دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
جليس الزمان ..عبد الغني كرم الله ..
|
كـتابة وقــراية!! ((جليس الزمان عبد الغني كرم الله))
بقلم: سهير محمد عبدالله لم نتكب ؟ وكيف نقرأ؟!!...
نكتب لأن الكتابة لغة موحدة، مشتركة، بيننا جماداً وحيواناً سماء وأرضاً وبحراً نكتب في بحثنا الدائم عن "الذات!!" عن مرآة تعكس ما لا يمكن أن نراه من مكاننا الحالي..نكتب لأن الكتابة صمت من ذهب الكلام، نكتب لأننا نحن السؤال ...والإجابة...(معا)ً ..والكتابة رسول منا إلينا ...بيننا نكتب فيجيبنا الكون ...بما لا نتوقع.... وفي بعض الأحيان بما نتوقع ، نكتب لأن الكتابة هي الطقس الوحيد الذي نستعين فيه بكل النقاء الممكن فينا وحولنا لنخلق به (ذات النقاء) براحات من مكر ومواربة بألف وجه ومعنى ، نكتب لأن الكتابة تعرينا وتغطينا في آن واحد، هي السحر الذي ينقلب علي ساحره فيعريه وهي الساحر الذي ينقلب على سحره فيتغطى به ...
خير جليس في الزمان كتاب ، وخير كاتب هو من يؤنسك كتابه ، وحياً وليس صناعة ، الكتابة كالنبوة فيها "المختار" الذي يحملها صدقاً ،وفيها المتوهم الذي يتقن دور النبي ، وفيها المدعي المفضوح ، ولذا فقلة هم المصطفين ، وكما إن لكل زمان نبي ورسالة ، كذلك لكل زمان كاتب ونصوص ، عبد الغني كرم الله أحد أصفياء هذا الزمان يحمل رسالة الكتابة صدقاً وحقاً في تواضع الانبياء وثقة الحكماء ، قد أعادت نصوصه تعريف كلمة "عشق" حررتها من قيد الخط الواحد إلى عطاء يشع كالنور في جميع الإتجاهات على مختلف وجهاتها ورتبت علاقتنا بالأشياء حولنا من جماد او نبات أوحيوان وإنسان فصرنا كلنا ملخوقات الله سواسية نتبادل الفكر والحكمة والأسئلة والعشق.
كيف نقرأ؟!!
بقلب صوفي ....وعقل علماني 1...وروح طلقة.....ومشكلة وجود كتاب "قُصر"….وقراء "شيوخ"....بهوية تتزعزع ما بين إنتماء لزمن مضى على مهله وحاضر لاهث .....هي أكثر ما يرهقنا و في ذات الوقت هي بذرة الإبداع فينا .
لذلك حين يجود الزمان علينا بكاتب من صلصال ونيل وشمس بلادنا ، كاتب مثل عبد الغني كرم الله عاشق للحياة بمجمل تفاصيلها القاسي منها قبل المترف والقبيح قبل الجميل مستشفاً من كل شئ جمالاً ، كاتب العلاقة الوحيدة بين الهدوء المتأني لنصوصه وهدير التكنلوجيا الطاغي هو آلة الزمن المصاحبة لكل نص يكتبه وتحمله إلينا "العنكبوتية" نصوص تاخذك حسياً لحضن الأم لرائحة التراب ،لظل الشمس ، ، لدفء الأصدقاء ، لحميمة الأخوة ، (لذكريات الطفولة وأحلام الصبا)2 ، لهتافات الوطن ، وصرخات الوداع ، (لنقاط الزير)3 ، (لظل الكانون)4 ،(لسباحة في النيل)5 ،لبائعات الشاي6 ، لحكماء القرية ، لنساء الحي ، لعمق وهامة النخل ، (لقووون)7 يوحد الوطن ، لكتب (القراءات الأولى)8 و...... (لكيس نايلو)9 "والهوا شايلو"....حين يجود علينا الزمان بكاتب كهذا لا نملك إلا أن نتحلق حوله شيبة وشباباً نساء ورجالاً نستعيد حجى الحبوبة الأول حيث للحكي سحره للأشياء قيمتها ......ولنا الإنبهار..... فمثله بات عروة وصل لذاكرة الوطن لا إنفصام بعدها نقرأ فنحتضن ما يكتبه نستحضر رائحة وصوت ولون وملامح الوطن ،ونتذكر ونعى بألف سبب وسبب لماذا نحب السودان لهذا الحد؟..... نقرأ بإنتماء لا زعزعة فيه لوطن نخلة ....أكلنا ثمرته وحملنا في حقائبنا بذرتها لشتي بقاع الدنيا وبئساً نحاول أن نزرع منها نخلات تشبهها في أرض ليست أرضها وسموات لا تعرف كيف تحاكي ظلها ... وشمس لا تكترث كثيراً إن زارتها اليوم او غداً أو أبداً ...ومطر لا يعرف يكف يغني لها هدهدات التكوين الأولي ....فصارت الذاكرة عقيمة وبات الوطن أصل بعيد نبحث عنه في فروع أبعد....وما بين الأصل والفرع قصص شتي لحيوات لا زالت تبحث عن سر وجودها ...توحي للعالم قصصاً مجهولة الأصل... قابلة للتشكيل بإحتمال كل الأسامي والسحنات ....تتبنى كل وتيرات الحياة ....بذات الجوهر...
