فن المُسادير

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 07:02 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الوليد قسم الباري محمد علي(khaleel)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-05-2002, 01:32 AM

khaleel
<akhaleel
تاريخ التسجيل: 02-16-2002
مجموع المشاركات: 30134

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فن المُسادير

    .....تــــــــــــراث


    فن المُسادير

    كلمة المُسدار مشتقة من الفعل سدر بمعني ذهب او ورد ، وتحتمل هذه الكلمة عدة معاني مرتبطة بالاشتقاق الذي ذكرناه ، فالمسدار في البطانة " وسط السودان " يعني المرعى أو المورد الذي تتجه اليه البهائم . ولفروع وبطون القبائل المختلفة مسادير معلومة تسدر اليها مواشيهم طلباً للماء والكلأ , وقد استعمل عبد الله ابوسن شاعر قبيلة الشكرية كلمة مسدار في هذا المعنى حين قال :



    عنــــاق الاريل المسدارهـــــــــا جَبــرة

    تحدِّثنــــي حديثـــــــاً كُلــــــــّوْ عَبـــــرة

    أنا إن جَنَّيـــــت قط ما ظنَّـــــي بَبْــــــره


    واستعملت بعض القبائل الاخرى كلمة المسدار في هذا المعنى ، فقال ود ضحوية شاعر قبيلة الجعليين :



    مادام بت أم قجة* واردة وصادرة بي المسدار
    *وأم قجة هي الناقة.

    وكلمة مسدار تعني القصيدة ، واستعمل هذا المعنى في القصائد الغزلية من فن " الدوباي " أو الدوبيت وقصائد المدح النبوي . وقد وردت كلمة مسدار في هذا المعنى في بعض المدائح النبوية مثل قصيدة "حاج الماحي " "شوقك شوى الضمير " التي يقول فيها :



    الشمــــس في العِصيَر ردّاها وجات الــــعـِيـر
    يا اخواني بـــي تشمير* شيلو لِيْ المســــادير

    تشمير : شمر عن ساعده ، أي اجتهد .

    فالمسدار يمثل نوعاً معيناً من القصائد الشعبية التي تسير على نمط الرجز الرباعي، وهي شبيهة بالقصائد العربية القديمة ، وتعني بسرد ومتابعة رحلة الشاعر إلى ديار محبوبته . وقد تكون هذه الرحلة واقعية كما في مسدار " قوز رجب " للشاعر" الصادق حمد الحلال" ، أو خيالية كما هو الحال في كثير من المسادير . واحياناً تكون الرحلة مجرد رصد وتتبع لسير الحسان كما في " مسدار الصيد " للحاردلو .

    وفي بعض الاحيان تكون هذه الرحلات زمانية تعنى بتتبع منازل وفصول العام مع ذكر عواطف الشاعر المتأججة ولوعته لفراق محبوبته . يدل هذا النوع من المسادير على معرفة ودراية تامة بعلم الفلك والظواهر الطبيعية المختلفة التي تواكب الانواء و " المنازل " المختلفة للنجوم ، وخير مثال لهذا النوع مسدار الشاعر"عبد الله ود شوراني" الذي يستهله بقوله :

    غاب نجــــــــم النَطِح* والحر علينا إشتدَ

    ضَيـَّـقـْنـــــا وقِصــــــر لَيلُو ونهــــارُوْ إمتدَّ
    نَظِرة المنـــــــــــُّو للقانون بِقيـــت إتحدَّى

    فتحـــت عنــــــدي منطقـــة الغُنا الإنســَدَّ

    يخبرنا الشاعر عن غياب نجم النطح واشتداد الحر وقصر الليل، وكل هذه الدلالات الطبيعية تصاحب " عِينة " النطح وهي مؤشر لدخول فصل الصيف و النطح : اول " عينة " من " عين " الصيف .

    وكثيراً ما نجد أن المسادير تحكي قصة حول الشاعر وحبه ، وتصف مجبوبته وكيفية الوصول اليها ، وعليه يمكن اعتبارها شعراً قصصياً . الا أن عناصر القصة لا تكتمل في جميع المسادير رغم تغلب الطابع السردي على جزء غير يسير منها . واذا اخذنا كلمة المسدار بمعناها الشائع ، أي" القصيدة التي تحكي رحلة الحب " زمانية كانت أو مكانية وتطرقنا للمعنى الآخر الذي يرمز للمرعى والمورد ، يتضح الارتباط الوثيق بين هذين المعنيين ، فالإبل يشتد بها الظمأ فتشتاق للمورد العذب ثم تسدر إليه . وفي الصورة الثانية نجد أن الشاعر يشتد هيامه بمحبوبته ويزداد شوقه إليها ، فيسعى نحو ديارها مدفوعاً بحرارة الشوق ، حتى يصل فيطفئ ظمأ اشواقه بلقياها . ففي كلا الحالين هنالك ظمأ وشوق وارتواء غير أن الصورة الاولى حسية والثانية تمثل صورة معنوية ، ويتضح مما سبق أن هنالك تداخل وترابط نفسي يقارب بين المعاني المختلفة لكلمة مسدار ، كما يقارب بين موضوعه ومضمونه والشخصيات التي يرتكز عليها . فالشاعر والمحبوبة ، والجمل والبيئة التي تتم فيها الرحلة ، كل هذه العناصر تكوّن وحدة نفسية متداخلة يحاول الشاعر الربط بينها ما وسعه ذلك ، فالشاعر عندما يتذكر ما سيجد من متعة ونشوة عند وصوله ديار المحبوبة يعلم أن جمله سيصادف مثل حظه من المتعة والراحة ، وهو لا يتوانى في أن يبشر الجمل بذلك ، فهاهو الشاعر " احمد عوض الكريم ابو سن " يحدثنا في مسدار " الصباغ " كيف أن محبوبته تأمر من يقوم على خدمتها بأن يعنى بأمر جمل الشاعر ويوفر له " العلوق " الكلأ :



    أرُبْطو الجـــــــــانا ضامر لا كَبد ولا كرشة

    سحّار الغروب جيب لي العلوق بي الورشة
    نفِّصــــــنْ المراتب ؤطرَّحن بــــــي الفُرشة
    داير يبــــــرى جرحاً في القلب مُــو خرشة


