محاضرة بعنوان: ميـزان الاستقـامة ...الامام الصادق المهدي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 05:29 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-23-2010, 05:47 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
محاضرة بعنوان: ميـزان الاستقـامة ...الامام الصادق المهدي

    نظمت هيئة شئون الأنصار بالتعاون مع أسرة المرحوم عبد الرحمن أحمد دقة ليلة تأبين بمناسبة مرور الذكرى الأولى لرحيله تحت عنوان "دليل الاستقامة" اختتمت بمحاضرة قدمها الإمام الصادق المهدي تحت نفس العنوان، وكانت عبارة عن سياحة في تقاطعات وهموم وملفات التربية في السودان. وقال الإمام الصادق في النقطة الأولى إن التربية في السودان تعاني بمعاناة أضلاعها الثلاثة: المجتمع والأسرة والمدرسة. مشيرا لقلة الصرف على التعليم وسوء المناهج والسلم التعليمي والبيئة المدرسية، ولأزمة الأسرة بالفقر وارتفاع نسب الطلاق وأزمة الزواج، ولسبعة أوبئة تضرب المجتمع "هي ظاهرة المخدرات، ظاهرة العنف الاجتماعي، الأمراض الوبائية (الأيدز)، العزوف عن الزواج، زيادة نسبة الطلاق، السكن العشوائي، والعطالة".

    وفي النقطة الثانية تعرض للمفاهيم الخاطئة التي سادت عن الإسلام وضرورة تصحيحها، وفي الثالثة تحدث عن أزمة الوطنية السودانية وضرورة زرعها بالتربية، وفي الرابعة تحدث عن الجهالة بالمهدية والأنصارية وضرورة إزالتها، وفي الخامسة تحدث عن حاجات الإنسان العشر وضرورة إشباعها بشكل موزون وهي حاجات"روحية- مادية- عاطفية- معرفية- أخلاقية- اجتماعية- جمالية- ترفيهية- رياضية- بيئية. "، وفي النقطة السادسة تحدث عن تربية النشء ومراحلها وآلياتها وضرورة استنادها على القدوة والمحبة والعطف واحترام حقوق الأطفال، وفي السابعة تحدث عن مراعاة المساواة النوعية إيمانيا وإنسانيا وفي المواطنة وأمام القانون. وتحدث عن جملة أمور مثل ختان الأولاد وعدم خفاض البنات، وعدم جبر البنت أو الولد في الزواج وأن يغتربوا (ولا يضووا) وأن يقللوا من المهور ففي الزيجات قليلة المهور بركة، كما قال بضرورة الاهتمام بتعليم الأطفال على الرياضة وعلى الاستعداد الدائم لأداء كافة المهام المختلفة كالكشافة، وعلى حب الوطن والتعرف على أبطاله، وعلى أخلاق السمتة السودانية، وكذلك الاستعداد لنقل الثقافة الجنسية الصحيحة لهم محوا للجهل واحتراما لعقولهم ولربطها بالأخلاق الحميدة. وفي نهاية المحاضرة أكد أنها الحلقة الأولى في إصدار دليل الاستقامة حيث ستعقبها ورشة عمل تعمل على صياغة الدليل المطلوب.

    هذا وقد أدار الليلة الإعلامي الأستاذ نجيب نور الدين، وقدمت فيها الأستاذة سارة أحمد دقة كلمة الأسرة مؤكدة أنهم انطلقوا من فكرتين الأولى أن يحولوا الحزن على فقد الراحل المقيم إلى طاقة ذات فائدة في مجال اهتمامه الأول وهو التربية، والثانية أن هيئة شئون الأنصار هي الجهة الأقدر على رعاية مشروع إصدار دليل الاستقامة للأسرة بحيث يصدر بشكل مدروس وتعم فائدته على المجتمع. كما تلى الأستاذ نجيب كلمة الدكتور مرتضى الغالي التي أرسلها من محل إقامته بدولة الإمارات العربية المتحدة وتحدث فيها عن مناقب الفقيد واصفا البيئة السودانية السوية التي نشأ فيها تحت كنف والده ذي الأيدي على قريته بالجبلاب مع فقد والدته في وقت باكر. وكيف ضرب قدوة المربي في تنقلاته كلها في بخت الرضا وفي إنجلترا وفي موسكو الاتحاد السوفيتي وفي أم درمان. ثم قدمت الأستاذة لمياء حسن قصيدة مؤثرة في ذكرى الفقيد. كما تحدث في الليلة الأمير عبد المحمود أبو الأمين العام لهيئة شئون الأنصار مشيدا بسابقة أسرة الفقيد، وقدم الإمام الصادق المهدي ذاكرا كيف اختط طريقا وسطا وقدم أطروحات جعلت أبناء جيله يجدون سبيلا للتوفيق بين الأصالة والمعاصرة: فيمايلي نص محاضرة الإمام الصادق المهدي:



    يتبع
                  

12-23-2010, 05:48 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاضرة بعنوان: ميـزان الاستقـامة ...الامام الصادق المهدي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    محاضرة بعنوان: ميزان الاستقامة

    بمرور ذكرى رحيل عبد الرحمن أحمد دقة

    هيئة شئون الأنصار – الجمعة الموافق 17/12/2010م

    الإمام الصادق المهدي

    ميزان الاستقامة

    مقدمة

    اتصل بي وفد من آل دقة وقدموا مبادرة حميدة فحواها إصدار دليل مرشد للأسرة الأنصارية في مناسبة ذكرى الوالد عبد الرحمن أحمد دقة.

    دليل يبدأ تأليفه بهذه المحاضرة ثم الدعوة لورشة عمل فكرية لتوسيع المشاركة وتكوين لجنة تنطلق من هذه المرجعيات وتكتب هذا الدليل فينطبق عليه بأقوى صورة: (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ) (سورة الشورى الآية 38). استحسنت الفكرة وبحثتها في مجلس الحل والعقد الذي بدوره أيدها. هذه المحاضرة هي الحلقة الأولى من هذا الدليل.

    الطغاة لا يشجعون المبادرات من خارج نطاقهم المباشر لكي تنسب كل الفضائل لهم ولكنني أحث على المبادرات من كل نوع وما التقاني أحد أو جماعة بمبادرة إلا تجاوبت معهم. ومن هذا المنبر أحث كافة الحبان على هذا النهج فالقيادة الرشيدة هي التي تلهم من حولها لمزيد من الثقة في النفس والإقدام على المبادرات النيرة. وإليكم محاضرتي في عشر نقاط.


    يتبع
                  

12-23-2010, 05:49 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاضرة بعنوان: ميـزان الاستقـامة ...الامام الصادق المهدي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    النقطة الأولى: التربية في بلادنا تقوم على ثلاثة أعمدة: الأسرة- والمدرسة- والمجتمع.

    أما المدرسة فهي الآن تعاني في كل جوانبها فلا مناهجها صحيحة، ولا هيئة التدريس مؤهلة، ولا وجود للبرامج اللا صفية ولا البيئة المدرسية مواتية، ولا السلم التعليمي مناسب، أما الصرف على التعليم فنسبته 03% وهي أقل نسبة في أفريقيا: أسوأ السيئين. التعليم في السودان في كل مراحله في حالة يرثى لها، أما التعليم الخاص فقد صار في أغلبية الأحوال بقالات تعليمية يجدر بأكثرها أن يعلق عليه لافتة: سوبر ماركت مدرسي.

    أما المجتمع: المعلم الثاني فقد صار الآن متسيباً بصورة غير مسبوقة تحيط به سبعة أوبئة هي: ظاهرة المخدرات، ظاهرة العنف الاجتماعي، الأمراض الوبائية (الايدز)، العزوف عن الزواج، زيادة نسبة الطلاق، السكن العشوائي، والعطالة.

    والإعلام تسيطر عليه الفضائيات، وبرامجها للأطفال تسيطر عليها قصص العنف: سوبرمان، سبايدر مان - مثلا- وتسيطر على البرامج العامة إفادات فقهاء تغيب العقل لأنها فتاوى تعتمد على اجتهادات من أزمان غابرة فتصدر بجرأة يحسدون عليها وإلى جانب هذا التغييب للعقل تغييب للأخلاق إذ تتمادى كثير من الفضائيات في برامج ماجنة.