أكثر ما يشدنا فيما نقراء هو تحفيز الحوار الداخلي فيما بيننا وبين الكاتب، ويا إلهي ... كم نجح "عبدالغني كرم الله " في ذلك...هذا بالضبط ما يعتريني كلما جاد كرمه علينا بأحدي النصوص النابعة من بيئتنا المخاطبة لوجداننا المحفزة لذاكرتنا الصدئة ، سحر هو ما يفعله بمعطيات محيطنا البسيط من اداوت لا نعير لها اهتماماً ولا نلقى لها بالاً ، هي عندنا من المسلمات حد الممل ، ساحر هو يبث الحياة والصدق في كل ما يمر به سواء كان مصادفة أو عن قصد لا تغفل بصيرته أبداً عن حقيقية الأشياء وجوهرها بما فيها نحن البشر وما حواسه وجوارحه إلا حيران مخلصون لشيخ مؤمن بقيمة الحياة ومعاني عشقها، شيخ غني بالتفاصيل غنى الخالق المطلق كريم في سردها كرم يفيض عن عشم القارئ المؤمن في الكاتب المطلق حتي يبدو وكأن إسمه هو الذي يقتسم منه وإن الخالق يتباهي بعبد ..غني... كريم يتأمل خلقه بهكذا شغف.
ذات الأشياء عديمة الحضور المملة عندنا هي عنده مشروع كنز خام كل ما ينتظره هو نقطة من حبر قلمه حتى يتشرب بأكسير من حياة نبعها خيال طفل ،يحكى عنها رجل قد خبر كل منعطفات الحياة وتشرب قسوتها دون مساس بقلب ذاك الطفل الرقيق الحالم كثير الاسئلة وافر الإجابات، حوار بين كمنجة وفلوت هو ما تحدثه فيني نصوص عبد الغني كرم الله ....وأنا أجد إنسابية الاجوبة مني (الكمنجة) تتداخل مع نغمات الفلوت (الاسئلة) الصعبة الممتنعة ....فانبهر بذاتي ....ولا أجمل من كاتب يبهرك بنفسك كقارئ تزامناً مع إنبهارك به فلا يسبقك بحرف ....ومع ذلك يترك فيك الكثير من الأسئلة "لتتسلى " بها بعد أن يغادرك ...تاركاً كل الأبواب مشرعة لاسئلة حتمية ذات أجوبة مصيرية ....لك فيها حق الإختيار أو النكران.
أجمل النصوص واكثرها عمقاً وقرباً لباب الروح هي تلك التي يستحيل التعليق عليها بالمجمل في عبارة واحدة او بكلمة إطراء يتيمة....هي تلك التي تخاطبك بكل حرف فيها فتحادثها ككائن حي تحاورها سطراً بسطر بل كلمة بكلمة وربما حرف بحرف ، هي تلك التي يكون كاتبها وكانه قد أستعار ذاكرتك المهملة وسكينة روحك وشطحها ليكتبك ، كلنا في هذا الوطن تؤام ذاكرة نحمل ذات المداد والزاد ولكنا نختلف في تصنيفه وتحديد مدى أرتبطانا به وعمق تأثيره فينا ، فهنيئاً له إستعارة ذاكرتنا المشتركة ليكون الناطق الرسمي بصدقها و بفائدة مضاعفة ، طالما إن العلاقة التي تحكم واقعنا ونصوصه هي ربا من نوع خاص يعود علينا بأضعاف ما أخذ ، ولا أظن أن على المرابي في مشاعره حرج.
سهير محمد عبدالله
كاتبة
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: جليس الزمان ..عبد الغني كرم الله .. (Re: mohmmed said ahmed)
|
....
العزيزات، إنعام حميورة.. وسهير محمد عبدالله...
صبح طيب، وحنون...
بقدر، ما كتب عن أعمالي المتواضعة، هزني هذا النقد، لأنه يتعلق بكيفة القراءة، كيف تخلق علاقة حميمة مع قارئ بعيد، صديق بعيد، يعاني مثلك، ومتوتر مثلك، ويبكي مثلك، ويحن...
وهنا تكون القرايه هي صلة رحم أخوي، هي حبل سري يربط القارئ والكاتب والمقروء في أواصر خلاقة من التفاعل، بل يتسامى عقل القارئي المتوقد لمخاطبة ماوراء السطر، وتأويل النص، بإبداعية تلقي ساحرة، وذكية..، وتحس بأن الكتابة والقراءة والتمثل، توحد الذات الإنسانية، أنى كانت... مثل شعور انبياء الحقيقة بشكاوي الشجر، وأنين الحيوان... فالقلب الإنساني أوسع من الكون الجغرافي، وهالته، تغرق المجرات، كما تغرق البركة بذرة قمح..
وحين قال لي استاذي الكبير، عبدالله بولا "بأن نصوصي فيها قدرة شفائية، ساهمت في علاجه"، بكيت من قلبي، بكيت بحرقة، وأحسست بحبة بندول من قلبي، تجري في أوردة وشريان مفكر سوداني عزيز، وصادق، كبولا، وهذا مقصدي في الكتابة، أبحث عن نفسي، وأحب الاحساس بالذوات الآخرى، كلها، بلا معيار أخلاقي، بل روحي " كما يتضامن العملاق البرازيلي، جورج امادو، مع ابطاله التعساء، ويتوجهم بين سطوره ملوك، وأي ملوك، واقصد الحمالين والعتالة في الموانئ البرازيلية الفقيرة، واللصوص الفقراء، والذين يسرقون حقهم، وقوتهم من جيوب اللصوص الحقيقين، والبنات الفقيرات، واللائي يسرقن لذة جسدية، هي لهن، لو توفر حسن الاختيار، والتربية، والعدل، وشفافيه الروح في الرجال والنساء، والمدن..