    وفي كثير من الاحيان لا تحتاج جِمال شعراء المسادير إلى التذكير بما ستجده من عناية عند ديار المحبوبة ، فهي لا تحتاج إلى من يحثها على السير إذ انها تتحرك بإيعاز داخلي ، فديار المحبوبة هي المرتع والمرعى الخصيب. ويصور شاعر " مسدار رفاعة " تلك الصورة تصويراً بارعا حين ما يحكي عن حال بعيره قائلاً :



    ضهــــر قلعة مبـــــارك جيتــــــو تلعب شد

    منعت اللســـــَّة* والكُرباج وقولة " هد "*

    علــــــى التالاك إحســـــــــــان رزقو ما بِنْعد
    يومك كُلـــــّو تمصع ما انلحـــــــــق اليك حد



    اللسة : تحريك الدابة للسير ، هد : لفظة تقال للإبل حثا على السير . تمصع : تجتر الطعام
    في ما يختص بتسمية المسادير التي تحكي الرحلات المكانية ، عادة ما يطلق اسم القرية او المدينة التي تبدأ منها الرحلة على المسدار ، ويتضح ذلك في كثير من المسادير مثل " مسدار رفاعة " و " مسدار ستيت " و " مسدار الصباع " .

    ويعتبر المسدار وثيقة هامة تبرز شتى العناصر الثقافية وتفيد كثيرا في دارسة تاريخ وتطور الادب السوداني وفي التغيرات الاجتماعية المختلفة التي تطرأ على البيئة السودانية .

    وكما اسلفنا يوجد نوعان من المسادير ، احدهما يصف الرحلة عبر المكان ، والآخر يهتم بالزمان :



    المسدار المكاني :

    مسدار رفاعة :

    يهتم المسدار برسم خارطة الرحلة وبيان معالم الطرق مع ذكر وتوضيح القرى والمدن والجبال والوديان التي تقع بين بداية الرحلة ونهايتها ، واثبات هذه المواضع ومعالم الطريق لا يتم بطريقة عفوية ، بل يتبع الترتيب الطوبغرافي لهذه المعالم ، وهذه الخاصية من خواص المسدار تضع بين يدي المتلقي معلومات جغرافية متكاملة عن البيئة التي تدور فيها احداث المسدار.



    المسدار الزماني :

    مسدار النجوم لعبد الله ود شوراني :

    يمثل هذا النوع من المسادير سجلاً حافلاً بالظواهر الفلكية وما يرتبط بها من تغيرات في المناخ وطبيعة الارض وفقاً لتداول الايام والفصول ، هذه الثقافة البدوية التي يرصدها ويصورها المسدار الزماني خير تصوير ترتكز على التقسيم الفلكي الذي انتهجه العرب ، فالسنة تنقسم إلى اربعة فصول ينقسم كلٌ منها إلى سبع " عينات " وكل عينة تستمر حوالي ثلاثة عشر يوماً بالتقريب .

    ويكون تقسيمها كالأتي :

    " عين " الصيف هي :

    النطح ، البطين ، الثريا ، الدبران ، الهكعة ، الهنعة و الذراع .



    وتتكون " عين " الخريف من :

    النترة ، الطرفة ، الجبهة ، الخيرصان ، الصرفة ، العوا و السماك .



    "عين" الشتاء هي :

    عريج ، الغفر ، الزنبان ، الاكليل ، الشولة ، البُلد والنعايم .



    " عين " الربيع هي :

    سعد ذابح ، سعد السعود ، سعد الاخبية ، سعد بُلع ، الفرق المقدم ، الفرق المؤخر والحوت .

    ومجمع هذه العين ثمان وعشرون .

    يتكون مسدار النجوم لعبدالله ود شوراني من ثمان وعشرين رباعية شعرية بحساب رباعية واحدة لكل " عينة " . يتتبع المسدار فصول السنة الاربعة ، ويعدد عين كل فصل من هذه الفصول مبيناً ما يصحبها من تغيرات مألوفة في بيئة الشاعر ، فإذا اخذنا الرباعية الاولى التي ورد ذكرها في السابق والتي يقول فيها الشاعر :



    غاب نـــــــــــــم النطح والحر علينا اشتدَّ
    ضيَّقنــــــا وقِصر ليلـــــــــــو نهارو إمتدَّ

    نظِرة المنو للقــــــــــــــانون بقيت إتحدّى

    فتحت عندي منطقـــــــــــــــة الغُنا الإنسدَّ


    يخبرنا الشاعر في هذا المقطع عن غياب نجم معلوم واشتداد الحر وقصر الليل وطول النهار ، وكل هذه الدلالات الطبيعية تصاحب " عينة " النطح وتنذر بدخول فصل الصيف . ويصف كل " عينة " يمر بها الشاعر في رحلته الزمانية ويعدد الظواهر التي تصاحب هذه العينة . وإذا كان المسدار الذي يصف الرحلة المكانية يعطي مسحاً جغرافياً لطبيعة الاقليم الذي تتم فيه الرحلة ، فالمسدار الزماني يعطي مسحاً مناخياً وفلكياً للعام الذي تتعاقب ايامه على الشاعر .

    تمثل الثقافة التي نجدها في المسادير نوعاً من المعرفة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالحياة فهي بمثابة الضرورة المعيشية ، فالمعلومات الفلكية والمناخية المتضمنة في " مسدار النجوم " توجه إلى مواعيد الزراعة والحصاد وغيرها من الاشياء التي ترتبط بحياة الناس . وكثيرا ما يتم التوجيه والتعريف بعلم الفلك على يد رجل عالم بأمر الفلك يسمونه " النَجّامي " في مثل هذه البيئة البدوية ، ولهذا العالم مرتبة ومكانة مرموقة بين الناس فهم يستشيرونه في مواعيد الزراعة والحصاد والزواج والاسفار وغيرها من الامور المتعلقة بالمناخ وظواهر الطبيعة ، فهو بمثابة ضابط الزمن بالنسبة للمجتمع البدوي الذي يحتاج لمن ينظم علاقته ومعاملاته مع الطبيعة .

    بعض المجتمعات البدوية تسمي هذا الفلكي " السوسي " ولعلها مشتقة من الفعل ساس ، أي قام بالأمر . في الرباعية التالية من شعر البوادرة تتضح وظيفة " السوسي " كضابط للزمن ومُوقِّع للمنازل . يقول الشاعر متغزلاً :

    أخبـــــــــار ذِكْركْ الفي خسوســــــــــــــي*

    وصلن عندي محفوظات بقن في الدوســي*

    القت سيف برنجو* ومحددنــــــو لبوســي
    خلن قلبـــــي يلعب زي نتيجة السوســـــي*



    خسوسي : أي التي تخصني ، الدوسي " الدوسيه " : الكلمة الفرنسية المعروفة وهي بمعنى سجل أو دفتر ، برنجو : لعلها من كلمة برنجي التركية الاصل ، وهي بمعنى ممتاز أو اول ، السوسي : الفلكي.