    أما الأسرة السودانية: المعلم الثالث فمأزومة لأن غالبية أفرادها يعيشون دون خط الفقر دون دولارين للفرد في اليوم، وفي كثير من الحالات أجبرت العطالة، والهجرة الرجال على رفع أيديهم عن أسرهم ما دفع بالنساء لسوق العمل الهامشي بأعداد كبيرة، هذا فضلا عن زيادة أعداد النازحين واللاجئين وكلها تؤثر سلبا على الاستقرار الأسري. وارتفعت نسبة الطلاق كما انخفضت نسبة الزيجات، وأفرزت السياسات الخاطئة طبقة أغنياء جدد قليلة العدد واسعة الثراء تعاني في كثير من الحالات من أمراض الترف.

    وفي محاولة لمخاطبة هذه الحالات قررت هيئة شئون الأنصار إستراتيجية جديدة تركز على الإرشاد والدعوة والعمل الخدمي، والاجتماعي، والصحي، والتعليمي. وتنظيم ورشة لبحث قضية الزواج الميسر، وورشة لتناول قضية الأخلاق.

    إن أجيالنا الصبية والشابة الحالية أجيال منكوبة بمعنى الكلمة ولا بد من جعل أزمتها قضية قومية.


    يتبع
                  

12-23-2010, 05:50 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاضرة بعنوان: ميـزان الاستقـامة ...الامام الصادق المهدي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    النقطة الثانية: سادت بلادنا مفاهيم خاطئة للإسلام فالحكام حولوا الشعار الإسلامي لدعم سلطانهم بلا محتوى إيماني وإصلاح اجتماعي وظفوه في خدمة أمنهم وإعلامهم إسلام البطانة السلطانية.

    وانطلقت تيارات وافدة من بؤر التأزم في العالم الإسلامي يقول أصحابها باجتهاد تكفيري يمهد حتماً لصدامات آتية. وتتبارى السلطات في إعداد لحفظ القرآن وهو نافلة حميدة، ولكن بلا تدبر لمعاني القرآن: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ) (سورة ص الآية 29).

    الإسلام هو الامتثال لله. وقد بني على خمس:( شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَالحَجِّ ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ) (صحيح البخاري- كتاب الإيمان حديث رقم 8.)

    واجب المسلم الالتزام بهذه الأركان وواجبه تلاوة القرآن والإحاطة بمعانيه، والإلمام بسيرة النبي (صلى الله عليه وسلم) لأنه هو قدوتنا سيرة مبرأة من الإسرائيليات، والمسيحيات، والقيصريات. مبينة لحقيقة محمد "صلى الله عليه وسلم" الأكثر روحانية وعقلانية بين سير الأنبياء.

    والإلمام بأحكام الإسلام التي تقيم الحكم على العدل، والاقتصاد على الاستثمار والعدالة الاجتماعية، وأحكام الإسلام الفقهية متطورة على أساس لكل وقت ومقام حال ولكل زمان وأوان رجال. وهي لا تلزم المسلم بتمذهب ولا يتطرف. الملزم للمسلم هو قطعيات نصوص الوحي. أما ما عداها من تفاسير واجتهادات فهي غير ملزمة، نهجنا الصحيح هو الأخذ بالنصوص القطعية في الكتاب والسنة والاجتهاد في استنباط أحكامها لا على أساس المنطق الصوري من قياس وإجماع ولكن على أساس المنطق المقاصدي الذي يستخدم: العقل، والمصلحة، والمقاصد، والميزان والقسطاس، والسياسة الشرعية، والإلهام، ويستحسن قاعدة الإمام ابن القيم: (النهج الفقهي الصحيح أن تعرف الواجب والواقع وتزاوج بينهما). وهي القاعدة التي جعلها الإمام المهدي "عليه السلام" نهجاً متبعا: لكل وقت ومقام حال ولكل زمان وأوان رجال.

    نهجنا الإسلامي هو الأوسط بمعنى الأفضل على نحو قوله تعالى:( قَالَ أَوْسَطُهُمْ) (سورة القلم الآية 28). وقوله: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) (سورة البقرة الآية 143).

    يتبع
                  

12-23-2010, 05:52 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاضرة بعنوان: ميـزان الاستقـامة ...الامام الصادق المهدي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    النقطة الثالثة: الوطنية السودانية، فحب الوطن من الإيمان والنبي (صلى الله عليه وسلم) أبدى حنينه لوطنه مكة عندما أخرجه أهلها. كثير من أهل السودان غير عابئين بالسودان إذ أن بعض أهلهم كانوا داخل الققرة مع غردون باشا، وآخرون اجتهدوا لإلحاقه بسيادة غيره. ولكن أكثرية أهل السودان يعتزون به وبالانتماء له بل يعتبرونه أبا الدنيا لما سبق فيه من تأسيس حضارة الإنسانية. مقولة عالم الآثار هيرمان بل: السودان هو أساس حضارة وادي النيل.

    ازدهرت في السودان قديما ست حضارات:

    · حضارة كرمة السابقة للحضارة الفرعونية.

    · حضارة كوش المتأثرة بالحضارة الفرعونية.

    · الحضارة المروية المعبرة عن الذاتية السودانية واستمرت ألف عام.

    · حضارة مسيحية استمرت في المقرة وعلوة ونوباطيا ألف عام من القرن الخامس الميلادي إلى السادس عشر.

    · الحضارة الإسلامية القديمة التي تمركزت في الممالك الإسلامية: الفور، الفونج، وتقلي والمسبحات، والكنوز، وعاصرتها حضارات غير إسلامية في ممالك: كالشلك، والزاندي.

    والسودان بهذه الخلفية التاريخية الثرية وطن ذو رسالة لأنه يمثل أفريقيا مصغرة فالوطنية السودانية توجب الاعتزاز بهذه الرسالة. الوطنية السودانية لا تعني الانكفاء القطري بل السودان من منطلق أنه سيد نفسه ينبغي أن يواكب تيارات الاتحاد التي توجب تكوين وحدات أكبر كالدعوة لكنفدرالية عربية أفريقية يتبناها السودان ويجبر بها كسر انقسامه الوشيك. هنالك حاجة ماسة لكتابة تاريخ السودان بصورة صحيحة فقد شوهه الإمبرياليون والانقلابيون وهم جماعة فذفت بهم المقامرة للسلطة فحاولوا بناء مجد زائف لأنفسهم على حساب تاريخ البلاد الحقيقي.


    يتبع
                  

12-23-2010, 05:53 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاضرة بعنوان: ميـزان الاستقـامة ...الامام الصادق المهدي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    النقطة الرابعة: هنالك جهالة بالمهدية وبالأنصارية.

    الإمام المهدي (عليه السلام) الذي لبى نداءً إلهامياً صحح مفاهيم المهدية، فالمهدية بنص الكتاب والسنة هي وظيفة إحياء الدين وقد شرحنا ذلك في كتابنا يسألونك عن المهدية. أن يأتي شخص غاب قبل أربعة عشر قرنا هو نفسه مهدياً ضد طبيعة الأشياء، وأن يأتي مهدي في آخر الزمان ضد طبيعة الهداية، كما قال تعالى: (فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ) (سورة غافر الآية 85). فالمهدية وظيفة إحياء الدين بصورة استثنائية، ورسالتها تتجدد كما فعل الإمام عبد الرحمن الذي أبقى على الدعوة بكل تعاليمها وأعطى الجهاد معناه الأوسع ويوجب استخدام كافة الوسائل المدنية لإعلاء كلمة الله ولا يصير قتالاً إلا دفاعاً عن النفس. أما الزهد وهو ركيزة الدعوة الثانية فالإمام عبد الرحمن التزم به لا هجراً للدنيا فالمال قوة ولكن الحرص على أن تكون في يدك فتسخرها لا في قلبك فتستعبدك. وهو المعنى الصحيح للدعوة: (ولا تجعل في قلوبنا ركوناً لشيء من الدنيا يا أرحم الراحمين).

