|
اميرة.. يا اميرة.... يا اميرة... يا..........
|
اميرة العذاب -سرد:
لملمت بقجة ثياب الرحيل من دولاب الحزن، حدقت في فضاء الحجرة اليتيمة، كان الذهول يطل عبر نوافذ الفراغ، والسقف يئن تحت براح الوداع، المرايا الموغلة في احشاء الحائط، ضجَت في ذهول، وصرير الرياح يطرد امامه ذرات الرمل الصحرواي من فخذ الصحراء الى عمق الجرف، الوقت بين ظهيرة اليقين ومساء الانتظار، ستبحر اللحظة الى السماء، فقط فليسترح ملك الموت، لماذا ياتي الى البشر والكائنات؟ ربطت حبل الحياة السري في السقف حيث المكان المخصص، اشاحت ببصرها في بكارات الغرفة العذراء، العطور، دفاتر الحزن، خطابات الوعيد الكاذب، تذكارات لفجر ابى ان يشرق.
اشعة شمس تكسرت ذرات غبارها المتسرسب على الواح الضجر، لوحة لطيور النورس تودع قارب صيد بين الامواج، نافذة تطل على حقل مفتوح على الترعة، مذياع تصدح منه سمفونية حزينة، نظرت الى المرايا النظرة الاخيرة، فرات نفسها، بنت الاربعة وعشرين عاما، طويلة القامة، حنطية اللون مثل قمح الحقل، نحيفة مثل كمنجة الغجر، شاحبة الوجه مثل يافطة مقبرة لم تكتمل، اخرجت صورته الفوتوغرافية من احد ادراج الخزانة، وضعت البرواز النحاسي مقابل الزهرية التي فارغت الحياة زهورها، ثم جرجرت الكرسي الوحيد على مهل،كررر،كررررررر، حتى اصبح تحت رحمة الحبل المتدلى من السقف،وسط الغرفة، وعلى مهل صعدت، و صعد معها الصمت، كانت قطتها (لولي) تموء في حزن بين الفينة والاخرى وهي تتمسح بين قدميها، تتوسل اليها ان لا تفعل ذلك، لفت الحبل على عنقها، ثم ..ثم.. ثم دفشت الكرسي جانبا واصبحت معلقة بين سقف الحقيقة وارضية التيه، و..و.. و سقطت من كفها ورقة حمراء كتب عليها: (حماد..مبروك..الحياة لعنة.. الافق يموء بقطط العذاب.. الوداع- الامضاء- سين- اميرة العذاب).
http://fdaat.com/vb//showthread.php?t=4818
|
|
|
|
|
|