    شعراء المسادير :

    احمد عوض الكريم ابو سن :

    تاريخ الميلاد : 1908م

    مكان الميلاد : ريرة بالبطانة " وسط السودان "

    القبيلة : ينتمي إلى قبيلة الشكرية " فرع السناب " .



    الصادق حمد الحلال : لقب واشتهر ب" أب آمنة "
    مكان الميلاد : الصفيا بالبطانة " وسط السودان "

    القبيلة : ينتمي إلى قبيلة الشكرية .



    عبد الله حمد ود شوراني :

    مكان الميلاد : الفزاريات بالبطانة " وسط السودان "
    القبيلة : ينتمي إلى قبيلة المرغوماب فرع الناصحاب .



    العاقب عبد القادر موسى :

    مكان الميلاد : قيلي .

    القبيلة : ينتمي إلى قبيلة الشكرية .



    ابراهيم الفراش :

    تاريخ الميلاد : 1847 م

    مكان الميلاد : بربر " نهر النيل "

    القبيلة : هو من اصل مصري .



    عبد الله ابوسن :

    هو إبن شيخ الشكرية احمد بك عوض الكريم ابوسن الذي ولي حاكماً على مديرية الخرطوم والجزيرة ، وهو اول حاكم سوداني يتولى هذا المنصب ، ولد عبد الله ابان العهد التركي وعاش جزء غير يسير من حياته في عهد المهدية ، توفي في عام 1909م .



    البيئة والتشبيهات :



    يرتبط الشاعر الشعبي بالبيئة من حوله ارتباط وثيق ، ويتفاعل معها وينفعل بها ، فهو يعرف طيورها بأسمائها وخصائصها ويعرف زرعها في مراحل نموه المختلفة ، حيواناتها ووديانها .....الخ . فالعلاقة بين الشاعر وبيئة علاقة شبه انسانية تتسم بالتفاعل والحوار . فمثال لذلك العلاقة بين الشاعر وجمله ، فالشاعر يتغزل في جمله ، ويفتخر بأصالته ، ويتحدث إليه ، ويستمع إلى حدثه ، ويشكو اليه ، ويصغي إلى شكواه ، ويحزن لمرضه .

    يتضح مما تقدم انه قبل تفهم التشبيهات الصادرة عن البيئة لابد من فهم علاقة الانسان بالطبيعة في هذه البيئة ، فتذوق التشبيهات المتضمنة في شعر المسادير بكل ابعادها يستوجب في المكان الاول ادراك هذه الصلة التي تربط الطبيعة بالانسان والانسان بالطبيعة .

    التشبيهات التي ترد في المسادير هي في الغالب نفس التشبيهات الشعبية المتداولة بين العديد من القبائل وفي انماط مختلفة من الشعر الشعبي السوداني ، فالحس الشعبي متشابه وهو مستمد من بيئة تكاد تكون متشابهة ، ومن النادر أن تجد تشبيهاً يعتمد على الحس الفردي للشاعر ولا يستمد وجوده بطريق مباشر أو غير مباشر من الحس الشعبي . وحتى هذا النوع من التشبيهات تتبناه المجموعة وتعيد صياغته في قوالب مختلفة وبذا يخرج من الفردية ويتحول إلى نطاق الشعبية .

    هذا النوع من التشبيهات قليل في المسادير ونورد منه على سبيل المثال هذه الرباعية التي يشبه فيها الشاعر " احمد عوض الكريم ابو سن " جمله في سرعته بمن يقوم بعملية تهريب توقعه تحت طائلة القانون وتجعله يجتهد في الهرب والفكاك من السلطة :

    شَافْ ضَهَرْ أمْ سَريبة وسَوَّى قودُْوْ رحيحْ

    دَهْمــــــَانيتُوْ جَاهَا مطبــــــِّق المُرّيَــــــــح

    تَقول دِيكْ النِعـــــام الشاف بنات الريـــــِحْ

    ولاّ الهَرَّبْ الممنــــــوع بَلا تَسْريـــــــــــحْ



    التشبيهات التي نجدها في المسادير تتسم بالتكرار ، والاخيلة التي تستمد كيانها منها متقاربة ومتشابهة ، ومن الصور الشائعة تشبيه المرأة بالصيد والمهر والزرع في اطوار نموه المختلفة وبالحاكم والقائد ورائحتها بالمسك ونفسها بالدُعاش وهو رائحة المطر ، ويشبه الجمل في كثير من الاحيان بالنعام والسكران والسحاب .

    ومن تشبيهات المرأة :

    تشبه المرأة بـ " البُرّيبة " وهي الصيدة :



    طِريتْ بُرّيبــــــــة الوادي أب عَســـــــــَاين

    تَريع القَلبْ صحيـــــح وِكتينْ تعايـــــــــــن


    ومن تشبيهات المرأة بالزرع في مراحله المختلفة :

    شبهت المرأة بـ" اللتيبة " وهي القصبة المخضرة النادية :



    لتيبـــــــاً سيلُه يدلِق لي النهــار ما تْجاففْ


    وشبهت كذلك بـ " الفوسيب " الذي تسقيه السواقي التي يديرها الثور المتمرس :



    فوسيب السواقــــــي البي اللدوب شَرَبـــان


    كما شبهت بما يزرع في الارض القرير وهي اجود انواع الارض :



    مَسَاكْ شَتـــل القرِيرات العروقـــــــــو رَوايا



    وتشبيه المرأة بالمهرة ، وفي هذين البيتين يخاطب الشاعر جمله قائلاً :



    رُباط الشايــــــــــــــة والعيش العليهو مماقِر
    جابك بدري عند تابـــــرْ السبيكــــــــة وعاقر

    العاقر : أي التي لم تلد .

    وكذلك شبه شعراء المسادير المرأة بالقائد :



    عند القائد الصـــــــــــفَّّتْ جِنودوْ مِحاربــــــــة
    تَلقى التاج يلَصــــــــــــِّف والنياشين ضاربة .