    وراتب الإمام المهدي سِجِل للدعوات المستجابة والآيات المختارة لا ينطوي على أية تزكية لصاحبه بل التركيز على آيات الولاء والمحبة لله ولرسوله، ويقرأ مع حزب من القرآن مرتين في اليوم بعد الفجر وبعد العصر.

    بعض الناس بدافع من العصبية القبلية أو الاستعلاء يحاولون الفصل بين المهدي وخليفته أو يبخسونه حقه. هذه غلطة ساهم فيها الإمبرياليون فخليفة المهدي كان أخلص الناس للدعوة وكان رجل دولة من الطراز الأول. أما وقوع أخطاء في المهدية فوارد إذ الكمال لله ولكن الأعداء بالغوا فيها ونحن من واجبنا أن ندرس تاريخنا بموضوعية تعترف بالأخطاء وتضع الأمور في حجمها الطبيعي وتقر بالفضل لأصحابه.

    الأنصارية لا تعني الانتماء لشخص بل هم أنصار الله أصحاب الإمام المهدي. وملابسنا مميزة ملائمة للبيئة: العمامة ينبغي أن تكون مرتبة، عمائمنا تيجان كثير من أهلنا عمائمُهم دلقان- والعزبة سنة وهي من الشمال مشيرة للقلب لا من أية جهة أخرى. وطولها الأفضل شبر حتى تكون مشيرة للقلب. والجِبّة ذات الوجهين لسرعة لباسها في النداء ولتعيش عمرين، أما العلى الله فلأن الأعمدة الثلاثة في ظهرها مع اليدين تكتب اسم الجلالة. هذه المواد ومراجعها ينبغي أن تكون للأسرة السودانية لا سيما الأنصارية مكتبة يستفيد منها كافة أفراد الأسرة.



    يتبع
                  

12-23-2010, 05:55 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاضرة بعنوان: ميـزان الاستقـامة ...الامام الصادق المهدي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    النقطة الخامسة: نحن محتاجون لتوعية تربوية تبدأ بإدراك أن للإنسان عشر حاجات ضرورية إذا لم يحصل عليها بصورة موزونة اختل توازنه النفسي وبالتالي دوره الاجتماعي هي: روحية- مادية- عاطفية- معرفية- أخلاقية- اجتماعية- جمالية- ترفيهية- رياضية- بيئية.

    المسألة الروحية: الإنسان يتساءل ما هي بداية الكون، وما هي نهايته؟ وما هي مكانة الإنسان في هذا الكون، هذه الأسئلة عن مسائل غيبية ولكن الإجابة عليها ضرورية لفك حيرة الإنسان، وهناك عالم غيبي يدرك الناس بإيمانهم أو حتى بتجاربهم الذاتية وجوده، فالصلة بهذا العالم الغيبي تتم عن طريق الإيمان، والإيمان يمكن الإنسان من مضاعفة طاقاته،(وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ) (سورة البقرة الآية 28). وقوله: (اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ) (سورة الحديد الآية 28.). الإنسان عديم الإيمان محروم وحياته ناقصة وقدراته محدودة. وبالإيمان يستنهض الإنسان ما نفخه الله فيه من روحه:

    قلوب العاشقين لها عيون ترى ما لا يراه الناظرون

    وأجنحة تطير بغير خفق إلى ملكوت رب العالمين

    المسألة المادية: يحتاج الإنسان ليحيا للماء، والهواء، والغذاء، وهذه ضرورات لحفظ الحياة المادية. أنا بصدد نشر كتاب: الغذاء ضرورة وضرر.

    هنالك إفراط في التغذية وأهم نتائجه: السمنة- النقرس. وهناك تفريط في التغذية وأهم نتائجه: الأنيميا- الهزال- العمى الليلي.

    الغذاء مكون من دهون- كاربوهايدريات "نشويات"- بروتين. هذه مطلوبة للجسم للمحافظة على وظائف الأعضاء، وللنمو، وللطاقة، ومن المواد المطلوبة للجسم أيضا: فيتامينات مصنفة بأحرف وأرقام أ- ب- ج...إلخ ومغذيات معدنية كبرى: كالسيوم- فوسفور- صوديوم- بوتاسيوم- ماغنسيوم- كلور- كبريت. وصغرى: حديد- يود- زنك- نحاس- منجنيز- كروم- سلنيوم- كوبالت- موليدنم- فلوريد. والغذاء يشمل ألياف وهي: كاربوهايديات غير ذائبة.

    الكميات الضرورية لكل شخص تتوقف على: العمر- الجنس- الحالة الوظيفية- الحالة الإنتاجية- الحالة الصحية- وزن الجسم- البيئة زمانا ومكانا. ومعادلة الوزن الصحيح للإنسان تقوم على:

    وزن الجسم بالكيلو ÷ مربع الطول بالمتر إن كانت النتيجة أقل من 25 فهو نحيف. أو أكثر من 30 فهو زائد- أو أكثر من 35 فهو بدين. 25 هذا هو المطلوب.

    المسألة العاطفية: مثلما الإيمان هو عماد النفس رأسيا فإن المحبة هي عمادها أفقيا، العلاقة بين الرجل والمرأة ينبغي أن تقوم على المحبة فإن فقدت حتى إذا استمر الزواج فإن فيه طلاقاً عاطفياً، وهي علاقة وصفها الله سبحانه: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا) (سورة الأعراف الآية 189). وهي ضرورية أي المحبة كصماغة لكل العلاقات الاجتماعية وبقدر وجودها تسعد الحياة على نحو قوله:

    قــــــــــال قـــــوم إن المحبــة إثــم يا ويح بعض النفوس ما أغباها

    أنــا بالحــب قـــد عرفت صحبـــي أنـا بالمحبــة قــــد عـــرفت الله

    قيل إن النفس خلقت متحركة فالإيمان والحب يحركانها فإذا خلت النفس منهما تعطلت وثقلت. مقولة غارسيا الذي قال: يقولون إذا كبر الإنسان فإنه يفقد القدرة على الحب والحقيقة هي أن الإنسان لا يشيخ إلا عندما يفقد تلك القدرة.

    كنت أناديه (صلى الله عليه وسلم) بسيدنا والآن أقول حبيبنا لأن المحبة أكثر دلالة على التطوع وأكثر قربى ولذلك قال النبي (صلى الله عليه وسلم): (لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ ، وَأَهْلِهِ ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) (رواه أنس بن مالك في السنن الصغرى- حديث رقم 4974). ودعوة الراتب: (فأنقذني ومن صحبني ومن أحبني على حب نبيك "صلى الله عليه وسلم لأجلك).

    المسألة المعرفية: الإنسان بطبعه يتطلع للمعرفة، وعندنا طلب العلم فريضة كما جاء في الحديث. ويقول تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) (سورة الزمر الآية 9.). العلم هو حصيلة النشاط العقلي، والتجريبي، والإلهامي، العلم حاجة للإنسان وعن طريقه تتطور حياته:

    العلـم يــرفع بيتــاً لا عمـــــاد له والجهل يهدم بيت العز والشرف

    المسألة الأخلاقية: مكارم الأخلاق فطرة في نفس الإنسان وكل ثقافات الإنسان عظمتها. يكفي أن نذكرها لنعرف قيمتها حتى أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ) (رواه أبو هريرة في مسند الشهاب – حديث رقم 1080). إنها الأخلاق: الصدق- الكرم- الوفاء- الحياء- الأمانة- العفة- الحكمة- الصبر- الرفق- الكرامة- الإخلاص- الإتقان- الإحسان- الحلم- المروءة- النظافة- العرفان- العدل- التواضع -الإيثار...الخ

    المسألة الاجتماعية: الإنسان حيوان اجتماعي والحيوانات نفسها (أُمَمٌ أَمْثَالُكُم) (سورة الأنعام الآية 38.) بما يقوم بينها من روابط اجتماعية، الإنسان محتاج للانتماء الاجتماعي ابتداء من الأسرة، إلى الوحدات الأوسع، ولا بد من ولاء لهذه الوحدات الاجتماعية لكي تستقر الحالة الإنسانية. إن شعار (لا ولاء لغير الله) شعار أبله، فالإنسان يجب أن يكون له ولاء لهذه الوحدات الاجتماعية ليعمل فيها، ولكن يمكن القول لا ولاء يعلو على الولاء لله. لأن الله جل جلاله أوجب هذه الولاءات الصغرى: (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ) (سورة لقمان الآية 14.). لا أحد يستطيع أن يعيش دون منظومة ولاءات لوحدات اجتماعية.