عزيزي جميس جويس، أبكاني بحرقه، في شخص بلوم، الشاب اليهودي الساذج، والذي يسعى في مدينة دبلن، شارع فشارع، يوزع الجرايد، ويتأمل الظلال، وحين يمر بسرب من الطيور، يحس بجوعها، وبإرهاب السيارات لها، لم لا تحس السيارت بها، فهي "أي الطيور"، لا تكاد تلقط حبة قمح من الزبالة، حتى تهرول من ضوضاء الشاحنات، والسيارات المسرعة، بعادة دميمة..
فيجلس بلوم، ويجمع فتات الكسرة والقرقوش، ويسكرها، ويحملها بعيدا للطيور، ثم يراقبها وهي تأكل، وتضرب اجحتها بصدرها، وكأنها في حلق زار شرقي، لنساء يطلقن مكبوت ملايين السنين..
احيانا، تكون الكتابة أكبر من الكاتب نفسه، ومن النقاد، هي انفعال بشري بالطاقات الكامنة فينا، هي غريزة أم، عصية الفهم، ومشاعية للجميع..
في طريقي لحي الازهري، رأيت فتاة قربي، في حافلة مظلمة،ولكن وجهها مضئ بشاشة الموبايل، وهي تقرأ في رسالة، من حبيب بعيد، حروف بسيطة، رسمت عوالم على اسارير الفتاة، ثم شرعت في الرد "في الكتابة"، على كي بورد صغير، هو الموبايل، كانت سريعة، كانت "تحس بداخلها"، وتطيع اناملها الرقيقة، ذلك الاحساس الداخلي، ثم ضغطت "ارسال"، وتخيلته هناك، يغرق هو الآخر في شرب خمر هذه الحروف، فالكتابة شأن انساني..
وأي نص، يريد من يربت على كتفه، كرسالة بين ذوات تبحث عن سعد الكون، وتحرير النفس..
ومن عجائب القراءة، قد تكتب نص، ويرحل للماضي في ذاكرتك، وبعد سنوات طوال، تعود له الروح، بمتلقي بعيد عنك، وهو يشعر بذات الذبذبة التي كتب بها النص، فتعود لك حياة، كما عادت حياة عاذر،..
ومن هناك، كانت مواضيعي، بسيطة، مثل الحياة، ولكني كنت اشعر بحميمية، تجاه البراد، وكيس النايلو، وحلق الذكر، والسباحة في النيل، سوق امضبان، وهي عوالمي، مغمور فيها مثل قمحة في باطن الحقل، اشعر بنسق داخلي بيني وبينها، وفي فلسفة الجمال، ما الجمال؟... وأين يكمن في الافق الجميل، أم في الرائي؟؟ كن جميلا ترى الوجود جميلا، هذه جزئية من فلسفة الجمال، تتعلق بالرائي، ولذا ظل السكارى، "سواء بالخمر الحسي، أو المعنوي"، يرون الجمال يسري في كل شئ..
ثم تأتي فلسفة الامومة، فأي ام، ترى ابنها جميلا، جميلا، ففسلفة الجمال نسبية، وللحق من يؤمن بقدرة العقل المطلق في الخلق يتاني في وصف القبح، حتى بشكله الفزيائي "كوني بردا وسلاما على إبراهيم"، ... او تلك الطيورالتي حلقت وهي تغرد، بعد ان نحتها المسيح من الطين...
فالامومة، "وبالخاطر شاعرة إيرانية، قالت بأنها كانت تغبط الشعراء، والحمكاء والرسل"، وحين انجبت طفلا، وشعرت بالأمومة، لم تعد تغبط احد، فقد تمثل قلبها أرق مشاعر..
والامومة ليست كائن انثوي، كبار العباد والنساء هم ام.. بمشاعرهم الجياشة والخلاقة..
فتعود الامور نسبية، حتى في الاخلاق، فقديما، في شرع كل الامم، يتمتع الاخ بالزواج من اخته، والآن، لاتمر الاخت ولو بأسوا خواطر الناس، كزوجة.... لاشي ثابت، والحياة تكره "الثبات، والفراغ"...
ومن هناك تأتي قيمة كل الاشياء، وبطولتها، ...
في ممارسات النقد اليوم، وكعادتنا في تتبع خطى الغرب، صرنا، بوق مثقوب، ومرأة غبراء، لا تعكس حتى ذلك الصدى الباهت للعقل الغربي، بعد أن تخلص من ميراث القلب، نسبيا، وانطلق بعقل، وترس ماكينة، لا يلوي على شئ.، فعاطفة الغرب شلت، وصارت أقرب للاتوكيت، والعاطفة هي رسولة المحبة، وهي الإنسان، في إنسان القوت، والنمل.. العقل خادم العاطفة، ليس إلا، ومن هنا جاء نقد بوذا، واوشو، ومحمود، وكرشنا، للفكر المحض، والغريزة المحضة، ومحاولة الركون للحدس، وهو أكبر أداء للمعرفة البشرية، مغربلا ذكاء العقل، وغريزةالجسد.
