينما أكتب أعرف هدفي تماما ولم أحاول في يوم كتابة شيء لا أعرف كافة جوانبه قبل أن يخرج مني . فالكتابة مسئولية وامانة وليس هناك مصادفة فيما كتبت . لذا أقول للاخ كمال الذي أشكره على ما ابتدر به من مشاعر نحوي ، واترك له تقدير ما انتهى اليه من خلاصة ( الكذب ) . ... ولذا أبدأ بالتاكيد على شيء وحيد ورد في اسئلة الخ فيصل التي ألح عليها في حديثه معي وجها لوجه ثم اعادها ( بالشهود ) لإثبات الحقيقة . أقول ياهداك الله كنت محبا مقدرا لهذا الرجل المرحوم حسن ساتي الذي عرفته في مقتبل حياتي الصحفية . ثم جاءت لحظة اختياره التي اوردتها وصعقتني كما فعلت بأكثر عند اعز واقرب أصدقائه الذين ناصحوه وصبروا عليه حتى فارقهم مغادرا الى مكان لايشبهه بل لم يكن لديه مكان فيه وهو الذي جاهد وحرص على أن يكون هناك كما فعل حنا في قصته المشهودة ( لا محمد سمع به والمسيح قد تهنى به ) . من ناصحه ومن صمت حتى على ماكتبه حبا واملا في ان يعود المرحوم الى موقعه الطبيعي بين الناس فلم يكن مطلوبا من رجل مثل حسن ساتي أن يكسر قلمه ليدخل في مغامرة قاتلة ورحلة شائهة ليضع نفسه وبمثابرة في زمرة فاسدة كان هو يسخر مر السخرية من أحد أبطالها صاحب أخبار اليوم . ليس القضية أخي كمال قضية تنطع على احد ولا افتراء على أحد أو تنكر الى جميل الخصال السودانية لكن تلك أيام كان البقاء على المباديء كالقابض على الجمر . أنظر هناك الكثير من الصحفيين وأشباه الصحفيين عملوا في حكم النميري كدوا واجتهدوا وزادوا عن مايو كما لم يفعل قادتها .. دخل بعضهم من بوابة الأمن وتسلق بعضهم أسوار الأمن ليخبر ويوشي بزملائه . في هذا الجو كان كثيرا جدا ان تفقد القوى التي كان حسن ساتي احد أبرز قادتها والتي تنافح ظلم دكتاتورية دون ان يحدث ذلك حالة من الألم والغضب . لكنها الحياة بمنعطفاتها وبها متسع للجميع لأخذ اختياراته .. ولذا امام الناس وهذا الشعب الطيب القدرة دوما على الصفح وطي صفحات الماضي لأن الحياة تسير للأمام ، وهذا الإيمان والأمل وحده الذي جعل دوما الصبر والصمت أبرك وأفضل حينما يتعلق بقدر أناس نكن لهم قدرا من الاحترام على أمل . هذه واحدة . والثانية أمر الكذب الذي اجتهد الخ فيصل وثابر على إثباته . اولا أقول لاتعجبوا ولاتسخروا من شذرات كتبها الأخ والصديق الباقر موسى فكم كانت في تلك الأيام من مفارقات وشخصيات ضلت طريقها الى الصحافة . وهنا أعرج للحظة الى مااوردته القلب النابض وهنا أحسب نفسي أحدث الهواء لأنني لا اعرف مع من اتكلم واقول ان هذا الرجل الذي أرمز له بالحرفين فقط سيكون شقيا أكثر كثيرا مما لو قلت أنه فلان السمين أو الذي اهلكه السكري فهذا جزاء من اساء الفعل . لو كتبت أسمه وياله من فضول لايسعدني . فيصل ذهب في وجهة خاطئة فكل ما وارده خاطئ تماما أولا ياأخي أنا اناقش انتهازية شخص . هل تعني ماذا يعني ذلك ؟ دعك من العصر المايوي وتامل في زمننا الإنقاذي وأنت رجل من الداخل بمعنى انك قد عملت في هذه الصحافة في وقت فقد فيه اكثر من 700 صحفي سوداني مهنته بعد إنقلاب الانقاذ .. كيف أفهم أن تتجنى صحيفة يرأس تحريرها المرحوم على كوكبة من أفضل ماقدمته الصحافة السودانية من صحفيين خلقا وقدرات . إنهم الضوء الذي ينير عتمة ومتاهة الحاضر الذي يلف كل بلدنا الحبيب إنهم أبطال هذا العصر ومصدر أملنا جميعا في غد أفضل وديمقراطية مشتهاة للصحافة السودانية وحرية لكل الوطن. قل لي بالله كيف يكون مرتضى الغالي او فيصل محمد صالح وغيرهم من كوكبة نيرة محل افتراء من صحيفة كان هو رأسها . ( هل ترى حين أفقأ عينيك ) هكذا قال أمل دنقل . ... ما قاله الأخ الباقر ليس سوى ذرة من فضائح ذخرت بها الصحافة السودانية ترى هل سنيعيش حتى تخرج القوائم التي تداولها السفارات الأجنبية بالخرطوم وتسخر من هوان الصحفيين السودانيين . ترى كيف يشعر رئيس تحرير الصحافة في عصرها المايوي وهو يقلب تلك السجلات المخذية هل سيقول لنا انه كان خيارا مايويا . أخي كمال أنت جزء من شباب اليوم فكروا بطريقة تحمي مستقبلكم الذي هو مستقبل الوطن . ولا حماية الا بالحقيقة وحدها . أنظر الان الى شهادة فرح بالتبشير بها الأخ فيصل واحمد الله أنني من سلالة مؤرخ السودان العلم محمد عبدالرحيم فلي ذاكرة أحمد الله عليها . يقول الخ حسن ابو عرفات أنني كنت في بداية مشواري .. نعم هذه حقيقة لكنني سبقته الى الصحافة كمحرر بالصحيفة فهو الذي انتقل من خانة متعاون مع الصحافة بعد تركه سلك التدريس والتحاقه للعمل بالصحيفة رسميا . ولهذه الصفة بالذات كان اول ما كلف به تغطية اخبار التربية والتعليم ولذا فهو استاذي لأنني أخذت التربية من بعده حينما غادرت قسم السكرتارية حيث تتلمذت على يد اصدقاء أعتز بهم الرشيد حميدة ومحمد عثمان مصطفى وصاحب الديوان الشعري الوحيد محمود الجراح . ... وازيد أنه من أخبرني بعرض الوزير ولولا أن ذلك قد حدث فما حاجتي لكي اقول أنه فعل ؟ قال انه كان نائبا للقسم ربما حدث هذا بعد بداية الثمانينات وهذا امر لا دخل فيه لكن حينما يقول أنني كنت في بداية مشواري اوقل أن توفيق صالح رحمه الله كان رئيسا للقسم ومن يتولى بالنيابة عنه وحدث هذا في مرات قليلة كان ابن خالته شيخ ادريس بركات ( المحرر الدبلوماسي ) كما احب دائما أن يقرن اسمه . ثم تغطية القصر تلك تمت النقلة من التربية والتعليم الى القصر بعد ان هاجر احد أهم الصحفيين في الصحيفة آنذاك وأشطرهم كمخبر الأخ صلاح عبدالرازق شقيق صديقنا عبدالرحمن نجدي المعروف والذي كان يتولى أخبار القصر وكان بارعا في عمله كصحفي غير آبه بمايتطلبه ذلك من اهتمام وتطوير. وكنت دوما أقول لو ان صلاحا عرف كيف يدخن الكدوس شأن الجراح لكان من اهم الصحفيين في السودان . واكثر أن برنامج عوض احمد الذي كان مديرا للاعلام بوزارة التربية والتعليم ذلك جاء في مرحلة متأخرة بعد أن اوشك الرجل مغادرة الوزارة أي في الثمانينات وانا اتحدث عن فترة تمتد بين 1976 – 1979 حيث جاءنا ملحقا ثقافيا في رومانيا في بداية النصف