    كما تشبه بالحاكم الذي يقضي ويصدر الاحكام :



    واغْل الاصدرت أمر القضــــــــــــــــــــا والإفتا


    وفي بعض الاحيان يوصف هذا الحاكم بانه جائر :



    الحاكِمنــــــا جَور من غير سُؤال وجنيـــــــــة
    مُهرة عِدة تقدل بي العنــــــــان مَتْنيـــــــــــــة



    وفي وصف الجمل نجد كذلك العديد من التشبيهات المتشابهة والمتكررة ، فتكثر صورة النعام الهارب أو الذي تطارده الوحوش أو تفزعه الاصوات . في الشطر التالي يشبه الشاعر جمله بالنعام الذي أفزعه صوت الطبول :



    سِوسيــــــــــــو* النِعام الزعزعنـــــــــــو شَرِاتي


    *سوسيو : لفظ دارجي يطلق على صغير الدجاج او النعام



    وفي البيت التالي يشبه الشاعر جمله بديك النعام المَسَّربْ أي المطارد أو الذي تطارده الخيول :



    تقول دِيك هِضْلِمــــــــــــاً بي الخيل مَســــــــرَّب


    وكذلك شبه الجمل بالسحاب وبـ " تيس الرواين " أي قائد الظباء ، ويكثر في المسادير تشبيه الجمل بالسكران ومثل قول ود الفراش :

    قَطَع دَنَّايْ ســــــــــــِرِىْ وفات العرايـــــــــــــش

    تقـــــــــــــول سكران يلـــــج في خَبُّو دايــــــش


    وفي الاونة الاخيرة انبهر الشاعر الشعبي بالصورة الحضرية الوافدة اليه من المجتمع المدني وجعل منها مرتكزاً جديداً لتشبيهاته ، ويكثر هذا النوع من التشبيهات في مسادير المعاصرين من الشعراء امثال احمد عوض الكريم ابوسن والصادق حمد حلال ، ويشبه " ود حلال" جمله " القمري " بالقطار في سرعته حين يقول :



    تقــــــــول القمري الشايبة الفاجِر الهجلوبـــــــة
    ولاّ الطبَّ في الباقيــــــــر ؤوجَّه سوبـــــــــــــــا



    وشبهت حركة كف الجمل عند الإسراع في الجري بماكينة الخياطة ، يقول " ابراهيم الفراش" واصفاً سرعة جمله :



    عَتــــــــــــــُودْ الدْقَدقْ المـــــــــــــــــِنْ قَامْ نَشِيط

    عصـــــــــاقيلاً تَخَلِّي الكــــــــــــــــــــــــُور يعيِّط

    تقُولـــــــــبْ إيدك تقول مكنة مِخَيِّــــــــــــــــــط
    بلا سِـــــــــت ريدي ما أظِنـــــــــــَّك تَبَيِّــــــــــتْ



    وهنالك جانب آخر بلغ فيه شعراء المسادير غاية الابداع والروعة وهو تصوير الانفعالات وخلجات النفس ، ولاشك أن الخروج بالتشبيهات من طور تصوير المحسوسات إلى المعنويات يستلزم مقدرة فائقة ، وقد عمد بعض شعراء المسادير إلى خلق تمازج وانسجام تام بين عناصر الطبيعة والانسان ، وتمكنوا من خلال ذلك من تصوير انفعالاتهم من شوق ولهفة ورغبة ورهبة ، وفي هذه الابيات يشبه الشاعر شدة شوقه ولهفته عند رؤية محبوبته بالجمل قبل تقديم العلوق إليه ، فالجمل عند رؤيتة للعلوق يفقد صبره ويزداد تلهفه ويشرئب بعنقه فكأن الشاعر يحس وجدان الجمل :

    مشيت وجيت لقيت دَلُّو السلوقــــــــــيْ

    يجوني الناس يِعِجُّــــــــــــو يقيفُو فوقي

    شاكي الغَلبـــــة لاكين جَدَّ شوقــــــــــــي

    مِتِل جمل العَلـــــــــــوق كُل حين أهَوقِي



    تتسم التشبيهات في المسادير بوجه عام بأنها مستمدة من البيئة البدوية الرعوية نسبة لارتباط المسدار بالأسفار وحياة الترحال و" الشَيوم " نحو ديار المحبوبة ، وعادة ما تكون تلك الأسفار بالإبل فهي الوسيلة المتاحة للسفر ، ثم ارتباط الإبل بالحياة الرعوية البدوية جعل المسادير تدور في فلك البادية ، لذلك نجد أن الكثير من التشبيهات التي تعرضنا لها من صلب الحياة البدوية .



    نماذج من شعر المساديــــــــر


    مسدار الصُباغ
    للشاعر احمد عوض الكريم ابوسن



    دَنَّـــــاىْ القَفـــــــــــــَارات*ْ البِعرْف العوم

    نَقضـــــتَ عليقْتُو بَاكرْْ بيهو قَصْدي شَيوم*

    كــــــان سَهَّل علينـــــــا الواحد القيُّـــــــوم

    بَشوف بُوْ الكـافي قاعِد ومِنْ وسِطْ مقسوم

    القفارات : السهول ، الشيوم : الرحلة إلى ديار المحبوبة

    ***

    لَيْ تعبنــــاً مطِّـــولْ مِنُّو خِلاي حَابْســــــــُو

    جِبتــــــــُو الليلة وتْبوبَحْ ضَرَبْ فوقْ يَابْسـُو

    ابو خَداً بيلْمـــــــَع بالــــغضب مــــُو عَابْسُو

    مِتْـــــــوطي الحِشـــــــَمْ تُوبْ المَحامِدْ لابْسُو

    ***

    مَرَقْ مخَلـــوفْتُوْ وقَيت*ْ فُوقُوْ لَشَّق*ْ طَافـــُوْ*

    شَدَّيتــــُو ومغَيت ســــــــير القُشاطْ في هَافُو

    عَشِيّــــــة رُقَادِي عِند الكامـــــــلات اوصَافُو

    افْدَعْ جِيد واهْيـــــــف وعَاليــــــــــَات ارْدَافُو

    وقيت : هيأ ، لشق الطافة : رفعها لتستقر وترتاح فوق سنام البعير، الطافة : هي الحشية التي تشد فوقها المخلوفة وهي تصنع من الجلد وتوضع بين الجمل والمخلوفة حتى لا تؤذي المخلوفة ظهر الجمل .