المهم، كرست نظرية موت المؤلف، وموت النص، وموت؟ إلى آخره، بل حياة النص في عين قارئه.. وصار كل مثقف منا، لابد وأن يجتر بين سطورة مقطفتات من رسل العقل الاوربي، كي يبرهن على نبوغه، ويعلق شهادة تخرج على جدارن ذهنه الشرقي... وكأن الغرب انتصر على الموت، كما ينوه عبدالكريم الجيلي، او من المعاناة الحقيقية، كما بشر بوذا، أو امتد ازميله لقاع النفس البشرية، حيث دفق التشكل، والحيوية، والغموض، ورسم إنسان سوى، حاذق، معافى، يعيش بقوت الفكر الخلاق، وشرب المحبة، ولا يؤذي بأضراسه خراف ساذجة، وأبقار هادئة، متوهجا من قوت قلبه الأبدي، مفجرا، تلك القنبلة الرحيمة، للقلب الإنساني، السرمدية.....
ولكنه، لاشك، قطع شوط ما، واستغل استعماره " بل استغلاله"، المعروف للبلدان طاقاتها، وثرواتها، وبنى حضارته المادية العملاقة..."وحق الناس ما بروح"، هكذا تقول فطرة الحياة.. وهاهو اليوم يشبع، بلا أي رسالة تجاه الفقراء، بل يرسل لهم، السلاح، ويشعل حروب من أجل تسويق سلاحه المركون، منذ الحرب العالمية الثانية..
المهم..
نعود للنقد، ونظرية موت المؤلف، وهل تصدقي، أنا بالعكس، كقارئي بل اعتبر نفي قارئي نهم، ليس إلا، حين أقرأ لا يتمثل لي سوى الكاتب، حينا ابكي لنجيب محفوظ، حين اقرأ "ثرثرة فوق النيل"، كما عانى هذا المصري، وحين اطلع على العجوز والبحر لا أرى امامي سوى همنجواي المسكين، وحديث خواطره العجيب، بل انهى حياته، كابطال قصصه...
يعني يهمني الكاتب فقط، وكل تلك الكتب،هي رسله، ومعاناته، وقمزه، وأقنعته، للتعبير عن نفسه، عن روحه، وهيهات.... في وطن خلق القضبان لم أرى سوى خالد عويس، وربي، عويس ورابعه، بل عويس فقط، واخي محسن المعذب باحداثياته، وبركة ساكن، المجنونه، مع طواحينه، وكمبو كديسه، هو.. وللحق أي كاتب، حين يقرأ نص، بعمق، يحس بكاتبه، فقط، ... فالنفس البشرية تعبر عن جوهرها بالكتابة، والشعر، وكل اشكال التعبير، من لون، وموسيقى، وغيرها من ضروب التعبير..
وفي كل ما كتب ماركيز، لم أحس سوى بذلك الكلومبي، ذو الشارب الوافرد، وتهوره، كرجل عجوز، في غانياتي الحزينات، وهو يوراي، ويوراب، غريزة قديمة، في صلبه، لفتيات صغار، مثل "لوليتا"، وحاليا، اكتب في مقال عن "حياة المؤلف الأبدية"، حياة المتنبي وجميس جويس، وابن رشد، في كتبهم وهواجسهم، وفكرة خلود الروح، وتقلبها في الصور، عبر نظرية التطور، وهندسة الجينات، وما تدسه من إرث قديم، وفي الارث الروح الأنساني، عبر مدرسة التصوف، هناك حيوات تعود، وتسافر للبرزخ، كما يقفز العصفور من شجرة لأخرى، وفي معراج الروح السوداني، ممثلا في تجربة العبيد ودريا، أو موسى ابو قصة، ما يزين فكرة الوجود الدائم للإنسان في مسرح الكون، ولكن آفة النسيان، هي التي تقطع تداعي افكاره، وللحق الانسان موجود قبل ميلاد الزمان، والمكان، حاضر سرمدي، وهنا تكون الكتابة هي حج، وسعى لاكتشاف الذات، وراء افق المكان، والزمان، ....
تسلمي، وشكري للأخت العزيزة سهير محمد عبدالله، والتي ساهرت مع نصوصي المتواضعة، وسطرت فيها حديث، أتمنى أن أكون في حسن ظنها، وهيهات، هيهات’، وللحق أحسست بأنها قرأتهم بصدق وعمق، وهو نقد يشعرك بالمسئولية، وبأن تطور نفسك، وعيوبك، وتبرهن تجردك الحقيقي، لفعل الكتابة، وليس قول الكتابة، لأنها فعل، مثل الفلاحة، والبناء ...
وطبعا من الاحادث التي تهزني، مقولة ان الانسان لم يكن غائب عن الحياة، على الأطلاق، في كل صورها، فهو كائن فيها، كمون الماء في الثلج، وهنا تعود الكتابة هي اسئلة خجولة، هي مشاركة مع اصدقاء هنا، وهناك، وراء غول المسافة، هي شكوى مشتركة، هي عزاء، في سرداق البحث عن الحقيقية..