    المسألة الجمالية: الجمال من مقاصد الكون فهذه الطيور والزهور ألوانها وأنواعها من مقاصد الكون في الجمال. وقال تعالى: (وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ) (سورة النحل، الآية 6). روت السيدة عائشة "رضي الله عنها": (أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان ينتظره نفر من أصحابه فجعل ينظر في الماء ويسوي شعره ولحيته. فقلت: يا رسول الله وأنت تفعل هذا؟ قال: نعم إذا خرج الإنسان إلى أخوانه فليهيئ من نفسه فإن الله جميل يحب الجمال).

    المسألة الترفيهية: الترفيه أكبر معين على الجد. لذلك قال إمام المتقين علي: إن هذه القلوب تمل كما تمل الأبدان فابتغوا لها طرائف الحكم. وقال ابن عباس (رضي الله عنه): القلوب إذا ملت كلت، وإذا كلت عميت. وقال ابن الفارض:

    ولا تك باللاهي عن اللهو جملة فهـزل الملاهي جــد نفس مجدة

    وإياك والإعراض عن كل صورة ممــــوهة أو حــالــــة مستحيـلة

    فطيف خيال الظل يهدي إليك في كرى اللهو ما عنه الستائر شقت

    الترفيه يشمل كل وسائل الإمتاع والمؤانسة - ما لم يدخل فيها قمار- كالورق، والشطرنج، والطاولة، والسيجة، وغيرها.

    المسألة الرياضية: الرياضة ضرورة بدنية، ونفسية، واجتماعية وفي دراسة أجراها مختصون على 6 آلاف شخص قالوا: هناك أشياء إذا التزم بها الإنسان فإنه يستطيع أن يبطئ شيخوخته 13 عاما هي: أن يفطر بانتظام- ألا يدخل الطعام على الطعام- أن ينام على الأقل 6 ساعات يوميا- أن يحافظ على وزن جسمه في المستوى المحدد- ألا يشرب الخمر- ألا يدخن التبغ- وأن يمارس الرياضة بانتظام.

    وفي الحديث: (حَقُّ الْوَلَدِ عَلَى الْوَالِدِ أَنْ يُعَلِّمَهُ الْكِتَابَ وَالرَّمْيَ وَالسِّبَاحَةَ) (رواه أسلم أبو رافع في حلية الأولياء - حديث رقم 620).

    المسألة البيئية: المحافظة على البيئة الطبيعية بكل مقوماتها ضرورة لأنها موروث الأجيال إلينا ووديعة المستقبل للأجيال القادمة. المحافظة على سلامة البيئة الطبيعية ضرورة أيكولوجية وهي كذلك واجب إنساني وديني ووطني.

    النقطة السادسة: التربية لأطفالنا تبدأ من الصغر والمطلوب أن تكون البيئة صالحة والقدوة حسنة علما بأن المعاملة التي يلقاها الأطفال في الصغر لها آثار على سلوكهم في الكبر.

    هنالك الآن علم نفس تربوي استخدم الوسائل التجريبية لبحث القواعد التي تحكم سلوك الأطفال: يمر الطفل منذ مولده حتى سن الرشد بمراحل هي: أول عامين فيها الطفل يحس ويتحرك ولا يدرك عقليا، بعد ذلك يلم بالبديهيات، بعد ذلك يفهم الاستدلال والعلاقة بين الأشياء ثم يدخل مرحلة المراهقة إذ يصير قادرا على التفكير المجرد، ومولعاً بالتنظير والنقد.

    وأفضل وسائل التربية أن يشعر الطفل بالمحبة والعطف ويشجع على السلوك الحسن بالترغيب والجوائز والمدح. ولكن إذا أخطأ ينهى عن الخطأ ويزجر إذا تمادى ولا يكون الضرب إلا أخيراً ضرباً يؤلم ولا يؤذي.

    لقد صار للطفل حقوق عالمية ينبغي أن نراعيها فقد اشتركنا جميعا في صياغتها. في كتاب الله وصايا هامة تخص الطفل وهي لم تأت على لسان نبي بل على لسان حكيم هو لقمان. ولقمان هذا عاش قروناًَ قبل المسيح، وهناك ومواصفات ظرفية تدل على أنه هو أركمان أحد ملوك دولة مروي السودانية.

    قال:( يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ) (سورة لقمان الآية 17). وقال: (وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) (سورة لقمان الآيات 18-19). أساليب التربية كثيرة وكان مجتمعنا يكثر من العنف لا سيما في الخلاوى ولكن العنف يأتي بنتائج عكسية تجعل الطفل يخاف ويخفي أعماله وربما جعلته متمرداً. كثير من القادة الدينيين إذ يتشددون مع أطفالهم يدفعونهم في اتجاه معاكس حتى قال بعض أهل السودان تفسيرا لهذه الظاهرة إن إبليس ينتقم من الصالحين في أولادهم. وكثير من أولاد اليساريين يتخذون مواقف مضادة. ذهبت لأعزي سيدة في والدها اليساري فإذا بي أمام سيدة منقبة تماماً ولا تجاوبني لأن صوتها في نظرها عورة!

    لذلك قال النبي (صلى الله عليه وسلم): (لَمْ يَدْخُلِ الرِّفْقُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ ، وَلَمْ يُنْزَعْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ) (رواه أنس بن مالك في مسند الإمام أحمد- حديث رقم13323). إن أهم وسيلة تربوية هي القدوة لأن أولادك أكثر الناس مراقبة لك فإن كانت أقوالك تطابق أفعالك كانت القدوة الحسنة والعكس صحيح. أنا شخصياً لم أضرب أولادي وكانت القدوة وموازين المحبة هي الأسلوب الغالب وأنا سعيد بالنتيجة.


    يتبع
                  

12-23-2010, 05:57 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاضرة بعنوان: ميـزان الاستقـامة ...الامام الصادق المهدي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    النقطة السابعة: كلمة أولاد تنطبق على البنين والبنات. التزموا نحو أولادكم بالوصايا العشر الآتية:

    1. بالوسائل الحديثة المجدية علموهم الصلاة وسائر أركان الإسلام.

    2. لقنوهم مكارم الأخلاق وحفزوهم على الالتزام بها.

    3. احرصوا على تعليمهم إلى أقصى درجة ممكنة واعلموا أنه من ناحية إنسانية وإيمانية، ومواطنة، وأمام القانون، فإن الابن والابنة سواسية فالنساء شقائق الرجال وامتنعوا تماماً عن معاملة البنات بدونية فالحقيقة:

    قيمة الإنسان ما يحسنه أكثر الإنسان منه أو أقل

    صحيح هناك فروق بيولوجية ونفسية تجب مراعاتها ولكنها فروق تكامل لا تفاضل.

    بنات الأرياف يجب لهن تجنب الشلوخ ودق الشفاه وغيرها من وسائل تغيير خلق الله. وبنات الحاضرة يجب تجنب تبييض اللون فللخضرة جمالها والمواد المبيضة ضارة بالصحة. كذلك المكياج الإفرنجي مخالف لأذواقنا وضار لأن يسد مسام الجلد.

    لا يجبر ابن أو بنت على الزواج فليس على مكره يمين. وللزواج حد أدنى من العمر فالله يقول: (حتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ) (سورة النساء الآية 6) أي سن النكاح وأدناها بلوغ سن الرشد. ما قيل عن النبي "صلى الله عليه وسلم" تزوج بنت تسع باطل وإساءة للنبي

    (صلى الله عليه وسلم) لأنه قد رفع القلم عن ثلاث ومنهم الصبي حتى يحلم. كان سنها 17 عاما، وكانت مخطوبة قبله لغيره وفخست الخطوبة قبل ذلك أي كانت في تخطب فيها الفتاة.