    ***

    مِنْ الشــــــــَايَة* قَامْ هَابِر* بِي كَاربْ الزومْ

    عَارفْ اليـــــــــــُوم مِباشْرك بِي دَفَاق الدُّوم*ْ

    عَلىِ الحَاويِّتو هــــــــَامْ مردَهْ أب شَراياً كُومْ

    سيت الدَابِـــــــــي جاك وتْسِوسِو البــــَعَشوم

    الشاية : حبل يقيد به الجمل من رجليه ، هابر : من الفعل هبر أي انفك وانطلق، الدوم : أو الدومات اعلى الرأس ، والمعنى أن الشاعر يتوقع أن يتصبب العرق من رأس جمله من شدة سعيه نحو ديار المحبوبة .

    ***

    غِشيتْ عِدْ الصُّبـــــَاغْ نَشَّـــحْتُو فِيهُو نَشَاح*ْ

    خَتَرْ واتــــــــــــِوَجَّه الغَافي المِسِن لُوْ وِشَاحْ

    النشاح : مجرد تذوق الماء ثم المنع منه دون ارتواء.

    عَلي سِيدْ الجمـــــــــال ابُوْ مُدْفعـــــــاً رَشَّاحْ

    قَنَّبْ يِحـــــــَاكي في تِعلْ الخــــــــــَلا الكَشَّاحْ

    ***

    جَاءُ بــــــَاري الْعُطـــاش تِيس الرَوايِن* دَاحْ

    كُورُو يَجِضْ مِتــــِل كَلــــــــــــْب الخَلاَ النَبَّاحْ

    هَجـــــــام دكة*َ الرَعْنــــــــــاْ* امْ عَبيراً فاحْ

    مَصـــــــَعْ واتْهبْلع* الرِبْد* الوَطَاطــُو صَباحْ

    الرواين : جمع روينة وهي السرب من الظباء أو حمر الوحش ، الدكة : مكان نزول العرب ، وهي المرتفع من الوادي وعادة ما ترمز لديار المحبوبة . الرعناء : أي الرنعاء وهي الفتاة البضة اللدنة ، المصعي والهبلعة : ضرب من سير الابل ، الربد : النعام .

    ***

    وَخَرْبِي القـــِرُون* شَافْ أمْ عِشَيـــرة* زَوالْ

    قَصـــــــْدو يَقَصِّرْ النَقَع الشِـــــــروفُو طُوَالْ

    عَلي هجيـــــــم الدكَكَا متُوتْلـــــة* بِي الدَوَّالْ

    شَدَّّ هَســـــــِالو*ْ شََّمر ؤشَنَّقْ الســــــــروالْ

    القرون : اسم لقلعات بين أب قرف والعطشان تقع على خط عرض 52/13 شمال وخط الطول 23 شرق . ام عشيرة : اسم موضع في نفس الجهة . متوتلة : متراصة ومتتالية . الهسال : الرسن .

    ***

    عِنْد الــــــوادي هَا الايِدُو جَاتـــــــــــــُو تَقِنْ

    قَطَعْ في رَاســـــــُو كاس مَنْتــَة وقَزَازَة جِنْ*

    عَلى هجوم السَحِى ألما بجيبْ كلام غِير حِنْ

    كَضـــــــــَمْ القِيدْ وحِس كُورُو جَوالسُوْ تَطِنْ

    المنتة والجن : انواع من الشراب المسكر .

    ***

    بينَــــــك وبيِن بِلـــــودْ العِنْدو فُوقْنَا حَقوقْ

    جَاكْ صَيَّا*ً مَفَاســــــِح وفي وطَاطُو شِقُوقْ

    عَلى سُكــــــــّرْ نبات الفي العِــــلبْ مَدْقُوقْ

    قَمــــــــــــاري الجَالسَة خَلّيتِنْ يَسَوّنْ قُوقْ

    الصي : الفلاة

    ***

    شَافْ شـــُوشْتْ الحَمَرَّب*ْ وليها فَاسِحْ عَاقْتُو*

    دَرَعْتَ الســـوطْ عَلى سَرجُو ولِمِس حَراكْتُو

    عَلى هَجيــــــــــم المَسرَّحْ عَابِدْ دلالو وفَاقتُو

    رَحَلْ واتْشـــَابَى الشَبَّاك قَطَـــــــــــعْ عَلَّاقتو*

    شوشة الحمرب : قطعة من ارض البطانة ، ولعل تسميتها ترجع الى نبات الحمريب وشوشته هي اعلى جزء منه . فاسح عاقتو أي اسرع في جريه نحوها ، العلاقة : حلقة في انف البعير .

    ***

    قَصَدْ العُقـــــــدة فات بِي سَافــــــــل الرَتَّاجْ*

    جَاء نَاطحْ الحَــــــــاكِم اللابس البِدل والتاجْ

    تيس الحِنــــــُّو* الهبَّرْ شـــــــــــِروكْ القَاجْ

    قَيَّل فيهــــــــــــا قَبْل الحَر يجيب لي ازعَاجْ

    مَابــــــــي النزلة ضــــــَرَّاع النَقيبات*ْ سَاجْ*

    دَاير الفــــــي الجِدلْ طابقــة السُوار والعَاجْ

    يِكشِّرْ نايبــــــو في ارض الحَصَى أب دَهَّاجْ

    مَا خَصَّاهــــو في الهُرْبَة* المِســــِى مُدْهَاج*ْ

    الرتاج : اسم منطقة ، الحنو : المرتفع أي المكان العالي . النقيبات : جمع نقيب وهو الطريق في الجبل أو الخلاء ، ساج : رفض النزول واخذ يدور حول نفسه من فرط نشاطه ولعلها من سج أي اندفع في فعله من غير تواني ، ونقول في العامية أن فلان " سج ولج " . الهربة : الارض المشققة ، مدهاج : من الفعل دهج أي حطم .