وللحق، إن كانت لي فلسفة في الكتابة، فهي الشعور بأن أكتب عن بيئتي، عن ترابي، ولغتي، وكياني، عن اشياء أحس بها، وممتلئ، كي تكون الكتابة صادقة، وحيقية، وليست رحلة مستعارة، وأن أكتب ببساطة، وصدق، فأنا لست في مبارزة مع قارئ مفترض، كي أقول له بأسلوب التعقيد، بأني اذكى منك، وأشطر منك، بل دونك، وعاجز عن تحسس مشاكلي، وهناك ثغرات في نصي، أكلمها انت، بلى، أكلمها أنت أخي القارئ، وللحق الاسلوب البسيط، العادي، يتوج القارئ بطلا، حقيقيا، بمقدوره كتابة النص، وتجاوزه، وتشعل القراءة فيه تلكم الشمعة الساحرة، ويتحسس وجه ذاته، أجمل ما يكون، تشدني الكتابة البسيطة، المائية، والتي تفعل فعل الماء في الحقل الاجدب، لأني أحس بأن الكون كله جميل، وحاذق، ولو هناك، جزء صغير، باهت، لأحسست بأن الكون ناقص، وباهت كله، ولكن كيف نزيل غبار الغشاوة عن الأعين، لنتأمل سر، وسحر كون مترامي الاطراف، ونبحث عن إنسان، إنسان حقيقي، في قلب كل امرء، بل كل أمرء، على الإطلاق...
ولم كتابتي، هكذا، لأني لم أكن اتصور بأني كاتب، وليوم الناس هذا، بل لم أدرس أداب، ولا كورس كتابة ابداعية، ولكني أقرأ، مثل ملايين الناس، من هنا، وهناك، ولكني شعرت بأني اريد الكتابة، فكتبت، مثل ما تكتب تلك الفتاة في الحافلة على شاشة الموبايل، وكما يكتب الابن الجواب لأمه من ليبيا، او غانا، أو العراق،...
كتبت قصص متواضعة، لم يكن هاجس تقعير اللغة، وفتنة القارئي ، هي في النهاية، وسيلة، وليست غاية، "في تصوري المتواضع"، ولكني كنت أعاني، أعاني من شئ يعتمل في داخلي، واستغثت بالقارئي، ليس إلا..
تسلمي، وتقديري، واحترامي..
اخوك عبدالغني كرم الله صبح الجمعة 12 يونيو 2009م
...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جليس الزمان ..عبد الغني كرم الله .. (Re: عبدالغني كرم الله)
|
Quote: وللحق، إن كانت لي فلسفة في الكتابة، فهي الشعور بأن أكتب عن بيئتي، عن ترابي، ولغتي، وكياني، عن اشياء أحس بها، وممتلئ، كي تكون الكتابة صادقة، وحيقية، وليست رحلة مستعارة، وأن أكتب ببساطة، وصدق، فأنا لست في مبارزة مع قارئ مفترض، كي أقول له بأسلوب التعقيد، بأني اذكى منك، وأشطر منك، بل دونك، وعاجز عن تحسس مشاكلي، وهناك ثغرات في نصي، أكلمها انت، بلى، أكلمها أنت أخي القارئ، وللحق الاسلوب البسيط، العادي، يتوج القارئ بطلا، حقيقيا، بمقدوره كتابة النص، وتجاوزه، وتشعل القراءة فيه تلكم الشمعة الساحرة، ويتحسس وجه ذاته، أجمل ما يكون، تشدني الكتابة البسيطة، المائية، والتي تفعل فعل الماء في الحقل الاجدب، لأني أحس بأن الكون كله جميل، وحاذق، ولو هناك، جزء صغير، باهت، لأحسست بأن الكون ناقص، وباهت كله، ولكن كيف نزيل غبار الغشاوة عن الأعين، لنتأمل سر، وسحر كون مترامي الاطراف، ونبحث عن إنسان، إنسان حقيقي، في قلب كل امرء، بل كل أمرء، على الإطلاق.. |
وربي ان هذا الرجل قبض حفنة من أثر الرسول لكنه آثر ان ينثرها في أعيننا ليصير بصرنا من بعد غبشته حديد ...
فهل نحن مهياون لنرى ؟؟؟!!!!
عبد الغني كرم الله
اشهد الله اني احبك في الله
انتهى ،، ،، ،،
البصاص
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جليس الزمان ..عبد الغني كرم الله .. (Re: ناهد بشير الطيب)
|
...
الكتابة هي التواضع، ليس إلا...
إن اردت أن تتعلم التواضع الحقيقي، وتكتشف خواء نفسك، ومحدودية وعيك، فأكتب..
بلى، فأكتب.. ضع امامك ورقة بيضاء، كي تكتب، (أعظم قصة، وأذكى مقال في الدنى، هكذا تيهم نفسنا المغرورة، باعتداد طفولي، توحي النفس للنفس، أنك الأعلى.. هكذا تسوس لك نفسك، في كل خاطرة، ..
ولكن حين تفرش الورقة امامك، كسجاد ابيض، لصلاة الكتابة.. ستحس بأنك لاتحفظ سورة، ولا تعرف قبله، ولا تملك أدنى خشوع.. تطير الإلوهية الكامنة فيك..
وتحس بأنك أفقر خلق الله، فكرا، ولغة، ومجاز..
بل هي تشكك حتى في فحولتك، وخصوبة التعبير فيك..
تبدو، الكتابة، أكتشاف حميم، للجهل، والقدرة على التعبير، تختبرك الورقة البيضاء، والتي ترقد امامك، عذراء، عارية، تشتهي فحولة، وخصوبة الإلهام، ونشوة التعبير،، وميلاد فكرة، وخلود إبداع، بين حمى سطورها..