    وللفتاة ولاية على مالها وعلى نفسها ويمكن لها أن توكل من ينوب عنها برضائها لعقد القران.

    اقتصدوا في المهور وفي مصاريف الزواج، كلما كانت المهور والمصاريف قليلة كلما كان الزواج أكثر بركة، كذلك اغتربوا في الزواج وتجنبوا زواج الأقارب ما أمكن ذلك.

    والنقاب عادة وليس عبادة بل المطلوب هو الزي المحتشم ولكن كما في الحديث للمرأة كشف وجهها ويديها وقدميها، وقد صار النقاب وسيلة للتخفي والإجرام.

    4. الغذاء لم يعد خبط عشواء فهناك الآن أدبيات واسعة في علوم الغذاء فالواجب الاطلاع عليها والاستعانة بها، سيما والأم صارت قارئة كاتبة في الغالب. أنا كما قلت بصدد نشر كتاب: الطعام ضرورة وضرر، لكي أزود المكتبة بمرجع مختصر ومفيد.

    5. وحببوهم على الحرص على كافة أنواع الرياضة حتى تصير أجسامهم مستقيمة وقوية. ويرجع في هذا الصدد لبحثي الرياضة ليست لعبا.

    التحريميون حرموا الشعر لقوله تعالى: (وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ) (سورة الشعراء الآية 224) مع أنها تستثني: (إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ) (سورة الشعراء الآية 227). (والنبي صلى الله عليه وسلم) استمع للشعر واستشهد به وكافأ الشعراء مثل كعب بن زهير، وحث حسان بن ثابت على الشعر. كما حرموا الغناء والموسيقى، نعم من الفن ما هو حرام ولكن هذا ينطبق على كل نشاط الإنسان (فَحَسَنَهُ حَسَنٌ , وَقَبِيحُهُ قَبِيحٌ ) (روته السيدة عائشة رضي الله عنها في سنن الدارقطمي- حديث رقم 3773) وقد تناولت الموضوع بالتفصيل في دراستي الدين والفن لمعرفة نهج الاستقامة في هذا المجال.

    6. علموهم حب الوطن وسيرة أبطاله، وستجدون في تاريخ السودان مراجع كثيرة.

    7. اختنوا الصبيان ولا تمسوا البنات فخفاض الأنثى عادة فرعونية تقطع عضواً تناسلياً من الأنثى، ويمكن الرجوع في هذا الصدد لدراستي في الموضوع.

    8. ينبغي أن يدرب الأطفال على كافة سبل الحياة كما في الكشافة وينبغي تجنب التربية على النعومة، الكشاف يجب أن يكون مستعد دائما، كذا المؤمن، كذا الأنصاري.

    9. علموهم أخلاق السمتة السودانية وما يصورها من أشعار فأخلاق السمتة هي التي حفظت الإنسانيات السودانية وتجدون في دراستي بيانا لأخلاق السمتة السودانية والاستدلالات بالشعر القومي عليها.

    10. الأطفال يسألون من أين أتينا؟ ويسألون عن هذا الذي في بطن أمي؟ لا تتعاملوا معهم بأخلاق الدروشة. بل احترموا عقولهم. وهم يجدون عبارات في القرآن: زواج- طلاق- عدة- زنا- قذف- عقم- محيض- ويسمعون عن أمراض أيدز- زهري- سيلان- عادة سرية- كثير من الآباء والأمهات عندهم أمية في العلوم الجنسية وينبغي أن يطلعوا عليها لإعطاء إجابات صحيحة ولكي يربطوا التربية الجنسية بالأخلاق فالأطفال يشاهدون الفضائيات ويدرسون البيولوجيا ولا يمكن التعامل معهم كما يرى دراويش الفقهاء


    يتبع
                  

12-23-2010, 05:58 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاضرة بعنوان: ميـزان الاستقـامة ...الامام الصادق المهدي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    وتسهيلا لهذه المهمة سأنشر إنشاء الله كتاباً بعنوان: (أيها الجيل) يقدم وجبة من تربية دينية- أخلاقية- جنسية.

    ختاما وفي هذا المجال بعض الناس يتحرجون من معرفة جنس الجنين باعتبار ذلك حرام بنص الآية: (إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ) (سورة لقمان الآية 34). أقول هذه الآية من دلائل الإعجاز في القرآن. فهي تقول بالنسبة لما في الأرحام ونزول الغيث إن الله يعلم ذلك ولم تنف علم غيره، ولكن بالنسبة لعلم الساعة وما تكسب غداً وبأي أرض تموت، فإن الله استأثر بعلمها، فلا حرج أن يعلم الإنسان ما يستطيع. سئل النبي (صلى الله عليه وسلم) (أَرَأَيْتَ رُقًى نَسْتَرْقِيهَا ، وَدَوَاءً نَتَدَاوَى بِهِ ، وَاتِّقَاءً نَتَّقِيهِ ، هَلْ يَرُدُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّهُ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ) (السنن الكبرى للبيهقي – حديث رقم 17991). لأن العقل وقدرات الإنسان وحرية البحث هي من قضاء الله.

    ختاماً: أرى أن ننظم ورشة لمناقشة هذه المحاضرة ثم نوسع ما نشاء ونصدر كتيبا بعنوان: ميزان الاستقامة والله ولي التوفيق.

    المراجع المطلوب الرجوع إليها بل وضمها لمكتبة المجتهد من مؤلفاتي هي:

    1. نحو مرجعية إسلامية متجددة.

    2. يسألونك عن المهدية.

    3. أيدولوجية المهدية.

    4. نحو ثورة ثقافية "فيه الأوراق حول الرياضة وحول الدين والفن"

    5. دراسة حول ختان الإناث.

    6. دراستي حول الإنسانيات السودانية وأخلاق السمتة.

    7. جدلية الأصل والعصر.