    مسدار رفاعة


    احمد عوض الكريم ابو سن


    رُفـــــــَاعَه الرُبَّة* قَافَاها البــــَليب* طَربــــــانْ

    نــــــــَاطح المِنُّو ميثـــــــاق قلبي مو خَرْبــــــَانْ

    فـــــــوسيبْ* السَواقي البي اللَدوب* شَرْبــــانْ

    بِلودُوْ بعيدة فــــــــــوقْ في بَاديةْ العُرْبــــــــــانْ



    الربة : أي الخليط . ورفاعة كانت تعرف بهذا لاسم لانها تجمع العديد من العرقيات وتتعدد فيها الاجناس ، ومن الاقوال الشائعة " رفاعة الربة لا مسيد لا قبة " . البليب : اسم جمل الشاعر . الفوسيب : القصبة المخضرة التي تنبت منفردة في وسط الماء فتمتص كمية كبيرة من الماء ، والفوسيب ايضاً مرحلة من مراحل نمو العشب . اللدوب : أي الادوب ، وهو الثور الذلول المتمرس على جر الساقية .

    ***

    رِجَالْ التَاكــــــَا بي جَاهُــــــــــــن قَواسـيك هَانَتْ

    مَسكْ فَجـــــــاً عميـــــــــــــــــق والبَيدا ليك ادَّنتْ

    عَلى الفي جِيــــــــــــــدَا مَتْبور* البَرَاتىْ مَبــــَانتْ*

    المَخَلوفـــــه ضَجَّتْ من دَويـــــــــــــــــــكَ وعَانتْ



    متبور البراتى : المقصود الذهب ويبدو انها مشتقة من كلمة تبر . والبراتي أي البرته قبيلة سودانية معروفة اشتهرت بالاشتغال بالذهب . مبانت : منسق ومنظوم

    ***

    بِلْداتْ الكَموقَـــــــــــــة وحِلَّة السَـــــــــــــــرَّافْ*

    جـَــــــــــــاهِنْ دَاوِىْ دَنَّايْ المسَافَـــــــــــاتْ رَافْ*

    يَاالضِيبْ* العَلِـــــــــــــي راس القَلـــــَــــعْ هَرَّافْ

    لاهْطَكْ* حَــــــــرْ شَيومْ لُوْ قـــــــرادْ ولاهُوْ قَرافْ



    حلة السراف : حلة السروفاب غرب رفاعة . راف : مسرع . الضيب : أي الذئب ويشبه به الشاعر جمله . لاهطك : أي اجهدك وارهقك . القراف : وعاء من الجلد لحمل الحبوب وغيرها .

    ***

    عَقَبْ سَيــــــــــــــالُوْ* قَدْ فُوقْ الحِلَيـــــةْ بَدينــــا*

    قصدو الليلــــــــة في باكريتـــــو يعد ينَــــــــــــا

    عَلى بلد العَلــــــــــى سِيدَكْ مَرَدَّومْ دينــــَـــــــــــا

    ارَحْ يَا قُمــــــــــــــرِي في بَاقي النهار ودَّينـَــــــا



    سياله : المقصود سيال ود فاطر . بدينة : حِلة شمال تنبول وقرب رفاعة .



    ***

    حِفيراتْ السُنـُــــــــطْ* جِيتنْ تَعومْ بي التَنْيـَــــة*

    نَاطِـــــــــحْ الشمْعَدانة عَديلَــــة مي منْحَنيــــــــة

    دِرْعَاتْ العَفَـــــــــا* الكَبدْ العَسينْ* مِنْتنيـَـــــــــة

    مـِـــــي لافْخَاكَ يَاتيس قُنَّةْ* بيكْ مِعتَنْيـــَـــــــــــة



    حفيرات السنط : اسم لحفائر معلومة . التنيه حيث ينثني الجسم ، وسط الظهر . العفا : العفاء هو الخلاء . العسين : نبات اخضر ينبت بعد هطول الامطار ، وتعني ايضاً الارض الرخوة المنخفضة وقد يغطيها النبات الاخضر . تيس قنة : القنة المرتفع وتيس قنة هو جمل الشاعر

    ***

    عَقَبْ ود موســـــى شَرْفْ اُمَّاتْ رقَاريِقْ* شُفـْـــــتَ

    بَعَشومــــــــــاً سِمعْ نَقـْــــــرَة وقَطَعْتَ اللفتــــــــــه

    بَعَدْ دَحَّــــــــــنْ جَرايدك ومِنْ شَقيقــــــــــــكْ* خُفْتَ

    واغْل* الاصـْـــــــــدَرتْ امْر القَضــَـــــــــــــا والإفتا



    امات رقاريق : اسم مكان قرب حلة موسى . شقيقك : الشقيق هو السوط

    ***

    ايدين أب تِبـــــــوبْ* شَقّيتْ وَعرْهِـــــــــــــــنْ خَاترْ

    جين لـــــــي ام عُودْ* تَجمِّعْ في النَقَـــــــعْ* مَاكْ فَاتِرْ

    الحـَــــــــافِظْ حضورَكْ ولــــــــــــي غِيــــــــابَكْ سَاتِرْ

    اســــــــرِع واغْلوْ ياالجَمَّــــــــامْ قَفَاكْ مِتْمَاتــِــــــــــرْ*



    أب تبوب : وادي يقع على خط عرض 57 / 14 شمال و 43/ 33 شرق . ام عود : حفير يقع على خط عرض 53/ 14 شمال وخط العرض 59 / 13 شرق . النقع : الارض الفضاء ، وايضاً المكان الذي تتجمع فيه الماء . متماتر : أي يتصبب منه العرق وهذا يدل على عراقة واصالة الجمل .

    ***

    دِيكْ الشَـــــــــــــاقَّه* بانت ومِنهَّــــــــــــــا الحَمَريبْ

    عُومْ بــــــــــي الرَاحة اوعَى تَقطِّــــــعْ الدَمــَــــــريبْ*

    ود جَمَل النِدِم عَنَاَّفـــــــــــي مُو كَهــَــــــــــــــــــــريبْ*

    مَا هـُــــــــوْ بَعيدْ عليك بلد ام حَنَانـَــــــة قـَــــــــــريِبْ



    الشاقة : الارض الجرداء . الدمريب : زمام الجمل . العنافي : الجمل الحر . الكهريب : الجمل غير الاصيل .