وأنت سويعات واقف، نادم، حزين، كطفل في حصة التسميع، أمام الناظر، وذهنه لا يحفظ بيت، بل حرف من القصيدة، ومع هذا رفع اصبعه عاليا، أكثر من الفصل كله، حين قال الناظر "الحافظ منو"...
لا أدعاء، هاهي امامك، جرب، إن كان في جرابك صيد غث، أو سمين..
لا حياة لمن تنادي...
وتهمس في اذنك أين الخواطر؟، أين الكلام الخطير الذي كنت تود قوله، أين غرورك الطفولي بالتأليف؟، أين قنبلتك الذرية الجاهزة، أين رعدي، وأمطاري، كلها فرت ساعة المواجهة، لانها لم تكن سوى سراب بقيعه، حسبته ماء، بل بحرا، بل محيطا، بغروري، أيها الدعي الكاذب، إيها الكاتب، الموهوم،..
وتحس بهوان عظيم، هكذا أنت؟ نمر من ورق، وليس نمر حقيقي، منقط ككرة القدم ويزأر، حتى ترتجف منه أغصان الاشجار أين الطحين، من جعجعتك الطويلة، وحينها يحس العقل بالهوان، ويشرع في إثبات الذات، ويسطر، ويكتب، وينحت..
ههههه، أهذه.... تصيح فيك الورقة الملوثة بسطور كواذب، "تمخض الفيل، فولد فأرا"، هذه السطور التي لوثت بها قلب الورقة الابيض، ليتك قلت، لا أدري، وتلك إجابة، بل أصدق إجابة لكائن إنساني دعي... ومخاتل، وملتبس، لا يدرك كنهه، ناهيك عن الآخرين..
ماهذه الكتابة المزجاة... ياملك الحمل الكاذب، لن تلد امرأتك، ولو شبح طفل، بل غثاء، لن تبالي النفوس به..
اعترف بتقصيرك، وعجزك، كن شجاع؟ كن شجاع ياصديقي، وأبحث عن عمل آخر،... كل الطرق تقود لروما، لا شأن في الحياة ليس له مغزى، ومعنى، فلا تتمسك بهواية لم تقد في جلبتك... دعها، كن شجاعا في اتخاذ القرار، وشجاعه في تقبله..
وأصبر..
لا شك تذكر قصة القطة السوداء، في الغرفة المظلمة، والتي يبحث عنها الاطفال، وهي أصلا ليست موجودة بالغرفة... ومع هذا، أعينهم العمياء تبحث مع أيديهم، والتي تتدلى، كأيدي كحراس المرمى، لالتقاط كرة أرضية، بحثا عنها بين الكراسي، وتحت الاسرة، كي ترتمي عليها، وتمسكها، أيديهم العمياء..
ما اتعس تشبيهك بالقطة اللاموجودة، وأنت تبحث في قعر ذهنك، عن خاطره، لاوجود لها، كالقطة السوداء، ..
وحين يصل الهوان، والنكاية حدها، ولأننا لا نحب المواجهة، ومعرفة حقيقتنا، مواجهة عذرية الورقة لصفاء ذهني من أي فكرة، فمزقت الورقة، قطعة صغيرة، صغيرة، ورميتها في الهواء، وفجأة هبط والوحي علي... أشعلته قطع الورق الصغيرة، وهي تحلق كسرب حمام ابيض، حمام فر فجأة من رشقة حصى طفل، تلك الومض، أشعلتني فجأة، وترسم الورقة بموتها، باستشهادها، وتضحية من أجلي، كأنها تقولي "موتي هو فتح عين بصيرتك..
لقد ومض الخاطر في ذهنك.. خاطر اسرع من البرق.. كي تقبضه.. بأي أرجل سوف تركض، وتقبضه، ثم تغرسه في حقل الورقة البيضاء امامك..
ما اتعسك ايها الكاتب... أما من بديل لفعل الكتابة... الكتابة فعل ياسيدي، أشق من عبور الصحراء..
ظل الخاطر يرقص ويحلق امام الكاتب، طير جميل، ولكنه ماكر وسريع، فكيف تصطاده بحروفك الممزقة، بشبكة عرجاء، عجوز، أو بسهم مرتخي وتره، ... وأيدي خائرة، وعيون ضعيفة..
لن يطال خاطره، أعتى مجاز، وأعظم كناية..
ما أتعس الكاتب... أنه حتى لا يستطيع أن يعبر عن لوامع فكرة، وبواغت خطراته، كم أرثى لك، هاهو يضع رأسه المثقل على يده، مهموما مثل النفري، يحس بهوان عبارته، تجاه فكرته، معزيا نفسه، كالنفري "إذا اتسعت الفكرة، ضاقت العبارة)... مهزوما، ومحموما بالنقص..
فجأة تستسلم اللغة، تسعفه الذاكرة بأسلوبه، وببعض كلمات تصلح للشرح، والإشارة فقط، وليس الاحتواء...
المعاني لا إناء لها، على الأطلاق... المعاني تعاش وتحس...
الجسد هو الذي يقرأ المعاني، كما يقرأ اللذة الجنسية، والقبلة، والامومة، والدهش والخوف...
اللغة كائن مريض ياسيدي، كائن مريض..
ثم يأتي التناص، ذلك الغول اللعين، المدسوس، بوعي، أو لاوعي، فيك، ويقول لك... بلسان عربي مبين..
كتابتك وقع حافر على حافر.. أنت لست أصيل، بل مقلد، فاشل.. وفي أحسن الأحوال، مقلد ذكي...