    انتهى
                  

12-23-2010, 06:00 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاضرة بعنوان: ميـزان الاستقـامة ...الامام الصادق المهدي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    17/12/2010م
    طلب مني أن أقدم كلمة الهيئة وأن أقدم الحبيب الإمام. في البداية أشكر الأسرة لهذا الاختيار أن يكون التأبين في دار الهيئة انطلاقا من الفكرة التي تقدمت بها الأستاذة سارة أن الهيئة هي المرجعية لمثل هذا العمل، وينبغي أن تتبنى المقترحات من القواعد وتطرحها للمجتمع، وهذه مساهمة كبيرة في تقوية هذه المؤسسة وقد قدموا بها نموذجا للأسر الأنصارية في كيف يكون دعمهم للهيئة، ومن هنا أدعو الأسر الأنصارية أن تحذو حذوها.
    وأقول عن الراحل المقيم الأستاذ عبد الرحمن دقة إنه كان نموذجا للعالم المتواضع كلما ازداد في المزايا وزاد علما ازداد تواضعا وكلما وجدت في شخص كبرا تجد فيه مركب نقص. العالم عبد الرحمن فيه التواضع فإن تعامل معك لا يظهر لك أنه قام بهذه الأعمال الجليلة لذلك حباه الله بهذه الأسرة الكريمة التي كانت بارة به وسعت لإحياء ذكره على هذا النحو الحميد. رحمه الله في عليائه ونحن سنتبنى هذه الفكرة حتى يخرج في النهاية دليل الاستقامة.
    أما تقديم الحبيب الإمام فإني أحذو حذوا جديدا إذ أنه ليس رجلا عاديا بل أمة كما قال تعالى يصف نبيه: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً) وفي العادة حينما أسافر معه أحرص على معرفة ملاحظات الآخرين وألحظ إعجابا شديدا من رجال أعمال يفوقونه مالا وأصحاب سلطة ومع ذلك يتفوق عليهم وقد لحظت ذلك في رحلاتي معه في طهران وفي الدوحة وفي القاهرة فضلا عن السودان في مواقع مختلفة وعلى قدر ما راجعت سير الأنبياء والمرسلين تساءلت ما هي العظمة فيهم، هل لأنهم خلفوا مالا أو مصانع أبدا ومنشآت؟ أبدا ولكنهم تركوا من خلفهم أمة تركوا إنسان. وهو يحرص على ذلك الإنسان. ولذلك فمع فقرنا في جوانب كثيرة نشعر بأننا وراء هذا الرجل العظيم في غنى. قبل أن آتي كان معي رجل قال أتيت من مكان بعيد لأرى وجه الإمام، فنحن عندما نجلس معه ننسى الهموم وهذه قمة الصلاح ليس الصالح ذلك الذي يطير أو يقلب الماء لبنا ولكن الذي يخاطب النفوس ويؤلفها، ويحول المعاناة إلى شيء إيجابي كما قال الإمام المهدي عليه السلام المزايا في طي البلايا.
    قال لي أحد العلماء المنكفئين مستنكرا إنه قرأ لي في صحيفة قولي إنني قلت إن العلم الذي وجدته مع السيد الصادق المهدي لم أجده في المعاهد الدينية، سألني مستنكرا وكان يظن أنني لم أقله وكان يريد الاطمئنان على بطلان ذلك قلت له إن هذا الكلام قلته وأعنيه. قلت له أنا من جيل كان أمامنا خيارين إما نكون منكفئين أو مع التيار المنحل لكنه أعطانا القدرة أن يكون الإنسان متدنيا وفي نفس الوقت متحضرا.
    قلت له أنت تعلم وأنت سيد العارفين أن مشكلة المسلمين اليوم في التوفيق بين الأصالة والمعاصرة وقدر ما قرأت لم أجد دراسة تصف كيف يوفق بين الأمرين مثلما فعل. ولأول مرة معه أدرك وأنا أقرأ سورة الروم (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا) إذ قال إن الإنسان يحتاج لإشباع عشرة حاجات هي في الفطرة الروحية والأخلاقية والفنون وغيرها، فصرت لا أجد تناقضا بين تديني وبين إشباع تلك الحاجات.
    كذلك –قلت له- كثير من العلماء أمام المال أو الحكام يتلجلجون لكنه في 1995م جاء أحد الشباب من الأمن في المسجد وتعرف عليه شبابنا الذين عذبهم في الجامعات وهبوا لضربه فاستجار به. الأخوة في المعارضة في الخارج أصدروا بيانا أنهم أرادوا اغتياله عبر ظلم الشاب وكان ذلك لصالح قضيتنا سياسيا، يومها جمعنا هذا الرجل في منزله وقال لنا إن قضيتنا قضية حق ولا يمكن أن ننصرها بالباطل، هذا الرجل أتى ليحتمي بي وليس ليغتالني ولا بد من قول الحق.
    أقول لكم إننا أمام ثروة إنسانية ينبغي أن نستفيد منها وأن نساعدها. وفي ذلك فالجميع محمد موسى ولكنهم يعبرون بأشكال مختلفة. نحن أمام ثروة فكرية ودينية وإنسانية فهلا تفضلت سيدي الإمام؟
                  

12-23-2010, 06:03 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاضرة بعنوان: ميـزان الاستقـامة ...الامام الصادق المهدي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    17 ديسمبر 2010 م

    الحبيب الإمام الصادق المهدي
    الحبيب الأمين العام لهيئة شئون الأنصار
    الأحباب أعضاء هيئة شئون الأنصار
    الأحباب بحزب الأمة مع حفظ المقامات لكل
    الأمهات والآباء .. الأخوات والإخوة أصدقاء وزملاء الفقيد بالمراحل المختلفة
    السيدات والسادة ممثلي الأجهزة الإعلامية
    الأهل والأحباب

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

    نيابةً عن أسرة الراحل المقيم المعلم المربي الأستاذ عبد الرحمن أحمد دقة يطيب لي أن أقول أننا في الأسرة رأينا أن نحي الذكرى السنوية الأولى لوفاته بالمضي قدماً في أمر كان يعمل له ويسعى جاهداً في تحقيقه إلا وهو إصلاح حال الأسرة ومساعدتها في تنشئة أبنائها تنشئةً صالحة فقد كانت حياته منذ طفولته وحتى كهولته دروساً في الجد والاجتهاد واخذ النفس بالتقويم والاستقامة و تربيتها على القيم الفاضلة..قيم الإيثار والتسامي فوق الصغائر و الصبر على المكاره و احترام الآخر و منح القدوة فى الأعمال و الأقوال و الإقبال على الأعمال و التعفف عن طلب الجزاء. كان إنسانا بكل ما تحمل كلمة إنسان من معاني الكرامة و الرحمة و احترام الذات و قبول الأخر و قد استطاع ان يرسخ هذه المعاني فى نفوس تلامذته و أبنائه و أقرانه و كل من كان حوله.
    أقول إننا رأينا ان نخلد ذكراه بدفع جهوده فى التربية لأقصى غاياتها و ذلك بإيجاد مرجعية عملية فى التربية تكون مرشداً و دليلاً للأسرة فى عملية تربية النشء .
    و لقد استندنا فى رؤيتنا هذه على فكرتين:-
    الأولى: استلهام قول الإمام المهدي عليه السلام "المزايا فى طي البلايا و المنن فى طي المحن" وذلك لتحويل طاقات الحزن السالبة إلى عمل إيجابي يعم خيره الجميع.
    كانت فى حياتك لي عظاتٌ وأنت اليوم أوعظ منك حيا
    الثانية: الرجوع إلى مرجعيتنا العقدية والثقافية المتمثلة فى هيئة شئون الأنصار لبلورة هذه الأفكار والعمل على إصدار دليل فى التربية باعتبارها-أي الهيئة- الجهة الأولى والأقم والأجدر للقيام بهذا العمل بما تمثله التربية من معان فى مجاهدات أئمة الكيان و قادته و تاريخه و مواريثه.
    الحضور الكريم..
    نحن اليوم فى غاية الامتنان والعرفان للحبيب الإمام الصادق وهو أهل ٌ لكل معروف ونرجو أن نزجى لسيادته وافر الشكر على أن والى فكرتنا بالعناية و الرعاية واقتطع من وقته الثمين وأكرمنا وشرفنا بتقديم محاضرة تخاطب البعد التربوي فى التنشئة وهو أمرٌ لم يخرج عن دائرة اهتمامه فى كل الأوقات ..جزاه الله عنا وعن الأنصار وعن السودان كل خير, وهذه المحاضرة ستشكل نقطة الانطلاق لمشروع دليل الاستقامة والذي سنتكفل بنفقات طباعته صدقةً جارية لروح الفقيد نسأل الله أن يتقبلها و يجعلها فى ميزان حسناته إنه سميعٌ مجيب.
    كما نرجو أن نتقدم بوافر الشكر و التقدير لهيئة شئون الأنصار الموقرة المجاهدة التي احتضنت المشروع و رحبت به وعلى رأسها الحبيب الأمين العام مولانا عبد المحمود أبو.
    كما نشكر الجميع لمشاركتهم إيانا و تكبدهم مشاق الحضور.
    نترحم على روح الفقيد و نسألك اللهم بحق كل كريم عندك و بجميع الأنوار و بنور الأنوار أن تتفضل علينا بما تحب وترضى على التخلق بخلق نبيك صلى الله عليه وسلم وأحسن لنا على نهجه بأحسن القدم آمين يا رب العالمين
    و السلام عليكم
                  

12-23-2010, 06:04 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاضرة بعنوان: ميـزان الاستقـامة ...الامام الصادق المهدي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    17/12/2010م