    ***

    خـَـــــــــرَتْ القِدَة شَبْ فُــــــــوقْ دَبَّة الاســــــــــــــادْ*

    حَسَن شيــــــــــــخْ طُرقِى يِنجي التيس من الحُـــــــادْ

    مَحْمـــــــــــودْ الطَبَايــــــــــــعْ ليـِّــــــنْ الاجْسَــــــــــادْ

    جَميلاً بـــــــــــــــي الظُرُوفْ فــــــــــوقْ النَدايِد سَـــادْ

    دبة الاساد : مكان دبة اسد

    ***

    اجَمـَّـــــــع بعد شــَـــــرفْ الحِريحير* طـَــــــــــــــــارْ

    دانـــــــي بعيد وبي المَصَعي* وجرِيْ الحَارحـَــــــــار

    علي جريعة البِنونـِــــــــي* ومِسكة أب مُحَّــــــــارْ*
    لـــــــــولَحْ راسو واتْمَــــــرْعَفْ بَلا السَحـَّــــــــــــــارْ



    الحريحر : اسم وادي قرب دبة اسد . المصعي : سرعة الجري . جريعة البنوني : البنوني النحل والمقصود تشبيه تشبيه تقبيل المحبوبة بالعسل . مِسكة أب محار : أب محار هو التمساح والمعروف أن اجود انواع المسك تستخرج من التمساح ويكني الشاعر بذلك عن طيب رائحة محبوبته .

    ***

    سيتْ لُوْ مقيلُـــــــو بي البَاكْــــــــــرِيّة في الضَقَّــــال*

    خَدْ لـــــــــي هَجْسَـــــــة قُمُ فَاقْد السَحى* المَاقـَــــــالْ

    اليَبــــــَّـــــس سراة السُرْعُــــــــــــــوْ ما هُوْ تْقَـــــــالْ

    لطيــِـــــــفْ قَامَــــــــة ادعَجْ واكُحَلْ الامْقـَــــــــــــــالْ



    الضقال : جمع ضقل وهو القطعة من جذع الشجر الجاف . السحي : الخجول . د



    مسدار قوز رجب

    الصادق احمد الحلال


    شَدَّيتـــو رِكِبْ مِن قـُــــــوز رَجَبْ باكْريَّة

    نَفَى شَنْشُــونو* واتْلحَّضْ بَلا الغَازيـِّــــــة*

    اسَلَّكْ فيــــهو لامِنْ وَخَّر الظَبْطيـّــــــــة

    هَسـّــــعْ حَاكَى لي المِنْ كوستي شََال نَقْليــة



    الشنشون : مايتبقى من الشعر بعد الجز . اتلحض : من لحض " لحظ " نظر بمؤخرة عينه يمين ويسار . الغازية : الفاجرة

    ***

    تيس القُنـَّـــة دَعْدَعْ بي الكَربْ واتْشَابَـــــى

    قَطـَـــعْ البَاحْ* مِغَبِى بِي وهَسَــــالُو* رَبَابَة

    تَبْقَى عَليهـُــو جَافِلْ مِنْ قِمِيــــــرى الغَابة

    اهَجِم بِي البِقَطَّـــــعْ في البِطـــونْ سَاكْلَابَا*



    دعدع : اسرع في سيره . الباج : أي الباحة وهي الساحة أو الفضاء المتسع . الهسال : الرسن ، والمعنى المراد أن هذا الجمل من فرط نشاطه شد رسنه وجذبه حتى صار وكأنه وتر الربابة . الساكلاب : الخنجر المعقوف .

    ***

    اجَفَّـــلْ بَعَدْ وَخَّرْ حِليلــــــةْ القُـــــوزْ

    قَفَاكْ الحِرْتَــــــة والمجمـــوع رَمَاهِنْ جُوزْ

    يَاتيس قُنـَّـــــة اسْكُتْ اسْتَعِدْ لـــــي القُوزْ

    نيِتـِّــــــي اكـَـــزِّمْ* الرُّطَبْ الحَلايِن مُوزْ

    اكزم : اقبل

    ***

    لَفَخْ السَّمْــــرَة* وادَّلى الــــوِعيرْ* مِنْ ضَوْ

    رَدَفْ الزَّرعَــــــة* واتْصَعَّدْ هَبُوبْ الْهَـــوْ*

    اُنْس الغيـــــرَا مَالَى في الشبابــــــات هَوْ

    خَلَّتْ ريقِـــــي قِرْقِدَّه* ولِهَاتـِـــــي " كَرَوْ "



    السمرة : نوع من الشجر جيد الخشب يشبه السلم . الوعير : تصغير وعر ، صعب المسالك . الزوعة : ضرب من جري الإبل . الهو : الخلاء . القرقده : الجلد الجاف .

    ***

    سَروبـَــاتْ قُوز دَريش* جَاهِنْ جَريدُو مَشــوِّرْ

    اتْعَقَّــــــلْ بَلا العَقَـــــبْ الرَوينَةْ* مدَوِّرْ

    لَتيَبةْ المِدْلـِــــقْ* التوريقُــــوْ* نَالُو يدَوِّرْ

    امْسَــــى جِرَاحَوْ مِنْ لَمَعـِــي البِروقْ مِتْعوَّرْ



    سروبات قوز دريش : السروبة هي شجرة الطندب وقوز دريش اسم لمكان معلوم قرب قوز رجب . الروينة : جمعها روائن وهي مجموعة وسرب من الحيوانات . المدلق : مكان جريان الماء . التوريق : عمود الساقية .

    ***

    داؤدْ والطُّــــوالْ* جَاهِنْ يِسَـــــوِّي وَليلْ

    عُسَّابْ السِّجَــــارْ يـِـــــزيدُو جِنْ وجَفيلْ

    هَجيمْ دِكَّة المُـــــوشَينْ وطَبعـــــوْ رَزيلْ

    خَلَّى قَفَـــــاكْ يدَفِّقْ في الــــزَراقْ ؤيسيِلْ

    داؤد و الطوال : اسماء مناطق



    ***

    تَقَّايْ* المَفّلـــــخْ* شِلتُــــو فِي مُشوارَكْ

    جُوطْ وإجّــــوجَى* لاَ سَهَّــــعْ بَعيدْ مُتْرارَكْ

    قَالْ لَيْ الهَسَـــالْ كَانْ تَرْخــــي مِنُّو يَسَاركْ

    بوريـــــكْ ادْعَجْ* النَقَعْ الفَتَـــقْ نَوسَارك*

    تقاي : جمع تقية " تقه " وهي قطعة الارض تترك خالية من الزراعة لحفظ المحصول . المفلح : الوادي الذي تتعدد مسالكه واقسامه . واجوجى : سر بعزه وتفاخر . الادعج : شديد سواد عين مع اتساعها . النوسار : الجرح أو المرض والهزال ، والمقصود هنا مايسببه الحب من سقم وضعف .