الاول من الثمانينات حينما كنت انا طالبا في بلغاريا . وحتى الصوت الإذاعي فهو مجاز في السبعينات في الفترة التي اتحدث عنها وليس الثمانينات . واعود للقول ماحجتي للزج باسم صديق أكن له كل الحب لولا ان الأمر قد كان وهو بعضا مما نستعيد ذكراه حتى ونحن هنا في قطر . وعقلي حاضر وذاكرتي صاحية . أعود لصلب الموضوع واعرض من التاريخ أن حاكم العراق عمر بن هبيرة عرض على الإمام أبو حنيفة أن يشتغل في جهازه قاضيا ومسئولا اداريا به فأبى . ولما سئل عن السبب قال : لأن ابن هبيرة يقتل الناس على هواه . وقضى ابن هبيرة بجلد أبو حنيفة مئة جلدة قسطت على عشرة أيام . وكان الغرض من التقسيط أن يتراجع ويقبل بالوظيفة . لكنه أكمل المئة جلدة كلها حتى لا يأكل من زاد القتلة . وكفى .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانتهازية فى الصحافة السودانية - بقلم د. طارق الشيخ (Re: كمال علي الزين)
|
الأخ الدكتور طارق الشيخ
السلام عليكم
كامل الإحترام
Quote: أعرج للحظة الى مااوردته القلب النابض وهنا أحسب نفسي أحدث الهواء لأنني لا اعرف مع من اتكلم واقول ان هذا الرجل الذي أرمز له بالحرفين فقط سيكون شقيا أكثر كثيرا مما لو قلت أنه فلان السمين أو الذي اهلكه السكري فهذا جزاء من اساء الفعل . لو كتبت أسمه وياله من فضول لايسعدني . |
يا أخي أنا ايضا لا اعرفك ولست من جيلك .. فقط ابديت رأيي أنك صرحت باسم حسن ساتي وهو رحل عن دنيانا..
فأنت لا تحدث الهواء تحدث شخصا يكتب وترى كتابته بغض النظر عن من هو او من هي هذه الشخصية...
فأنا اسمي سهير ..إن كانت الأسماء تضيف لوجهات النظر بعداً
وبدأنا العراك حول صحة ما رويت .. ولست مشككة ولكنني باحثة عن الحقيقة
وطلبت كتابة اسم الشخص ليس فضولاً ولكن ليتحرى القارئ مما يُُكتَب ..
وانا هنا أعني ما اوردته في نهاية المداخلة ولا زلت عند رأيي ليس فضولاً ولكن رغبة في التحقيق ..
أخي الدكتور طارق الشيخ نحن جيل تعب من كثرة الرويات من أجيال سابقة تحتفظ بالمعلومة حتى القبر ...
وعندما تأتي لحظة حاسمة لباحث أو حتى لحظة تجلي يحكي فيها أحدهم شئ تنبري أقلام من كل بقاع الدنيا وتصرخ في وجهنا ما كتبه فلان غير
صحيح والصحيح هو هذا وهذا ... الخ
تكرر هذا الأمر ليس في مجال كتابة تأريخ الصحافية والصحفيين بل في تاريخ القبائل والاشعار والاغاني المواقف السياسية والسياسيين
سيرة الأبطال وسيرة الخائنيين ..
تحدثت من هذا المنطلق وربما لم أكن لاعود لأعرف من الذي تعني بقدر ما كان حرصي على المنهج في الكتابة ..
فلنتحدث حتى عن الذين نعتقد أن تأريخهم مخزي وليكن ذلك في حياتهم فإما تواروا وإما صححوا . حتى لا نجرم في حق انسان ونكتب عنه وهو
لايستطيع ان يبر أو يصحح أو حتى يعبر عن رأيه بغيابه عن الدنيا..
هذا هو المنهج الذي أدعو له
ومن يتصدى لمهمة خاصة يجب أن يتحمل في سبيلها كل شئ
ومهمة التوثيق ليست من المهام السهلة ..
فكل شئ فيها يجب أن يمر عبر محك المصداقية العالية ..