وتصاب بالفتور... وتصيح دواخلي، بيدي، لا بيد عمرو.. ولكن لا شعورك، يكذبك، بل أنت مقلد، وسارق، ومدلس، ومزيف، وكاذب....
أيتها الكتابة، أركع لك، وأعترف امامك بجهلي، وادعائي، أتركيني وشأني...
ويا للعجب، لن تتركك، فالكتابة قدر، بل غريزة، كالجوع، والجنس، والموت...
(لو تخليت عنه، ما خلاك)...
كيف أكتب..؟؟ وكيف أكون أصيلا؟.. يا لقدرك ياسيزيف، وياحلاج، وفاطمة، وياسعد..
الكتابة مواجهة... مع الذات، حديث الذات للذات، (والبغش نفسو بليد)، كذبت نفسي وصدقتك..
هكذا الكتابة، شي لا إرادي... لا وعي، تنفثه الروح، وتحس بأنك تريد أن تكتب.. ولكن ماهو، شكله، لونه، طبيعته، فالغيب أعلم.. ولذا يظل الكاتب، هو القارئ الاول للنص، أول قارئي للنص هو الكاتب نفسه، لأن الكتابة هي انثيال لاشعوري، للشعور، للورقة أو النت، او الوتر، أو اللوحة، بكل شكول التعبير الانساني..
فيما تكتب؟ ومن هم أبطالك.. هل عرفت نفسك... في البدء.. كي تسعي بغرور لرسم ذوات أخرى... ألا تذكر حكاية حبوبتك، تحت ضوء القمر، في قريتك البسيطة، عن قصة الرجل الذي قرر كتابة اسماء الاولياء الصالحين، ومناقبهم، فنام ليلته على هذه النية الطاهرة، وفي الصبح، وهو يسعى لصلاة الفجر... قالت لت له جارته المسنة، المغمورة.. قول واحد.. قال متعجبا: شنو.. قالت ليهو، قول واحد، مش ياولدي نويت كتابة سير ومناقب الأولياء يالمبروك.. . وحينها، نفض الرجل "المبروك" يديه، من كتابة سيرهم، لأنه في البدء لا يعرفهم، ولا يعرف سيمائهم، وإلا لأدرك بأن جارته شمس روح، لا تدركها سوى عين البصيرة.. فكيف تكتب عن آفاق تجلها.. حين قد ترواغ، وتميل للتعقيد، وليس لشي "بل لعدم الرؤية لديك".. أو تميل للاسلوب الشعري، في خلق صور معقدة، متضاربة، ولكن الشعر يدرك بالحدس، ولن تنطلي، على أبسط قارئ حيلك، فالكضب حبلو قصير..
أذن الكتابة اسلوب من اساليب التسليك، تسليك الكاتب، وإهانته، وكشف محدوديته، ومحدودية قدراته.. بل أحيانا لا تجد ما تعبر عنه عن أبسط الانفعالات، وتحس بهوانك.. وفقر مخيلتك، واسلوبك، ولغتك، وما فضل إلا تقول "كرامة لله يامحسنين"، ولكن كرامتك، ستمطرك بالسياط، لا .. لا..
ولكني، كنت عاق لحكاية حبوبتي، رغم العجائز اللائين يشرن لي، "قول واحدة، واثنين، ومائة"، وأنا امر بهن مرور الكرام..
ثم تبدو حميمة لا شعورية، بينك وبين التعبير، بيدها لا بيدك، شئ لا شعوري، ينساب من قراره نفسك، لذهنك، لأناملك، كي يعبر عن نفسه من خلالك، وتبدو الحميمية.. تبدو، الكتابة هنا، وما أكثر أوجهها، ومقاماتها، كأنها تحسس الحميمية بداخلنا، أهي حية؟.. تبدو كفتاة، تزين خدها بخجل العشق،وليس بالاصباغ.. هل الغريزة قبل أن تلتوي، وهي السؤال لم ألتوت، وهي الإجابة "لست أدري"، بتواضع عظيم، واعتراف بالإخفاق، والخطيئة.. هي اعتراف، صادق أمام كاهن السطور، بما في الصدور..
أهيه موجودة، أ لاتزال تتنفس، وقلبها ينبض، رغم إهمالنا لها، الواعي، وغير الواعي، ألم تموت بسيف الخوف، وحربة الروتين اليومي، ألم نزل أطفال، هكذا تبدو لي الكتابة، أي كتابة، سوى كانت رسالة مسج، أو كتاب، أو قصيدة، أو مقال، أو حكاية، كأنها اعتراف بفشل التربية، والمناهج في أسعادنا، وكأنها عودة للنبع الأول، والعلاقة الحميمة مع النفس، والزهور، والنسيم، والابتسام.. وهل ستتعرف علينا، أم تنكرنا...
تلك هي، كما يبدو لي، جزء من هوية الكتابة، لأنها، في ابسط تجلياتها، علاقة بين كاتب ونص، ثم علاقة بين كاتب وقارئ... قارئ بعيد، بعيد، وقريب، لونه، ومعتقده، وطبقته، لا تهم في القراءة، فهي أكبر من لبوس الهوية الحسية، إنها تلك الحميمة الراكدة، والراكضة في عش الطفولة، ومن منا لم يمر بالطفولة، وقفز فوقها ليصبح شابا، او جدا...
