|
Re: قراءة في راوية الدية لابراهيم سلوم (Re: محمود الدقم)
|
تدور احداث الرواية اساسا عن متخيل (الدية) مما يجعلنا ان نستنتج سلفا ان ثمة صراع دموي بين شخصين اومجتمعين متباينيين تم حسم هذا الصراع بدفع دية ولكن المسار السردي للنص بدايته (لم يبدر منه ماينبيء عن رغباته تلك، التي ببلوغعا حدث ما حدث بعد تناوله العشاء بصحبة زوجته امرها بارضاع البنت ثم انصرف الى شان اطعام كلبيه، كان يحادث الكلبين و كعادته يعدد الاخطاء التي ارتكبها كلاهما او احدهما اثناء اخر مهمة صيد قاما بها، وقد يشرح لهما شرحا مفصلا حدود رحلة الغد -ص 3) المنصة الابتدائية للنص تلفت نظرنا وتمهد لان الصراع القادم ينتهى (بدم) في سياق تتبعنا للنص السردي عن بطل الراوية ادم شواي المشتهر سلفا بالفروسية، وصيد الزراف والنمور، المتناقض، القلق، المتوتر مع كيانه، الذي بلغت به الجرأة ان قام ببيع كلبيه مصدر رزقه هو وزوجته في سوق المجلد (كان سوق المجلد ومع دوام انعقاده يوم الاثنين من كل اسبوع، الا انه لم ينا بعد عن ملامح الارتجال التي تعتريه فحينا يكون سوق البهائم في شماله، وبينما التشاشة (السماسرة) في وسطه، مع التزام بائعي الخرز واكسسوارت النسوة ناحية الجنوب، ص- 4) ثم يتجه النص فجأة الى موت ادم شواي في رحلة صيد غامضة بعد غياب ساردا كيفية موت ادم شواي ابان مطاردته لزراف بري في بطن الغابة لكنهم اجمعوا على غموض الوفاة. (بعد غياب دام الشهر كانوا يحملون من لحوم الزراف المجففة ما بلغ حمولة الاربعة ثيران، بلغ صمتهم حد الارتباك وعقب تحايا استقبال العشيرة وانصراف رتل الفتيات اللائي غنين على شرف بطولة العائدين، هم ابوالرمام (صهر ادم شواي) بابتدار الحديث، ولكنه فطن الى وجود حمدين الكراج الذي يكبره سنا في ركب العائدين، فاعاد حربته التي كان غرسها في الرمل ليذيع خبر غياب شواي عن ركبهم، وضع ابورمام قناة الحربة بين فخذيه وعيون رجال الفريق الحارة او الحلة المتسائلة من نفاد صبره قال الكراج (شواي مات). النص يتنقل وبصورة فلاش باك من صورة فنية جمالية الى اخرى ليؤسس لنا على شخصية اخرى تتمثل في ادم شواي الابن الذي تزوج لاحقا عشتة بنت ابوزمام ليرصد لنا الجانب الصوفي في رحلة الركب من غرب السودان كردفان الى امدرمان ليتنقل النص من البيئة كمحدد لوحدة (المكان) وبين ديكور البيئة المجتمع بيوت القش، وزرائب المواشي الشوكية، وشظف العيش والصراع السياسي الذي اشار اليه كاتب النص فترة السيد عبدالرحمن المهدي مما يجعلنا ان نستنج ان احداث الرواية دارت ابان حقبة الاربعينيات من القرن الماضي دون ان يقع كاتب النص في الرواية التاريخية التي يعتبر جورج زيدان احد اعمدتها
| |
|
|
|
|