لأن لكل جيل علله
ولكل جيل حادثات تتحكم في تصرفاته..
لذلك حتى الكتابه خارج إطار الواقع الإجتماعي والسياسي والثقافي لن تكون معبرة عن مدلولاتها في وقتها ..
فمحاكمة أي حدث تاريخي بمعايير ظرف زماني مختلف تختلف ..
...
أكتب عن من تشاء ولكن أرجو أن تكون الصراحة أحد اعمدة المصداقية التي يرتكز عليها المتلقي,,
تحياتي وكامل احترامي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الانتهازية فى الصحافة السودانية - بقلم د. طارق الشيخ (Re: القلب النابض)
|
Quote: الأخ الدكتور طارق الشيخ
السلام عليكم
كامل الإحترام
Quote: أعرج للحظة الى مااوردته القلب النابض وهنا أحسب نفسي أحدث الهواء لأنني لا اعرف مع من اتكلم واقول ان هذا الرجل الذي أرمز له بالحرفين فقط سيكون شقيا أكثر كثيرا مما لو قلت أنه فلان السمين أو الذي اهلكه السكري فهذا جزاء من اساء الفعل . لو كتبت أسمه وياله من فضول لايسعدني .
يا أخي أنا ايضا لا اعرفك ولست من جيلك .. فقط ابديت رأيي أنك صرحت باسم حسن ساتي وهو رحل عن دنيانا..
فأنت لا تحدث الهواء تحدث شخصا يكتب وترى كتابته بغض النظر عن من هو او من هي هذه الشخصية...
فأنا اسمي سهير ..إن كانت الأسماء تضيف لوجهات النظر بعداً
وبدأنا العراك حول صحة ما رويت .. ولست مشككة ولكنني باحثة عن الحقيقة
وطلبت كتابة اسم الشخص ليس فضولاً ولكن ليتحرى القارئ مما يُُكتَب ..
وانا هنا أعني ما اوردته في نهاية المداخلة ولا زلت عند رأيي ليس فضولاً ولكن رغبة في التحقيق ..
أخي الدكتور طارق الشيخ نحن جيل تعب من كثرة الرويات من أجيال سابقة تحتفظ بالمعلومة حتى القبر ...
وعندما تأتي لحظة حاسمة لباحث أو حتى لحظة تجلي يحكي فيها أحدهم شئ تنبري أقلام من كل بقاع الدنيا وتصرخ في وجهنا ما كتبه فلان غير
صحيح والصحيح هو هذا وهذا ... الخ
تكرر هذا الأمر ليس في مجال كتابة تأريخ الصحافية والصحفيين بل في تاريخ القبائل والاشعار والاغاني المواقف السياسية والسياسيين
سيرة الأبطال وسيرة الخائنيين ..
تحدثت من هذا المنطلق وربما لم أكن لاعود لأعرف من الذي تعني بقدر ما كان حرصي على المنهج في الكتابة ..
فلنتحدث حتى عن الذين نعتقد أن تأريخهم مخزي وليكن ذلك في حياتهم فإما تواروا وإما صححوا . حتى لا نجرم في حق انسان ونكتب عنه وهو
لايستطيع ان يبر أو يصحح أو حتى يعبر عن رأيه بغيابه عن الدنيا..
هذا هو المنهج الذي أدعو له
ومن يتصدى لمهمة خاصة يجب أن يتحمل في سبيلها كل شئ
ومهمة التوثيق ليست من المهام السهلة ..
فكل شئ فيها يجب أن يمر عبر محك المصداقية العالية ..
لأن لكل جيل علله
ولكل جيل حادثات تتحكم في تصرفاته..
لذلك حتى الكتابه خارج إطار الواقع الإجتماعي والسياسي والثقافي لن تكون معبرة عن مدلولاتها في وقتها ..
فمحاكمة أي حدث تاريخي بمعايير ظرف زماني مختلف تختلف ..
...
أكتب عن من تشاء ولكن أرجو أن تكون الصراحة أحد اعمدة المصداقية التي يرتكز عليها المتلقي,,
|
| |
|
|
|
|
|
|
|