|
خضرعطا المنان يبكي استاذه محمود مدني على طريقته
|
لست أنا من يضع مقدمه للوفى الأصيل خضر عطا المنان ، فما يخطه يراعك المضىء بهاءا و وفاءا يكفى ، فقط أتمنى عودتك إلى هذا المكان الذى يفتقدك .
كتب خضر عطا المنان :
اليك أستاذي الجليل في علياء بهائك .. ======================================
لو لم تكن سوداني الأصل والمنشأ والجذور
لو كان رحيلك في زمن غير زمن الانقاذ الأغبر
لو كان لك ما لسدنتهم وآكلي السحت منهم ذرة من حظوة
لو كنت يوما من ماسحي الجوخ ولاعقي الأحذية
لو كنت ـ أستاذي ـ من ضاربي الطبل وعازفي المزمار
لو كنت أحد قاطني المنشية الفتية
لو كنت يوما من جوقة حارقي البخور والملتحين زورا
لو كنت يوما ممن نكسوا علم ذاتهم في باحة دارهم
لو كنت يوما واحدا ممن تزينوا بشهادة الدكتوراة ولوشرفياأو مشتراة !!!
لو كنت واحدا ممن ينتمون الى الموتورين أو المعتوهين من عبدة الحور العين
أو كنت يوما من قاتلي شباب بلادي الزاحفين عتها الى مقر عرس الشهيد
أو كنت يوما أحد المفتين العارفين بما لا يعلم الا ربي
لو كنت يوما تملك صك غفران أبدي
لو كنت يوما من المصلين خلف ذقون الضلال المبين أو امامهم العارف بالله وحدك
لوكنت يوما من سليل بني حملة الرسالة الالهية في غير منافسة أو شراكة
أو كنت يوما ممن باعوا في ذمم الرجال واشتروا
أو كنت يوما مغنى بأحد أعراس الشهيد
أو طابخي زاد المجاهد في ميادين الجنان
لو كنت ـ أستاذي ـ صاحب صولجان انقاذي وصالون أنيق
أو كنت أحد تجار حناء النساء أو حجابهن المفروض من الهند العريقة
لو كنت ............
أوكنت ..........
أو كنت ............
لو كنت ـ بحق ـ كل ذلك أو بعضا منه لكان لرحيلك اليوم طعم آخر ولون آخر وشكل آخر
في بلاد يحكمها الأفكاون .. والدجالون .. والكهنوتية.. وتجار الدين.. وسماسرة الأراضي .. والملاحقون أمام العدالة الدولية .. وآكلو قوت أهلنا الغبش.. المتعبين الغلابة.. والمهمشين المنهكين .
رحم الله محمود محمد مدني .. أستاذي الجليل / الأديب الأريب / الروائي العميق / الناقد المتفرد / الكاتب
الفذ / الصحافي المترفع عن سفهاء مهنته والساقطين في مستنقع الذاتبة والخانعين لشهوة الشهرة والسلطة والبجاحة والنفاق .
تلميذك الباكي : خضرعطا المنان
* سـأقوم باعادة نشر أطول حوار مع هذا الراحل / المقيم كنت قد أجريته معه على حلقتين وذلك في النصف الثاني من التسعينيات أبان عملنا معا باعلام دولة الامارات العربية المتحدة .. وفاءا له ولجملة من جمائل لا تزال تطوق عنقي .. ووقوفا عند الكثير من آرائه النقدية النيرة .
|
|
|
|
|
|