    في ذكرى عبد الرحمن
    التربية عطر حياته....ومعاناتها

    كانت رحلة الراحل عابد الرحمن جميعها، منذ ميلاده، وطفولته، ويفاعته، وصباه، وشبابه، ورجولته، وكهولته، درساً في المصافاة والجِد، والأخذ بالتربية لنفسه، ثم لأقرانه، ثم لتلامذته، ثم لمجايليه، ولكل من حوله، خاصة إذا أخذنا التربية بمعناها الواسع: في حُسن التلقي، وفي التأسي، وفي التسامي، وفي نشر الفضائل، وفي الخلق الحسن، وفي الإيثار والغيرية، وفي احتمال الفقدان، وتجاوز الأحزان، والصبر على المكاره، ومنح القدوة، والعمل في صمت، والتعويل على الإيجاب، ومفارقة السلب، والترفّع عن الصغائر، والإغضاء عن سقط الأقوال والأفعال..
    *****
    كيف لا يكون ذلك كذلك، وهو الذي افتقد والدته في طفولته الغضة الباكرة، ثم فُجع بفقدان أمه الأخري، خالته الشقيقة الوحيدة، فانتقل إلي حضن جدته، وهي امرأة باسلة من نساء السودان، وكذلك شقيقاتها (بنات خلف الله) وخالاته وعماته الأقارب، فكانت تنشئة الحب والعطف، وبحبوحة البيت الكبير، و(النار الواحدة) و(النفافيج المتداخلة) واللقمة الحلال والعطف في أوانه، والشدة في مواضعها، مع حالة الشظف العام، في تلك القرية، في ذلك الزمان.... حيث كانت التربية بالسليقة، والحياة الخشنة، واللهو الحلو البرئ، والاحتطاب وورود الماء، و(مسايرة البهائم للمرعى القدامي) وجلب القش على ظهور الحمير... ثم تحولت حياته الي جد ودأب عندما فارق اقرنه وذهب إلي المدرسة، في مجتمع لا يأبه كثيراً بالمدرسة، ومع أماته نشأ تحت رعاية والده.. وهو التاجر الميسور، المُجِد في سماحة، الصارم في بساطة، الذي كان تشغله همته ومهنته عن (مصاقرة البيوت) وهو رجل بعيد الهمة على اشتغال ببناء صرحة التجاري، وتعمير قريته، وسد حاجياتها من مرافق مثل (الطاحونة والطابونة) وجلب خدمات (الكولبوكس) والمطالبة بالمدارس والشفخانة، ثم اداء الواجب الاجتماعي في القرى المجاورة، وهو عَلَم القرية واحد كبار رموزها، ثم التنقل المتصل الي (شندي والي كبوشية) وله بهما تجارة وعلاقات ومعارف، ثم السفر المتصل الي الخرطوم، وهو يسعى بنفسه لشراء أو تجهيز اسبيرات الوابور، وهو التاجر والمزارع الذي يعمّر كل ما حوله، حتى أصبح رمز الجِدية الذي تتغني به (اهازيج المرحاكة):
    ودقه جابْ لنا الطاحونة .. وطاحونة الشيخ بقت مركونه
    ود دقه فكّر .. لا شِرب الخمره لا بِسكر
    كل ذلك عدا ما كان يقوم به من رحلات الي البقعة، للقاء الائمة، وسداد واجب انتمائه العقدي مع قادة الانصار وعامتهم، وهوبعد ذلك صاحب الدواويين المحتشدة ابداً بالضيوف واالاقارب والطلاب والعابرين، والعامرة بليالي المديح والمذاكرة الروحية والمفاكرة الدنيوية في شؤون الأهل القرية والمنطقة.
    ******
    ثم ينكب التلميذ عبد الرحمن على دروسه، رغم واجبات الحياة اليومية والسعاية والرعاية، ورغم البيئة المعاكسة للاستذكار و(القراية) بسبب عدم الاعتقاد في جدوى التعليم ... ثم يذهب الي (الريفية) ثم الي (خور طقت) وهنا وهناك يذكره كل من عاصره بأنه الفتي صاحب الخُلق والجد والاستقامة، ثم الي بخت الرضا وهو كذلك.... ثم مدرساً كأحسن ما يكون نموذج المدرسين التربويين، بل كان (التربوي) فيه، قبل (المدرّس وبعده)، ويشهد له بذلك زملاؤه وطلبته الذين ما فتئوا طوال حياته العامرة، يطرقون باب بيته انساً وعرفاناً بعد ان مرّت عليهم السنوات، وذهبت بهم الوظائف والمناصب مذاهبها. ولم يكن تلامذته- لحسن الطالع- حصراً على مدينة او مدينتين، إذ كان عبد الرحمن مدرساً جوالاً، لا يستنكف من الذهاب الي أي منطقة في السودان، فجاب البلاد من الشرق الي الغرب، ومن الشمال الي الصعيد، وترك في كل بقعة (والشهادة لله) سيرة حسنة، وغرساً طيباً وعطراً باقياً من الصداقة والمحبة..
    بخت الرضا لا يمكن ان تنسى عبدالرحمن مدرساً للمدرسين، وموجهاً للتربويين، ومديراً للفلاحة والبساتين، ومرجعاً في حقل التنمية الريفية، كأن بخت الرضا خُلقت له، او كأنه خُلق لها..أيامه بها طيبة زاهية، من (مبروكة) الي (قرية العمّال) إلى المزرعة، الي الفصول والقاعات والمسرح والمكتبة، لا يتأخر ولا يتكاسل صيفاً وخريفاً في رقعةٍ ذات مطر كثيف..وكما كان يقول حسب أصول واجب العمل في الجزيرة البريطانية: (المطر ليس بعذر للغياب)...
    *******
    في بخت الرضا وفي كل المدارس التي عمل بها، ونثر فيها بذور الفضائل، وغرس فيها أزهار التناسق والنظام، وزرع فيها شتلات الانضباط والتربية والتعاون، كما زرع فيها - حقيقة لا مجازاً- الورود اليانعة،ا ولأشجار الباسقة، والنخل النضيد... هل يمكن أن يتجاهل عبد الرحمن الطلبة المساكين واليتامى والمعوزين؟ وهو الذي كان يسأل الله، ويلحف في السؤال - بلسان الحال والمقال- أن يحشره في زمرة المساكين التائبين الأوابين؟
    ******
    ثم كانت بعثته الي انجلترا.. إلي (ريدنج) الريفية، وهي (الجبلاب في صورة سكسونية معكوسة)..المزارع المشذبة، والجداول الرقراقة، والسقوف القرميدية، والضاحية الهادئة.. فكان مصدر دهشة عرفَ بها الخواجات في ذلك الزمان ملامح الأصالة السودانية، والكرم الذي لا يرجي تعويضاً، والدماثة المتناهية، واحترام الآخر، وكراهة المداهنة والتدليس والتلصص، حتى انه أصبح مثالهم الذين يحكون
    به لمواطنيهم طبيعة السودانيين العجيبة، في الاستقامة والأصالة، والمودة والأمانة والصدق، والعزيمة والشكيمة مع لين العريكة.. وتشهد بذلك صداقاته التي امتدت مع من عرفوه من (أولاد جون) في ريدنج وما حولها، حتى أنهم أنهم ظلوا يكاتبونه لأزمان متطاولة، بل أنهم زاروه في ودنوباوي،عرفاناً ومودة، وكذلك كال لهم عبد الرحمن الود صاعين... وكانت معه في ريدنج (امرأة تقية) كانت له خير صديق ومعين..وكان عبد الرحمن يضع على جدار بيته لوحة - لم نكن وقتها على وعيٍ بمعناها- مكتوبٌ عليها بخطِ جميل:(البيوت بلا نساء صالحات كالقبور)..!!
    ********
    بعد البعثة جاء إلي السودان ليعطي ويعطي ويعطي.. في تأهيل المعلمين والمعلمات على اصول التربية والتعليم، يعطيهم من ذخيرته، ومن نجوى قلبه، ما يستطيعون ان يستعينوا به على معرفة كيف يكون المعلم مربياً، وكيف يكون أباً، وكيف يكون أماً :
    واذا رحمتَ فانت أمٌ او أبٌ ** هذان في الدنيا هما الرحماءُ...
    *********
    ثم ذهب مستشارا ثقافيا تعليمياً إلي موسكو، وقد رحم الله به طلبتها وطالباتها القادمين من السودان للدراسة في تلك البلاد الصعبة، وسيرته في ذلك يشهد عليها كل من عاصره هناك، وكل من لم يعاصره، وكل من جاء للدراسة بعده أو ذهب قبله، وكل من سمع به، أو سمع عنه، فقد كانت رعايته الأبوية التربوية نسيج وحدها، حيث ضربت نموذجاً صعب المُرتقي، جعل القياس عليه عسيراً، والمقارنة شاقة في تقييم عمل من كان قبله ومن جاء بعده في منصب الملحقية التعليمية بالسفارة، حتى عند مقارنة الذين لم يقصّروا في حدود مهام وظيفتهم.. ذلك أن عبد الرحمن لم بأخذ الأمر (أمر وظيفة)، بل أخذه من مقام الوالد للأبناء والبنات، ومن جانب الرحمة والعطف، والمسؤولية التي تعمل (أربعة وعشرين ساعة) والنخوة التي لا تنام، والضمير اليقظ والنفس اللوامة... وشاء الله أن كانت معه في موسكو، توأمة روحه وشريكة مصافاته، لتكون عوناً له في واجباته عسيرة الاحتمال، التي يفرضها على نفسه تجاه الآخرين..وكم كان سيكون أمره أكثر رَهقاً، لو لم تكن معه امرأة تؤمن بما يؤمن، من إيثار وحنو، ورعاية للطلاب، بحيث يصبح منزل الأسرة بيتهم، ومكان مَدَدهم ،وغوثهم الحياتي والروحي، فكان أباً للطلبة، وكانت لهم أماً بعد أمهاتهم.....
    ******
    ثم جاء إلي السودان وذكراه تغطي ارض الروسيا، ومحافل طلبتها ومبعوثيها حيث كانوا، واندغم في السودان في عمله المهني والاجتماعي بهمة لا تعرف قوانين (المشاهرة)، ولم يغيّر ما به ولم يتغيّر، وظل هكذا رافداً للعمل الوظيفي والعام، بهمة لا تفتر، حتى في زماننا المتأخر الذي تراخت فيه العزائم، وترك فيه الناس كتف جبل أُحد ركضا نحو الغنائم..
    ****
    لم يكن تجويد الوظيفة أو تحسين مصدر الرزق شاغله، فقد كان عضواً فاعلاً ومبادراً في كل (محضر خير) وفي كل جمعية نهضة، وكل مبادرة مساعدة لكل مَنْ يحتاجها، يقوم فيها بالمهام الشاقة بعيداً عن الأضواء والبهارج.. أما صلته للأرحام، أو إصلاحه لذات البين،فهي والله مما لا يمكن وصفه، فلم نشاهد من حولنا ما يمكن أن يجاريه، ولم نرَ أحداً مثله يستطيع أن يكون مقبولاً لكل المتشاكسين المختلفين من نساء ورجال الأقرباء والأباعد، وأما تواصله الاجتماعي في دائرة المعارف، وزملاء الدراسة، ودائرة الحي والمدينة، وأقران المهنة وغيرهم ، فمن العسير وصفه واستعادته.. واما عمله الخيرى من اجل قريته، فلا يمكن ان يقاس وقد ظل السنين الطوال قطب الرحي في جمعيتها الخيرية، وعلاوة على ذلك فهو متفقد المدارس والمرافق، وهو صاحب مبادرة خفض تكلفة الزواج الذي لم يعارضه معارض في شروط التغيير الصعبة، رغم اختلاف الأمزجة والأهواء والتقديرات.. وكذلك هو صاحب المبادرة وراعي التنفيذ في تطبيق خفض تكلفة المآتم، وهو حامل هموم القرية، المهموم بمساعدة ضعفائها... ثم هو صاحب العلاقات الممتدة بأهل بالقرى المجاورة الذي يعمل على إحياء واتصال (العلاقات الدفينة) بين المصاهرات المنسية.. ويشهد الله أن أسفاره الشاقة المستديمة للقرية في كل أمر وحادثة، كانت من أسباب مضاعفات مرضه، والكثير من آلامه الجسدية..ولكنه لا يسمع مناصحة أو مراجعة بضرورة الراحة، ومراعاة عامل السن والمرض.. فهو يرى انه لا يستطيع ان يتأخر عن واجب الزيارة والمشاركة في الأفراح والأتراح والمشاغل والطوارئ,, ثم لا مجال للحديث الكثير عن بره بقرابته واخوته وأخواته.. فذلك عطاء يصدر من صميم فؤاده... لا رياءً... أو (سد واجب)...
    *********
    وهو رجلٌ تعلق قلبه بالمساجد، ولن نتحدث عما بينه وبين ربه...وكان ينفر نفوراً عظيماً من ذكر الناس في غيبتهم، بالجد أو المزاح ..وكان صبوراً سمحاً لا يضيق بأحد ولا يستثقل أحداً.. وكان والله معيارنا في (الصاح والغلط)..ومرجعنا في الحلال والمكروه والمندوب.. وعمدتنا في النسب، وأخبار الأولين من الآباء والأجداد ومواريثهم..
    ولئن كان كلامنا عن عبد الرحمن (الأستاذ بحق) عنوانا للتربية الفاضلة، فللنظر إلي أبنائه وبناته، ونشهد الله من غير مداهنة ومنافقة، أنهم كانوا وظلوا التجسيد الحي للبر وحسن الخُلق.. وقد ذهب راضياً عنهم، وهو الصعب في معايير التربية، ورحل عنهم وهم راضون عن أبوته، صابرين على فقده، رغم محبتهم التي لا تضارعها محبة له، لأنهم يرون انه قد أدى رسالته كأفضل ما يجب، وكان أباً مربياً بأقصي ما تحتمله مقاييس وواجبات الأبوة.. والكمال لله.. والله نسأله المغفرة وحسن المتاب.
    :::::::::::::::::
                  