    ***

    المَارينبَــــــة* قَافَاهَا وقَبـــضْ لُوْ بُطَانَة

    جُوطْ وإجّـــــوجَى عرف أُم ريد بَعيــدا إدَّانى

    عَلي سِتْ الْحَيـَــــــا الخَاتِـي الشَّرَازَة لِسَانَا

    امْسَى يِحَاكِــــى عَجَل الزَّادْ لَهَــــا قُبْطَانَا*



    المارينبه : قلعة تقع في وسط البطانة . القطبان : المقصود هنا هو سائق القطار .

    ***

    اُم بُتَّيـــــــخْ* بَدَتْ تحتْ الـــرِّهابْ الطَّالعْ

    جَاهَـــــا يَحاكي في الشَّايـِــل شُحُنْتو وقَالعْ

    واغلْ الفَرُّو زَيْ بَــــرقْ الصَّبيبْ الشَّالـــعْ*

    عَطْشَانــــاً علي كمْعَـــةْ* بَراطْمُو مِهَالـعْ*



    ام بتيخ : اسم مكان جهة المارينبة . الشالع : اللامع ، مشتقة من اللمعان والبريق . الكمع : التقبيل . مهالع : متعجل من شدة الشوق .

    ***

    ادلَّى ام رَمـــــادَة* وغَايَدْ المَكْســــــورْ

    جَرَىْ بِي تنيتـــــو جَافِلْ مِنْ غُنَى البَاصُــورْ*

    لَتيبة المِـــــدْلِقْ الجابَنْ مَعَالقُو* مِطُــــورْ*

    اهَجِـــمْ دورا قُبَّـــــالْ ديدَبَانـَــا يــدورْ



    ام رمادة : اسم موضع قرب وادي العطشان . الباصور : سرج الجمل . معالق الوادي : اعاليه . مطور : جمع مطر .

    ***

    اجَفَّــــــلْ بَعدْ ما وَخـَّـــرْ العَطْشَــانْ*

    تَقول شَرْبَـــــانْ كمنْقَة بيعتَــــرَنُو جِنَانْ

    عَجـَــــلكْ تِرُّوْ يا المِقْـــــدِرْ بَعيدَكْ هَانْ

    حَوّيتَكْ رِجــــــالْ الله وضَريـــحْ عُثْمانْ

    العطشان : وادي العطشان .

    ***

    عَقَبْ عَطشَـــــانْ عَلى ومُطْمَرْ جَلالَه* الشَّامِرْ

    إدَّفقْ بَلا الضُّــــــهرِي* أبْ سِحَابــاً عَامرْ

    هَجيـــــمْ دِكَّة الفى عَصــــرُوْ مَالُوْ مقَامِرْ

    ايَّا الصبّــــحَكْ مَحنـِـــــىْ وفُؤادَكْ ضامِرْ



    جلالة : اسم موضع به مزارع وتكثر فيه المطامير " المطمورة هي : مخازن الغلال " . الضهري : المطر الضهري أي الذي يهطل في وقت الظهيرة .


    المسدار والشعر العربي القديم
    يشبه المسدار في اسلوبه الفني وتشبيهاته ومضمونه الاجتماعي الشعر العربي القديم وعلى وجه الخصوص الشعر الجاهلي نسبة لتشابه البيئة والواقع الاجتماعي لكلٍ منهما . والمسدار هو مادة فلكلورية تتمتع بالكثير من العناصر الشعبية ، وينشد الشاعر الشعبي قصيدته" المسدار" معتمداً على ذاكرته وغالباً ما يكون ذلك بقصد التغني والإنشاد على المجموعة ، ويتم تداول المسدار بالاعتماد على الرواية الشفهية . يعبر المسدار عن روح المجموعة وقيمها ويستعمل التشبيهات التي تنبع من بيئة القبيلة التي يعرفها أفرادها معرفة تامة ويستعملونها في حياتهم ويطربون لسماعها ، وتتبنى المجموعة هذا النتاج الشعري ، وتضيف إليه المزيد من مضمونها الثقافي وبذلك يصبح اكثر تعبيراً عن الجماعة وتذوب شخصية الشاعر في شخصية الجماعة .

    وكذلك الحال بالنسبة للشعر الجاهلي ، فقلد اعتمد في طريقة تأليفه وانتشاره على الرواية والانشاد ، فرواة الشاعر وهم أول من يستمع الى شعره واهم وسيلة لاذاعته ونشره كانوا ينقلونه بين المجالس والمحافل انشاداً لا قراءة ، رغم تدوينه وحفظه .

    وقد ذهب بعض الكتاب الى ان الشعر الجاهلي شعر غنائي اعتمد الى حد كبير على الانشاد وارتبط بالموسيقى ، وهذه السمات تجعله اقرب الي الشعبية .

    وكما هو الحال بالنسبة للمسادير والشعر الشعبي عامة ، يدور الشعر الجاهلي حول معاني تكاد تكون واحدة ، ويستقي الشاعر الجاهلي تشبيهاته وأخيلته والإطار الفني لقصيدته من روافد ثقافية مشتركة ومحددة .

    هنالك عنصر آخر من عناصر التشابه بين الشعر الشعبي والشعر الجاهلي يرتكز على وظيفة الشاعر ووضعه الاجتماعي ، فهو الناطق باسم القبيلة والمترجم لأحاسيسها ، فهو يعبر عن نفسه ويصدر في ذلك عن قبيلة لانه يستمد مركزه الاجتماعي وسنده منها . وكانت القبائل العربية إبّان العصر الجاهلي إذا نبغ فيها شاعر احتفلت بذلك الحدث العظيم وجاءتها القبائل مهنئة .

    وتعتمد المسادير في قوالبها الموسيقية على الرجز ، وكان العرب يستعملون فن الرجز في المقاطع القصيرة ، ويبدو انه حتى عندما لجأ العرب للتطويل في مقاطع الرجز كان ذلك لكي تكتسب مزيدا من المرونة في تناول الأقراص الشعرية ، وقد فعلوا ذلك لاحتياجهم اليه في القصص الشعبي وأخبار الفتوح ، وارتباط فن الرجز بالقصص الشعبي وخاصة بعد أن دخل عليه التطويل يقرب الشقة بينه وبين المسادير فهي عبارة عن قصائد مطولة من الشعر الشعبي .

    مركز المعلومات - السوان

    Source

    فن المُسادير

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de