وحينا نكتب بعاطفة، والعاطفة خداعة، نكتب ونكتب، ونكتب، نملأ صفحات، وتمشي تنام، وانت موعد نفسك بالنصر المبين، وتنام ملء جفونك، ويسهر القوم جراها ويختصوا..
وتمشي الشغل، وانت مستعجل لقراية تحفتك الاصيلة.. وترجع من الشغل، وتسرع لقراءة التحفة..
ماهذا؟.. ماهذا الدفن الليلي، كراع برة وكراع جوه، ماهذه الافكار الشتراء، والصورة الكاذبة، والعاطفة الفجة...
وهنا تبرز عدة مشكلة، مشكلة انك عاطفتك قد تكون صادقة،ولكن لغتك لم تسعفك لتوصيلها للسطور، أو كنت مخمور بعاطفة، وللعاطفة هوس، مثل هوس كرة القدم، يخرج العقل عن وقاره، وتضرب، وترشق صديقك في الفريق المجاور.. بكل صلافة، وجهل، وحيوانية..
للكتابة هوس مثل هذا، وأكتر، تسوله النفس للنفس..
ثم تمزق اوراقك، سهرك كله، تمزقه، كما مزقت كتب ابن رشد، والغزالي، ولكن تلك لقيمتها، وأنت لرعونتها.. من منا؟؟؟... أذن هي عودة لمعرفة هل أسماك النيل الازرق
ثم خطوة أخرى في التواضع، فقد يعجبك نص كتبته، "والانسان معيار كل شئ"، كما يقول اجدادك اليونان، فتأخذ النص، وتضمه لصدرك كشئ عزيز، ثم تعطيه، لأخيك الأكبر، أو صديقك، منتظرا التصفيق.. فيأخذه اخوك، أربعه سطور، فقط، ثم يحشره تحت المخده، وكبريائك معه..
أو تعطيه لصديق، ويوعدك بإبداء الرأي، ثم تمرأربعة أشهر، وهو يتحدث معك في كل شئ، من الكرة، وحتى آخر النكات، ماعدا "مقالك العظيم"..
ثم مغامرة النشر.. والتخوف منه... فأغلب الأدراج مليئة بالكتب، والمقالات، ولكنها خائفة من كشف حقيقتها، في أول تجربة لها مع قراءة لا ترحم، ونقاد عتاه، معترفين، "يرون النملة السوداء في الظلمة السوداء"،
فتخاف، من النشر، وكشف حقيقتك، بل قد تنشر، وتسول لك نفسك بأنك أكبر من النقاد، وتعزي نفسك بكافكا، وسرفاتنس، وبأن النقد لم يحتفي بهم، إلا لاحقا، وبأنك بطل العصر،...
وحتى لو مدح كتابك، تعود نفسك، وتقول لك هامسة: (ديل بجاملوك)... لأنك ترى كتاب كثر، نصف موهبين، ولكن النقد نصبهم شيوخ وشيخات للكتابة... لشئ في نفس يعقوب، ان لا تعرفه، "قرابة/صلة/ مصلحة،عشق، غزل موراب)..
الوسواس لا يتوقف، ولا يفارق الكاتب، وحتى ولو نجح، بأن الحظ حالفه، وخدمه... فهناك عباقرة مدفونين..
وللحق مرات، اكون راكب بص عادي، بص الحلة، واسم حكاوي، وطريقة للسرد، أود معها ان امزق كل كتاباتي، أقول له، ياخي حكاويك دي، هي الحكايات الحقيقية، بس أكتبها.. وينظر لك الحكاء الشعبي، الموهوب... والذي لا يعرف قيمته، وقيمة ما يحكي، كالماس تحت أقدام الخنازير....
قت شنو يالمبروك، أكتبها، ههههها، ويواصل حديثه، في حكي عظيم، تبتلعه افواه الصمت، ويضيع التدوين...
الكتابة، تعلم التواضع، وربي،قمز نفسك، لنفسك، تمخض الفيل، وولد فأرا، لن تتركك على الأطلاق !!...
مساء الجمعة 12 يونيو 2009م ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جليس الزمان ..عبد الغني كرم الله .. (Re: tayseer alnworani)
|
العزيزة، جدا، والصديقة الخلاقة، تسيير النوراني... وسربها الوارف، الاصيل...
أعمق تحياتي، واعظمها، كيف أخبار أخي واستاذي كمال، "نفسي اشوفو والله"... فالذكرى مخضبه به، وبوقائع خصبه تذكي الفؤاد، أنى تذكر...
تسلمي، قلنا، نتحول من الرسم، للكتابة، تجربة جديدة، نعمل شنو..
عمي تحياتي..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جليس الزمان ..عبد الغني كرم الله .. (Re: mohmmed said ahmed)
|
Quote: عبد الغنى فات الكبار والقدرو وكتب بلسان الكائنات والاشياء والجماد اضفى عليها روح وفرح
نصوص عبد الغنى تستحق ان يكتب عنها نقدا وتذوقا واقترحت مدخلا نقديا حول روح السخرية والمفارقة افكر فى الكتابة عن الكتابة المبدعة لعبد الغنى |
محمد سيد احمد .. مطول وينك ..
دائما ما أصادف حديث عب الغني كرم الله في الجزيرة ..
فاستمع اليه ويعجبني اختاره لتلك الكلمات التي يستعملها ..
اجدها موسيقية ...
ننتظر كتابتك عن الكتابة المبدعة لعبد الغني كرم الله
| |
|
|
|
|
|
|
|