12-23-2010, 06:05 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاضرة بعنوان: ميـزان الاستقـامة ...الامام الصادق المهدي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الفقد فوق الاحتمال...
    ونيرانو لسه مؤاججة
    يانارو فينا الما إنطفت ...
    متل الشموس متوهجة
    أبقيلنا زي مرشد .... دليل ...
    قودي الخيول المسرجة
    وديها لى عالم جميل ...
    حيث المبادئ والقيم ...
    والتربية البي منهجا

    ياذكرتو المابتتنسي
    في لجة البحر العميق ....
    ابقيلنا زى طوق النجاة
    ما فتّ من خاطرنا يوم ...
    لكنو كان وكت الرحيل ...
    بالفرقة بيننا أوانو جا

    وما غبت ياسيد الفضل
    في ظلمة الليل البهيم ...
    نلقاك زي بدر الدجى
    ما لينا غير سيرتك كلام ...
    في ليل سمرنا كما الحجى
    واسع كما الحوش الفسيح ...
    لا إنسد باباً ليهو يوم ...
    لا منو إنقطع الرجا
    عابد الرحمن دقة
    راجل بلا البحر الوسيع ...
    ماشفنا شيتاً بيشبهو ...
    عطاي كما مطر السقا
    في بذلو... في الجود .. في الكرم ...
    نادر مثيلو إن إتلقى
    في الحق كما السيف ما بيلين ...
    والنية صافية وصادقة
    وفي عطفو حاني كما النسيم ...
    وشتلات محنتو مورقة
    وفي صدقو يشهدلو الجميع ...
    مع الخلايق وخالقا
    لمّ القبيلة وشملها .. .
    بحكمتو وما فرّقا
    أهدينا للدرب العديل ...
    ياضي شموسو المشرقة
    وياربي يشرب سلسبيل ...
    من جنتك يوم اللقا
    وروحك ترفرف في النعيم ...
    ياعبد الرحمن ود دقة
    لمياء حسن بشارة
    14 ديسمبر 2010
                  

12-23-2010, 06:07 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاضرة بعنوان: ميـزان الاستقـامة ...الامام الصادق المهدي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)
                  

12-23-2010, 06:32 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاضرة بعنوان: ميـزان الاستقـامة ...الامام الصادق المهدي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    الله اكبر ولله الحمد
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de